دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 11:00 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الفضائل: الباب الرابع:فضائل الصحابة رضي الله عنهم (2)

الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم
الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم
نوع أول
6370 - (د ت) سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: قال رياح بن الحارث: «كنت قاعدا عند فلان في الكوفة في المسجد، وعنده أهل الكوفة، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فرّحب به وحيّاه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيس بن علقمة، فاستقبله، فسبّ وسبّ، فقال سعيد: من يسبّ هذا الرجل؟ قال: يسبّ عليّا، فقال: ألا أرى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسبّون عندك، ثم لا تنكر ولا تغيّر؟ أنا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول - وإني لغنيّ أن أقول عليه ما لم يقل، فيسألني عنه غدا إذا لقيته -: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجرّاح في الجنة، وسكت عن العاشر.
قالوا: ومن هو العاشر؟ فقال سعيد بن زيد -يعني نفسه - ثم قال: والله لمشهد رجل منهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغبرّ فيه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عمّر عمر نوح».
زاد رزين: ثم قال: «لا جرم لمّا انقطعت أعمارهم: أراد الله أن لا يقطع الأجر عنهم إلى يوم القيامة، والشّقيّ من أبغضهم، والسعيد من أحبّهم».
وفي رواية عبد الرحمن بن الأخنس: «أنه كان في المسجد، فذكر رجل عليّا، فقام سعيد بن زيد، فقال: أشهد على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أني سمعته يقول: عشرة في الجنة: النبيّ في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحة بن عبيد الله في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، ولو شئت لسمّيت العاشر، قال: فقالوا: من هو؟ فسكت، فقالوا: من هو؟ قال: سعيد بن زيد».
وفي رواية عبد الله بن ظالم المازني قال: سمعت سعيد بن زيد [بن عمرو بن نفيل] «لما قدم فلان الكوفة قام فلان خطيبا، فأخذ بيدي سعيد بن زيد، فقال: ألا ترى إلى هذا الظالم؟ فأشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم إيثم - قال ابن إدريس: والعرب تقول: إيثم، وآثم - قلت: ومن التسعة؟ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على حراء: اثبت حراء، إنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد. قلت: ومن التسعة؟ قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، قلت: ومن العاشر؟ فتلكّأ هنيهة، ثم قال: أنا». أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي الرواية الآخرة، وأول حديثه قال: «أشهد على التسعة أنهم في الجنة...» وذكره.
وله في أخرى عن عبد الرحمن بن الأخنس عن سعيد بن زيد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نحوه بمعناه، هكذا قال، ولم يذكر لفظه.
وله في أخرى: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي، وعثمان، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن، وأبو عبيدة، وسعد بن أبي وقّاص، قال: فعدّ هؤلاء التسعة، وسكت عن العاشر، فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور، من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة، قال: هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل». قال الترمذي: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: هذا الحديث أصح من الأول - يعني به: الحديث الذي يجيء بعد هذا عن عبد الرحمن بن عوف.

[شرح الغريب]
لم إيثم: لغة لبعض العرب، يقولون: إيثم مكان: آثم.
فتلكأ: أي: توقف في الشيء يريد أن يقوله أو يفعله.
ننشدك، نشدته أنشده: إذا سألته وأقسمت عليه.
حراء: جبل بمكة، وأصحاب الحديث يقصرونه، وأكثرهم يفتح الحاء، ويكسر الراء، كذا قال الخطابي، قال: وذلك غلط منهم في ثلاثة مواضع يفتحون الحاء وهي مكسورة، ويكسرون الراء وهي مفتوحة، ويقصرون الكلمة وهي ممدودة.

6371 - (ت) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزّبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقّاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة».
وفي رواية عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- [نحوه]، ولم يذكر عبد الرحمن بن عوف. أخرجه الترمذي.

6372 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أخبر أنه «توضأ في بيته، ثم خرج، فقال: لألزمنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولأكوننّ معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد، فسأل عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: خرج وجه هاهنا، قال: فخرجت على إثره أسأل عنه، حتى دخل بئر أريس، قال: فجلست عند الباب - وبابها من جريد - حتى قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاجته وتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس، وتوّسط قفّها، وكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر، قال: فسلّمت عليه، ثم انصرفت فجلست عند الباب، فقلت: لأكوننّ بوّاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك، قال: ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن؟ فقال: ائذن له، وبشّره بالجنة، فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشّرك بالجنة، قال: فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معه في القّفّ، ودلّى رجليه في البئر، كما صنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان - يعني أخاه - خيرا يأت به، فإذا إنسان يحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت: على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسلّمت عليه، وقلت: هذا عمر يستأذن؟ فقال: ائذن له، وبشّره بالجنة، فجئت عمر، فقلت: ادن ادخل، ويبشّرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القفّ عن يساره، ودلّى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا - يعني أخاه - يأت به، فجاء إنسان، فحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفّان، فقلت: على رسلك، قال: وجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته فقال: ائذن له، وبشّره بالجنة مع بلوى تصيبه، قال: فجئت فقلت: ادخل، ويبشّرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة بعد بلوى تصيبك، قال: فدخل فوجد القفّ قد ملئ، فجلس وجهاهم من الشّقّ الآخر».
قال سعيد بن المسيب: فأوّلت ذلك قبورهم اجتمعت هاهنا، وانفرد عثمان عنهم.
وفي رواية قال: «خرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته، وخرجت في أثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه، وقلت: لأكوننّ اليوم بوّاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يأمرني، وذهب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وقضى حاجته، وجلس على قفّ البئر...» وذكر الحديث.
وفي رواية: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل حائطا، وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل...» وذكر الحديث، وفيه: «أن عثمان قال - حين بشّره -: اللهم صبرا، أو الله المستعان». وفيه: «أنّ كلّ واحد منهم قال حين بشره [بالجنة]: الحمد لله». وفيه: «أن عثمان قال: الحمد لله، الله المستعان»، وفيه: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قد كشف عن ركبتيه، فلما دخل عثمان غطّاهما».
وفي أخرى: «بينما أنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حائط من حوائط المدينة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد في مكان فيه ماء، متّكئ يركز بعود معه بين الماء والطين، إذ استفتح رجل...». وساق الحديث. أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «انطلقت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل حائطا للأنصار، فقضى حاجته، فقال لي: يا أبا موسى، املك عليّ الباب، لا يدخلنّ عليّ أحد إلا بإذن، فجاء رجل، فضرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، فقلت: يا رسول الله،هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له، وبشّره بالجنة، فدخل،وجاء رجل آخر، فضرب الباب، قلت: من هذا؟ قال: عمر، فقلت: هذا عمر يا رسول الله يستأذن، فقال: افتح له، وبشره بالجنة، فجاء رجل آخر فضرب الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان، قلت: يا رسول الله، هذا عثمان يستأذن، قال: افتح له، وبشّره بالجنة على بلوى تصيبه».

[شرح الغريب]
ص 565

6373 - (ت) عقبة بن علقمة اليشكري: قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت أذني من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «طلحة والزبير جاراي في الجنة». أخرجه الترمذي.
6374 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الجنة تشتاق إلى ثلاثة: عليّ، وعمّار، وسلمان». أخرجه الترمذي.
نوع ثان
6375 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كان على حراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: اهدأ، فما عليك إلا نبيّ أو صدّيق، أو شهيد».
وفي رواية: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان على جبل حراء،فتحرّك،فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اسكن حراء، فما عليك إلا نبيّ، أو صدّيق، أو شهيد، وعليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص». زاد في رواية بعد: «عثمان»: «وعليّ». أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي مثل الأولى، وقال: «اهدأ، فما عليك إلا نبيّ، أو صدّيق، أو شهيد».

6376 - (خ د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثبت أحد - أراه ضربه برجله - فإنما عليك نبيّ وصدّيق وشهيدان».
وفي رواية: «اثبت، فما عليك إلا نبيّ أو صدّيق، أو شهيد». أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي.

[شرح الغريب]
اهده، اهده: أمر للجبل بالهدوء، وهو السكون والهاء للسكت.

نوع ثالث
6377 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله عمر، وأشدّهم حياء عثمان، وأقضاهم عليّ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبيّ بن كعب، ولكلّ قوم أمين، وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح، وما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ، أشبه عيسى عليه السلام في ورعه، قال عمر: أفنعرف له ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، فاعرفوا له». أخرجه الترمذي مفرّقا في موضعين، أحدهما إلى قوله: «أبو عبيدة بن الجراح»، والآخر إلى آخره عن أبي ذرّ.
وأورده رزين هكذا حديثا واحدا.

[شرح الغريب]
أظلت الخضراء: الخضراء: السماء، وإظلالها: تغطيتها لما تحتها.
أقلت الغبراء: الغبراء: الأرض، لأن الغبرة لونها، كما أن الخضرة لون السماء حيث هي زرقاء، والزرقة البعيدة كالخضرة،وإقلال الأرض: حملها لما فوقها.
لهجة: اللهجة: اللسان والنطق.

6378 - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: ذكر عنده عبد الله بن مسعود، فقال: لا أزال أحبّه، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله، وسالم، ومعاذ، وأبيّ بن كعب».
وفي رواية: «استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود - فبدأ به - وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ، وأبيّ». أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة».

6379 - (ت) يزيد بن عميرة - رحمه الله -: قال: لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن، أوصنا، قال: «أجلسوني ففعلنا، فقال: إنّ العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما - يقول ذلك ثلاث مرات - التمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدّرداء، وعند سلمان الفارسيّ - زاد رزين: صاحب الكتابين: الإنجيل والقرآن، ثم اتفقا - وعند [عبد الله] بن مسعود، و[عبد الله] بن سلام الذي كان يهوديّا فأسلم: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنه عاشر عشرة في الجنة». أخرجه الترمذي.
6380 - (خ م) علقمة - رحمه الله -: قال: «قدمت الشام، فصلّيت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسّر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسّر لي جليسا صالحا، فيسّرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أو ليس فيكم ابن أمّ عبد صاحب النّعلين والوسادة والمطهرة - يعني: ابن مسعود -؟ وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسانه نبيّه - يعني: عمارا؟- أو ليس فيكم صاحب سرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه أحد غيره - يعني حذيفة -؟ ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: واللّيل إذا يغشى فقرأت: (واللّيل إذا يغشى، والذّكر والأنثى) قال: والله لقد أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فيه إلى فيّ». أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري نحوه، وفيه: «أليس فيكم - أو منكم - صاحب السّرّ الذي لا يعلم غيره، يعني حذيفة، قال: قلت: بلى، قال: أليس منكم - أو منكم - الذي أجاره الله على لسان نبيه، يعني من الشيطان؟ - يعني عمارا - قال: بلى، قال: أو ليس فيكم - أو منكم - صاحب السّواك؟ - أو السّواد - قال: بلى، قال: كيف كان عبد الله يقرأ: واللّيل إذا يغشى، والنّهار إذا تجلّى؟ قلت: والذّكر والأنثى قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».

[شرح الغريب]
السواد،والسواد، بكسر السين: السرار، تقول: ساودته مساودة وسوادا، فكأنه من إدناء سوادك من سواده، وهو الشخص.

6381 - (ت) خيثمة بن أبي سبرة - رحمه الله -: قال: «أتيت المدينة فسألت الله أن ييسّر لي جليسا صالحا، فيسّر لي أبا هريرة، فجلست إليه، فقلت له: إني سألت الله أن ييسّر لي جليسا صالحا، فوفّقت لي، فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، جئت ألتمس الخير وأطلبه، فقال: أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة؟ وابن مسعود، صاحب طهور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونعليه؟ وحذيفة، صاحب سرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ وعمّار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيّه؟ وسلمان، صاحب الكتابين؟ قال قتادة: والكتابان: الإنجيل والقرآن». أخرجه الترمذي.
6382 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رحم الله أبا بكر، زوّجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وصحبني في الغار، وأعتق بلالا من ماله، رحم الله عمر، يقول الحق وإن كان مرّا، تركه الحقّ [وما له من صديق]، رحم الله عثمان، تستحي منه الملائكة، رحم الله عليّا، اللهم أدر الحقّ معه حيث دار». أخرجه الترمذي.
6383 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال: «كنّا جلوسا عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللّذين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمّار وما حدّثكم ابن مسعود فصدّقوه». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الهدي: السمت والطريقة والسيرة.

6384 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اقتدوا بالّلذين من بعدي من أصحابي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمّار، وتمسّكوا بعهد ابن مسعود». أخرجه الترمذي.
نوع رابع
6385 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أري الليلة رجل صالح، كأنّ أبا بكر نيط برسول الله، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر، قال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلنا: أمّا الرجل الصالح، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأما نوط بعضهم ببعض، فهم ولاة الأمر الذي بعث الله به نبيّه -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
نيط: نطت هذا الأمر بفلان: أي علقته به وضممته إليه.

6386 - (ت د) أبو بكرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم: «من رأى الليلة رؤيا؟ فقال رجل: أنا، رأيت كأنّ ميزانا أنزل من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر، فرجح أبو بكر بعمر، ووزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان، قال: فرأينا الكراهية في وجه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه أبو داود، والترمذي.
وفي أخرى لأبي داود إلى قوله: «ثم رفع الميزان»، ثم قال: «فاستاء لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - يعني: فساءه ذلك - فقال: خلافة نبوّة، ثم يؤتي الله عزّ وجلّ الملك من يشاء».

[شرح الغريب]
فاستاء لها: استاء لهذا الأمر،أي: ساءه وحزنه، وهو افتعل من السوء،وقد جاء في بعض الحديث قال: «فاستالها» أي: أولها.والوجه الأول.

6387 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أن رجلا قال: «يا رسول الله، رأيت كأنّ دلوا دلّي من السماء، فجاء أبو بكر، فأخذ بعراقيها، فشرب شربا ضعيفا، ثم جاء عمر، فأخذ بعراقيها، فشرب حتى تضلّع، ثم جاء عثمان، فأخذ بعراقيها، فشرب حتى تضلّع، ثم جاء عليّ، فأخذ بعراقيها، فانتشطت، وانتضح عليه منها شيء». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
بعراقيها: عراقي الدلو: عراها، وهي جمع عرقوة.
تضلع: شرب حتى تضلع، أي: حتى امتلأ ريّا.
فانتشطت: الأنشوطة: العقدة، والانتشاط: انحلال العقدة، ومنه أنشطت عقال البعير: إذا حللته.
انتضح: الانتضاح: رشاش الماء على الثوب ونحوه.

6388 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرّميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك، [قال]: فولّيت مدبرا، فبكى عمر، وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟». أخرجه البخاري، ومسلم.
[شرح الغريب]
خشفة: الخشف، والخشفة: الصوت ليس بالعالى المرتفع، وقيل: الخشفة - بالسكون - الصوت، وبالتحريك: الحركة.

6389 - (ت) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «أصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدعا بلالا، فقال: [يا] بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة [قطّ] إلا سمعت خشخشتك أمامي، دخلت البارحة، فسمعت خشخشتك، أمامي، فأتيت على قصر مربّع مشرف من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب، فقلت: أنا عربيّ، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلت: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمّة محمد، قلت: أنا محمّد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فقال بلال: يا رسول الله، ما أذّنت قطّ إلا صلّيت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضّأت عنده، ورأيت أن للّه عليّ ركعتين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بهما».
قال الترمذي: ومعنى قوله: «دخلت الجنة البارحة»، يعني: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة، هكذا روي في بعض الحديث. أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
خشخشتك: الخشخشة أيضا: الصوت والحركة.
مشرف: بناء مشرف: له شرف في أعلاه.

نوع خامس
6390 - (ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله -: قال: «قلت لعائشة: أيّ أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان أحبّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثمّ من؟ قالت: عمر، قلت: ثمّ من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثمّ من؟ فسكتت». أخرجه الترمذي.

6391 - (خ م ت) عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه على جيش ذات السّلاسل، قال: فأتيته فقلت: أيّ الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب، فعدّ رجالا».
زاد في رواية: قال: «فسكتّ مخافة أن يجعلني في آخرهم».
وفي رواية قال: «قلت: لست أسألك عن أهلك، إنما أسألك عن أصحابك؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر». أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرج الترمذي إلى قوله: «أبوها».

6392 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: «كنت جالسا إذ جاء عليّ والعباس يستأذنان، فقالا: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، عليّ والعباس يستأذنان، قال: أتدري ما جاء بهما؟ قلت: لا، قال: لكني أدري، ائذن لهما، فدخلا، فقالا: يا رسول الله، جئناك نسألك: أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال: فاطمة بنت محمد، قالا: ما جئناك نسألك عن أهلك، قال: أحبّ أهلي إليّ: من [قد] أنعم الله عليه وأنعمت عليه: أسامة بن زيد، قالا: ثم من؟ قال: [ثم] عليّ بن أبي طالب، فقال العباس: يا رسول الله جعلت عمّك آخرهم، قال: إنّ عليّا سبقك بالهجرة». أخرجه الترمذي.
6393 - (ت) بريدة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله تبارك وتعالى أمرني بحبّ أربعة، وأخبرني أنه يحبّهم، قيل: يا رسول الله سمّهم لنا، قال: عليّ منهم - يقول ذلك ثلاثا - وأبو ذر، والمقداد، وسلمان، أمرني بحبّهم، وأخبرني أنه يحبّهم». أخرجه الترمذي.
نوع سادس
6394 - (خ د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كنّا نخيّر [بين الناس] في زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نخيّر أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان». أخرجه البخاري.وله في رواية قال: «كنّا زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا نفاضل بينهم». وأخرج أبو داود الثانية، ولأبي داود: «كنا نقول ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيّ: أفضل أمّة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعده: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان». وفي رواية الترمذي: «كنّا نقول ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حي: أبو بكر، وعمر، وعثمان».

نوع سابع
6395 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نعم الرجل أبو بكر، نعم الرّجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد ابن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شمّاس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح». أخرجه الترمذي.

6396 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ كلّ نبيّ أعطي سبعة نجباء رفقاء-و [قال]: رقباء - وأعطيت أنا أربعة عشر، قلنا: من هم؟ قال: أنا، وابناي، وجعفر،وحمزة،وأبو بكر،وعمر، ومصعب بن عمير، وبلال، وسلمان،وعمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، [وأبو ذر، والمقداد]». أخرجه الترمذي.
6397 - (خ) عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان، وأبو بكر». أخرجه البخاري.
6398 - (م) عائذ بن عمرو: «أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر بالمدينة، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟ فأتى أبو بكر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره، فقال: يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا، ثم قالوا: يغفر الله لك يا أخي»أخرجه مسلم.
6399 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو نازل بالجعرانة، بين مكة والمدينة، ومعه بلال، فأتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أعرابيّ، فقال: ألا تنجز لي يا محمد ما وعدتني؟ فقال له: أبشر، فقال: قد أكثرت عليّ من «أبشر»، فأقبل عليّ وعلى بلال كهيئة الغضبان، فقال: إنّ هذا ردّ البشرى، فاقبلا أنتما، فقلنا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء، فغسل وجهه ويديه وفيه، ومجّ فيه، ثم قال: اشربا، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما، وأبشرا، فأخذنا القدح، ففعلنا، فنادت أمّ سلمة من وراء السّتر: أن أفضلا لأمّكما في إنائكما، فأفضلنا لها منه طائفة». أخرجه البخاري، ومسلم.
6400 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّ رجلين من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خرجا من عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة، ومعهما مثل المصباحين [يضيئان] بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد، حتى أتى أهله».
وفي رواية قال: «كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فخرجا في ليلة مظلمة، فإذا نور بين أيديهما...» وذكر نحوه. أخرجه البخاري.

6401 - (م) ابن أبي مليكة - رضي الله عنه -: قال: «سمعت عائشة وسئلت: من كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستخلفا لو استخلف؟ قالت: أبو بكر، فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر، قيل لها: من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، ثم انتهت إلى هذا». أخرجه مسلم.
6402 - (خ) سعد بن عبيدة - رحمه الله -: قال: «جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان، فذكر محاسن عمله، فقال: لعلّ ذاك يسوؤك؟ قال: نعم، قال: فأرغم الله أنفك، ثم سأله عن عليّ؟ فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك، بيته أوسط بيوت النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: أجل، قال: فأرغم الله أنفك، انطلق فاجهد عليّ جهدك». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
فأرغم الله أنفك: أي: أهانك وأذلك، وأصله من الرّغام، وهو التراب، كأنه ألصق أنفه بالتراب.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفضائل, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir