العقد السادس
ما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالألفاظ، وهي ستة أنواع
النوع الأول والثاني: الفصل والوصل
الوصل هو عطف جملة على أخرى، والفصل ترك ما ذكر، على تفصيل مبين في فن المعاني، وذكر الناظم مثالاً لهما فقال: (الفصل والوصل وفي) فن (المعاني بحثهما) بالرفع مبتدأ مؤخر، أي بحث الفصل والوصل (ومنه) أي من فن المعاني (يطلبان) إذ هناك محلهما (مثال أول) أي الفصل قوله تعالى: (إذا خلوا) إلى آخرها.. أي الآية، وهو قوله تعالى: {وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون} ففصل قوله تعالى: {الله يستهزئ بهم} إلى آخرها، عما قبله، وهو قوله: {إنما نحن مستهزئون} لما بينهما من كمال الانقطاع، لأن قوله: {إنما..} إلخ، من مقول المنافقين، وقوله: {الله يستهزئ ...} إلخ من مقول الله رداً عليهم، فلو عطف ووصل، لتوهم أنه من مقولهم أيضاً، وهذا معنى قول الناظم: (وذاك) أي قوله إذا خلوا إلى آخرها، (حيث فصلا) بألف الإطلاق (ما بعدها) أي آية {وإذا خلوا} إلى آخرها، (عنها) أي عن آية {وإذا خلوا }(وتلك) أي ما بعدها {(الله) يستهزئ بهم} إلخ (إذ فصلت) أي الله يستهزئ بهم (عنها) أي آية: وإذا خلو (كما تراء) في القرآن، (و) قوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم) مع ما بعدها وهو قوله تعالى: {وإن الفجار لفي جحيم}، مثال (في الوصل)، إذ وصل أحدهما على الآخر بالعطف لما بينهما من شبه التضاد المقتضي للوصل، كما بين في محله، وأشار الناظم إلى تمام الآية بقوله (والفجار في جحيم)، والله أعلم.