معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحة الطالبة كوثر التايه لدراسة التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23374)

كوثر التايه 14 شوال 1435هـ/10-08-2014م 06:01 AM

صفحة الطالبة كوثر التايه لدراسة التفسير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كوثر التايه 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م 10:06 PM

فصل في الاستعاذة



ذكر ابن كثير : ثلاث آيات في القرآن أمرت لمصارعة العدو الإنسي والإحسان إليه ، وأمرت بالاستعانة من العدو الشيطاني .


وعند الجمهور أن الاستعاذة قبل التلاوة تكون لدفع الوسواس فيها، وذلك فيما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، ويقول : لا إله إلا الله - ثلاثا ، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفسه


وهمزه : الموتة ، نفخه : الكبر ، نفسه : الشعر


وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة وليست محتمة


والاستعاذة : هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر ، أما اللياذ فهو لطلب جلب الخير


معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : أستجير بجناب الله من الشيطان أن يضرني في ديني أو دنياي ، أو يصدني عن فعل ما أمرت به ، أو يحثني فعل ما نهيت عنه


والشيطان لغة : من شطن أي بعد ، ومن شاط : أي احترق وكلاهما صحيح والأول أصح


والرجيم : بمعنى مفهوم أي مرحوم مطرود من رحمة الله

وقيل رجيم بمعنى راجم : لأنه يرجم الناس بالوسواس

في معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين)
العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة كما ذكره السعدي وقال الأشقر : هي تجمع كمال المحبة والخضوع والخوف
وهي عند ابن كثير : توحيد الله والخوف منه ورجاؤه سبحانه
وقدم المفعول وكرر للاهتمام والحصر كما ذكره ابن كثير ووافقه السعدي وقال : للحصر ونفي الحكم للمذكور ونفيه عما عداه - الحصر ،و زاد فقال : وتقديم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص ، واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده ، وبهذا قال ابن كثير أن العبادة هي المقصودة وهي الأهم والاستعانة وسيلة إليها
وقال في زيدة التفسير أن النون للتعظيم ، ووجه هذا ابن كثير فقال : العبد إذا كان في العبادة فله شرفه وواجهته فيحق له أن يقول بنون التعظيم ، أما خارج العبادة فلا .
وزاد أنها للجمع فهي تعبير عن جنس العباد والمصلي فرد
وقد سمى الله رسوله بعبده في أشرف مقاماته - ليلة الاسراء والمعراج - ( سبحان الذي أسرى بعبده - ، وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقات يضيق صدره من تكذيب المخالفين ، ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
ويرى ابن كثير - رحمه الله - كون العبادة لله عز وجل لا ينافي أن يطلب معها ثوابا ولا أن يدفع عذابا

كوثر التايه 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م 12:38 PM

في تفسير سورة عبس :
سورةُ عَبَسَ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى (7) وأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)}
سبب النزول :
أنه جاء رجل من المؤمنين أعمى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتعلم منه ، وجاءه رجل من الأغنياء ، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق ، فمال صلى الله عليه وسلم وأصغى إلى الغنى وصد عن الأعمى الفقير ، رجاء هداية ذلك الغني وطمعا في تزكيته ، فعاتبه الله عز وجل – وهذا كما قال السعدي ، وقال ابن كثير : أن الغني كام مع النبي صلى الله عليه وسلم عند قدوم الأعمى ، قيل أن الأعمى هو عبد الله بن أم مكتوم وقيل عمرو .
فعبس النبي صلى الله عليه وسلم وكلح وجهه وأعرض عن الأعمى وأقبل على الغني ، فعاتبه ربه وذكره بقائدة الاقبال على الغني ( وما يدريك لعله يزكى ) : أي يتطهر من الذنوب والمعاصي ، وتحصل له طهارة النفس ، أو ( يذكر فتنفعه الذكرى ) أو يحصل له اتعاظ وانزجار عن المحارم ، والذكرى هي الموعظة .
فمن استغنى وأعرض تصديت له طمعا في إيمانه ، ولا شيء عليك إن لم يسلم ولم يهتد ، ومن جاءك راغبا ساعيا يقصدك ليهتدي ويتعظ تشاغلت عنه !!
وهنا فائدة ذكرها العلامة السعدي رحمه الله : أن المقصود من بعثة الرسل وعظ الناس وتذكرين المذكرين
وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - : ومن هنا أمر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يخص بالانذار أحدا دون أحد بين يساوي بين الجميع
( كلا إنها تذكرة ) أن هذه السورة كما قال ابن كثير وصاحب زبدة التفاسير ، أو الموعظة ووافقهم السعدي رحمه الله ، وزاد ابن كثير عن قتادة والسدي أن التذكرة هي القرآن ، هي تذكرة من الله يذكر بها عباده ويبين لهم ما يحتاجونه كما قال السعدي ، وقال صاحب زبدة التفاسير: هي موغظة حقها أن تتعظ بها وتقبلها وتعمل بموجبها ويعمل بها أمتك ، وقال ابن كثير : هذه الوصية هي المساواة بين الناس في ابلاغ العلم
( فمن شاء ذكره ) أ يرغب بها وعمل بموجبها ، وقال ابن كثير ذكر الله في جميع أموره ، ويحتمل عود الضمير على الوحي لدلالة الكلام
( في صحف مكرمة ) : هذه الموعظ أو السورة ( وكلاهما متلازم ) بل وجميع القرآن كما قال ابن كثير رحمه الله ( في صحف مكرمة ) : معظمة ، ( مرفوعة ) : القدر والرتبة ، ( مطهرة ) من الدنس والآفات ومن أن تنالها الشياطين لا يمسها إلا المطهرون
( بأيدي سفرة ) : وهم الملائكة الذين هم سفراء بين الله وخلقه
( كرام بررة ) قلوبهم وأخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة كريمة ، كرام على ربهم أتقياء مطيعون
وقال ابن كثير : وينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله وأقواله على السداد والرشاد .

كوثر التايه 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م 12:38 PM

في بيان سورة التكوير
سورةُ التَّكْوِير
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14)}
قال الشيخ السعدي – رحمه الله - :
إذا حصلتْ هذهِ الأمورُ الهائلةُ، تميَّزَ الخلقُ، وعلمَ كلُّ أحدٍ ما قدَّمهُ لآخرتِهِ، وما أحضرهُ فيهَا منْ خيرٍ وشرٍّ.
( إذا الشمس كورت ) تجمع وتلف ويخسف القمر ويلقيان في النار ، وذكر ابن كثير عن ابن جرير – رحمهما الله : أن الصواب من القول : أن التكوير جمع الشيء يعضه إلى بعض ، ومنه تكوير العمامة ، وروى البخاري ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : الشمس والفمر يكوران ويلقيان في النار
( وإذا النجوم انكدرت ) تغيرت وتناثرت من أفلاكها وتنطمس نورها
(وإذا الجبال سيرت ) : زالت عن أماكنها وصارت كالهن المنفوش ، ثم أصبحت هباء منثورا
( وإذا العشار عطلت ) :
العشار هي خيار الابل والحموامل منها وقد وصلت في حملها إلى الشهر العاشر ، واحدها : عشراء ، تعطل الناس عنها ، وفيه عطل الناس يومئذ عن نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون بها
( وإذا الوحوش حشرت ) جمعت ليقتص منها وهذا مارجحه ابن كثير
( وإذا البحار سجرت ) :أ يأوقدت وصارت نارا
( وإذا النفوس زوجت ) قرن كل صاحب عمل بنظيره وقال بن اين كثير هذا اختيار الامام الطبري وهو الصحيح ، وزاد صاحب زبدة التفاسير : زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين ، وقرنت نفوس الكافرين بالشياطين
( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) : أي اليت كانت تدفن في الجاهلية خشية الفر والعر ، وزاد ابن كثر : أي طلبت بدمها
( وإذا الصحف نشرت ) أي الصحف المشتملة على أعمال الناس فرقت على أهلها إما بيمينه أو بشماله
( وإذا السماء كشطت ) : أي أزيلت وكشفت
( وإذا الجحيم سعرت ) أي حميت وأوقدت
( وأذا الجنة أزلفت ) : أي قربت إلى أهلها
( علمت نفس ما أحضرت ) إذا حدثت هذه الأمور علمت كل نفس ما عملت وأحضر ذلك لها .
وقال السعدي – رحمه الله – فهذه الأوصاف تنزعج منها القلوب وترتعد ، وتحثأولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم ، وتزجرهم عن كل مايوجب اللوم .

كوثر التايه 12 ذو القعدة 1435هـ/6-09-2014م 05:17 PM

تفسير سورة الانفطار
 
1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }
قال ابن كثير رحمه الله : عَنْ جَابِر قَالَ : قَامَ مُعَاذ فَصَلَّى الْعِشَاء الْآخِرَة فَطَوَّلَ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَفَتَّان أَنْتَ يَا مُعَاذ ؟ أَيْنَ كُنْت عَنْ سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى وَالضُّحَى وَإِذَا السَّمَاء اِنْفَطَرَتْ ؟" وَأَصْل الْحَدِيث مُخَرَّج فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَكِنْ ذُكِرَ " إِذَا السَّمَاء اِنْفَطَرَتْ " فِي أَفْرَاد النَّسَائِيّ
إذا انشقتِ السماءُ وانفطرتْ، وانتثرتْ نجومُهَا وتساقطت، وزالَ جمالُهَا، وقال ضاحب زبدة التفسير : انشقت لنزول الملائكة .
(وإذا البحار فجرت ): فصارتْ بحراً واحداً، وقال ابن كثير : اختلط مالحها بعذبها .
( وإذا القبور بعثرت ) : وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ ، وذكر ابن كثير عن السدي ، تحرك فيخرج ما فيها ..
فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، وزاد صاحب زبدة التفسير : وعلمت ما لم تعمل منها .
وقال السعدي – رحمه الله - : هنالكَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ السرمديِّ.
و يفوزُ المتقونَ، المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ عذابِ الجحيمِ.
{ 6 - 12 } { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
وقال ابن كثير : هذا تهديد ليس كما يدعيه البعض ارشادا للجواب حيث قال ( الكريم ) حتى يقول قائلهم : غره كرمه ، بل المعنى : ما غرك ياابن آدم بربك الكريم (العظيم ) حتى أقدمت على معصيته؟
وزاد الدكتور الأشقر : أيُّ شيءٍ سوَّلَ لك وجعلكَ تخالفُ أمرَ ربِّكَ الذي أوجدَكَ وربَّاك بِنعَمِه، ولم يعاجِلْكَ بعقوبته بكَرَمِه؟ سوَّل لك جهلُك، أو شيطانُك ؟!
فيقول تعالى معاتبا للإنسان المقصر في حق ربه، المتجرئ على مساخطه : { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } أتهاونا منك في حقوقه؟ أم احتقارا منك لعذابه؟ أم عدم إيمان منك بجزائه؟
أليس هو { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ } في أحسن تقويم؟ { فَعَدَلَكَ } وركبك تركيبا قويما معتدلا، في أحسن الأشكال، وأجمل الهيئات، وجمعت فمنعت ، الذي أوجدَك من العدَم، فجعلَ خلقك سويَّاً قويماً لا خلَلَ فيه، وجعله متناسباً في الخلق يدان ورِجلان وعينان … إلخ، وكلٌّ في مكانه المناسبِ له.
فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم، أو تجحد إحسان المحسن؟
إن هذا إلا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك، فاحمد الله أن لم يجعل صورتك صورة كلب أو حمار، أو نحوهما من الحيوانات؛ فلهذا قال تعالى: { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) : فبقدرته ولطفه وحلمه خلقك بأحسن تقويم .
}
[وقوله:] { كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } أي: مع هذا الوعظ والتذكير، لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء ، وقال ابن كثير رحمه الله : إنما حملكم على مواجهة الكريم بالمعاصي تكذيبكم بيوم الدين..
وأنتم لا بد أن تحاسبوا على ما عملتم، وقد أقام الله عليكم ( كراما كاتبين ) ملائكة كراما يكتبون أقوالكم وأفعالكم ويعلمون أفعالكم ، فلا تقابلوهم بالقبائح والمعاصي ، وقال السعدي رحمه الله :، ودخل في هذا أفعال القلوب، وأفعال الجوارح.

{ 13 - 19 } { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }
المراد بالأبرار، القائمون بحقوق الله وحقوق عباده، الملازمون للبر، في أعمال القلوب وأعمال الجوارح، فهؤلاء جزاؤهم النعيم في القلب والروح والبدن، في دار الدنيا [وفي دار] البرزخ و [في] دار القرار.
وَإِنَّ الْفُجَّارَ }الذين شقوا ستر الدين بالكفر ، الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده، الذين فجرت قلوبهم ففجرت أعمالهم
{ لَفِي جَحِيمٍ } أي: عذاب أليم مقيم، في دار الدنيا و [دار] البرزخ وفي دار القرار.
{ يَصْلَوْنَهَا } ويعذبون أشد العذاب { يَوْمِ الدِّينِ } أي: يوم الجزاء على الأعمال.
، ولا يخفف عذابهم ، ولا يجابون إلى مايسألون من الموت أو الراحة ولو يوما واحدا وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ } أي: بل هم ملازمون لها، لا يخرجون منها.
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } ففي هذا تهويل لذلك اليوم الشديد الذي يحير الأذهان وتعظيم لشأنه وأكده بقوله ( ثم ما أدراك ما يوم الدين ) ثم فسره بقوله :.
يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا } ولو كانت لها قريبة أو حبيبةمصافية، فكل مشتغل بنفسه لا يطلب الفكاك لغيرها. { وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } فهو الذي يفصل بين العباد، ويأخذ للمظلوم حقه من ظالمه
وَالْأَمْر وَاَللَّه الْيَوْم لِلَّهِ وَلَكِنَّهُ لَا يُنَازِعهُ فِيهِ يَوْمئِذٍ أَحَد

كوثر التايه 12 ذو القعدة 1435هـ/6-09-2014م 05:40 PM

تفسير سورة الطارق
 
17)}
قال السعدي رحمه الله :
يقولُ تعالَى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ} ثمَّ فسرَ الطارقَ بقولهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}ووافقه ابن كثير رحمه الله - أي: المضيءُ، الذي يثقبُ نُورُهُ، فيخرقُ السماواتِ ، والصحيحُ أنَّهُ اسمُ جنسٍ يشملُ سائرَ النجومِ الثواقبِ.
وقدْ قيلَ:إنَّهُ (زُحلُ) الذي يخرقُ السماواتِ السبعِ وينفذُ فيها، فيرى منهَ
وقال صاحب زبدة التفسير هو الكوكب ، وسمي طارق لأنه يطرق بالليل ، وكل ما يطرق بالليل فهو طارق ، واستشهد ابن كثير بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهي أن يطرق الرجل أهله طروقا )
وسُمِّيَ طارقاً،لأنَّهُ يطرقُ ليلاً، والمقسَمُ عليهِ قولهُ: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} يحفظُ عليهَا أعمالَهَا الصالحةَ والسيئةَ، وستجازى بعملِهَا المحفوظِ عليهَا كما قال السعدي رحمه الله ووافقه صاحب زبدة التفسير ، وقال ابن كثير : يحرسها من الآفات لقوله تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )) {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ} أي: فليتدبرْ خلقتَهُ ومبدأهُ، وزاد ابن كثير : فيه تنبيه على ضعف أصل الانسان من مبدئه ،فإنَّهُ مخلوقٌ {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} وهوَ المنيُّ الذي {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}يحتملُ أنَّهُ منْ بينِ صلبِ الرجلِ وترائبِ المرأةِ، وهيَ ثدياهَا كما قال السعدي وصاحب زبدة التفسير ووافقهم ابن كثير رحمه الله
وزاد السعدي – رحمه الله -.
ويحتملُ أنَّ المرادَ المنيُّ الدافقُ، وهوَ منيُّ الرجلِ، وأنَّ محلَّهُ الذي يخرجُ منهُ ما بينَ صلبهِ وترائبهِ، ولعلَّ هذا أولى، فإنَّهُ إنَّمَا وصفَ اللهُ بهِ الماءَ الدافقَ، والذي يحسُّ ويشاهدُ دفقهُ، هوَ منيُّ الرجلِ، وكذلكَ لفظُ الترائبِ فإنَّهَا تستعملُ في الرجلِ، فإنَّ الترائبَ للرجلِ، بمنزلةِ الثديينِ للأنثى، فلو أريدتِ الأنثى، لقالَ: (منْ بينِ الصُّلبِ والثديينِ) ونحوَ ذلكَ، واللهُ أعلمُ.
وقال : فالذي أوجدَ الإنسانَ منْ ماءٍ دافقٍ، يخرجُ منْ هذا الموضعِ الصعبِ، قادرٌ على رجعهِ في الآخرةِ، وإعادتهِ للبعثِ والنشورِ .
وقدْ قيلَ:إنَّ معناهُ أنَّ اللهَ على رجعِ الماءِ المدفوقِ في الصلبِ لقادرٌ، وبهذا قال ابن كثير رحمه الله – وعلق السعدي عليه فقال : وهذا - وإنْ كانَ المعنى صحيحاً - فليسَ هوَ المرادُ منَ الآيةِ،وذكر ابن كثير القول الثاني كما ذكرهما صاحب زبدة التفسير وهو اختيار الطبري كما ذكر ابن كثير ولهذا قالَ بعدهُ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} أي: تختبرُ سرائرُ الصدورِ،ويظهرُ ما كانَ في القلوبِ منْ خيرٍ وشرٍّ على صفحاتِ الوجوهِ، قالَ تعالَى: {يَوْمَ تَبْيضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ففي الدنيا، تتكتمُ كثيرٌ منَ الأمورِ، ولا تظهرُ عياناً للناسِ، وأمَّا في القيامةِ، فيظهرُ بِرُّ الأبرارِ، وفجورُ الفجارِ، وتصيرُ الأمورُ علانيةً.
{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} يدفعُ بهَا عنْ نفسهِ {وَلا نَاصِرٍ} خارجي ينتصرُ بهِ، فهذا القسمُ على حالةِ العاملينَ وقتَ عملهمْ وعندَ جزائهمْ.
ثمَّ أقسمَ قسماً ثانياً على صحةِ القرآنِ،فقالَ: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} أي: ترجعُ السماءُ بالمطرِ كلَّ عامٍ، وتنصدعُ الأرضُ للنباتِ، فيعيشُ بذلكَ الآدميونَ والبهائمُ، وترجعُ السماءُ أيضاً بالأقدارِ والشؤون الإلهيةِ كلَّ وقتٍ، وتنصدعُ الأرضُ عن الأمواتِ {إِنَّهُ} أي: القرآنُ {لَقَوْلٌ فَصْلٌ} أي: حقٌّ وصدقٌ، بيِّنٌ واضحٌ وقاله ابن كثير وصاحب زبدة التفسير.
{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} أي: جدٌّ ليسَ بالهزلِ، وهوَ القولُ الذي يفصلُ بينَ الطوائفِ والمقالاتِ، وتنفصلُ بهِ الخصوماتُ.
{إِنَّهُمْ} أي: المكذبينَ للرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وللقرآنِ {يَكِيدُونَ كَيْداً} ليدفعوا بكيدهمُ الحقَّ، ويؤيدوا الباطلَ وقال ابن كثير : يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القران {وَأَكِيدُ كَيْداً} لإظهارِ الحقِّ، ولو كرهَ الكافرونَ، ولدفعِ ما جاؤوا بهِ من الباطلِ، ويعلمُ بهذا مَن الغالبُ، فإنَّ الآدميَّ أضعفُ وأحقرُ منْ أنْ يغالبَ القويَّ العليمَ في كيدهِ،{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} أي: قليلاً، فسيعلمونَ عاقبةَ أمرهمْ، حينَ ينزلُ بهمُ العقابُ.

كوثر التايه 25 ذو القعدة 1435هـ/19-09-2014م 03:58 PM

السلام عليكم ورحمة الله
حاولت جهدي أن أقدم واجبي على الوجه المطلوب ، ولا أعرف إن كنت حقا فهمت الموضوع تماما ...
بالنسبة لاجابة الأسئلة لم أعرف هل المطلوب نقل جميع الأدلة الموجودة أم أكتفي ببعضها ..

كما أنني لاحظت في تلخيص موضوع ( تعريف القرآن ) أن الأخ الفاضل بعد أن وضع العناوين ساق الأدلة لبعضها ، ولا أعلم هل يجب أن نسوق كل الأدلة أو بعضها ، ومن أين ممكن أن نقتبسها ‘ هل من الموضوع الموجود أم نبحث في غيره ؟؟

سأضع اجابتي وأرجو ارشادي لألتزم الطريق الصحيح في هذا المنهج المبارك في طلب العلم ..

وجزاكم الله خيرا

كوثر التايه 25 ذو القعدة 1435هـ/19-09-2014م 03:59 PM

س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق
*القرآن الكريم هو كلام الله تعالى ، الكلام صفة فعلية لله تعالى يفعلها متى شاء ، وصفات الله تعالى غير مخلوقة
قال تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) غهو كلام الله خقيقة تكلم به عز وجل وسمعه منه جبريل عليه السلام وبلغه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقام عليه الصلاة والسلام بتبليغ الأمة .
وقال الامام أحمد رحمه الله عن القرآن:كلام اللّه وليس بمخلوقٍ ولا تحرّج أن تقول: ليس بمخلوقٍ، فإنّ كلام اللّه من اللّه ومن ذات اللّه، وتكلّم اللّه به، وليس من اللّه شيءٌ مخلوقٌ
وقال وكيع بن الجراح رحمه الله :من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فقد زعم أنّ شيئًا من اللّه مخلوقٌ.
لأنّ اللّه تبارك وتعالى يقول: {ولكن حقّ القول منّي} [السجدة: 13] ولا يكون من اللّه شيءٌ مخلوقٌ " وقال شيخ الاسلام رحمه الله : ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ
كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري (ت: 311هـ): (واللّه جلّ وعلا قد أعلم في محكم تنزيله أنّ كلماته لا يعادلها، ولا يحصيها محصٍ من خلقه ودلّ ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته: وأنّ الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، فقال عزّ وجلّ: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109]، وهذه الآية من الجنس الّذي نقول: مجملةٌ غير مفسّرةٍ، معناها: قل يا محمّد، لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي فكتبت به كلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي، ولو جئنا بمثله مددًا والآية المفسّرة لهذه الآية: {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}

القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): (- سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو عندنا كافر؛ لأن القرآن من علم الله عز وجل وفيه أسماء الله عز وجل.
- سمعت أبي رحمه الله يقول: إذا قال الرجل العلم مخلوق فهو كافر؛ لأنه يزعم أنه لم يكن له علم حتى خلقه
فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري (ت: 311هـ): (باب ذكر البيان من كتاب ربّنا المنزّل على نبيّه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ومن سنّة نبيّنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم على الفرق بين كلام اللّه عزّ وجلّ الّذي به يكون خلقه وبين خلقه الّذي يكوّنه بكلامه وقوله، والدّليل على نبذ قول الجهميّة الّذين يزعمون أنّ كلام اللّه مخلوقٌ جلّ ربّنا وعزّ عن ذلك.
الأدلّة من الكتاب: قال اللّه سبحانه وتعالى: {ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه ربّ العالمين} [الأعراف: 54] ففرّق اللّه بين الخلق والأمر الّذي به يخلق الخلق بواو الاستئناف، وعلّمنا اللّه جلّ وعلا في محكم تنزيله أنّه يخلق الخلق بكلامه وقوله: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل: 40]
الفرق بين الخلق والأمر: فأعلمنا جلّ وعلا أنّه يكوّن كلّ مكوّنٍ من خلقه بقوله: {كن فيكون} [البقرة: 117] وقوله: {كن} [البقرة: 117] : هو كلامه الّذي به يكون الخلق وكلامه عزّ وجلّ الّذي به يكون الخلق غير الخلق الّذي يكون مكوّنًا بكلامه، فافهم، ولا تغلط، ولا تغالط، ومن عقل عن اللّه خطابه علم أنّ اللّه سبحانه لمّا أعلم عباده المؤمنين أنّه يكوّن الشّيء بقوله: {كن} [البقرة: 117]، إنّ القول الّذي هو كن غير المكوّن، بكن المقول له كن، وعقل عن اللّه أنّ قوله: {كن} [البقرة: 117] لو كان خلقًا - على ما زعمت الجهميّة المفترية على اللّه - كان اللّه إنّما يخلق الخلق، ويكوّنه بخلقٍ، لو كان قوله: {كن} [البقرة: 117] خلقًا، فيقال لهم: يا جهلة؛ فالقول الّذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقًا ثمّ يكوّنه على أصلكم، أليس قوّد مقالتكم الّذي تزعمون أنّ قوله: {كن} [البقرة: 117] إنّما يخلقه بقولٍ قبله؟ وهو عندكم خلقٌ وذلك القول يخلقه بقولٍ قبله، وهو خلقٌ، حتّى يصير إلى ما لا نهاية له ولا عدد، ولا أوّل، وفي هذا إبطال تكوين الخلق، وإنشاء البريّة، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث اللّه الشّيء، وينشئه ويخلقه وهذا قولٌ لا يتوهّمه ذو لبٍّ، لو تفكّر فيه، ووفّق لإدراك الصّواب والرّشاد.
قال اللّه سبحانه وتعالى: {والشّمس والقمر والنّجوم مسخّراتٍ بأمره} [الأعراف: 54] فهل يتوهّم مسلمٌ - يا ذوي الحجا - أنّ اللّه سخّر الشّمس والقمر والنّجوم مسخّراتٍ بخلقه؟ أليس مفهومًا عند من يعقل عن اللّه خطابه أنّ الأمر الّذي سخّر به المسخّر غير المسخّر بالأمر، وأنّ القول غير المقول له؟ فتفهّموا يا ذوي الحجا عن اللّه خطابه، وعن النّبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بيانه، لا تصدّوا عن سواء السّبيل، فتضلّوا كما ضلّت الجهميّة عليهم لعائن اللّه.
الأدلّة من السّنّة: فاسمعوا الآن الدّليل الواضح البيّن غير المشكل من سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بنقل العدل موصولًا إليه على الفرق بين خلق اللّه وبين كلام اللّه.
حدّثنا عبد الجبّار بن العلاء، قال: ثنا سفيان، عن محمّد بن عبد الرّحمن، وهو مولى طلحة، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين خرج إلى صلاة الصّبح وجويرية جالسةٌ في المسجد فرجع حين تعالى النّهار، فقال: «لم تزالي جالسةً بعدي؟» قالت: نعم
قال: " قد قلت بعدك أربع كلماتٍ، لو وزنت بهنّ لوزنتهنّ: سبحان اللّه وبحمده، عدد خلقه، ومداد كلماته، ورضا نفسه، وزنة عرشه ".
حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: ثنا محمّدٌ وهو ابن جعفرٍ، وثنا أبو موسى، قال: حدّثني محمّد بن جعفرٍ، قال: ثنا شعبة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، قال: سمعت كريبًا، يحدّث، عن ابن عبّاسٍ، عن جويرية، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم مرّ عليها فذكر الحديث، وهو أتمّ من حديث ابن عيينة، وقالا في الخبر: «سبحان اللّه عدد خلقه، سبحان اللّه عدد خلقه، سبحان اللّه عدد خلقه».
وقال في كلّ صفةٍ ثلاث مرّاتٍ خرّجته في كتاب الدّعاء، قال أبو بكرٍ: فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولي بيان ما أنزل اللّه عليه من وحيه قد أوضح لأمّته، وأبان لهم أنّ كلام اللّه غير خلقه، فقال: «سبحان اللّه عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» ففرّق بين خلق اللّه، وبين كلماته، ولو كانت كلمات اللّه من خلقه لما فرّق بينهما ألا تسمعه حين ذكر العرش الّذي هو مخلوقٌ نطق صلّى الله عليه وسلّم بلفظه لا تقع على العدد، فقال: «زنة عرشه» والوزن غير العدد، واللّه جلّ وعلا قد أعلم في محكم تنزيله أنّ كلماته لا يعادلها، ولا يحصيها محصٍ من خلقه ودلّ ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته: وأنّ الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، فقال عزّ وجلّ: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109]، ...).
أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (- حدّثنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب قال: أخبرنا محمّد بن هارون الرّويانيّ قال: حدّثنا عمرو بن عليٍّ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا عبد الواحد بن سليمٍ، عن عطاءٍ قال: حدّثني الوليد بن عبادة وسألته: كيف كانت وصيّة أبيك حين حضره الموت؟ قال: دعاني فقال: يا بنيّ، اتّق اللّه، واعلم أنّك لا تتّقي اللّه حتّى تؤمن باللّه، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه، فإن متّ على غير هذا دخلت النّار،
سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: " أوّل ما خلق اللّه القلم قال: اكتب، فكتب ما كان وما هو كائنٌ إلى الأبد " قلت: فأخبر أنّ أوّل الخلق القلم، والكلام قبل القلم، وإنّما جرى القلم بكلام اللّه الّذي قبل الخلق إذا كان القلم أوّل الخلق.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/243-244]

كوثر التايه 25 ذو القعدة 1435هـ/19-09-2014م 04:01 PM

س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن
حسين الكرابيسي
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (لأبي عبد الله في مسألة اللّفظ نقولٌ عدّةٌ: فأوّل من أظهر مسألة اللّفظ حسين بن عليٍّ الكرابيسيّ، وكان من أوعية العلم، ووضع كتاباً في المدلّسين، يحطّ على جماعةٍ: فيه أنّ ابن الزّبير من الخوارج.
وفيه أحاديث يقوّي به الرّافضة، فأعلم أحمد، فحذّر منه، فبلغ الكرابيسيّ، فتنمّر، وقال: لأقولنّ مقالةً حتّى يقول ابن حنبلٍ بخلافها، فيكفر.
فقال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.
فقال المرّوذيّ في كتاب (القصص) : فذكرت ذلك لأبي عبد الله أنّ الكرابيسيّ قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وأنّه قال: أقول: إنّ القرآن كلام الله غير مخلوقٍ من كلّ الجهات إلاّ أنّ لفظي به مخلوقٌ، ومن لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو كافرٌ.
فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر - قاتله الله - وأيّ شيءٍ قالت الجهميّة إلاّ هذا؟ وما ينفعه، وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأوّل؟!
ثمّ قال: أيشٍ خبر أبي ثورٍ، أوافقه على هذا؟
قلت: قد هجره.
قال: أحسن، لن يفلح أصحاب الكلام.
قال عبد الله بن أحمد: سئل أبي، وأنا أسمع عن اللّفظيّة والواقفة، فقال: من كان منهم يحسن الكلام، فهو جهميٌّ.
- الحكم بن معبدٍ: حدّثني أحمد الدّورقيّ، قلت لأحمد بن حنبلٍ: ما تقول في هؤلاء الّذين يقولون: لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟
فرأيته استوى، واجتمع، وقال: هذا شرٌّ من قول الجهميّة.
من زعم هذا، فقد زعم أنّ جبريل تكلّم بمخلوقٍ، وجاء إلى النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بمخلوقٍ.
فقد كان هذا الإمام لا يرى الخوض في هذا البحث؛ خوفاً من أن يتذرّع به إلى القول بخلق القرآن، والكفّ عن هذا أولى، آمنّا بالله -تعالى- وبملائكته، وبكتبه، ورسله، وأقداره، والبعث والعرض على الله يوم الدّين.
ومعلومٌ أنّ التّلفّظ شيءٌ من كسب القارئ غير الملفوظ، والقراءة غير الشّيء المقروء، والتّلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلوّ، وصوت القارئ من كسبه فهو يحدث التّلفّظ والصّوت والحركة والنّطق، وإخراج الكلمات من أدواته المخلوقة، ولم يحدث كلمات القرآن، ولا ترتيبه، ولا تأليفه، ولا معانيه.
فلقد أحسن الإمام أبو عبد الله حيث منع من الخوض في المسألة من الطّرفين، إذ كلّ واحدٍ من إطلاق الخلقيّة وعدمها على اللّفظ موهمٌ، ولم يأت به كتابٌ ولا سنّةٌ، بل الّذي لا نرتاب فيه أنّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوقٍ - والله أعلم
مات الكرابيسيّ: سنة ثمانٍ وأربعين.
وقيل: سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
ولا ريب أنّ ما ابتدعه الكرابيسيّ، وحرّره في مسألة التّلفّظ، وأنّه مخلوقٌ هو حقٌّ، لكن أباه الإمام أحمد، لئلاّ يتذرّع به إلى القول بخلق القرآن، فسدّ الباب؛ لأنّك لا تقدر أن تفرز التّلفّظ من الملفوظ الّذي هو كلام الله إلاّ في ذهنك). [سير أعلام النبلاء: 12/ 81- 82]
الشرّاك
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: قلت له: كتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ،
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه»،
قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} [الروم: 2] فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه،
قال: «نعم، هذا وغيره إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا،
قال: «كان خاله عبدك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟»). [الإبانة الكبرى: 5/
339]
حكم اللفظية والواقفة :
حكم اللفظية
ومعلومٌ أنّ التّلفّظ شيءٌ من كسب القارئ غير الملفوظ، والقراءة غير الشّيء المقروء، والتّلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلوّ، وصوت القارئ من كسبه فهو يحدث التّلفّظ والصّوت والحركة والنّطق، وإخراج الكلمات من أدواته المخلوقة، ولم يحدث كلمات القرآن، ولا ترتيبه، ولا تأليفه، ولا معانيه
فكلمات القرآن هي كلام الله وهو غير مخلوق
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ) : (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). [العقيدة الواسطية:؟؟]
إجمال أقوال جماعة من العلماء من بلدان شتّى في شأن الواقفة
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سألت عبّاسًا النّرسيّ عن القرآن، فقال: " نحن ليس نقف، نحن نقول: القرآن غير مخلوقٍ ".
- قال: وسألت عبيد اللّه بن عمر القواريريّ عن الواقفة، فقال: شرٌّ من الجهميّة.
- قال: وسألت يحيى بن أيّوب عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: سألت إبراهيم بن أبي اللّيث عن الواقفة، فقال: «هم كفّارٌ باللّه العظيم، لا يزوّجوا، ولا يناكحوا».
- قال المروزيّ: وسألت محمّد بن عبيد اللّه بن نميرٍ عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة»، وقال: «هذا والوقف زندقةٌ وكفرٌ».
- قال: وسألت أبا بكر بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من أولئك، يعني الجهميّة».
- وسألت عثمان بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة».
- وسألت ابن أبي معاوية الضّرير عن الواقفة، فقال: «هم مثل الجهميّة» ). [الإبانة الكبرى: 5/301-304]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: سألت هارون بن إسحاق الهمدانيّ، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال: وسألت أبا موسى الأنصاريّ عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة»
- وسألت سويد بن سعيدٍ الأنباريّ، فقال: «هم أكفر من الحمار».
- قال: وسألت أبا عبد اللّه بن أبي الشّوارب عن رجلٍ من الواقفة سئل عن وجه اللّه عزّ وجلّ: أمخلوقٌ هو أم غير مخلوقٍ؟ فقال: لا أدري.
فقال: «هذا من الشّاكّة، أحبّ إليّ أن يعيد الصّلاة»، يعني إذا صلّى خلفه). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
- فَرُوِيَ عن أهل المدينة: هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ.
قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
- وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
- وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه.
فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف.
فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
- وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
- وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
- وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
فقال: عيبٌ يردّ منه.
قال: فإن خرج واقفيًّا؟
قال: شرٌّ يردّ منه.
- وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ،
فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
- عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
- وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
- وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ، وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
- وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
- وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
- ومن أهل الكوفة: وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
- ومن أهل بغداد ومن عُدّ فيهم: عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
- ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم: نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ.
- ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
- ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
- قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
- ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف،
قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره.
فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
- وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
- إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ.
- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ».
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ».
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-363]

كوثر التايه 25 ذو القعدة 1435هـ/19-09-2014م 04:02 PM

س3: اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن.
المناظرات في مسألة "خلق القرآن"
مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه

كوثر التايه 25 ذو القعدة 1435هـ/19-09-2014م 04:03 PM

ثانياً: تلخيص مسائل موضوع واحد من الموضوعات المنشورة في هذا القسم وفق الطريقة المبيّنة في هذا الموضوع:


تلخيص موضوع : الاهتداء بالقرآن :


قول أهل السنة والجماعة في ( هداية القرآن )


*أنزل الله تعالى القرآن تبيانا لكل شيء


*جاء القرآن بالحق والصدق مهيمنا على ما قبله من الكتب حاكما عليها


*بين لأهل الكتاب ما اختلفوا فيه


*جاء مرجعا لجميع الأمم بلا استثناء


*أمر الله تعالى بوجوب التمسك به والتزام أحكامه


*وضع تعالى الأجر والثواب لقراءته وتلاوته


*جعله الله تعالى نورا وشفاء وهدى لم التزمه وعمل به


*وبه يزداد الأيمان لمن عقله وتدبره وعمل به
*هداية القرآن نابعة من أنه كتاب مبارك جاء بالحق وللحق

صفية الشقيفي 25 ذو القعدة 1435هـ/19-09-2014م 06:21 PM

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي
بالنسبة لإجابة الأسئلة :
عمومًا التفصيل ليس مطلوب
وإنما المطلوب استخراج الأجوبة من الدليل نفسه دون الرجوع إلى الروابط إلا في حالات ضيقة جدًا ..
السؤال الأول : وبالإضافة لذلك ؛ الآيات والأحاديث الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق ويمكنكِ ذكر أمثلة للأحاديث من الدليل أيضًا ، وما روي عن الصحابة والتابعين وإجماع فقهاء الأمصار.
السؤال الثاني :
القسم الثاني منه :
أعيدي قراءة الدليل ثم اذكري تعريف كل من اللفظية والواقفية ، ثم بيني حكم كل منهم باختصار عما أوردتِ
من دون نقل كلام العلماء
الإجابة من الدليل فقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط
السؤال الثالث : أحسنتِ فيهِ زادكِ الله من فضله.

وفقكِ اللهُ وسدد خطاكِ.

كوثر التايه 26 ذو القعدة 1435هـ/20-09-2014م 09:23 PM

بارك الله فيك وجزاك خيرا

هل تقصدين أعيد تعريف اللفظية والواقفة وأذكر حكمهما على ما فهمت دون نقل أقوال العلماء ؟؟

هيئة التصحيح 4 1 ذو الحجة 1435هـ/25-09-2014م 02:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 131137)
فصل في الاستعاذة
ذكر ابن كثير : ثلاث آيات في القرآن أمرتْ لمصارعة [بمصانعة] العدو الإنسي والإحسان إليه ، وأمرت بالاستعانة من العدو الشيطاني . [وأين هي الآيات؟]

وعند الجمهور أن الاستعاذة قبل التلاوة تكون لدفع الوسواس فيها، وذلك فيما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، ويقول : لا إله إلا الله - ثلاثا ، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفسه

وهمزه : الموتة ، نفخه : الكبر ، نفسه : الشعر

وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة وليست محتمة

والاستعاذة : هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر ، أما اللياذ فهو لطلب جلب الخير

معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : أستجير بجناب الله من الشيطان أن يضرني في ديني أو دنياي ، أو يصدني عن فعل ما أمرت به ، أو يحثني فعل ما نهيت عنه

والشيطان لغة : من شطن أي بعد ، ومن شاط : أي احترق وكلاهما صحيح والأول أصح

والرجيم : بمعنى مفهوم أي مرحوم مطرود من رحمة الله

وقيل رجيم بمعنى راجم : لأنه يرجم الناس بالوسواس

في معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين)
العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة كما ذكره السعدي وقال الأشقر : هي تجمع كمال المحبة والخضوع والخوف
وهي عند ابن كثير : توحيد الله والخوف منه ورجاؤه سبحانه
وقدم المفعول وكرر للاهتمام والحصر كما ذكره ابن كثير ووافقه السعدي وقال : للحصر ونفي الحكم للمذكور ونفيه عما عداه - الحصر ،و زاد فقال : وتقديم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص ، واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده ، وبهذا قال ابن كثير أن العبادة هي المقصودة وهي الأهم والاستعانة وسيلة إليها
وقال في زيدة التفسير أن النون للتعظيم ، ووجه هذا ابن كثير فقال : العبد إذا كان في العبادة فله شرفه وواجهته فيحق له أن يقول بنون التعظيم ، أما خارج العبادة فلا .
وزاد أنها للجمع فهي تعبير عن جنس العباد والمصلي فرد
وقد سمى الله رسوله بعبده في أشرف مقاماته - ليلة الاسراء والمعراج - ( سبحان الذي أسرى بعبده - ، وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقات يضيق صدره من تكذيب المخالفين ، ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
ويرى ابن كثير - رحمه الله - كون العبادة لله عز وجل لا ينافي أن يطلب معها ثوابا ولا أن يدفع عذابا

جزاك الله خيرًا على ما بذلتيه من جهد، لكن فاتتك أشياء:
أولًا: فتلخيصك لم يشمل جميع المقاصد التي ذكرها ابن كثير في تفسير هذه الآيات.
ثانيًا: ترتيبك للمسائل غير منظم.
ثالثًا: لم تفردي المسائل العلمية في عناوين مستقلة، كمسائل القراءات أو المسائل العقدية أو اللغوية.
ولذلك يرجى منكِ مراجعة هذه المشاركات ثم إعادة التلخيص مرة أخرى لتلافي هذه الأشياء. الروابط (هنا) و (هنا)


كوثر التايه 1 ذو الحجة 1435هـ/25-09-2014م 08:37 AM

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
فلم أكن حقيقة وقفت على الموضوع الذي عرضتم
وبإذن الله سأعدل من طريقة تلخيصي لنا فيه النفع والفائدة بإذن الله

كوثر التايه 4 ذو الحجة 1435هـ/28-09-2014م 08:30 AM

تفسير قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) }

التفسير
ذكر ابن كثير أن الله تعالى يقسم بهذه السورة الكريمة بالضحى وما فيه من الضياء وبالليل إذا أظلم وادلهم ، وإلى هذا المعنى ذهب كل من الشيخ السعدي ومحمد الأشقر

والمقسم عليه كما ذكر الامام الحافظ ابن كثير أن الله تعالى ما ترك نبيه صلى الله عليه وسلم ولا أبغضه وإليه ذهب الشيخ الأشقر ، وزاد العلامة السعدي - رحمه الله - أنه تعالى لم يترك نبيه صلى الله عليه وسلم منذ اعتنى به وأحبه ، بل مازال يعليه درجة بعد درجة ، و أن نفي البغض إثبات للمحبة

وأقسم تعالى أيضاً - كما ذكر ابن كثير - أن حال الرسول صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة خير له من حاله في الدنيا ، وخصصه الأشقر أن شرف النبوة في الدنيا خير من كل شرف ، إلا أن الجنة خير له من الدنيا . وزاد السعدي - رحمه الله - أن كل متأخرة من أحواله صلى الله عليه وسلم فلها الفضل على الحالة السابقة ، فما زال صلى الله عليه وسلم يصعد على درج المعالي وقد وصل إلى ما لم يصل إليه الأولون والآخرون

وأقسم تعالى أيضاً على أن الله تعالى سيعطي نبيه صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة حتى يرضيه ، ومن ذلك سيرضيه في أمته ، ومنه الحوض والشفاعة كما ذكر ابن كثير ، وزاد الأشقر أن سيرضيه في الفتح في الدين
ويرى الشيخ السعدي أن تفاصيل الإكرام والتفضيل لا يمكن حصرها والتعبير عنها فهي من العبارات الشاملة الجامعة

المسائل العقدية :
- ذكر ابن كثير أن خلق الليل والنهار وما فيهما من المنافع يدل على عظمة الله وقدرته
-أكد السعدي ثبوت كمال حال النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحواله
-اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدا فقيرا كما ذكر ابن كثير
- ومن كرامات النبي صلى الله عليه وسلم ثبوت الشفاعة وثبوت الحوض كما ذكر ابن كثير والأشقر
- وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين كما ذكر الأشقر

المسائل اللغوية
النفي المحض لا يكون مدحا الا اذا تضمن ثبوت كمال - كما ذكر السعدي رحمه الله

كوثر التايه 4 ذو الحجة 1435هـ/28-09-2014م 02:24 PM

تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}


أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6

ثم عدد الله بعض نعمه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم - كما ذكر ابن كثير : ومنها رعايته له وقد كان يتيما ، ووافقه السعدي والأشقر
وزاد ابن كثير أنه تعالى مازال يحوطه وينصره ويرفع قدره ويكف أذى أعدائه عنه بعد بعثته ، وقد له عمه أبا طالب - رغم شركه - لنصرته وتأييده على ملته . وبعد وفاة ابو طالب أيده الله بالأنصار الذين ناصروه وقاتلوا دونه . وزاد السعدي - رحمه الله - نصره والمؤمنين

وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)

ثم ذكر ابن كثير أن من فضل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الوحي الرباني ومنه قوله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) الذي ما كان ليعلمه ، ووافقه السعدي والأشقر
وزاد ابن كثير قول بعض المفسرين أنه صلى الله عليه وسلم ضل في شعاب مكة وهو صغير ثم رجع

وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)

ومن نعمه عليه سبحانه أنه أغناه بعد فقر وعيلة ، وجعله دائماً غني النفس ، وهو عليه الصلاة والسلام القائل ( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس )
ووافقه السعدي والأشقر وزادا عليه : أنه أغنامه أيضاً بما فتح الله عليه من البلدان وحبيت له أموالها وخراجها ،وزاد الأشقر : ومن تجارته في مال خديجة


فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

ثم جاءت أخر السورة بتعاليم وآداب إسلامية راقية للأمة جمعاء، ذكرها ابن كثير والسعدي والأشقر

أمره بالإحسان إلى اليتيم وعدم نهره وإهانته ، بل يجب الألطف إليه وإكرامه

وصاه بالسائل وحسن الخلق معه ، فلا تكن عليه جبارا ولا متكبرا ولا فظاً ، بل الطف ولن معه ، وذكر ابن كثير والسعدي أن هذا مع السائل للمال أو العلم والهدى

ثم دعاه - كما حكاه ابن كثير والسعدي والأشقر / بأن يحدث بنعمة الله وكما ورد في الحديث النبوي في الدعاء المأثور ( واجعلنا شاكرين لنعمل مثنين عليك قابليها وأتمها علينا ، لأن ذلك أدعى لشكر النعمة وتعلق القلوب بالمنعم .
وخصص السعدي التحدث بالنعم الدنيوية إن كان هناك مصلحة .
ووافقه الأشقر بالنعم الدينية ومنها القرآن ، وبهذا قال ابن كثير وقال النبوة
وروى ابن كثير عن ابن جرير أن المسلمون كانوا يرون أن شكر النعم أن يحدث بها


مسائل عقدية
- من عناية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه حفظه قبل البعثة وبعدها
- جمع الله تعالى لنبيه أعلى المقامات فهو الفقير الصابر والغني الشاكر
- سبحانه تعالى يهيء الأسباب والتقدمات ليمضي ماشاء سبحانه وتعالى وقدر

صفية الشقيفي 4 ذو الحجة 1435هـ/28-09-2014م 10:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 143010)
بارك الله فيك وجزاك خيرا

هل تقصدين أعيد تعريف اللفظية والواقفة وأذكر حكمهما على ما فهمت دون نقل أقوال العلماء ؟؟

أجل أختي كوثر ، ( على ما فهمتِ من الدليل )
بارك الله فيكِ.

صفية الشقيفي 4 ذو الحجة 1435هـ/28-09-2014م 10:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 131137)
فصل في الاستعاذة



ذكر ابن كثير : ثلاث آيات في القرآن أمرت لمصارعة العدو الإنسي والإحسان إليه ، وأمرت بالاستعانة من العدو الشيطاني .


وعند الجمهور أن الاستعاذة قبل التلاوة تكون لدفع الوسواس فيها، وذلك فيما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، ويقول : لا إله إلا الله - ثلاثا ، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفسه


وهمزه : الموتة ، نفخه : الكبر ، نفسه : الشعر


وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة وليست محتمة


والاستعاذة : هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر ، أما اللياذ فهو لطلب جلب الخير


معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : أستجير بجناب الله من الشيطان أن يضرني في ديني أو دنياي ، أو يصدني عن فعل ما أمرت به ، أو يحثني فعل ما نهيت عنه


والشيطان لغة : من شطن أي بعد ، ومن شاط : أي احترق وكلاهما صحيح والأول أصح


والرجيم : بمعنى مفهوم أي مرحوم مطرود من رحمة الله

وقيل رجيم بمعنى راجم : لأنه يرجم الناس بالوسواس

في معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين)
العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة كما ذكره السعدي وقال الأشقر : هي تجمع كمال المحبة والخضوع والخوف
وهي عند ابن كثير : توحيد الله والخوف منه ورجاؤه سبحانه
وقدم المفعول وكرر للاهتمام والحصر كما ذكره ابن كثير ووافقه السعدي وقال : للحصر ونفي الحكم للمذكور ونفيه عما عداه - الحصر ،و زاد فقال : وتقديم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص ، واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده ، وبهذا قال ابن كثير أن العبادة هي المقصودة وهي الأهم والاستعانة وسيلة إليها
وقال في زيدة التفسير أن النون للتعظيم ، ووجه هذا ابن كثير فقال : العبد إذا كان في العبادة فله شرفه وواجهته فيحق له أن يقول بنون التعظيم ، أما خارج العبادة فلا .
وزاد أنها للجمع فهي تعبير عن جنس العباد والمصلي فرد
وقد سمى الله رسوله بعبده في أشرف مقاماته - ليلة الاسراء والمعراج - ( سبحان الذي أسرى بعبده - ، وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقات يضيق صدره من تكذيب المخالفين ، ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
ويرى ابن كثير - رحمه الله - كون العبادة لله عز وجل لا ينافي أن يطلب معها ثوابا ولا أن يدفع عذابا


بارك الله فيكِ
لاحظتُ تحسن طريقتكِ في التلخيص بعد اطلاعكِ على الروابط التي وُضعت في التصحيح أعلاه والحمدُ لله
ولكن نطمح لأن تصلي للطريقة المثلى
لذا سأفصل لكِ
قمتِ بتصنيف التلخيص على أبواب العلوم ( التفسير ، المسائل العقدية ... )
نُريد أن نفصل تحت كل باب المسائل التي وردت فيه ونعتني بالذات بالمسائل التفسيرية
وهذا الدرس يفيدكِ في فهم كيفية استخلاص المسائل التفسيرية
( - استخلاص المسائل التفسيرية )

وإليكِ تطبيق على درس تفسير الاستعاذة

أولا: البدء بذكر أسماء المسائل مجردة أولا قبل التلخيص، وتصنيفها على العلوم وتمييزها.

اقتباس:

المسائل التفسيرية
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان [يُكتفى بذكر أهمها]
· هل الاستعاذة من القرآن؟
· حكم الاستعاذة
· متى يتعوّذ للقراءة؟
.....

أحكام الاستعاذة
· حكم الاستعاذة في الصلاة
· حكم الجهر بالاستعاذة في الصلاة

... وهكذا تُستكمل باقي المسائل في تفسير الاستعاذة
ثانيا: إبراز أسماء المسائل التفسيرية في التلخيص، وتمييزها بلون ظاهر.
مثاله:
اقتباس:

تلخيص (تفسير الاستعاذة)



المسائل التفسيرية
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان.

قال اللّه تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]
وقال تعالى: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98]
وقال تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36]
وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}[النّحل: 98، 99].
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان.
1: عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد والأربعة ، وقال الترمذي: ( هو أشهر حديث في هذا الباب).
2: عن جبير بن مطعمٍ، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه». قال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر». رواه أبو داود وابن ماجه.

· هل الاستعاذة من القرآن؟
أورد ابن كثير في ذلك أثرا رواه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه في أن أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة وقال:«يا محمّد، استعذ». فقال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم»، قال عبد اللّه: «وهي أوّل سورةٍ أنزلها اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، بلسان جبريل»، قال ابن كثير في هذا الأثر: غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم

· حكم الاستعاذة.
مستحبّةٌ ، وهو قول الجمهور، ذكره ابن كثير
· متى يتعوّذ للقراءة؟
اختلف فيها على قولين:
الأول: قالوا: نتعوّذ بعد القراءة، واستدلوا بظاهر قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} ، وقالوا: ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة.
وهو قول: حمزة فيما ذكره ابن قلوقا عنه، وأبو حاتمٍ السّجستانيّ، حكى ذلك أبو القاسم الهذليّ المغربيّ في كتاب " الكامل ".
وروي عن أبي هريرة -أيضا- ذكره ابن كثير وقال فيما روي عن أبي هريرة: هو غريب.
ونقله فخر الدّين محمّد بن عمر الرّازيّ في تفسيره عن ابن سيرين في روايةٍ عنه قال: وهو قول إبراهيم النّخعيّ وداود بن عليٍّ الأصبهانيّ الظّاهريّ، وحكى القرطبيّ عن أبي بكر بن العربيّ عن المجموعة عن مالكٍ، رحمه اللّه تعالى، أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة، واستغربه ابن العربي، ذكره ابن كثير.

الثاني: أنّ الاستعاذة إنّما تكون قبل التّلاوة، لدفع الوسواس فيها، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}أي: إذا أردت القراءة.
وهذا القول هو المشهور الذي عليه الجمهور، ذكره ابن كثير وقال: والدّليل على ذلك الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك.
وفيه قول ثالث: وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين حكاية عن القرطبي، ذكره ابن كثير.
......




ثالثا: تستكمل جميع المسائل التفسيرية وغيرها، ويذكر
تحت اسم كل مسألة خلاصة ما تم دراسته فيها بما يتلخّص فهمه، ،مع ترتيب الأقوال ، وذكر حجة كل قول ملخّصة.




تقييم تلخيص درس ( تفسير الاستعاذة )

الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 30 / 30
التحرير العلمي : 15 / 20
الترتيب : 12.5 / 20
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء العلمية ) : 10 / 15
العرض : تنسيق التلخيص ليسهل قراءته وعرضه : 7.5 / 15
= 75 %

درجة المشاركة : 3 / 4
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

كوثر التايه 11 ذو الحجة 1435هـ/5-10-2014م 03:42 PM

بارك الله جهودكم وجزاكم خيرا
كنت قد نويت - بتوفيق الله - اتمام واجباتي هذا الأسبوع ، وقدمت امتحان الجزء الأول في منظومة الزمزمي اليوم ولم أجد فسحة في وقتي ، ونشكر لكم صبركم علينا فنحن نتعلم ونسأل الله التوفيق

كوثر التايه 11 ذو الحجة 1435هـ/5-10-2014م 04:34 PM

في معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين)

القراءات :
ذكر ابن كثير رحمه الله في قراءة هذه الآية :
- قرأ السبعة والجمهور بتشديد الياء من ( إياك )
-وقرأ عمرو بن فايد بتخفيفها مع الكسر وهي قراءة شاذة مردودة .
-وقرأ بعضهم ( إياك) بفتح الهمزة وتشديد الياء وهي شاذة
، وقرأ بعضهم ( هيّاك ) كما وردت في كلام بعض العرب وهي قراءة شاذة

( نستعين )
- بفتح النون أول الكلمة قرأ السبعة والجمهور
وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش بكسر النون (نِستعين) وهي لغة بني أسد وربيعة وبني تميم وقيس




المسائل التفسيرية
مقصد الآية : اثبات العبودية لله ونفيها عن سواه كما ذكر السعدي وزاد ابن كثير : الفاتحة سر القرآن وسرها ( إياك نعبد وإياك نستعين )فالأول تبرؤ من الشرك ، والثاني تبرؤ من القوة والحول ، وجاءت آيات من القرآن في هذا المعنى
وقال السعدي : القيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية ، والنجاة من جميع الشرور
معنى العبادة :
قال شيخ الاسلام : هي اسم جامع لكل ما يحب الله ويرضى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وهذا ما ذكره السعدي في تفسيره
وقال ابن كثير : العبادة لغة : من الذلة ، ويقال طريق معبد أي مذلل ، وشرعا : كل ما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف
وقال الأشقر : هي تجمع كمال المحبة والخضوع والخوف
وهي عند ابن كثير : توحيد الله والخوف منه ورجاؤه سبحانه
معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}
- فيما ذكر ابن كثير عن ابن عبّاس: إياك نوحّد ونخاف ونرجو يا ربّنا لا غيرك. .
- وقيل: أي : يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أمركم ، وذكره الأشقر
معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}
قال السعدي : هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة في تحصيل ذلك
- نستعين: أي نطلب العون من الله تعالى على العبادة والاخلاص له
- وذكر ابن كثير: نستعين به سبحانه في جميع أمورنا


سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}
- قال ابن كثير: وقدّم المفعول وهو {إيّاك}، وكرّر؛ للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلّا إيّاك، ولا نتوكّل إلّا عليك، فالعبادة مقصودة والاستعانة وسيلة

وقال السعدي : تقديم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص واهتماما بتقديم حقه سبحانه على حق عباده
وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها ، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى
في معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد}
قال الأشقر : المجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس
ذكر ابن كثير أقوال وهي:
- القول الأول: أن المراد الإخبار عن جنس العباد والمصلّي فرد منهم.
- القول الثاني: ويجوز أن تكون للتعظيم الذي يشعر به تلبس بالعبادة واستشعر شرفها ، وخارج العبادة لا يجوز قولها
- القول الثالث: أن ذلك ألطف في التواضع من (إياك أعبد) لما في الثاني من تعظيمه نفسه.فالعبادة مقام عظيم
وفيه اقرار يتضمن الإقرار بأنه عبد من جملة العباد الذين يعبدون الله وحده.
المسائل العقدية
أولا :بيان أهمية العبادة والاستعانة وفضلهما بدليل ذكرهما في عدة آيات من القرآن الكريم (فاعبده وتوكل وماربك بغافل عما تعملون )

( قل هو الرحمن آمنا به وتوكلنا عليه )
ثانيا : شرف مقام العبودية


وقد سمى الله رسوله بعبده في أشرف مقاماته - ليلة الاسراء والمعراج - ( سبحان الذي أسرى بعبده - ، وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقات يضيق صدره من تكذيب المخالفين ، ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )


ويرى ابن كثير - رحمه الله - كون العبادة لله عز وجل لا ينافي أن يطلب معها ثوابا ولا أن يدفع عذابا
المسائل اللغوية:
فائدة تقديم المفعول.
- قال ابن كثير: قدم المفعول به ( إياك) وكرره للاهتمام والحصر،فهو سبحانه منفرد بالعبادة والاستعانة ).
وقال السعدي اهتماما بتقديم حق الله تعالى على حق العبد
فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب.
- قال ابن كثير: وفي تحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب، وهو مناسبةٌ، لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}).


كوثر التايه 12 ذو الحجة 1435هـ/6-10-2014م 07:00 PM

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى (7) وأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)}
سبب النزول :
أنه جاء رجل من المؤمنين أعمى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتعلم منه ، وجاءه رجل من الأغنياء ، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق ، فمال صلى الله عليه وسلم وأصغى إلى الغنى وصد عن الأعمى الفقير ، رجاء هداية ذلك الغني وطمعا في تزكيته ، فعاتبه الله عز وجل – وهذا كما قال السعدي ، وقال ابن كثير : أن الغني كان مع النبي صلى الله عليه وسلم عند قدوم الأعمى ، قيل أن الأعمى هو عبد الله بن أم مكتوم وقيل عمرو
مقصد الآيات :
بين الله تعالى لأهمية تبليغ الدعوة للجميع ،وأن هداية التوفيق لله وحده بخلاف هداية الدلالة والارشاد ، وأن الدعوة بالقرآن أصل ، وهو كلام الله مرفوع القدر والمنزلة مصون من الزيادة والنقصان
المسائل التفسيرية :
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى (2)
فعبس النبي صلى الله عليه وسلم وكلح وجهه وأعرض عن الأعمى وأقبل على الغني .
وقال الشيخ محمد الأشقر : عبس النبي صلى الله عليه وسلم بوجه الأعمى لأنه كان مع مع أشراف من قريش ، وقد طمع في إسلامهم ، فعندما أقبل ابن أم مكتوم كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع كلامه معهم فأعرض عنه ، وقال ابن كثير : ود النبي صلى الله عليه وسلم لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة الرجل الغني ، طمعا ورغبة في هدايته ، وعبس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه وأقبل علىالآخر
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ( ك ، ع ، ق)
فعاتبه ربه وذكره بقائدة الاقبال على الغني ( وما يدريك لعله يزكى ) : أي يتطهر من الذنوب والمعاصي بالعمل الصالح الذي يتعلمه منك ، وتحصل له طهارة النفس وزكاتها ، أو ( يذكر فتنفعه الذكرى ) أو يحصل له اتعاظ وانزجار عن المحارم ، والذكرى هي الموعظة
ك ،ع ، ق) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)
فمن استغنى وأعرض تصديت له طمعا في إيمانه ، وأقبلت عليه بوجهك وحديثك وهو يظهر الاستغناء عنك ، ولا شيء عليك إن لم يسلم ولم يهتد ، ومن جاءك راغبا ساعيا يقصدك ليهتدي ويتعظ تشاغلت عنه
وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى (7)
ك ، ع ، ق
ولا شيء عليك إن لم يسلم ولا يهتدي ، وما أنت بمطالب أن تحصل له زكاة ، إن عليك
إلا البلاغ
وأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)
ك ع ق
من جاءك مسرعا وقصدك ليهتدي طالبا منك أن ترشده للخير ، وتعظه بمواعظ الله ، فقد تشاغلت عنه وأعرضت .
كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ
كلا إنها تذكرة ) أن هذه السورة كما قال ابن كثير وصاحب زبدة التفاسير ، أو الموعظة ووافقهم السعدي رحمه الله ، وزاد ابن كثير عن قتادة والسدي أن التذكرة هي القرآن ، هي تذكرة من الله يذكر بها عباده ويبين لهم ما يحتاجونه كما قال السعدي ، وقال صاحب زبدة التفاسير: هي موغظة حقها أن تتعظ بها وتقبلها وتعمل بموجبها ويعمل بها أمتك ، وقال ابن كثير : هذه الوصية هي المساواة بين الناس في ابلاغ العلم
( فمن شاء ذكره ) أ يرغب بها وعمل بموجبها ، وقال ابن كثير ذكر الله في جميع أموره ، ويحتمل عود الضمير على الوحي لدلالة الكلام
( في صحف مكرمة ) : هذه الموعظ أو السورة ( وكلاهما متلازم ) بل وجميع القرآن كما قال ابن كثير رحمه الله ( في صحف مكرمة ) : معظمة ، ( مرفوعة ) : القدر والرتبة ، ( مطهرة ) من الدنس والآفات ومن أن تنالها الشياطين لا يمسها إلا المطهرون
( بأيدي سفرة ) : وهم الملائكة الذين هم سفراء بين الله وخلقه
( كرام بررة ) قلوبهم وأخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة كريمة ، كرام على ربهم أتقياء مطيعون
وقال ابن كثير : وينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله وأقواله على السداد والرشاد
الفوائد السلوكية
- هنا فائدة ذكرها العلامة السعدي رحمه الله : أن المقصود من بعثة الرسل وعظ الناس وتذكرين المذكرين
وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - : ومن هنا أمر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يخص بالانذار أحدا دون أحد بين يساوي بين الجميع
-قال ابن كثير : وينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله وأقواله على السداد والرشاد
-على المسلم أن يبلغ الدعوة ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
المسائل العقدية :
-الناس سواسية أمام الله تعالى في كل شيء ولا تمايز بينهم إلا بالتقوى
-ليس علينا إلا هداية الارشاد ، وهداية التوفيق هي لله وحده
-الدعوة تكون بالقرآن ويتذكر من يسر الله له
-الملائكة مخلوقات عظيمة من مخلوقات الله تعالى بارة الأفعال والأخلاق
-القرآن محفوظ من الدنس والزيادة والنقصان
المسائل اللغوية :
- الالتفات من الغيبة للخطاب في قوله تعالى : ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى ) فيه مزيد عناية من الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم إذ لم يخاطبه بالعبوس بل جعله للغائب .

كوثر التايه 12 ذو الحجة 1435هـ/6-10-2014م 07:54 PM

سورةُ التَّكْوِير
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14)
مقصد الآيات :
يصور الله تعالى بعض مشاهد قيام الساعة .وفي هذا قال الشيخ السعدي في تفسيره :
إذا حصلتْ هذهِ الأمورُ الهائلةُ، تميَّزَ الخلقُ، وعلمَ كلُّ أحدٍ ما قدَّمهُ لآخرتِهِ، وما أحضرهُ فيهَا منْ خيرٍ وشرٍ
وذكر ابن كثير : قال الرّبيع بن أنسٍ: عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ قال: ستّ آياتٍ قبل يوم القيامة بينا النّاس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشّمس، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النّجوم، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحرّكت واضطربت واختلطت ففزعت الجنّ إلى الإنس والإنس إلى الجنّ واختلطت الدّوابّ والطّير والوحوش فماجوا بعضهم في بعضٍ.
المسائل التفسيرية :
( إذا الشمس كورت )
(قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {إذا الشّمس كوّرت}. يعني: أظلمت.
وقال العوفيّ عنه: ذهبت.
وقال مجاهدٌ: اضمحلّت وذهبت. وكذا قال الضّحّاك.
وقال قتادة: ذهب ضوؤها.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {كوّرت}: غوّرت.
وقال الرّبيع بن خثيمٍ: {كوّرت}. يعني: رمي بها.
وقال أبو صالحٍ: {كوّرت}: ألقيت. وعنه أيضاً: نكّست.
وقال زيد بن أسلم: تقع في الأرض.
قال ابن جريرٍ: والصّواب من القول عندنا في ذلك أنّ التّكوير: جمع الشّيء بعضه على بعضٍ، ومنه تكوير العمامة ، وهذا ماذهب إليه الأشقر
وروى البخاري ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : الشمس والفمر يكوران ويلقيان في النار
ك ، ع ، ق( وإذا النجوم انكدرت )
تغيرت وتناثرت من أفلاكها وانطمس نورها
ك ، ع ، ق(وإذا الجبال سيرت ) :
زالت عن أماكنها وصارت كالعهن المنفوش ، ثم أصبحت هباء منثورا كما ذكره الأشقر
ك ، ق ، ع( وإذا العشار عطلت ):
قال عكرمة ومجاهدٌ: عشار الإبل.
قال مجاهدٌ: {عطّلت}: تركت وسيّبت. وقال أبيّ بن كعبٍ والضّحّاك: أهملها أهلها.
وقال الرّبيع بن خثيمٍ: لم تحلب ولم تصرّ، تخلّى منها أربابها.
وقال الضّحّاك: تركت لا راعي لها.
العشار هي خيار الابل والحوامل منها وقد وصلت في حملها إلى الشهر العاشر ، واحدها : عشراء ، تعطل الناس عنها ، وفيه عطل الناس يومئذ عن نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون بها
ك، ع ، ق( وإذا الوحوش حشرت )
أي: جمعت كما قال تعالى: {وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون}.
قال ابن عبّاسٍ: يحشر كلّ شيءٍ حتّى الذّباب، رواه ابن أبي حاتمٍ وكذا قال الرّبيع بن خثيمٍ والسّدّيّ وغير واحدٍ، وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية: إنّ هذه الخلائق موافيةٌ فيقضي اللّه فيها ما يشاء.
وقال عكرمة: حشرها: موتها.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني عليّ بن مسلمٍ الطّوسيّ، حدّثنا عبّاد بن العوّام، أخبرنا حصينٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وإذا الوحوش حشرت}. قال: حشر البهائم موتها، وحشر كلّ شيءٍ الموت، غير الجنّ والإنس فإنّهما يوقفان يوم القيامة.
حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الرّبيع بن خثيمٍ: {وإذا الوحوش حشرت}. قال: أتى عليها أمر اللّه. قال سفيان: قال أبي: فذكرته لعكرمة فقال: قال ابن عبّاسٍ: حشرها: موتها.
جمعت ليقتص منها وهذا مارجحه ابن كثير ووافقه الأشقر وزاد : قيل : حشرها موتها .
( وإذا البحار سجرت )
:أي أوقدت وصارت نارا تضرم ، وقال ابن كثير : قالت الجنّ: نحن نأتيكم بالخبر قال: فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نارٌ تأجّج. قال: فبينما هم كذلك إذ تصدّعت الأرض صدعةً واحدةً إلى الأرض السّابعة السّفلى وإلى السّماء السّابعة العليا. قال: فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الرّيح فأماتتهم.
رواه ابن جريرٍ وهذا لفظه، وابن أبي حاتمٍ ببعضه، وهكذا قال مجاهدٌ والرّبيع بن خثيمٍ، والحسن البصريّ وأبو صالحٍ، وحمّاد بن أبي سليمان والضّحّاك في قوله: {وإذا النّجوم انكدرت} أي: تناثرت.
( وإذا النفوس زوجت )
أي: جمع كلّ شكلٍ إلى نظيره، كقوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}. وروى ابن أبي حاتمٍ: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال: ((الضّرباء كلّ رجلٍ مع كلّ قومٍ كانوا يعملون عمله وذلك بأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {وكنتم أزواجاً ثلاثةً فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسّابقون السّابقون})). قال: ((هم الضّرباء)).
ثمّ رواه ابن أبي حاتمٍ من طرقٍ أخر ٍ: أنّ عمر بن الخطّاب خطب النّاس فقرأ: {وإذا النّفوس زوّجت}. فقال: تزوّجها أن تؤلّف كلّ شيعةٍ إلى شيعتهم.
وفي روايةٍ: هما الرّجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنّة أو النّار. وفي روايةٍ عن النّعمان قال: سئل عمر عن قوله تعالى: {وإذا النّفوس زوّجت}. فقال: يقرن بين الرّجل الصّالح مع الرّجل الصّالح، ويقرن بين الرّجل السّوء مع الرّجل السّوء في النّار، فذلك تزويج الأنفس.
وقول : قرن كل صاحب عمل بنظيره قاله ابن كثير وقال هذا اختيار الامام الطبري وهو الصحيح واختاره السعدي، وزاد صاحب زبدة التفاسير : زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين ، وقرنت نفوس الكافرين بالشياطين
ك،ع ، ق( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت )
الموءودة}: هي التي كان أهل الجاهليّة يدسّونها في التّراب كراهيةً للبنات، فيوم القيامة تسأل الموءودة على أيّ ذنبٍ قتلت؛ ليكون ذلك تهديداً لقاتلها؛ فإنّه إذا سئل المظلوم فما ظنّ الظّالم إذاً؟.
وقال عليّ بن أبي طلحة: عن ابن عبّاسٍ: (وإذا الموءودة سألت). وكذا قال أبو الضّحى: (سألت). أي: طالبت بدمها، وعن السّدّيّ وقتادة مثله.
وقال السعدي : ومنَ المعلومِ أنَّها ليسَ لهَا ذنبٌ، ففي هذا توبيخٌ وتقريعٌ لقاتليهَا
ك ، ع ، ق( وإذا الصحف نشرت )
أي الصحف المشتملة على أعمال الناس فرقت على أهلها إما بيمينه أو بشماله
وإذا السماء كشطت ) :ك ، ق ، ع
قال مجاهدٌ: اجتذبت.
وقال السّدّيّ: كشفت.
وقال الضّحّاك: تنكشط فتذهب).
أي أزيلت وكشفت
وإذا الجحيم سعرت )ك، ع ، ق
أي حميت وأوقدت
قال السّدّيّ: أحميت
وقال قتادة: أوقدت. قال: وإنّما يسعّرها غضب اللّه وخطايا بني آدم).
وأذا الجنة أزلفت )ك، ع ، ق
: أي قربت إلى أهلها
ك، ع ، ق( علمت نفس ما أحضرت )
إذا حدثت هذه الأمور علمت كل نفس ما عملت وأحضر ذلك لها
{علمت نفسٌ ما أحضرت}. هذا هو الجواب، أي: إذا وقعت هذه الأمور حينئذٍ تعلم كلّ نفسٍ ما عملت وأحضر ذلك لها، كما قال تعالى: {يوم تجد كلّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً}. وقال تعالى: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر
المسائل العقدية :
-الايمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان
-اليوم الآخر والحساب فيه دليل على كمال حكمة الله تعالى وكمال عدله
-جعل الله تعالى للساعة علامات إذا ظهرت لا تنفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل
-وجوب التصديق بوجود صحف الأعمال وأن كل إنسان سيلزمه عمله يوم القيامة
-الجنة والنار خلقهما الله تعالى لمحاسبة عباده على أعمالهم
-للنفس حرمة ولا يجوز الاعتداء عليها بقتل إلا بما شرع الله تعالى
الفوائد السلوكية :
-قال السعدي – رحمه الله – فهذه الأوصاف تنزعج منها القلوب وترتعد ، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم ، وتزجرهم عن كل مايوجب اللوم

كوثر التايه 12 ذو الحجة 1435هـ/6-10-2014م 08:24 PM

تفسير سورة الانفطار
1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }
مقصد الآيات :
يصور الله تعالى بعض مشاهد قيام الساعة
قال العلامة السعدي – رحمه الله : أي: إذا انشقتِ السماءُ وانفطرتْ، وانتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا، وفجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً، وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ.
فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، هنالكَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ السرمديِّ.
ويفوزُ المتقونَ، المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ عذابِ الجحيمِ
في فضل السورة : .
قال ابن كثير رحمه الله : عَنْ جَابِر قَالَ : قَامَ مُعَاذ فَصَلَّى الْعِشَاء الْآخِرَة فَطَوَّلَ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَفَتَّان أَنْتَ يَا مُعَاذ ؟ أَيْنَ كُنْت عَنْ سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى وَالضُّحَى وَإِذَا السَّمَاء اِنْفَطَرَتْ ؟" وَأَصْل الْحَدِيث مُخَرَّج فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَكِنْ ذُكِرَ " إِذَا السَّمَاء اِنْفَطَرَتْ " فِي أَفْرَاد النَّسَائِيّ
القراءات :
- (الذي خلقك فسواك فعدلك ) – فعدلك : بالتشديد والتخفيف ـ فمعنى التشديد ، قوّم خلقك ، ومعنى التخفيف : صرفك كيف شاء إلى ماشاء
-( يوم لاتملك نفس لنفس شيئا ) بالرفع والنصب : وبالرفع على أن يكون هو يوم لاتملك تفس لنفس ، وإن شئت كان بدلا من قوله ( يوم الدين ) في قوله : ( وما يوم الدين ) ، فأما النصب : فعلى تقدير : هذا واقع يوم لا تملك نفس ، فيكون خبر ابتداء مضمر متعلق بمحذوف وهو : واقع
وإن شئت كان مفتوحا في موضع الرفع ، لما جرى في الكلام ظرفا كقوله : ( ومنا دون ذلك )
المسائل التفسيرية :
السماء انفطرت : ك، ع ، ق
وانفطرتْ، وانتثرتْ نجومُهَا وتساقطت، وزالَ جمالُهَا، وزاد صاحب زبدة التفسير : انشقت لنزول الملائكة .
ك، ع ، ق(وإذا البحار فجرت ):
فصارتْ بحراً واحداً، وقال ابن كثير : اختلط مالحها بعذبها .
ك ، ع ، ق( وإذا القبور بعثرت ) :
وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ ، وذكر ابن كثير عن السدي ، تحرك فيخرج ما فيها ..
فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، وزاد صاحب زبدة التفسير : وعلمت ما لم تعمل منها .
وقال السعدي – رحمه الله - : هنالكَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ السرمديِّ.
و يفوزُ المتقونَ، المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ عذابِ الجحيمِ
.
{ 6 - 12 } { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
وقال ابن كثير : هذا تهديد ليس كما يدعيه البعض ارشادا للجواب حيث قال ( الكريم ) حتى يقول قائلهم : غره كرمه ، بل المعنى : ما غرك ياابن آدم بربك الكريم (العظيم ) حتى أقدمت على معصيته؟
وزاد الدكتور الأشقر : أيُّ شيءٍ سوَّلَ لك وجعلكَ تخالفُ أمرَ ربِّكَ الذي أوجدَكَ وربَّاك بِنعَمِه، ولم يعاجِلْكَ بعقوبته بكَرَمِه؟ سوَّل لك جهلُك، أو شيطانُك ؟!
فيقول تعالى معاتبا للإنسان المقصر في حق ربه، المتجرئ على مساخطه : { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } أتهاونا منك في حقوقه؟ أم احتقارا منك لعذابه؟ أم عدم إيمان منك بجزائه؟
أليس هو { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ } في أحسن تقويم؟ { فَعَدَلَكَ } وركبك تركيبا قويما معتدلا، في أحسن الأشكال، وأجمل الهيئات، وجمعت فمنعت ، الذي أوجدَك من العدَم، فجعلَ خلقك سويَّاً قويماً لا خلَلَ فيه، وجعله متناسباً في الخلق يدان ورِجلان وعينان … إلخ، وكلٌّ في مكانه المناسبِ له.
فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم، أو تجحد إحسان المحسن؟
إن هذا إلا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك، فاحمد الله أن لم يجعل صورتك صورة كلب أو حمار، أو نحوهما من الحيوانات؛ فلهذا قال تعالى: { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) : فبقدرته ولطفه وحلمه خلقك بأحسن تقويم .
}
ك ، ع ، ق[وقوله:] { كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ }
أي: مع هذا الوعظ والتذكير، لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء ، وقال ابن كثير رحمه الله : إنما حملكم على مواجهة الكريم بالمعاصي تكذيبكم بيوم الدين..
وأنتم لا بد أن تحاسبوا على ما عملتم، وقد أقام الله عليكم ( كراما كاتبين ) ملائكة كراما يكتبون أقوالكم وأفعالكم ويعلمون أفعالكم ، فلا تقابلوهم بالقبائح والمعاصي ، وقال السعدي رحمه الله :، ودخل في هذا أفعال القلوب، وأفعال الجوارح.
{ 13 - 19 } { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّه / ك ، ع ، ق ِ }
المراد بالأبرار، القائمون بحقوق الله وحقوق عباده، الملازمون للبر، في أعمال القلوب وأعمال الجوارح، فهؤلاء جزاؤهم النعيم في القلب والروح والبدن، في دار الدنيا [وفي دار] البرزخ و [في] دار القرار.
وَإِنَّ الْفُجَّارَ }الذين شقوا ستر الدين بالكفر ، الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده، الذين فجرت قلوبهم ففجرت أعمالهم
{ لَفِي جَحِيمٍ } أي: عذاب أليم مقيم، في دار الدنيا و [دار] البرزخ وفي دار القرار.
{ يَصْلَوْنَهَا } ويعذبون أشد العذاب { يَوْمِ الدِّينِ } أي: يوم الجزاء على الأعمال.
، ولا يخفف عذابهم ، ولا يجابون إلى مايسألون من الموت أو الراحة ولو يوما واحدا وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ } أي: بل هم ملازمون لها، لا يخرجون منها.
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } ففي هذا تهويل لذلك اليوم الشديد الذي يحير الأذهان وتعظيم لشأنه وأكده بقوله ( ثم ما أدراك ما يوم الدين ) ثم فسره بقوله :.
يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا } ولو كانت لها قريبة أو حبيبةمصافية، فكل مشتغل بنفسه لا يطلب الفكاك لغيرها. { وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } فهو الذي يفصل بين العباد، ويأخذ للمظلوم حقه من ظالمه
وَالْأَمْر وَاَللَّه الْيَوْم لِلَّهِ وَلَكِنَّهُ لَا يُنَازِعهُ فِيهِ يَوْمئِذٍ أَحَد
المسائل العقدية :
-الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان
-جعل الله تعالى للساعة أشراط تتقدمها لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل حين خروجها
-من عظيم نعم الله تعالى على عبده أن سواه وأحسن صورته وهو سبحانه صاحب النعمة والفضل
-جعل الله تعالى على عباده ملائكة حافظين ، يحفظون عليهم أعمالهم ويحصوها
-جعل الله الجنة للأبرار ، والجحيم للفجار ولا يظلم ربك أحدا
-ملك الله تعالى في الدنيا والآخرة ولكن يوم القيامة لا ينازعه فيه أحد
-يوم القيامة لا تنفع نفس غيرها إلا بما كتب الله من شفاعة لمن يشاء ويرضى
-يطلع الله ملائكته بما في القلوب فيكتبوه
-النعيم يوم القيامة نعيم بدن وقلب
-أصحاب النار خالدين فيها لا يخرجون
المسائل اللغوية :
-( المركّب ) لغة : لما ركبه غيره ، وهو كقوله تعالى : ( في أي صورة ماشاء ركبك )
- لفظ ( الأبرار ) إذا أطلق دخل فيه كل تقي من السابقين والمقتصدين ، وإذا قرن بالمقربين كان أخص وهنا مثال الأول : ( إن الأبرار لفي نعيم ) ومثال الثاني : قوله تعالى : ( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ، وما أدراك ما عليون ، كتاب مرقوم ، يشهده المقربون )
الفوائد السلوكية :
-على المسلم أن يتذكر هذا اليوم دائما ويعمل لأجله فهو قادم لا محالة
-يجب على المسلم أن يتفكر في نعمة الله عليه ومنها خلقته السوية وفي أحسن صورة
-المسلم حري بأن يتذكر دائما الملائكة الحافظين ويعلم يقينا أن كل أعماله وكلامه وأفكاره محفوظة عليه فيتعظ
-على المسلم أن يتفكر في عظمة الله وكمال صفاته وأفعاله ومنها ذلك اليوم الآخر الذي يظهر في كمال ملكه وعظمته وعدله وحكمته

كوثر التايه 13 ذو الحجة 1435هـ/7-10-2014م 04:51 PM

تفسير سورة الطارق
تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}
مقصد الآيات :
أقسم الله تعالى بمخلوقات عظيمة على أن كل نفس عليها حافظ من الله تعالى ، وأن الله تعالى الذي خلقه من ماء مهين قادر على ارجاعه يوم القيامة
وأقسم بمخلوقاته العظيمة على أن هذا القرآن قول حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وفي هذا كله اثبات قدرة الله وحقيقة يوم القيامة
القراءات :
قوله تعالى : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) – لما - بالتخفيف والتشديد
المسائل التفسيرية :
قال السعدي رحمه الله :
يقولُ تعالَى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ} ثمَّ فسرَ الطارقَ بقولهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}ووافقه ابن كثير رحمه الله - أي: المضيءُ، الذي يثقبُ نُورُهُ، فيخرقُ السماواتِ ، والصحيحُ أنَّهُ اسمُ جنسٍ يشملُ سائرَ النجومِ الثواقبِ.
وقدْ قيلَ:إنَّهُ (زُحلُ) الذي يخرقُ السماواتِ السبعِ وينفذُ فيها، فيرى منهَ
وقال صاحب زبدة التفسير هو الكوكب ، وسمي طارق لأنه يطرق بالليل ، وكل ما يطرق بالليل فهو طارق ، واستشهد ابن كثير بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهي أن يطرق الرجل أهله طروقا )
وسُمِّيَ طارقاً،لأنَّهُ يطرقُ ليلاً، والمقسَمُ عليهِ قولهُ: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} يحفظُ عليهَا أعمالَهَا الصالحةَ والسيئةَ، وستجازى بعملِهَا المحفوظِ عليهَا كما قال السعدي رحمه الله ووافقه صاحب زبدة التفسير ، وقال ابن كثير : يحرسها من الآفات لقوله تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )) {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ} أي: فليتدبرْ خلقتَهُ ومبدأهُ، وزاد ابن كثير : فيه تنبيه على ضعف أصل الانسان من مبدئه ،فإنَّهُ مخلوقٌ {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} وهوَ المنيُّ الذي {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}يحتملُ أنَّهُ منْ بينِ صلبِ الرجلِ وترائبِ المرأةِ، وهيَ ثدياهَا كما قال السعدي وصاحب زبدة التفسير ووافقهم ابن كثير رحمه الله
وزاد السعدي – رحمه الله -.
ويحتملُ أنَّ المرادَ المنيُّ الدافقُ، وهوَ منيُّ الرجلِ، وأنَّ محلَّهُ الذي يخرجُ منهُ ما بينَ صلبهِ وترائبهِ، ولعلَّ هذا أولى، فإنَّهُ إنَّمَا وصفَ اللهُ بهِ الماءَ الدافقَ، والذي يحسُّ ويشاهدُ دفقهُ، هوَ منيُّ الرجلِ، وكذلكَ لفظُ الترائبِ فإنَّهَا تستعملُ في الرجلِ، فإنَّ الترائبَ للرجلِ، بمنزلةِ الثديينِ للأنثى، فلو أريدتِ الأنثى، لقالَ: (منْ بينِ الصُّلبِ والثديينِ) ونحوَ ذلكَ، واللهُ أعلمُ.
وقال : فالذي أوجدَ الإنسانَ منْ ماءٍ دافقٍ، يخرجُ منْ هذا الموضعِ الصعبِ، قادرٌ على رجعهِ في الآخرةِ، وإعادتهِ للبعثِ والنشورِ .
وقدْ قيلَ:إنَّ معناهُ أنَّ اللهَ على رجعِ الماءِ المدفوقِ في الصلبِ لقادرٌ، وبهذا قال ابن كثير رحمه الله – وعلق السعدي عليه فقال : وهذا - وإنْ كانَ المعنى صحيحاً - فليسَ هوَ المرادُ منَ الآيةِ،وذكر ابن كثير القول الثاني كما ذكرهما صاحب زبدة التفسير وهو اختيار الطبري كما ذكر ابن كثير ولهذا قالَ بعدهُ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} أي: تختبرُ سرائرُ الصدورِ،ويظهرُ ما كانَ في القلوبِ منْ خيرٍ وشرٍّ على صفحاتِ الوجوهِ، قالَ تعالَى: {يَوْمَ تَبْيضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ففي الدنيا، تتكتمُ كثيرٌ منَ الأمورِ، ولا تظهرُ عياناً للناسِ، وأمَّا في القيامةِ، فيظهرُ بِرُّ الأبرارِ، وفجورُ الفجارِ، وتصيرُ الأمورُ علانيةً.
{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} يدفعُ بهَا عنْ نفسهِ {وَلا نَاصِرٍ} خارجي ينتصرُ بهِ، فهذا القسمُ على حالةِ العاملينَ وقتَ عملهمْ وعندَ جزائهمْ.
ثمَّ أقسمَ قسماً ثانياً على صحةِ القرآنِ،فقالَ: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} أي: ترجعُ السماءُ بالمطرِ كلَّ عامٍ، وتنصدعُ الأرضُ للنباتِ، فيعيشُ بذلكَ الآدميونَ والبهائمُ، وترجعُ السماءُ أيضاً بالأقدارِ والشؤون الإلهيةِ كلَّ وقتٍ، وتنصدعُ الأرضُ عن الأمواتِ {إِنَّهُ} أي: القرآنُ {لَقَوْلٌ فَصْلٌ} أي: حقٌّ وصدقٌ، بيِّنٌ واضحٌ وقاله ابن كثير وصاحب زبدة التفسير.
{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} أي: جدٌّ ليسَ بالهزلِ، وهوَ القولُ الذي يفصلُ بينَ الطوائفِ والمقالاتِ، وتنفصلُ بهِ الخصوماتُ.
{إِنَّهُمْ} أي: المكذبينَ للرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وللقرآنِ {يَكِيدُونَ كَيْداً} ليدفعوا بكيدهمُ الحقَّ، ويؤيدوا الباطلَ وقال ابن كثير : يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القران {وَأَكِيدُ كَيْداً} لإظهارِ الحقِّ، ولو كرهَ الكافرونَ، ولدفعِ ما جاؤوا بهِ من الباطلِ، ويعلمُ بهذا مَن الغالبُ، فإنَّ الآدميَّ أضعفُ وأحقرُ منْ أنْ يغالبَ القويَّ العليمَ في كيدهِ،{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} أي: قليلاً، فسيعلمونَ
عاقبةَ أمرهمْ، حينَ ينزلُ بهمُ العقابُ
المسائل العقدية :
-يقسم الله تعالى على مايشاء من مخلوقاته وذلك للتفكر في عظمتها ومنفعتها التي تدله على عظمة خالقها
-المسلم لا يحلف إلا بالله وحده
-السماء والأرض من مخلوقات الله العظيمة الدالة على قدرته وقد أقسم الله بها عدة مرات في كتابه الكريم
-اليوم الآخر من أركان بالإيمان بالله ومن أنكره فقد كفر
-حقيقة الانسان وأصله أن خلقه الله تعالى من ماء هين فعلى ماذا يتكبر ويجحد نعم الله عليه
-يوم القيامة يحاسب الله خلقه على كل ماعملوا ويومها تبلى السرائر
-يوم القيامة لا تملك نفس لنفس شيئا ،فما لها من قوه في نفسها ولا ناصر من غيرها
-القرآن كلام الله تعالى ووحيه الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم
-القرآن لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
-إن الله تعالى من سنته في خلقه أن يمهلهم ولا يستعجل بأخذهم وإذا أخذهم جل وعلا أخذهم أخذ عزيز مقتدر
-علو الباطل في هذه الحياة لا يعني رضى من الله عنهم بل هو امهال واستدراج
المسائل اللغوية :
-قال شيخ الاسلام ابن تيمية : لفظ الماء عند الاطلاق لا يتناول الني ( وإن كان يسمى ماء مع التقييد كقوله تعالى : ( خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب
- قال تعالى : ( إنه لقول فصل ) أي فاصل بين الحق والباطل ، وكونه ( فصل )ا يؤكد أن كلام الله تعالى كله يمكن معرفته وفهمه
الفوائد السلوكية :
- على المسلم أن يتفكر بقدرة الله وعظمته عن طريق تفكره بمخلوقاته
-من عظيم فضل الله على عباده أن جعل عليهم حفظة من الملائكة ، فليستشعر الانسان هذه النعمة وليتذكر أن الملائكة تسجل عليه أعماله
-يجب على المسلم أن يقبل على القرآن تلاوة وتدبرا وعلما وعملا ففيه النجاة من الفتنا وقواصم الدهر
-يسعى المسلم لما يرضي ربه سرا وعلانية لأنه سيقف بين يدي ربه في بوم تبلى فيه السرائر

كوثر التايه 16 ذو الحجة 1435هـ/10-10-2014م 01:46 PM

تعريف الواقفة :
هم الذين توقفوا أن يقولوا في القرآن أنه كلام الله تعالى وقالوا : لا نقول غير مخلوق
فهم لم يقولوا مخلوق ولم يقولوا غير مخلوق
وهم عند أهل العلم كمن قال أن القرآن مخلوق بل أشر ، لأنهم شككوا في دينهم والعياذ بالله

تعريف اللفظية :
هم الذين قالوا : لفظي في القرآن مخلوق
وذهب أهل العلم إلى أن من قال هذا فهو مبتدع ، وقال الامام في أحمد رحمه الله : لأن اللفظ فيه الملفوظ والمتلفظ

صفية الشقيفي 26 ذو الحجة 1435هـ/20-10-2014م 03:55 PM

أحسنتِ أختي بارك اللهُ فيكِ
وإن قصد القائل بأن اللفظ بالقرآن مخلوق ؛ الملفوظ أي القرآن الكريم
فقد كفر
لأنه بهذا قد شابه من قال بخلق القرآن
لذا فمن أقوال الإمام أحمد رحمه الله
من كان منهم عالمًا بالكلام فهو جهمي ومن كان منهم جاهلا فليتعلم.

الدرجة النهائية : 20 /20

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

أمل عبد الرحمن 27 ذو الحجة 1435هـ/21-10-2014م 11:23 AM

أحسن الله إليك أختي وبارك فيك وتقبل منك
هناك بعض الملاحظات اليسيرة على تلخيصك بصفة عامة فمنها:-
- أنك تضعين ثلاثة أقوال تحت كل مسألة، والصحيح أن تضعي قولا واحدا ملخصا من أقوال المفسرين الثلاثة، أو تضعي أجمعهم عند اتفاقهم في الكلام على المسألة، أما إذا اختلفوا، فهنا نضع كل قول منسوب إلى قائله.
- أنك نسيت وضع رموز المفسرين الذين تعرضوا للمسألة في تفسيرهم، وهذا مهم

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 145181)
في معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين)

القراءات :
ذكر ابن كثير رحمه الله في قراءة هذه الآية : (نجعل عنوانها: القراءات في {إياك} [ك])
- قرأ السبعة والجمهور بتشديد الياء من ( إياك )
-وقرأ عمرو بن فايد بتخفيفها مع الكسر وهي قراءة شاذة مردودة .
-وقرأ بعضهم ( إياك) بفتح الهمزة وتشديد الياء وهي شاذة
، وقرأ بعضهم ( هيّاك ) كما وردت في كلام بعض العرب وهي قراءة شاذة

القراءات في ( نستعين )
- بفتح النون أول الكلمة قرأ السبعة والجمهور
وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش بكسر النون (نِستعين) وهي لغة بني أسد وربيعة وبني تميم وقيس


المسائل التفسيرية
مقصد الآية : (نكتب رموز المفسرين الذي تعرضوا لهذه المسألة: [ك-س-ش]
اثبات العبودية لله ونفيها عن سواه (ممكن أن تكتفي بهذا فبقية الأقوال تعود إليه، أو تضمي إليه ما ذكره ابن كثير فيكون ملخص تفسير المسألة هكذا:
إثبات العبودية لله وحده ونفيها عمن سواه، فالأول تبرؤ من الشرك، والثاني تبرؤ من الحول والقوة. هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
كما ذكر السعدي وزاد ابن كثير : الفاتحة سر القرآن وسرها ( إياك نعبد وإياك نستعين )فالأول تبرؤ من الشرك ، والثاني تبرؤ من القوة والحول ، وجاءت آيات من القرآن في هذا المعنى

وقال السعدي : القيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية ، والنجاة من جميع الشرور (هذه مسألة مختلفة عنوانها: أهمية العبادة والاستعانة)

معنى العبادة : (انتبهي لما اتفقنا عليه من وضع ملخص واحد للأقوال الثلاثة عند الاتفاق، بحيث نخرج بقول جامع، لو تأملت ما ذكر في معنى العبادة نجد أن لها معنى في اللغة ذكره ابن كثير ومعنى في الشرع ذكره المفسرون الثلاثة، اختاري أجمع هذه التعاريف تجديه تعريف شيخ الإسلام، فخلاصة القول في معنى العبادة أن نقول العبادة لغة هي ....كما ذكر فلان، وشرعا.... كما ذكر فلان عن فلان
قال شيخ الاسلام : هي اسم جامع لكل ما يحب الله ويرضى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وهذا ما ذكره السعدي في تفسيره
وقال ابن كثير : العبادة لغة : من الذلة ، ويقال طريق معبد أي مذلل ، وشرعا : كل ما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف
وقال الأشقر : هي تجمع كمال المحبة والخضوع والخوف
وهي عند ابن كثير : توحيد الله والخوف منه ورجاؤه سبحانه

معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}
- فيما ذكر ابن كثير عن ابن عبّاس: إياك نوحّد ونخاف ونرجو يا ربّنا لا غيرك.
- وقيل: أي : يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أمركم ، (ذكره ابن كثير عن قتادة)، وذكره الأشقر

معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}
قال السعدي : هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة في تحصيل ذلك
- نستعين: أي نطلب العون من الله تعالى على العبادة والاخلاص له
- وذكر ابن كثير: نستعين به سبحانه في جميع أمورنا


سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} (هنا مسألتان: الأول: سبب تقديم المفعول وتكراره في {إياك}، الثانية: سبب تقديم العبادة على الاستعانة، فافصلي المسألتين بارك الله فيك)
- قال ابن كثير: وقدّم المفعول وهو {إيّاك}، وكرّر؛ للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلّا إيّاك، ولا نتوكّل إلّا عليك، فالعبادة مقصودة والاستعانة وسيلة

وقال السعدي : تقديم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص واهتماما بتقديم حقه سبحانه على حق عباده
وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها ، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى (هذه مسألة مستقلة وهي: سبب تخصيص الاستعانة بالذكر مع دخولها في العبادة)

في معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد}
قال الأشقر : المجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس
ذكر ابن كثير أقوال وهي:
- القول الأول: أن المراد الإخبار عن جنس العباد والمصلّي فرد منهم.
- القول الثاني: ويجوز أن تكون للتعظيم الذي يشعر به تلبس بالعبادة واستشعر شرفها ، وخارج العبادة لا يجوز قولها
- القول الثالث: أن ذلك ألطف في التواضع من (إياك أعبد) لما في الثاني من تعظيمه نفسه.فالعبادة مقام عظيم
وفيه اقرار يتضمن الإقرار بأنه عبد من جملة العباد الذين يعبدون الله وحده.

المسائل العقدية
أولا :بيان أهمية العبادة والاستعانة وفضلهما بدليل ذكرهما في عدة آيات من القرآن الكريم (فاعبده وتوكل وماربك بغافل عما تعملون )

( قل هو الرحمن آمنا به وتوكلنا عليه )

ثانيا : شرف مقام العبودية

وقد سمى الله رسوله بعبده في أشرف مقاماته - ليلة الاسراء والمعراج - ( سبحان الذي أسرى بعبده - ، وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقات يضيق صدره من تكذيب المخالفين ، ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )

هنا مسألة: ردّ ابن كثير على من زعم أنّ مقام العبوديّة أشرف من مقام الرسالة.

ويرى ابن كثير - رحمه الله - كون العبادة لله عز وجل لا ينافي أن يطلب معها ثوابا ولا أن يدفع عذابا (اسم المسألة: الرد على شبهة الصوفية الذين يزعمون أن أداء العبادة لتحصيل الثواب ورد العقاب)

المسائل اللغوية:
فائدة تقديم المفعول.
- قال ابن كثير: قدم المفعول به ( إياك) وكرره للاهتمام والحصر،فهو سبحانه منفرد بالعبادة والاستعانة ).

وقال السعدي اهتماما بتقديم حق الله تعالى على حق العبد (هذه تبع للمسألة التي فوق: سبب تقديم العبادة على الاستعانة، فلا تلحق بالمسائل اللغوية)

فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب.
- قال ابن كثير: وفي تحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب، وهو مناسبةٌ، لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}).


أحسنت أختي بارك الله فيك
ولا تقلقك كثرة الملحوظات فنحن في مهارة التلخيص نتدرب على إتقان الطريقة الصحيحة لها فهي مهمة جدا لطالب علم التفسير
أرجو أن تعيدي كتابة الملخص مع مراعاة ما ذكرناه
بارك الله فيك ووفقك لكل خير

محمود بن عبد العزيز 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م 10:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 142545)
ثانياً: تلخيص مسائل موضوع واحد من الموضوعات المنشورة في هذا القسم وفق الطريقة المبيّنة في هذا الموضوع:
تلخيص موضوع : الاهتداء بالقرآن :
قول أهل السنة والجماعة في ( هداية القرآن )
*أنزل الله تعالى القرآن تبيانا لكل شيء
*جاء القرآن بالحق والصدق مهيمنا على ما قبله من الكتب حاكما عليها
*بين لأهل الكتاب ما اختلفوا فيه
*جاء مرجعا لجميع الأمم بلا استثناء

*أمر الله تعالى بوجوب التمسك به والتزام أحكامه
*وضع تعالى الأجر والثواب لقراءته وتلاوته
*جعله الله تعالى نورا وشفاء وهدى لم التزمه وعمل به
*وبه يزداد الأيمان لمن عقله وتدبره وعمل به
*هداية القرآن نابعة من أنه كتاب مبارك جاء بالحق وللحق

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
تأملي تلخيص الشيخ هنا لهذا الموضوع، فالمطلوب ليس مجرد سرد أسماء المسائل، وإنما استخراج المسائل الواردة في الموضوع وتلخيصها بدليلها معنونةً مرتبةً محررةً.
تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 12 / 20 فاتتك مسألتان من أهم المسائل: أنواع هدايات القرآن ، وأسباب تحصيل هدايته، وبعض المسائل الأخرى
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 8 / 20 لأهمية ذكر الدليل في المسألة وعدم إغفاله، وبيان وجه الدلالة فيه.
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 8 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 7 / 10
التقييم العام: 50 / 80
وفقك الله وسددك

* يمكنك إعادة التلخيص بالإرشادات المذكورة، وستعدل درجتك، بالتوفيق.

كوثر التايه 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م 09:51 AM

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا فقد تعلمنا واستفدنا كثيرا
وأنا أقر أن الانسان قد لا يستطيع أن يصل للمطلوب من مرة واحدة ، ولذلك جاء الفعل ( تعلم ) على صيغة تفعل لما فيه من الاعادة والمداومة
وبالنسبة لاعادة الاجابة فالحقيقة أنني أتمنى ذلك لكي يتسنى لي الممارسة والتكرار ، ولكن الحقيقة أن الواجبات كثرت علي ، خاصة أنني مرتبطة بأكثر من 10 برامج منها ما هو تعليمي - وهذا يتطلب مني دراسة وتلخيص وحل واجبات - ومنها ما هو دعوي يتطلب مني تحضير وخروج من البيت
وعندي مشكلة في أعصاب الكف أنني عند مزاولة أمر دقيق بأصابعي - مثل الطباعة أو الكتابة او تقطيع الخضروات وماشابه.. .. - فهذا يسبب لي خدلان وتنميل في الأصابع ، مما يجعلني لا أستطيع المتابعة ، وكلما طبعت أكثر في أوقات متقاربة ، شعرت أن مجرد الطباعة لدقائق معدودة يحدث هذا التنميل ، لذلك أعمد إلى أن يكون هناك فصل بين أوقات الطباعة والكتابة وعملي - كربة منزل - في البيت والمطبخ
فإن تسنى لي أن أعبد ما طلبتم مني فهذا يصب في مصلحتي وهو توفيق من الله ، وإن كان غبره ، فالله أعلم بحالي
ملاحظة :
كنت قد انتهيت من كتابة تفسير سورة الشرح من الامتحان السابق للتفسير الذي كان قبل العيد ، ولم أستطع وضعه في الصفحة هنا لأنني انشغلت بتلخيص كتاب كان علي تقديمه الأٍسبوع الماضي ، والآن تراكم على عدة واجبات وكلها تحتاج إلى طباعة
والحمد لله الذي أكرمنا بالعلم وامتن علينا بنعم لا تعد ولا تحصى

أمل عبد الرحمن 5 محرم 1436هـ/28-10-2014م 12:22 AM

أحسن الله إليك أختي الفاضلة ومتعك بالصحة والعافية
الهدف من إعادة كتابة الملخص تثبيت الطريقة الصحيحة لأن قراءة الملاحظات وحدها لا تكفي مالم تجرب واقعا
ولكن نظرا لما ذكرتيه فكرري النظر في الموضوعات التي وضعها الشيخ حفظه الله لتبيين الطريقة الصحيحة في التلخيص
ومثال ما لخصتيه في درس الفاتحة هنا :
مثبــت: شرح طريقة نافعة في تلخيص دروس التفسير
ولتراعي هذه الخطوات مستقبلا إن شاء الله
تقييم ملخص الفاتحة:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 85%
درجة الملخص:3,5/4

بارك الله فيك ونفع بك

كوثر التايه 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م 09:36 AM

بارك الله فيك وجزاكِ خيراً

كوثر التايه 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م 09:38 AM

سورة الشرح

( ألم نشرح لك صدرك ) ك. ع .ق
شرحناه ونورناه فكان فسيحاً حربياً واسعاً ، ووسعناه لشرائع الدين والدعوة وحمل أعباء النبوة
وزاد ابن كثير حادثة شق الصدر ليلة الاسراء

( ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ) ك . ع. ق
غفران لك ما سلف من ذنبك

( ورفعنا لك ذكرك ) ك . ع . ق
رفعنا قدرك وذكرك في الدنيا والآخرة ، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها : اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وجعلنا لك الثناء الحسن بين الناس ، وجعلنا في قلوب أمتك الحب والتعظيم لك .

( فإن مع العسر يسرا ، إن مع اليسر يسرا ) ك .ع.ق
أكد الله تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ،

( فإذا فرغت فانصب ) ك.ع.ق
إذا فرغت من أمور الدنيا فانشط في العبادة فارغ البال ، وإذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك ، وعن ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل ، واستدل السعدي على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبة

( وإلى ربك فارغب )
اجعل رغبتك إلى الله وحده راغباً في الجنة راهباً من الجنة
وقال السعدي : إذا أكملت الصلاة فانصب في الدعاء وفي سؤال مطلبك
قال الثوري : اجعل نيتك ورغبتك إلى الله عز وجل

مسائل عقدية :
- عناية الله تعالى بعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
- الله سبحانه غافر الذنوب وساتر الذنوب
- محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق عند رب العالمين
- لا يكون قضاء الله كله شر فإن مع العسر يسرا
- الأصل في المسلم التوجه إلى الله عبادة وقصداً

مسائل لغوية :
- التأكيد في قوله تعالى ؛ ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) بتكرار اللفظ ، وجاء اليسر نكرة لبيان شموله وتعدده ، وجاء العسر معرفة فهو عسر واحد

مسائل سلوكية :
على المسلم أن يكون في طاعة الله في كل أوقاته

أمل عبد الرحمن 16 محرم 1436هـ/8-11-2014م 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 149111)
سورة الشرح

( ألم نشرح لك صدرك ) ك. ع .ق
شرحناه ونورناه فكان فسيحاً حربياً واسعاً ، ووسعناه لشرائع الدين والدعوة وحمل أعباء النبوة
وزاد ابن كثير حادثة شق الصدر ليلة الاسراء
الآية فيها أكثر من مسألة:
1- من المخاطب في الآية: النبي صلى الله عليه وسلم، بإجماع المفسرين الثلاثة
2- المقصد من الآيات: الامتنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان عناية الله به
3- المقصود بشرح الصدر: فيه قولان، وقد ذكرتيهما
الأول: أنه الشرح الحسي، ورد فيه حديثان
الثاني أنه الشرح المعنوي، ورد فيه قول لابن كثير وقول مشترك للسعدي والأشقر كما ذكرت
4- آثار شرح صدره صلى الله عليه وسلم: قيامه بواجب الدعوة وتحمل أعباء الرسالة

( ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ) ك . ع. ق
غفران لك ما سلف من ذنبك
وهنا أيضا مسائل:
المقصود بالوز: وفيه قولان: أحدهما: أنه ما سلف منه في الجاهلية، والثاني: أعباء النبوء
معنى {الإنقاض}
معنى قوله تعالى: {الذي أنقض ظهرك}

( ورفعنا لك ذكرك ) ك . ع . ق اسم المسألة: معنى رفع ذكره صلى الله عليه وسلم
رفعنا قدرك وذكرك في الدنيا والآخرة ، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها : اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وجعلنا لك الثناء الحسن بين الناس ، وجعلنا في قلوب أمتك الحب والتعظيم لك .

( فإن مع العسر يسرا ، إن مع اليسر يسرا ) ك .ع.ق
أكد الله تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ، يجب الإشارة إلى الأحاديث الواردة في تفسير الآية، واختصري الأسانيد ولا تكرري الحديث

( فإذا فرغت فانصب ) ك.ع.ق
إذا فرغت من أمور الدنيا فانشط في العبادة فارغ البال ، وإذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك ، وعن ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل ، واستدل السعدي على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبة

( وإلى ربك فارغب )
اجعل رغبتك إلى الله وحده راغباً في الجنة راهباً من الجنة
وقال السعدي : إذا أكملت الصلاة فانصب في الدعاء وفي سؤال مطلبك
قال الثوري : اجعل نيتك ورغبتك إلى الله عز وجل

مسائل عقدية :
- عناية الله تعالى بعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
- الله سبحانه غافر الذنوب وساتر الذنوب
- محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق عند رب العالمين
- لا يكون قضاء الله كله شر فإن مع العسر يسرا
- الأصل في المسلم التوجه إلى الله عبادة وقصداً

مسائل لغوية :
- التأكيد في قوله تعالى ؛ ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) بتكرار اللفظ ، وجاء اليسر نكرة لبيان شموله وتعدده ، وجاء العسر معرفة فهو عسر واحد

مسائل سلوكية :
على المسلم أن يكون في طاعة الله في كل أوقاته

أحسن الله إليك أختي الكريمة ووفقك للخير دوما
يلاحظ اختصار الكلام على الآيات من أول قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك}
فمن المهم ذكر طرف من الأحاديث، وأقوال السلف في تفسير الآية، ثم بعد ذلك لك أن تضعي خلاصة لهذه الأقوال
تقييم الملخص:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 10/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 80%
درجة الملخص:3,5/4
وفقك الله

هيئة التصحيح 7 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م 06:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 145225)
سورةُ التَّكْوِير
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14)
مقصد الآيات :
يصور الله تعالى بعض مشاهد قيام الساعة .وفي هذا قال الشيخ السعدي في تفسيره :
إذا حصلتْ هذهِ الأمورُ الهائلةُ، تميَّزَ الخلقُ، وعلمَ كلُّ أحدٍ ما قدَّمهُ لآخرتِهِ، وما أحضرهُ فيهَا منْ خيرٍ وشرٍ
وذكر ابن كثير : قال الرّبيع بن أنسٍ: عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ قال: ستّ آياتٍ قبل يوم القيامة بينا النّاس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشّمس، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النّجوم، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحرّكت واضطربت واختلطت ففزعت الجنّ إلى الإنس والإنس إلى الجنّ واختلطت الدّوابّ والطّير والوحوش فماجوا بعضهم في بعضٍ.
المسائل التفسيرية : ((يرجى عدم استخدام اللون الأحمر في التسيق))

( إذا الشمس كورت )
أقوال المفسرين في المراد بالتكوير
:
ثم تتم صياغة الأقوال على النحو التالي :
القول الأول : ..... وقال به ..... .
القول الثاني : ...... وقال به .... .


(قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {إذا الشّمس كوّرت}. يعني: أظلمت.
وقال العوفيّ عنه: ذهبت.
وقال مجاهدٌ: اضمحلّت وذهبت. وكذا قال الضّحّاك.
وقال قتادة: ذهب ضوؤها.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {كوّرت}: غوّرت.
وقال الرّبيع بن خثيمٍ: {كوّرت}. يعني: رمي بها.
وقال أبو صالحٍ: {كوّرت}: ألقيت. وعنه أيضاً: نكّست.
وقال زيد بن أسلم: تقع في الأرض.
بيان الراجح من هذه الأقوال :
قال ابن جريرٍ: والصّواب من القول عندنا في ذلك أنّ التّكوير: جمع الشّيء بعضه على بعضٍ، ومنه تكوير العمامة ، وهذا ماذهب إليه الأشقر

وروى البخاري ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : الشمس والفمر يكوران ويلقيان في النار
ك ، ع ، ق( وإذا النجوم انكدرت )
معنى الانكدار : تغيرت وتناثرت من أفلاكها وانطمس نورها
ك ، ع ، ق (وإذا الجبال سيرت ) :
المراد بتسيير الجبال: زالت عن أماكنها وصارت كالعهن المنفوش ، ثم أصبحت هباء منثورا كما ذكره الأشقر
ك ، ق ، ع ( وإذا العشار عطلت ):
معنى {العشار} :
أقوال المفسرين في المراد بتعطيل العشار :

قال عكرمة ومجاهدٌ: عشار الإبل
.
قال مجاهدٌ: {عطّلت}: تركت وسيّبت. وقال أبيّ بن كعبٍ والضّحّاك: أهملها أهلها.
وقال الرّبيع بن خثيمٍ: لم تحلب ولم تصرّ، تخلّى منها أربابها.
وقال الضّحّاك: تركت لا راعي لها.
العشار هي خيار الابل والحوامل منها وقد وصلت في حملها إلى الشهر العاشر ، واحدها : عشراء ، تعطل الناس عنها ، وفيه عطل الناس يومئذ عن نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون بها
ك، ع ، ق( وإذا الوحوش حشرت )
أقوال المفسرين في المراد بالوحوش :
أقوال المفسرين في المراد بالحشر :
مقصد الآية :
أي: جمعت كما قال تعالى: {وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون
}.
قال ابن عبّاسٍ: يحشر كلّ شيءٍ حتّى الذّباب، رواه ابن أبي حاتمٍ وكذا قال الرّبيع بن خثيمٍ والسّدّيّ وغير واحدٍ، وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية: إنّ هذه الخلائق موافيةٌ فيقضي اللّه فيها ما يشاء.
وقال عكرمة: حشرها: موتها.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني عليّ بن مسلمٍ الطّوسيّ، حدّثنا عبّاد بن العوّام، أخبرنا حصينٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وإذا الوحوش حشرت}. قال: حشر البهائم موتها، وحشر كلّ شيءٍ الموت، غير الجنّ والإنس فإنّهما يوقفان يوم القيامة.
حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الرّبيع بن خثيمٍ: {وإذا الوحوش حشرت}. قال: أتى عليها أمر اللّه. قال سفيان: قال أبي: فذكرته لعكرمة فقال: قال ابن عبّاسٍ: حشرها: موتها.
جمعت ليقتص منها وهذا مارجحه ابن كثير ووافقه الأشقر وزاد : قيل : حشرها موتها .
( وإذا البحار سجرت )
أقوال المفسرين في المراد بـ {سجرت} :
أي أوقدت وصارت نارا تضرم ، وقال ابن كثير : قالت الجنّ: نحن نأتيكم بالخبر قال: فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نارٌ تأجّج. قال: فبينما هم كذلك إذ تصدّعت الأرض صدعةً واحدةً إلى الأرض السّابعة السّفلى وإلى السّماء السّابعة العليا. قال: فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الرّيح فأماتتهم
.
رواه ابن جريرٍ وهذا لفظه، وابن أبي حاتمٍ ببعضه، وهكذا قال مجاهدٌ والرّبيع بن خثيمٍ، والحسن البصريّ وأبو صالحٍ، وحمّاد بن أبي سليمان والضّحّاك في قوله: {وإذا النّجوم انكدرت} أي: تناثرت.
( وإذا النفوس زوجت )
أقوال المفسرين في المراد بـ {وإذا النفوس زوجت} : فلو فصلت هذه الأقوال ببيان القول الأول ونسبته لقائله ، والثاني .. وهكذا ، سهل حصر الأقوال ، وجمع المتشابه منها .

أي: جمع كلّ شكلٍ إلى نظيره، كقوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}. وروى ابن أبي حاتمٍ: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال: ((الضّرباء كلّ رجلٍ مع كلّ قومٍ كانوا يعملون عمله وذلك بأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {وكنتم أزواجاً ثلاثةً فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسّابقون السّابقون})). قال: ((هم الضّرباء)).
ثمّ رواه ابن أبي حاتمٍ من طرقٍ أخر ٍ: أنّ عمر بن الخطّاب خطب النّاس فقرأ: {وإذا النّفوس زوّجت}. فقال: تزوّجها أن تؤلّف كلّ شيعةٍ إلى شيعتهم.
وفي روايةٍ: هما الرّجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنّة أو النّار. وفي روايةٍ عن النّعمان قال: سئل عمر عن قوله تعالى: {وإذا النّفوس زوّجت}. فقال: يقرن بين الرّجل الصّالح مع الرّجل الصّالح، ويقرن بين الرّجل السّوء مع الرّجل السّوء في النّار، فذلك تزويج الأنفس.
وقول : قرن كل صاحب عمل بنظيره قاله ابن كثير وقال هذا اختيار الامام الطبري وهو الصحيح واختاره السعدي، وزاد صاحب زبدة التفاسير : زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين ، وقرنت نفوس الكافرين بالشياطين
الآيات الواردة في معنى {وإذا النفوس زوجت} :
ك،ع ، ق
( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت )
- القراءات في الآية :
- معنى {الموءودة} :

الموءودة}: هي التي كان أهل الجاهليّة يدسّونها في التّراب كراهيةً للبنات، فيوم القيامة تسأل الموءودة على أيّ ذنبٍ قتلت؛ ليكون ذلك تهديداً لقاتلها؛ فإنّه إذا سئل المظلوم فما ظنّ الظّالم إذاً؟
.
وقال عليّ بن أبي طلحة: عن ابن عبّاسٍ: (وإذا الموءودة سألت). وكذا قال أبو الضّحى: (سألت). أي: طالبت بدمها، وعن السّدّيّ وقتادة مثله.
- المقصد من سؤال الموءودة : وقال السعدي : ومنَ المعلومِ أنَّها ليسَ لهَا ذنبٌ، ففي هذا توبيخٌ وتقريعٌ لقاتليهَا
- الأحاديث الواردة المتعلقة بالموءودة :
ك ، ع ، ق
( وإذا الصحف نشرت )
- المراد بـ {الصحف} :
- مقصد الآية :
أي الصحف المشتملة على أعمال الناس فرقت على أهلها إما بيمينه أو بشماله

وإذا السماء كشطت ) :ك ، ق ، ع
بيان الأقوال في المراد بكشط السماء :
قال مجاهدٌ: اجتذبت
.
وقال السّدّيّ: كشفت.
وقال الضّحّاك: تنكشط فتذهب).
أي أزيلت وكشفت
وإذا الجحيم سعرت )ك، ع ، ق
معنى {سعرت} :
أي حميت وأوقدت

قال السّدّيّ: أحميت
السبب في تسعير الجحيم :
وقال قتادة: أوقدت. قال: وإنّما يسعّرها غضب اللّه وخطايا بني آدم
).
وأذا الجنة أزلفت )ك، ع ، ق
معنى {أزلفت} : أي قربت إلى أهلها
ك، ع ، ق( علمت نفس ما أحضرت )- التفصيل في عدد الأمور الواقعة فعلا للشرط .
- بيان أن قوله تعالى {علمت نفس ما أحضرت} جوابا للشرط قبله .

إذا حدثت هذه الأمور علمت كل نفس ما عملت وأحضر ذلك لها
{علمت نفسٌ ما أحضرت}. هذا هو الجواب، أي: إذا وقعت هذه الأمور حينئذٍ تعلم كلّ نفسٍ ما عملت وأحضر ذلك لها، كما قال تعالى: {يوم تجد كلّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً}. وقال تعالى: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر
المسائل العقدية :
-الايمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان
-اليوم الآخر والحساب فيه دليل على كمال حكمة الله تعالى وكمال عدله
-جعل الله تعالى للساعة علامات إذا ظهرت لا تنفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل
-وجوب التصديق بوجود صحف الأعمال وأن كل إنسان سيلزمه عمله يوم القيامة
-الجنة والنار خلقهما الله تعالى لمحاسبة عباده على أعمالهم
-للنفس حرمة ولا يجوز الاعتداء عليها بقتل إلا بما شرع الله تعالى
الفوائد السلوكية :
-قال السعدي – رحمه الله – فهذه الأوصاف تنزعج منها القلوب وترتعد ، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم ، وتزجرهم عن كل مايوجب اللوم

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، تقسيم جيد ، فصلت فيه بين المقصد العام ، والمسائل العقدية ، والفوائد السلوكية ، وهذا تقسيم جيد ، أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، سدد الله خطاكِ ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم والتميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
ويمكن إجمالها فيما يلي :
- أولها وأهمها : التدريب ثم التدريب على استخراج المسائل من كلام المفسرين .
فيصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، فاستخراج المسائل أول خطوات التلخيص الجيد ، وذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها.
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصَّل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
- نسبة الأقوال لأصحابها ومصادرها من الأمور الهامة ، فلا ينبغي التقصير فيها .
- تركت بعض المسائل ، تمت الإشارة إلى أغلبها أثناء التصحيح ، فيرجى الاهتمام والاعتناء باستخراج المسائل من الكتب الثلاثة قدر استطاعتك ، ومع التدريب - إن شاء الله وقدر - سيصبح الأمر ميسورا .
- يرجى عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق .


تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 17/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 16 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 15/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12/ 15
= 85 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا .

هيئة التصحيح 7 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م 07:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 145257)
تفسير سورة الطارق يرجى عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}
مقصد الآيات :
- أسلوب الخطاب في الآية :
- الغرض من القسم :
- بيان المقسم به :


أقسم الله تعالى بمخلوقات عظيمة على أن كل نفس عليها حافظ من الله تعالى ، وأن الله تعالى الذي خلقه من ماء مهين قادر على ارجاعه يوم القيامة
وأقسم بمخلوقاته العظيمة على أن هذا القرآن قول حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وفي هذا كله اثبات قدرة الله وحقيقة يوم القيامة
القراءات :
قوله تعالى : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) – لما - بالتخفيف والتشديد
المسائل التفسيرية : هذه المسائل يفضَّل أن تفرد كل مسألة بصياغة تحدد مقصدا من مقاصد المفسر في تفسيره ، فسوقها جملة قد يخِلُّ ببعضها نسيانا أو عدم بيان كافٍ لها :
قال السعدي رحمه الله :
- أسلوب الخطاب في الآية :
- الغرض من القسم :
- بيان المقسم به :
- المراد بـ {الطارق} :
- سبب تسميته بذلك :


يقولُ تعالَى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ} ثمَّ فسرَ الطارقَ بقولهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}ووافقه ابن كثير رحمه الله -
الأقوال في معنى {الثاقب} :
أي: المضيءُ، الذي يثقبُ نُورُهُ، فيخرقُ السماواتِ ، والصحيحُ أنَّهُ اسمُ جنسٍ يشملُ سائرَ النجومِ الثواقبِ
.
وقدْ قيلَ:إنَّهُ (زُحلُ) الذي يخرقُ السماواتِ السبعِ وينفذُ فيها، فيرى منهَ
وقال صاحب زبدة التفسير هو الكوكب ، وسمي طارق لأنه يطرق بالليل ، وكل ما يطرق بالليل فهو طارق ، واستشهد ابن كثير بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهي أن يطرق الرجل أهله طروقا )
وسُمِّيَ طارقاً،لأنَّهُ يطرقُ ليلاً،
- بيان المقسم عليه :
والمقسَمُ عليهِ قولهُ: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} يحفظُ عليهَا أعمالَهَا الصالحةَ والسيئةَ، وستجازى بعملِهَا المحفوظِ عليهَا كما قال السعدي رحمه الله ووافقه صاحب زبدة التفسير ، صياغة جيدة في نسبة الأقوال ، بارك الله فيكِ . وقال ابن كثير : يحرسها من الآفات لقوله تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ))

- أسلوب الخطاب في الآية :
- الغرض من هذا الأسلوب :
{فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ} أي: فليتدبرْ خلقتَهُ ومبدأهُ، وزاد ابن كثير : فيه تنبيه على ضعف أصل الانسان من مبدئه ،فإنَّهُ مخلوقٌ {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}
- المقصود بـ {الماء الدافق} وهوَ المنيُّ الذي {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}
- أقوال المفسرين في المراد بقوله تعالى :
{يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}:
لو صيغت هذه الأقوال بالطريقة التالية :
القول الأول : ..... ، وقال به ... و ... .
القول الثاني : ..... ، وقال به .... .
كانت هذه الصياغة أولى وأوفق ، وأحصر للأقوال ، وأيسر في جمع المشتبه منها .
يحتملُ أنَّهُ منْ بينِ صلبِ الرجلِ وترائبِ المرأةِ، وهيَ ثدياهَا كما قال السعدي وصاحب زبدة التفسير ووافقهم ابن كثير رحمه الله

وزاد السعدي – رحمه الله -.
ويحتملُ أنَّ المرادَ المنيُّ الدافقُ، وهوَ منيُّ الرجلِ، وأنَّ محلَّهُ الذي يخرجُ منهُ ما بينَ صلبهِ وترائبهِ، ولعلَّ هذا أولى، فإنَّهُ إنَّمَا وصفَ اللهُ بهِ الماءَ الدافقَ، والذي يحسُّ ويشاهدُ دفقهُ، هوَ منيُّ الرجلِ، وكذلكَ لفظُ الترائبِ فإنَّهَا تستعملُ في الرجلِ، فإنَّ الترائبَ للرجلِ، بمنزلةِ الثديينِ للأنثى، فلو أريدتِ الأنثى، لقالَ: (منْ بينِ الصُّلبِ والثديينِ) ونحوَ ذلكَ، واللهُ أعلمُ.
مرجع الضمير في قوله تعالى : {إنّه على رجعه لقادرٌ}
وقال : فالذي أوجدَ الإنسانَ منْ ماءٍ دافقٍ، يخرجُ منْ هذا الموضعِ الصعبِ، قادرٌ على رجعهِ في الآخرةِ، وإعادتهِ للبعثِ والنشورِ
.
وقدْ قيلَ:إنَّ معناهُ أنَّ اللهَ على رجعِ الماءِ المدفوقِ في الصلبِ لقادرٌ، وبهذا قال ابن كثير رحمه الله – وعلق السعدي عليه فقال : وهذا - وإنْ كانَ المعنى صحيحاً - فليسَ هوَ المرادُ منَ الآيةِ،وذكر ابن كثير القول الثاني كما ذكرهما صاحب زبدة التفسير وهو اختيار الطبري كما ذكر ابن كثير ولهذا قالَ بعدهُ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}
- اليوم المراد في قوله تعالى :
{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} :
- المقصد من قوله تعالى :
{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} أي: تختبرُ سرائرُ الصدورِ،ويظهرُ ما كانَ في القلوبِ منْ خيرٍ وشرٍّ على صفحاتِ الوجوهِ، قالَ تعالَى: {يَوْمَ تَبْيضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ففي الدنيا، تتكتمُ كثيرٌ منَ الأمورِ، ولا تظهرُ عياناً للناسِ، وأمَّا في القيامةِ، فيظهرُ بِرُّ الأبرارِ، وفجورُ الفجارِ، وتصيرُ الأمورُ علانيةً.
- مرجع الضمير في قوله تعالى : {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} :
{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} يدفعُ بهَا عنْ نفسهِ {وَلا نَاصِرٍ} خارجي ينتصرُ بهِ، فهذا القسمُ على حالةِ العاملينَ وقتَ عملهمْ وعندَ جزائهمْ.

- بيان للقسم الثاني :
- المقسم به :
- المقسم عليه :
- المقصود بـ {الرجع} :
ثمَّ أقسمَ قسماً ثانياً على صحةِ القرآنِ،فقالَ: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} أي: ترجعُ السماءُ بالمطرِ كلَّ عامٍ، وتنصدعُ الأرضُ للنباتِ، فيعيشُ بذلكَ الآدميونَ والبهائمُ، وترجعُ السماءُ أيضاً بالأقدارِ والشؤون الإلهيةِ كلَّ وقتٍ، وتنصدعُ الأرضُ عن الأمواتِ
- مرجع الضمير في قوله تعالى : {إِنَّهُ} أي: القرآنُ {لَقَوْلٌ فَصْلٌ} أي: حقٌّ وصدقٌ، بيِّنٌ واضحٌ وقاله ابن كثير وصاحب زبدة التفسير
.
{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} أي: جدٌّ ليسَ بالهزلِ، وهوَ القولُ الذي يفصلُ بينَ الطوائفِ والمقالاتِ، وتنفصلُ بهِ الخصوماتُ.
- مرجع الضمير في قوله تعالى : {إِنَّهُمْ} أي: المكذبينَ للرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وللقرآنِ {يَكِيدُونَ كَيْداً} ليدفعوا بكيدهمُ الحقَّ، ويؤيدوا الباطلَ وقال ابن كثير : يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القران {وَأَكِيدُ كَيْداً} لإظهارِ الحقِّ، ولو كرهَ الكافرونَ، ولدفعِ ما جاؤوا بهِ من الباطلِ، ويعلمُ بهذا مَن الغالبُ، فإنَّ الآدميَّ أضعفُ وأحقرُ منْ أنْ يغالبَ القويَّ العليمَ في كيدهِ،{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} أي: قليلاً، فسيعلمونَ
عاقبةَ أمرهمْ، حينَ ينزلُ بهمُ العقابُ
المسائل العقدية :
-يقسم الله تعالى على مايشاء من مخلوقاته وذلك للتفكر في عظمتها ومنفعتها التي تدله على عظمة خالقها
-المسلم لا يحلف إلا بالله وحده
-السماء والأرض من مخلوقات الله العظيمة الدالة على قدرته وقد أقسم الله بها عدة مرات في كتابه الكريم
-اليوم الآخر من أركان بالإيمان بالله ومن أنكره فقد كفر
-حقيقة الانسان وأصله أن خلقه الله تعالى من ماء هين فعلى ماذا يتكبر ويجحد نعم الله عليه
-يوم القيامة يحاسب الله خلقه على كل ماعملوا ويومها تبلى السرائر
-يوم القيامة لا تملك نفس لنفس شيئا ،فما لها من قوه في نفسها ولا ناصر من غيرها
-القرآن كلام الله تعالى ووحيه الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم
-القرآن لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
-إن الله تعالى من سنته في خلقه أن يمهلهم ولا يستعجل بأخذهم وإذا أخذهم جل وعلا أخذهم أخذ عزيز مقتدر
-علو الباطل في هذه الحياة لا يعني رضى من الله عنهم بل هو امهال واستدراج
المسائل اللغوية :
-قال شيخ الاسلام ابن تيمية : لفظ الماء عند الاطلاق لا يتناول الني ( وإن كان يسمى ماء مع التقييد كقوله تعالى : ( خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب
- قال تعالى : ( إنه لقول فصل ) أي فاصل بين الحق والباطل ، وكونه ( فصل )ا يؤكد أن كلام الله تعالى كله يمكن معرفته وفهمه
الفوائد السلوكية :
- على المسلم أن يتفكر بقدرة الله وعظمته عن طريق تفكره بمخلوقاته
-من عظيم فضل الله على عباده أن جعل عليهم حفظة من الملائكة ، فليستشعر الانسان هذه النعمة وليتذكر أن الملائكة تسجل عليه أعماله
-يجب على المسلم أن يقبل على القرآن تلاوة وتدبرا وعلما وعملا ففيه النجاة من الفتنا وقواصم الدهر
-يسعى المسلم لما يرضي ربه سرا وعلانية لأنه سيقف بين يدي ربه في بوم تبلى فيه السرائر


تقسيم جيد ، فصَّلتِ فيه بين المسائل التفسيرية ، والمسائل العقدية ، والفوائد السلوكية ، وهذا تقسيم جيد ،
أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، سدد الله خطاكِ ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم والتميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
ويمكن إجمالها فيما يلي :
- أولها وأهمها : التدريب ثم التدريب على استخراج المسائل التفسيرية من كلام المفسرين .
فيصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، فاستخراج المسائل أول خطوات التلخيص الجيد ، وذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها.
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصَّل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
- تركت بعض المسائل ، تمت الإشارة إلى أغلبها أثناء التصحيح ، فيرجى الاهتمام والاعتناء باستخراج المسائل التفسيرية من الكتب الثلاثة قدر استطاعتك ، ومع التدريب - إن شاء الله وقدر - سيصبح الأمر ميسورا .
- يرجى عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق .

تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 28 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 20 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 18/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 13/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12/ 15
= 91 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا .

هيئة التصحيح 7 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م 07:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 144394)
تفسير قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) }

التفسير
المسائل التفسيرية :
- أسلوب الخطاب في الآية : قسم
- بيان المقسم به :
بيان المقسم عليه :

ذكر ابن كثير أن الله تعالى يقسم بهذه السورة الكريمة بالضحى وما فيه من الضياء وبالليل إذا أظلم وادلهم ، وإلى هذا المعنى ذهب كل من الشيخ السعدي ومحمد الأشقر تمت نسبة الأقوال إلى المفسرين بطريقة جيدة أحسنت ، بارك الله فيكِ .

والمقسم عليه كما ذكر الامام الحافظ ابن كثير أن الله تعالى ما ترك نبيه صلى الله عليه وسلم ولا أبغضه وإليه ذهب الشيخ الأشقر ، وزاد العلامة السعدي - رحمه الله - أنه تعالى لم يترك نبيه صلى الله عليه وسلم منذ اعتنى به وأحبه ، بل مازال يعليه درجة بعد درجة ، و أن نفي البغض إثبات للمحبة

وأقسم تعالى أيضاً - كما ذكر ابن كثير - أن حال الرسول صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة خير له من حاله في الدنيا ، وخصصه الأشقر أن شرف النبوة في الدنيا خير من كل شرف ، إلا أن الجنة خير له من الدنيا . وزاد السعدي - رحمه الله - أن كل متأخرة من أحواله صلى الله عليه وسلم فلها الفضل على الحالة السابقة ، فما زال صلى الله عليه وسلم يصعد على درج المعالي وقد وصل إلى ما لم يصل إليه الأولون والآخرون

وأقسم تعالى أيضاً على أن الله تعالى سيعطي نبيه صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة حتى يرضيه ، ومن ذلك سيرضيه في أمته ، ومنه الحوض والشفاعة كما ذكر ابن كثير ، وزاد الأشقر أن سيرضيه في الفتح في الدين
ويرى الشيخ السعدي أن تفاصيل الإكرام والتفضيل لا يمكن حصرها والتعبير عنها فهي من العبارات الشاملة الجامعة

- معنى الضحى :
- معنى {سجى} :
- معنى {ودعك} :
- معنى {قلى} :
- أقوال المفسرين في المراد بالآخرة :
- المخاطب في قوله تعالى {ولسوف يعطيك ربك فترضىْ :
- بيان المقصود بالعطاء في الآية :


المسائل العقدية :
- ذكر ابن كثير أن خلق الليل والنهار وما فيهما من المنافع يدل على عظمة الله وقدرته
-أكد السعدي ثبوت كمال حال النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحواله
-اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدا فقيرا كما ذكر ابن كثير
- ومن كرامات النبي صلى الله عليه وسلم ثبوت الشفاعة وثبوت الحوض كما ذكر ابن كثير والأشقر
- وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين كما ذكر الأشقر

المسائل اللغوية
النفي المحض لا يكون مدحا الا اذا تضمن ثبوت كمال - كما ذكر السعدي رحمه الله


تقسيم جيد ،
أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، سدد الله خطاكِ ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم والتميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
ويمكن إجمالها فيما يلي :
- أولها وأهمها : التدريب على استخراج المسائل من كلام المفسرين ، وصياغتها .
فيصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، فاستخراج المسائل أول خطوات التلخيص الجيد ، وذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها.
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصَّل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
- تركت بعض المسائل ، تمت الإشارة إلى أغلبها أثناء التصحيح ، فيرجى الاهتمام والاعتناء باستخراج المسائل من الكتب الثلاثة قدر استطاعتك ، ومع التدريب - إن شاء الله وقدر سيصبح الأمر ميسورا .


تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 20/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 18 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 14 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 90 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا .

هيئة التصحيح 7 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م 07:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 144411)
تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}


أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6

المسائل التفسيرية :
- أسلوب الخطاب في الآية :
- الغرض من الاستفهام :
- كيفية إيواء الله تعالى لنبيه :

ثم عدد الله بعض نعمه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم - كما ذكر ابن كثير : ومنها رعايته له وقد كان يتيما ، ووافقه السعدي والأشقر
وزاد ابن كثير أنه تعالى مازال يحوطه وينصره ويرفع قدره ويكف أذى أعدائه عنه بعد بعثته ، وقد له عمه أبا طالب - رغم شركه - لنصرته وتأييده على ملته . وبعد وفاة ابو طالب أيده الله بالأنصار الذين ناصروه وقاتلوا دونه . وزاد السعدي - رحمه الله - نصره والمؤمنين

وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)
- أقوال المفسرين في المراد بالضلال في الآية : ويرجى في ما بعد أن تصاغ كالتالي :
القول الأول : .... وقال به ....
القول الثاني : .... وقال به ....
ثم بيان الراجح ، وسبب الترجيح إن تيسر ذلك .


ثم ذكر ابن كثير أن من فضل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الوحي الرباني ومنه قوله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) الذي ما كان ليعلمه ، ووافقه السعدي والأشقر
وزاد ابن كثير قول بعض المفسرين أنه صلى الله عليه وسلم ضل في شعاب مكة وهو صغير ثم رجع

وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)
معنى {عائلا} :

ومن نعمه عليه سبحانه أنه أغناه بعد فقر وعيلة ، وجعله دائماً غني النفس ، وهو عليه الصلاة والسلام القائل ( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس )
ووافقه السعدي والأشقر وزادا عليه : أنه أغنامه أيضاً بما فتح الله عليه من البلدان وحبيت له أموالها وخراجها ،وزاد الأشقر : ومن تجارته في مال خديجة


فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
- المراد بقهر اليتيم :
- أقوال المفسرين في المراد بـ {السائل} :
- المراد بـالنهر في قوله تعالى : {فلا تنهر} :
- أقوال المفسرين في المقصود بالنعمة :
- ضابط التحديث بالنعم الدنيوية :


ثم جاءت أخر السورة بتعاليم وآداب إسلامية راقية للأمة جمعاء، ذكرها ابن كثير والسعدي والأشقر

أمره بالإحسان إلى اليتيم وعدم نهره وإهانته ، بل يجب الألطف إليه وإكرامه

وصاه بالسائل وحسن الخلق معه ، فلا تكن عليه جبارا ولا متكبرا ولا فظاً ، بل الطف ولن معه ، وذكر ابن كثير والسعدي أن هذا مع السائل للمال أو العلم والهدى

ثم دعاه - كما حكاه ابن كثير والسعدي والأشقر / بأن يحدث بنعمة الله وكما ورد في الحديث النبوي في الدعاء المأثور ( واجعلنا شاكرين لنعمل مثنين عليك قابليها وأتمها علينا ، لأن ذلك أدعى لشكر النعمة وتعلق القلوب بالمنعم .
وخصص السعدي التحدث بالنعم الدنيوية إن كان هناك مصلحة .
ووافقه الأشقر بالنعم الدينية ومنها القرآن ، وبهذا قال ابن كثير وقال النبوة
وروى ابن كثير عن ابن جرير أن المسلمون كانوا يرون أن شكر النعم أن يحدث بها


مسائل عقدية
- من عناية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه حفظه قبل البعثة وبعدها
- جمع الله تعالى لنبيه أعلى المقامات فهو الفقير الصابر والغني الشاكر
- سبحانه تعالى يهيء الأسباب والتقدمات ليمضي ماشاء سبحانه وتعالى وقدر

أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، سدد الله خطاكِ ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم والتميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
يرجى الانتباه للملاحظات المذكورة في المشاركات السابقة ، مع الحرص على استخراج الفوائد التفسيرية من كلام المفسرين ، وحسن صياغتها ، لتسهل عليكِ الرجوع إليها ، والزيادة عليها فيما بعد . مع أفضل الأمنيات بدوام التميز والتوفيق .


تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 17 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 17 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 14 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 86 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا .

هيئة التصحيح 7 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م 10:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه (المشاركة 145227)
تفسير سورة الانفطار
1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }
مقصد الآيات :
يصور الله تعالى بعض مشاهد قيام الساعة
قال العلامة السعدي – رحمه الله : أي: إذا انشقتِ السماءُ وانفطرتْ، وانتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا، وفجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً، وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ.
فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، هنالكَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ السرمديِّ.
ويفوزُ المتقونَ، المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ عذابِ الجحيمِ
في فضل السورة : .
قال ابن كثير رحمه الله : عَنْ جَابِر قَالَ : قَامَ مُعَاذ فَصَلَّى الْعِشَاء الْآخِرَة فَطَوَّلَ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَفَتَّان أَنْتَ يَا مُعَاذ ؟ أَيْنَ كُنْت عَنْ سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى وَالضُّحَى وَإِذَا السَّمَاء اِنْفَطَرَتْ ؟" وَأَصْل الْحَدِيث مُخَرَّج فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَكِنْ ذُكِرَ " إِذَا السَّمَاء اِنْفَطَرَتْ " فِي أَفْرَاد النَّسَائِيّ
القراءات :
- (الذي خلقك فسواك فعدلك ) – فعدلك : بالتشديد والتخفيف ـ فمعنى التشديد ، قوّم خلقك ، ومعنى التخفيف : صرفك كيف شاء إلى ماشاء
-( يوم لاتملك نفس لنفس شيئا ) بالرفع والنصب : وبالرفع على أن يكون هو يوم لاتملك تفس لنفس ، وإن شئت كان بدلا من قوله ( يوم الدين ) في قوله : ( وما يوم الدين ) ، فأما النصب : فعلى تقدير : هذا واقع يوم لا تملك نفس ، فيكون خبر ابتداء مضمر متعلق بمحذوف وهو : واقع
وإن شئت كان مفتوحا في موضع الرفع ، لما جرى في الكلام ظرفا كقوله : ( ومنا دون ذلك )
المسائل التفسيرية :
السماء انفطرت : ك، ع ، ق لو صيغت المسألة بقولنا : معنى الانفطار ، لكانت أولى وأفضل .
- معنى الانتثار :

وانفطرتْ، وانتثرتْ نجومُهَا وتساقطت، وزالَ جمالُهَا،
- سبب انشقاق السماء :
وزاد صاحب زبدة التفسير : انشقت لنزول الملائكة
.
ك، ع ، ق(وإذا البحار فجرت ):
- أقوال المفسرين في المراد بـ (فجرت) :

فصارتْ بحراً واحداً، وقال ابن كثير : اختلط مالحها بعذبها .
ك ، ع ، ق( وإذا القبور بعثرت ) :
- أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت) :
- سبب تبعثر القبور .
- متى تحدث هذه الأمور ؟

- بيان أن جواب الشرط هو قوله تعالى {علمت نفس ما قدمت وأخرت} .

وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ ، وذكر ابن كثير عن السدي ، تحرك فيخرج ما فيها ..
فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، وزاد صاحب زبدة التفسير : وعلمت ما لم تعمل منها .
وقال السعدي – رحمه الله - : هنالكَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ السرمديِّ.
و يفوزُ المتقونَ، المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ عذابِ الجحيمِ
.
{ 6 - 12 } { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
وقال ابن كثير : هذا تهديد ليس كما يدعيه البعض ارشادا للجواب حيث قال ( الكريم ) حتى يقول قائلهم : غره كرمه ، بل المعنى : ما غرك ياابن آدم بربك الكريم (العظيم ) حتى أقدمت على معصيته؟
وزاد الدكتور الأشقر : أيُّ شيءٍ سوَّلَ لك وجعلكَ تخالفُ أمرَ ربِّكَ الذي أوجدَكَ وربَّاك بِنعَمِه، ولم يعاجِلْكَ بعقوبته بكَرَمِه؟ سوَّل لك جهلُك، أو شيطانُك ؟!
فيقول تعالى معاتبا للإنسان المقصر في حق ربه، المتجرئ على مساخطه : { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } أتهاونا منك في حقوقه؟ أم احتقارا منك لعذابه؟ أم عدم إيمان منك بجزائه؟
- المراد بالتسوية :
- المراد بالتعديل :
أليس هو { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ } في أحسن تقويم؟ { فَعَدَلَكَ } وركبك تركيبا قويما معتدلا، في أحسن الأشكال، وأجمل الهيئات، وجمعت فمنعت ، الذي أوجدَك من العدَم، فجعلَ خلقك سويَّاً قويماً لا خلَلَ فيه، وجعله متناسباً في الخلق يدان ورِجلان وعينان … إلخ، وكلٌّ في مكانه المناسبِ له
.
فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم، أو تجحد إحسان المحسن؟
إن هذا إلا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك، فاحمد الله أن لم يجعل صورتك صورة كلب أو حمار، أو نحوهما من الحيوانات؛ فلهذا قال تعالى: { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) : فبقدرته ولطفه وحلمه خلقك بأحسن تقويم .
}
- اختلاف المفسرين في المراد بالصورة : وفيها قولان ذكرهما ابن كثير .

ك ، ع ، ق[وقوله:] { كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ }
أي: مع هذا الوعظ والتذكير، لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء ، وقال ابن كثير رحمه الله : إنما حملكم على مواجهة الكريم بالمعاصي تكذيبكم بيوم الدين..
وأنتم لا بد أن تحاسبوا على ما عملتم، وقد أقام الله عليكم ( كراما كاتبين ) ملائكة كراما يكتبون أقوالكم وأفعالكم ويعلمون أفعالكم ، فلا تقابلوهم بالقبائح والمعاصي ، وقال السعدي رحمه الله :، ودخل في هذا أفعال القلوب، وأفعال الجوارح.
- أقوال السلف في سبب الغرور : ذكرها ابن كثير
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل.
وقال أيضاً: حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا أبو خلفٍ، حدّثنا يحيى البكّاء، سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله.
قال: وروي عن ابن عبّاسٍ والرّبيع بن خثيمٍ والحسن مثل ذلك، وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان.
وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة.

وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم.
وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء.


{ 13 - 19 } { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّه / ك ، ع ، ق ِ }
المراد بالأبرار، القائمون بحقوق الله وحقوق عباده، الملازمون للبر، في أعمال القلوب وأعمال الجوارح، فهؤلاء جزاؤهم النعيم في القلب والروح والبدن، في دار الدنيا [وفي دار] البرزخ و [في] دار القرار.
وَإِنَّ الْفُجَّارَ }الذين شقوا ستر الدين بالكفر ، الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده، الذين فجرت قلوبهم ففجرت أعمالهم
{ لَفِي جَحِيمٍ } أي: عذاب أليم مقيم، في دار الدنيا و [دار] البرزخ وفي دار القرار.
{ يَصْلَوْنَهَا } ويعذبون أشد العذاب { يَوْمِ الدِّينِ } أي: يوم الجزاء على الأعمال.
، ولا يخفف عذابهم ، ولا يجابون إلى مايسألون من الموت أو الراحة ولو يوما واحدا وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ } أي: بل هم ملازمون لها، لا يخرجون منها.
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } ففي هذا تهويل لذلك اليوم الشديد الذي يحير الأذهان وتعظيم لشأنه وأكده بقوله ( ثم ما أدراك ما يوم الدين ) ثم فسره بقوله :.
يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا } ولو كانت لها قريبة أو حبيبةمصافية، فكل مشتغل بنفسه لا يطلب الفكاك لغيرها. { وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } فهو الذي يفصل بين العباد، ويأخذ للمظلوم حقه من ظالمه
وَالْأَمْر وَاَللَّه الْيَوْم لِلَّهِ وَلَكِنَّهُ لَا يُنَازِعهُ فِيهِ يَوْمئِذٍ أَحَد
المسائل العقدية :
-الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان
-جعل الله تعالى للساعة أشراط تتقدمها لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل حين خروجها
-من عظيم نعم الله تعالى على عبده أن سواه وأحسن صورته وهو سبحانه صاحب النعمة والفضل
-جعل الله تعالى على عباده ملائكة حافظين ، يحفظون عليهم أعمالهم ويحصوها
-جعل الله الجنة للأبرار ، والجحيم للفجار ولا يظلم ربك أحدا
-ملك الله تعالى في الدنيا والآخرة ولكن يوم القيامة لا ينازعه فيه أحد
-يوم القيامة لا تنفع نفس غيرها إلا بما كتب الله من شفاعة لمن يشاء ويرضى
-يطلع الله ملائكته بما في القلوب فيكتبوه
-النعيم يوم القيامة نعيم بدن وقلب
-أصحاب النار خالدين فيها لا يخرجون
المسائل اللغوية :
-( المركّب ) لغة : لما ركبه غيره ، وهو كقوله تعالى : ( في أي صورة ماشاء ركبك )
- لفظ ( الأبرار ) إذا أطلق دخل فيه كل تقي من السابقين والمقتصدين ، وإذا قرن بالمقربين كان أخص وهنا مثال الأول : ( إن الأبرار لفي نعيم ) ومثال الثاني : قوله تعالى : ( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ، وما أدراك ما عليون ، كتاب مرقوم ، يشهده المقربون )
الفوائد السلوكية :
-على المسلم أن يتذكر هذا اليوم دائما ويعمل لأجله فهو قادم لا محالة
-يجب على المسلم أن يتفكر في نعمة الله عليه ومنها خلقته السوية وفي أحسن صورة
-المسلم حري بأن يتذكر دائما الملائكة الحافظين ويعلم يقينا أن كل أعماله وكلامه وأفكاره محفوظة عليه فيتعظ
-على المسلم أن يتفكر في عظمة الله وكمال صفاته وأفعاله ومنها ذلك اليوم الآخر الذي يظهر في كمال ملكه وعظمته وعدله وحكمته




أحسنتِ بارك الله فيك ، ونفع بكِ ، ويرجى الاهتمام باستخراج المسائل التفسيرية ، وحسن صياغتها ، ثم ذكر أقوال المفسرين الثلاثة مختصرة تحت كل مسألة بأسلوبك ، وقد فاتك في هذا التلخيص بعض المسائل تمت الإشارة إليها .
- مع الانتباه إلى نسبة الأقوال لمصادرها ، فهذا أمر ضروري ، فكثيرا ما يتم نسيان هذه النقطة .

- يرجى الالتزام بخطة الدروس ، وعدم ضم أكثر من درس في درس واحد ..
ومن مسائل هذه الآيات :
- نوع الخطاب في الآية :
- معنى الانفطار :

- سبب انشقاق السماء :
-
معنى الانتثار :

-
أقوال المفسرين في المراد بـ (فجرت) :
-
أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت) :
-
سبب تبعثر القبور .
- متى تحدث هذه الأمور ؟
- بيان أن جواب الشرط هو قوله تعالى {علمت نفس ما قدمت وأخرت} .
-
حال المتقين من الأهوال بين يدي الساعة .
- حال الظالمين من الأهوال بين يدي الساعة .
- المعنى الإجمالي للآيات :

فإفراد هذه المسائل بالذكر يلفت النظر وإليها وأعون على فهمها ، ومذاكرتها ..


تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 18/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 14 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 85 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك .

كوثر التايه 7 ربيع الثاني 1436هـ/27-01-2015م 09:49 PM

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) }



المسائل التفسيرية


معنى تبارك . ك ، س ، ش


مرجع الضمير في قوله تعالى : ( بيده ) ك ، س ، ش


المقصود بـ( الملك ) . ك ، س، ش


مرجع الضمير ( هو ) ك ، س ، ش


فائدة لفظ العموم : كل س، ش


معنى ( قدير ) ك ، س، ش


فائدة ذكر ( خلق ) قبل ( الموت والحياة ) ك


معنى الموت : ك ، س، ش


معنى الحياة : ك ، س، ش


سبب خلق الموت والحياة : ك ، س، ش


مرجع الضمير : ليبلوكم ) ك ، س، ش
الغرض من الاستفهام ( أيكم ) ش


تخصيص أحسن عملا ::ك ، س ، ش


معنى اسم : العزيز : ك ، س، ش


معنى اسم الغفور : ك ، س ، ش


مناسبة ذكر الاسمين في الآية " ك ، س، ش


معنى طباقا : ك ، س،ش


معنى تفاوت ، ك ، س، ش


متعلق فعل ( ارجع ) : ك ، س، ش


معنى : فطور : ك ، س، ش


مدلول العدد ( كرتين ) ك ، س، ش


متعلق الفعل : ( ينقلب ) : ، س، ش


مرجع الضمير : ( إليك )


معنى : خاسئا : ك ، س، ش


معنى : حسير : : ، س، ش


المقصود من السماء الدنيا : س


ما هي المصابيح : : ك ، س، ش


مرجع الضمير : ( جعلناها ) ك ، س، ش


لماذا خلق الله النجوم : ك ، ش


معنى ( رجوما ) : ك، س، ش


لماذا ترجم النجوم الشياطين : س


متعلق الفعل ( أعتدنا ) : ، س، ش


مرجع الضمير ( لهم ) ك ، س، ش


المقصود بـ ( عذاب السعير ) ك ، س، ش


التفسير :


تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )


تبارك : يمجد تعالى نفسه العظيمة ، فهو سبحانه كثر خيره وعم احسانه : : ، س، ش


الذي بيده الملك : يخبر سبحانه عن نفسه أنه سبحانه المتصرف بجميع مخلوقاته ، وبيده ملك العالم العلوي والسفلي وله الأحكام القدرية والدينية التابعة لحكمته : ك ، س، ش


وهو على كل شيء قدير : فهو سبحانه لتمام ملكه وعظمته فله الحكم المطلق والقدرة التامة التابعة لحكمته وعدله ، فيتصرف في ملكه كيف شاء ، فانقادت له المخلوقات وعظم سبحانه في قلوب أوليائه فدانوا له في الدنيا والآخرة ، وإن أنكر الكافرون اليوم ، فلا انكار لهم يوم القيامة ،ك ، س، ش


واستدل الشيخ الاشقر على ذلك بقوله تعالى : ( مالك يوم الدين ) ، وقوله تعالى : ( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء ، لمن الملك اليوم ، لله الواحد القهار )


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) )


( الذي خلق الموت والحياة ) : قال ابن كثير : الموت أمر وجودي مخلوق كما ذكر الله تعالى ، واستدل بقوله : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ) فسمى الحال الأولى – وهو العدم - : الموت ، وسمى النشأة : الحياة ، ولهذا قال : ( ثم يميتكم ثم يحييكم )


وروى ابن أبي حاتمٍ عن قتادة في قوله: {الّذي خلق الموت والحياة} قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ".


وقال الأشقر : الموت انقطاع تعلق الروح بالبدن ، والحياة تعلق الروح بالبدن


( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )


خلق الله عباده في هذه الحياة وابتلاهم وأمرهم ونهاهم وأعلمهم أنهم سينتقلون إلى دار أخرى ليعلم من أحسن عملا وأخلصه وأصوبه ولم يقل أكثره ليظهر فيه كمال المحسنين الموحدين : ك ، س ، ش



وهو العزيز الغفور : سبحانه له العزة كلها والعظمة فقهر بها الأشياء فانقاد له المخلوقات، فلا غالب لأمره . ومع هذا فهو غفور لمن تاب وأناب وعاد إليه طائعا مختارا


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) )


( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) طبقة بعد طبقة في غاية الحسن والاتقان ، وزاد ابن كثير فقال : أصح الأقوال أنهن متفاصلات بينهن خلاء ، وهذا ما يؤيده حديث الاسراء


( فارجع البصر هل ترى من فطور ) فخلقهن مستو فلا خلل فيه ولا تناقض ولا تباين


( فارجع البصر هل ترى من فطور ) لما انتفى النقص من كل وجه وعُلم كمال خلق الله وعظمته دعى للتأمل فيها ومعاودة النظر


هل ترى من فطور : أي شقوق ، كما ذكره ابن كثير عن ابن عباس


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) )


ثم ارجع البصر كرتين بنقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير : يرى ابن كثير أن ( كرتين ) على حقيقة العدد مرتين


وقال السعدي والأشقر : أن العدد غير مقصود ، بل كرر النظر مرة بعد مرة ، والمراد به كثرة التكرار ، لأنه أبلغ في اقامة الحجة وانقاع المعذرة


ومع هذا التكرار ينقلب البصر ذليلا كما رواه ابن كثير عن ابن عباس وقال محاهد وقتادة : صاغرا


وهذا ما نقله الأشقر


وقال السعدي خاسئا : أن يرى عيبا أو خللا


وهو حسير : أي كيليل منقطع من الإعياء ك ، س، ش ، ونقله ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي


تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )


لما انتفى عن السماء كل عيب ونقص فقد كمل جمالها وزينتها بالكواكب السيارة والثابتة ، فأضاءت السماء بنورها ، فكانت نورا يٌهتدى بها في ظلمات البر والبحر


وجعل الله تعالى هذه النجوم – التي هي على جنس المصابيح – رجوما للشياطين ترمي من أراد استرقاق السمع فهي خارسة للسماء حافظة لها


وأعتدنا لهم عذاب السعير :


فهذه الشهب رجوما للشياطينوخزي لهم في الدنيا . ك ، س، ش


واستدل ابن كثير بقوله تعالى : إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد ، لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب ، دحورا ولهم عذاب واصب ، إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب


وعذا السعير في الآخرة ، لتمردهم على ربهم وتضليلهم لعباده


وروى ابن كثير والأشقر عن قتادة : خَلَقَ اللهُ النجومَ لثلاثٍ: زِينةً للسماءِ، ورُجومًا للشياطينِ، وعَلاماتٍ يُهتدَى بها في الْبَرِّ والبحرِ.



الفوائد العقدية :


-سبحانه وتعالى له العظمة والكمال المطلق والتعظيم


-لله سبحانه الملك المطلق في الدنيا والآخرة ، وفي الآخرة ظهوره أعم وأشمل على الخلائق فلا ينكره الكافرون


-قدرة الله تعالى على كل شيء فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وبيده أمور الخلائق كلهم


-كل ما في الكون هو من خلق الله حتى الموت والحياة


-الحكمة من الخلق هو الابتلاء والاختبار في الدنيا وفي الآخرة الجزاء والثواب


- يقبل الله تعالى من العمل أخلصه وأصوبه


- اثبات اسمي الله تعالى : العزيز و الغفور


=من عظمة الله وقدرته واحسان خلقه أن خلق سبع سماوات لا تفاوت فيها ولا اختلاف


-مهما بلغ الكافرون من العناد والمكابرة إلا أنهم يقفون عاجزين أما قدرة الله وعظمته ومثله قصة الكافر مع سيدنا ابراهيم عليه السلام الذي حاجه في ربه


-خلق الله تعالى السماوات لنفع الخلق بل وسخر لهم ما في السماوات والأرض جميعا منه


-حفظ الله تعالى خبر السماء عن استرقاق السمع من الجن وأعد لهم العذاب لمن خالف أمر الله في الدنيا والآخرة



الفوائد السلوكية :


-أعلم عظمة الله تعالى وقدرته على خلقه فأمتثل أمره وأجتنب نهبه


-عز المسلم وغناه بفقره إلى ربه صاحب الملك والقدرة


-كل مافي هذا الكون سخره الله لخدمة الانسان ونفعه وهذا من كمال جوده واحسانه فيجب علينا طاعته وشكر نعمه


-لا يعجز الله تعالى شيئا في الأرض ولا في السماء


-كم خالف أمر الله تعالى فهو ملاق جزاءه في الدنيا والآخرة وقد يؤخره الله تعالى للأحرة فيكون عذابه أشد وأبقى



الفوائد اللغوية


-قدم الله تعالى الموت على الحياة لأنه الأصل


-الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {ولقدْ زيّنّا السّماء الدُّنْيا بِمصابِيح، .




الساعة الآن 07:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir