اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجاح
ما الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة؟ وكيف أفرق بين العبادة والدعاء؟
بارك الله فيكم ونفع بكم
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
دعاء المسألة هو الذي يكون فيه سؤل وطلب من العبد لربه كقوله: رب اهدني، رب اغفر لي، رب ارزقني.
ودعاء العبادة كالذكر والصلاة والصيام وقراءة القرآن وسائر العبادات، وسمّيت دعاء لأن العبد يطلب بها الثواب من الله تعالى.
وكلا النوعين عبادة يُتقرَّب بها إلى الله، وإنما قسَّم العلماء الدعاء إلى دعاء مسألة ودعاء عبادة لئلا يظنّ ظانّ أن الدعاء مقتصر على دعاء المسألة.
ويطلق لفظ الدعاء في النصوص ويراد به المعنى الأول كما في قول الله تعالى: {هنالك دعا زكريا ربه قال ربّ هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} فهذا دعاء مسألة.
ويطلق ويراد به المعنى الثاني كما في قوله تعالى: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً} فسمى قيامه للصلاة دعاء، وقريب منه قول الله تعالى عن عباده المحسنين: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعاً...}
ويطلق ويراد به المعنيين كما في قول الله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين} وقوله: {ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} وقوله: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} فإجابة دعاء المسألة بإعطاء السائل سؤله، وإجابة دعاء العبادة بالإثابة عليها وتقريب صاحبها كما قال تعالى في صالحي الأعراب: {ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم} ؛ فابتغاؤهم بنفقتهم التقرب إلى الله فيه معنى الدعاء، وهو وإن لم يقترن بسؤال لفظي فإنه سؤال بلسان الحال، وكذلك قول الله تعالى : {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} فإرادتهم وجهه تعالى بعباداتهم فيه معنى الدعاء.
ولذلك فإن قول الله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} وقوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر...} ونحو ذلك يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة فمن دعا غير الله تعالى دعاء مسألة أو دعاء عبادة فهو مشرك كافر.
25 ذو القعدة 1434هـ/29-09-2013م, 09:28 PM
العرض العادي
