اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق
استشكال ورد لدي وهوا أن الشيخ عبدالعزيز الداخل يقول (لا يطلب حفظ كلام المفسرين) وبعض المشرفين يقولون (نوصي الطالب بالتدرّب مع حفظ القول بحفظ أسماء القائلين به من السلف ومن المفسّرين، وهذا ليس ملزم في الفترة الحالية) وقال(عند مذاكرة التفسير يجب حفظ الأدلّة من القرآن والسنة)
يعني فيه هناك حفظ اقوال وهذا غير كلام الشيخ الداخل ؟؟
وغير كلامكم لأنكم اجبتموني بأني أقرأ المقرر فقط
أرجو التوضيح لي بوركتم
|
تعلم أستاذنا الفاضل أن هذه المقرّرات فيها اختبارات، فلابد أن يفهم منها الطالب ويحفظ ما يستعد به للاختبار.
وكتب التفسير ليست كالكتب الدراسية المختصرة التي قد يسهل حفظها عن ظهر قلب على بعض الطلاب، وحينما يقرأ الطالب المبتديء في كتب التفسير يتحيّر ماذا يأخذ وماذا يدع، فقول الشيخ -حفظه الله- أن الطالب غير ملزم بحفظ كلام المفسّرين، يقصد عدم حفظ أقوالهم بنصّها، بل يلخّص في دفتره ما فهمه من كلامهم ويعبّر عنه بأسلوبه الخاصّ، ويكون ذلك مرجعه في المذاكرة.
أما قولنا: (نوصي الطالب بالتدرّب مع حفظ القول بحفظ أسماء القائلين به من السلف ومن المفسّرين، وهذا ليس ملزم في الفترة الحالية) و: (عند مذاكرة التفسير يجب حفظ الأدلّة من القرآن والسنة).
فهذا تفصيل ما يتوجّب على الطالب أخذه، وله أن يدع ما سواه مما قد يعدّ استطرادا وزيادة في المسألة.
فلابد من حفظ الأقوال المختلفة في المسألة التفسيرية، ولابد أن يعرف أدلة كل قول وحجّته حتى يتمكّن من فهم مستند هذه الأقوال وحجّتها ويستطيع أن يميّز صحيحها من ضعيفها، وليس شرطا أن يحفظها كلها إذا كانت كثيرة، بل له أن يكتفي بأهمها، وكما أشرنا يجب حفظ نصوص القرآن، ويمكن رواية الأحاديث بالمعنى لمن لم يضبط النصّ.
وأخيرا لابد من معرفة أصحاب كل قول، فشتّان مثلا ما بين قول صحابي في المسألة، وقول مفسّر آخر ضعيف أو متّهم أو مجهول، فالأدلة على مراتب، والمفسّرون وأصحاب الأقوال على درجات، وكل ذلك مما يؤثّر في اعتبار الأقوال والوصول إلى القول الصحيح في المسألة.
ولأن حفظ أسماء الرواة والمفسّرين من الصعوبة بمكان على الطالب المبتديء، فنحن نوصيه بالتدرّب عليها شيئا فشيئا، فيقول هذا قول ابن عباس وهذ قول ابن مسعود ونحوه، لا يكثر على نفسه في البداية وليحفظ ما يتيسّر له حفظه فقط، وإذا ترك الإسناد في هذه المرحلة فلا حرج عليه إن شاء الله.
ولنأخذ مثالا على ما ذكرناه:
مسألة: المراد بالليلة المباركة في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، فيه قولان:
القول الأول: أنها ليلة القدر في رمضان.
القول الثاني: أنها ليلة النصف من شعبان.
لا شكّ أن حفظ هذين القولين مطلوب، وهو سهل ميسور كما ترى، وحفظ الأقوال أي حصرها ومعرفتها، وليس يراد به الحفظ الذي تكلمنا عنه وهو حفظ نصوص كلام المفسّرين فيها.
من الجيّد أن يتعرّف طالب التفسير على أصحاب كل قول، والدليل الذي استدلّ به كل فريق لقوله.
فأصحاب القول الأول استدلّوا بأدلّة كثيرة أظهرها وأهمّها قول الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إن أنزلناه في ليلة القدر}، غير الأحاديث النبوية.
والقول الآخر مستنده حديث ضعيف لا يعارض به نصّ القرآن الصريح، كما أن أصحاب القول الأول هم جمهور المفسّرين.
أرجو أن يكون المثال واضحا، والأمر سهل بإذن الله فلا تعجل، وأشكر لك حرصك وسؤالك، وفقك الله وبلّغك القبول.