دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 09:26 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي إعراب المقصور والمنقوص


وسَمِّ مُعْتَلًّا مِن الأسماءِ مَا = كالمصطَفَى والمرتَقِي مَكَارِمَا
فالأوَّلُ الإعرابُ فيهِ قُدِّرَا = جميعُهُ وهْوَ الذي قدْ قُصِرَا
والثاني مَنقوصٌ ونصبُهُ ظَهَرْ =ورفْعُهُ يُنْوَى كذا أيضًا يُجَرْ


  #2  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 09:28 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

وسَمِّ مُعْتَلاًّ مِنَ الأسماءِ مَا = كالْمُصْطَفَى والمُرْتَقِي مَكَارِمَا(1)
فالأوَّلُ الإعرابُ فيه قُدِّرَا = جَمِيعُهُ وَهْوَ الَّذِي قدْ قُصِرَا (2)
والثَّانِ مَنْقُوصٌ ونَصْبُهُ ظَهَرْ = ورَفْعُهُ يُنْوَى كذا أَيْضاً يُجَرْ (3)
شَرَعَ في ذِكْرِ إعرابِ المُعْتَلِّ مِن الأسماءِ والأفعالِ، فذكَرَ أنَّ ما كانَ مِثلَ (المُصْطَفَى والمُرْتَقِي) يُسَمَّى مُعْتَلاًّ، وأشارَ (بالمُصْطَفَى) إلى ما في آخِرِه ألفٌ لازمةٌ قبلَها فتحةٌ، مِثلُ (عَصًا ورَحًى) وأشارَ (بالمُرْتَقِي) إلى ما في آخِرِه ياءٌ، مكسورٌ ما قبلَها، نحوُ: (القاضِي والدَّاعِي).
ثم أشارَ إلى أنَّ ما في آخِرِه ألفٌ مفتوحٌ ما قبلَها؛ يُقَدَّرُ فيه جميعُ حركاتِ الإعرابِ: الرفعُ والنصبُ والجرُّ، وأنه يُسمَّى المقصورَ، فالمقصورُ هو الاسمُ المعرَبُ الذي في آخِرِه ألفٌ لازمةٌ، فاحْتَرَزَ بـ(الاسمِ) من الفعلِ، نحوِ: يَرْضَى وبـ(المُعْرَبِ) من المبنيِّ، نحوِ: إذَا، وبـ(الألفِ) من المنقوصِ، نحوِ: القاضِي، كما سيأتي، وبـ(لازمةٌ) مِن المُثنَّى في حالةِ الرفعِ، نحوُ: الزيدانِ؛ فإنَّ ألِفَه لا تَلْزَمُه؛ إذ تُقْلَبُ ياءً في الجرِّ والنصبِ، نحوِ: رأيتُ الزيديْنِ.
وأشارَ بقولِه: (والثانِ منقوصٌ) إلى المُرْتَقِي، فالمنقوصُ هو الاسمُ المعرَبُ الذي آخرُه ياءٌ لازمةٌ قبلَها كسرةٌ، نحوُ: المُرْتَقِي، فاحْتَرَزَ بـ(الاسمِ) عن الفعلِ، نحوِ: يَرْمِي، وبـ(المُعْرَبِ) عن المبنيِّ، نحوِ: الذي، وبقولِنا: (قبلَها كسرةٌ) عن التي قَبْلَها سكونٌ، نحوِ: ظَبْيٍ ورَمْيٍ، فهذا معتلٌّ جارٍ مَجْرَى الصحيحِ في رَفْعِه بالضمَّةِ ونصبِه بالفتحةِ وجَرِّه بالكسرةِ.
وحكمُ هذا المنقوصِ أنه يَظْهَرُ فيه النصبُ (4) نحوُ: (رأيتُ القاضِيَ)، وقالَ اللهُ تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}، ويُقَدَّرُ فيه الرفعُ والجرُّ؛ لِثِقَلِهِمَا على الياءِ(5) نحوُ: (جاءَ القاضِي، ومَرَرْتُ بالقاضِي) فعلامةُ الرفعِ ضمَّةٌ مقدَّرَةٌ على الياءِ، وعلامةُ الجرِّ كسرةٌ مقدَّرَةٌ على الياءِ.
وعُلِمَ ممَّا ذُكِرَ أنَّ الاسمَ لا يكونُ في آخِرِه واوٌ قبلَها ضمَّةٌ، نعمْ إنْ كانَ مبنيًّا وُجِدَ ذلك فيه، نحوُ: هو، ولم يُوجَدْ ذلك في المُعرَبِ إلاَّ في الأسماءِ الستَّةِ في حالةِ الرفعِ، نحوُ: (جاءَ أَبُوه)، وأجازَ ذلك الكُوفِيُّونَ في موضعيْنِ آخريْنِ:
أحدُهما: ما سُمِّيَ به مِن الفعلِ، نحوُ: يَدْعُو ويَغْزُو.
والثاني: ما كانَ أعجميًّا، نحوَ: سَمَنْدُو وقَمَنْدُو.

([1]) (وَسَمِّ) الواوُ للاستئنافِ، سَمِّ: فعلُ أمرٍ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه وجوباً تقديرُه أنتَ، (مُعْتَلاًّ) مفعولٌ ثانٍ لسَمِّ مقدَّمٌ على المفعولِ الأوَّلِ، (مِن الأسماءِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ حالٍ مِن ما، (ما) اسمٌ موصولٌ مفعولٌ أَوَّلُ لسَمِّ، مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نصبٍ، (كالمُصْطَفَى) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ صلةُ الموصولِ، (والمُرْتَقِي) معطوفٌ على المصطفَى، (مَكَارِمَا) مفعولٌ به للمُرْتَقِي، والمعنى: سمِّ ما كانَ آخرُه ألفاً كالمُصْطَفَى، أو ما كانَ آخرُه ياءً كالمُرْتَقِي ، حالَ كونِه من الأسماءِ، لا مِن الأفعالِ ـ مُعْتَلاًّ.
([2]) (فالأَوَّلُ) مبتدأٌ أوَّلُ، (الإعرابُ) مبتدأٌ ثانٍ، (فِيهِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ (قُدِّرَ) الآتي، (قُدِّرَا) فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو يعودُ على الإعرابُ، والألفُ للإطلاقِ، (جَمِيعُهُ) جميعُ: توكيدٌ لنائبِ الفاعلِ المُسْتَتِرِ، وجميعُ مضافٌ والهاءُ مضافٌ إليه، والجملةُ من الفعلِ ونائبِ الفاعلِ خبرُ المبتدأِ الثانِي، وجملةُ المبتدأِ الثانِي وخبرُه في مَحَلِّ رفعِ خَبَرِ المبتدأِ الأوَّلِ، ويَجُوزُ أنْ يكونَ (جَمِيعُه) هو نائبَ الفاعلِ لقُدِّرَ، وعلى ذلكَ لا يكونُ في قُدِّرَ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ، كما يَجُوزُ أنْ يكونَ (جَمِيعُه) توكيداً للإعرابُ ويكونُ في قُدِّرَ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ عائدٌ إلى الإعرابُ أيضاًً، (هو الذي) مبتدأٌ وخبرٌ، (قدْ) حرفُ تحقيقٍ، (قُصِرَا) فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو يعودُ على الذي، والألفُ للإطلاقِ، والجملةُ لا مَحَلَّ لها؛ صِلَةُ الذي، والمعنى: فالأوَّلُ - وهو ما آخِرُه ألفٌ مِن الأسماءِ كالمُصْطَفَى - الإعرابُ جميعُه - أي: الرفعُ والنصبُ والجرُّ - قُدِّرَ على آخرِه الذي هو الألفُ، وهذا النوعُ هو الذي قد قُصِرا؛ أي: سُمِّيَ مَقْصُوراً، من القصرِ بمعنى الحَبْسِ، وإنما سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّه قد حُبِسَ ومُنِعَ مِن جِنْسِ الحركةِ.
([3]) (والثان منقوصٌ) مبتدأٌ وخبرٌ، (ونَصْبُهُ) الواوُ عاطفةٌ، نَصْبُ: مبتدأٌ، ونصبُ مضافٌ والهاءُ ضميرُ الغائبِ العائدُ على الثاني مضافٌ إليه، (ظَهَرْ) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو يَعودُ على نَصْبُ، والجملةُ في محلِّ رفعِ خبرِ المبتدأِ الذي هو نَصْبُ، (وَرَفْعُهُ) الواوُ عاطفةٌ، ورَفْعُ: مبتدأٌ، ورَفْعُ مضافٌ والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليهِ، (يُنْوَى) فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو يعودُ على رَفْعُ، والجملةُ في محَلِّ رفعِ خبرِ المبتدأِ الذي هو رَفْعُ، (كذا) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ (يُجَرْ)، (أيضاًً) مفعولٌ مطلَقٌ لفعلٍ محذوفٍ، (يُجَرْ) فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو يعودُ إلى المنقوصِ.
([4]) من العربِ مَن يُعامِلُ المنقوصَ في حالةِ النصبِ معاملَتَه إيَّاه في حالتَيِ الرفعِ والجرِّ، فيُقَدِّرُ فيه الفتحةَ على الياءِ أيضاًً؛ إجراءً للنصبِ مُجْرَى الرفعِ والجرِّ، وقد جاءَ مِن ذلكَ قولُ مَجْنُونِ لَيْلَى:
ولوْ أَنَّ وَاشٍ باليَمَامَةِ دَارُهُ = ودَارِي بأَعْلَى حَضْرَمَوْتَ اهْتَدَى لِيَا
وقولُ بِشْرِ بنِ أبي خَازمٍ، وهو عربيٌّ جاهليٌّ:
كفَى بالنَّأْيِ مِن أسماءَ كَافِي = وليسَ لِنَأْيِهَا إذْ طَالَ شَافِي
فأنتَ تَرَى المجنونَ قالَ: (أنَّ وَاشٍ) فسَكَّنَ الياءَ ثمَّ حَذَفَها معَ أنه منصوبٌ؛ لكونِه اسمَ أنَّ، وترَى بِشْراً قالَ: (كَافِي) معَ أنه حالٌ مِن النَّأْيِ أو مفعولٌ مُطْلَقٌ.
وقدِ اخْتَلَفَ النُّحَاةُ في ذلك؛ فقالَ المُبَرِّدُ: هو ضرورةٌ، ولكنَّها من أحسنِ ضَرُورَاتِ الشعرِ. والأصحُّ جوازُه في سَعَةِ الكلامِ؛ فقد قُرِئَ (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهَالِيكُمْ) بسكونِ الياءِ.
([5]) مِن العربِ مَن يُعامِلُ المنقوصَ في حالتَيِ الرفعِ والجرِّ كما يُعامِلُه في حالةِ النصبِ، فيُظْهِرُ الضمَّةَ والكسرةَ على الياءِ كما يُظْهِرُ الفتحةَ عليها، وقد وَرَدَ مِن ذلكَ قَوْلُ جَرِيرِ بنِ عَطِيَّةَ:
فيَوْماً يُوَافِينَ الهَوَى غَيْرَ ماضِيٍ = ويوماً تَرَى مِنْهُنَّ غُولاً تَغَوَّلُ
وقولُ الآخَرِ:
لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ جَائِيٌ = ولكِنَّ أَقْصَى مُدَّةِ الدَّهْرِ عاجِلُ
وقولُ الشَّمَّاخِ بنِ ضِرَارٍ الغَطَفَانِيِّ:
كأنَّهَا وقدْ بَدَا عوَارِضُ = وفاضَ مِن أَيْدِيِهِنَّ فَائِضُ
وقولُ جَرِيرٍ أيضاًً:
وعِرْقُ الفَرَزْدَقِ شَرُّ العُرُوقِ = خَبِيثُ الثَّرَى كَابِيُ الأَزْنُدِ
ولا خِلافَ بينَ أَحَدٍ مِن النُّحَاةِ في أنَّ هذا ضرورةٌ لا تَجُوزُ في حالةِ السَّعَةِ، والفرقُ بينَ هذا والذي قبلَه أنَّ فيما مَضَى حَمْلَ حالةٍ واحدةٍ على حالتيْنِ، ففيه حملُ النصبِ على حالتَيِ الرفعِ والجرِّ، فأَعْطَيْنَا الأقلَّ ـ وهو النصبُ ـ حكمَ الأكثرِ؛ ولهذا جَوَّزَهُ بعضُ العلماءِ في سَعَةِ الكلامِ.
ووَرَدَ في قِرَاءَةِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهَالِيكُمْ)، أما هذا ففيه حَمْلُ حالتيْنِ ـ وهما حالةُ الرفعِ وحالةُ الجرِّ ـ على حالةٍ واحدةٍ، وهي حالةُ النصبِ، وليسَ مِن شأنِ الأكثرِ أنْ يُحْمَلَ على الأقلِّ؛ ومِن أجلِ هذا اتَّفَقَتْ كَلِمَةُ النُّحَاةِ على أنه ضرورةٌ يُغْتَفَرُ مِنها ما وقَعَ فِعلاً في الشعرِ، ولا يَنْقَاسُ عليها.


  #3  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 09:51 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

فَصْلٌ
وَتُقَدَّرُ الْحَرَكَاتُ الثلاثُ فِي الاسْمِ المُعْرَبِ الَّذِي آخرُهُ أَلِفٌ لازمةٌ نَحْوُ: الفَتَى وَالمُصْطَفَى، وَيُسَمَّى مُعْتَلاًّ مَقْصُوراً.
والضَّمَّةُ وَالكَسْرَةُ فِي الاسْمِ المُعْرَبِ الَّذِي آخِرُهُ يَاءٌ لازِمَةٌ مَكْسُورٌ مَا قَبْلَهَا نَحْوُ: المُرْتَقِي وَالقَاضِي، وَيُسَمَّى مَنْقُوصاً.
وَخَرَجَ بذكرِ الاسْمِ نَحْوُ: يَخْشَى، وَيَرْمِي، وَبِذِكْرِ اللُّزُومِ نَحْوُ: (رَأَيْتُ أَخَاكَ) وَ (مَرَرْتُ بِأَخِيكَ)، وَبِاشْتِرَاطِ الكَسْرَةِ، نَحْوُ: ظَبْيٍ وَكُرْسِيٍّ([1]).

([1]) الْمُرَادُ بِنَحْوِ (يَخْشَى وَيَرْمِي) كُلُّ فِعْلٍ مُضَارِعٍ كَانَ آخرُهُ أَلِفاً أَوْ يَاءً، وَالمرادُ بنحوِ (رَأَيْتُ أَخَاكَ، وَمَرَرْتُ بِأَخِيكَ): كُلُّ اسْمٍ كَانَ آخرُهُ أَلِفاً غَيْرَ لازمةٍ أَوْ كَانَ آخرُهُ ياءً غَيْرَ لازمةٍ، كالأسماءِ الستَّةِ وَالمُثَنَّى، وَالمرادُ بِنَحْوِ (ظَبْيٍ): كُلُّ اسْمٍ كَانَ آخرُهُ يَاءً لَيْسَ قَبْلَهَا فَتْحَةٌ، بَلْ كَانَ قَبْلَ الياءِ حَرْفٌ سَاكِنٌ نَحْوَ: ظَبْيٍ وَرَمْيٍ وَبَغْيٍ وَنَفْيٍ وَنَهْيٍ.


  #4  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 09:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني

ولما فرغَ مِنْ بيانِ إعرابِ الصحيحِ مِنَ القَبِيلَيْنِ شرعَ في بيانِ إعرابِ المعتلِّ منهما، وبدَأَ بالاسمِ فقالَ:


46- وَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِنَ الأسماءِ مـَــا = كَالمُصْطَفَى وَالمُرْتَقِي مَكَارِمــَــا
47- فَالأَوَّلُ الإِعْرَابُ فيه قـُــدِّرَا = جَمِيعُهُ وهو الذي قَدْ قُصِــــرَا
48- وَالثانِ منقوصٌ، ونصبُه ظهــَرَ = ورفْعُه يُنْوَى، كَذَا أيضًا يُجَــــرُّ
(وَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا) أي: الاسَمُ المعربُ الذي حرفُ إعرابِه ألفٌ ليِّنَةٌ لازمةٌ (كالمُصْطَفَى) ومُوسَى والعَصَى، أو ياءٌ لازِمَةٌ قبلَها كسرةً: كالدَّاعِي (والمُرْتَقِي مَكَارِمَا).
تنبيهٌ : إِنَّما سُمِّي كلٌّ مِنْ هَذَيْنِ الاسمينِ مُعْتَلاً لأنَّ آخرَه حرفُ عِلَّةٍ، أو لأنَّ الأَوَّلَ يُعَلُّ آخرُه بالقلبِ: إِمَّا عنْ ياءٍ ، نحوُ: الفَتَى، أو عَنْ واوٍ، نحوُ: المصطفَى، والثاني يُعَلُّ آخرُه بالحذفِ؛ فخرَجَ بالمعربِ نحوُ: متى والذي، وبذِكْرِ الألفِ في الأَوَّلِ المنقوصُ، نحوُ المُرْتَقِي، وبذِكْرِ الليَّنَةِ المهموزُ، نحوُ: الخطأُ، وبذكرِ الياءِ في الثاني المقصورُ، نحو: الفتَى، وبذكرِ اللزومِ فيهما نحو: "رأيتُ أخاك"، و"جاءَ الزيدانِ" في الأَوَّلِ، و"مررْتُ بأخيك وغلاميك وبنيك" في الثاني، وباشتراطِ الكسرةِ قبلَ الياءِ نحوُ: ظَبْي وكُرْسِيّ.
(فالأَوَّلُ) وهو ما كانَ كالمُصْطَفَى (الإِعْرَابُ فيه قُدِّرَا* جَمِيعُهُ) على الألفِ؛ لتعذُّرِ تحريكِها (وهو الذي قد قُصِرا) أي؛ سُمِّي مقصورًا، والقَصْرُ: الحبسُ، ومنه: {حُورٌ مَقْصُورَاتًٌ فِي الخِيَامِ}، أي: محبوساتًٌ على بعولتِهنَّ، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّهُ محبوسٌ عن المدِّ، أو عن ظهورِ الإعرابِ؛ (والثان) وهو ما كانَ كالمُرْتَقِي (منقوصٍ) سُمِّي بذلك لحذفِ لامِهِ للتنوينِ، أو لأنَّهُ نُقِصَ منه ظهورُ بعضِ الحركاتِ، (ونصبُه ظهَرَ) على الياءِ لخفَّتِه، نحوُ: "رأيْتُ المُرْتَقِي"، و"مُرْتَقِيًا" و{ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}، {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ}، (وَرَفْعُهُ يُنْوَى) على الياءِ ولا يظهَرُ، نحوَ: { يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي}، { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }. فعلامةُ الرفعِ ضمَّةٌ مقدَّرةٌ على الياءِ الموجودةِ أو المحذوفةِ، و(كذا أيضًا يُجَرُّ) بكسرٍ منويٍّ، نحوَ: { أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِيِ }، و{ أنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ}، وَإِنَّما لم يظهَرِ الرفعُ والجرُّ اسْتِثْقَالاً، لا تعذُّرًا، لِإِمْكَانِهِ ما، قال جريرٌ [من الطويل]:
37- فَيَوْمًا يُوَافِيَنَّ الهوىَ غيرَ مَاضي = وَيَوْمًا تَرَى مِنْهُنَّ غُولا ًتَغُــولُ
وقالَ الآخرُ [من الطويل]:
38- لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ جَائِي = وَلَكِنَّ أَقْصَى مُدَّةَ العُمْرِ عَاجـِـلُ
تنبيهٌ : مِنَ العربِ مَنْ يُسَكِّنِ الياءَ في النصبِ أيضًا، قالَ الشاعرُ [من الطويل]:
39- وَلَوْ أَنَّ وَاشٍ بِاليَمَامَةِ دارُه ودَارِي = بِأَعْلَى حَضْرَ مَوْتَ اهْتَدَى لَيَا
قالَ أَبُو العَبَّاسِ المبرِّدُ: وهو مِنْ أَحسنِ ضروراتِ الشِّعرِ؛ لأنَّهُ حَمَلَ حالةَ النصبِ على حالتي ِالرفعِ والجرِّ.


  #5  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 09:53 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

إعرابُ الْمُعْتَلِّ مِن الأسماءِ

46- وسَمِّ مُعْتَلاًّ مِن الأسماءِ مَا = كالمُصْطَفَى والمُرتَقِي مَكَارِمَا
47- فالأوَّلُ الإعرابُ فيه قُدِّرَا = جميعُه وهْوَ الذي قد قُصِرَا
48- والثانِ مَنقوصٌ ونصبُهُ ظَهَرْ = ورفْعُهُ يُنْوَى كذا أيضاً يُجَرّ
لَمَّا تَحَدَّثَ عن الصحيحِ مِن الأسماءِ والأفعالِ- شَرَعَ في ذِكْرِ الْمُعْتَلِّ منهما، وبَدَأَ بالأسماءِ، فذَكَرَ نوعيْنِ مِن الأسماءِ الْمُعْتَلَّةِ، وهما: المقصورُ والمنقوصُ.
والمقصورُ: هو الاسمُ الْمُعْرَبُ الذي في آخِرِه ألِفٌ لازِمَةٌ، مِثْلُ: فتًى، عصًا، رَحًى.
وخَرَجَ بالاسمِ: الفِعْلُ، نحوُ: يَخْشَى، والحرْفُ: نحوُ: عَلَى، وبالمُعْرَبِ: الْمَبْنِيُّ، نحوُ مَتَى، وبالألِفِ، نحوُ: الهادِي؛ لِأَنَّ آخِرَه ياءً.
وباللاَزِمِ نحوُ: الزَّيْدَانِ؛ فإنَّ ألِفَه غيرُ لازمةٍ؛ لأنها تَنقلِبُ ياءً في الجرِّ والنصْبِ.
وحُكْمُ المقصورِ أنه يُعْرَبُ بحَرَكاتٍ مُقَدَّرَةٍ على الألِفِ، والمانِعُ مِن ظُهُورِها التَّعَذُّرُ: فالرفْعُ نحوُ: أهَمُّ الْمَطالِبِ رِضَا اللَّهِ، والنصْبُ نحوُ: إنَّ رِضا الناسِ غايةٌ لا تُدْرَكُ، والْجَرُّ نحوُ: احْرِصْ على رِضَا والِدَيْكَ، قالَ تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ}، وقالَ تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}، وقالَ تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ}.
أمَّا المنقوصُ فهو: الاسمُ المعرَبُ الذي في آخِرِه ياءٌ لازِمَةٌ غيرُ مُشَدَّدَةٍ قَبْلَها كَسرةٌ، نحوُ: القاضي، الساعي، الوافي.
وخَرَجَ بالاسمِ: الفعْلُ، نحوُ: يُعْطِي، والحرْفُ نحوُ: في، وبالمعْرَبِ: الْمَبْنِيُّ، نحوُ: الذي، وبالياءِ المقصورُ، نحوُ: الفتى، وباللازِمِ: المُثَنَّى؛ كما تَقَدَّمَ، فإنَّ الياءَ لا تَلْزَمُ إلاَّ في حَالَتَيِ الْجَرِّ والنصْبِ، وبقولِنا: قَبْلَها كَسرةٌ: التي قَبْلَها ساكِنٌ صحيحٌ، مِثلُ: ظَبْيٍ، أو ساكِنٌ مُعْتَلٌّ، نحوُ: كُرْسِيٍّ، فهذا مِن الْمُعْتَلِّ الجارِي مَجْرَى الصحيحِ في إعرابِه بالحَرَكَاتِ الظاهرةِ، قالَ تعالى: {فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
وحُكْمُ المنقوصِ: إنْ كانَ مُحَلًّى بألْ أو مُضَافاً ثَبَتَتْ ياؤُه، ورُفِعَ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ عليها مَنَعَ مِن ظُهُورِها الثِّقَلُ، وكذا يُجَرُّ بكسرةٍ مُقَدَّرَةٍ، مِثالُ الرفْعِ: الساعي للخيرِ كفاعلِه، جاءَ قاضِي المدينةِ، ومِثالُ الْجَرِّ: على الباغِي تَدورُ الدوائرُ، سلَّمْتُ على قاضي المدينةِ.
وقد تُحْذَفُ الياءُ تَخفيفاً في حالَتَيِ الرفْعِ والْجَرِّ لدَلالةِ الكسرةِ التي قَبْلَها عليها وتُجْرَى (أل) مَجْرَى ما عاقَبَها وهو التنوينُ، فكما تُحْذَفُ معَه تُحْذَفُ معها، فمِثالُ الرفْعِ قولُه تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}، ومِثالُ الْجَرِّ قولُه تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
وأمَّا نَصْبُ الْمُحَلَّى والمضافِ فهو بالفَتحةِ الظاهرةِ، نحوُ: (لَعَنَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الرَّاشِيَ والْمُرْتَشِيَ).
رَأَيْتُ قاضِيَ المدينةِ، قالَ تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}.
وإنْ كانَ المنقوصُ مُجَرَّداً مِن (ألْ) والإضافةِ حُذِفَتْ ياؤُه وجِيءَ بالتنوينِ، رفْعاً وجَرًّا، وبَقِيَتْ ياؤُه نَصْباً، فتُقَدَّرُ الضمَّةُ والكسرةُ على الياءِ المحذوفةِ لالتقاءِ الساكنينِ (ياءِ المنقوصِ والتنوينِ) وتَظهَرُ الفتحةُ فمِثالُ الرفْعِ: المؤمنُ راضٍ قانِعٌ، قالَ تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} ومِثالُ النصْبِ: سَمِعْتُ مُنادِياً يُنادِي للصلاةِ، قالَ تعالى: {وَكَفَى بَرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً}، ومِثالُ الْجَرِّ: رُبَّ ساعٍ لقاعِدٍ، قالَ تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.
قالَ ابنُ مالِكٍ: (وَسَمِّ مُعْتَلاًّ... إلخ) أيْ: سَمِّ ما كانَ آخِرُه ألِفاً: كالمُصْطَفَى، وما كانَ آخِرُه ياءً: كالمُرْتَقِي - حالَ كونِه مِن الأسماءِ لا مِن الأفعالِ - معْتَلاًّ، فالأوَّلُ وهو ما آخِرُه ألِفٌ، الإعرابُ جميعُه قُدِّرَ على آخِرِه، وهو النوعُ الذي قد قُصِرَا؛ أيْ: سُمِّيَ مَقصوراً مِن القصْرِ بمعنى الحبْسِ، وإنما سُمِّيَ بذلك؛ لأنه حُبِسَ ومُنِعَ مِن ظهورِ الحركةِ، (والثانِ) بحذْفِ الياءِ لغةٌ، لا للوزْنِ، (مَنْقُوصٌ) سُمِّيَ بذلك لعدَمِ ظُهورِ كلِّ الحركاتِ الإعرابيَّةِ على آخِرِه، (ونَصْبُهُ ظَهَرْ) للخِفَّةِ، (ورَفْعُه يُنْوَى كذا أيضاً يُجَرّ) كما تَقَدَّمَ.
وقد تَبَيَّنَ بذلك أنَّ الإعرابَ التقديريَّ يكونُ في المقصورِ والمنقوصِ، وبَقِيَ نوعٌ ثالثٌ مِن الأسماءِ، وهو المضافُ لياءِ الْمُتَكَلِّمِ، فتُقَدَّرُ فيه حَرَكَاتُ الإعرابِ جميعُها: كالمقصورِ، لكن قُدِّرَتْ في المقصورِ لكونِ الحرْفِ الأخيرِ منه لا يَقْبَلُ الحركةَ، والمضافُ للياءِ لأجْلِ المناسَبَةِ؛ لأَنَّ ياءَ المتكَلِّمِ تَسْتَدْعِي انكسارَ ما قَبْلَها، فشُغِلَ الْمَحَلُّ بهذه الكسرةِ فلم تَظْهَرْ حركةُ الإعرابِ، تقولُ: هذا كتابِي، واحْتَرَمْتُ أبي، وسَلَّمْتُ على أُمِّي.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المقصور, إعراب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir