دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 10:33 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 67: قصيدة متمم بن نويرة اليربوعي: لَعمرِي وما دهرِي بتأْبِينِ هالك = ولا جزَعٍ مِما أَصابَ فأَوْجعَا

قال متمم بن نويرة اليربوعي:

لَعَمْرِي وما دَهْرِي بتأْبِينِ هَالِكٍ = ولا جَزَعٍ مِمَّا أَصَابَ فأَوْجَعَا
لقد كَفَّنَ المِنْهَالُ تَحْتَ رِدَائهِ = فَتيٍ غيرَ مِبْطَانِ العَشِيَّاتِ، أَرْوَعَا
ولا بَرَماً تُهْدِي النِّسَاءُ لعِرْسهِ = إِذَا القَشْعُ مِنْ حَسِّ الشِّتَاءِ تَقَعْقَعَا
لَبِيبٌ أَعَانَ اللُّبَّ منهُ سَمَاحَةٌ = خَصِيبٌ إِذَا ما رَاكِبُ الجَدْبِ أَوْضَعا
تَرَاه كَصدْرِ السَّيْفِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى = إِذَا لم تَجِدْ عِندَ امْرِىِء السَّوْءِ مَطْمَعَا
ويوماً إِذَا ما كَظَّكَ الخَصْمُ إِنْ يَكُنْ = نَصِيرَكُ منهم لا تَكُنْ أَنتَ أَضْيَعا
وإِنْ تَلْقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلق فاحِشاً = علي الكأْسِ ذَا قاذُورَةٍ مُتزَبِّعَا
وإِنْ ضَرَّسَ الغَزْوُ الرِّجالَ رأَيْتَهُ = أَخا الْحَرْبِ صَدْقاً في اللِّقاءِ سَمَيْدَعَا
وما كانَ وَقَّافاً إِذَا الخيلُ أَجْحَمَتْ = ولا طَائِشاً عِنْدَ اللِّقاءَ مُدَفَّعَا
ولا بِكَهَامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّهِ = إِذَا هُوَ لاقَي حاسراً أَو مُقَنَّعَا
فَعَيْنيَّ هلاَّ تَبْكِيانِ لِمَالِكٍ = إِذَا أَذْرَتِ الرِّيحُ الكَنِيفَ المُرَفَّعَا
وللشَّرْبِ فَابْكِي مالِكاً ولِبُهْمَةٍ = شديدٍ نَوَاحِيهِ علي مَنْ تَشَجَّعا
وضَيْفٍ إِذَا أَرْغَي طُرُوقاً بَعِيرَهُ = وعَانٍ ثَوَى في القِدِّ حَتَّى تَكَنَّعا
وأَرْمَلَةٍ تَمْشِي بأَشْعَثَ مُحْثَلٍ = كفَرْخِ الحُبارَى رأسُهُ قد تَضَوَّعَا
إِذَا جَرَّدَ القَوْمُ القِداحَ وأُوقِدَتْ = لَهُمْ نارُ أَيْسَارٍ كَفَي مَنْ تَضَجَّعا
وإِنْ شَهِدَ الأَيْسَارَ لم يُلْفَ مالكٌ = علي الفَرْثِ يَحْمِي اللَّحْمَ أَنْ يَتَمزَّعَا
أَبَي الصَّبْرَ آياتٌ أَرَاها وأَنَّنِي = أَرَى كُلَّ حَبْلٍ بَعْدَ حَبْلِكَ أَقْطَعَا
وأَنِّي متى ما أَدعُ باسْمِكَ لا تُجِبْ = وكُنْتَ جدِيراً أَنْ تُجيبَ وَتُسْمِعَا
وعِشْنا بِخَيْرٍ في الحياةِ وقَبْلَنَا = أَصَابَ المَنَايَا رَهطَ كِسْرَى وتُبَّعَا
فلمَّا تَفَرَّقْنَا كأَنِّي ومَالِكاً = لِطُولِ اجْتِماعِ لم نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
وكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمةَ حِقْبَةً = مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا
فإِنْ تَكُنْ الأَيَّامُ فَرَّقْنَ بَيْنَنَا = فقد بَانَ مَحْمُوداً أَخي حِينَ وَدَّعَا
أَقُولُ وقد طار السَّنَا في رَبَابِهِ = وجَوْنٍ يَسُحُّ الماءَ حَتَّى َترَيَّعَا
سَقَي اللهُ أَرضاً حَلَّهَا قَبْرُ مالِكٍ = ذِهَابَ الغَوَادِي المُدْجِناتِ فَأَمْرَعَا
وآثرَ سُيْلَ الوَادِيَيْنِ بِدِيمَةٍ = تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا منَ النَّبْتِ خِرْوَعا
فَمُجْتَمَعَ الأَسْدَامِ مِنْ حَوْلِ شَارِعٍ = فَرَوَّى جِبَالَ القَرْيَتَيْنِ فَضَلْفَعَا
فوَ اللهِ ما أُسْقِي البِلاَدَ لِحُبِّهَا = ولكِنَّنِي أُسْقي الحَبِيبَ المُوَدَّعَا
تَحِيَّتَهُ مِنِّي وإِنْ كانَ نَائِياً = وأَمْسَي تُرَاباً فَوْقَهُ الأَرْضُ بَلْقَعَا
تَقُولُ ابْنَةُ العَمْرِيِّ مالَك بَعْدَما = أَرَاكَ حَدِيثاً نَاعِمَ البَالِ أَفْرَعَا
فَقُلْتُ لَها: طُولُ الأَسَي إِذْ سَأَلْتِنِي = ولَوْعَةٌ حُزْنٍ تَتْرُكُ الوَجْهَ أَسْفَعَا
وفَقْدُ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوْا فَلَمْ أَكُنْ = خِلاَفَهُمُ أَنْ أَسْتَكِينَ وأَضْرَعَا
ولكِنَّنِي أَمْضِي عَلَي ذَاكَ مُقْدِماً = إِذَا بَعْضُ مَنْ يَلْقَي الحُرُوبَ تَكَعْكَعَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التالي غير موجود في الكتاب

وغَيَّرَنِي ما غَالَ قَيْساً ومالِكاً = وعَمْراً وجَزْءاً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا
وما غَالَ نَدْمانِي يَزِيدَ، ولَيْتَنِي = تَمَلَّيْتُهُ بالأَهْلِ والمَالِ أَجْمَعَا
وإِنِّي وإِنْ هازَلْتِنِي قَدْ أَصَابَنِي= مِنَ البَثِّ ما يُبْكي الحَزينَ المُفَجَّعَا
ولسْتُ إِذا ما الدَّهْرُ أَحْدَثَ نَكْبَةً = ورُزْءًا بِزَوَّارِ القَرَائبِ أَخْضَعَا
قَعِيدَكِ أَلاَّ تُسْمِعِيني مَلاَمَةً = ولاَ تَنْكَئِي قَرْح الفُؤَادِ فَيِيجَعَا
فقَصْرَك إِنِّي قد شَهدْتُ فلَمْ أَجِدْ = بكَفِّيَ عنهمْ لِلْمَنِيَّةِ مَدْفَعَا
فلاَ فَرِحاً إِنْ كنْتُ يوماً بِغِبْطَةٍ = ولا جَزِعاً مِمَّا أَصابَ فأَوْجَعَا
فلو أَنَّ ما أَلْقي يُصِيبُ مُتالِعاً = أَوِ الرُّكْنَ من سلْمَى إِذاً لَتَضَعْضَعَا
وما وَجْدُ أَظْآرٍ ثَلاثٍ رَوَائِمٍ = أَصَبْنَ مجَراًّ مِن حُوَارٍ ومَصْرَعَا
يُذَكِّرْنَ: ذَا البَثِّ الحَزِينَ بِبَثِّهِ = إِذا حَنَّتِ الأُولَى سَجَعْنَ لها مَعَا
إِذَا شارِفٌ مِنْهُنَّ قامَتْ فرَجَّعَتْ = حَنِيناً فأَبْكَي شَجْوُها البَرْكَ أَجْمَعَا
بِأَوْجَدَ مِنِّي يومَ قامَ بمَالِكٍ = مُنادٍ بَصيرٌ بِالفِرَاقِ فأَسْمَعَا
أَلَمْ تَأْتِ أَخبارُ المُحِلِّ سَرَاتَكُمْ = فَيغْضَبَ منكم كلُّ مَنْ كانَ مُوجَعَا
بِمَشْمَتِهِ إِذْ صادَفَ الحَتْفُ مَالِكاً = ومَشْهَدِهِ ما قدْ رَأَى ثُمَّ ضَيَّعَا
أَآثَرْتَ هِدْماً بالِياً وسَوِيَّةٌ = وجِئْتُ بِها تَعْدُو بَرِيداً مُقَزَّعَا
فَلاَ تَفْرَحَنْ يوماً بِنَفْسِكَ إِنَّنِي = أَرَى الموتَ وَقَّاعاً علي مَنْ تَشَجَّعَا
لَعَلَّكَ يوماً أَنْ تُلِمَّ مُلِمَّةٌ = عليكَ منَ اللاَّئي يَدَعْنَكَ أَجْدَعَا
نَعَيْتَ امْرَأً لو كانَ لَحْمُكَ عندَهُ = لآَوَاهُ مَجْمُوعاً له أَو مُمَزَّعَا
فلاَ يَهْنِىءِ الوَاشِينَ مَقْتَلُ مالِكٍ = فقد آبَ شانِيهِ إِياباً فَوَدَّعَا)))))


  #2  
قديم 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م, 07:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

67


وقال متمم بن نويرة اليربوعي


1: لعمري وما دهري بتأبين مالك = ولا جزع مما أصاب فأوجعا
2: لقد كفن المنهال تحت ردائه = فتى غير مبطان العشيات، أروعا
3: ولا برما تهدي النساء لعرسه = إذا القشع من حس الشتاء تقعقعا
4: لبيب أعان اللب منه سماحة = خصيب إذا ما راكب الجدب أوضعا
5: تراه كصدر السيف يهتز للندى = إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا
6: ويوما إذا ما كظك الخصم إن يكن = نصيرك منهم لا تكن أنت أضيعا
7: وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشا = على الكأس ذا قاذورة متزبعا
8: وإن ضرس الغزو الرجال رأيته = أخا الحرب صدقا في اللقاء سميدعا
9: وما كان وقافا إذا الخيل أجحمت = ولا طائشا عند اللقاء مدفعا
10: ولا بكهام بزه عن عدوه = إذا هو لاقى حاسرا أو مقنعا
11: فعيني هلا تبكيان لمالك = إذا أذرت الريح الكنيف المرفعا
12: وللشرب فابكى مالكا ولبهمة = شديد نواحيه على من تشجعا
13: وضيف إذا أرغى طروقا بعيره = وعان ثوى في القد حتى تكنعا
14: وأرملة تمشي بأشعث محثل = كفرخ الحبارى رأسه قد تضوعا
15: إذا جرد القوم القداح وأوقدت = لهم نار أيسار كفى من تضجعا
16: وإن شهد الأيسار لم يلف مالك = على الفرث يحمي اللحم أن يتمزعا
17: أبى الصبر آيات أراها وأنني = أرى كل حبل بعد حبلك أقطعا
18: وأني متى ما أدع باسمك لا تجب = وكنت جديرا أن تجيب وتسمعا
19: وعشنا بخير في الحياة وقبلنا = أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
20: فلما تفرقنا كأني ومالكا = لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
21: وكنا كندماني جذيمة حقبة = من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
22: فإن تكن الأيام فرقن بيننا = فقد بان محمودا أخي حين ودعا
23: أقول وقد طار السنا في ربابه = وجون يسح الماء حتى تريعا
24: سقى الله أرضا حلها قبر مالك = ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
25: وآثر سيل الواديين بديمة = ترشح وسميا من النبت خروعا
26: فمجتمع الأسدام من حول شارع = فروى جبال القريتين فضلفعا
27: فوالله ما أسقي البلاد لحبها = ولكنني أسقي الحبيب المودعا
28: تحيته مني وإن كان نائيا = وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا
29: تقول ابنة العمري ما لك بعدما = أراك حديثا ناعم البال أفرعا
30: فقلت لها: طول الأسى إذ سألتني = ولوعة حزن تترك الوجه أسفعا
31: وفقد بني أم تداعوا فلم أكن = خلافهم أن أستكين وأضرعا
32: ولكنني أمضي على ذاك مقدما = إذا بعض من يلقى الحروب تكعكعا
33: وغَيَّرَنِي ما غَالَ قَيْساً ومالِكاً = وعَمْراً وجَزْءاً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا
34: وما غَالَ نَدْمانِي يَزِيدَ، ولَيْتَنِي = تَمَلَّيْتُهُ بالأَهْلِ والمَالِ أَجْمَعَا
35: وإِنِّي وإِنْ هازَلْتِنِي قَدْ أَصَابَنِي = مِنَ البَثِّ ما يُبْكي الحَزينَ المُفَجَّعَا
36: ولسْتُ إِذا ما الدَّهْرُ أَحْدَثَ نَكْبَةً = ورُزْءًا بِزَوَّارِ القَرَائبِ أَخْضَعَا
37: قَعِيدَكِ أَلاَّ تُسْمِعِيني مَلاَمَةً = ولاَ تَنْكَئِي قَرْح الفُؤَادِ فَيِيجَعَا
38: فقَصْرَك إِنِّي قد شَهدْتُ فلَمْ أَجِدْ = بكَفِّيَ عنهمْ لِلْمَنِيَّةِ مَدْفَعَا
39: فلاَ فَرِحاً إِنْ كنْتُ يوماً بِغِبْطَةٍ = ولا جَزِعاً مِمَّا أَصابَ فأَوْجَعَا
40: فلو أَنَّ ما أَلْقي يُصِيبُ مُتالِعاً = أَوِ الرُّكْنَ من سلْمَى إِذاً لَتَضَعْضَعَا
41: وما وَجْدُ أَظْآرٍ ثَلاثٍ رَوَائِمٍ = أَصَبْنَ مجَراًّ مِن حُوَارٍ ومَصْرَعَا
42: يُذَكِّرْنَ: ذَا البَثِّ الحَزِينَ بِبَثِّهِ = إِذا حَنَّتِ الأُولَى سَجَعْنَ لها مَعَا
43: إِذَا شارِفٌ مِنْهُنَّ قامَتْ فرَجَّعَتْ = حَنِيناً فأَبْكَي شَجْوُها البَرْكَ أَجْمَعَا
44: بِأَوْجَدَ مِنِّي يومَ قامَ بمَالِكٍ = مُنادٍ بَصيرٌ بِالفِرَاقِ فأَسْمَعَا
45: أَلَمْ تَأْتِ أَخبارُ المُحِلِّ سَرَاتَكُمْ = فَيغْضَبَ منكم كلُّ مَنْ كانَ مُوجَعَا
46: بِمَشْمَتِهِ إِذْ صادَفَ الحَتْفُ مَالِكاً = ومَشْهَدِهِ ما قدْ رَأَى ثُمَّ ضَيَّعَا
47: أَآثَرْتَ هِدْماً بالِياً وسَوِيَّةٌ = وجِئْتُ بِها تَعْدُو بَرِيداً مُقَزَّعَا
48: فَلاَ تَفْرَحَنْ يوماً بِنَفْسِكَ إِنَّنِي = أَرَى الموتَ وَقَّاعاً علي مَنْ تَشَجَّعَا
49: لَعَلَّكَ يوماً أَنْ تُلِمَّ مُلِمَّةٌ = عليكَ منَ اللاَّئي يَدَعْنَكَ أَجْدَعَا
50: نَعَيْتَ امْرَأً لو كانَ لَحْمُكَ عندَهُ = لآَوَاهُ مَجْمُوعاً له أَو مُمَزَّعَا
51: فلاَ يَهْنِئِ الوَاشِينَ مَقْتَلُ مالِكٍ = فقد آبَ شانِيهِ إِياباً فَوَدَّعَا


*ترجمة: سبقت في القصيدة 9.
جو القصيدة: كان مالك بن نويرة أخو متمم رجلا سريا نبيلا يردف الملوك، وكان فارسا شجاعا، شاعرا، شريفا مطاعا في قومه بني يربوع بن حنظلة، وكان فيه خيلاء وتقدم، وكان ذا لمة كبيرة. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، فولاه صدقة قومه، ثم كان ممن منع الزكاة بعد موت النبي، وخرج خالد بن الوليد لقتال أهل الردة، فبث السرايا وأمرهم بداعية الإسلام وأن يأتوه بكل من لم يجب وإن امتنع أن يقتلوه. فجاءته الخيل بمالك بن نويرة، ثم كان بينهما ما فهم خالد منه أن مالكا مصر على الردة، فأمر ضرار بن الأزور الأسدي بقتله، فقتله فيمن قتل من مانعي الزكاة والمرتدين. وتلك وقعة البطاح في السنة 11 من الهجرة. فأقبل المنهال بن عصمة الرياحي في ناس من بني رياح يدفنون قتلى بني ثعلبة وبني غدانة، ومع المنهال بردان من يمنة. فكانوا إذا مروا على رجل يعرفونه قالوا: كفن هذا يا منهال فيهما! فيقول: لا، حتى أكفن فيهما الجفول مالكا، والجفول الكثير الشعر، وبذلك كان يلقب مالك، ثم رفعت الريح شعره من أقصى القوم، فعرفه فجاءه فكفنه. وأخطأ صاحب اللسان 19: 31، إذ زعم أن المنهال قتل مالكا. "وكان الرجل إذا قتل رجلا مشهورا وضع سيفه عليه، ليعرف قاتله" كذا قال نقلا عن ابن سيده، فهو يفسر الرداء في البيت بالسيف. وكان متمم كثير الانقطاع في بيته، قليل التصرف في أمر نفسه اكتفاء بأخيه مالك، وكان أعور دميما، فلما بلغه مقتل أخيه حضر إلى مسجد رسول الله وصلى الصبح خلف أبي بكر، فلما فرغ من صلاته وانفتل في محرابه، قام متمم فوقف بحذائه واتكأ على سية قوسه، ثم أنشد:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت.......خلف البيوت قتلت يا بن الأزور
أدعوته بالله ثم غدرته.......لو هو دعاك بذمة لم يغدر
وأومأ إلى أبي بكر، فقال: والله ما دعوته ولا غدرته، ثم أنشد:
ولنعم حشو الدرع كان وحاسرا.......ولنعم مأوى الطارق المتنور
لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه.......حلو شمائله عفيف المئزر
ثم بكى وانحط على سية قوسه، فما زال يبكي حتى دمعت عينه العوراء. فقال إليه عمر بن الخطاب فقال: لوددت لو أنك رثيت زيدا أخي بمثل ما رثيت به مالكا أخاك، فقال: يا أبا حفص، والله لو علمت أن أخي صار بحيث صار أخوك ما رثيته. فقال عمر: ما عزاني أحد عن أخي بمثل تعزيته. وأراد متمم بذلك أن أخاه مالكا قتل عن الردة غير مسلم، وأن زيد بن الخطاب قتل شهيدا يوم اليمامة. وقصة مقتل مالك مفصلة في كثير من المراجع التي أشرنا إليها في تخريج القصيدة. ولمتمم في أخيه المراثي المشهورة الرائعة، وهذه القصيدة هي المقدمة منهن. وقال عمر بن الخطاب للحطيئة: هل رأيت أو سمعت بأبكى من هذا؟ فقال: لا والله ما بكى بكاءه عربي قط ولا يبكيه. وقد أظهر متمم جلده وصبره في البيت الأول، وأشار إلى صنيع المنهال في البيت الثاني، وأبان أنه لم يقصد بشعره النوح، وإنما عمد إلى التنويه بمآثر أخيه وطيب خلاله، وأولها الإيثار والجود في الأزمات، ثم غلبته الخصوم، وأنه يملك نفسه في مجلس الشراب، ثم جلده في الحرب وإقدامه ثم غلبه البكاء في البيت 11 وسرد ذكريات جوده وشجاعته ومروءته وتتميمه الأيسار وعاوده الجزع والحسرة لفقد أخيه، ثم عزى نفسه بما تصيب المنايا من الملوك والأقيال. ثم استسقى لقبره الغوادي المدجنات التي تخضر بعدها الأرض، واستسقى الغيث لما جاور قبره من البقاع، وحياه تحية طيبة. ثم صور لنا تغير حاله بعد أخيه، وساق ذلك في حوار بينه وبين امرأة. وفخر بقوة نفسه وصبره على ريب الزمان. وذكر بعد ذلك أخلاطا من الجزع والصبر، تكشف لنا عن أثر هول تلك الصدمة في نفسه. وفي الأبيات 41-44 يضرب مثلا من النوق اللاتي فقدن حوارهن الذي يعطفن عليه، فهو أشد منهن وجدا وحنينا وفي الأبيات 45-50 يتحدث عن شماتة المحل بن قدامة بمصرع أخيه مالك، وإسراعه فرحا بنعيه، وقرعه بأن الأيام دول، وأنه قد تنزل به الأحداث وأنه قد شمت بمن كان يؤويه لو نابته النوائب. ثم ختمها بالدعاء على الأعداء والشامتين. وانظر الكامل للمبرد 1242.
تخريجها: هي في الجمهرة برقم 34 في 44 بيتا. والأبيات 1 في المرزباني 361. و21، 20 فيه 466. والأبيات 1، 2، 45 في التبريزي 2: 294 و13 فيه 4: 121 والأبيات 1، 2، 45، 29-37 في الخزانة 1: 234-238، و45-51 فيها 2: 434 و7 فيها 3: 406 و21، 20 فيها 3: 498. والأبيات 1-3 في سمط اللآلي 87. والأبيات 1-3، 4، 12، 14، 9، 10، 17، 18، 28، 22، 19، 21، 20، 43، 41، 44، 24 في العقد 2: 20-21. والأبيات 1، 17، 18، 5، 22، 24، 27 في الإصابة 6: 40، 41 وكذلك البيتان 21، 20 فيها والبيت 1 في الكنز اللغوي 8 و13 فيه 210 و43 فيه 116 و157. والبيت 1 في المخصص 13: 119. والبيت 2 في النقائض 762، واللسان 19: 31 والبيت 3 في الأمالي 1: 19. والأبيات 21، 20 في الشعراء 193، 17، 18، 43، 41، 42، 44 فيه 194. والبيتان 21، 20 في ديوان المعاني 2: 176. والبيت 31 في الموشح 83. والبيت 20 في أمالي ابن الشجري 2: 271. والشطر الأول من البيت الأول في الجمحي 82 والبيت 7 في اللسان 6: 390، وهو في الاشتقاق 169 غير منسوب. والأبيات 21، 19، 20 في ابن خلكان 2: 229 وتاريخ ابن كثير 6: 322. والبيتان 21، 20 في تاريخ الطبري 2: 31، والمسعودي 1: 223، وابن الأثير 2: 150. ومنها في الكامل للمبرد 1236-1238 ثلاث قطع، فيها الأبيات 23-25، 28، 41، 42، 44 والأبيات 21، 20، 19، 22، 29-31، 36، 39، 32، 37، 38، والأبيات 2-5، 15، 16 والبيت 5 فيه أيضا 162، والأبيات 21، 19، 20 فيه 1198 والبيت 37 فيه 80. والبيت 49 فيه 168، 385. وانظر الشرح 526-544.
(1) يقال "ما ذاك دهري" و"ما دهري بكذا" أي همي وإرادتي وعادتي، قاله في اللسان وأتى بالبيت شاهدا. التأبين: مدح الميت بعد موته. "جزع" الخفض عطف على "تأبين" والنصب على أن الباء فيه زائدة.
(2) المنهال: هو ابن عصمة الرياحي، كفن مالكا في ثوبيه، كما مضى في جو القصيدة. وكذلك كانوا يفعلون، يمر الرجل بالقتيل فيلقي عليه ثوبه يستره به. غير مبطان العشيات: لا يعجل بالعشاء، ينتظر الضيفان. الأروع: الذي إذا رأيته راعك بجماله وحسنه.
(3) البرم، بفتح الراء: الذي لا يدخل مع القوم في الميسر. تهدي النساء: أي أنه ليس ممن تعطي النساء زوجه لحما في شدة الشتاء. القشع: بيت من جلد.
(4) الخصيب: الرحب الفناء السهل السخي أوضع: أسرع. يقول: إذا ما أتاه مجدب مسرع وجده خصيبا مريعا.
(5) كصدر السيف: أراد به السيف نفسه، وأنه صارم ماض كالسيف.
(6) كظك: بلغ منك غاية الغم حتى يقطعك عن الكلام. الخصم: يقال للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث. يكن: الضمير لمالك أخيه.
(7) الشرب: القوم يشربون. يقال للرجل الذي يتبرم بالناس ويتقذر منهم "إنه لقاذورة" و"إنه لذو قاذورة" لسوء خلقه. المتزبع: سيء الخلق الذي يؤذي الناس ويشارهم.
(8) ضرس: كدح وأثر فيهم. الصدق، بفتح الصاد: الصلب. السميدع: الجميل الشجاع المديد القامة.
(9) أجحمت، بتقديم الجيم: جبنت وكفت وأراد بالخيل أصحابها المدفع: المدفوع يرغب عن حضوره لجبنه.
(10) البز: السلاح. الكهام: الكليل: أي ليس سلاحه بكليل عن عدوه. الحاسر: الذي لا سلاح عليه المقنع: لابس السلاح واللأمة.
(11) أذرت: ألقت. الكنيف: حظيرة من شجر تجعل للإبل تقيها البرد. المرفع: المرفوع المعلى. وإنما تذري الريح الكنيف في شدتها وشدة البرد. أي هلا تبكيان لمالك في ذلك الوقت لشدة الخلة وإطعامه الناس.
(12) البهمة: الشجاع.
(13) قال الأصمعي: "إذا ضل الرجل أرغى بعيره أي حمله على الرغاء لتجيبه الإبل برغائها، أو تنبح لرغائه الكلاب، فيقصد الحي" العاني الأسير. ثوي: أقام. القد: السير من الجلد، أراد القيد. تكنع: تقبض: يعني حتى يبس القيد على جلده.
(14) الأرملة: التي مات زوجها الأشعث: المتلبد الشعر، عنى به ولدها. المحثل: الذي أسيء غداؤه. الحبارى: ضرب من الطير. تضوع: تفرق، أراد شعره.
(15) الأيسار: جمع يسر، بفتحتين، وهم أشراف الحي الذين ينحرون لهم في الجدب ويطعمون بالميسر. تضجع في الأمر: تقعد ولم يقم به. يقول: إذا بقي من القداح شيء لم يؤخذ، أخذه مع قدحه فكان له غنمه وعليه غرمه.
(16) شهدهم: حضرهم. الفرث: حشوة الكرش. يتمزع، بالبناء للفاعل: يتقطع، وبالبناء للمجهول: يفرق. يقول: لا يحمي نصيبه أن يتقسمه الفقراء.
(17) يقول: أبى الصبر معالم وآثار أراها من آثارك فأذكرك إذا رأيتها.
(20) لطول اجتماع: بعد طول اجتماع. وقد جاءت اللام بمعنى بعد في شواهد كثيرة. انظر أمالي ابن الشجري 2: 271 والمغني 1: 307. وذكر البيت صاحب اللسان 16: 40 غير منسوب، وفسر اللام فيه بمعنى "مع".
(21) الندمان: النديم. أراد مالكا وعقيلا ابني فارج بن كعب من بني القين بن جسر بن قضاعة، نادما جذيمة الأبرش حين ردا عليه ابن أخته عمرو بن عدي، فحكمهما فاختارا منادمته، فكانا نديميه دهرا، ثم قتلهما وهذا البيت في كثير من روايات مقدم على البيت 20.
(23) السنا: ضوء البرق. الرباب: السحاب يرى دون السحاب. الجون ههنا: السحاب الأسود. التريع، بالتحتية: التردد، يقال للسحاب "يتريع" إذا كثر فصار متحيرا مترددا.
(24) الذهاب: جمع ذهبة، بكسر الذال فيهما، وهي المطرة الغزيرة. الغوادي: التي تغدو بالمطر. المدجنات: السحاب التي تأتي بالدجن، والدجن تغطية السماء بالسحاب. أمرع: أخصب وأتى بالخصب.
(25) الديمة: المطر يدوم أياما بلا ريح. ترشح: تربي وتنمي. الوسمي: أول النبات. الخروع: اللين من كل شيء.
(26) الأسدام: جمع سدم، وهو الماء المندفن يتغير من طول المكث. شارع، والقريتان، وضلفع: مواضع.
(27) أسقي، من الرباعي: أدعو بالسقيا، يقال "أسقاه" و"سقاه" بالهمزة والتضعيف: قال له "سقاك الله" وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.
(28) أرض بلقع: لا أحد بها ولا نبات.
(29) ابنة العمري: قال البغدادي: هي زوجته. قال الأنباري أي تقول له: ما لك شاحبا متغيرا بعد أن كنت منذ قريب ناعم البال أفرع.
(30) لوعة الحزن: حرارته أسفع: من السفعة، وهي سواد يضرب إلى حمرة.
(31) تداعوا: تبع بعضهم بعضا. خلافهم: بعدهم. الضرع: الذلة والاستكانة.
(32) التكعكع: الرجوع والنكوص.
(33) غال: أهلك. قيس وعمرو: رجلان من بني يربوع، وجزء هو ابن سعد الرياحي، وهؤلاء قوم قتلهم الأسود بن المنذر يوم أوارة. ومالك: أخو متمم. المشقر: حصن بالبحرين. ألمعا: قال الكسائي: أراد «معا» ثم أدخل الألف واللام. وقال أبو عمرو بن العلاء: ألمعا، يريد الذين معا.
(34) يزيد: كان نديمه وابن عمه. تمليته: عشت معه ملاوة من الدهر وتمتعت به. والملاوة، بثليث الميم، مدة العيش. بالأهل: بدلا من أهلي ومالي.
(35) البث: الحزن الشديد.
(36) القرائب: جمع قرابة، بفتح القاف، بمعنى القريب، وهو قليل منعه بعضهم، وهذا شاهد صحته. الأخضع: الراضي بالذل. يعني أنه لا يأتي أقاربه عند النكبة مستجديا. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.
(37) قعيدك: أصله «قعيدك الله» وهو من أيمان العرب، كقولهم نشدتك الله. لا تنكئي: من قولهم «نكأت القرحة» إذا قشرتها. فييجعا: قال الأنباري: أهل الحجاز يقولون وجع يوجع ووجل يوجل، يقرؤون الواو على حالها إذا سكنت وانفتح ما قبلها. وبعض قيس يقولون: وجل يأجل ووحل يأحل ووجع يأجع. وبنو تميم يقولون: وجع ييجع ووجل ييجل، وهي شر اللغات، والأولى أجودهن.
(38) قصرك: أقلي وأقصري، فهو مصدر لفعل محذوف. شهدت: يعني أنه حضر مصارعهم.
(40) متالع، وسلمى: جبلان.
(41) الأظآر: جمع ظئر، وهي العاطفة على غير ولدها المرضعة له، من الناس والإبل. والروائم: جمع رائم، وهن المحبات اللائي يعطفن على الرضيع. الحوار: ولد الناقة، وجمع حيران. المجر والمصرع: مصدران من الجر والصرع.
(43) الشارف: المسنة من الإبل، وإنما خصها لأنها أرق من الفتية، لبعد الشارف من الولد. البرك: الألف من الإبل.
(44) بأوجد: بأشد وجدًا.
(45) المحل: هو ابن قدامة بن أسود بن أوس بن الحمرة بن جعفر بن ثعلبة بن يربوع، مر بمالك بن نويرة مقتولا فنعاه كأنه شامت.
(46) بمشمته: يعني شماتة المحل بمقتل مالك.
(47) الهدم: الكساء الخلق. السوية: كساء محشو بليف أو نحوه. المقزع: السريع الخفيف؟ أراد أن المحل ضن بثيابه أن يكفن فيها مالكا، وأتى مسرعا بخبره كمجيء البريد.
(49) الأجدع: مقطوع الأنف: أو الأذن.
(50) الممزع: الممزق، أو المفرق.
(51) الشانئ: المبغض، وسهلت الهمزة هنا.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 10:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال متمم بن نويرة اليربوعي
كذا روى علينا أبو عكرمة ولم يرفع من نسبه أكثر من هذا وقرأت على أبي جعفر متمم بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر. يرثي أخاه مالكًا وقتله ضرار بن الأسود الأزدي أمره بقتله خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه بن المغيرة المخزومي.
1: لعمري وما دهري بتأبين هالكٍ.......ولا جزعٍ مما أصاب فأوجعا
أبو عكرمة: روى الأصمعي ولا جزعًا و(التأبين) مدح الميت بعد موته، قال الشاعر:
ولقد أراك ولا تؤبن هالكًا.......عدل الأصرة في السنام الأكوم
يريد أن أمه راعية فهي تعدله بالأصرة، وواحد الأصرة صرار وهي جلود تجعل على أخلاف الإبل ثم تشد بالخيوط.
غيره: إذا لهج الفصيل بالرضاع فإما أن يشق وسط لسانه ويخل بخلالٍ وإما أن تصر أمه وذلك أن يفتوا بعرا على كل خلفٍ من ضرعها فتذأره بذلك الذئار والذئار من فتات البعر فإن لم يجدوا بعرًا جعلوا عليه وبرًا ثم جعلوا فوق الذئار التراب فصروا على كل خلفين بتوديةٍ واحدة، وهي من خشب العشر وما أشبهه من لين الخشب، ثم شدوا على الذئار والتودية بخيطٍ قد عقد في وسط التودية واسم الخيط الصرار والجمع الأصرة، بعده قال أبو عكرمة: يقال أبنت الرجل تأبينًا إذا مدحته بعد موته، وقوله ولا جزع عطف على تأبين كأنه قال وما دهري بتأبين ولا بجزع ومن نصب جزعًا فبإسقاط الباء وتوهم أن الأول ليس به باء وأنه منصوب والتوهم في كلام العرب كثير منه قول امرئ القيس:
فظل طهاة اللحم بين منضجٍ.......صفيف شواءٍ أو قدير معجل
خفض قديرًا على أنه أضاف منضجًا إلى صفيفٍ وهو في كلامهم كثير وقال أبو جعفر: المعنى ليس دهري بمرثية ميت ولكني أمدح أخي وأظهر فضله ولا يكون التأبين للأحياء ولم يجئ في شيء من أشعار العرب إلا في بيت الراعي فإنه قال:
فرفع أصحابي المطي وأبنوا.......هنيدةً فاشتاق العيون اللوامح
أي حدوا بها وذكروها ولا يؤبن إلا الرجل الشريف وليس هذا بشيء والقول هو الأول. و(التأبين): اتباع الآثار قال أوس:
يقول له الراؤون هذاك راكب.......يؤبن شخصًا فوق علياء واقف
وقال رؤبة: فامدح بلالاً غير ما مؤبن، أي: غير هالك.
2: لقد كفن المنهال تحت ردائه.......فتىً غير مبطان العشيات أروعا
(المنهال): رجل ألقى ثوبه على مالك أخي متمم وكذلك كانوا يفعلون يمر الرجل بالقتيل فيلقي عليه ثوبه يستره به وأنشد:
ولم أدر من ألقى عليه رداءه.......خلا أنه قد سل عن ماجدٍ محض
وقوله (غير مبطان العشيات) يقول لا يعجل بالعشاء لانتظار الضيفان وذلك وقت مجيئهم ومثله قول عبد الله بن عنمة الضبي يرثي بسطام بن قيس:
نقسم ماله فينا وندعو.......أبا الصهباء إذ جنح الأصيل
والأروع الذي إذا رأيته راعك بجماله وحسنه. غيره: يروى لقد غيب المنهال وقال أحمد بن عبيد أبو جعفر: خص العشيات لأنه وقت الأضياف فيصف أنه لا يهتم في ذلك الوقت بنفسه وإنما يهتم بالأضياف وقال: قال الأصمعي: الأروع: الذي يروعك جماله وقال ابن الأعرابي: الأروع: الذكي القلب لا يغفل عن مكرمةٍ. والمنهال: رجل من بني يربوع مر بمالكٍ قتيلاً فستره بثوبه ويقال عني بالرداء ههنا السيف.
3: ولا برمًا تهدي النساء لعرسه.......إذا القشع من حس الشتاء تقعقعا
(البرم): الذي لا يأخذ في الجزور نصيبًا أي ليس من الأيسار و(القشع): النطع يريد أن مالكًا ييسر في وقت الجدب.
غيره: نسق ببرمٍ على الأول. ويروى: (ولا برمٍ) على الأول أيضًا وقال: (البرم) الذي لا يدخل مع القوم في الميسر ولا يأكل لحمًا بثمنٍ والجمع أبرام.
ويروى: من برد الشتاء و(القشع): قباب من أدمٍ. قال أبو جعفر: ويروى: من حس الشتاء وهو شدة برده الذي ينثر حبة النبات وورقه قال: ومنه سميت محسة الدابة لأنها تنثر شعرها وكل ما كان من أدمٍ فهو قشع. يقول يبس وصلب من شدة البرد.
4: لبيبًا أعان اللب منه سماحةً.......خصيبًا إذا ما راكب الجدب أوضعا
(اللبيب): العاقل والألباب العقول و(السماحة): الجود و(الخصيب): الرحب الفناء السهل السخي و(الإيضاع): السير السريع يقول: إذا ما أتاه مجدب مسرع وجده خصيبًا مريعًا.
ويروى: حليم إذا ما ركب الجهل أوضعا، يقول هو حليم عند تسرع الجهل ويروى لبيب وخصيب ولبيبًا وخصيبًا وأوضع أسرع، تقول العرب من أين أوضع الراكب، المعنى هو خصيب إذا لم يجد راكب الجدب متعللاً عند أحدٍ فأراد أنه يقطعه بالإيضاع وهو شدة السير، ويقال: إذا كان الخصب فأعطوها حظها من الأرض وإذا كان الجدب فالنجاء فأراد أن هذا الراكب يقطع الجدب بالسير الحثيث، وقال أبو جعفر: سمح الرجل أعطى وسمح ازداد سماحةً وأسمح: انقاد وتبع. وقال: (خصيبًا مع لبيبًا) أجود. وقد لب الرجل يلب وقد لببت يا رجل تلب لبًا وأنت لبيب.
5: تراه كصدر السيف يهتز للندى.......إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا
قوله( كصدر السيف) أراد كالسيف فاجتزأ بذكر الصدر كقول الأعشى:
الواطئين على صدور نعالهم.......يمشون في الدفني والأبراد
أراد الواطئين على نعالهم فاجتزأ بذكر الصدور وكذلك قولهم جاء فلان على صدر راحلته أي على راحلته.
ويروى تراه كنصل السيف والدفني: ضرب من الثياب اليمانية ويروى: أغر كنصل السيف يقول هو صارم ماضٍ وأراد بالنصل وبالصدر السيف بعينه.
6: ويومًا إذا ما كظك الخصم إن يكن.......نصيرك منهم لا تكن أنت أضيعا
ويروى: (لا تكن أنت أضرعا)، كظك بلغ منك غاية الغم حتى يقطعك عن الكلام. غيره: (كظك) ملأك غمًا وغيظًا، يقال كظني الشيء يكظني وكظظت الإناء إذا ملأته فأنت كاظه وهو مكظوظ وكظيظ. ونصب نصيرك على خبر يكن مالك نصيرك من الخصم. والخصم يكون بمعنى الجمع والتأنيث والتذكير على لفظٍ الواحد.
7: وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشًا.......على الكأس ذا قاذورةٍ متزبعا
(الشرب): القوم يشربون يقال شارب وشرب وراكب وركب. و(القاذورة) السيء الخلق، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
كانت لنا جارةً فأزعجها.......قاذورة يسحق النوى قدما
يسحق النوى يبعدها و(المتزبع): المتكبر و(الكأس): الخمر. غيره: (القاذورة) الذي يتقذر من كل شيء يتقزز منه والهاء للمبالغة أدخلت.
ويقال (المتزبع) الذي يلقي الشر بين القوم وقال بعضهم: يقال للرجل الذي يتبرم بالناس ويتقذر منهم إنه لقاذورة وإنه لذو قاذورة ويقال القاذورة الذي لا ينزل مع الناس ويتباعد منهم، واحتج بقول الآخر: كانت لنا خلة فأزعجها، وقد تقدم وفسره ببعد النوى ولا يختلط بالناس وقال متزبع بخيل سيء القول، وقال أبو جعفر: (القاذورة والمتزبع) واحد فيهما وهو الذي فيه فحش وسوء خلق.
8: وإن ضرس الغزو الرجال رأيته.......أخا الحرب صدقًا في اللقاء سميدعا
(ضرس): كدح وأثر فيهم، وأصل الصدق الصلب فيقال رمح صدق وعين صدقة و(السميدع) الجميل الشجاع المديد القامة. ضرس الغزو يريد ضرستهم الحرب أصابتهم بأضراسٍ وأنياب و(السميدع) السيد الكريم ويقال إنما هذا مثل يقول إنه عند مداومته الغزو كذلك. يقال للرجل قد ضرسته الأمور أي مضغته وعجمته ويقال تراه في اللقاء صدقًا وفي غيره سميدعًا أي سيدًا، وقال أبو جعفر: عضهم وإنما يريد الحرب أي عضتهم.
9: وما كان وقافًا إذا الخيل أجحمت.......ولا طائشًا عند اللقاء مدفعا
قوله (إذا الخيل أجحمت) أراد أصحاب الخيل واحجمت جبنت وكفت و(الطائش) الخفيف و(المدفع) المدفوع يرغب عن حضوره.
غيره: (أجحمت) أمسكت عن الإقدام يقول إذا أجحمت الخيل الخيل وجبنت عن اللقاء لم يقف ولكنه يقحم. و(الطائش) الخفيف والطيش الخفة. و(مدفع) أي: غير مظفرٍ أي ليس مالك كذلك بل يحتاج إليه كل من يلاقي الحروب معه.
أبو جعفر: (المدفع) المنحى وهو الجبان الذي يدفعه قومه يقولون له تنح عنا لست من رجال الحرب.
10: ولا بكهامٍ بزه عن عدوه.......إذا هو لاقى حاسرًا أو مقنعا
(البز): السلاح و(الكهام): الكليل يقال سيف كهام إذا كان كالاً لا يقطع ويقال ذلك للرجل إذا كان عييًا لا يتكلم شبه بالسيف الكهام. و(المقنع) الذي عليه بيضة و(الحاسر) الذي لا بيضة عليه. غيره: حاسر لا سلاح عليه والمقنع المستلئم واللأمة: الدرع. ويقال بزه ههنا سيفه. والحاسر الذي ليس على رأسه مغفر ولا بيضة. وقال أبو جعفر: (المقنع) خلاف (الحاسر)، والمغفر شيء من زردٍ يلبس على الرأس وربما كان من رفرفٍ يسقط على المنكبين.
11: فعيني هلا تبكيان لمالكٍ.......إذا أذرت الريح الكنيف المرفعا
(الكنيف): حظيرة من شجر تجعل للإبل تقيها البرد، و(المرفع) المرفوع وأما تذري الريح الكنيف في شدتها وشدة البرد أي: هلا تبكيان لمالك في ذلك الوقت لشدة الخلة وإطعامه الناس. ويروى المنزعا أي: هو منزع في وقت إذرائها إياه. غيره: إذا هزت الريح الكنيف المنزعا، و(أذرت): ألقت ومنه قولهم أذرى فلان فلانًا عن ظهر فرسه أي ألقاه عن ظهره وذلك إذا طعنه فألقاه عن ظهره وقد أذراه الفرس عن ظهره أي: ألقاه وتقول كنفت الغنم إذا اتخذت لها حظيرةً وأكنفت الرجل أعنته فأنا مكنف وهو مكنف ويروى المزعزعا.
12: وللشرب فابكي مالكًا ولبهمةٍ.......شديدٍ نواحيه على من تشجعا.
(مالك) أخوه. يريد (فابكى مالكًا للشرب) لأنه كان يسقيهم ويرفدهم وينحر لهم والبهمة الشجاع أي: فابكيه للشجاع لأنه كان يصيده ويكفيه قومه. و(تشجع) تفعل من الشجاعة وجمع البهمة بهم.
ويروى (نواحيها) وقال: البهمة مائة فارسٍ فيقال للفارس بهمة أي أنه يقوم مقام مائة. غيره: (البهمة) من الرجال المجرب المستبهم على محاربه أمره ومحاربه لا يدري كيف مأتاه في الحرب. غيره: يقال أمر مبهم إذا كان مرتجًا لا باب له ويقال للشجاع بهمة يريد أنه لا تصاب منه غرة من نواحيه.
13: وضيفٍ إذا أرغى طروقًا بعيره.......وعانٍ ثوى في القد حتى تكنعا
قال الأصمعي: إذا ضل الرجل أرغى بعيره أي: حمله على الرغاء لتجيبه الإبل برغائها أو تنبح لرغائه الكلاب فيقصد الحي ويقال إنما يرغي بعيره إذا أتى الحي ليسمعوا الرغاء فيعلموا أنه رغاء ضيفٍ فيدعوه إلى منازلهم و(الطروق) في الليل و(العاني): الأسير والجمع عناة وثوى أقام ويقال ثوى وأثوى بمعنىً واحد وقوله في القد قال الأصمعي: كانوا يغلون بالقد المصحب وهو الذي عليه وبره، قال: ومن ذلك قولهم غل قمل لأنه كان الأسير يعرق فيه فيقمل وأنشد قول ربيعة بن مقروم:
وقاظ ابن حصنٍ عانيًا في بيوتنا.......يعالج قدًا في ذراعيه مصحبا
وأصل التكنع التقبض ثم استعير منه الخضوع للمسألة لأن صاحبها يتضاءل ومنه قولهم في الحديث: أعوذ بك من الخنوع والقنوع والكنوع، ويروى: وعان نآه الوفد حتى تكنعا، وقال أبو جعفر: أرغى بعيره أناخ بهم فنزل فرغا بعيره فإذا أراد أن يرحل أرغى بعيره بالرحل لأنه عند شد الرحل عليه يرغو، يقول من للضيف حين ينزل بالحي، غيره: يبست يده وتقبضت من طول الإسار. ويروى: وللضيف إذ أرغى ويقال طرق فلان فلانًا إذا أتاه ليلاً ولا يكون الطروق إلا بالليل والظلول بالنهار. وقال حتى تكنع القد على جلده حتى يبس. ونآه بعد عنه والوفد القوم الذين يفدون في فكاكه وقال النابغة:
قعودًا لدى أبياتهم يثمدونهم.......رمى الله في تلك الأكف الكوانع
أي: المتقبضة الجافة.
14: وأرملة تمشي بأشعث محثلٍ.......كفرخ الحبارى رأسه قد تضوعا
ويروى: ريشه قد تضوعا. فمن روى ريشه قد تضوعا أراد تفرق وأنشد قول الأعشى:
إذا تقوم يضوع المسك أصورةً.......والعنبر الورد من أردانها شمل
(يضوع): يتفرق ريحه وأنشد قول الهذلي:
فريخان ينضاعان في الفجر كلما.......أحسا دوي الريح أو صوت ناعب
قوله ينضاعان أي: يحركان رؤوسهما وأراد (بالأشعث) ولدها كقول أوس بن حجر:
وذات هدمٍ عارٍ نواشرها.......تصمت بالماء تولبًا جدعا
أراد بالتولب ولدها و(المحثل): السيء الغذاء يقال للولد إذا أسيء غذائه محثل ومقرقم وجدع، وقال أبو جعفر: يعني امرأة لا زوج لها، وقد أرمل الرجل إذا ماتت امرأته وإذا افتقر ولا يقال قد أرملت المرأة من الفقر لأنه غلب عليها موت الزوج. ويقال رجل أرمل وامرأة أرملة من الموت وأرمل القوم وأنفدوا وأنفضوا إذا ذهب زادهم فهم مرملون ومنفدون ومنفضون، قال الشاعر:
قد يعلم القوم إذ طالت غزاتهم.......وأرملوا الزاد أني منفد زادي
قال أبو جعفر: قوله منفد زادي أي: مفنيه لا أرجع بشيء منه إلى منزلي، ومعناه لا أدخر منه شيئًا، كما قال الآخر:
ورفقاء اجتمعوا شعوبًا.......لا يأكلون زادهم مجشوبا.......ولن يصابوه لأن يؤوبا
يصابوه يميلونه ليخرجوا منه قليلاً قليلاً ليفضل فيه فضل فيردوه إلى بيوتهم وقال الجعدي:
مصابين خرصان الوشيج كأننا.......لأعدائنا نكب إذا الطعن أفقرا
مصابين: مميلين الرماح عند الطعن كما قال الأشعر:
من ولد أودٍ عارضي أرماحهم.......فبمثلهم باهى المباهي وانتمى
ومجشوب يأكلونه بلا أدم وأفقر: أمكن. ويقال للصبي إذا أسيء غذاؤه جدع ومقرقم ومحثل وسفل وسفل وحجن وحجن وقتين وإذا أحسن غذاؤه مسرهف ومسرعف ومسرهد ومخرفح ومعذلج.
وما روى أحد علمته تضوعا بالضاد معجمةً غير أبي عكرمة واحتج أنه التفرق. غيره رواها بالصاد غير معجمةً واحتجوا بأنه التفرق، يقول تفرق شعره وتناثر لقشفه وشعثه، وكذلك يقول تصوع النبت إذا تفرق ولم يتصل.
15: إذا جرد القوم القداح وأوقدت.......لهم نار أيسارٍ كفى من تضجعا
(الأيسار): جمع يسرٍ وهم أشراف الحي الذين ينحرون لهم في الجدب ويطعمون. وقوله (كفى من تضجعا) يقول إذا بقي من القداح شيء لم يؤخذ أخذه مع قدحه فكان له غنمه وعليه غرمه، ومثله قول النابغة:
إني أتمم أيساري وأمنحهم.......مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما
ويقال لذلك الفعل التتميم.
16: وإن شهد الأيسار لم يلف مالك.......على الفرث يحمي اللحم أن يتمزعا
(يتمزع): يفرق. قال أبو جعفر: لم تلف مالكا، هكذا روى أبو عكرمة هذا البيت، وروى غيره: بمثنى الأيادي ثم لم تلف مالكًا، ورواها غيره: (أن يتمزعا)، وأن يتوزعا جميعًا فيتوزعا يتقسم و(يتمزعا) يتقطع والمزعة القطعة يقول لا يحمي لحمه أن يقطع مزعًا إذا نحر.
و(الفرث): حشوة الكرش ومثنى الأيادي أن يأخذ قدحين ويقال بل يثني عليهم يدًا بعد يدٍ من معروفه. ويقال ما عندي من اللحم مزعةً أي قطعة.
17: أبى الصبر آيات أراها وأنني.......أرى كل حبلٍ بعد حبلك أقطعا
(الآيات): العلامات يقال آية وآيات وآية وآي، غيره: نسق بأنني على آيات فلذلك فتحها جعلها اسمًا وموضعها رفع كأنه قال أبى الصبر آيات وأنني أرى كل حبل.
وقوله (بعد حبلك أقطعا) يقول أرى كل مواصلةٍ بعدك قطعًا وأبى الصبر معالم وآثار أراها من آثارك فأذكرك إذا رأيتها فلا أقدر على الصبر فهذا معنى قوله أبى الصبر.
قال أبو جعفر: الآيات ههنا آثار كرمه التي عددها في قصيدته قبل. وقال: ومعنى قوله (بعد حبلك أقطعا) أي: قد ذهب الوفاء من الناس.
18: وأني متى ما أدع باسمك لا تجب.......وكنت جديرًا أن تجيب وتسمعا
يقول كنت إذا أجبت أسمعت المستغيث بك ولم تحوجه إلى إعادةٍ ويروى: (أن تجيب وتسمعا)، والمعنى فيه التقديم أن تسمع فتجيب. قال الأصمعي: لو كان على هذه الرواية فتسمعا على أن الفاء في المعنى لتجيب كان أحسن. قال أبو جعفر: الرواية وتسمعا، أراد أن تسمع فتجيب فقدم. ونسق بأني على ما تقدم وأني متى ما أدع أبى أن أصبر أيضًا و(جدير) وخليق وقمين وقمن بمعنىً.
19: وعشنا بخيرٍ في الحياة وقبلنا.......أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
قال أبو زيد: لا تقول العرب كسرى إلا بالكسر وكذلك ديوان وديباج. يقول: إن أدركت أخي المنايا فقد أدركت من قبله من القرون كأنه يعزي بذلك نفسه.
20: فلما تفرقنا كأني ومالكًا.......لطول اجتماع لم نبت ليلةً معًا
كذا رواها أبو عكرمة. ورواها غيره: بطول بالباء ولم يقل أبو عكرمة في هذا البيت شيئًا.
وقال أبو جعفر: (معا) أي أنا وأنت. وقال معنى بطول أي بعد طول. قال: والصفة صلة نبت وقال غيره: معًا من حروف التأكيد وقال: تقول العرب أتيناك جميعًا معًا كقولك حسن بسن وجائع نائع وقبيح شقيح وعطشان نطشان وخفيف ذفيف وفقير وقير. يقول كأنا مع طول اجتماعنا ثم تفرقنا لم نبت جميعًا.
21: وكنا كندمائي جذيمة حقبةً.......من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا وقال أبو جعفر: يريد مالكًا وعقيلاً ابني فارج بن كعبٍ من بلقين بن جسر بن قضاعة ولهما يقول أبو خراش:
ألم تعلما أن قد تفرق قبلنا.......خليلا صفاءٍ مالك وعقيل
نادما جذيمة الأبرش حين ردا عليه ابن أخته عمرو بن عدي وهو عمرو ذو الطوق بن نمارة بن لخم اللخمي، وله خبر طويل في كتاب الأمثال فسألهما حاجتهما فسألا منادمته وذلك أنه قال لهما حين ردا عليه عمرًا حكمكما، فقالا: منادمة الملك فكان نديميه ثم قتلهما. ثم صار الملك إليه بعد خاله جذيمة. وعمرو أول من اتخذ الحيرة منزلاً وأول ملك يجده أهل الحيرة في كتبهم من ملوك العرب بالعراق وإليه ينسبون وهم ملوك آل نصرٍ.
22: فإن تكن الأيام فرقن بيننا.......فقد بان محمودًا أخي حين ودعا
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا. غيره: ويروى: فإن تكن الأيام أردين ماجدًا، ويروى (يوم ودعا).
23: أقول وقد طار السنا في ربابه.......وجون يسح الماء حتى تريعا
(السنا): ضوء البرق. و(الرباب): السحاب يرى دون السحاب، قال: فأنشدني للمازني:
كأن الرباب دوين السحاب.......نعام تعلق بالأرجل
وقال عياض بن كثير:
كأن الرباب الجون في حجراته.......بأرجائه القصوى نعام معلق
(الجون) ههنا سحاب أسود وقد يكون الجون الأبيض وهو من الأضداد و(يسح) يصب وتريع جاء وذهب. غيره: المزن السحاب الأبيض ويروى: ومزن يسح. قال: و(التريع) التردد ويقال للسحاب هو يتريع إذا كثر فصار متحيرًا مترددًا. و(سنا): يكتب بالألف وكذلك سنا النار وهو ضوءها و(السنا) نبت.
24: سقى الله أرضًا حلها قبر مالكٍ.......ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
(الذهاب): جمع ذهبةٍ من السحاب و(الغوادي): التي تغدو بالمطر. قال الأصمعي: خالف ما عليه الشعراء لأن العرب تقدم مطر الليل على مطر النهار ومطر العشي على مطر الغداة ومطر آخر الشهر على مطر أوله. وأنشد قول النابغة:
سرت عليه من الجوزاء سارية.......تزجي الشمال عليه جامد البرد
وأنشد قول علقمة بن عبدة:
سقاك يمانٍ ذو حبيٍ وعارضٍ.......تروح به جنح العشي جنوب
وأنشد قول الراعي:
فصادف نوءهن سرار شهرٍ.......وخير النوء ما لقي السرارا
و(المدجنات): السحاب التي تأتي بالدجن والدجن تغطية السماء بالسحاب وندى يقع بين ظهريه. و(أمرع): أخصب وأتى بالخصب. يقول مطر مريع إذا كان فيه خصب. قال أبو جعفر: بيت الراعي ما نحر السرارا، كذا الرواية. وقال: (الغوادي) الأمطار في أول الربيع والسواري في آخره. وقال غيره: (الغوادي) بالغداة والسواري بالليل. و(أمرع): كثر الكلأ والبقل. ويروى أرضًا حلها. والمدجن: الدائم يقال أدجنت علينا. والذهاب المطرات الضعاف الواحدة ذهبة وأبو عكرمة كسر الذال.
25: وآثر سيل الواديين بديمةٍ.......ترشح وسميا من النبت خروعا
(الديمة): المطر يدوم أيامًا بلا ريحٍ فيكون مستويًا، وهو أحمد المطر و(ترشح) ترقي وتغذي أخذ من الناقة الراشح وهي التي معها ولدها. و(الوسمي) أول مطرٍ يقع على الأرض. قال الأصمعي: إنما سمي وسميًا لأنه وسم الأرض بشيء من النبات. و(الخروع): اللين من كل شيء. قال أبو جعفر: الديمة المطر الساكن يدوم ساعةً بعد ساعة ثم يدوم ذاك أيامًا يصب ساعة ويمسك ساعةً وأنشد:
ديمة هطلاء فيها وطف.......طبق الأرض تحرى وتدر
ثم قال: ساعة ثم انتحاها وابل، غيرهما: الديمة: المطر يدوم يومًا وليلةً والجمع ديم. وتقول هذه أرض موسومة. وقال بعضهم: ترشح هذا مثل، إنما أراد تغذو و(الوسمي): أول النبات. و(الخروع): الغض الطري سمي وسميًا لأنه وسم الأرض بالنبات. وآثر من الأثرة أي آثر هذا على غيره.
26: فمجتمع الأسدام من حول شارعٍ.......فروى جبال القريتين فضلفعا
(الأسدام): جمع ماء سدمٍ وهي المياه المندفنة، وأصل التسديم الحبس يقال فحل مسدم وفحل سدم إذا حبس للرغبة عن فحلته، قال الأصمعي: ومن هذا قولهم نادم سادم وهو الذي رين على قلبه لكثرة همه وأنشد:
قطعت الدهر كالسدم المعنى.......تهدر في دمشق وما تريم
والمعنى: المحبوس في العنة وهي حظيرة من شجر تجعل للخيل والإبل وجمع العنة عنن وعنان، و(شارع وضلفع والقريتان) مواضع. قال أبو جعفر: ويروى: جناب القريتين. قال: ويروى: فمجتمع الأجناب ويروى: فمنعرج الأشراج وهي أمكنة ويروى: جنوب القريتين، ويروى: فمنعرج الأحزاب.
27: فوالله ما أسقي البلاد لحبها.......ولكنني أسقي الحبيب المودعا
لم يرو أبو عكرمة فوالله. ويروى: الخليل المودعا.
28: تحيته مني وإن كان نائيًا.......وأمسى ترابًا فوقه الأرض بلقعا
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا. أبو جعفر: (تحيته) نصبًا ورفعًا واختار الرفع، ابن الأعرابي اختار النصب وأبو جعفر أيضًا و(نائيًا): بعيدًا و(بلقع): لا أحد بها. يقال: أصبحت الديار منهم بلاقع. غيره: (بلقع): أرض مستوية لا نبت بها. ومن نصب تحيته أراد على تحيةٍ مني له ويكون المعنى أجعل ما أثني عليه تحيةً مني وأحييه بذلك تحيةً.
29: تقول ابنة العمري ما لك بعدما.......أراك حديثًا ناعم البال أفرعا
(الأفرع): الكثير شعر الرأس يقال رجل أفرع وامرأة فرعاء وقد فرع فرعًا وجمع الأفرع فرع وفرعان وجاء في الحديث: ألفرعان خير أم الصلعان، فقيل الفرعان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرع وأبو بكر الصديق رضي الله عنه أفرع وعمر وعلي رضي الله عنهما أصلعين. و(البال) الحال.
ويروى: قديمًا ناعم البال. والأزعر: ضد الأفرع رجل أزعر وامرأة زعراء. أي تقول له مالك اليوم شاحبًا متغيرًا بعد أن كنت منذ قريب ناعم البال أفرع. وإذا قلت للرجل ما لك فإنما تسأله عن حاله فإذا جئت بخبرٍ فإنما تسأله عن الخبر، تقول ما لك قائمًا فعن قيامه تسأل، وكذلك ما لك شاحبًا وما لك حزينًا ومنصوبهما كمنصوب كان.
30: فقلت لها طول الأسى إذ سألتني.......ولوعة حزنٍ تترك الوجه أسفعا
(الأسى): الحزن يقال أسي يأسى أسىً شديدًا و(اللوعة) حرارة الحزن و(السفعة) سواد يضرب إلى حمرة، ومنه قيل للأثافي سفع، هكذا يقول الأصمعي وأنشد قول الشماخ يذكر الأثافي:
أقامت على ربعيهما جارتا صفًا.......كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما
أراد بجارتي صفًا أثفيتين لأن الأثافي إذا جعلت إلى جنب جبل لم تحتج إلا إلى اثفيتين والجبل الثالث، وأنشد في هذا المعنى:
فلما أن طغوا وبغوا علينا.......رميناهم بثالثة الأثافي
أي: بجيش مثل الجبل.
31: وفقد بني أمٍ تداعوا فلم أكن.......خلافهم أن أستكين وأضرعا
(تداعوا): تبع بعضهم بعضًا وقوله (تداعوا) تمثيل، و(خلافهم) بعدهم و(الضرع): الذلة والاستكانة يقال قد ضرع ضرعًا ويروى: توالوا ويروى: أهلعا، ويروى: أخشعا، ويروى: فلم يكن، يقول أنا صبور لا أستكين ولا أخشع وقال آخر: يقول لست وإن أصابني حزن بمستكينٍ ولا خاضعٍ فيشمت بي الأعداء ويروى: أن أستكين فأظلعا، قال: وهذا كما قال أبو خراش:
فقدت بني لبنى فلما فقدتهم.......صبرت ولم أقطع عليهم أباجلي
أي: أني قوي على المصائب.
32: ولكنني أمضي على ذاك مقدمًا.......إذا بعض من يلقى الحروب تكعكعا
(التكعكع): الرجوع والنكوص يقال قد نكص ورجع وقهقهر وكله واحد. غيره: ويروى الخطوب وهي الأمور، ويقال كاع و(تكعكع) إذ لم يمض قدمًا من الجبن والتهيب، ويروى تضعضعا.
33: وغيرني ما غال قيسًا ومالكًا.......وعمرًا وجزءًا بالمشقر ألمعا
قال أبو عمرو بن العلاء: (ألمعا) يريد الذين معًا ويقال (ألمع) ذهب بهم، غيره: هؤلاء قوم قتلهم الأسود بن المنذر يوم أوارة، و(قيس) يربوعي ومالك يعني أخاه وعمرو يربوعي وجزء بن سعد رياحي.
وقوله: (ألمعا) أي ألمع بهم الموت ذهب بهم، وقال أبو عمرو: أراد معًا. وحكي عن الكسائي أنه قال: أراد معًا ثم أدخل الألف واللام. وكذلك حكى محمد بن حبيب عن خالد بن كلثوم. غيره: أصيبوا يوم المشقر. غاله ذهب به.
34: وما غال ندماني يزيد وليتني.......تمليته بالأهل والمال أجمعا
(غاله) ذهب به، ويقال تمليت العيش بلا همزٍ وتملأت من الطعام والشراب مهموز. غيره: كان لمتمم ندمان يقال له يزيد، وقال أبو جعفر: يزيد ابن عمه.
35: وإني وإن هازلتني قد أصابني.......من البث ما يبكي الحزين المفجعا
ويروى: من الرزء ويروى: الجليد المفجعا، وقال أبو جعفر: نزل بي ما مثله يغلب الصبر والتجلد حتى يحمل صاحبه على البكاء وأنا أتجلد عليه وعلى أمثاله مخافة الشماتة.
36: ولست إذا ما الدهر أحدث نكبةً.......ورزءًا بزوار القرائب أخضعا
لم يروه أبو عكرمة وقرأته على أبي جعفر فعرفه، ويروى: بألوث زوار، الألوث: الضعيف، ويجوز النصب والجر في زوار على معنى لست زوار القرائب، ولا فرحًا وواحد القرائب قرابة.
قال أبو جعفر: يقول إن أصابتني مصيبة لم آت قرائبي أخضع لهم حاجةً مني إليهم وفقرًا إلى ما عندهم، ولكني أتصبر وأعف في فقري.
37: قعيدك ألا تسمعيني ملامةً.......ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا
أهل الحجاز يقولون وجع يوجع ووجل يوجل يقرؤون الواو على حالها إذا سكنت وانفتح ما قبلها، وبعض قيسٍ يقول وجل يأجل ووحل يأحل ووجع يأجع، وبنو تميم يقولون وجع ييجع ووجل ييجل وهي شر اللغات والأولى أجودهن وبها نزل القرآن، قال الله تعالى: {قالوا لا توجل}، وإنما ردؤت التميمية لأن الكسر من الياء والياء تقوم مقام الكسرتين فكرهوا أن يكسروا لثقل الكسر فيها.
غيره: وقال الفراء: إنما كسروا ليتفق اللفظ فيها واللفظ بأخواتها قال: وذلك أن بعض العرب يقول أنا إيجل وأنت تيجل ونحن نيجل فلو قالوا هو يوجل كانت الياء قد خالفت أخواتها فكسروها لذلك. ويروى: فقعدك ويروى: فيوجعا، ويروى: فييجعا. يقال نكأت القرحة إذا قشرتها بهمز ونكيت في العدو بغير همزٍ.
38: فقصرك إني قد شهدت فلم أجد.......بكفي عنهم للمنية مدفعا
غيره ويروى عنه للمنية. أبو جعفر: يقول أقلي واقصري، فإني لم أقدر أن أغالب الأمير خالد بن الوليد رضي الله عنه ولو أمكنني ذاك لفعلته. قال: ويروى: إني قد جهدت.
39 فلا فرحًا إن كنت يومًا بغبطةٍ = ولا جزعًا مما أصاب فأوجعا
قال التوزي عبد الله بن محمد: قال لي أبو عبيدة: الفرق بين الغبطة والحسد أن الغبطة أن تشتهي مثل ما لصاحبك ولا تحب نقصه والحسد محبتك زوال ما له وإن لم ترد مثله. فأراد متمم أنه لا يألم للمصيبة ألمًا يكسره ولا يبطر إذا فرح، قال أبو عكرمة: وأنشدني مثل هذا المعنى محمد بن عمرو المزني:
خلقان لا أرضاهما لفتى.......بطر الغنى ومذلة الفقر
فإذا غنيت فلا تكن بطرًا.......وإذا افتقرت فته على الدهر
فته: لا تخضع له، أبو جعفر: إن ناب الدهر فأوجعا، ويروى: فلا فرح.
40: فلو أن ما ألقى يصيب متالعًا.......أو الركن من سلمى إذا لتضعضعا
(متالع): جبل و(سلمى): جبل طيء يقال سلمى وأجأ وهما جبال طيء. غيره: هما جبلا طيء وهما يؤنثان كما قال:
أبت أجأ أن تسلم اليوم جارها.......فمن شاء فلينهض لها من مقابل
41: وما وجد أظآر ثلثٍ روائمٍ.......أصبن مجرًا من حوارٍ ومصرعا
(الأظآر): جمع ظئر وهن نوق يعطفن على حوار واحد فيرضع من اثنتين ويتخلى أهل البيت بواحدة.
و(الروائم): اللائي يعطفن عليه، قال: وأصل الرئمان المحبة يقال قد رئمت رئمانًا. غيره: رأين مجرًا. وقال: عطفن على ولد غيرهن و(الحوار): ولد الناقة والجمع حيران و(الروائم): جمع رائمٍ يقال رئمته رئمانًا إذا شمته فأحبته روائم محبات.
42: يذكرن ذا البث الحزين ببثه.......إذا حنت الأولى سجعن لها معا
43: إذ شارف منهن قامت فرجعت.......حنينًا فأبكى شجوها البرك أجمعا
ويروى: ولا شارف جشاء هاجت. شجوها: حزنها. و(البرك) الألف من الجمال وكذلك العرج. ويروى: عيساء خفضه على معنى وما وجد أظآر ولا شارفٍ و(الشارف): المسنة، قال الأصمعي: إنما خص الشارف لأنها أرق من الفتية لبعد الشارف من الولد قال: ومثله قول عمرو بن كلثوم:
ولا شمطاء لم يترك شقاها.......لها من تسعةً إلا جنينا
لأنها قد بعدت عن الولد فهي لا تطمع فيه فهو أشد لحنينها، قال: ونحو منه قول الآخر وهو يصف سرعة سير ناقته:
كأن يديها حين يقلق ضفرها.......يدا نصف عبرى تعذر من جرم
قال: وإنما جعلها نصفًا لأنه أكسر لها فهي لا تألو ما خاصمت مخافة أن يطلقها زوجها فهي تدفع عن نفسها بالخصومة. غيره: بشجوه وقد يجوز في الحزين الجر على أن يكون من صفة البث كقول ذي الرمة:
تريك سنة وجه غير مقرفة.......ملساء ليس بها خال ولا ندب
روى الفراء الخفض في غير مقرفةٍ وقال: الخفض في غير على الوجه وهي للسنة وأنشد:
يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم.......أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب
أنشده بخفض كل على الزوجات وهو لذوي، أنشدناهما محمد بن الجهم عن الفراء والوجه فيهما النصب ويقال حزنت الرجل أحزنه فأنا حازنه وهو محزون وأحزنته أحزنه فأنا محزنه وهو محزن وقد قرئ (لِيَحْزُنَ الذين آمنوا)، و(ليُحْزِنَ) أيضًا.
44: بأوجد مني يوم قام بمالكٍ.......منادٍ بصير بالفراق فأسمعا
أبو جعفر: سميع بالفراق وللفراق وسميع في معنى يسمع، ويروى:
بأحزن مني يوم فارقت مالكًا.......وقام به الناعي الرفيع فأسمعا
ويروى بأوجع مني ويروى: يوم قام بمالكٍ منادٍ فصيح.
45: ألم تأت أخبار المحل سراتكم.......فيغضب منكم كل من كان موجعا
(المحل) ابن قدامة بن أسود وبنو المحل الذين يداوون من الكلب. ويروى: (فيغضب منهم) أي من الأخبار ويقال (المحل) رجل مر بمالك فلم يواره.
46:بمشمته إذ صادف الحتف مالكًا.......ومشهده ما قد رأى ثم ضيعا
ويروى: (بمشمته أن صادف الحتف مالك)، ورفع الحنف أجود، (بمشمته) من الشماتة وقد شمت به شماتةً ومشمتًا.
47: أآثرت هدمًا باليًا وسوية.......وجئت بها تعدو بريدًا مقزعا
(الهدم): الكساء الخلق و(السوية) الحوية و(المقزع) المخفف أخذ من قولهم جاءت الفرس تقزع وتمزع.
ويروى (مقزعًا) أي: مخففًا، قال أبو جعفر: أعطي المحل سلب مالك ففرح به وأقبل راجعًا. و(مقزع) خفيف أخذ من قزع السحاب.
غيره: (المقزع) بفتح الزاي الذي له قزعة وقزعت الرجل إذا جعلت له قزعة وقزع الرجل إذا أسرع في سيره وقد قزع القوم رسولاً إذا أرسلوه. فشبه بالسحاب ويقال مر الرجل يهزع ويمزع ويقزع وكذلك الفرس إذا مر مرًا خفيفًا و(السوية): مركب من مراكب النساء والجمع سوايا. وإنما أراد أنك تسعى بخبره مسرعًا كمجيء البريد.
48: فلا تفرحن يومًا بنفسك إنني.......أرى الموت وقاعًا على من تشجعا
قوله (فلا تفرحن يومًا يدعو عليه)، أي: لا فرحت بنفسك، وقوله (وقاعًا على من تشجعا) أي لا يفلت من الموت أحد.
ويروى: بحاثًا على من تشجعا، أبو جعفر: طلاعًا على من توقعا، أي: على من توقع الموت، يقول: آثرت ثيابك ومركبك فنجوت وجئت تعدو بشيرًا تري الناس أنك قد فزعت لمقتله وإنما ذاك شماتة منك وسرور به.
49: لعلك يومًا أن تلم ملمة.......عليك من اللائي يدعنك أجدعا
(أجدع): مقطوع الأنف والأجدع المقطوع الأذن يقال ألم بي الشيء إلمامًا إذا أتاك.
50: نعيت امرأ لو كان لحمك عنده.......لآواه مجموعًا له أو ممزعا
ويروى: تركت امرأ، ويروى: (له وممزعا). (ممزع): ممزق، ويقال مفرق ويقال مقسم.
51: فلا يهنيء الواشين مقتل مالكٍ.......فقد آب شانيه إيابًا فودعا
[شرح المفضليات: 526-544]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
67, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir