دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الأولى 1431هـ/30-04-2010م, 07:00 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الجهاد

جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الإسلام من غير تقدم الإعلام بالإغارة
حديث عبد الله بن عمر، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارّون، وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريّهم، وأصاب يومئذ جويرية وكان عبد الله بن عمر في ذلك الجيش.
أخرجه البخاري في: 49 كتاب العتق: 13 باب من ملك من العرب رقيقًا.
في الأمر بالتيسير وترك التنفير
حديث أبي موسى ومعاذ عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه، قال: بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم جدّه أبا موسى ومعاذًا إلى اليمن، فقال: "يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا".
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 60 باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.

حديث أنس، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: "يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا".
أخرجه البخاري في: 3 كتاب العلم: 11 باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا.
تحريم الغدر
حديث ابن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إنّ الغادر ينصب له لواء يوم القيامة "فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان.
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 99 باب ما يدعى الناس بآبائهم.

حديث عبد الله بن مسعود، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لكلّ غادر لواء يوم القيامة، ينصب يوم القيامة يعرف به".
أخرجه البخاري في: 58 كتاب الجزية: 22 باب إثم الغادر للبر والفاجر.
جواز الخداع في الحرب
حديث جابر بن عبد الله، قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة".
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 157 باب الحرب خدعة.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم الحرب خدعةً.
أخرجه البخاري في: كتاب الجهاد: 157 باب الحرب خدعة.
كراهة تمني لقاء العدوّ، والأمر بالصبر عند اللقاء
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تمنّوا لقاء العدوّ، فإذا لقيتموهم فاصبروا".
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 156 باب لا تمنوا لقاء العدو.

حديث عبد الله بن أبي أوفى كتب إلى عمر بن عبيد الله، حين خرج إلى الحروريّة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيّامه الّتي لقي فيها العدوّ انتظر حتّى مالت الشّمس، ثمّ قام في النّاس فقال: "أيّها النّاس لاتمنّوا لقاء العدوّ، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السّيوف ثمّ قال: اللّهمّ منزل الكتاب، ومجري السّحاب، وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 156 باب لا تمنوا لقاء العدو.
تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب
حديث عبد الله بن عمر، أنّ امرأةً وجدت، في بعض مغازي النّبيّ صلى الله عليه وسلم، مقتولةً؛ فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النّساء والصّبيان.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 147 باب قتل الصبيان في الحرب.
جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد
حديث الصّعب بن جثّامة، قال: مرّ بي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالأبواء أو بودّان، وسئل عن أهل الدّار يبيّتون من المشركين، فيصاب من نسائهم وذراريّهم قال: هم منهم.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 146 باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري.
جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها
حديث ابن عمر، قال: حرّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نخل بني النّضير وقطع، وهي البويرة، فنزلت {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن الله}.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 14 باب حديث بني النضير.
تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غزا نبيّ من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبن بها، ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنمًا أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا، فدنا من القرية صلاة العصر، أو قريبًا من ذلك فقال للشّمس: إنّك مأمورة وأنا مأمور، اللّهمّ احبسها علينا فحبست حتّى فتح الله عليه؛ فجمع الغنائم، فجاءت (يعني النّار) لتأكلها فلم تطعمها؛ فقال: إنّ فيكم غلولاً، فليبايعني من كلّ قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده فقال: فيكم الغلول فليبايعنى قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال: فيكم الغلول فجاءوأ برأس مثل رأس بقرة من الذّهب فوضعوها، فجاءت النّار فأكلتها ثمّ أحلّ الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلّها لنا".
أخرجه البخاري في: 57 كتاب فرض الخمس: 8 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أحلت لكم الغنائم.
الأنفال
حديث ابن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سريّةً، فيها عبد الله، قبل نجد، فغنموا إبلاً كثيرًا، فكانت سهامهم اثني عشر بعيرًا أو أحد عشر بعيرًا؛ ونفّلوا بعيرًا بعيرًا.
أخرجه البخاري في: 57 كتاب فرض الخمس: 15 باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين.

حديث ابن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفّل بعض من يبعث من السّرايا لأنفسهم خاصّةً، سوى قسم عامّة الجيش.
أخرجه البخاري في: 57 كتاب فرض الخمس: 15 باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين.
استحقاق القاتل سلب القتيل
حديث أبي قتادة رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين فلمّا التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلاً من المشركين علا رجلاً من المسلمين فاستدرت حتّى أتيته من ورائه حتّى ضربته بالسّيف على حبل عاتقه، فأقبل عليّ فضمّني ضمّةً وجدت منها ريح الموت ثمّ أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطّاب، فقلت: ما بال النّاس قال: أمر الله
ثمّ إنّ النّاس رجعوا، وجلس النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "من قتل قتيلاً له عليه بيّنة، فله سلبه" فقمت فقلت: من يشهد لي ثمّ جلست ثمّ قال: "من قتل قتيلاً له عليه بيّنة، فله سلبه فقمت" فقلت: من يشهد لي ثمّ جلست ثمّ قال الثالثة مثله فقال رجل: صدق يا رسول الله وسلبه عندي، فأرضه عنّي فقال أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه: لاها الله، إذا يعمد إلى أسد من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، يعطيك سلبه فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "صدق فأعطاه"، فبعت الدّرع فابتعت به مخرفًا في بني سلمة، فإنّه لأوّل مال تأثّلته في الإسلام.
أخرجه البخاري في: 7 كتاب فرض الخمس: 18 باب من لم يخمس الأسلاب، ومن قتل قتيلاً فله سلبه.

حديث عبد الرّحمن بن عوف، قال: بينا أنا واقف في الصّفّ يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنّيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عمّ هل تعرف أبا جهل قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي قال: أخبرت أنّه يسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والّذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتّى يموت الأعجل منّا فتعجّبت لذلك فغمزني الآخر، فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في النّاس، قلت: ألا إنّ هذا صاحبكما الّذي سألتماني فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حتّى قتلاه، ثمّ انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبراه، فقال: أيّكما قتله قال كلّ واحد منهما: أنا قتلته؛ فقال: هل مسحتما سيفيكما قالا: لا فنظر في السّيفين، فقال: كلاكما قتله، سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وكانا معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح.
أخرجه البخاري في: 57 كتاب فرض الخمس: 18 باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلاً فله سلبه .
حكم الفيء
حديث عمر رضي الله عنه، قال: كانت أموال بني النّضير ممّا أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصّةً، وكان ينفق على أهله نفقة سنته، ثمّ يجعل ما بقي في السّلاح والكراع، عدّةً في سبيل الله.
أخرجه البخاري في: 34 كتاب الجهاد والسير: 80 باب المجن من يتترس بترس صاحبه.

حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، عن مالك بن أوس بن الحدثان النّصريّ، أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، دعاه، إذ جاءه حاجبه يرفا، فقال: هل لك في عثمان وعبد الرّحمن والزّبير وسعد يستأذنون فقال: نعم، فأدخلهم فلبث قليلاً، ثمّ جاء فقال: هل لك في عبّاس وعليّ يستأذنان قال: نعم فلمّا دخلا قال عبّاس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا، وهما يختصمان في الّذي أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من بني النّضير؛ فاستبّ عليّ والعبّاس فقال الرّهط: يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر: اتّئدوا، أنشدكم بالله الّذي بإذنه تقوم السّماء والأرض هل تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا نورث، ما تركنا صدقة يريد بذلك نفسه قالوا: قد قال ذلك فأقبل عمر على عبّاس وعليّ، فقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك قالا: نعم قال: فإنّي أحدّثكم عن هذا الأمر، إنّ الله سبحانه كان خصّ رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدًا غيره، فقال جلّ ذكره وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب إلى قوله قدير فكانت هذه خالصةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ، والله ما احتازها دونكم، ولا استأثرها
عليكم، لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتّى بقي هذا المال منها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثمّ يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته ثمّ توفّي النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: فأنا وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنتم حينئذ فأقبل على عليّ وعبّاس، وقال: تذكران أنّ أبا بكر فيه كما تقولان، والله يعلم إنّه فيه لصادق بارّ راشد تابع للحقّ ثمّ توفّى الله أبا بكر، فقلت: أنا وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، والله يعلم أنّي فيه صادق بارّ راشد تابع للحقّ ثمّ جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة، وأمركما جميع، فجئتني (يعني عبّاسًا) فقلت لكما: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة فلمّا بدا لي أن أدفعه إليكما"، قلت: إن شئتما دفعته إليكما، على أنّ عليكما عهد الله وميثاقه، لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وما عملت فيه مذ وليت، وإلاّ فلا تكلّماني فقلتما: ادفعه إلينا بذلك، فدفعته إليكما
أفتلتمسان منّي قضاء غير ذلك فوالله الّذي بإذنه تقوم السّماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتّى تقوم السّاعة، فإن عجزتما عنه فادفعا إليّ، فأنا أكفيكماه.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 14 باب حديث بني النضير.
قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة
حديث عائشة، أنّ أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، حين توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أردن أن يبعثن عثمان إلى بكر يسألنه ميراثهنّ، فقالت عائشة: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نورث، ما تركنا صدقة.
أخرجه البخاري في: 85 كتاب الفرائض: 3 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نورث ما تركنا صدقة.

حديث عائشة، أنّ فاطمة عليها السّلام، بنت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممّا أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة"، إنّما يأكل آل محمّد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإنّي، والله لا أغيّر شيئًا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها الّتي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأعملنّ فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئًا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته، فلم تكلّمه حتّى توفّيت وعاشت بعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم ستّة أشهر، فلمّا توفّيت دفنها زوجها عليّ ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلّى عليها وكان لعليّ من النّاس وجه حياة فاطمة فلمّا توفّيت استنكر عليّ وجوه النّاس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر: أن ائتنا، ولا يأتنا أحد معك (كراهيةً لمحضر عمر) فقال عمر: لا، والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينّهم فدخل عليهم أبو بكر، فتشهّد عليّ، فقال: إنّا قد عرفنا فضلك
وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرًا ساقه الله إليك، ولكنّك استبددت علينا بالأمر، وكنّا نرى، لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، نصيبًا حتّى فاضت عينا أبي بكر فلمّا تكلّم أبو بكر قال: والّذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي، وأمّا الّذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير، ولم أترك أمرًا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلاّ صنعته فقال عليّ لأبي بكر: موعدك العشيّة للبيعة فلمّا صلّى أبو بكر الظّهر، رقي على المنبر فتشهّد، وذكر شأن عليّ وتخلّفه عن البيعة، وعذ ره بالّذي اعتذر إليه ثمّ استغفر، وتشهّد عليّ، فعظّم حقّ أبي بكر، وحدّث أنّه لم يحمله على الّذي صنع، نفاسةً على أبي بكر، ولا إنكارًا للّذي فضّله الله به، ولكنّا نرى لنا في هذا الأمر نصيبًا، فاستبدّ علينا، فوجدنا في أنفسنا فسرّ بذلك المسلمون، وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلى عليّ قريبًا، حين راجع الأمر المعروف.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 38 باب غزوة خيبر.

حديث عائشة أمّ المؤمنين، أنّ فاطمة عليها السّلام، ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألت أبا بكر الصّدّيق، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممّا أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة" فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتّى توفّيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستّة أشهر قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها ممّا ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك، وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال: لست تاركًا شيئًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلاّ عملت به، فإنّي أخشى، إن تركت شيئًا من أمره، أن أزيغ فأمّا صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى عليّ وعبّاس فأمّا خيبر وفدك فأمسكها عمر، وقال: هما صدقة رسول الله كانتا لحقوقه الّتي تعروه ونوائبه، وأمرهما إلى من ولي الأمر فهما على ذلك إلى اليوم.
أخرجه البخاري في: 57 كتاب فرض الخمس: 1 باب فرض الخمس.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يقتسم ورثتي دينارًا، ما تركت، بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي، فهو صدقة."
أخرجه البخاري في: 55 كتاب الوصايا: 32 باب نفقة القيم للوقف.
ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما عندك يا ثمامة فقال: عندي خير يا محمّد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت حتّى كان الغد ثمّ قال له: ما عندك يا ثمامة قال: ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتّى كان بعد الغد فقال: ما عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك فقال: أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نجل قريب من المسجد فاغتسل، ثمّ دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله يا محمّد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدّين إليّ والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ، وإنّ خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى فبشّره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلمّا قدم مكّة، قال قائل: صبوت قال: لا، ولكن أسلمت مع محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا، والله لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 70 باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة ابن أثال.
إجلاء اليهود من الحجاز
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينما نحن في المسجد، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "انطلقوا إلى يهود" فخرجنا معه حتّى جئنا بيت المدراس، فقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فناداهم: "يا معشر يهود أسلموا تسلموا" فقالوا: قد بلّغت، يا أبا القاسم فقال: ذلك أريد ثمّ قالها الثّانية فقالوا: قد بلّغت، يا أبا القاسم ثمّ قال الثّالثة؛ فقال: "اعلموا أنّ الأرض لله ورسوله، وإنّي أريد أن أجليكم، فمن وجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلاّ فاعلموا أنّما الأرض لله ورسوله".
أخرجه البخاري في: 89 كتاب الإكراه: 2 باب في بيع المكره ونحوه في الحق وغيره.

حديث ابن عمر، قال: حاربت النّضير وقريظة، فأجلى بني النّضير وأقرّ قريظة ومنّ عليهم، حتّى حاربت قريظة فقتل رجالهم، وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلاّ بعضهم، لحقوا بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم فآمنهم وأسلموا وأجلى يهود المدينة كلّهم، بني قينقاع، وهم رهط عبد الله بن سلام، ويهود بني حارثة، وكلّ يهود المدينة.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 14 باب حديث بني النضير.
جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حاكم عدل أهل للحكم
حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه، قال: لمّا نزلت بنو قريظة على حكم سعد، هو ابن معاذ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قريبًا منه، فجاء على حمار، فلمّا دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيّدكم فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: إنّ هؤلاء نزلوا على حكمك قال: "فإنّي أحكم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى الذّرّيّة" قال: لقد حكمت فيهم بحكم الملك.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 168 باب إذا نزل العدو على حكم رجل.

حديث عائشة، قالت: أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حبّان بن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النّبيّ صلى الله عليه وسلم خيمةً في المسجد ليعوده من قريب، فلمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السّلاح واغتسل، فأتاه جبريل عليه السّلام وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: قد وضعت السّلاح والله ما وضعته، اخرج إليهم قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "فأين" فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلوا على حكمه، فردّ الحكم إلى سعد قال: "فإنّي أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى النّساء والذّرّيّة، وأن تقسم أموالهم".
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 30 باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب.

حديث عائشة، أنّ سعدًا قال: اللّهمّ إنّك تعلم أنّه ليس أحد أحبّ إليّ أن أجاهدهم فيك من قوم كذّبوا رسولك صلى الله عليه وسلم وأخرجوه؛ اللّهمّ فإنّي أظنّ أنّك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتّى أجاهدهم فيك؛ وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها فانفجرت من لبّته فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار، إلاّ الدّم يسيل إليهم فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الّذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد يغذو جرحه دمًا، فمات منها رضي الله عنه.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 30 باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب.
من لزمه أمر فدخل عليه أمر آخر
حديث ابن عمر، قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لنا، لمّا رجع من الأحزاب: "لا يصلّينّ أحد العصر إلاّ في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطّريق" فقال بعضهم: لا نصلّي حتّى نأتيها وقال بعضهم: بل نصلّي، لم يرد منّا ذلك فذكر للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فلم يعنّف واحدًا منهم.
أخرجه البخاري في: 12 كتاب صلاة الخوف: 5 باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماء.
رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم من الشجر والثمر حين استغنوا عنها بالفتوح
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: لمّا قدم المهاجرون المدينة من مكّة، وليس بأيديهم، يعني شيئًا؛ وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم ثمار أموالهم كلّ عام، ويكفوهم العمل والمئونة؛ وكانت أمّه، أمّ أنس، أمّ سليم، كانت أمّ عبد الله بن أبي طلحة، فكانت أعطت أمّ أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقًا، فأعطاهنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمّ أيمن مولاته، أمّ أسامة بن زيد وأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا فرغ من قتل أهل خيبر، فانصرف إلى المدينة، ردّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم الّتي كانوا منحوهم من ثمارهم، فردّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أمّه عذاقها، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّ أيمن مكانهنّ من حائطه.
أخرجه البخاري في: 51 كتاب الهبة: 35 باب فضل المنيحة.

حديث أنس رضي الله عنه، قال: كان الرجل يجعل للنّبيّ صلى الله عليه وسلم النّخلات، حتّى افتتح قريظة والنّضير وإنّ أهلي أمروني أن آتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأسأله الّذين كانوا أعطوه أو بعضه؛ وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أمّ أيمن؛ فجاءت أمّ أيمن فجعلت الثّوب في عنقي، تقول: كلاّ والّذي لا إله إلاّ هو لا يعطيكهم وقد أعطانيها أو كما قالت والنّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: لك كذا وتقول: كلاّ والله حتّى أعطاها عشرة أمثاله، أو كما قال.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 30 باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب.
أخذ الطعام من أرض العدو
حديث عبد الله بن مغفّل رضي الله عنه، قال: كنّا محاصرين قصر خيبر، فرمى إنسان بجراب فيه شحم، فنزوت لآخذه، فالتفتّ فإذا النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فاستحييت منه.
أخرجه البخاري في: 57 كتاب فرض الخمس: 20 باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب.
كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام
حديث أبي سفيان عن ابن عبّاس، قال: حدّثني أبو سفيان، من فيه إلى فيّ، قال: انطلقت في المدّة الّتي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبينا أنا بالشّام إذ جيء بكتاب من النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى هرقل قال: وكان دحية الكلبيّ جاء به، فدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل قال: فقال هرقل: هل ههنا أحد من قوم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ فقالوا: نعم قال: فدعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه؛ فقال: أيّكم أقرب نسبًا من هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي ثمّ دعا بترجمانه، فقال قل لهم: إنّي سائل هذا عن هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ، فإن كذبني فكذّبوه قال أبو سفيان: وايم الله لولا أن يؤثروا عليّ الكذب لكذبت ثمّ قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم قال: قلت هو فينا ذو حسب قال: فهل كان من آبائه ملك قال: قلت لا فهل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال: أيتّبعه أشراف النّاس أم ضعفاؤهم قال: قلت بل ضعفاؤهم قال: يزيدون أو ينقصون قال: قلت لا، بل يزيدون قال: هل يرتدّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطةً له قال: قلت لا
قال: فهل قاتلتموه قال: قلت نعم قال: فكيف كان قتالكم إيّاه قال: قلت تكون الحرب بيننا وبينه سجالاً، يصيب منّا ونصيب منه قال: فهل يغدر قال: قلت لا، ونحن منه في هذه المدّة لا ندري ما هو صانع فيها قال: والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه قال: فهل قال هذا القول أحد قبله قلت لا
ثمّ قال لترجمانه: قل له: إنّي سألتك عن حسبه فيكم فزعمت أنّه فيكم ذو حسب، وكذلك الرّسل تبعث في أحساب قومها وسألتك هل كان في آبائه ملك، فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك عن أتباعه، أضعفاؤهم أم أشرافهم فقلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرّسل وسألتك هل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت أنّه لم يكن ليدع الكذب على النّاس ثمّ يذهب فيكذب على الله وسألتك هل يرتدّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطةً له فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنّهم يزيدون وكذلك الإيمان حتّى يتمّ وسألتك هل قاتلتموه فزعمت أنّكم قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالاً، ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرّسل تبتلى ثمّ تكون لهم العاقبة وسألتك هل يغدر فزعمت أنّه لا يغدر وكذلك الرّسل لا تغدر وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت رجل ائتمّ بقول قيل قبله قال: ثمّ قال بم يأمركم قال: قلت يأمرنا بالصّلاة والزّكاة والصّلة والعفاف قال: إن يك ما تقول فيه حقًّا فإنّه نبيّ
وقد كنت أعلم أنّه خارج ولم أك أظنّه منكم ولو أنّي أعلم أنّي أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغنّ ملكه ما تحت قدميّ قال: ثمّ دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرّحيم، من محمّد رسول الله إلى هرقل عظيم الرّوم سلام على من اتّبع الهدى أمّا بعد فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرّتين، فإن تولّيت فإنّ عليك إثم الأريسيّين {ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلاّ الله} إلى قوله {اشهدوا بأنّا مسلمون}
فلمّا فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده، وكثر اللّغط، وأمر بنا فأخرجنا
قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، إنّه ليخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنًا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه سيظهر حتّى أدخل الله عليّ الإسلام.
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 3 سورة آل عمران: 4 باب قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء.
في غزوة حنين
حديث البراء، وسأله رجل: أكنتم فررتم يا أبا عمارة يوم حنين قال: لا، والله ما ولّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنّه خرج شبّان أصحابه وأخفّاؤهم حسّرًا ليس بسلاح، فأتوا قومًا رماةً، جمع هوازن وبني نصر، ما يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقًا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هنالك إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو على بغلته البيضاء وابن عمّه، أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب يقود به؛ فنزل واستنصر؛ ثمّ قال: أنا النّبيّ لا كذب أنا ابن عبد المطّلب ثمّ صفّ أصحابه.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 97 باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر.

حديث البراء، وسأله رجل من قيس: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال: لكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرّ كانت هوازن رماةً، وإنّا لمّا حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم، فاستقبلنا بالسّهام ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وإنّ أبا سفيان آخذ بزمامها، وهو يقول: أنا النّبيّ لا كذب.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 54 باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}.
غزوة الطائف
حديث عبد الله بن عمرو، قال: لمّا حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطّائف فلم ينل منهم شيئًا، قال: إنّا قافلون إن شاء الله فثقل عليهم، وقالوا: نذهب ولا نفتحه وقال مرّةً، نقفل فقال: اغدوا على القتال فغدوا، فأصابهم جراح فقال: إنّا قافلون غدًا إن شاء الله فأعجبهم فضحك النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 56 باب غزوة الطائف.
إزالة الأصنام من حول الكعبة
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: دخل النبيّ صلى الله عليه وسلم مكّة، وحول الكعبة ثلاثمائة وستّون نصبًا، فجعل يطعنها بعود في يده، وجعل يقول: {جاء الحقّ وزهق الباطل} الآية.
أخرجه البخاري في: 46 كتاب المظالم: 32 باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر.
صلح الحديبية في الحديبية
حديث البراء بن عازب، قال: لمّا صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية، كتب عليّ بينهم كتابًا، فكتب: محمّدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون: لا تكتب محمّد رسول الله، لو كنت رسولاً لم نقاتلك، فقال لعليّ: امحه فقال عليّ: ما أنا بالّذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيّام، ولا يدخلوها إلاّ بجلبّان السّلاح فسألوه: ما جلبّان السّلاح فقال: القراب بما فيه.
أخرجه البخاري في: 53 كتاب الصلح: 6 باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان.

حديث سهل بن حنيف عن أبي وائل، قال: كنّا بصفّين، فقام سهل بن حنيف، فقال: أيّها النّاس اتّهموا أنفسكم، فإنّا كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالاً لقاتلنا، فجاء عمر بن الخطّاب، فقال: يا رسول الله ألسنا على الحقّ وهم على الباطل فقال: بلى فقال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار قال: بلى قال: فعلى ما نعطي الدّنيّة في ديننا أنرجع ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم فقال: ابن الخطّاب إنّي رسول الله ولن يضيّعني الله أبدًا فانطلق عمر إلى أبي بكر، فقال له مثل ما قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فقال: إنّه رسول الله ولن يضيّعه الله أبدًا فنزلت سورة الفتح، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر إلى آخرها فقال عمر: يا رسول الله أو فتح هو قال: نعم.
أخرجه البخاري في: 58 كتاب الجزية: 18 باب حدثنا عبدان.
غزوة أحد
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أنّه سئل عن جرح النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال: جرح وجه النبيّ صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه؛ فكانت فاطمة، عليها السّلام، تغسل الدّم، وعليّ يمسك؛ فلمّا رأت أنّ الدّم لا يزيد إلاّ كثرة، أخذت حصيرًا فأحرقته حتّى صار رمادًا، ثمّ ألزقته، فاستمسك الدّم.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 85 باب لبس البيضة.

حديث عبد الله بن مسعود قال: كأنّي أنظر إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدّم عن وجهه ويقول: (اللّهمّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون).
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 54 باب حدثنا أبو اليمان.
اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتدّ غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه يشير إلى رباعيته اشتدّ غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله".
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 24 باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد.
ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين
حديث عبد الله بن مسعود، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلّي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس؛ إذ قال بعضهم لبعض: أيّكم يجىء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمّد إذا سجد فانبعث أشقى القوم، فجاء به، فنظر حتّى سجد النّبيّ صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه وأنا أنظر لا أغيّر شيئًا، لو كان لي منعة قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه حتّى جاءته فاطمة، فطرحت عن ظهره، فرفع رأسه ثمّ قال: "اللّهمّ عليك بقريش ثلاث مرّات" فشقّ عليهم إذ دعا عليهم قال: وكانوا يرون أنّ الدّعوة في ذلك البلد مستجابة ثمّ سمّى: اللّهمّ عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأميّة بن خلف، وعقبة بن أبي معيط وعدّ السّابع فلم يحفظه قال: فوالّذي نفسي بيده لقد رأيت الّذين عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب، قليب بدر.
أخرجه البخاري في: 4 كتاب الوضوء: 69 باب إذا ألقي على ظهر المصلى قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته.

حديث عائشة، زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّها قالت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلاّ وأنا بقرن الثّعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إنّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلّم عليّ، ثمّ قال: يا محمّد فقال ذلك فيما شئت إن أطبّق عليهم الأخشبين؛ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئًا.
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 7 باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء.

حديث جندب بن سفيان، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض المشاهد، وقد دميت إصبعه، فقال: هل أنت إلاّ إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد والسير: 9 باب من ينكب في سبيل الله.

حديث جندب بن سفيان رضي الله عنه، قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلتين أو ثلاثًا فجاءت امرأة، فقالت: يا محمّد إنّي لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثًا فأنزل الله عزّ وجلّ {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 93 سورة والضحى: 1 باب حدثنا أحمد بن يونس.
في دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الله وصبره على أذى المنافقين
حديث أسامة بن زيد، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ركب حمارًا، عليه إكاف، تحته قطيفة فدكيّة، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر حتّى مرّ في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين، عبدة الأوثان، واليهود؛ وفيهم عبد الله بن أبيّ بن سلول وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلمّا غشيت المجلس عجاجة الدّابّة، خمّر عبد الله بن أبيّ أنفه بردائه، ثمّ قال: لا تغبّروا علينا فسلّم عليهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثمّ وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبيّ بن سلول: أيّها المرء لا أحسن من هذا، إن كان ما تقول حقًّا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منّا فاقصص عليه
قال ابن رواحة: اغشنا في مجالسنا، فإنّا نحبّ ذلك فاستبّ المسلمون والمشركون واليهود حتّى همّوا أن يتواثبوا؛ فلم يزل النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخفّضهم ثمّ ركب دابّته حتّى دخل على سعد بن عبادة فقال: أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أبيّ قال كذا وكذا قال اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الّذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوّجوه فيعصّبونه بالعصابة فلمّا ردّ الله ذلك بالحقّ الّذي أعطاك، شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري في: 79 كتاب الاستئذان: 20 باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين.

حديث أنس رضي الله عنه، قال: قيل للنّبيّ صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبيّ فانطلق إليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وركب حمارًا، فانطلق المسلمون يمشون معه، وهي أرض سبخة فلمّا أتاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: إليك عنّي، والله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار منهم: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحًا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتما، فغضب لكلّ واحد منهما أصحابه، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنّعال فبلغنا أنّها أنزلت {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}.
أخرجه البخاري في: 53 كتاب الصلح: 1 باب ما جاء في الإصلاح بين الناس.
قتل أبي جهل
حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم، يوم بدر: "من ينظر ما فعل أبو جهل "فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراء، حتّى برد فأخذ بلحيته فقال: أنت أبا جهل قال: وهل فوق رجل قتله قومه، أو قال: قتلتموه.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 8 باب قتل أبي جهل.
قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود
حديث جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لكعب بن الأشرف فإنّه قد آذى الله ورسوله" فقام محمّد بن مسلمة، فقال: يا رسول الله أتحبّ أن أقتله قال: "نعم" قال: فأذن لي أن أقول شيئًا قال: قل فأتاه محمّد بن مسلمة، فقال: إنّ هذا الرّجل قد سألنا صدقةً، وإنّه قد عنّانا، وإنّي قد أتيتك أستسلفك قال: وأيضًا، والله لتملّنّه قال إنّا قد اتّبعناه فلا نحبّ أن ندعه حتّى ننظر إلى أيّ شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلفنا وسقًا أو وسقين فقال: نعم، ارهنوني قالوا: أيّ شيء تريد قال: ارهنوني نساءكم قالوا: كيف نرهنك نساءنا، وأنت أجمل العرب قال: فارهنوني أبناءكم قالوا: كيف نرهنك أبناءنا، فيسبّ أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، ولكنّا نرهنك الّلأمة (يعني السّلاح) فواعده أن يأتيه، فجاءه ليلاً ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرّضاعة فدعاهم إلى الحصن، فنزل إليهم؛ فقالت له امرأته: أين تخرج هذه السّاعة فقال: إنّما هو محمّد بن مسلمة وأخي أبو نائلة قالت: أسمع صوتًا كأنّه يقطر منه الدّم قال: إنّما هو أخي محمّد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة، إنّ الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب قال: ويدخل محمّد بن مسلمة معه رجلين
فقال: إذا ما جاء فإنّي قائل بشعره فأشمّه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه وقال مرّةً: ثمّ أشمّكم فنزل إليهم متوشّحًا، وهو ينفح منه ريح الطّيب فقال: ما رأيت كاليوم ريحًا، أي أطيب قال: عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب؛ فقال: أتأذن لي أن أشمّ رأسك قال: نعم فشمّه ثمّ أشمّ أصحابه ثمّ قال: أتأذن لي قال: نعم فلمّا استمكن منه، قال: دونكم فقتلوه، ثمّ أتوا النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبروه.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 15 باب قتل كعب ابن الأشرف.
غزوة خيبر
حديث أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فصلّينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة فأجرى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وإنّ ركبتي لتمسّ فخذ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ حسر الإزار عن فخذه حتّى إنّي أنظر إلى بياض فخذ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فلمّا دخل القرية، قال: الله أكبر خربت خيبر إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قالها ثلاثًا قال: وخرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمّد والخميس (يعني الجيش) قال: فأصبناها عنوةً.
أخرجه البخاري في: 8 كتاب الصلاة: 12 باب ما يذكر في الفخذ.

حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: خرجنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فسرنا ليلاً، فقال رجل من القوم، لعامر: يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك وكان عامر رجلاً شاعرًا، فنزل يحدو بالقوم، يقول:
أللّهم لولا أنت ما اهتديناولا تصدّقنا ولا صلّينافاغفر، فداءً لك، ما أبقيناوثبّت الأقدام إن لاقيناوألقين سكينةً عليناإنّا إذا صيح بنا أبيناوبالصّياح عوّلوا علينافقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا السّائق قالوا: عامر بن الأكوع قال: يرحمه الله قال رجل من القوم: وجبت يا نبيّ الله لولا أمتعتنا به فأتينا خيبر فحاصرناهم حتّى أصابتنا مخمصة شديدة ثمّ إنّ الله تعالى فتحها عليهم فلمّا أمسى النّاس مساء اليوم الّذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانًا كثيرةً فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ما هذه النّيران على أيّ شيء توقدون قالوا: على لحم قال: على أيّ لحم قالوا: لحم حمر الإنسيّة قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "أهريقوها واكسروها" فقال رجل: يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها؛ قال: "أو ذاك"
فلمّا تصافّ القوم كان سيف عامر قصيرًا، فتناول به ساق يهوديّ ليضربه ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر، فمات منه قال: فلمّا قفلوا، قال سلمة: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي، قال: "ما لك" قلت له: فداك أبي وأمّي زعموا أنّ عامرًا حبط عمله قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "كذب من قاله إنّ له لأجرين وجمع بين إصبعيه: إنّه لجاهد مجاهد، قلّ عربيّ مشى بها مثله".
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 38 باب غزوة خيبر.
غزوة الأحزاب وهي الخندق
حديث البراء رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل التّراب، وقد وارى التّراب بياض بطنه، وهو يقول:
لولا أنت ما اهتديناولا تصدّقنا ولا صلّينافأنزل السّكينة عليناوثبّت الأقدام إن لاقيناإنّ الألى قد بغوا عليناإذا أرادوا فتنةً أبينا.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 34 باب حفر الخندق.

حديث سهل بن سعد، قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق وننقل التّراب على أكتادنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللّهمّ لا عيش إلاّ عيش الآخرهفاغفر للمهاجرين والأنصار".
أخرجه البخاري في: 63 كتاب مناقب الأنصار: 9 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أصلح الأنصار والمهاجرة.

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا عيش إلاّ عيش الآخرةفأصلح الأنصار والمهاجرة".
أخرجه البخاري في: 63 كتاب مناقب الأنصار: 9 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أصلح الأنصار والمهاجرة.

حديث أنس رضي الله عنه، قال: كانت الأنصار، يوم الخندق، تقول:
نحن الّذين بايعوا محمّدًاعلى الجهاد ما حيينا أبدًافأجابهم النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:
"اللّهمّ لا عيش إلاّ عيش الآخرهفأكرم الأنصار والمهاجره".
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد والسير: 110 باب البيعة في الحرب أن لا يفروا.
غزوة ذي قرد وغيرها
حديث سلمة بن الأكوع، قال: خرجت قبل أن يؤذّن بالأولى، وكانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد، قال: فلقيني غلام لعبد الرّحمن بن عوف فقال: أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: من أخذها قال: غطفان قال: فصرخت ثلاث صرخات، يا صباحاه قال: فأسمعت ما بين لابتي المدينة، ثمّ اندفعت على وجهي حتّى أدركتهم وقد أخذوا يستقون من الماء، فجعلت أرميهم بنبلي وكنت راميًا، وأقول: أنا ابن الأكوع اليوم يوم الرّضّع وأرتجز حتّى استنقذت اللّقاح منهم، واستلبت منهم ثلاثين بردةً قال: وجاء النبيّ صلى الله عليه وسلم والنّاس، فقلت: يا نبيّ الله قد حميت القوم الماء وهم عطاش، فابعث إليهم السّاعة فقال: يا ابن الأكوع ملكت فأسجح قال: ثمّ رجعنا، ويردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته، حتّى دخلنا المدينة.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 37 باب غزوة ذات القرد.
غزوة النساء مع الرجال
حديث أنس رضي الله عنه، قال: لمّا كان يوم أحد، انهزم النّاس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النّبيّ صلى الله عليه وسلم مجوّب به عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلاً راميًا شديد القدّ يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا وكان الرّجل يمرّ معه الجعبة من النّبل، فيقول: انشرها، لأبي طلحة فأشرف النّبيّ صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبيّ الله بأبي أنت وأمّي لا تشرف، يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك
ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأمّ سليم، وإنّهما لمشمّرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثمّ ترجعان فتملآنها، ثمّ تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم ولقد وقع السّيف من يدي أبي طلحة، إمّا مرّتين وإمّا ثلاثًا.
أخرجه البخاري في: 63 كتاب مناقب الأنصار: 18 باب مناقب أبي طلحة رضي الله عنه.
عدد غزوات النبيّ صلى الله عليه وسلم
حديث عبد الله بن يزيد الأنصاريّ، أنّه خرج، وخرج معه البراء بن عازب وزيد بن أرقم، فاستسقى، فقام بهم على رجليه، على غير منبر، فاستغفر ثمّ صلّى ركعتين، يجهر بالقراءة، ولم يؤذّن ولم يقم.
أخرجه البخاري في: 15 كتاب الاستسقاء: 15 باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا.

حديث زيد بن أرقم عن أبي إسحق، قال: كنت إلى جنب زيد بن أرقم، فقيل له: كم غزا النّبيّ صلى الله عليه وسلم من غزوة قال: تسع عشرة قيل: كم غزوت أنت معه قال: سبع عشرة، قلت: فأيّهم كانت أوّل قال: العسيرة أو العشير.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 1 باب غزوة العشيرة أو العسيرة.

حديث بريدة، أنّه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستّ عشرة غزوة.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 89 باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم.

حديث سلمة بن الأكوع، قال: غزوت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات: مرّةً علينا أبو بكر، ومرّةً علينا أسامة.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 45 باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زبد إلى الحرقات من جهينة.
غزوة ذات الرقاع
(2/300)
حديث أبي موسى رضي الله عنه، قال: خرجنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غزاة، ونحن ستّة نفر، بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري، وكنّا نلفّ على أرجلنا الخرق، فسمّيت غزوة ذات الرّقاع، لما كنّا نعصب من الخرق على أرجلنا
وحدّث أبو موسى بهذا، ثمّ كره ذاك، قال: ما كنت أصنع بأن أذكره كأنّه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 31 باب غزوة ذات الرقاع.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجهاد, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir