دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة العقيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 محرم 1435هـ/17-11-2013م, 07:21 PM
محمود النجدي محمود النجدي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 5
افتراضي سؤال عن صحة تعريف العبادة بأنها غاية الخضوع أو غاية الحب

العبادة هي: غاية الخضوع .. هل من دليل شرعي على هذا التعريف؟
ورأيت ابن تيمية أضاف لها غاية الحب ..
فهل من صرف العبادة لغير الله دون غاية الحب لا يسمى عابداً، كمن عبده لمصلحة أو لدنيا لا حباً في المعبود ولا رغبة؟


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 محرم 1435هـ/17-11-2013م, 11:19 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود النجدي مشاهدة المشاركة
العبادة هي: غاية الخضوع .. هل من دليل شرعي على هذا التعريف؟
ورأيت ابن تيمية أضاف لها غاية الحب ..
فهل من صرف العبادة لغير الله دون غاية الحب لا يسمى عابداً، كمن عبده لمصلحة أو لدنيا لا حباً في المعبود ولا رغبة؟
الذي لا يخضع مستنكف ومستكبر عن الانقياد لربّه جلّ وعلا والتذلل له ؛ قال الله تعالى: {ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأمّا الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذاباً أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا}
وقال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}
.
واستعمال لفظ العبادة في لغة العرب يدلّ على هذا المعنى ، وقد ذكرت شواهده في مواضع فلتراجع، والخلاصة أن العبادة تقوم على ثلاثة معانٍ دلّ عليها لسان العرب : الذلّ والمحبّة والتعظيم
ومن انتفى منه أحد هذه المعاني فليس بعابد.
وأمّا التعبير بغاية الحب وغاية الذل فهو على وصف الكمال في العبادة ويستعمله علماء السلوك لمناسبة كلامهم في معنى العبادة لمعنى التقرّب؛ فلا يفهم منه أنّ من لم يجد في نفسه غاية الحبّ وغاية الذل أنه كافر ليس بعابد لله تعالى، فهذا غير مراد لعلماء السلوك، وإلا لزم منه تكفير كلّ من يركتب معصية ولو كانت صغيرة؛ لأنه حين فعله للمعصية لم يحقق غاية الذل وغاية الحب؛ فلا توزن مسائل الاعتقاد بقواعد علم السلوك.
وأمّا في علم الاعتقاد فما قصد به التقرّب بتذلّل وخوف وجاء فهو عبادة ؛ فمن صرف ذلك لغير الله عزّ وجلّ ففي قلبه عبودية له، وهذه العبودية قد تكون شركاً أكبر كما يفعله المشركون بدعاء الأنداد، وقد يكون شركاً أصغر كما يفعله بعض عصاة المسلمين ممن في قلوبهم عبودية للدنيا ولبعض من يعشقون حتى يعصون الله عزّ وجلّ لأجلهم فيما لا يرتكبون به ناقضاً من نواقض الإسلام.
فقولك : ".فهل من صرف العبادة لغير الله دون غاية الحب لا يسمى عابداً" لا يصحّ ؛ فبحث مسائل غاية الحبّ وغاية الذل هو في مسائل علم السلوك عند الحديث عن التقرّب إلى الله تعالى بأنواع العبادات وكيف يحقّق وصف الإحسان فيها حتى يكون من عباد الله المقرّبين .
وأمّا في علم الاعتقاد فكلّ من عبد غير الله جلّ وعلا فهو مشرك كافر؛ فالعبرة بكون فعله عبادة ؛ فمن دعا لله ندّا أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله ؛ فهو مشرك كافر.
ويمكن الجمع بين الأمرين باعتبار أن غاية الحبّ وغاية الذل هو ما يعتصم به العبد من ارتكاب ما ينقض إسلامه ؛ أي لا يقدّم محبة غير الله على محبّة الله فيرتكب لأجله ناقضا من نواقض الإسلام ؛ فيكون بهذا الاعتبار غاية حبّه لله تعالى؛ وإن كان قد يقع منه بعض المعاصي لكن له حدّ لا يتجاوزه وغاية لا يبلغها أحد من المخلوقين في قلبه مهما كان.
لكن هذا المعنى قد لا يُفهم إلا بشرح وتوضيح، والاعتماد في مسائل الاعتقاد على الأمور الجليّة أولى.

وأمّا قولك: "كمن عبده لمصلحة أو لدنيا لا حباً في المعبود ولا رغبة"
بهذا الاعتبار لا يسمّى عابداً لانتفاء الحبّ، لكنه قد يقع في الشرك من جهة شرك الطاعة، وهي مسألة افتراضية؛ لأنه لا يعقل أن يقدّم طاعة الطاغوت على طاعة الله ظاهراً وباطناً وليس في قلبه محبّة للطاغوت.
ومن قدّم طاعة الطاغوت على طاعة الله تعالى حتى يرتكب لأجله ناقضاً من نواقض الإسلام كأن يصدّقه في دعواه الألوهية، أو يتابعه في تحليل الحرام وتحريم الحلال، أو يصدّقه فيما يلزم من تكذيب خبر الله عزّ وجلّ وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ونحو ذلك من نواقض الإسلام فهو مشرك كافر.
ومن ادّعى أنه لم يفعل ذلك إلا رهبة وخوفاً من الطاغوت لا رغبة فيما عنده ؛ فيقال له: إن هذا هو أصل طاعة الضعفاء للذين استكبروا التي استحقّوا بها وصف الكفر والخلود في نار جهنّم؛ لأنّهم تابعوهم وأطاعوهم فيما ادّعوه من أمور الكفر بالله جلّ وعلا.
ولو أنّهم برؤوا من ذلك ولو في بواطنهم إذ كانوا مستضعفين وأسلموا قلوبهم لله جلّ وعلا لجعل الله لهم مخرجاً ، ولَمَا استحقوا وصف الكفر؛ لأنّ الله لم يجعل لأحدٍ من الخلق سلطاناً على القلوب يكره أصحابها على ما يريد، لكنّهم هو الذين تابعوهم ظاهراً وباطناً فاستحقّوا العذاب لذلك، وإن كان الذي حملهم على تلك الطاعة هو الخوف والرهبة من حكم الطاغوت لكنّها لمّا لم تقابل ببراءة من الباطن بل رضوا بذلك واطمأنوا به استحقّوا وصف الكفر وما يترتب عليه من العذاب؛ ويوم القيامة يقول لهم الذين استكبروا: {أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين}
وهم قد صدّوهم عن سبيل الله لكن كان صدّهم في الظاهر وفيما يقدرون عليه، وأمّا في الباطن فلا يملكون هذا الصدّ، ولا يمكن لمخلوق أن يكره قلب مخلوق على ما يريد إلا أن يكون هو الذي يستجيب له، كما يقول الشيطان يوم القيامة لأوليائه: {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم}.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir