دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 11:14 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي (فُعُولٌ) و(فِعْلانُ) و(فُعْلانٌ) و(فُعَلاءُ) و(أَفْعِلاءُ)


وبفُعُولٍ فَعِلٌ نحوُ كَبِدْ = يُخَصُّ غالبًا كذاكَ يَطَّرِدْ
في فِعْلٍ اسمًا مُطْلَقَ الْفَا وفَعَلْ = لهُ ولِلفُعَالِ فِعلانٌ حَصَلْ
وشاعَ في حُوتٍ وقاعٍ معْ مَا = ضَاهَاهُمَا وقَلَّ في غيرِهما
وفَعْلًا اسمًا وفَعِيلًا وَفَعَلْ = غيرَ مُعَلِّ العينِ فُعْلانٌ شَمَلْ
ولكريمٍ وبخيلٍ فُعَلَا = كذا لِمَا ضَاهَاهُمَا قدْ جُعِلَا
ونابَ عنهُ أَفْعِلاءُ في الْمُعَلّ = لامًا ومُضْعَفٍ وغيرُ ذاكَ قَلّ


  #2  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 11:51 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


وَبِفُعُولٍ فَعِلٌ نحوُ: كَبِدْ = يُخَصُّ غَالِبًا كَذَاكَ يَطَّّرِدْ([1])
فِي فَعْلِ اسْمًا مُطْلَقَ الفَا وفَعَلْ = لَهُ وللْفُعَالِ فِعْلاَنٌ حَصَلْ([2])
وَشَاعَ فِي حُوتٍ وَقَاعَ مَعَ مَا = ضَاهَاهُمَا وَقَلَّ فِي غَيْرِهِمَا([3])
ومِنْ أمثلةِ جمعِ الكثرةِ: فُعُولٌ، وهو مطَّرِدٌ في اسمٍ ثلاثيٍّ على فَعِلٍ نحوَ: "كَبِدٍ وكُبُودٍ ووَعِلٍ ووُعُولٍ" وهو مَلْتَزَمٌ فيه غالبًا.
واطَّردَ فُعُولٌ أيضا في اسمٍ على فَعْلٍ بفتحِ الفاءِ نحو: "كَعْبٍ وكُعُوبٍ وفَلْسٍ وفُلُوسٍ" أو على فِعْل بكسرِ الفاِء ِنحو: "حِمْلٍ وحُمُولِ وضِرْسٍ وضُرُوسٍ" أو على فُعْل بضمِّ الفاءِ نحو: "جُنْدٍ وجُنُودٍ، وبَرْدٍ وَبُرُودٍ".
ويُحْفَظُ فُعُولٌ في فَعَلٍ نحو: "أَسَدٍ وأُسُودٍ"، ويُفْهَمُ كونُه غيرَ مطَّرِدٍ مِنْ قولِه: (وَفَعَلَ لَهُ) ولمْ يُقَيِّدْهُ بِاطِّرَادٍ.
وأشارَ بقولِه: (وللفُعَالِ فِعْلاَنَ حَصَلْ) إلى أنَّ مِنْ أمثلةِ جمعِ الكثرةِ فِعْلاَنًا وهو مُطَّردٌ في اسمٍ على فُعَالٍ نحوَ: "غُلاَمٍ وغِلْمَانٍ وغُرَابٍ وغِرْبَانٍ".
وقد سبقَ أنَّهُ مُطَّرِدٌ في فُعَل كصُرْدَ وصِرْدَانٍ واطَّرَدَ فِعْلاَن أيضا في جمعِ ما عينُه واوٌ مِنْ فُعْل أو فَعَل نحوَ: "عُودٍ وعِيدانٍ، وحُوتٍ وحِيتَانٍ،([4]) وقَاعٍ وقِيعَانٍ وتَاجٍ وتِيجانٍ"([5]).
وقَلَّ فِعْلاَنٌ في غيرِ ما ذكَرَ نحوَ: "أَخٍ وإِخْوَانٍ، وغَزَالٍ، وغِزْلاَنٍ".

وَفَعْلاً اسمًا وفَعِيلاً وَفَعَلْ = غَيْرُ مُعَلِّ العَيْنِ فُعْلاَنُ شَمَلْ([6])
مِنْ أبنيةِ جمعِ الكثرةِ فُعْلاَنٌ، وهو مَقِيسٌ في اسمٍ صحيحِ العينِ على فَعْلٍ نحوَ: "ظَهْرٍ وظُهْرَانٍ، وبَطْنٍ وبُطْنَانٍ" أو على فَعِيلٍ نحو: "قَضِيبٍ وقُضْبَانٍ، ورَغِيفٍ ورُغْفَانٍ" أو على فَعَلٍ نحو: "ذَكَرٍ وذُكْرَانٍ وحَمَلٍ وحُمْلاَنٍ".

وَلِكَرِيمٍ وَبَخِيلٍ فُعَلاَ = كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا قَدْ جُعِلاَ([7])
وَنَابَ عَنْهُ افْعِلاَءُ فِي المُعَلْ = لامًا ومُضَعَّفٍ وغَيْرِ ذَاكَ قَلَّ([8])
مِنْ أمثلةِ جمعِ الكثرةِ فُعَلاَءُ، وهو مَقِيسٌ في فَعِيلٍ - بمعنى فَاعِلٍ - صفةٌ لمذكَّرٍ عاقلٍ غيرِ مضاعَّفٍ، ولا معتلٍّ نحوَ: "ظَريفٍ وظُرَفَاءَ وكريمٍ وكرماءَ وبَخِيلٍ وبُخَلاءَ".
وأشارَ بقولِه: (كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا) إلى أنَّ ما شَابَهَ فَعِيلاً في كونِه دالاًّ علي معنَى هو كالغريزةِ يُجمعُ على فُعَلاَءَ نحوَ: "عاقلٍ وعُقَلاءِ وصَالِحٍ وصُلَحَاءَ وشاعِرٍ وشعراءَ".
وينوبُ عنْ فُعَلاءَ في المضاعَفِ والمعتلِّ أَفْعِلاَء نحو: "شَدِيدٍ وأَشِدَّاءَ وَوَلِيَ وأَوْلِيَاءَ".
وَقَدْ يَجِيءُ "أَفْعِلاَء" جمعًا لغيرِ ما ذَكَرَ نحوَ: "نَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ وهَيِّنٍ وأَهْوِنَاءَ".


([1])(وبفعول) الواو عاطفة أو للاستئناف بفعول: جار ومجرور متعلق بقوله (يخص) الآتي (فعل) مبتدأ (نحو) خبر لمبتدأ محذوف، أي وذلك نحو، ونحو مضاف و(كبد) مضاف إليه (يخص) فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعل الواقع مبتدأ، والجملة من الفعل المضارع ونائب فاعله في محل رفع خبر المبتدأ وهو قوله (فعل) (غالبا) حال من الضمير المستتر فيه يخص (كذاك) كذا: جار ومجرور متعلق بيطرد الآتي، والكاف حرف، خطاب (يطرد) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى (فعول) في أول البيت.

([2])(في فعل) جار ومجرور متعلق بقوله (يطرد) في البيت السابق (اسما) حال من فعل (مطلق) حال ثانية، ومطلق مضاف و(الفا) قصر للضرورة: مضاف إليه و(فعل) مبتدأ (له) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (وللفعال) الواو عاطفة أو للاستئناف للفعال: جار ومجرور متعلق بقوله حصل الآتي (فعلان) مبتدأ (حصل) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلان والجملة من الفعل الماضي وهو حصل وفاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ.

([3])(شاع) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلان (في حوت) جار ومجرور متعلق بقوله (شاع) و(قاع) معطوف على حوت (وما) اسم موصول معطوف على حوت أيضا (ضاهاهما) ضاهى: فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، والضمير البارز مفعول به والجملة لا محل لها صلة الموصول (وقل) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على فعلان (في غيرهما) في غير: جار ومجرور متعلق بقوله (قل) وغير مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه.

([4])وكذلك: نون ونينان وكوز وكيزان، والنون: الحوت.

([5])وكذلك: دار وديران، وأصل مفرداتها بفتح الفاء والعين جميعا.

([6]) و(فعلا) مفعول به تقدم على عامله وهو قوله (شمل) الآتي آخر البيت (اسما) حال من قوله (فعلا), (وفعيلا, وفعل) معطوفان على قوله (فعلا) السابق ووقف على الثاني بالسكون على لغة ربيعة (غير) حال من فعل وغير مضاف و(معل) مضاف إليه، و(معل) مضاف و(العين) مضاف إليه (فعلان) مبتدأ (شمل) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلان، والجملة من شمل وفاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ، وتقدير البيت: وزن فعلان شمل فعلا اسما وفعيلا وفعل بشرط كون الأخير غير متعل العين.

([7]) و(لكريم) الواو عاطفة أو للاستئناف لكريم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (وبخيل) معطوف على كريم (فعلا) قصر للضرورة: مبتدأ مؤخر (كذا) جار ومجرور متعلق بقوله (جعلا) الآتي على أنه مفعول الثانى، (لما) جار ومجرور متعلق بجعل (ضاهاهما) ضاهى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة والضمير البارز مفعول به، والجملة من ضاهى وفاعله المستتر فيه ومفعوله لا محل لها صلة (ما) المجرورة محلا باللام (قد) حرف تحقيق (جعلا) جعل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى (فعلا) وهو مفعوله الأول، وقد مضى مفعوله الثاني والألف للإطلاق.

([8])(وناب) فعل ماض (عنه) جار ومجرور متعلق بناب (أفعلاء) فاعل ناب (في المعل) جار ومجرور متعلق بناب (لاما) تمييز (ومضعف) معطوف على المعل لاما و(غير) مبتدأ وغير مضاف واسم الإشارة من (ذاك) مضاف إليه، والكاف حرف خطاب (قل) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى (غير) الواقع مبتدأ، والجملة من (قل) وفاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ.


  #3  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 11:51 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


الثاني عَشَرَ: فُعُولٌ بضمتيْنِ، ويَطَّرِدُ في أَرْبَعَةٍ: أَحَدُها: اسمٌ على فَعِلٍ، نحوُ: كَبِدٍ ووَعِلٍ، وهو فيه كاللازِمِ، وجاءَ في نحوِ: نَمِرٍ: نُمُورٌ على القياسِ، ونُمُرٌ، قالَ:
548- فِيهَا عَيَائِيلُ أُسُودٍ وَنُمُرْ([1])
وقد يكونُ مقصوراً مِن نُمُورٍ للضرورةِ([2])، وقالوا: أَنْمَارٌ.
والثلاثةُ الباقيةُ الاسمُ الثُّلاثِيُّ الساكِنُ العيْنِ: مفتوحُ الفاءِ، نحوُ: كَعْبٍ وفَلْسٍ، ومكسُورها، نحوُ: حِمْلٍ وضِرْسٍ، ومَضْمُومُها، نحوُ: جُنْدٍ وبُرْدٍ، إلاَّ في ثلاثةٍ: أَحَدُها: مُعْتَلُّ العينِ؛ كحُوتٍ، والثاني: مُعْتَلُّ اللامِ؛ كمُدْيٍ([3])، وشَذَّ في نُؤْيٍ: نُؤِيٌّ، قالَ:
549- خَلَتْ إِلاَّ أَيَاصِرَ أَوْ نُؤُيًّا([4])
الثالِثُ: المُضَاعَفُ؛ كـ (مُدٍّ)، وشَذَّ في حُصٍّ -بالحاءِ المهملةِ، وهو الوَرْسُ([5]) - حُصُوصٌ، ويُحْفَظُ في فَعَلٍ؛ كأَسَدٍ وشَجَنٍ ونَدَبٍ وذَكَرٍ.
الثالثَ عَشَرَ: فِعْلاَنٌ، بكسرِ أَوَّلِهِ وسكونِ ثانيه، ويَطَّرِدُ أيضاً في أَرْبَعَةٍ: اسمٍ على فُعَالٍِ؛ كغُلاَمٍ وغُرَابٍ، أو على فُعَلٍ؛ كصُرَدٍ([6]) وجُرَذٍ، أو فُعْلٍ وَاوِيَّ العينِ؛ كحُوتٍ وكُوزٍ، أو فَعَلٍ؛ كتاجٍ وساجٍ وخالٍ وجارٍ ونارٍ وقاعٍ، وقَلَّ في نحوِ: صِنْوٍ وخَرِبٍ([7]) وغَزَالٍ وصُِوَارٍ([8]) وحائطٍ وظَلِيمٍ([9]) وخَرُوفٍ.
الرابعَ عَشَرَ: فُعْلاَنٌ، بضمِّ أَوَّلِهِ وسكونِ ثانيه، ويَكْثُرُ في ثلاثةٍ: في اسمٍ على فَعْلٍ؛ كظَهْرٍ وبَطْنٍ، أو فَعَلٍ صحيحَ العينِ؛ كذَكَرٍ وجَذَعٍ([10])، أو فَعِيلٍ؛ كقَضِيبٍ ورَغِيفٍ وكَثِيبٍ([11])، وقَلَّ في نحوِ: رَاكِبٍ وأَسْوَدَ([12]) وزُقَاقٍ.
الخامِسَ عَشَرَ: فُعَلاَءُ، بضمِّ أَوَّلِهِ وفتحِ ثانيه، ويَطَّرِدُ في فَعِيلٍ بمعنى فاعلٍ غيرَ مُضَاعَفٍ، ولا مُعْتَلَّ اللامِ؛ كظَرِيفٍ وكَرِيمٍ وبَخِيلٍ، وكَثُرَ في فاعلٍ دالاًّ على معنًى، كالغَرِيزَةِ؛ كعاقِلٍ وصالحٍ وشاعرٍ، وشَذَّ فُعَلاَءُ في نحوِ: جَبَانٍ وخَلِيفَةٍ وسَمْحٍ ووَدُودٍ.
السادسَ عَشَرَ: أَفْعُلاَءُ، بكسرِ ثالثِه، وهو نائبٌ عن فُعَلاَءَ في المُضَعَّفِ؛ كشَدِيدٍ وعَزِيزٍ، وفي المُعْتَلِّ؛ كوَلِيٍّ وغَنِيٍّ، وشَذَّ في نحوِ: نَصِيبٍ وصَدِيقٍ وهَيِّنٍ.


([1]) 548- هذا الشاهِدُ مِن كلامِ حُكَيْمِ بنِ مُعَيَّةٍ – بالتصغيرِ في اسمِه واسمِ أبيه – الرَّبَعِيِّ، والذي أَنْشَدَهُ المؤلِّفُ ههنا بيتٌ مِن مشطورِ الرَّجَزِ، وقد أَنْشَدَ في اللِّسَانِ عن ابنِ بِرِّيٍّ قَبْلَه:
حُفَّتْ بِأَطْوَادٍ جِبَالٍ وسَمُرْ = فِي أَشِبِ الْغِيطَانِ مُلْتَفِّ الْحُظُرْ
وسَيَنْشُدُه المؤلِّفُ مَرَّةً أُخْرَى في بابِ الإبدالِ (ص335).
اللغةُ: (حُفَّتْ) أُحِيطَتْ، (بِأَطْوَادِ) جَمْعُ طَوْدٍ –بفتحٍ فسكونٍ – وأصلُه الجبلُ العالي، وأرادَ هنا الشديدَ الارتفاعِ، ثمَّ أَبْدَلَ منه قولَه: (جِبَالٍ وسَمُرْ)، والجبالُ: جَمْعُ جَبَلٍ، والسَّمُرُ – بفتحِ السينِ وضمِّ الميمِ – جمعُ سَمُرَةٍ، وهي شجرةٌ عاليةٌ مرتفعةٌ، وتُجْمَعُ جمعَ السلامةِ على سَمُرَاتٍ كما في قولِ امْرِئِ القَيْسِ:
كَأَنِّي غَدَاةَ الْبَيْنِ لَمَّا تَحَمَّلُوا = لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
(عَيَائِيلُ) جمعُ عَيِّلٍ – بفتحِ العينِ وتشديدِ الياءِ مكسورةً – وهو واحدُ العِيَالِ، والمرادُ به هنا أَشْبَالُ السِّباعِ، وقيلَ: الصوابُ في هذه الكَلِمَةِ: (غَيَائِيلُ) جَمْعُ غَيْلٍ – بفتحِ الغينِ المعجمةِ وسكونِ الياءِ على غيرِ قياسٍ – وهو مَوْضِعُ الأسدِ، (نُمُرْ) بضمَّتَيْنِ – جمعُ نَمِرٍ – بفتحٍ فكسرٍ – وهو حيوانٌ كاسِرٌ معروفٌ.
الإعرابُ: (فيها) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ مُقَدَّمٌ، (عَيَائِيلُ) مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ، وهو مضافٌ و(أُسُودٍ) مضاف إليه مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ، (ونُمُرِ) الواوُ حرفُ عطفٍ، نُمُرْ: معطوفٌ على أُسُودٍ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ، وسُكِّنَ لأجلِ الوقفِ.
الشاهدُ فيه: قولُه: (وَنُمُرْ) بضمِّ النونِ والميمِ جميعاً، وللعلماءِ فيه ثلاثةُ أَوْجُهٍ:
أَوَّلُها: أنه فُعُلٌ بضمتيْنِ من أوَّلِ الأمرِ.
وثانيها: أنَّ أَصْلَه نُمُورٌ على فُعُولٍ، ثمَّ اقْتُطِعَ بحذفِ الواوِ.
وثالثُها: أنَّ أَصْلَه نُمْرٌ بسكونِ الميمِ، ثمَّ وُقِفَ عليه بنقلِ حركةِ آخرِه إلى ما قبلَها أو أُتْبِعَ ثانيه لأوَّلِه، وهذا الثالِثُ ذَكَرَه ابنُ الضائِعِ.
ويُسْتَدَلُّ بهذا الشاهِدِ في بابِ الإبدالِ في قَوْلِهِ: (عَيَائِيلُ)؛ حيثُ أُبْدِلَتِ الهمزةُ مِن الياءِ، معَ كَوْنِها مفصولةً مِن آخِرِ الكَلِمَةِ بحرفٍ، وهو ياءُ الإشباعِ، وسيأتي للمؤلِّفِ الاستشهادُ به هناكَ ونَذْكُرُ وجهَه.

([2]) وقد يكونُ هذا الوجهُ أَقْرَبَ إلى القَبُولِ؛ لأنَّا وَجَدْنَاهُم يَحْذِفُونَ واوَ (فَعُولٍ) إذا اضْطُرُّوا لذلك، فمِن هذا قولُ الأَخْطَلِ التَّغْلِبِيِّ:
كَلَمْعِ أَيْدِي مَثَاكِيلَ مُسَلَّبَةٍ = يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَنَاتِ الدَّهْرِ وَالْخُطُبِ
أرادَ أنْ يقولَ: (وَالْخُطُوبِ) جمعَ خَطْبٍ، فلم يُسَاعِدْه الوَزْنُ؛ فحَذَفَ الواوَ.
ومن ذلك قولُ الآخَرِ:
إِنَّ الذي قَضَى بِذَا قاضٍ حَكَمْ = أَنْ تَرِدَ الْمَاءَ إِذَا غَابَ النُّجُمْ
فإنَّه أرادَ أنْ يقولَ: (إذا غَابَ النُّجُومُ) فلم يَسْتَقِمْ له الوزنُ؛ فحَذَفَ الواوَ.

([3]) المُدْيُ – بضمِّ الميمِ وسكونِ الدالِ – مِكْيَالٌ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: هو القَفِيزُ الشَّامِيُّ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هو مِكْيَالٌ ضَخْمٌ لأهلِ الشامِ وأهلِ مِصْرَ، ويُجْمَعُ على أَمْدَاءٍ. قالَ سِيبَوَيْهِ: لا يُكْسَرُ على غيرِ ذلكَ، وهو غيرُ المُدِّ.

([4]) 549- هذا الشاهِدُ مِن كلامِ الطِّرْمَاحِ، قالَه صاحِبُ اللِّسَانِ (مَادَّةُ أَضَا)، والذي أَنْشَدَهُ المؤلِّفُ هنا صدرُ بيتٍ مِن الوافِرِ، وعَجُزُهُ قَوْلُه:
*مَحَافِرُهَا كَأَشْرِبَةِ الإِضِينَا*

اللغةُ: (الأَيَاصِرُ) جمعُ أَيْصَرَ، وهو حَبْلٌ قَصِيرٌ يُشَدُّ في أسفلِ الخِبَاءِ إلى وَتَدٍ، (النُّؤُيُّ) جمعُ نُؤْيٍ - بضمٍّ فسكونٍ - وهي حُفَيْرَةٌ تُجْعَلُ حولَ الخِباءِ؛ لئلاَّ يَدْخُلَهُ المطرُ، (الإِضِينُ) – =بكسرة الهمزةِ والضادِ المعجمةِ – جَمْعُ أَضَاةٍ، وهذا مُلْحَقٌ بجَمْعِ المذكَّرِ السالِمِ؛ لِكَوْنِ المفردِ ليسَ عَلَماً ولا وَصْفاً لِمُذَكَّرٍ عاقلٍ. وأصلُ نُؤُيٌّ نُؤُوي – بضمِّ النونِ والهمزةِ بعدَهما واوٌ – فلَمَّا اجْتَمَعَ الواوُ والياءُ وسَبَقَتْ إِحداهما بالسكونِ قُلِبَتِ الواوُ ياءً، ثمَّ أُدْغِمَتِ الياءُ في الياءِ، ثُمَّ قُلِبَتْ ضَمَّةُ الهمزةِ كَسْرَةً لِتُنَاسِبَ الياءَ، ويجوزُ قَلْبُ ضمَّةِ النونِ كسرةً أيضاً للمناسبةِ، ويجوزُ بَقَاؤُها بحَالِها.
الإعرابُ: (خَلَتْ) خَلاَ: فِعْلٌ ماضٍ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جَوَازاً تَقْدِيرُهُ هي، والتاءُ للتأنيثِ، (إلاَّ) أداةُ استثناءٍ، (أَيَاصِرَ) منصوبٌ على الاستثناءِ، (أو) حرفُ عطفٍ، (نُؤُيًّا) معطوفٌ على أَيَاصِرَ.
الشاهدُ فيه: قولُه: (نُؤُيًّا) بضمِّ النونِ والهمزةِ وتشديدِ الياءِ – فإنَّه جمعُ نُؤْيٍ – بضمِّ النونِ وسكونِ الهمزةِ، بزِنَةِ قُفْلٍ – وأَصْلُه نُؤُوي، على فُعُولٍ – بضمِّ الفاءِ والعينِ – فاجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ في كَلِمَةٍ، وسَبَقَتْ إحداهما بالسكونِ، فقُلِبَتِ الواوُ ياءً، ثُمَّ أُدْغِمَتِ الياءُ في الياءِ، فصارَ نُؤُيًّا، فالنونُ مضمومةٌ، والياءُ مُشَدَّدَةٌ، والهمزةُ بينَهما أَصْلُها الضمُّ، وتُكْسَرُ لِمُنَاسَبَةِ الياءِ، ويجوزُ أيضاً كَسْرُ النونِ للتناسُبِ على ما بَيَّنَّاهُ في لغةِ البيتِ، فافْهَمْ ذلك.

([5]) الْحُصُّ، والوَرْسُ: الزَّعْفَرَانُ، ومنه قولُ عَمْرِو بنِ كُلْثُومٍ:
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا = إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا

([6]) الصُّرَدُ – بضمِّ الصادِ وفتحِ الراءِ المهملتيْنِ – طائرٌ.

([7]) الخَرِبُ – بفتحِ الخاءِ وكسرِ الراءِ – ذَكَرَ =الحباريُّ: وسُمِّيَ بذلك؛ لأنَّه يَسْكُنُ الخِرَابَ، ويُجْمَعُ على خِرْبانٍ، بكسرِ الخاءِ وسكونِ الراءِ.

([8]) الصُِّوارُ – بكسرِ الصادِ أو ضَمِّها – القَطِيعُ من بَقَرِ الوَحْشِ، وجمعُه صِيرَانٌ، وأصلُه صُورَانٌ، فقُلِبَتِ الواوُ ياءً؛ لِسُكُونِها إِثْرَ كَسْرَةٍ.

([9]) الظَّلِيمُ – بفتحِ الظاءِ – ذَكَرُ النعامِ، وجَمْعُه ظِلْمَانٌ، بكسرِ الظاءِ أو ضَمِّها.

([10]) الجَذَعُ – بفتحِ الجيمِ والذالِ جميعاً – الثَّنِيُّ مِن المَعْزِ.

([11]) الكَثِيبُ: الرملُ المُجْتَمِعُ.

([12]) قد وَرَدَ ذلك في قولِ الشاعِرِ:
فَضَحْتُمْ قُرَيْشاً بِالْفِرَارِ، وَأَنْتُمُ = قُمُدوُّنَ سُودانٌ عِظَامُ الْمَنَاكِبِ
وزَعَمَ الفَرَّاءُ أنَّ (سُودَانٌ) جمعُ سُودٍ، وسُودٌ جَمْعُ أَسْوَدَ. فسُودَانٌ جمعُ الجَمْعِ، وهو مردودٌ بأنَّ جَمْعَ الجمعِ غيرُ الأصلِ، وبأنَّ فُعْلاً – بضمِّ أَوَّلِهِ وسكونِ ثَانِيهِ – إذا كانَ صِفَةً لا يُجْمَعُ على فُعْلاَنٍ.



  #4  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 11:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


814- وبِفُعُولٍ فَعِلٌ نحوُ: كَبِدْ = يُخَصُّ غَالبًا كَذَاكَ يَطَّرِدْ
815- فِي فَعْلٍ اسْمًا مُطْلَقَ الفَا، وفَعَلْ = لَهُ، وللْفِعَالِ فِعْلَانٌ حَصَلْ
816- وشَاعَ فِي حُوْتٍ وقَاعٍ مَعَ مَا = ضَاهَاهُمَا، وقَلَّ فِي غَيْرِهِمَا.
(وبفعولٍ فَعِلٌ نحوُ: كَبِدْ * يُخَصُّ غَالبًا) أَيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جَمْعِ الكثرةِ فُعُولٌ، وهُوَ مُطَّرِدٌ فِي اسْم عَلَى فَعِل، نحوُ: كَبِدٍ وكُبُودٍ، ونَمِرٍ ونُمُورٍ، وأَشَارَ بقولِهِ: "يَخُصُّ" إلى أَنَّهُ لايُجَاوِزُ فَعُولًا إِلَى غيرِهِ مِنْ جُمُوعِ الكَثْرَةِ غالبًا، وأَشَارَ بقولِهِ "غَالبًا" إِلَى أَنَّهُ قَدْ يُجْمَعُ عَلَى غيرِ فُعُولٍ نَادِرًا نحوُ: نَمِرٍ ونُمُرٍ ونِمَارٍ أيضًا، كَمَا مَرَّ (كذَاكَ يَطَّرِدُ * فِي فَعْلٍ اسْمًا مُطْلَقَ الفَا) أَيْ: يَطَّرِدُ أيضًا فُعُولٌ فِي اسْمٍ عَلَى فَعْلٍ أو فِعْلٍ أو فُعْلٍ، وهُو معنَى قولِهِ: "مُطْلَقَ الفَا" نحوُ: كَعْبٍ وكُعُوبٍ، وحِمْلٍ وحُمُولٍ، وجُنْدٍ وجُنُودٍ، واحْتَرَزَ بالاسمِ عَنِ الوصفِ، نحوُ: صَعْبٍ وجِلْفٍ وحُلْوٍ، فَلَا يُجْمَعُ عَلَى فُعُولٍ إِلَّا مَا شَذَّ مِنْ ضَيْفٍ وضُيُوفٍ.
تنبيهٌ: اطِّرَادُ فُعُولٍ فِي فَعْلٍ مشروطٌ بِأَنْ لا تكونَ عَيْنُهُ واوًا، كَحَوضٍ وشذَّ فُوُوجٌ فِي فَوْجٍ، ومشروطٌ فِي فُعْلٍ بأنُ لا تكونَ عيْنُهُ واوًا أيضًا كحُوْتٍ، ولا لَامُهُ، يَاءً كمُدْي، وأنُ لا يكونَ مُضَاعَفًا، نحوُ: خُفُّ، وشَذَّ نُئِيٌ فِي نُؤْي ومِنْهُ قَالَتْ [مِنَ الوَافِرِ]:
1178- خَلَتْ إِلَّا أَيَاصِرَ أو نُئِيَّا = مَحَافِرُهَا كَأَشْرِبَةِ الإِضِيْنَا
والنُّؤْىُ: حُفَيْرَةٌ حولِ الخُبِاءُ لِئَلَّا يَدْخُلَهُ مَاءُ المَطَرِ، وشَذَّ حُصٌّ وحُصُوصٌ، والحُصُّ بالمُهْمَلَتَيْنِ وهُو الوَرْسُ.
(وفَعَلْ لَهُ) فَعَلْ: مبتدأٌ، ولَهُ: خَبَرُهُ، والضميرُ لفُعُولِ، أيْ: فَعَلٌ مِنْ أَفْرَادِ فُعُولٍ، نحوُ: أَسَدٍ وأُسُودٍ وشَجَنٍ وشُجُونٍ ونَدَبٍ ونُدُوبٍ وذَكَرٍ وذُكُورٍ.
تنبيهاتٌ: الأولُ: تَرَدَّدَ كلامُ المُصَنفِ فِي أَنَّ فُعُولًا مَقِيْسٌ فِي فَعَلٍ أو محفوظٌ؛ فمَشَى فِي (التَّسْهِيْلِ) عَلَى الأولِ، وفِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) عَلَى الثانِي، وبِهِ جَزَمَ الشارحُ، وظاهرُ كلامِهِ هُنَا موافقةُ التَّسْهِيْلِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِي هذَا النظمِ غَالبًا إلا المُطَّرِدَ، ولَمَّا يَذْكُرُ غيرَهُ يشيرُ إِلَى عَدَمِ اطِّرَادِهِ، غَالبًا بِقَدْ أو نحوِ: قُلَّ أو نَدَرَ، وأمَّا قولُ الشارحِ "ويُحْفَظُ فعولٌ فِي فَعَلٍ، ولذلكَ قالَ ـ يعنِي المصنف ـ وفَعَلٌ لَهُ، يَعْنِي لَهُ فُعُولٌ، ولَمْ يُقَيِّدْهُ باطِّرَادٍ، فَعُلِمَ أَنَّهُ محفوظٌ" ففيهِ نَظَرٌ، لأَنَّ مِثْلَ هذِهِ العُبَارَةِ إِنَّمَا يَسْتَعْمِلُهَا المصنفُ فِي الغالبِ فِي المُطَّرِدِ عَلَى مَا هُو بَيِّنٌ مِنْ صَنِيْعِهِ.
الثانِي: إِذَا قُلْنَا إِنَّ فَعُولًا مَقِيْسٌ فِي فَعَلٍ، فذلكَ بشرطينِ، أنْ يكونَ اسْمًا، وأَنْ لا يكونَ مُضَاعَفًا، فَلا يُقَالُ في نَصَفَ نُصُوفُ، ولا فِي لَبَبٍ لُبُوبٍ، وشَذَّ فِي طَلَلٍ طُلُولٌ.
الثالثُ: جَعَل المصنفُ فُعُولًا فِي (التَّسْهِيْلِ) عَلَى ثلاثِ مراتِبِ: مَقِيْسًا فِي الأوزانِ الأربعةِ المذكورةِ فِي النظمِ بشروطِهَا المذكورةِ، ومَسْمُوعًا فِي فَاعِلٍ وصْفًا غيرَ مُضَاعَفٍ، كَرَادٍّ ولا مُعْتَلَّ العينِ كقَائِمٍ، نحوُ: شَاهِدٍ وشُهُودٍ، وفِي نحوِ: فَسْلٍ وفَوْجٍ وسَاقٌ وبَدْرَةٍ وشُعْبَةٍ، وقُنَّةٍ، وشَاذًّا فِي نحوِ: ظَرِيْفٍ وأَنَسَةٍ وحَصٍّ وأَسْيِنَةٍ.
(ولِلْفُعَالِ فِعْلَانٌ حَصَلْ) أَيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جَمْعِ الكثرةِ فِعْلَانٌ بكسرِ الفاءِ وهو مُطَّرِدٌ فِي اسْمٍ عَلَى فُعَالٍ، نحوُ: غُرَابٍ وغِرْبَانٍ وغُلَامٍ وغِلْمَانٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قولِهِ: "وغَالبًا أَغْنَاهُمْ فِعْلَانُ فِي فُعَل" التنبيهُ عَلَى اطِّرَادِهِ فِي فُعَلٍ نحو: صُرَدٍ وصِرْدَانٍ (وشَاعَ) أَيْ: كَثُرَ فِعْلانُ (فِي حُوْتٍ وقَاعٍ مَعَ مَا * ضَاهَاهُمَا) مِنْ كُلِّ اسْمٍ عَلَى فُعْلٍ أو عَلَى فُعْلٍ وَاوِيِّ العينِ، فالأولُ نحوُ: حُوْتٍ وحِيْتَانٍ، ونُوْنٍ ونِيْنَانٍ، وكُوْزٍ وكِيْزَانٍ، والثانِي نحوُ: قاعٍ وقِيْعَانٍ وتَاجٍ وتِيْجَانٍ وجَارٍ وجِيْرَانٍ.
تنبيهٌ: هُوَ مُطَّرِدٌ فِي الأولِ مِنْ هَذَين، كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) واقْتَضَاهُ كلامُ (التَّسْهِيْلِ).
(وقُلْ ِفي غَيْرِهِمَا) أَيْ: مَجِيءُ فِعْلَانٍ فِي غيرِ مَا ذُكِرَ قليلٌ، يُحْفَظُ ولا يُقَاسُ عليهِ، فَمِنْ ذَلكَ فِي الأسماءِ قُنْوٌ وقِنْوَانٌ، وصِوَارٌ وصِيرَانٌ، والصِّوَارُ: قطيعُ بَقَرِ الوَحْشِ ـ وغَزَالٌ وغُزْلَانٌ، وخَرُوفٌ وخِرْفَانٌ، وظَلِيْمٌ وظُلْمَانٌ، والظَّلِيْمُ ذَكَرُ النعامِ، وحَائِطٌ وحِيْطَانٌ، ونِسْوَةٌ ونِسْوَانٌ، وعِيْدٌ وعِيْدَانٌ، وبُرْكَةٌ وبِرْكَانٌ، والبُرْكَةُ بالضمِّ اسمٌ لبعضِ طيرِ الماءِ، وقَضْفَةٌ وقَضْفَان، والقَضْفَةُ بالفتحِ الأَكَمَةُ، وفِي الأَوْصَافِ شَيْخٌ وشَيْخَان، وشُجَاعٌ وشُجْعَان.
تنبيهٌ: مُقْتَضَى كَلَامِهِ هُنَا وفِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) وعَلَيْهِ مَشَى الشارحُ أَنَّ فِعْلَانَ لا يَطَّرِدُ فِي فَعَل صَحِيْحِ العينِ كخَرِبٍ وخِرْبَان، وأَخٍ وإِخْوَانِ، ومُقْتَضَى كلامِهِ فِي (التَّسْهِيْلِ) اطِّرَادُهُ فِيْهِ، والخَرَبُ ذَكَرُ الحُبَارِى.
817- (وفَعْلًا اسْمًا وفَعِيلًا وفَعَلْ = غيرَ مُعَلِّ العَيْنِ فَعْلَانٌ شَمَلْ)
أيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جَمْعِ الكَثْرَةِ فُعْلانٌ ـ بضمِّ الفاءِ ـ وهُو مَقِيْسٌ فِي اسْمٍ عَلَى فَعْلٍ، نحوُ: بَطْنٍ وبُطْنَانٍ وظَهْرٍ وظُهْرَانٍ أو فَعِيْلٍ نحوُ: قَضِيْبٍ وقُضْبَانٍ وَرَغِيْفٍ ورُغْفَانٍ، أو فَعَلٍ صحيحِ العينِ نحوُ: ذَكَرٍ وذُكْرَانٍ، وجَمَلٍ وجُمْلَان وخرَجَ بقولِهِ "اسْمًا" نحوُ: ضَخْمٌ وجَمِيْلٌ وبَطَلٌ، وبقولِهِ: "غَيْرَ مُعَلِّ العينِ"، نحوُ: قَوْدٍ فَلَا يُجْمَعُ مِنْهَا عَلَى فُعْلَان.
تنبيهاتٌ: الأولُ: ذَكَرَ المُصنفُ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) وتَبِعَهُ الشارحُ فِي أَمْثِلَةِ فَعَلٍ، نحوُ: جَذَعٍ وجُذْعَان، وذَكَرَ فِي (التَّسْهِيْلِ) أَنَّ فُعْلَانَ يُحْفَظُ فِي جَذَعٍ ولا يُقَاسُ عليهِ لأَنَّهُ صِفَةٌ.
الثانِي: اقْتَضَى كلامُهُ أَنَّ نحوَ: ذِئْبٍ وذُؤْبَانٍ غيرُ مَقِيْسٍ، وصَرَّحَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) بأنَّهُ قليلٌ، لكنَّهُ فِي (التَّسْهِيْلِ) عَدَّهُ مِنَ المَقِيْسِ.
الثالثُ: اقْتَضَى كلامُهُ أيْضًا أَنَّ فُعْلَانًا مَقِيْسٌ، فِي نحوِ: سَيْفٍ وقَوْسٍ وقَاعٍ وعَوِيْلٍ، لأَنَّهُ لَمْ يَشْتَرطْ صحةَ العينِ إِلَّا ِفي الأخيرِ، وهو فَعَلُ بفتحتينِ.
الرابعُ: مِمَّا يُحْفَظُ فِيْهِ فُعْلَانُ فَاعِل كحَاجِزٍ وحُجْزَانٍ، وأَفْعَلُ فَعْلَاءُ كأَسْوَدَ وسُوْدَان وأَعْمَى وعُمْيَان، وفُعَال كحُوَارٍ وحُورَانٍ وزُقَاقٍ وزُقَّانٍ، ذَكَرَها سِيْبَوَيْهِ وفَعَلَةٌ كقَضْفَةٍ وقَضْفَان، وفَعُول كقَعُود وقُعْدَان.
818- ولِكَرِيْمٍ وبَخِيْلٍ فُعَلا = كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا قَدْ جُعِلَا
819- ونَابَ عَنْهُ أَفْعِلَاءُ فِي المُعَلّ = لامًا ومُضْعَفٍ وغَيْرُ ذَاكَ قَلّ

(ولِكَرِيْمٍ وبَخِيْلٍ فُعَلَا = كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا قَدْ جُعِلَا)
أيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جَمْعِ الكثرةِ "فُعَلَاءُ" وهو مَقِيْسٌ فِي "فَعِيْلٍ" وصْفًا لمُذَكَّرٍ عاقلٍ بمعنَى اسْمِ فاعلٍ غيرِ مُضَاعَفٍ، ولا مُعْتَلِّ اللامِ، فشَمِلَ الذِي بمعنَى اسمِ الفاعلِ، مَا كَانَ بمعنَى فَاعِلٍ نحوُ: كَرِيْمٍ وبَخِيْلٍ وظَرِيْفٍ ومَا كَانَ بمعنَى مُفْعِلٍ نحوُ: سَمِيْعٍ بمعنَى مُسْمِعٍ، وما كانَ بمعنَى مُفَاعِلٍ نحوُ: خَلِيْطٍ بمعنَى مُخَالِطٍ، فَكُلُّهَا تُجْمَعُ عَلَى فُعَلَاء، فَيُقَالُ: كُرَمَاء، وبُخَلَاء، وظُرَفَاء وسُمَعَاء، وخُلَطَاءُ، وخَرَجَ بالوصفِ الاسْمُ، نحوُ: قَضِيْبٍ ونَصِيْبٍ، فلا يُقَالُ قُضَبَاءٌ ولا نُصَبَاءٌ، وبالمذكرِ المؤنثُ نحوُ: رَمِيْمٍ وشَرِيْفَةٍ فلَا يُقَالُ عِظَامٌ رُمَمَاء، ولا نساءٌ شُرَفَاء، وأَمَّا خُلَفَاءُ فِي جَمْعِ خَلِيْفَةٍ، ونساءٌ سفهاءُ فبطريقِ الحَمْلِ علَى المُذَكَّرِ وبالعاقِلِ غيرِ العاقلِ نحوُ: مَكَانٌ فَسِيْحٌ فَلَا يُقَالُ فِي جَمْعِهِ فُسَحَاءٌ، وبكونِهِ بمعنَى فَاعِلٍ، نحوُ: قَتِيْلٍ وجَرِيْحٍ، فَلَا يُقَالُ قُتَلَاء ولا جُرَحَاء، وشَذَّ دَفِيْنٌ ودُفَنَاء، وسَجِيْنٌ وسُجَنَاء، وجَلِيْبٌ وجُلَبَاءٌ، وسَتِيْرٌ وسُتَرَاءُ، حَكَاهُنَّ اللِّحْيَانِي، ونَدَرَ أَسِيْرٌ وأُسَرَاءٌ، وبكونِهِ غيرَ مُضَاعَفٍ نحوُ: شَدِيْدٍ ولبَيِبٍ فَلَا يُقَالُ شُدَدَاءٌ، ولا لُبَبَاءُ، وبكونِهِ غيرَ مُعْتَلِّ اللامِ نحوُ: غَنِيٍّ وَوَلِيٍّ، فَلَا يُجْمَعُ علَى فُعَلَاءٍ، ونَدَرَ تَقِيٌّ وتُقَوَاءُ وسَخِيٌّ وسَخَوَاء وسَرِيٌّ وسُرَوَاءُ.
تنبيهاتٌ: الأولُ: أَشَارَ بِذِكْرِ المثالينِ إِلَى اسْتِوَاءِ وَصْفِ المَدْحِ والذَّمِّ مِمَّا اسْتَكْمَلَ الشروطَ فِي الجَمْعِ عَلَى فُعَلَاءَ.
الثانِي: قَوْلُهُ: "كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا" أَيْ شَابَهَهُمَا، يَشْمَلُ ثلاثةَ أمورٍ: المُشَابَهَةَ فِي اللفْظِ والمَعْنَى: نحوُ: ظَرِيْفٍ وشَرِيْفٍ وخَبِيْثٍ ولَئِيْمٍ، والمُشَابَهَةَ فِي اللفظِ دُوْنَ المَعْنَى نحوُ: قَتْيِلٍ وجَرِيْحٍ، وهَذَا غَيْرُ صحيحٍ لِمَا عَرَفْتَ، والمشابهةَ فِي المَعْنَى دُوْنَ اللفظِ نحوُ: صَالِحٍ وشُجَاعٍ وفَاسِقٍ وخُفَافٍ بمعنَى خَفِيْفٍ مِنْ كُلِّ وَصْفٍ دَلَّ عَلَى سَجِيَّة مَدْحٍ أو ذَمٍّ، وهَذَا صحيحٌ أَيْضًا، وعليهِ حَمَلَ الشارحُ معنَى كلامِ الناظمِ لكنَّهُ يُوْهِمُ أَنَّ كُلَّ وَصْفٍ دلَّ عَلَى سَجِيَّةِ مَدحٍ أو ذَمٍّ عَلَى فُعَلَاء، وأَنَّ ذلكَ مُطَّرِدٌ فِيهِ، ولَيْسَ كذلكَ فِيْهِمَا، أَمَّا الأولُ فواضحُ البُطْلَانِ، وأَمَّا الثانِي فَإِنَّ المصنفَ ذَكَرَ فِي (التَّسْهِيْلِ) أَنَّهُ لَا يُقَاسُ مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ عَلَى فَاعِلٍ، أو فَعَالٍ كَمَا مَثَّلْتُ، وذَكَرَ فِيْهِ وفِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) أَنَّ نحوَ: جَبَانٍ وسَمْحٍ وخِلْمٍ ـ وهو الصديقُ ـ مِمَّا نَدَرَ جَمْعُهُ عَلَى فُعَلَاء، وكذلكَ قَوْلُهُم فِي جَمْعِ رَسُولٍ رُسَلَاء، وفِي جَمْعِ وَدُودٍ وُدَدَاء، فَكُلُّ هَذَا مَقْصورٌ عَلَى السماعِ.
الثالثُ: مَا ذَكَرْتُهُ مِنْ أَنَّ كُلَّ وَصْفٍ دَلَّ عَلَى سَجِيَّةِ مَدْحٍ أو ذَمٍّ، وهُو عَلَى فَاعِلٍ أو فَعَالٍ، حُكْمُهُ حُكْمُ فَعِيْلٍ المذكورِ فِي الجَمْعِ عَلَى فُعَلَاء، هُو مَا فِي (التَّسْهِيْلِ) كَمَا تَقَدَّمَ، واقتصرَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) وتَبِعَهُ الشارحُ عَلَى فَاعِلٍ، وعَلَى مَعْنَى المَدْحِ، بَلْ ذَكَرَ فِي (الكَافِيَةِ) أَنَّ فَعَالَا مِمَّا يُقْتَصَرُ فِيْهِ عَلَى السَّمَاعِ، انْتَهَى.
(ونَابَ عَنْهُ) أَيْ: عَنْ فُعَلَاء (أَفْعِلَاءُ فِي المُعَلِّ * لامًا ومُضْعَف) مِنْ فَعِيْلٍ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ، فَالمُعْتَلُّ نحوُ: غَنِيٍّ وأَغْنِيَاءٍ، ووَلِيٍّ وأَوْلِيَاءٍ، والمُضَعَّفُ نحوُ: شَدِيْدٍ وأَشَدِّاءٍ، وخَلِيْلٍ وأَخِلَّاءٍ، وهَذَا لازمٌ إِلَّا مَا نَدَرَ، وتقدَّمَ أنَّهُ نَدَرَ تَقِيٌّ وتُقَواءٌ، وسَخِيٍّ وسُخَوَاءٌ، وسَرِيٍّ وسُرَوَاءٌ، وَأَشَارَ بقولِهِ (وغيرُ ذَاكَ قَلّ) إِلَى أَنَّ وُرُودَ أَفْعِلَاءٍ فِي غَيْرِ المُضَعَّفِ والمُعْتَلِّ قَلِيلٌ، نحوُ: صَدِيقٍ وأصْدِقَاءٍ، وظَنِيْنٍ وأَظِنَّاءٍ ونَصِيْبٍ وأَنْصِبَاءٍ، وهَيِّنٍ وأَهْوِنَاءٍ، فَلَا يُقَاسُ عليهِ، بِخِلَافِ الأولِ.

  #5  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 11:53 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


12- فُعُولٌ
13- فِعْلانُ
815- وبفُعُولٍ فَعِلٌ نَحْوُ كَبِدْ = يُخَصُّ غَالِباً كَذَاكَ يَطَّرِدْ
816- فِي فَعْلٍ اسْماً مُطْلَقَ الْفَا وَفَعَلْ = لَهُ ولِلْفُعَالِ فِعْلانٌ حَصَلْ
817- وَشَاعَ في حُوتٍ وَقَاعٍ مَعَ مَا = ضَاهَاهُمَا وَقَلَّ فِي غَيْرِهِمَا
12- الوزنُ الثانيَ عشَرَ مِنْ أَوْزَانِ جُمُوعِ الكثرةِ: (فُعُولٌ) بضَمِّ أوَّلِهِ وثانيهِ، ويَطَّرِدُ في ألفاظٍ ذَكَرَ ابنُ مالِكٍ منها خَمْسَةً:
1- الاسْمُ الذي على وَزْنِ (فَعِلٍ)؛ نحوُ: كَبِدٍ وكُبُودٍ، ونَمِرٍ ونُمُورٍ، قالَ تعالى: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا}. وهوَ مُلْتَزَمٌ فيهِ غالباً، فلا يَتجاوزُهُ إلى أَوْزَانٍ أُخْرَى مِنْ جموعِ الكثرةِ. ومِنْ غيرِ الغالبِ: نَمِرٌ ونِمارٌ ونُمُرٌ.
2- الاسمُ الذي على وزنِ (فَعْلٍ) وليسَ مُعْتَلَّ العينِ بالواوِ، نحوُ: كعْبٍ وكُعُوبٍ، ورَأْسٍ ورُؤُوسٍ، وعينٍ وعُيُونٍ، قالَ تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ}، جَمْعُ: فَطْرٍ بمعنى: شَقٍّ، وقالَ تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، بخِلافِ: حَوْضٍ؛ لأنَّهُ مُعْتَلُّ العينِ بالواوِ، فلا يُجْمَعُ على (فُعُولٍ).
3- الاسمُ الذي على وزْنِ (فِعْلٍ)، نحوُ: عِلْمٍ وعُلُومٍ، وضِرْسٍ وضُروسٍ، قالَ تعالى في ذِكْرِ الْمُحَرَّمَاتِ: {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ}، وقالَ تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا}.
4- الاسمُ الذي على وَزْنِ (فُعْلٍ) بشَرْطِ ألاَّ يكونَ مُعْتَلَّ العينِ بالواوِ ولا مُضَعَّفَ اللامِ، نحوُ: جُنْدٍ وجُنودٍ، وبُرْدٍ وبُرُودٍ، قالَ تعالى: {وَالْجُرُوحُ قِصَاصٌ}، ومفْرَدُهُ: (جُرْحٌ) بالضَّمِّ، وأمَّا الفَتْحُ فالمرادُ الفِعْلُ.
فإنْ كانَ مُضَعَّفَ اللامِ فالغالبُ جَمْعُهُ على (أفعالٍ)، نحوُ: مُدٍّ وأمدادٍ، وخُفٍّ وأخفافٍ.
وإنْ كانَ مُعْتَلَّ العينِ بالواوِ فإنَّهُ يُجْمَعُ على وَزْنِ (فِعْلانَ) الآتِي.
5- الاسمُ الذي على وزْنِ (فَعَلٍ) الخالِي مِنْ حُرُوفِ العِلَّةِ، نحوُ: أسَدٍ وأُسُودٍ وذَكَرٍ وذُكُورٍ، وهلْ هوَ مَقيسٌ أوْ مَحْفُوظٌ، قَوْلانِ؛ ذكَرَ ابنُ مالِكٍ الأوَّلَ في (التسهيلِ)، والثانيَ في (شرْحِ الكافيَةِ)، فإنْ كانَ معتَلَّ العَينِ جُمِعَ على وَزْنِ (فِعْلانَ) الآتِي.
13- الوزنُ الثالثَ عشرَ: (فِعْلانُ) بكسْرٍ فسكونٍ، وهوَ مَقِيسٌ في ألفاظٍ؛ منها:
1- اسمٌ على وَزْنِ (فُعَالٍ)، نحوُ: غُلامٍ وغِلمانٍ، وغُرابٍ وغِرْبَانٍ، قالَ تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}.
2- اسمٌ على وزْنِ (فُعَلٍ)، نحوُ: جُرَذٍ وجِرْذَانٍ، وصُرَدٍ وصِرْدَانٍ.
3- اسمٌ على وزنِ (فُعْلٍ) مُعْتَلِّ العَينِ، نحوُ: حُوتٍ وحِيتَانٍ، وعُودٍ وعِيدانٍ، قالَ تعالى: {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً}.
4- اسمٌ على وَزْنِ (فَعَلٍ)، والأغلَبُ أنْ تكونَ عَيْنُهُ مُعْتَلَّةً في الأَصْلِ، نحوُ: تَاجٍ وتِيجَانٍ، ونارٍ ونِيرانٍ، وقاعٍ وقِيعانٍ، والأصلُ: تَوَجٌ، ونَوَرٌ، وقَوَعٌ، فتَحَرَّكَ حرْفُ العِلَّةِ في الْمُفْرَدِ وانفتَحَ ما قَبْلَهُ فانقلَبَ ألِفاً.
وما وَرَدَ مِنْ مَجِيءِ (فِعْلانٍ) في غيرِ ما ذُكِرَ فهوَ قليلٌ يُحْفَظُ ولا يُقاسُ عليهِ، نحوُ: غَزالٍ وغِزلانٍ، وخَرُوفٍ وخِرْفَانٍ، ونِسوةٍ ونِسْوَانٍ.
وإلى هذَيْنِ الوزنيْنِ أشارَ بقولِهِ: (وبِفُعُولٍ فَعِلٌ نَحْوُ كَبِدْ.. إلخ)؛ أيْ: يُخَصُّ في الغالبِ بالجمْعِ على وَزْنِ (فُعُولٍ) كلُّ اسمٍ ثلاثيٍّ على وزْنِ (فَعِلٍ)، نحوُ: كبِدٍ. وكذلكَ يَطَّرِدُ (فُعُولٌ) في اسمٍ على وَزْنِ (فَعْلٍ) (مُطْلَقِ الْفَا)؛ أيْ: لَيْسَتْ فَاؤُهُ مُقَيَّدَةً بفَتْحٍ أوْ كَسْرٍ أوْ ضَمٍّ، فيَشْمَلُ مَفْتُوحَ الفاءِ ومكسورَها ومضمومَها كما تَقَدَّمَ، وقولُهُ: (وفَعَلْ لَهُ)، مُبْتَدَأٌ وخبرٌ. والضميرُ لـ(فُعُولٍ)؛ أيْ: (فَعَلٌ) مِنْ أفرادِ (فُعُولٍ) فيُجْمَعُ عليهِ.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ (فِعْلانَ)، وهوَ الوزنُ الثالثَ عشَرَ، مطَّرِدٌ في اسمٍ على (فُعَالٍ). وتَقَدَّمَ في الوزنِ الثاني مِنْ أوزانِ جُموعِ القِلَّةِ عندَ قولِهِ: (وغالباً أغْنَاهُم فِعْلانُ في فُعَلٍ) التنبيهُ على اطِّرَادِهِ في (فُعَلٍ) أيضاً.
ثمَّ بَيَّنَ أنَّ (فِعْلانَ) كثيرٌ في كلِّ اسمٍ على وزْنِ (فُعَلٍ) أوْ (فَعَلٍ) واويِّ العَينِ، وأمَّا في غَيْرِهما فهوَ قليلٌ، إلاَّ ما تَقَدَّمَ مِنْ (فُعَالٍ) و(فُعَلٍ).
14- فُعْلانٌ
818- وَفَعْلاً اسْماً وَفَعِيلاً وَفَعَلْ = غَيْرَ مُعَلِّ الْعَيْنِ فُعْلانٌ شَمَلْ
14- الوزنُ الرابعَ عشرَ مِنْ أوزانِ جُموعِ الكثرةِ: (فُعْلانٌ) بضَمٍّ فسكونٍ، وهوَ مَقِيسٌ في اسْمٍ على وَزْنِ (فَعْلٍ)، نحوُ: ظَهْرٍ وظُهْرانٍ، وبطْنٍ وبُطْنَانٍ. وفي اسمٍ على وَزْنِ (فَعِيلٍ)، نحوُ: رَغيفٍ ورُغْفانٍ، وَكَثِيبٍ وكُثْبَانٍ.
وفي اسمٍ على وَزْنِ (فَعَلٍ) صحيحِ العينِ، نحوُ: ذَكَرٍ وذُكْرانٍ، وبلَدٍ وبُلْدانٍ، قالَ تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}، بخِلافِ: قَوَدٍ، فلا يُجْمَعُ على هذا الوزْنِ؛ لأنَّهُ مُعْتَلُّ العَينِ، وضَخْمٍ وجميلٍ وبَطَلٍ؛ لأنَّها أَوْصَافٌ.
وهذا معْنَى قولِهِ: (وفعلاً اسْماً.. إلخ)؛ أيْ: إِنَّ هذا الوزنَ مِنْ جُموعِ الكثرةِ، وهوَ (فُعْلانٌ)، شَمِلَ مِن الْمُفرداتِ أَنْوَاعاً مِن الأسماءِ؛ منها: (فَعْلٌ وفَعِلٌ وفَعَلٌ) إذا كانَ صحيحَ العَيْنِ. وقولُهُ: (وفَعَلٌ) وَقَفَ عليهِ بالسكونِ على لُغَةِ رَبِيعَةَ، وهوَ معطوفٌ على منصوبٍ.
15- (فُعَلاءٌ)
16- (أَفْعِلاءٌ)
819- وَلِكَرِيمٍ وَبَخِيلٍ فُعَلا = كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا قَدْ جُعِلا
820- وَنَابَ عَنْهُ أَفْعِلاءُ فِي الْمُعَلْ = لاماً وَمُضْعَفٍ وَغَيْرُ ذَاكَ قَلْ
15- الوزنُ الخامسَ عشرَ مِنْ أوزانِ جُموعِ الكثرةِ: (فُعَلاءُ) بضَمٍّ ففَتْحٍ، وهو مَقيسٌ في أشياءَ؛ منها:
1- (فَعِيلٌ) بمعنى: فاعلٍ، وَصْفاً لِمُذَكَّرٍ عاقلٍ، بشرْطِ أنْ يكونَ غيرَ مُضَعَّفٍ ولا مُعْتَلِّ اللامِ؛ نحوُ: كَرِيمٍ وكُرَمَاءَ، وبخيلٍ وبخلاءَ، وظريفٍ وظُرفاءَ، قالَ تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}، وقالَ تعالى: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، وقالَ تعالى: {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا}.
1- (فَاعِلٌ) وَصْفاً دالاًّ على غَرِيزَةٍ وسَجِيَّةٍ، نحوُ: عاقلٍ وعُقلاءَ، ونَابِهٍ ونُبَهَاءَ، أوْ دالاًّ على ما يُشْبِهُ الغريرةَ والسَّجِيَّةَ في الدَّوَامِ وطُولِ البقاءِ، نحوُ: صالحٍ وصُلحاءَ، قالَ تعالى: {أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةٌ أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}، وقالَ تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}.
وخرَجَ بالوصْفِ الاسمُ، نحوُ: نَصيبٍ، فلا يُقَالُ: نُصَبَاءُ، وبالمُذَكَّرِ المُؤَنَّثُ، نحوُ: شَرِيفَةٍ، فلا يُقَالُ: نِساءٌ شُرَفَاءُ، وبالعاقلِ غيرُ العاقلِ، نحوُ: مكانٌ فَسِيحٌ، وبكونِهِ بمعنى فَاعِلٍ نحوُ: قتيلٍ وجريحٍ، وشَذَّ: سَجِينٌ وسُجناءُ، وبكونِهِ غيرَ مُضاعَفٍ نحوُ: شديدٍ، وبكونِهِ غيرَ مُعْتَلِّ اللامِ نحوُ: غَنِيٍّ، فلا يُجْمَعُ على فُعلاءَ.
16- الوزنُ السادسَ عشَرَ: (أَفْعِلاءُ) بفَتْحٍ فسكونٍ فكَسْرٍ ففَتْحٍ، وهوَ مَقيسٌ في كلِّ وَصْفٍ على وزْنِ (فَعِيلٍ) بمعنى: فاعلٍ، إذا كانَ مُضَعَّفاً أوْ مُعْتَلَّ اللامِ، نحوُ: عَزِيزٍ وأعِزَّاءَ، وشديدٍ وأشِدَّاءَ، وقويٍّ وأقوياءَ، ووَلِيٍّ وأولياءَ، قالَ تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، وقالَ تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}.
وقدْ وَرَدَ (أَفْعِلاءُ) جَمْعاً لغيرِ الْمُضَعَّفِ والمعْتَلِّ، وهوَ قليلٌ، نحوُ: صديقٍ وأَصدقاءَ، ونَصيبٍ وأَنْصِباءَ.
وهذا معنى قولِهِ: (ولكريمٍ وبخيلٍ فُعَلا.. إلخ): أيْ أنَّ (فُعَلاءَ) يَطَّرِدُ في فَعيلٍ وَصْفاً لِمُذَكَّرٍ عاقلٍ، سَوَاءٌ كانَ لِمَدْحٍ مثلِ: كريمٍ، أوْ ذَمٍّ مِثْلِ: بَخيلٍ، وكذا ما شابَهَهُما في المعنى، ممَّا يَدُلُّ على غريزةٍ وإنْ لم يُشَابِهْ في الوَزْنِ كما تَقَدَّمَ في الأمثلةِ.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ (أَفْعِلاءَ)، وهوَ الوزْنُ السادسَ عشَرَ، يَنُوبُ عنْ (فُعَلاءَ) في المعتَلِّ اللامِ والمضَعَّفِ، وأنَّ وُرودَهُ في غيرِ المضعَّفِ والمعتَلِّ قليلٌ، فلا يُقاسُ عليهِ، بخِلافِ الأوَّلِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فُعُولٌ, وفِعْلانُ

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir