تلخيص درس " أنواع اختلاف التنوع "
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
أنواع الخلاف
هل ورد الخلاف بين السلف ؟
نوع الخلاف بين السلف
أنواع اختلاف التنوع
أمثلة لاختلاف التنوع
أنواع الفروق بين الألفاظ
سبب اتحاد المعنى واختلاف اللفظ عند السلف
نوع الخلاف في أسباب النزول
مثال للخلاف في أسباب النزول
تلخيص الدرس:
موضوع الدرس
بيان لطبيعة الخلاف بين السلف وأنه اختلاف تنوع وشرح لذلك بالأمثلة .
أنواع الخلاف
1- اختلافُ التنوُّعِ : وهو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ ، إمالرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها منغيرِ معارض .
2- اختلافُ التضادِّ : وهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.
هل ورد الخلاف بين السلف ؟ قد أقررت بوجود الخلاف في المسألة الأولى وصنفتيه، فكان الأولى أن تقدمي هذه المسألة أول الملخص.
الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير.
نوع الخلاف بين السلف
وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد .
أنواع اختلاف التنوع
الأول :أن يعبر كل واحد منهما عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى .
الثاني : أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه،وخصوصه .
أمثلة لأنواع اختلاف التنوع
مِثَالُ للصنف الأول :
تَفْسِير السلف لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ :
قَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ القُرْآنُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الإسْلامُ؛ فَهَذَانِ القَوْلانِ مُتَّفِقَانِ ؛لأنَّ دِينَ الإسْلامِ هُوَ اتِّباعُ القُرْآنِ ، ولكنْ كُلٌّ منْهُمَ انَبَّهَ عَلَى وَصْفٍ غَيرِ الوَصْفِ الآخر ، وَكَذلِكَ قَوْلهم : هُوَالسُّنَّةُ وَالجَمَاعَةُ ، وَقَوْلهم : هُوَ طَريقُ العبوديَّةِ وأمثالُ ذلِكَ .
فَهَؤُلاَءِ كلُّهُمْ أَشَارُوا إِلى ذَاتٍ وَاحِدَةٍ ، لَكِنْ وَصَفَهَا كُلٌّ منْهُمْ بِصِفَةٍ منْ صِفَاتِهَا.
مثال للصنف الثاني:
مَانُقِلَ في قولِهِ :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } سورةفاطر : 32
فَمَعْلُومٌ أَنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ يَتَنَاوَلُ المُضَيِّعَ لِلْوَاجِبَاتِ ، والمنْتَهِكَ لِلْمُحَرَّمَاتِ ، وَالْمُقْتَصِدُ يَتَنَاوَلُ فَاعِلَ الْوَاجِبَاتِ وَتَارِكَ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَالسَّابقُ يَدْخُلُ فِيهِ منْ سَبَقَ فَتَقَرَّبَ بِالْحَسَنَاتِ مَعَ الْوَاجِبَاتِ ، فَالْمُقْتَصِدُونَ هُمْ أَصْحَابُ اليَمِينِ ، وَالسَّابقُونَ السابقون أُولَئِكَ الْمُقرَّبُونَ .
ثُمَّ إِنَّ كُلاًّ منْهُمْ يَذْكُرُ هَذَا في نَوْعٍ منْ أَنْواعِ الطَّاعاتِ :
كقَوْلِ القائِلِ : السَّابقُ الَّذِي يُصَلِّي في أَوَّلِ الوَقْتِ ، وَالمُقْتَصِدُ الَّذِي يُصَلِّي فِي أَثْنَائِهِ ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي يُؤَخِّرُ العَصْرَ إِلَى الاصْفِرَارِ .
أَوْ يقُولُ : السَّابقُ وَالْمُقْتَصِدُ قَدْ ذكرَهُمْ في آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، فَإنَّهُ ذَكَرَ الْمُحْسِنَ بِالصَّدَقَةِ ، وَالظَّالمَ بِأَكْلِ الرِّبَا ،وَالعَادِلَ بِالبَيْعِ وَأَمْثَالُ هَذِهِ الأَقَاوِيلِ.
مثالًا آخَرَ : قولُه تعالى: {ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذهالأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ(({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})).فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
أنواع الفروق بين الألفاظ
الألفاظ المترادفة : الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر.
الألفاظ المتباينة : هي أن هذا المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً عن اللفظ الآخر .
الألفاظ المتكافئة : يعني يكافئ بعضها بعضاً وهي التي تدل على مُسَمًّى واحدٍ وإن اختلف مسماه وهي المعنية في اختلاف التنوع الذي بين السلف .
سبب اتحاد المعنى واختلاف اللفظ عند السلف
تبيين معنى الكلام يختلف باختلاف المفسر لأسباب :
- لأنه تعبير عما فهمه من الكلام ،
- قد يكون هذا التعبير بالنظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شيء معين ،
- أو لحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية ،
- أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله ونحو ذلك.
نوع الخلاف في أسباب النزول
هذا الخلافَ يُعتبرُ اختلافَ تنوُّعٍ , ولا يُعتَبَرُ اختلافَ تناقُضٍ وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ. كان الأولى شرح هذه القاعدة أولا والدليل عليها ثم التعرض لقضية تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسرون في تفسيرهم للآية.
مثال للخلاف في أسباب النزول
قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} هناك أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ{إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ{هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهومقطوعٌ عن الخيرِ وهكذا غيرُه مِن المشركين.