فوائد معرفة أسباب النزول:
1-بيان أن القران نزل من الله تعالى:
أ-لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحيانا، حتى ينزل عليه الوحي. : فعندما سئل رسول الله عن الروح توقف ولم يجب حتى نزل قوله تعالى: (ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) (الإسراء: 85)
ب- أو يخفى الأمر الواقع، فينزل الوحي مبينا له:كما في قصة زيد بن أرقم وسماعه لقول عبد بن أبي , وإنكاره مع تصديق رسول الله له فنزلت الآية تصدق قول زيد رضي الله عنه. قال تعالى (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ) (المنافقون: الآية 8).
2-بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه مثال ذلك قوله تعالى: (وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً) (الفرقان: 32)
3-بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم. مثال ذلك آية التيمم،وقد نزلت عند حادثة ضياع عقد عائشة في سفر من أسفار النبي صلى الله عليه وسلم.
4-فهم الآية على الوجه الصحيح. مثال ذلك قوله تعالى: (إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما) (البقرة: الآية 158) أي يسعى بينهما، فنفي الجناح ليس المراد به بيان أصل حكم السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية.
عموم اللفظ وخصوص السبب:-
إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها، لأن القران نزل تشريعا عاما لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه.
مثال ذلك: آيات اللعان، وهي قوله تعالى: (والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلّا أنفسهم) إلى قوله (إن كان من الصّادقين) (النور: 6 )فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره.
المكي والمدني:
قسم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين: مكي ومدني:
فالمكي: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة.
والمدني: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة.
-يتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع:
أ- أما من حيث الأسلوب فهو:
1-الغالب في المكي قوة الأسلوب، وشدة الخطاب، لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون.
أما المدني: فالغالب في أسلوبه البين، وسهولة الخطاب، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون، أقرا سورة المائدة.
2-الغالب في المكي قصر الآيات، وقوة المحاجة، لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون.
أما المدني : فالغالب فيه طول الآيات، وذكر الأحكام، مرسلة بدون محاجة، لأن حالهم تقتضي ذلك.
ب-وأما من حيث الموضوع فهو
1-الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة بما في ذلك الإيمان بالبعث، لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك.
أما المدني: فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات، لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات..
2-الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال، ذلك حيث شرع الجهاد، وظهر النفاق بخلاف القسم المكي.
-فوائد معرفة المدني والمكي:
معرفة المكي والمدني نوع من أنواع علوم القرآن المهمة، وذلك لأن فيها فوائد منها:
1-ظهور بلاغة القران في أعلى مراتبها، حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم.
2-ظهور حكمة التشريع في أسمى غاياته حيث يتدرج شيئا فشيئا .
3-تربية الدعاة إلى الله تعالى، وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القران في الأسلوب والموضوع.
4-تمييز الناسخ من المنسوخ .
-الحكمة من نزول القرآن الكريم:
من تقسيم القرآن إلى مكي ومدني، يتبين أنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا. ولنزوله على هذا الوجه حكم كثيرة منها:
1-تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: (كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً ) .
2-أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به.
3-تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القران وتنفيذه.
4-التدرج في التشريع حتى يصل إلى درجة الكمال، كما في آيات الخمر .