دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة الفقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 محرم 1435هـ/17-11-2013م, 07:21 PM
محمود النجدي محمود النجدي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 5
افتراضي سؤال عن العبادات المحضة، وهل الدعاء منها؟

السلام عليكم ورحمة الله،

الشيخ الكريم حياكم الله ووفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى،
أشكل علي بشدة عدة شبهات في مسألة العبادة ..
1- قرأت أن العبادة المحضة لا يُعقل معناها .. فكيف يكون الدعاء عبادة محضة وهو معقول المعنى؟ ولو قلنا أنه غير متمحض فهو إذن من العاديات وعليه يكون صرفه لغير الله ليس بشرك .. وأيضا العبادات المحضة لا تثبت إلا بالخبر .. فهل يقال أن الدعاء والذبح ليسوا من العبادات المحضة نظراً لثبوتهم قبل الخبر؟


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 محرم 1435هـ/17-11-2013م, 09:56 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود النجدي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله،
الشيخ الكريم حياكم الله ووفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى،
أشكل علي بشدة عدة شبهات في مسألة العبادة ..
- قرأت أن العبادة المحضة لا يُعقل معناها .. فكيف يكون الدعاء عبادة محضة وهو معقول المعنى؟ ولو قلنا أنه غير متمحض فهو إذن من العاديات وعليه يكون صرفه لغير الله ليس بشرك ..وأيضا العبادات المحضة لا تثبت إلا بالخبر ..فهل يقال أن الدعاء والذبح ليسوا من العبادات المحضة نظراً لثبوتهم قبل الخبر؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مما يجب على طالب العلم أن يتبيّنه أن من مسائل العلم مسائل كبار يكون لها أكثر من وجه، وتذكر في أكثر من باب من أبواب العلم بل ربّما تذكر في عدد من العلوم؛ وتُبحث في كلّ باب وعلم بما يناسب ذلك الباب وذلك العلم؛ فيكون لها من الشرح والتقسيم والتعليل ما يعني أصحاب ذلك العلم وما يختصّ به ذلك الباب؛ فتفهم تلك المسألة في ذلك الباب بما يختصّ به؛ فمن أراد أن يعمّم الكلام في تقسيمات المسألة التي قرأها في باب من تلك الأبواب على سائر الأبواب وقع فيما يشكل عليه.
والواجب على طالب العلم أن يبحث كلّ مسألة منها في أيّ علم على أصول ذلك العلم، وإذا درس تلك المسألة في باب من الأبواب فهمها في سياق ذلك الباب.
فمعنى العبادة يبحث في علم العقيدة وعلم السلوك وعلم الفقه وعلم أصول الفقه وعلم اللغة، ولأهل كلّ علم من هذه العلوم ما يعنيهم من جوانب بحث هذه المسألة الكبيرة.
فاللغويّ يبحث ما يدلّ عليه لفظ العبادة في اللغة وأنواع استعمال العرب لهذا اللفظ وما يتصرّف منه.
والأصولي يبحث هذه المسألة ليميّز بين العبادات والعادات في أعمال المكلّفين.
والفقيه يبحث هذه المسألة ليميّز بين ما يصحّ من العبادات وما لا يصحّ ، وما يجزئ فيها وما لا يجزئ.
وعلماء الاعتقاد يبحثون هذه المسألة لبيان ما يسلم به العبد من دخول الشرك والبدعة في عبادته.
وعلماء السلوك يعتنون بهذه المسألة لبيان ما يتقرّب به إلى الله تعالى من العبادات وكيف تؤدّى على الوجه الذي يحبّه الله وسبل التوفيق لأداء العبادة والانتفاع بها والترقّي بها في مراقي العبوديّة لله تعالى.

فقول القائل: "إن العبادة المحضة لا يعقل معناها" لا يصحّ بهذا الإطلاق ، وقد يطلق نحو هذه العبارة بعض الفقهاء وبعض الأصوليين
فأمّا الفقهاء فيريدون بها التفريق بين العبادات والمعلامات التي يكون فيها معنى العبادة ؛ فالصلاة عبادة محضة ، وبرّ الوالدين ليس عبادة محضة؛ والدعاء عبادة محضة، والإقراض ليس عبادة محضة، وهكذا ، وليس مرادهم بهذا أن الدعاء غير معقول المعنى وأن الصلاة غير معقولة المعنى ، وإنما المراد التمييز بين العبادات الخالية من المعاملات والعبادات التي يدخل فيها معاملة، فإن المعاملة إذا كانت بنيّة يحتسبها صاحبها فهي عبادة لكنّها ليست عبادة محضة.
فتفهم هذه المسألة في كلام الفقهاء بهذا الاعتبار إلا أن يدلّ سياق كلامهم في بعض المواضع على إرادة معنى آخر.
وأمّا الأصوليون فيبحثون هذه المسألة في بعض مباحث العلّة، ويذكرها غيرهم عند الكلام على الحكم من مشروعية بعض العبادات وتعليل بعض الأوامر الشرعية؛ فيقولون في بعضها: إن العلّة تعبّدية؛ وهي قربة من قول بعضهم: غير معقولة المعنى، وهو أراد بهذا التقريب في الشرح؛ فهي غير معقولة المعنى بالنسبة للمكلّفين ، كما يقال في الحكمة من جعل صلاة الفجر ركعتين وصلاة الظهر أربعا؛ كثير من الفقهاء يجيب على هذا السؤال بأنّ العلّة ههنا تعبّدية؛ أي علينا التعبّد والامتثال ولا نبلغ بعقولنا أن ندرك هذه الحكمة ؛ وإلا فإنّ الله تعالى حكيم فيما يشرّع، وله في كل تشريع حكمة ، ولهذه الحكمة معنى، لكنّا لا ندرك هذه الحكمة بعقولنا المجرّدة إلا أن يدلّنا الله تعالى عليها بما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فتكون تلك الحكمة مما يدرك بدلالة الوحي لا بدلالة العقل، ومن أوامر التشريع ما تدرك حكمته بالعقل ، ومنها ما لا يدركه إلا خاصّة أهل العلم من أهل الاستنباط والفهم الحسن الذي يؤتيه الله من يشاء من عباده.
فكون الدعاء عبادة محضة هذا في التفريق بين العبادات والمعاملات التي فيها معنى العبادة؛ وفي هذا الموضع الدعاء معقول المعنى وهو عبادة محضة.
فهذا بيان اللبس في أصل تصوّر المسألة، ثم نقل هذا التقسيم إلى علم الاعتقاد ليكون حكَما في التمييز بين ما يعدّ شركاً وما ليس بشرك خطأ كبير ، لا ينبغي أن يقع فيه طالب العلم .
فبحث معنى العبادة في علم الاعتقاد يكون على أصول علم الاعتقاد وعلى ما قرّره أئمّة ذلك العلم ، ولا تسحب هذه التقسيمات التي تختصّ بها بعض أبواب الفقه وأصول الفقه لتكون حكما في مسائل الاعتقاد.
وعلماء الاعتقاد يبحثون معنى العبادة من ثلاثة طرق:
الطريق الأوّل: ما يدلّ عليه هذا اللفظ في لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم وخاطبهم بما يعرفون؛ فيعتنون ببيان المعنى اللغوي لأجل هذا.
والطريق الثاني: ما يسمّيه الأصوليون الحدّ الحقيقي ، وهو بيان ما تعتبر به حقيقة معنى اللفظ التي متى وجدت في عمل من الأعمال صحّ إطلاق ذلك اللفظ على هذا العمل.
والطريق الثالث: ما يسمّيه الأصوليون الحدّ الرسمي، وهو بيان ما يضبط للمتلّقي أفراد ما يقع عليه هذا اللفظ بعبارة موجزة جامعة ، ومثاله تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية المشهور للعبادة في أوّل رسالته العبودية.

ولمزيد من الاطلاع على بحث معنى العبادة والمسائل المتعلّقة به ينظر هنا ولعلّ فيه ما يجيب على أسئلتك الأخرى ، ولي عودة للإجابة عليها بإذن الله تعالى.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir