تلخيص درس أنواع اختلاف التنوع
مسائل الدرس:
1) أنواع الاختلاف
2) أقسام اختلاف التنوع
3) الصنف الأول من اختلاف التنوع
4) معنى الأسماء المتكافئة
5) من أسباب اختلاف التنوع في هذا الصنف الأول مراعاة مقصود السائل
6) الصنف الثاني من أنواع اختلاف التنوع .
7) تعدد حكايات سبب النزول نوع من أنواع الصنف الثاني.
8) فوائد تعدد واختلاف أسباب النزول.
9) العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
10) الموقف من تفسير الرسول صلىالله عليه وسلم لآية ، إذا كانت تحتمل معنى آخر في اللغة.
1) هناك نوعان من الاختلاف عند السلف:
#اختلاف تضاد : وهو أن يرد قولان لا يمكن اجتماعهما في المفسر ، فإذا قيل بأحدهما انتفى الآخر ، وهذا النوع من الاختلاف كثير عن السلف في الأحكام ، وقليل في التفسير.
# اختلاف تنوع : هو أن يرد قولان يمكن اجتماعهما في المفسر وهذا الاختلاف كثير في التفسير وقليل في الأحكام .
2) اختلاف التنوع على نوعين : ما يكون الخلاف فيه راجعا إلى معنى واحد وما يكون الخلاف فيه راجع إلى أكثر من معنى.
3) الصنف الأول من اختلاف التنوع : هو أن يعبر كل واحد من السلف عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى في المسمى ، غير المعنى الآخر ، مع اتحاد المسمى ، وهذا الصنف بمنزلة الأسماء المتكافئة.
4) الأسماء المتكافئة : هي التي تتفق في الذات وتختلف في المعنى :
كأسماء الله عز وجل ، وأسماء القرآن وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأسماء السيف.
5) من أسباب تعبير السلف عن المراد ، بعبارات مختلفة ، رغم اتحاد المسمى ، من أسباب ذلك ، مراعاة مقصود السائل ، فأحيانا يكون قصده تعيين المسمى ، وأحيانا أخرى يكون مقصوده قدرا زائدا عن تعيين المسمى.
# فإن كان مقصود السائل تعيين المسمى ، عبر له بأي اسم يدل على الذات
~ مثال 1 : في قوله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
إذا سأل سائل عن معنى ذكري ، أجيب بأن معناه : ذكره أو كتابه أو هداه ، فكلها أسماء متكافئة تدل على ذات واحدة وهو الذكر.
~ مثال 2 : أن يسأل عن الغفور أو الرحمن أو الرحيم ، لا على سبيل معرفة معنى الغفور أو الرحمن أو الرحيم ، ولكن يكون مراده معرفة من هو الغفور ، أو من هو الرحمن ، أو من هو الرحيم.
# أما إذا كان المقصود معرفة ما في الاسم من صفة ، فهذا لا بد من تعريفه بالمعنى الذي تتضمنه هذه الصفة :
~ مثال 1 : كأن يسأل أحد عن المعنى اللغوي للفظة ذكري ، في قوله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري ) .
~ مثال 2 : كأن يسأل أحد عن معنى الغفور ، فهذا لابد أن في تفسيره من تعيين ما في هذا الاسم من صفة كمال ، لأن السائل لم يطلب فقط تعيين المسمى.
6) الصنف الثاني من أنواع اختلاف التنوع:
أَنْ يَذْكُرَ كُلٌّ منْهُمْ مِن الاسْمِ العَامِّ بَعْضَ أَنْوَاعِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّمثيلِ، وَتَنْبِيهِ الْمُسْتَمِعِ عَلَى النَّوعِ، لاَ علَى سَبِيلِ الْحَدِّ الْمُطَابِقِ لِلْمَحْدُودِ فِي عُمُومِهِ وَخُصُوصِهِ .
~مثال 1 : قوله تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} فالظالم لنفسه على العموم يتناول المضيع للواجبات ، والمنتهك للحرمات ، والمقتصد يتناول الفاعل للواجبات ، والتارك للمحرمات ، والسابق بالخيرات يتناول الفاعل للواجبات والمستحبات ، والتارك للمكروهات والمحرمات. ولكن المفسرين كل منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات على سبيل المثال : فمثلا يقولون أن السابق الذي يؤدي الصلاة في أول الوقت ، والمقتصد الذي يؤديها في أثناء الوقت ، والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار. وهذا نوع فقط من الأنواع الداخلة في الآية.
~مثال 2 : قوله تعالى {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ، وقد يدخل في مسمى النعيم ، غير ماذكر من هذه الأمثلة ، لأن النعيم هو كل ما يتنعم به الإنسان ، ويلتذ به.
7) تعدد حكايات سبب النزول نوع من أنواع الصنف الثاني:
ما يُحكَى من أسبابِ النـزولِ عن السَّلفِ فإنه يَحمِلُ على المثالِ إذا تعدَّدتِ الحكايةُ في سببِ النـزولِ ، وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.
~مثال 1 : ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقيل : هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك. وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكل واحد منهم يعتبر مثالا داخلا في الآية.
~مثال 2 : المعوذتين (قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) قالوا نزلت في كذا لما سحر النبي عليه الصلاة والسلام ونزلت بعد ذلك ، فهم يعنون أنها تصلح لهذا المعنى ، وللمعنى الآخر.
8) فوائد تعدد واختلاف أسباب النزول:
~بيان أن العبرة بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب.
~تعدد الحوادث المحكية في أسباب النزول ، تعتبر أفرادا للعام الوارد في الآية.
~تناول الآية للأحداث التي تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها ، ولو كانت الآية قد نزلت عقب حدث آخر من قبل.
9) العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب :
~ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : بأنه لم يقل أحد بأنه لم يقل أحد من المسلمين ولا من العقلاء ، أن كون الآية نزلت في فلان بأنها لا تتعداه إلى غيره ، فإذا قيل هذا ، فإن العبرة هنا تكون بخصوص السبب لا بعموم اللفظ ، وستتعطل كثير من الأحكام ، فأوس بن الصامت مثلا هو سبب نزول آية الظهار ، ولكنه يعتبر مثالا للعموم الوارد في الآية.
~وهذه القاعدة يدل لها دلالة واضحة ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً))
10) الموقف من تفسير الرسول صلىالله عليه وسلم لآية ، إذا كانت تحتمل معنى آخر في اللغة:
~قال الشيخ الطيار : وينبغي التَّنبيهُ إلى أنه إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
~ ومثال ذلك ماجاء في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة) حيث فسر القوة بالرمي ، فهنا أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يمثل لأعلى قوة تؤثر في العدو ، ولا يعني أن غيرها من أنواع القوة لا يدخل في مفهوم الآية.