دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المجالس العلمية > مجلس عبد العزيز الداخل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ربيع الثاني 1437هـ/12-01-2016م, 04:39 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي درجات الأعمال الباطنة

درجات الأعمال الباطنة

الأعمال الباطنة على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: حديث النفس من الخواطر ووسوسة النفس ونحوها مما لم ينعقد عليه القلب ولم يترتّب عليه عمل، وهذا معفوّ عنه، لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به» متفق عليه، وفي رواية عند أحمد: «إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عن كل شيء حدثت به أنفسها، ما لم تكلم به، أو تعمل به»

والدرجة الثانية: الهمّ بالفعل؛ فمن همّ بحسنة ولم يعملها لعارض كتبت له حسنة، ومن همّ بسيئة ثم تركها لله كتبت له حسنة، ومن همّ بسيئة وعملها كتبت عليه سيئة؛ لما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه عز وجل قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة».
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « قال الله عز وجل: إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة، فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل، فإذا عملها، فأنا أكتبها بعشر أمثالها، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة، فأنا أغفرها له ما لم يعملها، فإذا عملها، فأنا أكتبها له بمثلها »
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « قالت الملائكة: رب، ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة، وهو أبصر به، فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جراي »
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى الله ».

والدرجة الثالثة: عمل القلب، ويكون منه عمل صالح كمحبة الله تعالى وخشيته ورجائه والتوكل عليه، وتمنّي عمل الطاعة، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومحبة المؤمنين، ومحبة الخير لهم، ويكون منه أعمال محرمة كالظنّ السيء والحسد والحقد والغلّ ومحبّة الكفار ومحبة المعاصي وتمنّي عمل المعصية،
فهذا النوع محاسب عليه العبد؛ لأنّه عمل انعقد عليه القلب، وقد قال الله تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}، وفي المؤاخذة على أعمال القلوب أدلة كثيرة.

وبيان الفرق بين عمل القلب والهمّ بالعمل من وجهين:
الوجه الأول: أنّ الهمّ بالفعل ناتج عن وسوسة أو حديث نفس لكن لا يصل إلى فعل المعصية بمجرّد ذلك؛ بخلاف عمل القلب الذي انعقد عليه، ونتج عنه محبته وعمله بقلبه، وفي الحديث: (القلب يزني .. وزنا القلب التمنّي)

والوجه الثاني: أن العمل منه عمل قلبي باطن ، وعمل ظاهر بالجوارح، فالهمّ بالعمل الظاهر لا يعدّ عملاً حتى يعمل به العبد أو يتكلم؛ وأمّا العمل القلبي فهو عمل وليس همّا بالعمل، ولذلك يؤاخذ به العبد، وقد قال الله تعالى: {ولكن يؤاخذ بما كسبت قلوبكم}.

ومن الأمثلة التي توضّح الفرق بينهما:
1. الحسد حقيقته تمنّي زوال النعمة عن المحسود؛ فمن قام بقلبه هذا التمنّي فقد حسد ولو لم يتكلم بذلك، ولو لم يعمل ما يضرّ بالمحسود من كيد أو نحوه، ومن حدّثته نفسه بالحسد فنهى النفس عن هواها وعمل بخلاف مقتضى داعي هوى النفس؛ فقد برئ من الحسد وأثيب على ترك داعي الهوى.
2. ومن همّ أن يكذب ثمّ ترك ذلك خوفاً من الله أو طلبا لثوابه فإنّه لا يعدّ كاذباً بمجرّد ذلك الهمّ؛ بل يثاب على تركه الكذب لله تعالى.
3. ومن همّ أن يتناول مفطّراً في نهار رمضان ثمّ ترك ذلك لله تعالى صحّ صومه وأثيب على تركه داعي الهوى للمعصية، بخلاف الذي ينوي قطع الصيام فإنّه يفطر ولو لم يتناول مفطّراً؛ لأن حقيقة الصيام هو الإمساك عن المفطّرات بنية من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس؛ فإذا قطع هذه النيّة ونوى الفطر فإنّه يعدّ مفطراً ولو لم يذق مفطّراً من المفطّرات.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأعمال, درجات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir