دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة التأصيل العلمي ومناهج الطلب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 صفر 1431هـ/17-01-2010م, 03:01 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي سؤال عن نصائح لطلاب العلم في إخلاص النية لله

فضيلة الشيخ: ما نصيحتك لطلاب العلم بخصوص إخلاص النية لله.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 صفر 1431هـ/19-01-2010م, 07:06 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحربي مشاهدة المشاركة
فضيلة الشيخ: ما نصيحتك لطلاب العلم بخصوص إخلاص النية لله.
إخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وسائر العبادات واجب عظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، ولذلك فإن من أهم المهمات العناية بهذا الأمر العظيم والحرص على تحقيق الإخلاص، وهو أمر يسير على من يسره الله له، ومفتاح تيسير هذا الأمر هو الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمه وإجلاله وصدق الرغبة في فضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، وأن تكون الآخرة هي أكبر همِّ المرء؛ فإن فساد النية لا يكون إلا بسبب تعظيم الدنيا وإيثارها على الآخرة ومن ذلك تفضيل مدح الناس وثنائهم العاجل على ثناء الله على العبد في الملأ الأعلى ومحبته له ومحبة الملائكة له تبعاً لمحبة الله تعالى.
وهذا كله راجع إلى ضعف اليقين وإلا فمن أيقن أن الله تعالى يراه ويحصي عمله ورغب في فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة لم يلتفت إلى ثناء الناس ومدحهم وطلب إعجابهم، بل يكون همه إحسان العمل وإتقانه إرضاء لله تعالى وتقرباً إليه وطلباً لمحبته والزلفى لديه.
وقد بين الله تعالى هذا الأمر بياناً جلياً في آيات كثيرة وبينه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة وألف العلماء في ذلك كتباً وأبواباً في كتبهم
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم)
فيستغني العبد المؤمن برؤية الله تعالى له عن مراءاة غيره, وبثنائه جل وعلا عن طلب ثناء غيره.
ومتى حصل هذا اليقين للعبد اضمحلت عنه دواعي الرياء والسمعة وتلاشت، وحل محلها عبودية الإحسان العظيمة فيعبد الله كأنه يراه. نسأل الله من فضله.
ثم إن من عرف الناس استراح فهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، فضلاً عن أن يملكوا لغيرهم شيئاً من ذلك، بل إنهم لا يملكون الحب والبغض في قلوبهم التي صدورهم حتى إن منهم من يحب ما يضره ويكره ما ينفعه، وربما أحب من لا يحبه، وأبغض من يحبه، وكم من محب أراد نفعاً فأضر، وكم من عدو أراد ضراً فنفع.
فمعرفة حقيقة الناس وما يملكون تقطع عن العبد دواعي التعلق بهم ومراءاتهم، بل يرى أنه من السخف والسفه الاشتغال بهم عن طلب رضى الله عز وجل وتحقيق عبودية الإخلاص له جل وعلا.
ولذلك كان من جزاء المؤمن المتقرب إلى الله بما يحب أن يحبه الله تعالى ويضع له القبول والمحبة في قلوب عباده كما قال الله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}
قال ابن عباس: محبة في الناس في الدنيا.
وقال مجاهد: يحبهم ويحببهم إلى خلقه.
وقال قتادة: ما أقبل عبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه، وزاده من عنده.
وقال ابن كثير رحمه الله: (يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهي الأعمال التي ترضي الله، عز وجل، لمتابعتها الشريعة المحمدية -يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه. وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه).
كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مالك وأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل ، فقال : إني أحب فلاناً فأحبه . قال : فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء . قال : ثم يوضع له القبول في الأرض . وإذا أبغض عبداً ، دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلاناً فأبغضه . قال : فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه . قال : فيبغضونه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض)). هذا لفظ مسلم.

وفي صحيح ابن حبان من حديث محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من التمس رضي الله بسخط الناس رضي الله تعالى عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)) وقد رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة والترمذي وهناد وغيرهم بلفظ مقارب.
ولذلك فإن المرائي لما طلب رضى الناس وإعجابهم بسخط الله تعالى كان جزاؤه سخط الله تعالى عليه وسخط الناس.
فمن أبصر هذا حقيقة انزجر عن الرياء، وأيقن بعدم نفعه، بل بسوء عاقبته، وشناعة جرمه، وأن الناس لن يغنوا عنه من الله شيئاً، فلا يعمل لأجلهم، ولا يدع العمل لأجلهم

ثوب الرياء يشفُّ عما تحته = فإذا التحفت به فإنك عار

وأوَّل ما ينبغي على طالب العلم فعله لإصلاح نيته الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمه وصدق الرغبة في فضله وإحسانه والخشية من غضبه وعقابه فإذا استقر ذلك في قلبه سهل عليه أمر إخلاص النية ثم لا يزال العبد يزداد من الإيمان واليقين والقرب من الله تعالى فيفتح الله عليه من أبواب فضله وإحسانه ما لم يكن يخطر له على بال، ولا يدور في خيال، ولا يسار إليه بقدم، ولا يطار إليه بجناح.

فإن عرض له بعد ذلك من وساوس الشيطان ما يجعله يشك في أمر نيته ويتهمها فليبادر بالالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة من نرغ الشيطان الرجيم، وليجاهد نفسه، فيحصل على أجر العبادة وأجر المجاهدة.

ومما ينبغي أن يعلم أن من حيل الشيطان لصد الإنسان عن فعل الطاعة وسوسته إليه في أمر النية حتى يدع فعل الطاعة خوفاً من عدم تحقيق الإخلاص فيها وهذا باب شر عظيم حرم بعضهم بسببه خيراً عظيماً هذا إذا كان العمل مستحباً أما إن كان واجباً فتركه لهذا التوهم فهو آثم.
وهو في الحالين مذموم إن ترك فعل الطاعة لهذا التوهم؛ فمن ترك صلاة الجماعة خشية الرياء فقد أساء وحرم خيراً عظيماً، وكذلك من ترك طلب العلم خشية أن يرى تردده على الدروس العلمية أو يشاهد انتسابه لبعض حلق العلم الإلكترونية وغيرها فقد أساء أيضاً.
والواجب في هذا وذاك أن يجتهد في إخلاص النية لله تعالى، ولا يضره بعد ذلك معرفة الناس بطلبه للعلم وسائر عباداته.
ومتى أحس في نفسه شيئاً من التردد والضعف في أمر النية فليعلم أن لديه ضعفاً في اليقين فليعالج هذا الضعف بما يقوي يقينه بالله جل وعلا وبجزائه.

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والإخلاص في السر والعلن، وكلمة الحق في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى
وأن تسلم قلوبنا ووجوهنا إليك، وتتولى أمورنا، وتذهب عنا كيد الشيطان، وتحفظ من شرور الأشرار، وأن تتوفانا وأنت راض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 صفر 1431هـ/19-01-2010م, 08:27 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(المرتبع الأسنى في رياض الأسمى الحسنى) للشيخ عبدالعزيز الداخل . حفيدة بني عامر مكتبة المعهد 3 22 محرم 1436هـ/14-11-2014م 07:33 AM
اريد متن التفسير للشيخ محمد الاشقر أبو مالك محمد عيسى مكتبة المعهد 2 15 ذو الحجة 1432هـ/11-11-2011م 01:06 AM
سؤال عن كيفية تحسين القدرة على فهم البلاغة عمر البلاغي أسئلة التأصيل العلمي ومناهج الطلب 2 10 رمضان 1430هـ/30-08-2009م 10:09 AM


الساعة الآن 06:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir