دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ربيع الأول 1436هـ/2-01-2015م, 01:12 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي اجابات أسئلة دورة تاريخ علم التفسير

الأسئلة

السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
تفسير القرآن بالقرآن.
النوع الثاني:تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: أن ينزل الوحي على النبي فيفسر به القرآن خصوصا في الأخبار والغيبيات التي لا مجال للعلم بها إلا عن طريق الوحي الإلهي.
(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:
أحاديث تفسيرية تتضمن بيان معاني الآيات ومثاله: تفسير قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) في الحديث الذي رواه أبو هريرة (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد .........)الحديث.
النوع الثاني: أحاديث يؤخذ منها التفسير بشيء من الاجتهاد ومثاله: تفسير بن عباس لللمم بحديث أبي هريرة (العين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع ........)الحديث.
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - مجاهد
2- عطاء بن رباح
3- سعيد بن جبير
(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمد بن كعب القرظي
3- محمد بن اسحاق بن يسار
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
2: غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري.
3: البحر المحيط لأبي حيان.
السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

1)عدم مخالفة القرآن الكريم.
2)عدم مخالفة صريح السنة.
3)عدم مخالفة إجماع الأمة.
2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبين ما أنزل الله إليه إما:بتلاوته،أو إجابته عن الأسئلة التي تطرح عليه،أو دعوته وسيرته،أو العمل به وتفصيل مجمله،أو الإخبار عن أمور لا تدرك باللغة وإنما تدرك بالإخبار عن الله عز وجل.
3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
حملها البغدادي على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها لسوء أحوال مصنفيها وعدم عدالتهم وزيادات القصاص فيها.
4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
من أسباب الرواية عن الضعفاء أن:
1)المصنفات أو المرويات عن الصحابة والتابعين إنما هي كتب يروونها عن بعض وليست محفوظات تحفظ في الصدور فلا يحتاج معها ألى اشتراط قوة الحفظ،فالتضعيف هنا يكون فقط في الروايات التي فيها أحكام وحلال وحرام.
2)المتخصص في فن من الفنون يقدم على غيره وإن كان من الثقات الأثبات.
3)جل مرويات التفسير من المقطوعات والموقوفات والنقاد يتساهلون في هذا النوع بعكس المرفوعات.

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

يأتي تفسير الصحابة في المرتبة الثالثة بعد تفسير القرآن بالقرآن ،وتفسير القرآن بالحديث النبوي لأسباب عدة منها:
1)أن الصحابة كانوا أعلم بأسباب نزول الآيات والحوادث التي نزلت فيها وأزمنة وأمكنة نزولها.
2)أنهم عاشها مع الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا يرون في دعوته وسيرته ما يبين لهم تفسير القرآن لأنه كان قرآن يمشي على الأرض.
3)لأنهم كانوا يسألون الرسول عن كل ما أشكل عليهم.
4)لأنهم كانوا أهل ورع وأمانة فكانوا يتورعون في تفسير القرآن الكريم.
4)لأنهم كانوا أهل دراية باللغة وخباياها .

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كانوا يتدارسون القرآن:بطريقة السؤال والجواب، أو يقرأ أحدهم الآية فيفسرها أو يفسرها غيره، أو يسمعون تفسيرا خاطئا لآية فيصححونه.
3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
1) علقمة
2)الأسود
3)مسروق
4)عمر بن شرحبيل
الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
1)كان التفسير يتلقى في مجالس العلم.
2) بدأ التدوين شيئا فشيئا في صحائف صغيرة يعزى فيه بالرواية إلى صاحبه ،فدون بن جريج عن عطاء، والزنجي عن بن أبي نجيح وغيرهم.
3)في القرن الثاني الهجري اشتهر التفسير بالرواية من أهل الحديث والقصاص، ومنهم من دون له بعض اللتفسير ومنهم من كان له أثر على المفسرين بعده دون أن يفرد أي مؤلف في التفسير ومن اشتهر في هذا القرن:الإمام مالك،الإمام الشافعي، السدي الصغير.
4)إلى نهاية القرن الثاني لم يظهر تفسير كامل إلا ما كان من تفسير مقاتل لكنه تفسير منتقد.
5) في القرن الثالث الهجري ظهرت تفاسير كثيرة لكن غيركاملة إلا تفسير بقي بن مخلد ومن أهم التفاسير في هذا القرن: تفسير الصنعاني،وابن سلام، وابن أبي شيبة،وقد صنف أصحاب الحديث كذلك في مؤلفاتهم كتبا وأبوابا في فضائل القرآن كما في صحيح البخاري ومسلم ،وسنن بن ماجة والترمذي ومسند الإمام أحمد.
6)وظهر في أواخر القرن الثالث الهجري تفسير أحكام القرآن كنا اشتهر في هذا القرن كثير من التفاسير اللغوية كتفاسير :الفراء وسيبويه والأخفش وابن قتيبة.وإلى نهاية القرن الثالث الهجري لم يصلنا تفاسير محررة.
7)من أشهر ما كتب في بداية القرن الرابع الهجري كتاب فضائل القرآن للنسائي ومعاني القرآن للزجاج،ثم تفسير ابن جرير الطبري.

السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.

اعتمد على صحف كثيرة،ومدارس مختلفة،كان لديه معرفة جامعة،يأخذ الآيات ثم يذكر المسائل ثم يفسر الآية بخلاصة ما ذكره،ويتميز تفسيره كذلك بالموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض، وتمييز الأقوال وذكر أدلة أصحاب كل قول إذا اختلفت الأقوال.
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
بارع في نقد الأقوال والترجيح بينها ، بارع فيةإعمال أصول التفسير.
(3) معاني القرآن للزجاج.
يذكر الآيات ويأخذ ألفاظا منها فيحللها على طريقته في الاشتقاق اللغوي،ويذكرأصل الكلمة ومعناها اللغوي،ويستشهد على رأيه بما يؤيده من كلام العرب شعرا وغيره ويشرح الأمثلة التي يستشهد بها ويناقش النحويين فيرد عليهن أو يؤيدهم، ويذكر أسباب النزول إن احتيج لذلك، ويشرح آيات بآيات أصرح وأبين منها.
(4) تفسير الثعلبي.
جمع تفاسير كثيرة،وله تلخيص حسن،يروي الأحاديث والآثار بإسناده،اعتنى بتفسيره كثير من المفسرين.
(5) أضواء البيان للشنقيطي

الاحتجاج بالأحاديث الصحيحة،ذكر أسباب النزول،ذكر الناسخ والمنسوخ،ذكر الأحكام،الاستدلال بأقوال أصحاب المذاهب،ذكر أقول العلماء وترجيح ما قام الدليل على ترجيحه دون تعصب، اعتماده على القراءات.
السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.

معتزلي جلد مفتخر باعتزاله،ظهور ذلك في تفاسيره للآيات بشكل جلي وبعض اعتزالياته لا تظهر إلا بالتمحيص لخفائها،سليط اللسان على أهل السنة.
(2) التفسير الكبير للرازي.
الاعتماد على كتب المعتزلة كالزمخشري،تقسيم الكلام إلى مسائل وتفريعات كثيرة والاكثاروالاكثارمن ايراد الشبه،التنظير للأشاعرة.
(3) النكت والعيون للماوردي.
متأثر بالمعتزلة،إذا رأى بن جرير يروي بإسناد واه وضعيف عن بن عباس يذكر القول ويقول قاله بن عباس،يزيد في التفسير أوجها من عنده من باب الاحتمال المتكلف.
(4) تفسير الثعلبي.
منتقد في تحريره العلمي، يكثر من الإسرائيليات،يروي الموضوعات بلا تمييز،ليس بالمتين في الرواية.
(5) تنوير المقباس.
رواية الموضوعات،إسناد روايات إلى بن عباس لا تصح عنه، الإكثار من الإسرائيليليات.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 ربيع الأول 1436هـ/2-01-2015م, 07:51 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمان كمال مشاهدة المشاركة
الأسئلة

إجمالي الدرجات = 94 / 100
(15.5 / 16)
السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
تفسير القرآن بالقرآن.
النوع الثاني:تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: أن ينزل الوحي على النبي فيفسر به القرآن خصوصا في الأخبار والغيبيات التي لا مجال للعلم بها إلا عن طريق الوحي الإلهي.
(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:
أحاديث تفسيرية تتضمن بيان معاني الآيات بالنص ومثاله: تفسير قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) في الحديث الذي رواه أبو هريرة (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد .........)الحديث.
النوع الثاني: أحاديث يؤخذ منها التفسير بشيء من الاجتهاد ومثاله: تفسير بن عباس لللمم بحديث أبي هريرة (العين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع ........)الحديث.
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - مجاهد
2- عطاء بن رباح
3- سعيد بن جبير
(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمد بن كعب القرظي
3- محمد بن اسحاق بن يسار
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
2: غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري.
3: البحر المحيط لأبي حيان.

(14 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

1)عدم مخالفة القرآن الكريم.
2)عدم مخالفة صريح السنة.
3)عدم مخالفة إجماع الأمة.
2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبين ما أنزل الله إليه إما:بتلاوته،أو إجابته عن الأسئلة التي تطرح عليه،أو دعوته وسيرته،أو العمل به وتفصيل مجمله،أو الإخبار عن أمور لا تدرك باللغة وإنما تدرك بالإخبار عن الله عز وجل.
3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
حملها البغدادي على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها لسوء أحوال مصنفيها وعدم عدالتهم وزيادات القصاص فيها.
4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
من أسباب الرواية عن الضعفاء أن:
1)المصنفات أو المرويات عن الصحابة والتابعين إنما هي كتب يروونها عن بعض وليست محفوظات تحفظ في الصدور فلا يحتاج معها ألى اشتراط قوة الحفظ،فالتضعيف هنا يكون فقط في الروايات التي فيها أحكام وحلال وحرام.
2)المتخصص في فن من الفنون يقدم على غيره وإن كان من الثقات الأثبات.
3)جل مرويات التفسير من المقطوعات والموقوفات والنقاد يتساهلون في هذا النوع بعكس المرفوعات.
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.


(8.5 / 9) السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

يأتي تفسير الصحابة في المرتبة الثالثة بعد تفسير القرآن بالقرآن ،وتفسير القرآن بالحديث النبوي لأسباب عدة منها:
1)أن الصحابة كانوا أعلم بأسباب نزول الآيات والحوادث التي نزلت فيها وأزمنة وأمكنة نزولها.
2)أنهم عاشها مع الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا يرون في دعوته وسيرته ما يبين لهم تفسير القرآن لأنه كان قرآن يمشي على الأرض.
3)لأنهم كانوا يسألون الرسول عن كل ما أشكل عليهم.
4)لأنهم كانوا أهل ورع وأمانة فكانوا يتورعون في تفسير القرآن الكريم.
4)لأنهم كانوا أهل دراية باللغة وخباياها .

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كانوا يتدارسون القرآن:بطريقة السؤال والجواب، أو يقرأ أحدهم الآية فيفسرها أو يفسرها غيره، أو يسمعون تفسيرا خاطئا لآية فيصححونه.
3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
1) علقمة
2)الأسود
3)مسروق
4)عمر بن شرحبيل

(9 / 9) الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
1)كان التفسير يتلقى في مجالس العلم.
2) بدأ التدوين شيئا فشيئا في صحائف صغيرة يعزى فيه بالرواية إلى صاحبه ،فدون بن جريج عن عطاء، والزنجي عن بن أبي نجيح وغيرهم.
3)في القرن الثاني الهجري اشتهر التفسير بالرواية من أهل الحديث والقصاص، ومنهم من دون له بعض اللتفسير ومنهم من كان له أثر على المفسرين بعده دون أن يفرد أي مؤلف في التفسير ومن اشتهر في هذا القرن:الإمام مالك،الإمام الشافعي، السدي الصغير.
4)إلى نهاية القرن الثاني لم يظهر تفسير كامل إلا ما كان من تفسير مقاتل لكنه تفسير منتقد.
5) في القرن الثالث الهجري ظهرت تفاسير كثيرة لكن غيركاملة إلا تفسير بقي بن مخلد ومن أهم التفاسير في هذا القرن: تفسير الصنعاني،وابن سلام، وابن أبي شيبة،وقد صنف أصحاب الحديث كذلك في مؤلفاتهم كتبا وأبوابا في فضائل القرآن كما في صحيح البخاري ومسلم ،وسنن بن ماجة والترمذي ومسند الإمام أحمد.
6)وظهر في أواخر القرن الثالث الهجري تفسير أحكام القرآن كنا اشتهر في هذا القرن كثير من التفاسير اللغوية كتفاسير :الفراء وسيبويه والأخفش وابن قتيبة.وإلى نهاية القرن الثالث الهجري لم يصلنا تفاسير محررة.
7)من أشهر ما كتب في بداية القرن الرابع الهجري كتاب فضائل القرآن للنسائي ومعاني القرآن للزجاج،ثم تفسير ابن جرير الطبري.

(24 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.

اعتمد على صحف كثيرة،ومدارس مختلفة،كان لديه معرفة جامعة،يأخذ الآيات ثم يذكر المسائل ثم يفسر الآية بخلاصة ما ذكره،ويتميز تفسيره كذلك بالموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض، وتمييز الأقوال وذكر أدلة أصحاب كل قول إذا اختلفت الأقوال.
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
بارع في نقد الأقوال والترجيح بينها ، بارع فيةإعمال أصول التفسير.
(3) معاني القرآن للزجاج.
يذكر الآيات ويأخذ ألفاظا منها فيحللها على طريقته في الاشتقاق اللغوي،ويذكرأصل الكلمة ومعناها اللغوي،ويستشهد على رأيه بما يؤيده من كلام العرب شعرا وغيره ويشرح الأمثلة التي يستشهد بها ويناقش النحويين فيرد عليهن أو يؤيدهم، ويذكر أسباب النزول إن احتيج لذلك، ويشرح آيات بآيات أصرح وأبين منها.
(4) تفسير الثعلبي.
جمع تفاسير كثيرة،وله تلخيص حسن،يروي الأحاديث والآثار بإسناده،اعتنى بتفسيره كثير من المفسرين.
(5) أضواء البيان للشنقيطي
الاحتجاج بالأحاديث الصحيحة،ذكر أسباب النزول،ذكر الناسخ والمنسوخ،ذكر الأحكام،الاستدلال بأقوال أصحاب المذاهب،ذكر أقول العلماء وترجيح ما قام الدليل على ترجيحه دون تعصب، اعتماده على القراءات.
(23 / 25) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.

معتزلي جلد مفتخر باعتزاله،ظهور ذلك في تفاسيره للآيات بشكل جلي وبعض اعتزالياته لا تظهر إلا بالتمحيص لخفائها،[له اعتزاليات ظاهرة وخفية] سليط اللسان على أهل السنة.
(2) التفسير الكبير للرازي.
الاعتماد على كتب المعتزلة كالزمخشري،تقسيم الكلام إلى مسائل وتفريعات كثيرة والاكثاروالاكثارمن ايراد الشبه،التنظير للأشاعرة.
(3) النكت والعيون للماوردي.
متأثر بالمعتزلة،إذا رأى بن جرير يروي بإسناد واه وضعيف عن بن عباس يذكر القول ويقول قاله بن عباس،يزيد في التفسير أوجها من عنده من باب الاحتمال المتكلف.
(4) تفسير الثعلبي.
منتقد في تحريره العلمي، يكثر من الإسرائيليات،يروي الموضوعات بلا تمييز،ليس بالمتين في الرواية.
(5) تنوير المقباس.
رواية الموضوعات،إسناد روايات إلى بن عباس لا تصح عنه، الإكثار من الإسرائيليليات.
إجمالي الدرجات = 94 / 100
بارك الله فيك ، ونفع بك .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ربيع الأول 1436هـ/14-01-2015م, 09:02 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي فهرسة مسائل درس معارضة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان وهذا الدرس ضمن مسائل جمع القرآن

الأحاديث المروية في معارضة جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم:

حديث بن عباس:

والشاهد في الحديث قول بن عباس وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن أي يلقى النبي صلى الله عليه وسلم.
حديث فاطمة:

عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم((‏‏ يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا.))

حديث بن مسعود:

فيه ذكر لنزول القرآن على سبعة أحرف.

ذكر عرضه للقرآن رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في السنة التي قبض فيها.

ذكر معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان.

الآثار المروية في ذلك

أثر الشعبي:

ذكر نزول جبريل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في سائر السنة.

ذكر معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.

ذكر أنه في المعارضة يكون النسخ والإثبات والإحكام .

أقوال العلماء في معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن:

كلام علي بن محمد الخازن:

خلاصة قوله أنه صح من حديث بن عباس أن جبريل كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في كل عام مرة وقد عارضه في العام الذي توفي فيه مرتين ، وقيل أن زيد بن ثابت حضر العرضة الأخيرة وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي ما بقي ولذلك كلفه الصديق بجمع القرآن.

كلام الزركشي:

خلاصة قوله أن قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار كانت قراءة واحدة وهي القراءة العامة التي قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه.

كلام السيوطي:

خلاصة قول السيوطي أن القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم نزل متفرقا على حسب المصالح،وأثبت في المصاحف على حسب التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ ،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل في رمضان من كل سنة ما اجتمع عنده من القرآن،وقد عرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين.

شرح حديث بن عباس من فتح الباري:

معنى يعرض يقرأ أو المراد يستعرضه ما أقرأه إياه.

معنى المعارضة أن جبريل كان يقرأ أحيانا والرسول ينصت والعكس ويؤيده ما وقع في رواية أبي هريرة ، وقد أتى أيضا بلفظ المدارسة.

معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كان شهر رمضان حتى قبل فرض الصيام.

ذكر معارضة جبريل النبي للقرآن عرضات على حروف مختلفة.

ذكر عرضه القرآن على النبي في السنة التي قبض فيها عرضتين على حرفين.

اختلاف أهل العلم في عرضتي بن مسعود وزيد بن ثابت أيهما كانت الأخيرة ، والجمع بين أقوالهم بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ربيع الأول 1436هـ/18-01-2015م, 11:08 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,756
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمان كمال مشاهدة المشاركة
الأحاديث المروية في معارضة جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم:

حديث بن عباس:

والشاهد في الحديث قول بن عباس وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن أي يلقى النبي صلى الله عليه وسلم.
حديث فاطمة:

عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم((‏‏ يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا.))

حديث بن مسعود:

فيه ذكر لنزول القرآن على سبعة أحرف.

ذكر عرضه للقرآن رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في السنة التي قبض فيها.

ذكر معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان.

الآثار المروية في ذلك

أثر الشعبي:

ذكر نزول جبريل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في سائر السنة.

ذكر معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.

ذكر أنه في المعارضة يكون النسخ والإثبات والإحكام .

أقوال العلماء في معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن:

كلام علي بن محمد الخازن:

خلاصة قوله أنه صح من حديث بن عباس أن جبريل كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في كل عام مرة وقد عارضه في العام الذي توفي فيه مرتين ، وقيل أن زيد بن ثابت حضر العرضة الأخيرة وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي ما بقي ولذلك كلفه الصديق بجمع القرآن.

كلام الزركشي:

خلاصة قوله أن قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار كانت قراءة واحدة وهي القراءة العامة التي قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه.

كلام السيوطي:

خلاصة قول السيوطي أن القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم نزل متفرقا على حسب المصالح،وأثبت في المصاحف على حسب التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ ،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل في رمضان من كل سنة ما اجتمع عنده من القرآن،وقد عرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين.

شرح حديث بن عباس من فتح الباري:

معنى يعرض يقرأ أو المراد يستعرضه ما أقرأه إياه.

معنى المعارضة أن جبريل كان يقرأ أحيانا والرسول ينصت والعكس ويؤيده ما وقع في رواية أبي هريرة ، وقد أتى أيضا بلفظ المدارسة. [ هذه النقطة تصلح أن تكون تحت عنصر ( معنى المعارضة ) ويُصدر بها التلخيص ]

معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كان شهر رمضان حتى قبل فرض الصيام.

ذكر معارضة جبريل النبي للقرآن عرضات على حروف مختلفة.

ذكر عرضه القرآن على النبي في السنة التي قبض فيها عرضتين على حرفين. [ هذا أحد الأقوال في المسألة ، هل كانت على حروف متعددة أو حرف واحد واختُلف في هذا الحرف هل هو حرف زيد بن ثابت أو حرف ابن مسعود ، وقول العسقلاني اجتهاد منه في الجمع بين القولين ولا يلزم ثبوته ]

اختلاف أهل العلم في عرضتي بن مسعود وزيد بن ثابت أيهما كانت الأخيرة ، والجمع بين أقوالهم بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.


بارك الله فيكم.
أرجو أن تكونوا قد اطلعتم على شرح فهرسة المسائل العلمية ( هنا )
فنحنُ لا نعتمد على العناصر الواردة في المشاركة الأولى لكن قد نستعين بها ، والأساس استخراج المسائل التي تكلم عنها العلماء والمتعلقة بالموضوع بشكل مباشر ، ثم تلخيص ما ورد تحتها.
وأضعُ بين يديك قائمة بعناصر هذا الموضوع ليتبين لك الأمر :


1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
2: معنى معارضة القرآن :
3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :
11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) :10 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 10 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 65 %

ويمكنكم الاستعانة بقائمة العناصر التي وضعتها لكم وإعادة التلخيص ، فتبدأون بقراءة المشاركات الواردة في الموضوع عدة مرات في كل مرة تركز على عنصر واحد فقط فتجمع ما ورد تحته من أقوال العلماء ، حتى إذا انتهيت من كل العناصر قمت بترتيب ما جمعت وتلخيصه ، ونعيد التصحيح لك بإذن الله.

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ربيع الثاني 1436هـ/25-01-2015م, 01:51 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي سيرة المفسر إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي المالكي

سيرة المفسر إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي المالكي.

اسمه ونسبه:

*أبوإسحاق ،إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل،بن محدث البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي البصري،مولاهم البصري.[سير أعلام النبلاء ، المجلد ١ ص: ١٠٩٩تحقيق حسان عبد المنان].

*إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم بن بابك (وقيل في الديباج لامك) الجهضمي الأزدي.[طبقات المفسرين للداودي تحقيق مجموعة من العلماء ١\١٠٦].

مولده ونشأته:

*ولد سنة تسع وتسعين ومئة ، بالبصرة ، واعتنى بالعلم من الصغر[طبقات الفقهاء للشيرازي ١٦٥ ][تاريخ بغداد ٧\٢٧٦ ] [ سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩][غاية النهاية في طبقات الفقهاء تحقيق ج.برجستراسر ١\١٤٧ ][طبقات المفسرين للداوودي ١\١٠٧ ].

*قال محمد بن إبراهيم بن عرفة كان مولده سنة مئتين [تاريخ بغداد ٧\٢٨٠].

*قال طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد : إسماعيل كان منشؤه بالبصرة.[تاريخ بغداد ٧\٢٧٥ ].

*قال الذهبي إسماعيل طلب العلم من الصغر[سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩ ].

*نشأ بالبصرة واستوطن بغداد[طبقات المفسرين للداوودي ١\١٠٧ ].

شيوخه:

تعدد شيوخ الإمام إسماعيل بتعدد العلوم التي أقبل على طلبها وعكف على دراستها ، فقد أخذ عن أهل الفقه ، والحديث ، والتفسير ، والقراءات ، واللغة ، وغيرها من العلوم

*أخذ الفقه عن بن المعذل ، والحديث عن بن المديني ، وسمع من عدد من الأئمة منهم : محمد بن عبد الله الأنصاري،ومسلم بن إبراهيم،وقالون عيسى-وتلا عليه بحرف نافع-وغيرهم[تاريخ بغداد ٧\٢٧٢ -٢٧٣ ][سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩ ].

*كان يقول أفخر على الناس برجلين،بالبصرة،ابن المعذل يعلمني الفقه،وابن المديني يعلمني الحديث [طبقات الفقهاء للشيرازي تحقيق إحسان عباس ١٦٤ ] [طبقات المفسرين للداوودي ١\١٠٧ ] .

تلاميذه:

*روى عنه عدد كثير منهم : أبو القاسم البغوي،وابن صاعد ، والنسائي [سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩ ].

*وروى عنه كذلك عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل [تاريخ بغداد ٧\٢٧٣ ].

*ممن تفقه عليه وروى عنه وسمع منه ،ابن أخيه إبراهيم بن حماد،وابنا بكير،وابن المنتاب،وخلق [طبقات المفسرين للداودي ١\١٠٧ ].

أقوال العلماء فيه:

*قال بن مجاهد سمعت المبرد يقول:إسماعيل القاضي أعلم مني بالتصريف[تاريخ بغداد ٧\٢٧٦ ] [سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩ ] .

*قال المبرد لولا اشتغال إسماعيل بالعلوم الأخرى لذهب برياستنا في النحو والأدب [طبقات الفقهاء للشيرازي ١٦٥ ].

*وعن إسماعيل القاضي قال:أتيت يحيى بن أكثم،وعنده قوم يتناظرون فلما رآني قال:قد جاءت المدينة[تاريخ بغداد ٧\٢٧٦ ] [سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩ ].

*قال أبو سهل القطان:حدثنا يوسف القاضي قال:خرج توقيع المعتضد إلى وزيره:استوص بالشيخين الخيرين الفاضلين خيرا،إسماعيل بن إسحاق،وموسى بن إسحاق،فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل أرض عذابا،صرف عنهم بدعائهما[تاريخ بغداد ٧\٢٧٩ ] [سير أعلام النبلاء ١\١١٠٠ ].

*قال ابن المنتاب:حدثنا أبو علي بن ماهان القندي،قال:سمعت نصر ابن علي الجهضمي يقول : ليس في آل حماد بن زيد أفضل من إسماعيل ابن إسحاق [تاريخ بغداد ٧\٢٧٦ ].

*جمع القرآن وعلم(في المدارك علوم)القرآن والحديث وآثار العلماء والفقه والكلام والمعرفة بعلم اللسان [طبقات الفقهاء للشيرازي ١٦٥ ].

مؤلفاته:

*قال أبو بكر الخطيب له كتاب أحكام القرآن لم يسبق إلى مثله،وصنف الموطأ،وألف كتابا في الرد على محمد بن الحسن،وكتاب معاني القرآن،وكتاب القراءات[تاريخ بغداد ٧\٢٧٦ [سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩ ].

*وزاد الداوودي على المؤلفات المذكورة سابقا ، كتاب الرد على أبي حنيفة ، وكتاب الرد على الشافعي في مسألة الخمس ، وكتاب المبسوط في الفقه وغيرها من المؤلفات [طبقات المفسرين للداوودي ١\١٠٧ ].

من أخباره:

*نشر مذهب مالك بالعراق وولي قضاء بغداد ولم يترك القضاء إلى أن توفي [تاريخ بغداد ٧\٢٧٥ -٢٧٧ ] [سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩ ].

*قال محمد بن إسحاق النديم : إسماعيل هو أول من عين الشهادة ببغداد لأناس،ومنع غيرهم،وقال قد فسد الناس [سير أعلام النبلاء ١\١١٠٠-١٠٩٩ ].

* قال الذهبي كان وافر الحرمة،ظاهر الحشمة،كبير الشأن،يقع حديثه عاليا في ((الغيلانيات)) [سير أعلام النبلاء ١\١١٠٠ ].

قال الخطيب البغدادي:حدثنا أبو القاسم الأزهري،عن أبي الحسن الدارقطني،قال:سمعت عبد الرحيم،ولم ينسبه يقول :إن إسماعيل بن إسحاق القاضي دخل إلى عنده عبدون بن صاعد الوزير،وكان نصرانيا،فقام له ورحب به،فرأى إنكار الشهود ومن حضره فلما خرج،قال لهم:قد علمت إنكاركم وقد قال الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم). وهذا الرجل يقضي حوائج المسلمين،وهو سفير بيننا وبين المعتضد،وهذا من البر،فسكت الجماعة لما أخبرهم [تاريخ بغداد ٧\٢٨٠ ].

*كان أكثر أوقاته بعد فراغه من الخصوم والقضاء منشغلا بالعلم[تاريخ بغداد ٧\٢٨٠ ].

*سئل رحمه الله لم جاز التبديل على أهل التوراة ولم يجز على أهل القرآن فأجاب قال الله عز وجل في أهل التوراة (بما استحفظوا من كتاب الله) فوكل الحفظ إليهم فجاز التبديل عليهم وقال في القرآن(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فلم يجز التبديل عليه [غاية النهاية في طبقات القراء لابن جزري تحقيق ج.برجستراسر.الجزء الأول ص١٧٤ ].

وفاته:

*توفي فجأة في شهر ذي الحجة،سنة اثنتين وثمانين ومئتين [تاريخ بغداد ٧\٢٨١ ][سير أعلام النبلاء ١\١٠٩٩ ][غاية النهاية في طبقات القراء لاب الجزري ١\١٤٧ ][طبقات المفسرين للداوودي ١\١٠٧ ].

*قال أحمد بن كامل توفي وقت صلاة العشاء الآخرة ليلة الأربعاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومئتين [تاريخ بغداد ٧\٢٨١ ][غاية النهاية في طبقات الفقهاء ١\١٤٧ ].

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ربيع الأول 1436هـ/15-01-2015م, 06:31 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمان كمال مشاهدة المشاركة
الأسئلة

إجمالي الدرجات = 94 / 100
(16 / 16)
السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
تفسير القرآن بالقرآن.
النوع الثاني:تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: أن ينزل الوحي على النبي فيفسر به القرآن خصوصا في الأخبار والغيبيات التي لا مجال للعلم بها إلا عن طريق الوحي الإلهي.
(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:
أحاديث تفسيرية تتضمن بيان معاني الآيات ومثاله: تفسير قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) في الحديث الذي رواه أبو هريرة (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد .........)الحديث.
النوع الثاني: أحاديث يؤخذ منها التفسير بشيء من الاجتهاد ومثاله: تفسير بن عباس لللمم بحديث أبي هريرة (العين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع ........)الحديث.
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - مجاهد
2- عطاء بن رباح
3- سعيد بن جبير
(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمد بن كعب القرظي
3- محمد بن اسحاق بن يسار
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
2: غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري.
3: البحر المحيط لأبي حيان.
(12 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

1)عدم مخالفة القرآن الكريم.
2)عدم مخالفة صريح السنة.
3)عدم مخالفة إجماع الأمة.
2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبين ما أنزل الله إليه إما:بتلاوته،أو إجابته عن الأسئلة التي تطرح عليه،أو دعوته وسيرته،أو العمل به وتفصيل مجمله،أو الإخبار عن أمور لا تدرك باللغة وإنما تدرك بالإخبار عن الله عز وجل.
3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
حملها البغدادي على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها لسوء أحوال مصنفيها وعدم عدالتهم وزيادات القصاص فيها.
4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
من أسباب الرواية عن الضعفاء أن:
1)المصنفات أو المرويات عن الصحابة والتابعين إنما هي كتب يروونها عن بعض وليست محفوظات تحفظ في الصدور فلا يحتاج معها ألى اشتراط قوة الحفظ،فالتضعيف هنا يكون فقط في الروايات التي فيها أحكام وحلال وحرام.
2)المتخصص في فن من الفنون يقدم على غيره وإن كان من الثقات الأثبات.
3)جل مرويات التفسير من المقطوعات والموقوفات والنقاد يتساهلون في هذا النوع بعكس المرفوعات. [إجابة غير صحيحة] .
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.


(8 / 9) السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

يأتي تفسير الصحابة في المرتبة الثالثة بعد تفسير القرآن بالقرآن ،وتفسير القرآن بالحديث النبوي لأسباب عدة منها:
1)أن الصحابة كانوا أعلم بأسباب نزول الآيات والحوادث التي نزلت فيها وأزمنة وأمكنة نزولها.
2)أنهم عاشها مع الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا يرون في دعوته وسيرته ما يبين لهم تفسير القرآن لأنه كان قرآن يمشي على الأرض.
3)لأنهم كانوا يسألون الرسول عن كل ما أشكل عليهم.
4)لأنهم كانوا أهل ورع وأمانة فكانوا يتورعون في تفسير القرآن الكريم.
4)لأنهم كانوا أهل دراية باللغة وخباياها .

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كانوا يتدارسون القرآن:بطريقة السؤال والجواب، أو يقرأ أحدهم الآية فيفسرها أو يفسرها غيره، أو يسمعون تفسيرا خاطئا لآية فيصححونه.
3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
1) علقمة
2)الأسود
3)مسروق
4)عمر بن شرحبيل عمرو
(9 / 9) الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
1)كان التفسير يتلقى في مجالس العلم.
2) بدأ التدوين شيئا فشيئا في صحائف صغيرة يعزى فيه بالرواية إلى صاحبه ،فدون بن جريج عن عطاء، والزنجي عن بن أبي نجيح وغيرهم.
3)في القرن الثاني الهجري اشتهر التفسير بالرواية من أهل الحديث والقصاص، ومنهم من دون له بعض اللتفسير ومنهم من كان له أثر على المفسرين بعده دون أن يفرد أي مؤلف في التفسير ومن اشتهر في هذا القرن:الإمام مالك،الإمام الشافعي، السدي الصغير.
4)إلى نهاية القرن الثاني لم يظهر تفسير كامل إلا ما كان من تفسير مقاتل لكنه تفسير منتقد.
5) في القرن الثالث الهجري ظهرت تفاسير كثيرة لكن غيركاملة إلا تفسير بقي بن مخلد ومن أهم التفاسير في هذا القرن: تفسير الصنعاني،وابن سلام، وابن أبي شيبة،وقد صنف أصحاب الحديث كذلك في مؤلفاتهم كتبا وأبوابا في فضائل القرآن كما في صحيح البخاري ومسلم ،وسنن بن ماجة والترمذي ومسند الإمام أحمد.
6)وظهر في أواخر القرن الثالث الهجري تفسير أحكام القرآن كنا اشتهر في هذا القرن كثير من التفاسير اللغوية كتفاسير :الفراء وسيبويه والأخفش وابن قتيبة.وإلى نهاية القرن الثالث الهجري لم يصلنا تفاسير محررة.
7)من أشهر ما كتب في بداية القرن الرابع الهجري كتاب فضائل القرآن للنسائي ومعاني القرآن للزجاج،ثم تفسير ابن جرير الطبري.

(24 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.

اعتمد على صحف كثيرة،ومدارس مختلفة،كان لديه معرفة جامعة،يأخذ الآيات ثم يذكر المسائل ثم يفسر الآية بخلاصة ما ذكره،ويتميز تفسيره كذلك بالموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض، وتمييز الأقوال وذكر أدلة أصحاب كل قول إذا اختلفت الأقوال.
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
بارع في نقد الأقوال والترجيح بينها ، بارع فيةإعمال أصول التفسير.
(3) معاني القرآن للزجاج.
يذكر الآيات ويأخذ ألفاظا منها فيحللها على طريقته في الاشتقاق اللغوي،ويذكرأصل الكلمة ومعناها اللغوي،ويستشهد على رأيه بما يؤيده من كلام العرب شعرا وغيره ويشرح الأمثلة التي يستشهد بها ويناقش النحويين فيرد عليهن أو يؤيدهم، ويذكر أسباب النزول إن احتيج لذلك، ويشرح آيات بآيات أصرح وأبين منها.
(4) تفسير الثعلبي.
جمع تفاسير كثيرة،وله تلخيص حسن،يروي الأحاديث والآثار بإسناده،اعتنى بتفسيره كثير من المفسرين.
(5) أضواء البيان للشنقيطي

الاحتجاج بالأحاديث الصحيحة،ذكر أسباب النزول،ذكر الناسخ والمنسوخ،ذكر الأحكام،الاستدلال بأقوال أصحاب المذاهب،ذكر أقول العلماء وترجيح ما قام الدليل على ترجيحه دون تعصب، اعتماده على القراءات.
(25 / 25) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.

معتزلي جلد مفتخر باعتزاله،ظهور ذلك في تفاسيره للآيات بشكل جلي وبعض اعتزالياته لا تظهر إلا بالتمحيص لخفائها،سليط اللسان على أهل السنة.
(2) التفسير الكبير للرازي.
الاعتماد على كتب المعتزلة كالزمخشري،تقسيم الكلام إلى مسائل وتفريعات كثيرة والاكثاروالاكثارمن ايراد الشبه،التنظير للأشاعرة.
(3) النكت والعيون للماوردي.
متأثر بالمعتزلة،إذا رأى بن جرير يروي بإسناد واه وضعيف عن بن عباس يذكر القول ويقول قاله بن عباس،يزيد في التفسير أوجها من عنده من باب الاحتمال المتكلف.
(4) تفسير الثعلبي.
منتقد في تحريره العلمي، يكثر من الإسرائيليات،يروي الموضوعات بلا تمييز،ليس بالمتين في الرواية.
(5) تنوير المقباس.
رواية الموضوعات،إسناد روايات إلى بن عباس لا تصح عنه، الإكثار من الإسرائيليليات.
إجمالي الدرجات = 94 / 100
بارك الله فيك ، ونفع بك .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ربيع الأول 1436هـ/16-01-2015م, 08:03 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي أجوبة أسئلة فهرسة مسائل آداب تلاوة القرآن.

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.

_روى أبو هريرة عن رسولةالله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث أول من تسعر بهم جهنم ( ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟

قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار .)

يتبين من هذا الحديث أهمية الإخلاص في تعلم القرآن وتلاوته وسوء عاقبة سوء النية .

_ كما ذم النبي صلى الله عليه وسلم التأكل بالقرآن والسؤال به وبين شناعة جرم من فعل ذلك فعن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل))

_وقد ذم كثير من أهل العلم سوء النية في تعلم القرآن وتلاوته ، وذموا التأكل به ، وسؤال الناس به ، وأشارو إلى ما يعين على ذلك ، ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره؛

ومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله. ).ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره؛

ومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله. ).ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره؛

ومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله. ).

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟

_روي عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا إذا ختموا السورة قالوا بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ، منهم أبو هريرة ،وابن عباس . وقد روي عنهم كذلك قول بلى بعد قراءة أوسماع قوله تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين)، وقوله تعالى (أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى) وغيرها من الآيات المشابهة لها سواء في الصلاة أو خارجها على أن لا يشغل ذلك المأموم عن سماع الإمام.

_وقد قال الشيخ العثيمين بجواز سؤال الجنة إذا مر المصلي بآية فيها ذكر للجنة ، والتعوذ من النار إذا مر بآية فيها ذكر لها ، ونحو ذلك ، في صلاة النافلة بالليل دون صلاة الفريضة الجهرية ،ودليله في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمع منه ذلك في الفريضة ، وسمع منه في نافلة الليل.

_وقد رويت كثير من الأحاديث والآثار تثبت فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك والصحابة من بعده ، قال الحبيب المصطفى ((إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ أَوْ سَمِعَ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}[القيامة: 40]. فَلْيَقُلْ: بَلَى)) ، وعن جعفر بن إياس، قال: دخل عمر بن الخطاب رضوان الله عنه المسجد، وقد سبق ببعض الصلاة، فنشب في الصف، وقرأ الإمام {وفي السماء رزقكم وما توعدون}, فقال عمر: وأنا أشهد).

س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟

قال الإمام النووي في التبيان في آداب حملة القرآن : قال الإمام أبو الحسن الواحدي فإن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.)

ويتضح من خلال هذا القول أن الرد واجب ودليلهم في ذلك قياسه على تسليم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة ، وأما القول بالرد بالإشارة فضعيف كما قيل.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ربيع الأول 1436هـ/18-01-2015م, 11:19 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمان كمال مشاهدة المشاركة
س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.

_روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث أول من تسعر بهم جهنم ( ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟

قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار .)

يتبين من هذا الحديث أهمية الإخلاص في تعلم القرآن وتلاوته وسوء عاقبة سوء النية .

_ كما ذم النبي صلى الله عليه وسلم التأكل بالقرآن والسؤال به وبين شناعة جرم من فعل ذلك فعن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل))

_وقد ذم كثير من أهل العلم سوء النية في تعلم القرآن وتلاوته ، وذموا التأكل به ، وسؤال الناس به ، وأشارو إلى ما يعين على ذلك ، ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره؛

ومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله. ).ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره؛

ومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله. ).ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره؛

ومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله. ).
10/10

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
_روي عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا إذا ختموا السورة قالوا بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ، منهم أبو هريرة ،وابن عباس . وقد روي عنهم كذلك قول بلى بعد قراءة أوسماع قوله تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين)، وقوله تعالى (أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى) وغيرها من الآيات المشابهة لها سواء في الصلاة أو خارجها على أن لا يشغل ذلك المأموم عن سماع الإمام.

_وقد قال الشيخ العثيمين بجواز سؤال الجنة إذا مر المصلي بآية فيها ذكر للجنة ، والتعوذ من النار إذا مر بآية فيها ذكر لها ، ونحو ذلك ، في صلاة النافلة بالليل دون صلاة الفريضة الجهرية ،ودليله في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمع منه ذلك في الفريضة ، وسمع منه في نافلة الليل.

_وقد رويت كثير من الأحاديث والآثار تثبت فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك والصحابة من بعده ، قال الحبيب المصطفى ((إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ أَوْ سَمِعَ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}[القيامة: 40]. فَلْيَقُلْ: بَلَى)) ، وعن جعفر بن إياس، قال: دخل عمر بن الخطاب رضوان الله عنه المسجد، وقد سبق ببعض الصلاة، فنشب في الصف، وقرأ الإمام {وفي السماء رزقكم وما توعدون}, فقال عمر: وأنا أشهد).
لا زالت هناك أقوال في الموضوع لم توردوها، والأمثل أن يستوفي الجواب جميع الأقوال الواردة في الموضوع، ومن قال بها وحجتهم فيه، ثم لا بأس بالترجيح بعد
فهناك من قال بالمنع، وهناك من استحبها في النفل والفرض على السواء، وهناك من قصر الحكم على الآيات التي ورد فيها النص
8/10

س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟

قال الإمام النووي في التبيان في آداب حملة القرآن : قال الإمام أبو الحسن الواحدي فإن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.)

ويتضح من خلال هذا القول أن الرد واجب ودليلهم في ذلك قياسه على تسليم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة ، وأما القول بالرد بالإشارة فضعيف كما قيل.
10/10
الدرجة: 28/30
بارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 شوال 1436هـ/26-07-2015م, 09:49 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

تلخيص المسائل المهمة من محاضرة بلغة المفسر

_الفرق بين الإنشاء والخبر

~ الإنشاء هو عندما يتكلم متكلم بكلام يعظ به ،أو يوجه به ، أو يبدي به رأيا ، والإنشاء لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها ، فلا يحتاج إلى تثبت.

~ الخبر هو الذي يحتاج إلى ما يضبطه؛ لنعلم هل هو صحيح أو غير صحيح، هل هو مقبول أو مردود، هل هو صدق أو كذب.

_القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن

~تفسير القرآن بالقرآن

~تفسير القرآن بالسنة

~تفسير القرآن بأقوال الصحابة

~تفسير القرآن بأقوال التابعين

~تفسير القرآن بما تحتمله اللغة العربية

_موقف العلماء من الإسرائيليات

~ما أتى في شرعنا ما يصدقه فهو صدق

~ما أتى في شرعنا ما يخالفه فهو كذب

~ما لم يأت شرعنا بتصديقه أو تكذيبه فلا نصدقه ولا نكذبه ونحدث به ولا نستدل به في الأحكام والعقيدة وغير ذلك من أبواب الدين المهمة.

_الروايات التفسيرة التي يطبق عليها قواعد المحدثين

~ الرواية التفسيرية التي تضمنت حكما من الأحكام يُحتاج فيه إلى التشديد فإنه لا يمكن أن يطلق القول بعدم تطبيق قواعد المحدثين عليها

ومثال ذلك إن كان هذا الحكم يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه.

~ الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد، إما في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد، فهذه أيضًا لا بد معها من التثبت، حتى وإن كانت وردت في كتب التفسير فلا بد أن نطبق عليها قواعد المحدثين.

_ما يتسامح فيه من مرويات التفسير

~ لا يشدد في تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير فيما يمكن أن يتساهل فيه، مما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ، ويدخل تحت ذلك ما يستنبط من فوائد واستنتاجات من خلال تدبر القرآن ، ولكن مع التزام ضوابط التدبر التي حددها العلماء.

~إن كانت هذه الرواية تتضمن حكمًا، وهذا الحكم مبين بآية أخرى فهذا لا أحد يمكن أن يشك في قبوله

~ إذا كان ذلك الحديث من الأحاديث التي تضمنت بعض الأحكام المقررة في بعض الأحاديث الأخرى؛ يعني: أن لهذا الحكم أصلا؛ فإنهم يتساهلون أيضا في قبوله.

~فضائل الصحابة، أو فضائل القرآن، أو فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك, وما يتعلق بالترغيب والترهيب عموما؛ فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وعبارتهم مشتهرة ، حينما يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، ويَقبل الواحد منهم ، وإذا روينا في الفضائل تساهلنا.

_ما ينبغي للمفسر معرفته بخصوص مرويات التفسير

~المفسر ينبغي له أولا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية

~يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب)

~يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 شوال 1436هـ/8-08-2015م, 03:37 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال بناوي مشاهدة المشاركة
تلخيص المسائل المهمة من محاضرة بلغة المفسر

_الفرق بين الإنشاء والخبر

~ الإنشاء هو عندما يتكلم متكلم بكلام يعظ به ،أو يوجه به ، أو يبدي به رأيا ، والإنشاء لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها ، فلا يحتاج إلى تثبت.

~ الخبر هو الذي يحتاج إلى ما يضبطه؛ لنعلم هل هو صحيح أو غير صحيح، هل هو مقبول أو مردود، هل هو صدق أو كذب.

_القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن

~تفسير القرآن بالقرآن

~تفسير القرآن بالسنة

~تفسير القرآن بأقوال الصحابة

~تفسير القرآن بأقوال التابعين

~تفسير القرآن بما تحتمله اللغة العربية

_موقف العلماء من الإسرائيليات

~ما أتى في شرعنا ما يصدقه فهو صدق

~ما أتى في شرعنا ما يخالفه فهو كذب

~ما لم يأت شرعنا بتصديقه أو تكذيبه فلا نصدقه ولا نكذبه ونحدث به ولا نستدل به في الأحكام والعقيدة وغير ذلك من أبواب الدين المهمة.

_الروايات التفسيرية التي يطبق عليها قواعد المحدثين

~ الرواية التفسيرية التي تضمنت حكما من الأحكام يُحتاج فيه إلى التشديد فإنه لا يمكن أن يطلق القول بعدم تطبيق قواعد المحدثين عليها

ومثال ذلك إن كان هذا الحكم يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه.

~ الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد، إما في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد، فهذه أيضًا لا بد معها من التثبت، حتى وإن كانت وردت في كتب التفسير فلا بد أن نطبق عليها قواعد المحدثين.

_ما يتسامح فيه من مرويات التفسير

~ لا يشدد في تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير فيما يمكن أن يتساهل فيه، مما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ، ويدخل تحت ذلك ما يستنبط من فوائد واستنتاجات من خلال تدبر القرآن ، ولكن مع التزام ضوابط التدبر التي حددها العلماء.

~إن كانت هذه الرواية تتضمن حكمًا، وهذا الحكم مبين بآية أخرى فهذا لا أحد يمكن أن يشك في قبوله

~ إذا كان ذلك الحديث من الأحاديث التي تضمنت بعض الأحكام المقررة في بعض الأحاديث الأخرى؛ يعني: أن لهذا الحكم أصلا؛ فإنهم يتساهلون أيضا في قبوله.

~فضائل الصحابة، أو فضائل القرآن، أو فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك, وما يتعلق بالترغيب والترهيب عموما؛ فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وعبارتهم مشتهرة ، حينما يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، ويَقبل الواحد منهم ، وإذا روينا في الفضائل تساهلنا.

_ما ينبغي للمفسر معرفته بخصوص مرويات التفسير

~المفسر ينبغي له أولا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية

~يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب)

~يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث

أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
ولكن يلاحظ عدم الإشارة إلى المسائل الواردة في الأسئلة التي جاءت في آخر المحاضرة وهي من الأهمية بمكان لأنها متعلقة بموضوع المحاضرة، كما يلاحظ على الملخص نوع من الاختصار الزائد.
ويمكنكم تحسين الدرجة بإضافة هذه المسائل.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 24/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 16/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 90/100
وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 شوال 1436هـ/5-08-2015م, 09:30 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي التلخيص الرابع من مقدمة التفسير

التلخيص الرابع من مقدمة التفسير

الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
١-زمن وقوع هذا الخلاف:
٢-الجهات التي وقع منها هذا الخلاف:

٢-١الجهة الأولى:
الصنف الأول:
الصنف الثاني:

٢-١-١ الخطأ الواقع في الدليل والمدلول من هذا الأصناف:
٢-١-١ الخطأ الواقع في الدليل لا في المدلول:

٢-٢ الجهة الثانية:




١-زمن وقوع هذا الخلاف:
حدث بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفا لا يكاد يوجد فيها شيء من هذا الخلاف.
٢-الجهات التي وقع منها هذا الخلاف:
٢-١الجهة الأولى:
قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها، تجد الرجل يعتنق مذهبا معيناً ثم يحاول أن يصرف معاني النصوص إلى ذلك المعنى المعين الذي كان يعتقده سواء في أسماء الله وصفاته أو في التوحيد أو ما أشبه ذلك.
وأصحاب هذه الجهة صنفان:
الصنف الأول: يسلبون لفظ القرآن مادل عليه وأريد به.
مثال:قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
الصنف الثاني: يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به
مثال: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ
الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
وقد يكون خطأ هذين الصنفين في:
٢-١-١ الدليل والمدلول:
فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
٢-١-٢ في الدليل لا في المدلول:
يكونُ خطؤُهم في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
٢-٢ الجهة الثانية:
قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغه أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به،أي أنهم لم ينظروا إلى أسبابِ النزولِ، ولا إلى سِياقِ الكلامِ، ولا إلى دَلالةِ النصوصِ، ولا إلى تفاسيرِ السلَفِ، (ثم هؤلاءِ كثيرًا ما يَغْلَطُونَ في احتمالِ اللفظِ لذلك المعنى في اللغةِ)، فيَحْمِلونَ الكلامَ على مَحامِلَ بعيدةٍ، ويقولونَ: إنَّ اللغةَ تَحْتَمِلُ ذلك.
فإذاً الصحابة حين يفسرون لا يفسرون بمجرد اللفظ بدلالة اللفظ فقط بل يفسرون بدلالة اللفظ مع العلم الذي معهم عن المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به، ولهذا تجد أن تفاسيرهم في الغالب لا يكون فيها اختلاف أعني اختلاف تضاد بل هي متفقة لأنهم يراعون ذلك الأصل.
أما كثير من المتأخرين فوسعوا الأمر وفسروا بمجرد احتمال اللفظ في اللغة، وقد أخطؤوا وذلك إما :
—لعدم مراعاة معنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة
مثال١: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال ٢: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة نكتفي بما مر.
—لعدم مراعاة حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين.
مثال: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة: {يسألونك عن الأهلة} فيأتـي المفسر مثل الرازي وغيره يأتون ينطلقون في الأحوال الفلكية في ذلك، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28 شوال 1436هـ/13-08-2015م, 09:25 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال بناوي مشاهدة المشاركة
التلخيص الرابع من مقدمة التفسير

الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
١-زمن وقوع هذا الخلاف:
٢-الجهات التي وقع منها هذا الخلاف:

٢-١الجهة الأولى:
الصنف الأول:
الصنف الثاني:

٢-١-١ الخطأ الواقع في الدليل والمدلول من هذا الأصناف:
٢-١-١ الخطأ الواقع في الدليل لا في المدلول:

٢-٢ الجهة الثانية:




١-زمن وقوع هذا الخلاف:
حدث بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفا لا يكاد يوجد فيها شيء من هذا الخلاف.
٢-الجهات التي وقع منها هذا الخلاف:
٢-١الجهة الأولى:
قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها، تجد الرجل يعتنق مذهبا معيناً ثم يحاول أن يصرف معاني النصوص إلى ذلك المعنى المعين الذي كان يعتقده سواء في أسماء الله وصفاته أو في التوحيد أو ما أشبه ذلك.
وأصحاب هذه الجهة صنفان:
الصنف الأول: يسلبون لفظ القرآن مادل عليه وأريد به.
مثال:قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
الصنف الثاني: يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به
مثال: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ
الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
وقد يكون خطأ هذين الصنفين في:
٢-١-١ الدليل والمدلول:
فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
٢-١-٢ في الدليل لا في المدلول:
يكونُ خطؤُهم في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
٢-٢ الجهة الثانية:
قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغه أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به،أي أنهم لم ينظروا إلى أسبابِ النزولِ، ولا إلى سِياقِ الكلامِ، ولا إلى دَلالةِ النصوصِ، ولا إلى تفاسيرِ السلَفِ، (ثم هؤلاءِ كثيرًا ما يَغْلَطُونَ في احتمالِ اللفظِ لذلك المعنى في اللغةِ)، فيَحْمِلونَ الكلامَ على مَحامِلَ بعيدةٍ، ويقولونَ: إنَّ اللغةَ تَحْتَمِلُ ذلك.
فإذاً الصحابة حين يفسرون لا يفسرون بمجرد اللفظ بدلالة اللفظ فقط بل يفسرون بدلالة اللفظ مع العلم الذي معهم عن المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به، ولهذا تجد أن تفاسيرهم في الغالب لا يكون فيها اختلاف أعني اختلاف تضاد بل هي متفقة لأنهم يراعون ذلك الأصل.
أما كثير من المتأخرين فوسعوا الأمر وفسروا بمجرد احتمال اللفظ في اللغة، وقد أخطؤوا وذلك إما :
—لعدم مراعاة معنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة
مثال١: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال ٢: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة نكتفي بما مر.
—لعدم مراعاة حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين.
مثال: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة: {يسألونك عن الأهلة} فيأتـي المفسر مثل الرازي وغيره يأتون ينطلقون في الأحوال الفلكية في ذلك، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر.
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
فاتتكم بعض المسائل مثل الكلام على مميزات تفاسير الصحابة والتابعين، وحكم التفسير بالرأي عموما، وحكم هذه الأنواع المذكورة في الدرس.
ونلاحظ اعتمادكم على النسخ الحرفي لكلام الشرّاح في بعض المسائل، والواجب أن يلخص الطالب بنفسه كلام الشارح.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 شوال 1436هـ/10-08-2015م, 03:43 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي الملخص الثالث لمقدمة التفسير

تلخيص الدرس الثالث من مقدمة التفسير
تعريف الحديث المرسل:-1

الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

2 -الموقف من مراسيل الصحابة والتابعين:

قال ابن العثيمين رحمه الله : إن مراسيل الصحابة حجة , وأما مرسل التابعي فالتابعون يختلفون فمنهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل , فالذين تتبعوا وعرفوا أنهم لا يرسلون إلا عن صحابي مثل سعيد بن المسيب فإنه قد قيل إنه لا يرسل إلا عن أبي هريرة فيكون مرسله صحيح , والذين ليسوا على هذه الحال ينظر في المرسل نفسه إذا تعدد الطرق وتلقته الأمة بالقبول فإنه يكون صحيحاً.

3 - شروط قبول المراسيل

3 -1 تكون المراسيل مقبولة إذا كانت أخبارها صدقا:

ويكون ذلك بأمرين:

الأمر الأول :أن لايكون ناقل تلك الأخبار تعمد الكذب ، والكذب في الأخبار لا يكون إلا من الزنادقة والفاسقين أعداء الدين ، وأما الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان فلا يحصل منهم كذب على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

الأمر الثاني:أن يقع من ناقل هذه الأخبار خطأ أو سهو،وهذا وارد على مراسيل الصحابة والتابعين وتابعيهم.

3 -2 آلية التحقق من صدق أخبار المراسيل:

المراسيل إذا تعددت طرقها وليس فيها اتفاق أو مواطأة عليها فإنه يعلم بأنها صحيحة ، مثلاً لو أن رجلاً أخبرك بخبر عن واقعة وفصل ما فيها تفصيلاً كاملاً عن كل ما جرى فيها من قول وفعل وإن زدت فقل ومن حضور ثم جاء آخر وهذا الرجل ضعيف عندك ما تثق بخبره لكن جاءك رجل آخر حدثك بنفس الحديث وأنت تعلم أنه ما حصل بينه وبين الأول مواطأة ولا اتفاق , ثم جاء ثالث ورابع و هكذا , وإن كان هؤلاء كلهم ضعاف ولكن كون كل واحد منهم يذكر القصه على وجه مطابق للآخر مع طولها هذا يبعد أن يكون الخبر مختلقاً ، ويستبعد أن يكون غلطا كذلك ، لأنهم لا يمكن أن يغلطوا كلهم في قصة طويلة.

~ مثال 1 :قِصَّةُ المرأةِ التي حَبَسَتْ هِرَّةً، رواها ثلاثةٌ مِن الصحابةِ، كلٌّ منهم في جِهةٍ، فعُلِمَ بأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ حَدَّثَ بها يَقيناً؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ مِن الصحابةِ ما أَخَذَها عن الآخَرِ.

~ مثال 2 : ثبتت غزوة بدر بالتواتر وأنها قبل أحد ، بل يعلم قطعاً أن حمزة وعلياً وعبيدة خرجوا إلى عتبة وشيبة والوليد وأن علياً قتل الوليد وأن حمزة قتل قرنه ثم يشك في قرنه هل هو عتبة أم شيبة؟

4 -موقف أهل العلم من القصص التي في تفاصيلها أغلاط:

~ مثال 1 : اختلاف الرواة في الثمن الذي اشترى به النبي البعير من جابر ، فإن هذا الاختلاف لا يضر ، لأن أصل القصة ثابت من طرق متعددة ، ولذلك يرجع في ترجيح تفاصيل مثل هذه القصص إلى طرق أخرى.

~ مثال 2 : وكذلك اختلافهم في حديث طلالة بن عبيد في قيمة القلادة هل هي اثنى عشر ديناراً أو أقل أو أكثر ، هذا أيضاً لا يضر؛ لأن هذا الاختلاف ليس في أصل القصة.

5 -موقف أهل العلم من الأحاديث التي أجمعت عليها الأمة:

إذا أجمعت الأمة على حديث ما ، وتلقته بالقبول فإنه يكون صحيحا ، لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولذلك يجزم بصحة ما في صحيحي البخاري ومسلم . وإذا اتفقت الأمة كذلك على ظاهر حديث ما وكان يحتمل معنى باطنيا ، فإننا نجزم بصحة ما أجمعت الأمة عليه.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 شوال 1436هـ/11-08-2015م, 10:31 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال بناوي مشاهدة المشاركة
تلخيص الدرس الثالث من مقدمة التفسير
تعريف الحديث المرسل:-1

الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

2 -الموقف من مراسيل الصحابة والتابعين:

قال ابن العثيمين رحمه الله : إن مراسيل الصحابة حجة , وأما مرسل التابعي فالتابعون يختلفون فمنهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل , فالذين تتبعوا وعرفوا أنهم لا يرسلون إلا عن صحابي مثل سعيد بن المسيب فإنه قد قيل إنه لا يرسل إلا عن أبي هريرة فيكون مرسله صحيح , والذين ليسوا على هذه الحال ينظر في المرسل نفسه إذا تعدد الطرق وتلقته الأمة بالقبول فإنه يكون صحيحاً.

3 - شروط قبول المراسيل

3 -1 تكون المراسيل مقبولة إذا كانت أخبارها صدقا:

ويكون ذلك بأمرين:

الأمر الأول :أن لايكون ناقل تلك الأخبار تعمد الكذب ، والكذب في الأخبار لا يكون إلا من الزنادقة والفاسقين أعداء الدين ، وأما الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان فلا يحصل منهم كذب على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

الأمر الثاني:أن (ألا) يقع من ناقل هذه الأخبار خطأ أو سهو،وهذا وارد على مراسيل الصحابة والتابعين وتابعيهم.

3 -2 آلية التحقق من صدق أخبار المراسيل:

المراسيل إذا تعددت طرقها وليس فيها اتفاق أو مواطأة عليها فإنه يعلم بأنها صحيحة ، مثلاً لو أن رجلاً أخبرك بخبر عن واقعة وفصل ما فيها تفصيلاً كاملاً عن كل ما جرى فيها من قول وفعل وإن زدت فقل ومن حضور ثم جاء آخر وهذا الرجل ضعيف عندك ما تثق بخبره لكن جاءك رجل آخر حدثك بنفس الحديث وأنت تعلم أنه ما حصل بينه وبين الأول مواطأة ولا اتفاق , ثم جاء ثالث ورابع و هكذا , وإن كان هؤلاء كلهم ضعاف ولكن كون كل واحد منهم يذكر القصه على وجه مطابق للآخر مع طولها هذا يبعد أن يكون الخبر مختلقاً ، ويستبعد أن يكون غلطا كذلك ، لأنهم لا يمكن أن يغلطوا كلهم في قصة طويلة.

~ مثال 1 :قِصَّةُ المرأةِ التي حَبَسَتْ هِرَّةً، رواها ثلاثةٌ مِن الصحابةِ، كلٌّ منهم في جِهةٍ، فعُلِمَ بأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ حَدَّثَ بها يَقيناً؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ مِن الصحابةِ ما أَخَذَها عن الآخَرِ.

~ مثال 2 : ثبتت غزوة بدر بالتواتر وأنها قبل أحد ، بل يعلم قطعاً أن حمزة وعلياً وعبيدة خرجوا إلى عتبة وشيبة والوليد وأن علياً قتل الوليد وأن حمزة قتل قرنه ثم يشك في قرنه هل هو عتبة أم شيبة؟

4 -موقف أهل العلم من القصص التي في تفاصيلها أغلاط:

~ مثال 1 : اختلاف الرواة في الثمن الذي اشترى به النبي البعير من جابر ، فإن هذا الاختلاف لا يضر ، لأن أصل القصة ثابت من طرق متعددة ، ولذلك يرجع في ترجيح تفاصيل مثل هذه القصص إلى طرق أخرى.

~ مثال 2 : وكذلك اختلافهم في حديث طلالة بن عبيد في قيمة القلادة هل هي اثنى عشر ديناراً أو أقل أو أكثر ، هذا أيضاً لا يضر؛ لأن هذا الاختلاف ليس في أصل القصة.

5 -موقف أهل العلم من الأحاديث التي أجمعت عليها الأمة:

إذا أجمعت الأمة على حديث ما ، وتلقته بالقبول فإنه يكون صحيحا ، لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولذلك يجزم بصحة ما في صحيحي البخاري ومسلم . وإذا اتفقت الأمة كذلك على ظاهر حديث ما وكان يحتمل معنى باطنيا ، فإننا نجزم بصحة ما أجمعت الأمة عليه.

أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم
وهذه قائمة بعناصر الدرس نرجو أن تفيدكم:


المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يُقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروون أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصدقه
- اختلاف الروايات في التفاصيل يُحتاج فيه إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.
- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 شوال 1436هـ/12-08-2015م, 08:51 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي التلخيص الثاني من الرسائل التفسيرية

ملخص تفسير قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده لعلماء}:
1 - إثبات الخشية للعلماء

قال ابن رجب دلت الآية بالاتفاق على هذه المسألة لأن صيغة ''إنما'' تدل على ثبوت المذكور بالاتفاق وذلك للأسباب التالية:

1 -1 دلالة "إن" على التأكيد نفيا وإثباتا وكون "ما" زائدة كافة:

قال ابن رجب : خصوصية "إن" إفادة التأكيد ، والجمهور على أن "ما" هنا هي الكافة التي تدخل على إن وغيرها فتكفها عن العمل ، وكذلك قال جمهور النحاة على أنها زائدة كافة.

1 -2 مذهب الكوفيين وابن درستويه:

وهو أنّ "ما" مع إن وشبيهاتها اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام ، وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ، ومخبرٌ بها عنه.

1 -3 بطلان اعتبار "ما" هذه نافية :

وقد ذهب إلى هذا القول طائفة من الأصوليين وأهل البيان ، واستدلوا بذلك على إفادتها الحصر ، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان.

وهذا القول باطل لأن:

_ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات.

_ "ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق ، فكذلك الداخلة على إنّ.

1 -4 بطلان نسبة القول بأن "ما" هذه نافية لأبي علي الفارسي:

فقوله في "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير ، لا يدل على أن "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها.

1 -5 اعتبار ما بمعنى الذي:

وقيل: إنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى ، و استدل لذلك بإطلاق "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.

2 - نفي الخشية عن غير أهل العلم:

قال ابن رجب وقد دلت الآية على نفي الخشية عن غير أهل العلم ، ويستفاد ذلك من صيغة "إنّما" أمّا على قول الجمهور وأنّ "ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني وغيرهم.

2 -1 اختلاف أهل العلم في دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء:

1 -2-1 دلالتها على ذلك بالمنطوق:

قال ابن رجب : قال كثيرٌ من أصحابنا : إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد ، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
2-1-2 دلالتها على ذلك بالمفهوم:

قال ابن رجب : ذهبت طائفةٌ من أصحابنا كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني ، إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين وقد انقسم أصحاب هذا القول إل قسمين:

القسم الأول : من لا يرى كون المفهوم حجّةً بالكلية كالحنفية، ومن وافقهم من المتكلمين.

القسم الثاني : من يراه حجةً من الجملة، ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنّه لا مفهوم لها ، واختاره بعض المتأخرين من أصحابنا ، وغيرهم ، وبيان ذلك أنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له.

2 -1 -3 بطلان قول من أثبت الخشية لغير العلماء:

استدل أصحاب هذا القول بورود "إنما" لغير الحصر في مواطن كثيرة من القرآن والسنة :

_ مثال 1 : {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.

فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.

ويجاب عليه بأن المراد به أنه لم يوح إليّ في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك.

_ مثال 2 : قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي من الأنبياء إلا قد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ". فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" فلو كانت "إنّما" للحصر لبطلت أن تكون سائر آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته سوى القرآن آياتٍ له تدلّ على صدقه لاعترافه بنفي ذلك وهذا باطلٌ قطعًا فدلّ على أنّ "إنما" لا تفيد الحصر في مثل هذا الكلام وشبهه.

ويجاب على هذا كون الحديث سيق لبيان آيات الأنبياء العظام الذي آمن لهم بسببها الخلق الكثير، ومعلومٌ أن أعظم آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - التي آمن عليها أكثر أمّته هي الوحي وهو الذي كان يدعو به الخلق كلّهم، ومن أسلم في حياته خوفًا فأكثرهم دخل الإيمان في قلبه بعد ذلك بسبب سماع الوحي لمسلمي الفتح وغيرهم، فالنفي توجه إلى أنه لم تكن آياته التي أوجبت إسلام الخلق الكثير من جنس ما كان لمن قبله مثل ناقة صالح وعصا موسى ويده وإبراء المسيح الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ونحو ذلك، فإنّ هذه أعظم آيات الأنبياء قبله وبها آمن البشر لهم.

وأمّا آيته هو - صلى الله عليه وسلم - التي آمن البشر عليها في حياته وبعد وفاته فهي الوحي التي أوحي إليه وهي التي توجب إيمان البشر إلى يوم القيامة كما قال تعالى: {وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}.

ولهذا قيل: إنّ آيات الأنبياء انقطعت بموتهم وآياته - صلى الله عليه وسلم - باقيةً إلى يوم القيامة،سيق لبيان آيات الأنبياء العظام الذي آمن لهم بسببها الخلق الكثير، ومعلومٌ أن أعظم آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - التي آمن عليها أكثر أمّته هي الوحي وهو الذي كان يدعو به الخلق كلّهم، ومن أسلم في حياته خوفًا فأكثرهم دخل الإيمان في قلبه بعد ذلك بسبب سماع الوحي لمسلمي الفتح وغيرهم، فالنفي توجه إلى أنه لم تكن آياته التي أوجبت إسلام الخلق الكثير من جنس ما كان لمن قبله مثل ناقة صالح وعصا موسى ويده وإبراء المسيح الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ونحو ذلك، فإنّ هذه أعظم آيات الأنبياء قبله وبها آمن البشر لهم.

وأمّا آيته هو - صلى الله عليه وسلم - التي آمن البشر عليها في حياته وبعد وفاته فهي الوحي التي أوحي إليه وهي التي توجب إيمان البشر إلى يوم القيامة كما قال تعالى: {وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}.

ولهذا قيل: إنّ آيات الأنبياء انقطعت بموتهم وآياته - صلى الله عليه وسلم - باقيةً إلى يوم القيامة.

_ وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه:

أحدها : أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا، وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:

فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب.

_ والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما".

_ الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع.

وخلاصة القول الحصر تارةً يكون عامًا كقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو} ، ونحو ذلك ، وتارةً يكون خاصًّا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر أن ينفي عن الأوّل كل ما سوى الثاني مطلقًا، بل قد ينفي عنه ما يتوهم أنه ثابتٌ له من ذلك النوع الذي أثبت له في الكلام.

3 - نفي العلم عن غير أهل الخشية:

وأما الدليل على ذلك فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين.

_ مثال 1 : قوله تعالى: {إنّما تنذر من اتّبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب} فيه الحصر من الطرفين، فإن اقتضى أن إنذاره مختصٌّ بمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فإن هذا هو المختصّ بقبول الإنذار، والانتفاع به فلذلك نفى الإنذار عن غيره، والقرآن مملوء بأنّ الإنذار إنما هو للعاقل له خاصةً، ويقتضي أنه لا يتبع الذكر ويخشى الرحمن بالغيب إلا من أنذره أي من قبل إنذاره وانتفع به فإنّ اتباع الذكر، وخشية الرحمن بالغيب مختصة بمن قبل الإنذار كما يختص قبول الإنذار والانتفاع بأهل الخشية واتباع الذكر.

_ مثال 2 : قوله تعالى: إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدًا} الآية ، فإن انحصار الإنذار في أهل الخشية، كانحصار أهل الخشية في أهل الإنذار، والذين خرّوا سجدًا في أهل الإيمان ونحو ذلك.

3 -1 هل ثبوت الخشية لجنس العلماء أو لكل فرد من العلماء?

قال ابن رجب القول الثاني هو الصحيح وذلك من وجهين:

_ الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء.

_ والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟

قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف، ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية.
3-2 تفاسير السلف للآية:

_ وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".

_ عن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".

_ وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".

_ وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".

_ وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".

_ وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.

ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.

_ وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".

_ وروى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ ".

وكذلك قال كثير غيرهم.

3 -3 أمور تبين أن العلم والخشية متلازمان:

_ إحداها:

أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.

_ الوجه الثاني:

أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلكومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ.

_ الوجه الثالث:

أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا.

_ الوجه الرابع:

أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.

_ الوجه الخامس:

أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل.

_ الوجه السادس:

وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ، ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.

_ الوجه السابع:

وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمر بعكس باطنه، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27 شوال 1436هـ/12-08-2015م, 09:13 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي استدراك للتلخيص الثاني من الرسائل التفسيرية

ملخص تفسير قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده لعلماء}:
1 - إثبات الخشية للعلماء

قال ابن رجب دلت الآية بالاتفاق على هذه المسألة لأن صيغة ''إنما'' تدل على ثبوت المذكور بالاتفاق وذلك للأسباب التالية:

1 -1 دلالة "إن" على التأكيد نفيا وإثباتا وكون "ما" زائدة كافة:

قال ابن رجب : خصوصية "إن" إفادة التأكيد ، والجمهور على أن "ما" هنا هي الكافة التي تدخل على إن وغيرها فتكفها عن العمل ، وكذلك قال جمهور النحاة على أنها زائدة كافة.

1 -2 مذهب الكوفيين وابن درستويه:

وهو أنّ "ما" مع إن وشبيهاتها اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام ، وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ، ومخبرٌ بها عنه.

1 -3 بطلان اعتبار "ما" هذه نافية :

وقد ذهب إلى هذا القول طائفة من الأصوليين وأهل البيان ، واستدلوا بذلك على إفادتها الحصر ، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان.

وهذا القول باطل لأن:

_ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات.

_ "ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق ، فكذلك الداخلة على إنّ.

1 -4 بطلان نسبة القول بأن "ما" هذه نافية لأبي علي الفارسي:

فقوله في "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير ، لا يدل على أن "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها.

1 -5 اعتبار ما بمعنى الذي:

وقيل: إنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى ، و استدل لذلك بإطلاق "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.

2 - نفي الخشية عن غير أهل العلم:

قال ابن رجب وقد دلت الآية على نفي الخشية عن غير أهل العلم ، ويستفاد ذلك من صيغة "إنّما" أمّا على قول الجمهور وأنّ "ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني وغيرهم.

2 -1 اختلاف أهل العلم في طرق دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء:

1 -2-1 دلالتها على ذلك بالمنطوق:

قال ابن رجب : قال كثيرٌ من أصحابنا : إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد ، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
2-1-2 دلالتها على ذلك بالمفهوم:

قال ابن رجب : ذهبت طائفةٌ من أصحابنا كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني ، إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين وقد انقسم أصحاب هذا القول إل قسمين:

القسم الأول : من لا يرى كون المفهوم حجّةً بالكلية كالحنفية، ومن وافقهم من المتكلمين.

القسم الثاني : من يراه حجةً من الجملة، ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنّه لا مفهوم لها ، واختاره بعض المتأخرين من أصحابنا ، وغيرهم ، وبيان ذلك أنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له.

2 -1 -3 بطلان قول من أثبت الخشية لغير العلماء:

استدل أصحاب هذا القول بورود "إنما" لغير الحصر في مواطن كثيرة من القرآن والسنة :

_ مثال 1 : {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.

فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.

ويجاب عليه بأن المراد به أنه لم يوح إليّ في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك.

_ مثال 2 : قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي من الأنبياء إلا قد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ". فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" فلو كانت "إنّما" للحصر لبطلت أن تكون سائر آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته سوى القرآن آياتٍ له تدلّ على صدقه لاعترافه بنفي ذلك وهذا باطلٌ قطعًا فدلّ على أنّ "إنما" لا تفيد الحصر في مثل هذا الكلام وشبهه.

ويجاب على هذا كون الحديث سيق لبيان آيات الأنبياء العظام الذي آمن لهم بسببها الخلق الكثير، ومعلومٌ أن أعظم آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - التي آمن عليها أكثر أمّته هي الوحي وهو الذي كان يدعو به الخلق كلّهم، ومن أسلم في حياته خوفًا فأكثرهم دخل الإيمان في قلبه بعد ذلك بسبب سماع الوحي لمسلمي الفتح وغيرهم، فالنفي توجه إلى أنه لم تكن آياته التي أوجبت إسلام الخلق الكثير من جنس ما كان لمن قبله مثل ناقة صالح وعصا موسى ويده وإبراء المسيح الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ونحو ذلك، فإنّ هذه أعظم آيات الأنبياء قبله وبها آمن البشر لهم.

وأمّا آيته هو - صلى الله عليه وسلم - التي آمن البشر عليها في حياته وبعد وفاته فهي الوحي التي أوحي إليه وهي التي توجب إيمان البشر إلى يوم القيامة كما قال تعالى: {وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}.

ولهذا قيل: إنّ آيات الأنبياء انقطعت بموتهم وآياته - صلى الله عليه وسلم - باقيةً إلى يوم القيامة

_ وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه:

أحدها : أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا، وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:

فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب.

_ والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما".

_ الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع.

وخلاصة القول الحصر تارةً يكون عامًا كقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو} ، ونحو ذلك ، وتارةً يكون خاصًّا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر أن ينفي عن الأوّل كل ما سوى الثاني مطلقًا، بل قد ينفي عنه ما يتوهم أنه ثابتٌ له من ذلك النوع الذي أثبت له في الكلام.

3 - نفي العلم عن غير أهل الخشية:

وأما الدليل على ذلك فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين.

_ مثال 1 : قوله تعالى: {إنّما تنذر من اتّبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب} فيه الحصر من الطرفين، فإن اقتضى أن إنذاره مختصٌّ بمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فإن هذا هو المختصّ بقبول الإنذار، والانتفاع به فلذلك نفى الإنذار عن غيره، والقرآن مملوء بأنّ الإنذار إنما هو للعاقل له خاصةً، ويقتضي أنه لا يتبع الذكر ويخشى الرحمن بالغيب إلا من أنذره أي من قبل إنذاره وانتفع به فإنّ اتباع الذكر، وخشية الرحمن بالغيب مختصة بمن قبل الإنذار كما يختص قبول الإنذار والانتفاع بأهل الخشية واتباع الذكر.

_ مثال 2 : قوله تعالى: إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدًا} الآية ، فإن انحصار الإنذار في أهل الخشية، كانحصار أهل الخشية في أهل الإنذار، والذين خرّوا سجدًا في أهل الإيمان ونحو ذلك.

3 -1 هل ثبوت الخشية لجنس العلماء أو لكل فرد من العلماء?

قال ابن رجب القول الثاني هو الصحيح وذلك من وجهين:

_ الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء.

_ والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟

قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف، ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية.
3-2 تفاسير السلف للآية:

_ وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".

_ عن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".

_ وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".

_ وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".

_ وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".

_ وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.

ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.

_ وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".

_ وروى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ ".

وكذلك قال كثير غيرهم.

3 -3 أمور تبين أن العلم والخشية متلازمان:

_ إحداها:

أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.

_ الوجه الثاني:

أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلكومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ.

_ الوجه الثالث:

أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا.

_ الوجه الرابع:

أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.

_ الوجه الخامس:

أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل.

_ الوجه السادس:

وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ، ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.

_ الوجه السابع:

وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمر بعكس باطنه، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالب, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir