دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 27 صفر 1436هـ/19-12-2014م, 07:52 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الله الرحمن الرحيم
إجابة اسئلة دورة تاريخ التفسير

السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع
:
النوع الأول: تفسير القرآن للقرآن ومنه صريح وهو ما صحت دلالته من التفسيرفيجزم بدلالته ومنه غير صريح يكون من باب الاجتهاد.وما كان من الاجتهاد لا يحكم انه تفسير إلهي لأنه اجتهاد
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.عن أنس بن مالك قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) وقال : " قال ربكم : أنا أهل أن أتقى ، فلا يجعل معي إله ، فمن اتقى أن يجعل معي إلها كان أهلا أن أغفر له " .
النوع الثالث: ينزل الوحي فيفسر به القرآن فيكون ما يذكره من تفسير القرآن على ما سمعه من الوحي وله تداخل في التفسير بالحديث .
(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:..أحاديث تفسيرية نص في معنى الآية..إما تفسير لفظة أو بيان معنى فيها أو إزالة اشكال او نحوذلك....... ومثاله: تفسير (يوم يكشف عن ساق) في البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " .وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما
النوع الثاني: ....أحاديث ليس فيها تفسير معنى الآية لكن يستدل منها على شيء يتصل بالآية... ومثاله: تفسير ابن عباس لأللمم عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان النطق ، والنفس تمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه " . أخرجاه في الصحيحين ، من حديث عبد الرزاق ، به .
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - مجاهد
2- سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي وقيل أربد.
(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- قتادة
2- محمد بن كعب القرضي
3- سعيد بن جبير
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: لباب التأويل : علي بن محمد الخازن ت752هـ
2: البحر المحيط في التفسير لابو حيان محمد بن يوسف الاندلسي ت645هـ
3: تفسير القرآن العظيم لإسماعيل بن عمر بن كثير القرشي ت774هـ
السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
الضوابط: ألا يخالف هذا التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن
ولا يخالف سنة ثابتة ولا إجماع العلماء.
2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1-منه ما يكون بيانه بتلاوته فهو يخاطب العرب بما يعرفونه وبلسانهم فالقرآن بلسانهم وهذا أكثر ما في القرآن .وقد علموا مراده معرفة يقينية قال تعالى ( واذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)
2- ما يفهم بيانه بسيرته ودعوته فما يدعو إليه وما يجادلهم فيه وبيانه للحق ونهيه عن الباطل كل ذلك يعمل به ويتمثله في سيرته .لذلك كان الصحابة أعلم بالقرآن لانهم شهدوا التنزيل .
3- يسأل ثم يجيب عما سأل عنه بما يزيل الاشتباه واللبس فيسأله الصغير والكبير والرجل والمرأة كما ترد عليه اسئلة من طوائف متعدده من اليهود والنصارى والمنافقين والكفار وغيرهم وهو يجيب عليه الصلاة والسلام.
4- قد يبدأ ببيان مراد الله عز و جل بأن يتلو الآية ويفسرها.
5- قد تحدث وقائع ثم ينزل فيها قرآن فيكشف الشبهة والكربة فيجعله فرقاناً كآية التيمم .
6- ما بيانه بالعمل به وتفصيل شأنه بالسنة النبوية كتفسير الحدود وإقام الصلاة وايتاء الزكاة والحج وووو( صلوا كما رأيتموني أصلي) (خذوا عني مناسككم)
7- مابيانه وحي وهو يكون في الامور التي لا تدرك الا بوحي كالمغيبات القبر وبدأ الخلق واحوال الامم السابقة.
8- مما يختص به التفسير النبوي انه قد يقع في بيان الرسول صلى الله عليه وسلم زيادة معنى لا يملك غيره من المفسرين ان يذكرها لأنها لا تكون إلا بالوحي.
3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
كلام الإمام أحمد رحمه الله محمول على أنه أراد كتب غير الثقات من الكذابين والمتهمين بالكذب والاخباريين والضعفاء الذين ألفو في التفسير وليس لهم معرفة بتمييز الآحاديث صحيحها وضعيفها مثل مقاتل والكلبي والمصلوب وغيرهم ممن تكلم فيهم فهذه الكتب كانت منتشرة في عهد الإمام أحمد فكان رحمه الله يحذر منها ومراده انتقاد ما شاع في عصره من هذه الكتب المؤلفه في هذه العلوم الثلاثه ( التفسير والملاحم والمغازي) حيث أنها تتتضمن كثير من الاقوال المرسلة التي لا أصل لها وفيها كثير من الاخبار الباطلة تروى بأسانيد واهيه.
4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
لأمور :
1-لاستيعاب ما قيل في تفسير الآية.
2- ان في بعض ما قال ما له وجه حسن .
3-ان فيها ما يشكل فيذكرونه للإلمام بما قيل في المسألة وقد يكون صحيح من وجه آخر .
السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
للصحابة رضي الله عنهم تميز واختصاص في فهم التفسير لا يدركه غيرهم فهم كا البحر الكثير الماء الكثير البركة فهم أعلم الناس بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقد عاصروا النبوة وشاهدوا مواقع التنزيل وعرفوا من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ومن دعوته وجهاده معرفة اختصوا بها لا ينالها غيرهم ولقد تنوعت معرفهم وشملت جميع شؤون حياته عليه الصلاة والسلام العامة والخاصة فكلا ينقل ما يعرف من هديه فمنهم من لازمه سنين طوال في مكة والمدينة وفي غزواته وشارك معه وشهد التنزيل معه وهذه المعرفة الحاضرة لا تقاس بما نعلمه مما نقل إلينا فالعيان ليس كالخبر وكذلك في شؤونه الخاصة فقد نقلت زوجاته رضي الله عنهم أمور لا يعرفها غيرهن من هديه وما نزل في حجرهن وما يتلى فيها من الكتاب والحكمة وكذلك من خدمه مثل أنس وبلال وغيرهم كلهم اطلعوا على أمور وعرفوا شؤونه ومواقع التنزيل امور لا يدركها غيرهما الا عن طريق النقل.
كذلك كان يعرض للصحابة رضي الله عنهم ما يحتاجون ان يسألوا عنه فيسألونه فيجيبهم عليه الصلاة والسلام ومن ذلك ما يسأونه عن تفسير القرآن وبيان معانيه وما يشكل عليهم فهذا فضل عظيم جعل لهم مكانة عظيمة في فهم القرآن ومعرفة نزوله ودرجة تقدمهم في تفسير القرآن وكذلك صحة لسانهم وسلامته من اللحن والعجمة وهذا أمر مهم في معرفة الفاظ القرآن ومعاني اساليبه فالقرآن نزل بلسان عربي مبين فكانوا أهل فصاحة . وكذلك مالهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح فهم أهل استجابة لدعوة ربهم ولدعوهم رسولهم وخشية وإنابة والله قد وعد أهل الخشية الانتفاع بالقرآن ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
كذلك تأديبهم وتزكيتهم فقد أدبهم نبيهم عليه الصلاة والسلام واحسن تاديبهم وعلمهم حتى فقهوا من العلم شيئا ومن القرآن ما ظهر أثره عليهم حيث اكملوا مسيرته صلى الله عليه وسلم وفتحوا البلدان.
وقد نقل إلينا كيف يتعلمون القرآن وانه يعرفون معانيه تعلما من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه مبيناً منهج الصحابة في تلقي القرآن : « كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن » .
كما كان للقراء مزيد عناية حتى أنهم يتعلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم الوقوف ويتعلمون عد الآي والتفسير .
قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات ، لم يجاوزوها ، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا . كذلك علمهم رضي الله عنهم بالقراءات والاحرف السبعة وما نسخت تلاوته وذلك قد حوى علما غزيرا لم يبلغنا منه الا ما صح سنده من القراءات وكثير من الاحرف السبعة لم تبلغنا وما نسخ تلاوته لم يبلغنا منه الا الشيء اليسير وقد يكون في بعضه تفسير لم يبلغناعن عبدالله بن عمر قال: لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه.
عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: كم تعدون سورة الأحزاب من آية؟ قال: قلت: ثلاثاً وسبعين، قال أبي: والذي يحلف به إن كانت لتعدل سورة البقرة ولقد قرأنا فيها آية الرجم: الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله، والله عزيز حكيم.
قال عامر بن شراحيل ادركت اصحاب عبدالله بن مسعود واصحاب علي وليس هم بشيء اكره لتفسير القرآن . والمقصد كراهية التخوف يخافون ويتهيبون التفسير لئلا يخطئوا.
وكل ذلك يدل على منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم فهم قد شاهدوا التنزيل والوقائع وعلى درجة من الورع والخشية والانابة والعلمل الصالح كذلك ادربهم وزكاهم نبيهم عليه الصلاة والسلام وكانوا حريصين على العلم فكانوا يسألونه اذا استشكل عليهم فهم آية وكانوا شديدي الورع من القول في التفسير .
2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
-طريقة السؤال والجواب : يطرح العالم بالتفسير سؤلا في التفسير ثم يسمع جوابه ويصحح لمن أخطأ مثال :من حديث الأسود بن هلال قال : قال أبو بكر ، رضي الله عنه : ما تقولون في هذه الآية : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) ؟ قال : فقالوا : ( ربنا الله ثم استقاموا ) من ذنب . فقال : لقد حملتموها على غير المحمل ، ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فلم يلتفتوا إلى إله غيره
- تقرأ الآية عنده فيفسرها. عن الشعبي قال: كان حذيفة جالسا في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} فقالوا: نعم يا حذيفة، من جاء بالحسنة ضعفت له عشرا أمثالها، فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض، وقال: تبا لكم، وكان حديدا، وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار.
قلت: فهم فسروا الحسنة بمطلق الحسنة وكيفية جزائها، لكن حذيفة حمل الحسنة والسيئة على معنى محدد مضبوط، فقال الحسنة هي التوحيد، والسيئة هي الشرك.
عن أبي مدينة الدارمي أنه قال :(كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى
يقرأ أحدهما على الآخر : ( و العصر إن الإنسان لفي خسر ) ، ثم يسلم أحدهما على الآخر )
تصحيح الخطأ: قد يجد عالم التفسير خطأ في فهم الآية فيبين الصحيح فعن أبي بكر الصديق أنه قال أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب
وقد يجتهد بعض الصحابة في فهم آية فيخطئ فإذا عرفوا أنكروا عليه مثال: عن إبن عباس ، أن قدامة بن مظعون ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ، ثم سئل فأقر أنه شربه ، فقال له عمر بن الخطاب : ما حملك على ذلك ، فقال : لأن الله يقول : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالِحات جناح فيما طعموا إذا ما إتقوا وآمنوا ، وعملوا الصالحات ، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين ، ومن أهل بدر ، وأهل أحد ، فقال : للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا ، فقال : لإبن عباس : أجبه ، فقال : إنما أنزلها عذراً لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان ، حجة على الباقين ثم سأل من عنده ، عن الحد فيها ، فقال علي بن أبي طالب : إنه إذا شرب هذي ، وإذا هذي إفترى الأعيان ثمانين.
أن يبتدئ به المفسّر في المجلس فيفسّر ما يتيسّر له كما ذكر عن ابن عباس أنّه فسّر سورة البقرة وسورة النور في خطبة الحج.
أن يقصد طالب علم التفسير أحد المفسّرين فيقرأ عليه القرآن ويسأله عن التفسير كما صحّ عن مجاهد بن جبر أنه قال: (قرأت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت).
3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الاسود وعبده السلماني و مسروق و محمد بن شرحيل
السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
كانت بدايات تدوين التفسير ما ذكر عن مجاهد رحمه الله أنه كان يعرض القرآن على ابن عباس رضي الله عنه ويسأله عن كل آية ويكتب ذلك وكذلك سعيد بن جبير رحمه الله وأربدة التميمي فكانوا يكتبون عن ابن عباس رضي الله عنه.
عكرمة (ت:104)هـ مولى ابن عباس اخذ التفسير عن ابن عباس وكان عالما بالتفسير وكان ابن عباس يستحسن بعض الاوجه ،اشتهر تفسيره لانه كان يعلم الصبيان فلما كبروا رووا عنه.
الضحاك بن مزاحم (105 هـ)اشتهر بسبب أنه كتب تفسيرا ولم يكن فيه تفاسير مكتوبة وأكثر الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه .
الحسن البصري(ت:110 هـ)كان عالما بالتفسير مفتي جليل القدر روى عن ام سلمة رضي الله عنها وأنس بن مالك رضي الله عنهما جمعت رواياته.
محمد بن كعب القرضي(ت:108هـ) وقيل(117هـ)كان يعلم التفسير في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قتادة بن دعامة السدوسي(ت:118هـ) له مرويات في التفسير يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
السدي الكبير اسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي (127هـ) ما يروى عنه يحتاج تمحيص.
عطاء بن مسلم الخرساني (ت:135هـ) أول من كتب في التفسير وله تفسير مطبوع غير مرتب على السور.
علي بن أبي طلحة (ت:143هـ)اشتهرت صحيفته التي يرويها عن أبي نجيح عن مجاهد وعن بعض أصحاب ابن عباس عن ابن عباس وهذه الصحيفة مفقودة.
محمد بن السائب الكلبي (ت:146هـ)كان مفسر ونساب واخباري إلا إنه متهم بالكذب متروك الحديث وصاحب غرائب في تفسيره.
مقاتل بن سليمان البلخي ( ت:152هـ)وهو أول من جمع مرويات التفسير وقد اشتغل بالتفسير عرف بالمفسر وتفسيره أول تفسير تاماً من أول سورة إلى آخر سورة.
عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج ( ت:151هـ)كتابه مفقود.
محمد بن إسحاق بن يسار( ت:151 هـ) له صحيفة هذه الصحيفة عامة ما فيها مرويات عن سعيد بن جبير وعكرمة وفيها ما أفرد به سعيد او عكرمة عن محمد بن محمد مولى زيد بن ثابت وهو مجهول عند المحدثين. رويت مفرقة في تفسير الن جرير وابن ابي حاتم وابن كثير كذلك.
أبو النضر سعيد بن عروبة العدوي البصري (ت: 156 هـ)له تفسير مفقود.
الامام الجليل سفيان الثوري( ت:161 هـ)له تفسير ناقص غير مكتمل من البقرة الى الطور لكنه فيه كلام.
نافع بن أبي نعيم( ت:169) هـ له تفسير مطبوع صغير .
مالك بن أنس الأصبحي أفرد في كتابه الموطأ كتاباً مختصرا فيه بعض أحكام القرآن والتفسير مختصر .
مسلم بن خالد الزنجي (ت:179 هـ) له رسالة في التفسير .
يحي بن اليمان( ت:188 هـ)تفسيره مطبوع وكله من تفسير سعيد بن جبير رواه عنه.
هذه تفاسير مختصرة عبارة عن صحائف يسيرة
عبدالله بن وهب المصري (ت:197) هـ تفسيره ( الجامع في تفسير القرآن ) وهو تفسير مختصر.
سفيان بن عيينة الهلالي( ت: 198 .هـ) له كتاب في التفسير برواية أبي عبيدالله المخزومي .
المحدثون كالبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ولنسائي وابن ابي شيبة كانوا يروون التفسير باسانيدهم على طريقتهم ،البخاري جعل في صحيحه كتاب التفسير وكذلك الترمذي وابن ابي شيبة وعبدالرزاق قبلهم ت:211هـ أفرد كتابا للتفسير طبع باسم تفسير عبدالرزاق وكذلك بقية بن مخلد له كتاب في التفسير
خالد بن عبدالرحمن المخزومي وكتابه مفقود
السدي الصغير محمد بن مروان له تفسير لكنه ضعيف وهو من اشتهر بالمروي بالاسناد الواهي .
بدايات القرن الثالث ونهاية القرن الثاني:
محمد بن ادريس الشافعي ( ت: هـ) لم يكن له كتاب في التفسير ولكن كان له أثر كبير ونقلة في تعاطي العلماء مسائل التفسير وأثر فيمن بعده فقد احيا علم الاحتجاج بالقرآن والسنة وبيان أنواع الاستدلال في كتابه ( الرسالة) قال الامام أحمد :( الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس)
ابن خزيمة : شيخ النقاش المفسر له تفسير مفقود .
عبدالرزاق الصنعاني ألف كتاب لكنه يعتمد على سرد الروايات .
ابو عبيد القاسم بن سلام هو أول من ألف في القراءات وله فضائل القرآن فيه شيء من التفسير.
سنيد المصيصي حسين بن داود يلقب بالمحتسب ( ت: 229هـ) صاحب التفسير الكبير يكثر ابن جرير الرواية عنه.
سعيد بن منصور الخرساني ( ت:227هـ) كتابه ( ) كان مفقودا وعثر عليه مؤخرا.
أبو بكر بن شيبة تفسيره في مصنفه.
الإمام أحمد بن حنبل ( ت: 241هـ) ذكر أن له تفسير والخلاف في وجوده ، نقل ابن القيم في بدائع الفوائد مسائل في التفسير من المروي عن الإمام أحمد.
عبيد بن حميد واسمه عبدالحميد الكشي ( ت: 249هـ) له تفسير طبع قطعة منه .
عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي التميمي ( ت:255 )تفسيره مفقود وله في سننه كتاب فضائل القرآن.
الإمام البخاري (ت: ) له كتاب فضائل القرآن وتفسير القرآن وفي بعض الابواب ربما يفسر بعض الآيات في الترجمة وغالبا يعتمد تفسير مجاهد.
الإمام مسلم (ت: 281) في كتابه الصحيح ابواب تتعلق بفضل القرآن.
ابن ماجه تفسيره مفقود.
ابن قتيبة : من اللغويين والمحدثين له كتاب غريب القرآن وهو نوع من التفسير وله تأويل مشكل القرآن وهو مطبوع.
بقي بن مخلد الاندلسي ( ت:299) له تفسير كبير مفقود.اثنى على تفسيره ابن حزم ثناءا جليلا .
محمد بين ادريس المنذري الرازي ( ت:277) والد ابن ابي حاتم له تفسير مفقود.
محمد بن عيسى الترمذي : له في كتابه السنن كتاب تفسير القرآن .
الحسين بن فضل البجلي (ت:282) من أئمة اهل السنن محدث له تفسير مفقود.لم يقتصر على المرويات بل يذكر من فهمه معاني الآيات.
في آخر القرن الثالث ظهر لون جديد وهو الاقتصار على أحكام القرآن:
أبو اسحاق الجهضمي (ت:282) كتابه أحكام القرآن وهو مختصر.
سهل بن عبدالله التستري : من المتصوفه له كتاب تفسير وتفسيره المطبوع مجموع من كلامه.
نوع جديد في التأليف وهو ان الأئمة اللغويين واصحاب علم اللغة والنحو كان لهم عناية بالقرآن لم يعتمدوا التفسير بالروايات وإنما يفسرون القرآن باللغة والقراءات والأشعار يتعرضون للمعاني عرضاً ممن اشتهر بذلك:
أبو عمرو بن العلاء التميمي (ت: 154) وهو أحد القراء السبعة.
الخليل الفراهيدي: كتابه العين أصله معجم لغوي لكنه عرض لكثير من المفردات من القرآن ويفسرها ويبين معناها بلغة العرب وربما باشعارهم. أتم كتابه الليث بن المظفر
الأخفش الكبير (ت:177) أمل من كتب في تفسير الاشعار.
سيبويه : كتابه ( الكتاب) في النحو فيه مسائل تتعلق بمعاني القرآن.
يونس بن حبيب الضبي(ت:183) تلميذ أبو العلاء من علماء اللغة وربما سأل عن التفسير فيبين المعنى اللغوي.
الكسائي: له كتاب مفقود في معاني القرآن وفي متشابه القرآن.
يحي بن سلام ابن أبي ثعلبه (ت:200) له تفسير أكثره يعتني فيه باللغة وهو تفسير كامل .
الأخفش الأوسط سعيد بن مسعده البلخي
يحي بن زياد الفراء ( ت:207) كتابه معاني القرآن أملاه على طلابه وهو أهم مراجع العلماء في التفسير وله كتاب لغات القرآن.
أبو عبيدة معمر بن المثنى(208) كتابه مجاز القرآن.
أبو عبيد القاسم بن سلام : كتابه ( الغريب المصنف) وكتاب فضائل القرآن.
عبدالله بن مسلم بن قتيبة : كتاب غريب القرآن ومشكل القرآن.
بداية القرن الرابع : أبو عبدالرحمن النسائي له كتاب فضائل القرآن والسنن الكبرى استخرج منها كتاب تفسير القرآن .
الفريابي ( ت:301) له كتاب فضائل القرآن على المرويات.
إبراهيم بن إسحاق الانماطي (ت:303) له تفسير كبير مفقود.
ابن جرير الطبري (ت:310) أهم الكتب المؤلفة .
السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري. امتاز بأنه جامع لانواع العلوم وكان رحمه الله لديه معرفة بالحديث والاصول فكان منهجه حسن في الموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض وتمييز الاقوال ، ويظهر فيه علمه بالفقة والعربية .
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي. تفسير مهم اعتنى به مؤلفه عناية كبيرة وهو بارع في إعمال اصول التفسير وفي نقد الاقوال والترجيح بينها وذلك ببراعة حسنة يظهر منه إرادة الحق.
(3) معاني القرآن للزجاج. امتاز بانه توسع فيه كثيرا اوسع توسع في معاني القرآن من أهل اللغة في عصره فهو أكبر من تفسير الفراء.
(4) تفسير الثعلبي. امتاز بأنه من أجل الكتب قيمته ليست في تحريره العلمي وإنما في كثرة مصادره فكثير منها مفقود ولديه تلخيص حسن فكثير من المفسرين اعتنوا به ونقلوا عنه في كتب التفسير فهو من المراجع المهمة لكثرة مراجعه التي رجع اليها.
(5) أضواء البيان للشنقيطي . كتاب عظيم وهو من أجل الكتب في هذا النوع وأعظمها نفعا.

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري. يؤخذ عليه أنه كان معتزلي جلد معلن اعتزاله ومفتخر به فيظهر في تفسير الكشاف اعتزالياته منها ماهو ظاهر ومنها ماهو خفي الدلالة قيل تستخرج بالمناقيش من دقتها وغموضها ، كذلك الاقوال الخاطئة في التفسير عند التتبع نجد انها من تفسير الزمخشري.
(2) التفسير الكبير للرازي.. يؤخذ عليه انه يكثر من الشبة ويرد عليها واعتمد على كتب المعتزلة كالزمخشري وابن ابي حاتم ووافقهم على بعض أقوالهم ورد بعضها واعتمد في تفسيرك طريقة تقسيم الكلام في الاية الى مسائل وتفريعات كثيرة ويكثر ايراد الشبة والردود ويكثر من الاستطرادات وتوسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط وانتقد بأنه ينتهج طريقة المتكلمين وضعف معرفته بالحديث وضعف معرفته بالقراءات ولم يتم تفسيره.
(3) النكت والعيون للماوردي. كان رحمه الله يروي الاقوال دون اسناد وبعضها يكون اسناده واهي مما يوهم بصحة اسانيدها فنقلت عنه على ان اسنادها صحيح فنقل عنه ابن عطية وابن الجوزي وغيرهم هذا الخطا ينسبون القول لقائلة كابن عباس او قتادة ويرجعون ذلك السند للماوردي ، كذلك يزيد في التفسير بأوجه من عنده من باب الاحتمال وكثير منها فيه تكلف ومن الاوجه ماهو بعيد الاولى الا يذكر.
(4) تفسير الثعلبي. يؤخذ عليه انه يروي الاحاديث والاثار باسناده ولكن ليس متين الرواية ويكثر من الاسرائليات واحيانا يجمع بين حديث صحيح وآخر ضعيف يجمعهما بمساق واحد بلفظ واحد كما فعل بقصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين حديث عائشة رضي الله عنها وابن عباس رضي الله عنه ساقهما مساق واحد ونقله عدد من المفسرين ومنشأ الخطأ منه رحمه الله ، كذلك يروي بعض المرويات بلا تمييز
(5) تنوير المقباس. هذا الكتاب برواية السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وهو إسناد واهـ وقد اعترف الكلبي في آخر حياته عن روايته عن الن عباس عند طريق الي صالح أنها كذب .
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد انه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 28 صفر 1436هـ/20-12-2014م, 01:11 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم الله الرحمن الرحيم
إجابة اسئلة دورة تاريخ التفسير

إجمالي الدرجات = 99 / 100
(16 / 16) السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع
:
النوع الأول: تفسير القرآن للقرآن ومنه صريح وهو ما صحت دلالته من التفسيرفيجزم بدلالته ومنه غير صريح يكون من باب الاجتهاد.وما كان من الاجتهاد لا يحكم انه تفسير إلهي لأنه اجتهاد
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.عن أنس بن مالك قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) وقال : " قال ربكم : أنا أهل أن أتقى ، فلا يجعل معي إله ، فمن اتقى أن يجعل معي إلها كان أهلا أن أغفر له " .
النوع الثالث: ينزل الوحي فيفسر به القرآن فيكون ما يذكره من تفسير القرآن على ما سمعه من الوحي وله تداخل في التفسير بالحديث .
(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:..أحاديث تفسيرية نص في معنى الآية..إما تفسير لفظة أو بيان معنى فيها أو إزالة اشكال او نحوذلك....... ومثاله: تفسير (يوم يكشف عن ساق) في البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " .وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما
النوع الثاني: ....أحاديث ليس فيها تفسير معنى الآية لكن يستدل منها على شيء يتصل بالآية... ومثاله: تفسير ابن عباس لأللمم عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان النطق ، والنفس تمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه " . أخرجاه في الصحيحين ، من حديث عبد الرزاق ، به .
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - مجاهد
2- سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي وقيل أربد.
(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- قتادة
2- محمد بن كعب القرضي
3- سعيد بن جبير
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: لباب التأويل : علي بن محمد الخازن ت752هـ
2: البحر المحيط في التفسير لابو حيان محمد بن يوسف الاندلسي ت645هـ
3: تفسير القرآن العظيم لإسماعيل بن عمر بن كثير القرشي ت774هـ


(16 / 16)
السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
الضوابط: ألا يخالف هذا التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن
ولا يخالف سنة ثابتة ولا إجماع العلماء.
2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1-منه ما يكون بيانه بتلاوته فهو يخاطب العرب بما يعرفونه وبلسانهم فالقرآن بلسانهم وهذا أكثر ما في القرآن .وقد علموا مراده معرفة يقينية قال تعالى ( واذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)
2- ما يفهم بيانه بسيرته ودعوته فما يدعو إليه وما يجادلهم فيه وبيانه للحق ونهيه عن الباطل كل ذلك يعمل به ويتمثله في سيرته .لذلك كان الصحابة أعلم بالقرآن لانهم شهدوا التنزيل .
3- يسأل ثم يجيب عما سأل عنه بما يزيل الاشتباه واللبس فيسأله الصغير والكبير والرجل والمرأة كما ترد عليه اسئلة من طوائف متعدده من اليهود والنصارى والمنافقين والكفار وغيرهم وهو يجيب عليه الصلاة والسلام.
4- قد يبدأ ببيان مراد الله عز و جل بأن يتلو الآية ويفسرها.
5- قد تحدث وقائع ثم ينزل فيها قرآن فيكشف الشبهة والكربة فيجعله فرقاناً كآية التيمم .
6- ما بيانه بالعمل به وتفصيل شأنه بالسنة النبوية كتفسير الحدود وإقام الصلاة وايتاء الزكاة والحج وووو( صلوا كما رأيتموني أصلي) (خذوا عني مناسككم)
7- مابيانه وحي وهو يكون في الامور التي لا تدرك الا بوحي كالمغيبات القبر وبدأ الخلق واحوال الامم السابقة.
8- مما يختص به التفسير النبوي انه قد يقع في بيان الرسول صلى الله عليه وسلم زيادة معنى لا يملك غيره من المفسرين ان يذكرها لأنها لا تكون إلا بالوحي.
3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
كلام الإمام أحمد رحمه الله محمول على أنه أراد كتب غير الثقات من الكذابين والمتهمين بالكذب والاخباريين والضعفاء الذين ألفو في التفسير وليس لهم معرفة بتمييز الآحاديث صحيحها وضعيفها مثل مقاتل والكلبي والمصلوب وغيرهم ممن تكلم فيهم فهذه الكتب كانت منتشرة في عهد الإمام أحمد فكان رحمه الله يحذر منها ومراده انتقاد ما شاع في عصره من هذه الكتب المؤلفه في هذه العلوم الثلاثه ( التفسير والملاحم والمغازي) حيث أنها تتتضمن كثير من الاقوال المرسلة التي لا أصل لها وفيها كثير من الاخبار الباطلة تروى بأسانيد واهيه.
4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
لأمور :
1-لاستيعاب ما قيل في تفسير الآية.
2- ان في بعض ما قال ما له وجه حسن .
3-ان فيها ما يشكل فيذكرونه للإلمام بما قيل في المسألة وقد يكون صحيح من وجه آخر .

(8 / 9 )
السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
للصحابة رضي الله عنهم تميز واختصاص في فهم التفسير لا يدركه غيرهم فهم كا البحر الكثير الماء الكثير البركة فهم أعلم الناس بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقد عاصروا النبوة وشاهدوا مواقع التنزيل وعرفوا من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ومن دعوته وجهاده معرفة اختصوا بها لا ينالها غيرهم ولقد تنوعت معرفهم وشملت جميع شؤون حياته عليه الصلاة والسلام العامة والخاصة فكلا ينقل ما يعرف من هديه فمنهم من لازمه سنين طوال في مكة والمدينة وفي غزواته وشارك معه وشهد التنزيل معه وهذه المعرفة الحاضرة لا تقاس بما نعلمه مما نقل إلينا فالعيان ليس كالخبر وكذلك في شؤونه الخاصة فقد نقلت زوجاته رضي الله عنهم أمور لا يعرفها غيرهن من هديه وما نزل في حجرهن وما يتلى فيها من الكتاب والحكمة وكذلك من خدمه مثل أنس وبلال وغيرهم كلهم اطلعوا على أمور وعرفوا شؤونه ومواقع التنزيل امور لا يدركها غيرهما الا عن طريق النقل.
كذلك كان يعرض للصحابة رضي الله عنهم ما يحتاجون ان يسألوا عنه فيسألونه فيجيبهم عليه الصلاة والسلام ومن ذلك ما يسأونه عن تفسير القرآن وبيان معانيه وما يشكل عليهم فهذا فضل عظيم جعل لهم مكانة عظيمة في فهم القرآن ومعرفة نزوله ودرجة تقدمهم في تفسير القرآن وكذلك صحة لسانهم وسلامته من اللحن والعجمة وهذا أمر مهم في معرفة الفاظ القرآن ومعاني اساليبه فالقرآن نزل بلسان عربي مبين فكانوا أهل فصاحة . وكذلك مالهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح فهم أهل استجابة لدعوة ربهم ولدعوهم رسولهم وخشية وإنابة والله قد وعد أهل الخشية الانتفاع بالقرآن ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
كذلك تأديبهم وتزكيتهم فقد أدبهم نبيهم عليه الصلاة والسلام واحسن تاديبهم وعلمهم حتى فقهوا من العلم شيئا ومن القرآن ما ظهر أثره عليهم حيث اكملوا مسيرته صلى الله عليه وسلم وفتحوا البلدان.
وقد نقل إلينا كيف يتعلمون القرآن وانه يعرفون معانيه تعلما من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه مبيناً منهج الصحابة في تلقي القرآن : « كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن » .
كما كان للقراء مزيد عناية حتى أنهم يتعلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم الوقوف ويتعلمون عد الآي والتفسير .
قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات ، لم يجاوزوها ، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا . كذلك علمهم رضي الله عنهم بالقراءات والاحرف السبعة وما نسخت تلاوته وذلك قد حوى علما غزيرا لم يبلغنا منه الا ما صح سنده من القراءات وكثير من الاحرف السبعة لم تبلغنا وما نسخ تلاوته لم يبلغنا منه الا الشيء اليسير وقد يكون في بعضه تفسير لم يبلغناعن عبدالله بن عمر قال: لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه.
عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: كم تعدون سورة الأحزاب من آية؟ قال: قلت: ثلاثاً وسبعين، قال أبي: والذي يحلف به إن كانت لتعدل سورة البقرة ولقد قرأنا فيها آية الرجم: الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله، والله عزيز حكيم.
قال عامر بن شراحيل ادركت اصحاب عبدالله بن مسعود واصحاب علي وليس هم بشيء اكره لتفسير القرآن . والمقصد كراهية التخوف يخافون ويتهيبون التفسير لئلا يخطئوا.
وكل ذلك يدل على منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم فهم قد شاهدوا التنزيل والوقائع وعلى درجة من الورع والخشية والانابة والعلمل الصالح كذلك ادربهم وزكاهم نبيهم عليه الصلاة والسلام وكانوا حريصين على العلم فكانوا يسألونه اذا استشكل عليهم فهم آية وكانوا شديدي الورع من القول في التفسير .
2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
-طريقة السؤال والجواب : يطرح العالم بالتفسير سؤلا في التفسير ثم يسمع جوابه ويصحح لمن أخطأ مثال :من حديث الأسود بن هلال قال : قال أبو بكر ، رضي الله عنه : ما تقولون في هذه الآية : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) ؟ قال : فقالوا : ( ربنا الله ثم استقاموا ) من ذنب . فقال : لقد حملتموها على غير المحمل ، ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فلم يلتفتوا إلى إله غيره
- تقرأ الآية عنده فيفسرها. عن الشعبي قال: كان حذيفة جالسا في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} فقالوا: نعم يا حذيفة، من جاء بالحسنة ضعفت له عشرا أمثالها، فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض، وقال: تبا لكم، وكان حديدا، وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار.
قلت: فهم فسروا الحسنة بمطلق الحسنة وكيفية جزائها، لكن حذيفة حمل الحسنة والسيئة على معنى محدد مضبوط، فقال الحسنة هي التوحيد، والسيئة هي الشرك.
عن أبي مدينة الدارمي أنه قال :(كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى
يقرأ أحدهما على الآخر : ( و العصر إن الإنسان لفي خسر ) ، ثم يسلم أحدهما على الآخر )
تصحيح الخطأ: قد يجد عالم التفسير خطأ في فهم الآية فيبين الصحيح فعن أبي بكر الصديق أنه قال أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب
وقد يجتهد بعض الصحابة في فهم آية فيخطئ فإذا عرفوا أنكروا عليه مثال: عن إبن عباس ، أن قدامة بن مظعون ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ، ثم سئل فأقر أنه شربه ، فقال له عمر بن الخطاب : ما حملك على ذلك ، فقال : لأن الله يقول : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالِحات جناح فيما طعموا إذا ما إتقوا وآمنوا ، وعملوا الصالحات ، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين ، ومن أهل بدر ، وأهل أحد ، فقال : للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا ، فقال : لإبن عباس : أجبه ، فقال : إنما أنزلها عذراً لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان ، حجة على الباقين ثم سأل من عنده ، عن الحد فيها ، فقال علي بن أبي طالب : إنه إذا شرب هذي ، وإذا هذي إفترى الأعيان ثمانين.
أن يبتدئ به المفسّر في المجلس فيفسّر ما يتيسّر له كما ذكر عن ابن عباس أنّه فسّر سورة البقرة وسورة النور في خطبة الحج.
أن يقصد طالب علم التفسير أحد المفسّرين فيقرأ عليه القرآن ويسأله عن التفسير كما صحّ عن مجاهد بن جبر أنه قال: (قرأت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت).
3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الاسود وعبده السلماني و مسروق و محمد بن شرحيل [عمرو بن شرحبيل]

(9 / 9 ) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
كانت بدايات تدوين التفسير ما ذكر عن مجاهد رحمه الله أنه كان يعرض القرآن على ابن عباس رضي الله عنه ويسأله عن كل آية ويكتب ذلك وكذلك سعيد بن جبير رحمه الله وأربدة التميمي فكانوا يكتبون عن ابن عباس رضي الله عنه.
عكرمة (ت:104)هـ مولى ابن عباس اخذ التفسير عن ابن عباس وكان عالما بالتفسير وكان ابن عباس يستحسن بعض الاوجه ،اشتهر تفسيره لانه كان يعلم الصبيان فلما كبروا رووا عنه.
الضحاك بن مزاحم (105 هـ)اشتهر بسبب أنه كتب تفسيرا ولم يكن فيه تفاسير مكتوبة وأكثر الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه .
الحسن البصري(ت:110 هـ)كان عالما بالتفسير مفتي جليل القدر روى عن ام سلمة رضي الله عنها وأنس بن مالك رضي الله عنهما جمعت رواياته.
محمد بن كعب القرضي(ت:108هـ) وقيل(117هـ)كان يعلم التفسير في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قتادة بن دعامة السدوسي(ت:118هـ) له مرويات في التفسير يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
السدي الكبير اسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي (127هـ) ما يروى عنه يحتاج تمحيص.
عطاء بن مسلم الخرساني (ت:135هـ) أول من كتب في التفسير وله تفسير مطبوع غير مرتب على السور.
علي بن أبي طلحة (ت:143هـ)اشتهرت صحيفته التي يرويها عن أبي نجيح عن مجاهد وعن بعض أصحاب ابن عباس عن ابن عباس وهذه الصحيفة مفقودة.
محمد بن السائب الكلبي (ت:146هـ)كان مفسر ونساب واخباري إلا إنه متهم بالكذب متروك الحديث وصاحب غرائب في تفسيره.
مقاتل بن سليمان البلخي ( ت:152هـ)وهو أول من جمع مرويات التفسير وقد اشتغل بالتفسير عرف بالمفسر وتفسيره أول تفسير تاماً من أول سورة إلى آخر سورة.
عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج ( ت:151هـ)كتابه مفقود.
محمد بن إسحاق بن يسار( ت:151 هـ) له صحيفة هذه الصحيفة عامة ما فيها مرويات عن سعيد بن جبير وعكرمة وفيها ما أفرد به سعيد او عكرمة عن محمد بن محمد مولى زيد بن ثابت وهو مجهول عند المحدثين. رويت مفرقة في تفسير الن جرير وابن ابي حاتم وابن كثير كذلك.
أبو النضر سعيد بن عروبة العدوي البصري (ت: 156 هـ)له تفسير مفقود.
الامام الجليل سفيان الثوري( ت:161 هـ)له تفسير ناقص غير مكتمل من البقرة الى الطور لكنه فيه كلام.
نافع بن أبي نعيم( ت:169) هـ له تفسير مطبوع صغير .
مالك بن أنس الأصبحي أفرد في كتابه الموطأ كتاباً مختصرا فيه بعض أحكام القرآن والتفسير مختصر .
مسلم بن خالد الزنجي (ت:179 هـ) له رسالة في التفسير .
يحي بن اليمان( ت:188 هـ)تفسيره مطبوع وكله من تفسير سعيد بن جبير رواه عنه.
هذه تفاسير مختصرة عبارة عن صحائف يسيرة
عبدالله بن وهب المصري (ت:197) هـ تفسيره ( الجامع في تفسير القرآن ) وهو تفسير مختصر.
سفيان بن عيينة الهلالي( ت: 198 .هـ) له كتاب في التفسير برواية أبي عبيدالله المخزومي .
المحدثون كالبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ولنسائي وابن ابي شيبة كانوا يروون التفسير باسانيدهم على طريقتهم ،البخاري جعل في صحيحه كتاب التفسير وكذلك الترمذي وابن ابي شيبة وعبدالرزاق قبلهم ت:211هـ أفرد كتابا للتفسير طبع باسم تفسير عبدالرزاق وكذلك بقية بن مخلد له كتاب في التفسير
خالد بن عبدالرحمن المخزومي وكتابه مفقود
السدي الصغير محمد بن مروان له تفسير لكنه ضعيف وهو من اشتهر بالمروي بالاسناد الواهي .
بدايات القرن الثالث ونهاية القرن الثاني:
محمد بن ادريس الشافعي ( ت: هـ) لم يكن له كتاب في التفسير ولكن كان له أثر كبير ونقلة في تعاطي العلماء مسائل التفسير وأثر فيمن بعده فقد احيا علم الاحتجاج بالقرآن والسنة وبيان أنواع الاستدلال في كتابه ( الرسالة) قال الامام أحمد :( الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس)
ابن خزيمة : شيخ النقاش المفسر له تفسير مفقود .
عبدالرزاق الصنعاني ألف كتاب لكنه يعتمد على سرد الروايات .
ابو عبيد القاسم بن سلام هو أول من ألف في القراءات وله فضائل القرآن فيه شيء من التفسير.
سنيد المصيصي حسين بن داود يلقب بالمحتسب ( ت: 229هـ) صاحب التفسير الكبير يكثر ابن جرير الرواية عنه.
سعيد بن منصور الخرساني ( ت:227هـ) كتابه ( ) كان مفقودا وعثر عليه مؤخرا.
أبو بكر بن شيبة تفسيره في مصنفه.
الإمام أحمد بن حنبل ( ت: 241هـ) ذكر أن له تفسير والخلاف في وجوده ، نقل ابن القيم في بدائع الفوائد مسائل في التفسير من المروي عن الإمام أحمد.
عبيد بن حميد واسمه عبدالحميد الكشي ( ت: 249هـ) له تفسير طبع قطعة منه .
عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي التميمي ( ت:255 )تفسيره مفقود وله في سننه كتاب فضائل القرآن.
الإمام البخاري (ت: ) له كتاب فضائل القرآن وتفسير القرآن وفي بعض الابواب ربما يفسر بعض الآيات في الترجمة وغالبا يعتمد تفسير مجاهد.
الإمام مسلم (ت: 281) في كتابه الصحيح ابواب تتعلق بفضل القرآن.
ابن ماجه تفسيره مفقود.
ابن قتيبة : من اللغويين والمحدثين له كتاب غريب القرآن وهو نوع من التفسير وله تأويل مشكل القرآن وهو مطبوع.
بقي بن مخلد الاندلسي ( ت:299) له تفسير كبير مفقود.اثنى على تفسيره ابن حزم ثناءا جليلا .
محمد بين ادريس المنذري الرازي ( ت:277) والد ابن ابي حاتم له تفسير مفقود.
محمد بن عيسى الترمذي : له في كتابه السنن كتاب تفسير القرآن .
الحسين بن فضل البجلي (ت:282) من أئمة اهل السنن محدث له تفسير مفقود.لم يقتصر على المرويات بل يذكر من فهمه معاني الآيات.
في آخر القرن الثالث ظهر لون جديد وهو الاقتصار على أحكام القرآن:
أبو اسحاق الجهضمي (ت:282) كتابه أحكام القرآن وهو مختصر.
سهل بن عبدالله التستري : من المتصوفه له كتاب تفسير وتفسيره المطبوع مجموع من كلامه.
نوع جديد في التأليف وهو ان الأئمة اللغويين واصحاب علم اللغة والنحو كان لهم عناية بالقرآن لم يعتمدوا التفسير بالروايات وإنما يفسرون القرآن باللغة والقراءات والأشعار يتعرضون للمعاني عرضاً ممن اشتهر بذلك:
أبو عمرو بن العلاء التميمي (ت: 154) وهو أحد القراء السبعة.
الخليل الفراهيدي: كتابه العين أصله معجم لغوي لكنه عرض لكثير من المفردات من القرآن ويفسرها ويبين معناها بلغة العرب وربما باشعارهم. أتم كتابه الليث بن المظفر
الأخفش الكبير (ت:177) أمل من كتب في تفسير الاشعار.
سيبويه : كتابه ( الكتاب) في النحو فيه مسائل تتعلق بمعاني القرآن.
يونس بن حبيب الضبي(ت:183) تلميذ أبو العلاء من علماء اللغة وربما سأل عن التفسير فيبين المعنى اللغوي.
الكسائي: له كتاب مفقود في معاني القرآن وفي متشابه القرآن.
يحي بن سلام ابن أبي ثعلبه (ت:200) له تفسير أكثره يعتني فيه باللغة وهو تفسير كامل .
الأخفش الأوسط سعيد بن مسعده البلخي
يحي بن زياد الفراء ( ت:207) كتابه معاني القرآن أملاه على طلابه وهو أهم مراجع العلماء في التفسير وله كتاب لغات القرآن.
أبو عبيدة معمر بن المثنى(208) كتابه مجاز القرآن.
أبو عبيد القاسم بن سلام : كتابه ( الغريب المصنف) وكتاب فضائل القرآن.
عبدالله بن مسلم بن قتيبة : كتاب غريب القرآن ومشكل القرآن.
بداية القرن الرابع : أبو عبدالرحمن النسائي له كتاب فضائل القرآن والسنن الكبرى استخرج منها كتاب تفسير القرآن .
الفريابي ( ت:301) له كتاب فضائل القرآن على المرويات.
إبراهيم بن إسحاق الانماطي (ت:303) له تفسير كبير مفقود.
ابن جرير الطبري (ت:310) أهم الكتب المؤلفة .
(25 / 25 ) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري. امتاز بأنه جامع لانواع العلوم وكان رحمه الله لديه معرفة بالحديث والاصول فكان منهجه حسن في الموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض وتمييز الاقوال ، ويظهر فيه علمه بالفقة والعربية .
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي. تفسير مهم اعتنى به مؤلفه عناية كبيرة وهو بارع في إعمال اصول التفسير وفي نقد الاقوال والترجيح بينها وذلك ببراعة حسنة يظهر منه إرادة الحق.
(3) معاني القرآن للزجاج. امتاز بانه توسع فيه كثيرا اوسع توسع في معاني القرآن من أهل اللغة في عصره فهو أكبر من تفسير الفراء.
(4) تفسير الثعلبي. امتاز بأنه من أجل الكتب قيمته ليست في تحريره العلمي وإنما في كثرة مصادره فكثير منها مفقود ولديه تلخيص حسن فكثير من المفسرين اعتنوا به ونقلوا عنه في كتب التفسير فهو من المراجع المهمة لكثرة مراجعه التي رجع اليها.
(5) أضواء البيان للشنقيطي . كتاب عظيم وهو من أجل الكتب في هذا النوع وأعظمها نفعا.

(25 / 25 ) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري. يؤخذ عليه أنه كان معتزلي جلد معلن اعتزاله ومفتخر به فيظهر في تفسير الكشاف اعتزالياته منها ماهو ظاهر ومنها ماهو خفي الدلالة قيل تستخرج بالمناقيش من دقتها وغموضها ، كذلك الاقوال الخاطئة في التفسير عند التتبع نجد انها من تفسير الزمخشري.
(2) التفسير الكبير للرازي.. يؤخذ عليه انه يكثر من الشبة ويرد عليها واعتمد على كتب المعتزلة كالزمخشري وابن ابي حاتم ووافقهم على بعض أقوالهم ورد بعضها واعتمد في تفسيرك طريقة تقسيم الكلام في الاية الى مسائل وتفريعات كثيرة ويكثر ايراد الشبة والردود ويكثر من الاستطرادات وتوسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط وانتقد بأنه ينتهج طريقة المتكلمين وضعف معرفته بالحديث وضعف معرفته بالقراءات ولم يتم تفسيره.
(3) النكت والعيون للماوردي. كان رحمه الله يروي الاقوال دون اسناد وبعضها يكون اسناده واهي مما يوهم بصحة اسانيدها فنقلت عنه على ان اسنادها صحيح فنقل عنه ابن عطية وابن الجوزي وغيرهم هذا الخطا ينسبون القول لقائلة كابن عباس او قتادة ويرجعون ذلك السند للماوردي ، كذلك يزيد في التفسير بأوجه من عنده من باب الاحتمال وكثير منها فيه تكلف ومن الاوجه ماهو بعيد الاولى الا يذكر.
(4) تفسير الثعلبي. يؤخذ عليه انه يروي الاحاديث والاثار باسناده ولكن ليس متين الرواية ويكثر من الاسرائليات واحيانا يجمع بين حديث صحيح وآخر ضعيف يجمعهما بمساق واحد بلفظ واحد كما فعل بقصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين حديث عائشة رضي الله عنها وابن عباس رضي الله عنه ساقهما مساق واحد ونقله عدد من المفسرين ومنشأ الخطأ منه رحمه الله ، كذلك يروي بعض المرويات بلا تمييز
(5) تنوير المقباس. هذا الكتاب برواية السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وهو إسناد واهـ وقد اعترف الكلبي في آخر حياته عن روايته عن الن عباس عند طريق الي صالح أنها كذب .
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد انه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك
إجمالي الدرجات = 99 / 100
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

يرجى الاهتمام بالأخطاء الكتابية ، والاهتمام بالهمزات وأنواعها من قطع ووصل ونحوهما .

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 08:18 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

جزاكم الله خيرا
ما كتب باللون الاحمر ( اللمم وكذلك العمل الصالح وأدبهم وعبده ) كلها موجده بالاصل فقد كتبتها لكن لا أعلم لماذ تنقص عند التصحيح وهكذا في الواجبات الاخرى تكون موجوده بالاصل ولكن في الاقتباس تنقص ويمكنكم الاطلاع على ذلك فقد كتبتها بوركتم

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 08:28 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
إجابة اسئلة دورة أنواع المؤلفات في علوم القرآن الكريم

السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1: المراد بعلوم القرآن من حيث
:
الإطلاق اللغوي :كل العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم سواء كان خادم له أو مستنبط منه فهو علوم قرآن.
المعنى الخاص :أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواحي شتى يصلح كل بحث منها أن يكون علماً مستقلاً.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات تتضمن بعض مسائل علوم القرآن ككتب الحديث ومتونه وشروحه وكتب اللغة وكتب أصول الفقه وكتب التفسير وكتب العقيدة.
ب: الكتب المؤلفة تأليفا خاصاً في هذا العلم مع جمع موضوعاته أو الكتب الموسوعية في علوم القرآن الكريم .. تكون على وجه الشمول والاستيعاب لاكثر موضوعات علوم القرآن وتسمى المؤلفات الجامعة في هذا العلم.
ج: كتب مفردة في نوع واحد من أنواع علوم القرآن ، كتاب في اسباب النزول وكتاب في الناسخ والمنسوخ وآخر في المكي والمدني وكتاب في جمع القرآن وهكذا.


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب .فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن... للإمام ابن الجوزي ت: 597هــ .

4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :

أ:الكتاب: الناسخ والمنسوخ في القرآن : لأبي عُبيد القاسم بن سلاّم
ب:الناسخ والمنسوخ في كتاب الله لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس.
ج: كتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، للإمام أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي،


السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.

مهم من جهتين:
1- جهة القراءة والتحصيل فهذه يختار لها الكتب المناسبة التي يختارها في الغالب أهل الشأن و العلم و ينصحون بها الطلاب ومن يسألهم من المهتمين بالعلم ، وهذا من أهم الأشياء لأنه قد يقرأ كتب لا تناسب مستواه أو غيرها أفضل منها فهذا من تضييع الأوقات ومن باب تفضيل المفضول على الفاضل أو قد يكون في بعض الكتب من الشبة والإنحرافات ما يؤثر على مسار الطالب وفهمه لكتاب الله وعلى مساره العلمي لأن تكوينه يحتاج لمنهج صحيح فالكتب التي يحتاجها للقراءة هي في الغالب محدودة فينبغي ان تختار بعناية وأن تكون تجمع بين مناسبتها لمستوى الطالب والمادة العلمية الصحيحة المحررة وان تكون متوفرة ومتاحة له خاصة اذا كان هناك شح في الكتب ولا يشترط أن تكون كثيرة وإنما من الكتب التي تكون أصل في الموضوع أو مرجع رئيس في هذا العلم.
2- جهة البحث العلمي وهذا باب واسع فطالب العلم اذا دخل غمار البحث يحتاج الى المكتبة القرآنية اذا كان متخصص في القرآن أو المكتبة العامة حسب بحثه ليلم بأمهات المصادر بل قد يحتاج كتب كثيرة في بحثه من أجل التوثيق والاطلاع وليكون على تصور للموضوع الذي يبحث به اذ لا يمكن تصوره تصورا كاملا الا بالاطلاع على كتب المتقدمين والمتأخرين.

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .

مباحث علوم القرآن: 1- حقيقته.2- مصدره. 3- نزوله . 4-حفظه . 5-نقله . 6- بيانه أو تفسيره . 7- لغته وأساليبه . 8- أحكامه.

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثر التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث لانه صار علوم القرآن مقرر مستقل يدرس في الجامعات ابتداءا بجامعة الازهر العريقة ثم الاخرى التي فيها كليات شرعية تعنى بالدراسات الاسلامية والقرآنية.

السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.


يعد كتاب المقدمات من أحسن الكتب تحريراً وتحقيقاً وترتيباً فهو كتاب جمع صاحبه فيه بين حسن الترتيب والتحقيق للمسائل التي بها اشكالات مع حرصه على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التي وردت في علوم القرآن وهذه ميزة يندر أن تكون في كتب علوم القرآن يحكم على الآثار ولا يكاد يذكر إلا الاحاديث الصحيحة والروايات المعتمدة مع الحكم عليها فهو كتاب مفيد من أحسن ما ألف في الكتب المتأخرة في علوم القرآن.

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.

كتاب إتقان البرهان جزيل بالثناء كتاب فيه تحرير بديع ونقاش مفصل ورد على الشبهات ويتحدث فيه بلغة علمية حوارية مقنعة يختم كل موضوع بذكر الشبهات التي ذكرت فيه ثم يرد عليها.

السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :

1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
يؤخذ عليه أنه رغم كثرة مصادره إلا إنه لا يحرر ولا يحقق وفيه من الأشياء ما يحتاج تمحيص لذلك فهو ليس بذي بال عند المتخصصين من حيث قيمته العلمية ويذكر الروايات ولا يحكم عليها وقد تكون ضعيفة او باطلة ولا يبين رأية في مسائل مشهورة وخلافية ويذكر بعض الانواع التي تتعلق بخواص القرآن ذكر أشياء لا تليق بدعية ولا تجوز بدع وخرفات نقلها من كتب المتصوفة التي هي لبعض الصوفية الغلاة ولم يحكم عليها ولم يبين بطلانها وما فيه يغني عنه ما في البرهان والاتقان.

2: أسباب النزول للواحدي.
هذا الكتاب كتاب رواية فقط مع مقدمة يسيرة فيه الكثير من الاسانيد المنقطعة او الضعيفة لم يمحص كل الروايات.

السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

الفرق بينهما :صدرت رسالة علمية اسمها( علوم القرآن بين البرهان والاتقان) لحازم سعيد حيدر
فذكر أن الكتابين اتفقا في 39 نوعاً وهي :
معرفة أسباب النزول - معرفة المناسبات بين الآيات - معرفة الفواصل ورؤوس الآي - جمع الوجوه والنظائر - علم المتشابه - علم المبهمات - في أسرار الفواتح في السور - في خواتم السور - معرفة المكي والمدني - معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر مانزل - في كيفية إنزاله - في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة رضي الله عنهم - معرفة تقسيمة بحسب سورة وترتيب السور والآيات وعددها - معرفة أسمائة واشتقاقاتها - معرفة ما وقع فيه من غير لغة أهل الحجاز من القبائل العرب - معرفة ماوقع فيه من غير لغة العرب - معرفة غريبه - معرفة الأحكام من جهة إفرادها وتركيبها - معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إثبات لفظ بدل آخر - معرفة الوقف والابتداء - علم مرسوم الخط - معرفة فضائلة - معرفة خواصة - هل في القرآن شيء أفضل من شيء - في آداب تلاوته وتاليه وكيفية تلاوته ورعاية حق المصحف الكريم - معرفة الأمثال الكائنة فيه - معرفة جدله- معرفة ناسخه ومنسوخه - معرفة موهم المختلف- في معرفة المحكم والمتشابه - معرفة اعجازه - معرفة وجوب تواتره - معرفة تفسيره وتأويله ومعناه.
معرفة وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن - في بيان حقيقته ومجازه - في الكنايات والتعريض في القرآن - في أقسام معنى الكلام - في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن وفنونه البليغة- في الكلام على المفردات من الادوات .
وانفرد الزركشي بعشرة أنواع وهي:
معرفة على كم لغة نزل - معرفة توجيه القراءات - في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن - معرفة أحكامه- في حكم الآيات المتشابهات الواردةفي الصفات- في أقسام معنى الكلام - معرفة التصريف- في بيان معاضدة السنة للقرآن- بلاغة القرآن - في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن وفنونه البليغة-
ما انفرد به السيوطي قسمين : الاول : أصل مادته في البرهان وهي تسعة وعشرون نوعا:
معرفة الحضري والسفري - معرفة النهاري والليلي - ما تكرر نزوله - ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه - ما نزل مشيعا وما نزل منفردا- معرفة الشاذ- في بيان الموصول لفظا المفصول معنى - في الإمالة والفتح وما بينهما - في المد والقصر - في تخفيف الهمز - في كيفية تحمله- في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها - في مقدمه ومؤخره - في عامه وخاصه - في مجمله ومبينه- في مطلقه ومقيده - في منطوقه ومفهومه - في تشبيهه واستعارته - في الحصر والاختصاص - في الايجاز والاطناب - في الخبر والانشاء- في بديع القرآن - في العلوم المستنبطه من القرآن - في أقسام القرآن - في أسماء من نزل فيهم القرآن - في مفردات القرآن - في معرفة شروط المفسر وآدابه - في غرائب التفسير - في طبقات المفسرين .
الثاني: ما انفرد به السيوطي فأضافه على البرهان وهذه الاضافة ذات شقين : القسم الاول: ما أضافها مع كونه مسبوق بها من غير الزركشي وهي عشرة:
الصيفي والشتائي - الفراشي والنومي - ما نزل مفرقا وما نزل جمعاً- معرفة العالي والنازل من أسانيده - معرفة المشهور - معرفة الآحاد - معرفة الموضوع - معرفة المدرج - في الادغام والاظهار والاخفاء والاقلاب - فيما وقع في القرآن من الاسماء والكنى والألقاب .
القسم الثاني: ما ابتكره السيوطي لم يسبق إليه وهو ثلاث أنواع :
الأرضي والسمائي - فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابه - ما نزل منه على بعض الانبياء ومالم ينزل منه على أحد قبله صلى الله عليه وسلم .
فالخلاصة : جلّ ما ذكر في الاتقان اساسه في البرهان وما انفرد به صاحب الاتقان لا تعدو أن تكون قضايا فرعية وكثير منها ذكرها بناءاً على أحاديث لا تصح مع أن كتاب البرهان أوسع كثيرا في القضايا اللغوية نصفه أوأكثر كله في النواحي اللغوية والاساليب النحوية التي في القرآن الكريم والانواع التي ذكرها صاحب الاتقان وهي 80 نوعا ممكن ادماج بعضها ببعض وبعض ما انفرد به كالادغام والاخفاء والاظهار وما يتصل بعلم التجويد ممكن الاستغناء عنه فليس من مباحث علوم القرآن وإنما من مباحث التجويد فيشار إليه كنوع واحد اما كل نوع فلا . ومع هذا فهذان الكتابان هما العمدة الجامعة في علوم القرآن .

2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
مميزاته:،كتاب اسلوبه شيق وفيه تحرير فائق للمسائل التي اشتمل عليها كان اوسع واشمل من كتاب التبيان وكتاب الفرقان
أصبح مرجع لطلاب العلم اقتصر فيه على الموضوعات الرئيسة في علوم القرآن كان اسلوبه رائع وقلمه سيال فهو من أفضل الكتب وانفسها محرر جدير بالعناية.
يؤخذ عليه : أنه فيه شطحات وأخطاء في مسائل عقيدية وبعض المسائل العلمية .
قام الشيخ الدكتور خالد السبت بدراسة هذا الكتاب في رسالة ماجستير (كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم )

سبحانك اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه وبحمدك اشهد انه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 10:01 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
إجابة اسئلة دورة أنواع المؤلفات في علوم القرآن الكريم
إجمالي الدرجات = 100 / 100

(24 / 24 ) السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1: المراد بعلوم القرآن من حيث
:
الإطلاق اللغوي :كل العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم سواء كان خادم له أو مستنبط منه فهو علوم قرآن.
المعنى الخاص :أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواحي شتى يصلح كل بحث منها أن يكون علماً مستقلاً.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات تتضمن بعض مسائل علوم القرآن ككتب الحديث ومتونه وشروحه وكتب اللغة وكتب أصول الفقه وكتب التفسير وكتب العقيدة.
ب: الكتب المؤلفة تأليفا خاصاً في هذا العلم مع جمع موضوعاته أو الكتب الموسوعية في علوم القرآن الكريم .. تكون على وجه الشمول والاستيعاب لاكثر موضوعات علوم القرآن وتسمى المؤلفات الجامعة في هذا العلم.
ج: كتب مفردة في نوع واحد من أنواع علوم القرآن ، كتاب في اسباب النزول وكتاب في الناسخ والمنسوخ وآخر في المكي والمدني وكتاب في جمع القرآن وهكذا.


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب .فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن... للإمام ابن الجوزي ت: 597هــ .

4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :

أ:الكتاب: الناسخ والمنسوخ في القرآن : لأبي عُبيد القاسم بن سلاّم
ب:الناسخ والمنسوخ في كتاب الله لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس.
ج: كتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، للإمام أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي،


(24 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.

مهم من جهتين:
1- جهة القراءة والتحصيل فهذه يختار لها الكتب المناسبة التي يختارها في الغالب أهل الشأن و العلم و ينصحون بها الطلاب ومن يسألهم من المهتمين بالعلم ، وهذا من أهم الأشياء لأنه قد يقرأ كتب لا تناسب مستواه أو غيرها أفضل منها فهذا من تضييع الأوقات ومن باب تفضيل المفضول على الفاضل أو قد يكون في بعض الكتب من الشبة والإنحرافات ما يؤثر على مسار الطالب وفهمه لكتاب الله وعلى مساره العلمي لأن تكوينه يحتاج لمنهج صحيح فالكتب التي يحتاجها للقراءة هي في الغالب محدودة فينبغي ان تختار بعناية وأن تكون تجمع بين مناسبتها لمستوى الطالب والمادة العلمية الصحيحة المحررة وان تكون متوفرة ومتاحة له خاصة اذا كان هناك شح في الكتب ولا يشترط أن تكون كثيرة وإنما من الكتب التي تكون أصل في الموضوع أو مرجع رئيس في هذا العلم.
2- جهة البحث العلمي وهذا باب واسع فطالب العلم اذا دخل غمار البحث يحتاج الى المكتبة القرآنية اذا كان متخصص في القرآن أو المكتبة العامة حسب بحثه ليلم بأمهات المصادر بل قد يحتاج كتب كثيرة في بحثه من أجل التوثيق والاطلاع وليكون على تصور للموضوع الذي يبحث به اذ لا يمكن تصوره تصورا كاملا الا بالاطلاع على كتب المتقدمين والمتأخرين.

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .

مباحث علوم القرآن: 1- حقيقته.2- مصدره. 3- نزوله . 4-حفظه . 5-نقله . 6- بيانه أو تفسيره . 7- لغته وأساليبه . 8- أحكامه.

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثر التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث لانه صار علوم القرآن مقرر مستقل يدرس في الجامعات ابتداءا بجامعة الازهر العريقة ثم الاخرى التي فيها كليات شرعية تعنى بالدراسات الاسلامية والقرآنية.

(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.


يعد كتاب المقدمات من أحسن الكتب تحريراً وتحقيقاً وترتيباً فهو كتاب جمع صاحبه فيه بين حسن الترتيب والتحقيق للمسائل التي بها اشكالات مع حرصه على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التي وردت في علوم القرآن وهذه ميزة يندر أن تكون في كتب علوم القرآن يحكم على الآثار ولا يكاد يذكر إلا الاحاديث الصحيحة والروايات المعتمدة مع الحكم عليها فهو كتاب مفيد من أحسن ما ألف في الكتب المتأخرة في علوم القرآن.

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.

كتاب إتقان البرهان جزيل بالثناء كتاب فيه تحرير بديع ونقاش مفصل ورد على الشبهات ويتحدث فيه بلغة علمية حوارية مقنعة يختم كل موضوع بذكر الشبهات التي ذكرت فيه ثم يرد عليها.

(16 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :

1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
يؤخذ عليه أنه رغم كثرة مصادره إلا إنه لا يحرر ولا يحقق وفيه من الأشياء ما يحتاج تمحيص لذلك فهو ليس بذي بال عند المتخصصين من حيث قيمته العلمية ويذكر الروايات ولا يحكم عليها وقد تكون ضعيفة او باطلة ولا يبين رأية في مسائل مشهورة وخلافية ويذكر بعض الانواع التي تتعلق بخواص القرآن ذكر أشياء لا تليق بدعية ولا تجوز بدع وخرفات نقلها من كتب المتصوفة التي هي لبعض الصوفية الغلاة ولم يحكم عليها ولم يبين بطلانها وما فيه يغني عنه ما في البرهان والاتقان.

2: أسباب النزول للواحدي.
هذا الكتاب كتاب رواية فقط مع مقدمة يسيرة فيه الكثير من الاسانيد المنقطعة او الضعيفة لم يمحص كل الروايات.

(20 / 20) السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

الفرق بينهما :صدرت رسالة علمية اسمها( علوم القرآن بين البرهان والاتقان) لحازم سعيد حيدر
فذكر أن الكتابين اتفقا في 39 نوعاً وهي :
معرفة أسباب النزول - معرفة المناسبات بين الآيات - معرفة الفواصل ورؤوس الآي - جمع الوجوه والنظائر - علم المتشابه - علم المبهمات - في أسرار الفواتح في السور - في خواتم السور - معرفة المكي والمدني - معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر مانزل - في كيفية إنزاله - في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة رضي الله عنهم - معرفة تقسيمة بحسب سورة وترتيب السور والآيات وعددها - معرفة أسمائة واشتقاقاتها - معرفة ما وقع فيه من غير لغة أهل الحجاز من القبائل العرب - معرفة ماوقع فيه من غير لغة العرب - معرفة غريبه - معرفة الأحكام من جهة إفرادها وتركيبها - معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إثبات لفظ بدل آخر - معرفة الوقف والابتداء - علم مرسوم الخط - معرفة فضائلة - معرفة خواصة - هل في القرآن شيء أفضل من شيء - في آداب تلاوته وتاليه وكيفية تلاوته ورعاية حق المصحف الكريم - معرفة الأمثال الكائنة فيه - معرفة جدله- معرفة ناسخه ومنسوخه - معرفة موهم المختلف- في معرفة المحكم والمتشابه - معرفة اعجازه - معرفة وجوب تواتره - معرفة تفسيره وتأويله ومعناه.
معرفة وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن - في بيان حقيقته ومجازه - في الكنايات والتعريض في القرآن - في أقسام معنى الكلام - في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن وفنونه البليغة- في الكلام على المفردات من الادوات .
وانفرد الزركشي بعشرة أنواع وهي:
معرفة على كم لغة نزل - معرفة توجيه القراءات - في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن - معرفة أحكامه- في حكم الآيات المتشابهات الواردةفي الصفات- في أقسام معنى الكلام - معرفة التصريف- في بيان معاضدة السنة للقرآن- بلاغة القرآن - في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن وفنونه البليغة-
ما انفرد به السيوطي قسمين : الاول : أصل مادته في البرهان وهي تسعة وعشرون نوعا:
معرفة الحضري والسفري - معرفة النهاري والليلي - ما تكرر نزوله - ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه - ما نزل مشيعا وما نزل منفردا- معرفة الشاذ- في بيان الموصول لفظا المفصول معنى - في الإمالة والفتح وما بينهما - في المد والقصر - في تخفيف الهمز - في كيفية تحمله- في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها - في مقدمه ومؤخره - في عامه وخاصه - في مجمله ومبينه- في مطلقه ومقيده - في منطوقه ومفهومه - في تشبيهه واستعارته - في الحصر والاختصاص - في الايجاز والاطناب - في الخبر والانشاء- في بديع القرآن - في العلوم المستنبطه من القرآن - في أقسام القرآن - في أسماء من نزل فيهم القرآن - في مفردات القرآن - في معرفة شروط المفسر وآدابه - في غرائب التفسير - في طبقات المفسرين .
الثاني: ما انفرد به السيوطي فأضافه على البرهان وهذه الاضافة ذات شقين : القسم الاول: ما أضافها مع كونه مسبوق بها من غير الزركشي وهي عشرة:
الصيفي والشتائي - الفراشي والنومي - ما نزل مفرقا وما نزل جمعاً- معرفة العالي والنازل من أسانيده - معرفة المشهور - معرفة الآحاد - معرفة الموضوع - معرفة المدرج - في الادغام والاظهار والاخفاء والاقلاب - فيما وقع في القرآن من الاسماء والكنى والألقاب .
القسم الثاني: ما ابتكره السيوطي لم يسبق إليه وهو ثلاث أنواع :
الأرضي والسمائي - فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابه - ما نزل منه على بعض الانبياء ومالم ينزل منه على أحد قبله صلى الله عليه وسلم .
فالخلاصة : جلّ ما ذكر في الاتقان اساسه في البرهان وما انفرد به صاحب الاتقان لا تعدو أن تكون قضايا فرعية وكثير منها ذكرها بناءاً على أحاديث لا تصح مع أن كتاب البرهان أوسع كثيرا في القضايا اللغوية نصفه أوأكثر كله في النواحي اللغوية والاساليب النحوية التي في القرآن الكريم والانواع التي ذكرها صاحب الاتقان وهي 80 نوعا ممكن ادماج بعضها ببعض وبعض ما انفرد به كالادغام والاخفاء والاظهار وما يتصل بعلم التجويد ممكن الاستغناء عنه فليس من مباحث علوم القرآن وإنما من مباحث التجويد فيشار إليه كنوع واحد اما كل نوع فلا . ومع هذا فهذان الكتابان هما العمدة الجامعة في علوم القرآن .

2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
مميزاته:،كتاب اسلوبه شيق وفيه تحرير فائق للمسائل التي اشتمل عليها كان اوسع واشمل من كتاب التبيان وكتاب الفرقان
أصبح مرجع لطلاب العلم اقتصر فيه على الموضوعات الرئيسة في علوم القرآن كان اسلوبه رائع وقلمه سيال فهو من أفضل الكتب وانفسها محرر جدير بالعناية.
يؤخذ عليه : أنه فيه شطحات وأخطاء في مسائل عقيدية وبعض المسائل العلمية .
قام الشيخ الدكتور خالد السبت بدراسة هذا الكتاب في رسالة ماجستير (كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم )

سبحانك اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه وبحمدك اشهد انه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك
إجمالي الدرجات = 100 / 100
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بك ..
ملاحظة : توجد الكثير من همزات القطع لم تكتب ، وهذا خطأ في الكتابة ، ولعل السرعة أحد أسباب هذا الخطأ ، فيرجى الانتباه لذلك ..

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 2 ربيع الأول 1436هـ/23-12-2014م, 03:52 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل أحكام المصاحف
السفر بالمصاحف إلى أرض الكفر
النهي عن السفر بالمصحف إلى أرض الكفر:
- المراد بالقرآن المصحف لا حامل القرآن فعن ابن عمر قال: (نهى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدوّ..)أبو داوود، يجب أن تقدمي البخاري ومسلم، ثم بقية الرواة، فليس أبو داوود فقط من رواه
- وورد النهي عن ولو شيئاً منه فعن ابن عمر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (لا تحملوا شيئًا من القرآن إلى بلاد العدوّ)).
- سواء الكفار أعداء :فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ العَدُوِّ "). [صحيح البخاري
- أو كانوا معاهدين من مشركين : عن ابن عمر رضي الله عنهما (نهى أن يسافر بالمصاحف إلى أرض الشّرك )أبو داوود* ما الدليل في الأثر على أنهم معاهدين؟؟
-أو من الروم ،عن الحسن قال: (كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم)).أبو داوود*
- سواء للسفر كما في الاحاديث السابقة أو للغزو فقد قال*الأوزاعيّ : (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف ..) رواه أبو داوود
- علة النهي عن حمل المصاحف لأرض الكفر:
هِيَ خَوْفُ أَنْ يَنَالُوهُ فَيَنْتَهِكُوا حُرْمَتَهُ ،ويمسوه، ففي الاحاديث التي رواها*ابن عمر، (، فإني أخشى أن يصيبه أحدٌ منهم) أبو داوود.
وفي رواية (مخافة أن يناله العدوّ)أبو داوود
وفي رواية (مخافة أن يتناول منه شيءٌ)أبو داوود

الخلاف في مسألة حمل المصاحف إلى أرض الكفر:
-التحريم مطلقاً لافرق فى ذلك بين أن تكون دار حرب أو دار عهد لعموم النهى الوارد فى الاحاديث السابقة, للعلة في ذلك وهي الخوف من أن يناله الكفار بأيديهم وهو محتمل لأمتهان اوالأستخفاف بالمصحف وحصول تحريف فيه.قال به مالك وغيره
- ان انتفت العلة بأن أمن على المصحف من الأمتهان لكون العسكر عظيم وذي شوكة جاز حمله لانه ورد النهي لهذه العلة.وبه قال أَبُو حنيفة وَالبخاري وآخرون.
- *مباح السفر به سواء كانت دار حرب دخلها بأمان أو كانت دار عهد وعرف عن أهلها أنهم يوفون بالعهد , هنا قول منفصل، ومعناه أن أصحابه يجيزون حمل المصحف عند دخول دار الحرب بأمان كأن يكون الجيش عظيم، وزادوا على القول السابق أنه يجوز حمله إلى دار العهد وعلم أهلها أنهم يوفون بالعهد، أما عند انتفاء الشرطين الأول والثاني، الأمان والوفاء بالعهد فإنه يحرم السفر، وبه قال أبو حنيفة وصاحبية
وقد نسب إلى أبى جعفر الطحاوى وأبى الحسن القمى من فقهاء الحنفية قول بأن النهى محمول على الزمن الأول حين كانت المصاحف قليلة مخافة أن يفوت شئ من القرآن فى دار الكفر , فيتأثر المسلمون بفواته). المتحف قول الطحاوي قول رابع أنه فسر نيل العدو بالتحريف وهو لم يعد بالإمكان الآن لكثرة المصاحف، كما أنه رد القول باحتمال حصول الامتهان، وبالتالي فالطحاوي يجيز السفر بالمصحف مطلقا ولا يرى عليه خوفا

مسائل متفرقة
-اتفق العلماء على أنه يجوز أن يكتب إليهم كتاب فيه آية أوآيات والدليل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل .
- وكره مالك وغيره معاملة الكفار بالدراهم والدنانير التي فيها اسم الله تعالى وذكره سبحانه .،قاله القاضي.) شرح مسلم
- ومنع الذمى من شرى المصحف وأجبر على بيعه كما أجبر على بيع العبد المسلم .
- وكذلك كتب الفقه بمنزلة المصحف فى هذا الحكم , و كتب الحديث كالبخارى لاشتماله على آيات كثيرة ,فأما كتب الشعر فلا بأس بأن يحمله مع نفسه , وكذلك إن اشتراه الكافر لا يجبر على بيعه.*
- اختلف العلماء في حكم تعلم الكافر القرآن فمنع مالك مطلقاً وأجاز الحنفية مطلقاً وعن الشافعي قولان وفصل بعض المالكية بين القليل لأجل مصلحة قيام الحجة عليهم فأجازه وبين الكثير فمنعه ويؤيده قصة هرقل حيث كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات.
*والله أعلم
أحسنت أختي، بارك الله فيك ونفع بك

التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 18 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 68/70
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 2 ربيع الأول 1436هـ/23-12-2014م, 04:21 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
بِسْم الرحمن الرحيم
رجاء أختي الكريمة لا تستعملي اللون الأحمر في التلخيص حتى لا يختلط بملاحظات التصحيح
فهرسة آداب تلاوة القرآن
صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
•حسن صوت النبي صلى الله عليه وسلم
-حسن صوته: عن البراءه رضي الله عنه قال: (سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ { والتين والزيتون } في العشاء، وما سمعت أحدا أحسن صوتا منه أو قراءة).[صحيح البخاري
- حسن قراءته عليه الصلاة والسلام للقرآن :عن عبد الله بن مغفل قال: (قرأ رسول الله يوم فتح مكة بسورة الفتح؛ فما سمعت قراءة أحسن منها؛ يرجّع)). [فضائل القرآن للنَّسائي]
•صفة قراءته عليه الصلاة والسلام:كان عليه الصلاة والسلام يقطع قراءته آية آية
- يقطع قراءته آية آية لحديث أم سلمة قالت‏:‏ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع آية آية‏".‏ الحديث). [فضائل القرآن وتلاوته
- كان يمد صوته عليه الصلاة والسلام بالقراءة ، عن قتادة قال: سألت أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقال: (كانت مدًّا ثم قرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم). [صحيح البخاري]
- يمد صوته عند قوله آمين ويخفض بها صوته ، عن وائل بن حجر قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {ولا الضالين} فقال: آمين، يمدّ بها صوته). وقال شعبة: وخفض بها صوته). [مسند الإمام أحمد]
- قراءته عليه الصلاة والسلام مفسرة
عن أم سلمة أنها: نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا). [فضائل القران:
واستدل العلماء بهذا الحديث على أن الترتيل سنة
~ فقال الإمام النَّوَوِيُّ :
(وينبغي أن يرتل قراءته وقد اتفق العلماء رضي الله عنهم - على استحباب الترتيل؛ قال الله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا. رواه أبو داود والنسائي والترمذي،
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.). [التبيان في آداب حملة القرآن]
~ قالَ الإمام السيوطيُّ : (يسن الترتيل في قراءة القرآن، قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
وروى أبو داود وغيره عن أم سلمة أنها نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا). [الإتقان في علوم القرآن] الأثر تكرر ثلاث مرات، فأين الاختصار؟!
- وكان عليه الصلاة والسلام يقرأ بالنظائر ، عن عبد الله قال : أتاه رجل ، فقال : إني أقرأ المفصل في ركعة.
فقال : "هذا كهذ الشعر ، ونثرا كنثر الدقل ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر في كل ركعة . . . الرحمن والنجم في ركعة ، والطور والذاريات في ركعة ، و يا أيها المزمل ، ويا أيها المدثر في ركعة ، وويل للمطففين ، وعبس في ركعة ، وهل أتى على الإنسان ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة ، وعم يتساءلون ، والمرسلات في ركعة ، والدخان ، وإذا الشمس كورت في ركعة")
. [فضائل القرآن:]
- يمد مدّا ليس له ترجيع : فعن علي رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الصوت مادا ليس له ترجيع). [جمال القراء]
وعن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرجع). السخاوي اسم المسألة: ترجيعه صلى الله عليه وسلم بالقراءة
وفيها: الأحاديث الواردة في الترجيع
آراء العلماء في المراد بالترجيع
~ ولقد ورد في حديث عبدالله المغفل أنه رجع
لما قرأ سورة الفتح على دابته يوم فتح مكة فعن معاوية بن قرّة، عن عبد اللّه بن مغفّلٍ قال: قرأ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة، سورة الفتح فرجّع فيها، قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لفعلت). [صحيح البخاري]
~وكذلك قول أم هانئ بنت أبي طالب: (كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائمة على فراشي يرجع بالقرآن). [جمال القراء]
- ومعنى قوله "فرجّع فيها" أي ردّد صوته بالقراءة وقد أورد من طريقٍ أخرى بلفظ كيف ترجيعه قال ءا ءا ءا ثلاث مرّاتٍ. ابن حجر
أقوال العلماء في ترجيعه عليه الصلاة والسلام للقرآن الكريم
~ قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ: لم فصلت كلام ابن حجر فوق؟؟
يجب ان تورد المسألة كما أخبرتك على جزئين، فتورد الأحاديث الواردة في الترجيع
ثم أقوال العلماء في المراد بالترجيع، واستشهادهم بالأدلة على انتفاء ترجيع الغناء
وأما قول عبد الله بن المغفل: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الفتح يرجع) فلم يرد ترجيع الغناء.
كيف وقد نهى عن ذلك صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرءوا القرآن بألحان العرب، وإياكم وألحان أهل الفسق وأهل الكتابين، فإنه سيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم)).
ويجوز أن يكون الراوي أراد بقوله: (يرجع) أي: يكرر الآية أو بعضها.
~ وقال القرطبيّ: هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه وقيل كان ذلك بسبب كونه راكبًا فحصل التّرجيع من تحريك النّاقة وهذا فيه نظرٌ لأنّ في رواية عليّ بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيليّ وهو يقرأ قراءةً ليّنةً فقال لولا أن يجتمع النّاس علينا لقرأت ذلك اللّحن
وكذا أخرجه أبو عبيدة في فضائل القرآن عن أبي النّضر عن شعبة.
• صفة قراءته عليه الصلاة والسلام بالليل:
-كان يرفع قراءته عليه الصلاة والسلام طورا ويخفض طورا: عن أبي هريرة، قال: (كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا، ويخفض طورا) ). [فضائل القرآن
- كان عليه الصلاة والسلام يسر ويجهر في قراءته فقد سألت عائشة رضي آلله عنها عن قراءته أيسر فيه أم يجهر فقالت: (كل ذلك قد كان يفعله؛ ربما أسر، وربما جهر).فضائل القرآن
وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت : كنت اسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم , وأنا على عريشي).
قال أبو عبيد: تعني بالليل). [فضائل القرآن: ]
- كان عليه الصلاة والسلام يطيل القراءة ،عن حُذيفة رضي الله عنه في حديثة لما قام ليلة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام قال :(حتى فرغ من الطوال ، وعليه سواد من الليل" .
قال عبد الملك : وهو تطوع الليل). [فضائل القرآن:]
* قال عبد الله: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوءٍ).
قال: قيل: وما هممت به؟
قال: (هممت أن أجلس وأدعه)
). [صحيح مسلم
*عن حذيفة قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة " , قال : " فمضى ، فقلت : يصلي بها ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران ، فقرأها مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها سؤال يسأل ، وإذا مر بتعويذ تعوذ ، ثم ركع .. الحديث [فضائل القرآن]
- كان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ
قال حذيفة: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه لله تعالى سبح) ). [جمال القراء
* وأخرج ابن مردويه والديلمي وابن أبي الدنيا في الدعاء وغيرهم بسند ضعيف جدا (أين اختصار الأسانيد؟؟ )عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} الآية فقال: ((اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، أشهد أنك فرد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفؤا أحد، وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور)). [الإتقان في علوم القرآن
- قد يكرر آية حتى يصبح عن أبي ذر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً فقرأ بآيةٍ حتى أصبح يركع بها ويسجد بها {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ؛ فلما أصبح قلت: يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها!!
قال: (إني سألت ربي عز وجل الشفاعةَ لأمتي فأعطانيها، وهي نائلةٌ إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عز وجل شيئًا)
). [مسند الإمام أحمد
- يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها ففي حديث حفصة رضي الله عنها عَن صلاته قاعدًا فقالت :
وكان يقرأ في السورة ، فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها" .
- احيانا يقرأ في صلاته وهو جالس
عن عائشة أم المؤمنين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو جالس فيقرأ وهو جالس؛ فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين آية أو أربعين آية قام؛ فقرأ وهو قائم ثم ركع، ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك). [البيان:
- خشوعه في قراءته عليه الصلاة والسلام ،عن مطرفٍ عن أبيه، قال: (انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولصدره أزيزٌ كأزيز المرجل) ). [مسند الإمام أحمد
• قراءته صلى الله عليه وسلم للقرآن خلال يومه
- لم يكن يحجزه عن القراءة شيء سوى الجنابة
عن علي رضي الله عنه : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته -يعني: البول- ثم يخرج فيقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم لا يحجزه عن القراءة شيء، ليس الجنابة) ). [جمال القراء
- كان عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن وهو راكب على الدابة
عن أبي إياس , قال: سمعت عبد الله بن مغفل قال : "رأيت النبي يوم الفتح يسير على ناقته فقرأ:{ إنا فتحنا لك فتحا مبينا }" فضائل القرآن
- معاوية بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن مغفل، يقول: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير، وهو يقرأ سورة الفتح -أو: من سورة الفتح-)، ثم قرأ معاوية قراءة لينة ورجع، ثم قال: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا؛ لقرأت ذلك اللحن). [فضائل القرآن يكفي موضع الشاهد من الحديث، أما ما يتعلق بالترجيع ففي مسألته
• ختمه عليه الصلاة والسلام للقرآن
عن أبي بن كعب: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ {قل أعوذ برب الناس}؛ افتتح من الحمد، ثم قرأ من البقرة إلى {أولئك هم المفلحون}، ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام) ). [الإتقان في علوم القرآن
• نعت صلاة النبي صلى الله عليه و سلم صفة الصلاة مسألة استطرادية، وإنما الشاهد فيها صفة القراءة
- كان يصلّي ثمّ ينام قدر ما صلّى,ثمّ يصلّي قدر ما نام:
ما روي عن أم سلمة رضي الله عنها لما سألت عن قراءة النّبي صلى الله عليه وسلم,وصلاته فقالت: "ما لكم وصلات, كان يصلّي ثمّ ينام قدر ما صلّى,ثمّ يصلّي قدر ما نام, ثمّ ينام قدر ما صلّى حتّى يصبح", ثمّ نعتت قراءته, فإذا هي تنعت قراءةً مفسّرةً حرفًا حرفًا. مكرر
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ لا نعرفه إلاّ من حديث ليث بن سعد, عن ابن أبي مليكة,عن يعلى بن مملكٍ,عن أمّ سلمة.
وقد روى ابن جريجٍ هذا الحديث عن ابن أبي مليكة, عن أمّ سلمة: أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقطّع قراءته.
وحديث الليثٍ أصحّ.).[سنن الترمذي
- إطالته عليه الصلاة والسلام الصلاة والقراءة
عن حذيفة قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة " , قال : " فمضى ، فقلت : يصلي بها ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران ، فقرأها مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها سؤال يسأل ، وإذا مر بتعويذ تعوذ ، ثم ركع قال : (( سبحان ربي العظيم)) ، فكان ركوعه نحوا من قيامه ، ثم قال : (( سمع الله لمن حمده )) ، ثم قام طويلا قريبا مما ركع ، ثم سجد ، فقال : (( سبحان ربي الأعلى)) ، فكان سجوده قريبا من قيامه ". مكرر
- كان عليه الصلاة والسلام يطيل في صلاته ويرتل قراءته:
عن حذيفة قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلي بصلاته ، فافتتح الصلاة ، فقرأ قراءة ليست بالخفيضة ، ولا بالرفيعة ، قراءة يرتل فيها يسمعنا قال : ثم ركع نحوا من سورة ، ثم رفع رأسه ، وقال : (( سمع الله لمن حمده ذا الملكوت وذا الجبروت والكبرياء والعظمة )) ، قال : ثم قام نحوا من سورة ، قال : وسجد نحوا من ذلك ، حتى فرغ من الطوال ، وعليه سواد من الليل" .
قال عبد الملك : وهو تطوع الليل)
. [فضائل القرآن:]
- كان عليه الصلاة والسلام يبدأ بالسواك ثم الوضوء
قال عوف بن مالك : "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبدأ فاستاك ، ثم توضأ ، ثم قام يصلي ، فقمت معه ، فبدأ فاستفتح من البقرة ، لا يمر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ ، ثم ركع ، فمكث راكعا قدر قيامه يقول في ركوعه : (( سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة )) ، ثم سجد بقدر ركوعه ، فيقول : (( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة )) ، ثم قرأ آل عمران ، ثم سورة يفعل مثل ذلك"). [فضائل القرآن:] يلحق بموضعه

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
بارك الله فيك أختي
ألاحظ أنك كنت في بعض الأحيان تميلين للنسخ دون اختصار للأقوال، وهو أمر غير جيد، لأننا بصدد تلخيص الأقوال وليس مجرد فصلها ونسخها
، ويجب أن يصدر التلخيص بقائمة عناصر الموضوع، ويمكننا ضم بعض المسائل تحت عناصر قليلة كالتالي:
اقتباس:
صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

1- ترتيله صلى الله عليه وسلم للقرآن
- حسن صوته صلى الله عليه وسلم بالقرآن

- مدّه صلى الله عليه وسلم صوته بالقراءة مدّا
- تقطيعه القراءة آية آية
- كانت قراءته صلى الله عليه وسلم مفسرة حرفا حرفا
- كان يرتل السورة أحيانا حتى تكون أطول من أطول منها
- أقوال العلماء في استحباب الترتيل

2- ترجيعه صلى الله عليه وسلم بالقراءة
الأحاديث الواردة في ترجيعه صلى الله عليه وسلم بالقراءة
أقوال العلماء في المراد بالترجيع

3- كان يسرّ بتلاوته ويجهر ويرفع طوراً ويخفض طوراً
4- الخشوع في القراءة
5- تدبره لآيات القرآن
-كان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في التهجد وإذا مر بآية رحمة سأل وإذا مرّ بآية عذاب تعوّذ

- ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كرر آية واحدة حتى أصبح
- قراءته صلى الله عليه وسلم بالنظائر
- أقوال العلماء في الحث على تدبر القرآن أثناء تلاوته
6- ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ختم القرآن
- كان صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث
- ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ختم القرآن
7- مداومته على قراءة القرآن
- ما ورد في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحجزه شيء عن القرآن سوى الجنابة

8- إطالته القراءة في الليل
9- قراءته على أحوال مختلفة
- قراءته صلى الله عليه وسلم وهو راكب
- قراءته وهو جالس في الصلاة

التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 13 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 17 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 65/70
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 7 ربيع الأول 1436هـ/28-12-2014م, 09:40 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك أينما كنت
هل يعنى في الفهرسة عدم ذكر الادلة فقط الموضوعات دون الاستشهاد ؟
أم المقصود مما ذكرتم أن هذه موضوعات المسائل ثم يدرج تحتها الادلة باختصار؟؟

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 7 ربيع الأول 1436هـ/28-12-2014م, 09:41 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

عذرا وما المقصود باختصار الاسانيد ؟

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 28 ربيع الأول 1436هـ/18-01-2015م, 12:56 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
إعادة فهرسة مسائل جمع القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
معنى المعارضة: من العرض وهو بفتح العين وسكون الراء أي يقرأ.*
والمراد : يستعرضه ما أقراءه إياه .
والمعارضة مفاعلة من الجانبين كأن كلا منهما كان تارة يقرأ والآخر يستمع قوله ، ويؤيد ذلك قوله: ( فيدارسه القرآن).
كانت المعارضة كل سنة في شهر رمضان في كل ليلة منه:
كان جبريل عليه السلام يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سنة في كل ليلة من ليال رمضان فيدارسه القرآن ويعرضه كلا منهما على الآخر وكان ذلك في كل الرمضانات وليس خاص بعد الهجرة .كما جاء ذلك في البخاري وغيره
فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم ما نزل من القرآن في كل سنة على ليالي رمضان أجزاء فيقرأكل ليلةٍ جزءًا في جزءٍ من الليلة
*ولعله كان يعيد ذلك الجزء مرارًا بحسب تعدد الحروف المأذون في قراءتها ولتستوعب بركة القرآن جميع الشهر ولولا التصريح بأنه كان يعرضه مرةً واحدةً وفي السنة الأخيرة عرضه مرتين لجاز أنه كان يعرض جميع ما نزل عليه كل ليلةٍ ثم يعيده في بقية الليالي.

[color="rgb(46, 139, 87)"]حال النبي عليه الصلاة والسلام حين يلقاه جبريل في رمضان :[/color]
كان عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فهو اجود من الريح المرسله .

[color="rgb(46, 139, 87)"]كانت المعارضة ليلاً[/color]
وهذا يدل على ان *ليل رمضان *أفضل من نهاره وكونها ليلا لأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم والليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل .

[color="rgb(46, 139, 87)"]في العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم كانت المعارضة مرتين :[/color]
كان عليه الصلاة والسلام يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده من القرآن وفي العام الذي توفي به عرضه مرتين .عن فاطمة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا فاطمة كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني القرآن وقد أتاني العام مرتين ولا أراني إلا أفارق الدنيا)*

الحكمة في تكرار العرض في السنة الأخيرة:
لان رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسة لوقوع ابتداء النزول في رمضان، فوقعت المدارسة في السنة الاخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض.

[color="rgb(46, 139, 87)"]الحكمة من أنه اعتكف عشرين يوما في العام الذي قبض فيه[/color] :
روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :( وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه )ابو شامة
اعتكف عشرين يوما ليناسب مضاعفة عرض القرآن في تلك السنة .او يحتمل أن يكون السبب أنه كان عليه الصلاة والسلام يعتكف عشرا فسافر عاما فلم يعتكف فاعتكف من قابل عشرين يوماً.او بسبب قصة زوجاته لما ضربن الاخبية ليعتكفن فلما رأى ذلك تركه ثم اعتكف عشرا في شوال .

[color="rgb(46, 139, 87)"]الحكمة من المعارضة كل عام:[/color]
قال عامرالشعبي :( كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها فإذا كان شهر رمضان عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن فينسخ ما ينسخ ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم وينسئ ما ينسئ)

هذه المدارسة لا تعارض قوله تعالى:( سنقرئك فلا تنسى)*
اذا قلنا : إن (لا)نافية كماهو المشهور فإن المراد أنه اذا أقرأه فلا ينسى ما أقرأه ومن جملة الإقراء مدارسة جبريل عليه السلام أو المراد المنفي بقوله ( فلا تنسى) النسيان الذي لا ذكر بعده لا النسيان الذي يعقبه الذكر في الحال حتى لو قدر أنه نسي شيئاً فإنه يذكره في الحال .

[color="rgb(46, 139, 87)"]من القرآن ما لم يتم معارضته:[/color]
إن ما تأخر نزوله بعد رمضان الذي شهد العرضة الاخيرة يسيراً بالنسبة لما تقدم لذلك اغتفر أمر معارضته ، فيستفاد من ذلك ان القرآن يطلق على البعض مجازاً.*ومن ثم لا يحنث من حلف ليقر أن القرآن فقرأ بعضه إلا إن قصد الجميع .

[color="rgb(46, 139, 87)"]*هل الحرف الذي جمع عليه عثمان رضي الله عنه الناس يوافق العرضة الأخيرة ؟[/color]
روى أحمد وابن أبي داود والطبري من طريق عبيدة بن عمرو السلماني أن الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة *ومن طريق محمد بن سيرين ( فيرون قراءتنا أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة ومن حديث سمرة ( ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة )
وقال أبو عبدالرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة ،كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ*الناس بها حتى مات .لذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف)البرهان في علوم القرآن

*كيف نجمع بين حديث سمرة ومن وافقه وقول ابن عباس :( وكانت قراءة ابن مسعود آخرها) وحرف ابن مسعود غير الحرف الذي كتب به عثمان القرآن.؟
قال أبو عبدالرحمن السلمي : وكان*زيد بن ثابت رضي الله عنه قد شهد العرضة الاخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات .لذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف)*
وكذلك أبن مسعود رضي الله عنه قال ابن عباس رضي الله عنه :(وكانت قراءة ابن مسعود آخرها )*
يمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان *الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كلاً منهما .

[ تجعلين مسألة لـ " الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة وتذكرين القولين :
القول الأول :حرف زيد بن ثابت والدليل كذا
القول الثاني : حرف عبد الله بن مسعود والدليل كذا
ثم تذكرين قول ابن حجر العسقلاني في الجمع بينهما. ]


فوائد متفرقة:
1-قوله :(كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس) فيه احتراسٌ بليغٌ لئلا يتخيل من قوله :(وأجود ما يكون في رمضان )أن الأجودية خاصةٌ منه برمضان فيه فأثبت له الأجودية المطلقة أولًا ثم عطف عليها زيادة ذلك في رمضان قوله: (وأجود ما يكون في رمضان)

2-وفي قوله: (أجود بالخير من الريح المرسلة) فيه جواز المبالغة في التشبيه وجواز تشبيه المعنوي بالمحسوس ليقرب لفهم سامعه وذلك أنه أثبت له أولًا وصف الأجودية ثم أراد أن يصفه بأزيد من ذلك فشبه جوده بالريح المرسلة بل جعله أبلغ في ذلك منها لأن الريح قد تسكن وفيه الاحتراس لأن الريح منها العقيم الضارة ومنها المبشرة بالخير فوصفها بالمرسلة ليعين الثانية وأشار إلى قوله تعالى :(وهو الذي يرسل الرياح بشرا )(والله الذي أرسل الرياح )ونحو ذلك فالريح المرسلة تستمر مدة إرسالها وكذا كان عمله صلى الله عليه وسلم في رمضان ديمةً لا ينقطع
3-وفيه استعمال أفعل التفضيل في الإسناد الحقيقي والمجازي لأن الجود من النبي صلى الله عليه وسلم حقيقةٌ ومن الريح مجازٌ فكأنه استعار للريح جودًا باعتبار مجيئها بالخير فأنزلها منزلة من جاد وفي تقديم معمول (أجود )على المفضل عليه نكتةٌ لطيفةٌ وهي أنه لو أخره لظن تعلقه بالمرسلة وهذا وإن كان لا يتغير به المعنى المراد بالوصف من الأجودية إلا أنه تفوت فيه المبالغة لأن المراد وصفه بزيادة الأجودية على الريح المرسلة مطلقًا
4-وفي الحديث من الفوائد تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه ثم معارضته ما نزل منه فيه ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى*

5-ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة
6- أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير .*

7-استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ.
*
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة
وإعادتكِ للتلخيص أفضل بكثير من سابقه
فقط يؤخذ عليكِ طريقة صياغة عناوين العناصر ، وهي مهارة تكتسب بكثرة التلخيص والتطبيق
ولعلي إن وضعت لكِ قائمة بالعناصر يتبين لكِ الأمر

عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم
1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
2: معنى معارضة القرآن :
3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :
11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :





تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 28 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 15 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 14 / 15
___________________
=88 %

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 28 ربيع الأول 1436هـ/18-01-2015م, 01:25 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا وبارك فيك أينما كنت
هل يعنى في الفهرسة عدم ذكر الادلة فقط الموضوعات دون الاستشهاد ؟
أم المقصود مما ذكرتم أن هذه موضوعات المسائل ثم يدرج تحتها الادلة باختصار؟؟
جزاك الله خيرا وأحسن إليك ورزقك الخير كله
بل قصدت فقط أن نضع قائمة بالمسائل قبل الشروع في التلخيص، ثم تضعينها ثانية وتحت كل مسألة ملخص أقوال العلماء فيها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
عذرا وما المقصود باختصار الاسانيد ؟
لعلك قصدت هذه
اقتباس:
* وأخرج ابن مردويه والديلمي وابن أبي الدنيا في الدعاء وغيرهم بسند ضعيف جدا (أين اختصار الأسانيد؟؟ )عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} الآية فقال: ((اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، أشهد أنك فرد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفؤا أحد، وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور)). [الإتقان في علوم القرآن

أولا أعتذر فقد حصل سهو جعلني أظن أنها عنعنة،يعني رواه فلان عن فلان عن فلان ...
ثانيا: يورد الحديث هكذا:
- عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} الآية فقال: ((اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، أشهد أنك فرد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفؤا أحد، وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور)).أخرجه ابن مردويه والديلمي وابن أبي الدنيا في الدعاء وغيرهم بسند ضعيف جدا. أورده السيوطي في الإتقان.


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 27 جمادى الأولى 1436هـ/17-03-2015م, 05:36 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المسائل في درس الاختلاف بين السلف في التفسير
- الخلاف في أقوال السلف .ش
- أنواع الاختلاف في التفسير . ش ط
- معنى اختلاف التضاد والتنوع. ش ط
- معنى الترادف والتكافئ والتباين في الألفاظ ش
- اختلاف التنوع من نوع الألفاظ المتكافئة ش
- سبب اختلاف التنوع . ش
- أنواع اختلاف التنوع في التفسير عند السلف مع أمثلة ش ط
- تعدد أسباب النزول ش ط
- دليله ش
- مثاله ش ط
- فائدة اختلاف التنوع ش


تحرير المسائل
- الخلاف في أقوال السلف
هناك اختلاف بين السلف في الأحكام الفقهية واختلاف في التفسير وهو قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فهو كثير جدا .

- أنواع الاختلاف في أقوال السلف في التفسير
نوعان : اختلاف تضاد واختلاف تنوع

- معنى اختلاف التضاد مع مثال
أما اختلافُ التضادِّ فهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ، وهو كما ذَكرَ المصنِّفُ قليلٌ.
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.


- سبب اختلاف التنوع
إن المعبر يكون تعبير عما فهمه من الكلام، وقد يكون هذا التعبير بالنظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شيء معين، أو لحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله ونحو ذلك.


- أنواع الاختلاف في التفسير بين السلف
على نوعَين:
الأول: ما يكونُ الخلافُ فيه راجعًا إلى معنًى واحدٍ وهو
- إما أن يعبِّرَ كلُّ واحدٍ منهما عن المُرادِ بعبارةٍ غيرِ عبارةِ صاحبِه تدلُّ على معنًى في المسمَّى غيرِ المعنى الآخَرِ مع اتحادِ المسمَّ
قال عنها الشيخ أنها بمنزلةِ الأسماءِ المتكافِئةِ، وهي التي تتَّفِقُ في الذاتِ وتختلفُ في المعنى، ومَثَّلَ لذلك بما وَردَ في أسماءِ السيفِ، وأسماءِ اللَّهِ , وأسماءِ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وأسماءِ القرآنِ.

- وإما أن يكون تعبيره متعلق بمقصود السائل وهذه له حالان:
١- إما أن يكون مقصود السائل تعيين المسمى فإذا كان مقصودُه تعيينَ المسمَّى فإنه يُعبَّرُ له بأيِّ عبارةٍ تدلُّ عليه، واسْتَشْهَدَ لذلك بقولِه تعالى: {وَمْنَ أَعْرَضَ عَنْ ذِكرِي} فيقالُ: ذِكرُه كتابُه أو كلامُه أو هُداه، فكلُّ هذه تعبيراتٌ صحيحةٌ، فيه تعبيرٌ عن الذاتِ بشيءٍ من أوصافِها.

٢- وإما يكون مقصود السائل قدرا زائدا على تعيين المسمى, وهو أنه يريدُ أنْ يعرفَ الصِّفةَ التي في ذلك المسمَّى، فهذا لابد من تعريفه بالمعنى الذي تتضمنه هذه الصفة.
مثال:
وذلك مِثلُ " العليمُ " فهو يسألُ عن معنى العِلمِ في هذا الاسمِ، أو " الرحيمُ " يسألُ عن معنى الرحمةِ، أو " الغفورُ " فهو يسألُ عن معنى المغفرةِ في هذا الاسمِ، وليس مرادُه معرفةَ مَن هو الغفورُ؟ فيقالَ له: هو اللَّهُ.
ثم ذَكرَ أنَّ هذا النوعَ ليس اختلافَ تضادٍّ، ونظَّرَ له بتفسيرِ قولِه تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} وذَكرَ جملةَ أقوالٍ , من أشهرِها تفسيرُه بالقرآنِ أو بالإسلامِ، وهما قولانِ متَّفِقان؛ لأنَّ بينَهما تلازُماً، فدينُ الإسلامِ كتابُه القرآنُ، والقرآنُ يتضمَّنُ شريعةَ الإسلامِ، ولهذا لو قِيلَ بغيرِ هذا مما يدلُّ على هذا المعنى لجَازَ، كالأقوالِ التي ذَكرَها المصنِّفُ بعدَ ذلكَ، كقولِ مَن قال: هو السُّنةُ والجماعةُ، وقولِ مَن قالَ: هو طريقُ العبوديَّةِ، إلى غيـرِ ذلكَ.


٢- ما يكونُ الخلافُ فيه راجِعاً إلى أكثرَ من معنًى. ولكن هذه المعاني غير متناقضة ولا متضادة فإذا كانت غير متناقضة فإن الآية تحمل على هذه الأقوال التي قالها السلف
وهو التنوع الراجع إلى التفسير بالمثال فيذكر للمعنى العام مثال .
مثل قولِه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ}. فبعضُ المفسِّرِين جعلَها في أوقاتِ الصلاةِ، وبعضُهم جعلَها في المالِ، وذلك على سبيلِ المثالِ، ولا يعني هذا عدم دخول غيرها من الطاعات في مفهوم الآية فكلُّ عملٍ من أعمالِ الخيرِ ينقسِمُ الناسُ فيه إلى ظالِمٍ لنفْسِه , ومقتصدٍ , وسابقٍ بالخيراتِ.
3- تعدد أسباب النزول
اذا تعددت اسباب النزول فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
دليله:
جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.
فاستدل العلماء بهذا الحديث الذي في الصحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وهومن ذكر أفراد العام
مثاله :
ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.


- فائدة اختلاف التنوع
يفيد فائدة وهو أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية لا لأجل الألفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جداً أن يرى حاجة السائل فيفسر الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول: إنك فسرت الحسنة مثلاً بأنها لمال لا هم فسروا الحسنة بأنها الجاه مثلاً أو الأمر والنهي نقول لا تعارض فإن المفسر قد يرى أن الحاجة أن ينص على بعض الأفراد.
إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يصوغ تخصيصه،

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 2 جمادى الآخرة 1436هـ/22-03-2015م, 06:00 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
المسائل في درس الاختلاف بين السلف في التفسير
- الخلاف في أقوال السلف .ش
- أنواع الاختلاف في التفسير . ش ط
- معنى اختلاف التضاد والتنوع. ش ط
- معنى الترادف والتكافئ والتباين في الألفاظ ش
- اختلاف التنوع من نوع الألفاظ المتكافئة ش
- سبب اختلاف التنوع . ش
- أنواع اختلاف التنوع في التفسير عند السلف مع أمثلة ش ط
- تعدد أسباب النزول ش ط
- دليله ش
- مثاله ش ط
- فائدة اختلاف التنوع ش


تحرير المسائل
- الخلاف في أقوال السلف
هناك اختلاف بين السلف في الأحكام الفقهية واختلاف في التفسير وهو قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فهو كثير جدا .

- أنواع الاختلاف في أقوال السلف في التفسير
نوعان : اختلاف تضاد واختلاف تنوع

- معنى اختلاف التضاد مع مثال
أما اختلافُ التضادِّ فهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ، وهو كما ذَكرَ المصنِّفُ قليلٌ.
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.


- سبب اختلاف التنوع
إن المعبر يكون تعبير عما فهمه من الكلام، وقد يكون هذا التعبير بالنظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شيء معين، أو لحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله ونحو ذلك.


- أنواع الاختلاف في التفسير بين السلف
على نوعَين:
الأول: ما يكونُ الخلافُ فيه راجعًا إلى معنًى واحدٍ وهو هذا النوع يرجع فيه التفسير إلى أكثر من معنى أي أكثر من وصف لكن يدل على ذات واحدة.
- إما أن يعبِّرَ كلُّ واحدٍ منهما عن المُرادِ بعبارةٍ غيرِ عبارةِ صاحبِه تدلُّ على معنًى في المسمَّى غيرِ المعنى الآخَرِ مع اتحادِ المسمَّ
قال عنها الشيخ أنها بمنزلةِ الأسماءِ المتكافِئةِ، وهي التي تتَّفِقُ في الذاتِ وتختلفُ في المعنى، ومَثَّلَ لذلك بما وَردَ في أسماءِ السيفِ، وأسماءِ اللَّهِ , وأسماءِ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وأسماءِ القرآنِ. أسماء السيف وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ليست اختلافات تفسيرية فنلحقها بعنصر الألفاظ المتكافئة

- وإما أن يكون تعبيره متعلق بمقصود السائل وهذه له حالان: الأمثلة السابقة لم تخرج أيضا عن مقصود السائل.
١- إما أن يكون مقصود السائل تعيين المسمى فإذا كان مقصودُه تعيينَ المسمَّى فإنه يُعبَّرُ له بأيِّ عبارةٍ تدلُّ عليه، واسْتَشْهَدَ لذلك بقولِه تعالى: {وَمْنَ أَعْرَضَ عَنْ ذِكرِي} فيقالُ: ذِكرُه كتابُه أو كلامُه أو هُداه، فكلُّ هذه تعبيراتٌ صحيحةٌ، فيه تعبيرٌ عن الذاتِ بشيءٍ من أوصافِها.

٢- وإما يكون مقصود السائل قدرا زائدا على تعيين المسمى, وهو أنه يريدُ أنْ يعرفَ الصِّفةَ التي في ذلك المسمَّى، فهذا لابد من تعريفه بالمعنى الذي تتضمنه هذه الصفة.
مثال:
وذلك مِثلُ " العليمُ " فهو يسألُ عن معنى العِلمِ في هذا الاسمِ، أو " الرحيمُ " يسألُ عن معنى الرحمةِ، أو " الغفورُ " فهو يسألُ عن معنى المغفرةِ في هذا الاسمِ، وليس مرادُه معرفةَ مَن هو الغفورُ؟ فيقالَ له: هو اللَّهُ.
ثم ذَكرَ أنَّ هذا النوعَ ليس اختلافَ تضادٍّ، ونظَّرَ له بتفسيرِ قولِه تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} وذَكرَ جملةَ أقوالٍ , من أشهرِها تفسيرُه بالقرآنِ أو بالإسلامِ، وهما قولانِ متَّفِقان؛ لأنَّ بينَهما تلازُماً، فدينُ الإسلامِ كتابُه القرآنُ، والقرآنُ يتضمَّنُ شريعةَ الإسلامِ، ولهذا لو قِيلَ بغيرِ هذا مما يدلُّ على هذا المعنى لجَازَ، كالأقوالِ التي ذَكرَها المصنِّفُ بعدَ ذلكَ، كقولِ مَن قال: هو السُّنةُ والجماعةُ، وقولِ مَن قالَ: هو طريقُ العبوديَّةِ، إلى غيـرِ ذلكَ.


٢- ما يكونُ الخلافُ فيه راجِعاً إلى أكثرَ من معنًى. ولكن هذه المعاني غير متناقضة ولا متضادة فإذا كانت غير متناقضة فإن الآية تحمل على هذه الأقوال التي قالها السلف وهنا العكس، فهذا النوع من التفسير تعود الأقوال فيه إلى معنى واحد وهو الاسم العام.
وهو التنوع الراجع إلى التفسير بالمثال فيذكر للمعنى العام مثال .
مثل قولِه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ}. فبعضُ المفسِّرِين جعلَها في أوقاتِ الصلاةِ، وبعضُهم جعلَها في المالِ، وذلك على سبيلِ المثالِ، ولا يعني هذا عدم دخول غيرها من الطاعات في مفهوم الآية فكلُّ عملٍ من أعمالِ الخيرِ ينقسِمُ الناسُ فيه إلى ظالِمٍ لنفْسِه , ومقتصدٍ , وسابقٍ بالخيراتِ.
3- تعدد أسباب النزول
اذا تعددت اسباب النزول فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
دليله:
جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.
فاستدل العلماء بهذا الحديث الذي في الصحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وهومن ذكر أفراد العام أي المثال
مثاله :
ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.


- فائدة اختلاف التنوع
يفيد فائدة وهو أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية لا لأجل الألفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جداً أن يرى حاجة السائل فيفسر الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول: إنك فسرت الحسنة مثلاً بأنها لمال لا هم فسروا الحسنة بأنها الجاه مثلاً أو الأمر والنهي نقول لا تعارض فإن المفسر قد يرى أن الحاجة أن ينص على بعض الأفراد.
إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يصوغ تخصيصه،

جزاك الله خيرا أختي وبارك فيك.
لاحظت أن هناك العناصر التي أوردتيها في
القائمة ولم تتعرضي لها في الشرح
ويلاحظ على الملخص الاختصار الزائد.

كما فاتتك بعض المسائل اليسيرة تتعرفين عليها إن شاء الله من نموذج الإجابة.
وهذه مقدمة وضعناها لكل الطلاب، حتى تتضح لهم طريقة التلخيص لباقي الملخصات إن شاء الله
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..● تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..● الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
..● أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


● ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير
- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.
- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



● أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

● الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله: عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

● أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
● النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

- تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.
- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


● ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 23
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 87 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 3 جمادى الآخرة 1436هـ/23-03-2015م, 04:59 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

جزاك الله خيرا ونفع بك وأعانك

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 5 جمادى الآخرة 1436هـ/25-03-2015م, 07:23 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

موضوع الدرس: الحذف والتضمين
- التمهيد
- التضمين تابع للموضوع اللغوي . ط
- كون التضمين قاعدة عظيمة. ش
عناصر الدرس:
- المذاهب في حروف الجر مع الترجيح. ش ط
- معنى التضمين . ش ط
- هل التعدي في الفعل أم في حرف الجر . ث
- أمثلة على ذلك. ش ط
- فائدة التضمين . ش ط


تحرير المسائل:
- التمهيد :
-التضمين تابع للموضوعات اللغوية وهو لا يأتِ إلا مع حروف الجرِّ.
- التضمين قاعدة تحتاج إلى بيان مفصل لأنها من أنفع علوم التفسير .
عناصر الدرس:
- المذاهب في حروف الجر مع الترجيح
المذهبُ الأولُ: التعاقُبُ , وهو رأيُ الكوفيِّين .
وهو: إن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض، مثال: قال بعضهم في تفسير{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} يقول (إلى) هنا بمعنى (مع).

والمذهبُ الثاني:التضمينُ , وهو رأيُ البصريِّين .
والصحيح قول البصريين.
وهو التحقيق وهو الصحيح وهو كثير جداً في القرآن .
فالتَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى.
- معنى التضمين
هو أن يتعدى الفعل بحرف جر لا يناسبه معناه فيضَّمن الفعل معنى فعل مناسبا يتعدى به .
أي : أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر،
- هل التجوز في الفعل أم في الحرف ؟
التجوز في الفعل فيتضمن الفعل معنى يتعدى بمثله إلى ماهو متعد إليه الآن .

- أمثلة على ذلك.
1- قال تعالى : {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
فالسؤال لا يتعدى ب(إلى) فقالوا : السؤال يتضمن معناه ومعنى فعل آخر يناسب حرف الجر (إلى) وهو الضم
فاصبح المعنى : سأله نعجة وضمها إلى نعاجه
2- قال تعالى :({ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
العادة أن أراد تتعدى بنفسها تقول أردتُ الشيء، أردت الذهاب، أردت الظلم، أردت الحق، فلم عداه بالباء؟
هذا معناه أنه أراد معنى الإرادة ومع معنى الإرادة معنى فعل آخر يستنتج بهذا الحرف المذكور ولهذا قال السلف في تفسيرها مثلاً: { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} قال: أراد هاماً بظلم،
3- قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} هل إلى بمعنى (على)؟
الأصل أنها تعدى بـ(على) (استويت أنت ومن معك على الفلك)، (لتستووا على ظهوره)
{ثم استوى إلى السماء} هنا عداها بـ (إلى) فمعنى ذلك أنه أراد الاستواء الذي هو بمعنى العلو أولاً ثم أراد فيه مع الاستواء الذي هو العلو فعل آخر يناسبه التعدية بـ (إلى) الذي هو القصد والعمد فيكون المعنى أنه – جل وعلا– علا على السماء قاصداً عامداً علا وقصد وعمد بخلاف المؤولين فأنهم يقولون: (استوى إلى السماء) بمعنى قصد ويزلون معنى العلو وهذا غير طريقة أهل السنة فأهل السنة في باب التضمين يقولون المعنى الأول مراد ومعه المعنى الثاني الذي يناسبه التعدية
4- {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ} أي: لَيُزِيغُونَك ويَصُدُّونَك؛ لأنَّكَ تقولُ: فتَنْتُه بكذا. ولا تقولُ: فتَنْتُه عن كذا. إلا إذا ضَمَّنْتَه معنى التزييغِ والصُّدودِ، فكُلُّ فِعلٍ مِن هذه الأفعالِ قد ضُمِّنَ معنى فِعلٍ آخَرَ فجِيءَ بحرفٍ يناسبُه.


- فائدة التضمين .
- التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى.
- لأجل عدم التكرير لأن مبنى اللغة على الاختصار، فالعرب عمدة كلامها على الاختصار، والقرآن العظيم كلام الله – جل وعلا – الذي أعجز الخلق أن يؤتوا بمثله ولو اجتمعوا جميعاً هذا فيه من أسرار التضمين الشيء الكثير، التضمين علمٌ مهم

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م, 01:16 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
موضوع الدرس: الحذف والتضمين
- التمهيد
- التضمين تابع للموضوع اللغوي . ط
- كون التضمين قاعدة عظيمة. ش
عناصر الدرس:
- المذاهب في حروف الجر مع الترجيح. ش ط
- معنى التضمين . ش ط
- هل التعدي في الفعل أم في حرف الجر . ث
- أمثلة على ذلك. ش ط
- فائدة التضمين . ش ط


تحرير المسائل:
- التمهيد :
-التضمين تابع للموضوعات اللغوية وهو لا يأتِ إلا مع حروف الجرِّ.
- التضمين قاعدة تحتاج إلى بيان مفصل لأنها من أنفع علوم التفسير .
عناصر الدرس:
- المذاهب في حروف الجر مع الترجيح
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
هذه عبارة عامة، والمقصود شيء محدد، فنقول:
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يعدى به في الجادة.

المذهبُ الأولُ: التعاقُبُ , وهو رأيُ الكوفيِّين .
وهو: إن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض، مثال: قال بعضهم في تفسير{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} يقول (إلى) هنا بمعنى (مع).
لو فصّلت مسائل هذا العنصر كالتالي:
- معنى التعاقب
- أصحابه
- مثاله
- المآخذ عليه
وكذلك ما يتعلق بعنصر "التضمين"
والمذهبُ الثاني:التضمينُ , وهو رأيُ البصريِّين .
والصحيح قول البصريين.
وهو التحقيق وهو الصحيح وهو كثير جداً في القرآن .
فالتَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. الترجيح يكون بعد شرح العنصر كاملا، وهناك إضافة وهي أن التضمين يسد باب التأويل الذي يفتحه التعاقب.
- معنى التضمين
هو أن يتعدى الفعل بحرف جر لا يناسبه معناه فيضَّمن الفعل معنى فعل مناسبا يتعدى به .
أي : أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر،
- هل التجوز في الفعل أم في الحرف ؟
الراجح أن التجوز في الفعل فيتضمن الفعل معنى يتعدى بمثله إلى ماهو متعد إليه الآن .

- أمثلة على ذلك.
1- قال تعالى : {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
فالسؤال لا يتعدى ب(إلى) فقالوا : السؤال يتضمن معناه ومعنى فعل آخر يناسب حرف الجر (إلى) وهو الضم
فاصبح المعنى : سأله نعجة وضمها إلى نعاجه
2- قال تعالى :({ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
العادة أن أراد تتعدى بنفسها تقول أردتُ الشيء، أردت الذهاب، أردت الظلم، أردت الحق، فلم عداه بالباء؟
هذا معناه أنه أراد معنى الإرادة ومع معنى الإرادة معنى فعل آخر يستنتج بهذا الحرف المذكور ولهذا قال السلف في تفسيرها مثلاً: { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} قال: أراد هاماً بظلم،
3- قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} هل إلى بمعنى (على)؟
الأصل أنها تعدى بـ(على) (استويت أنت ومن معك على الفلك)، (لتستووا على ظهوره)
{ثم استوى إلى السماء} هنا عداها بـ (إلى) فمعنى ذلك أنه أراد الاستواء الذي هو بمعنى العلو أولاً ثم أراد فيه مع الاستواء الذي هو العلو فعل آخر يناسبه التعدية بـ (إلى) الذي هو القصد والعمد فيكون المعنى أنه – جل وعلا– علا على السماء قاصداً عامداً علا وقصد وعمد بخلاف المؤولين فأنهم يقولون: (استوى إلى السماء) بمعنى قصد ويزلون معنى العلو وهذا غير طريقة أهل السنة فأهل السنة في باب التضمين يقولون المعنى الأول مراد ومعه المعنى الثاني الذي يناسبه التعدية ما يتعلق بطريقة أهل السنة يفصل، وهو تابع لسبب ترجيح القول بالتضمين، ويذكر معه هذا المثال.
4- {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ} أي: لَيُزِيغُونَك ويَصُدُّونَك؛ لأنَّكَ تقولُ: فتَنْتُه بكذا. ولا تقولُ: فتَنْتُه عن كذا. إلا إذا ضَمَّنْتَه معنى التزييغِ والصُّدودِ، فكُلُّ فِعلٍ مِن هذه الأفعالِ قد ضُمِّنَ معنى فِعلٍ آخَرَ فجِيءَ بحرفٍ يناسبُه.


- فائدة التضمين .
- التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى.
- لأجل عدم التكرير لأن مبنى اللغة على الاختصار، فالعرب عمدة كلامها على الاختصار، والقرآن العظيم كلام الله – جل وعلا – الذي أعجز الخلق أن يؤتوا بمثله ولو اجتمعوا جميعاً هذا فيه من أسرار التضمين الشيء الكثير، التضمين علمٌ مهم
قد سبق تكرار هذا الكلام في أول الحديث عن التضمين



أحسنت أختي بارك الله فيك ونفع بك.
التلخيص جيد لكن كان يحتاج إلى تقسيم وفصل للأقوال أوضح من ذلك، وهذا نموذج لقائمة عناصر الدرس:

الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 91 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 5 شعبان 1436هـ/23-05-2015م, 07:22 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

ثبوت النسخ والردّ على من أنكره
عناصر الموضوع:
● بيان جواز النسخ
...-المراد بالنسخ في القرآن
...- إجماع العلماء على أن في القرآن نسخاً
....- أدلة جواز النسخ
● هل النسخ من خصائص هذه الأمة؟
● أقوال طوائف اليهود في النسخ
● كشف شبهات منكري النسخ
● بيان جواز النسخ عقلاً وشرعاً
... - الدليل على جواز النسخ عقلاً
... - الدليل على جواز النسخ شرعاً
● الفرق بين النسخ والبداء
● اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ
خلاصة كلام العلماء في ثبوت النسخ
- بيان جواز النسخ للقرآن
- المراد بالنسخ في القرآن
يأتي النسخ على معاني منها:
١- إذا أزاله فلم يبق له أثراً من قولهم: نسخت الرّيح الآثار، إذا أزالتها فلم يبق لواحدٍ منهما أثر.
مثاله:
}وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيّته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته}.
فبين أن الله ينسخ ما يلقي الشيطان في تلاوة النبي أو الرسول.
- دلالة الآية:
وهذا إنّما يدلّ على جواز النسخ فيما يزيد الشيطان في تلاوة النبي أو الرّسول من الباطل خاصةً،
فهو من النسخ الذي بمعنى أزاله ولم يبق له أثر .
وليس يدل على جواز النّسخ فيما ينزله الله ويأمر به، فلا حجة فيه لمن استدل به على جواز نسخ ما هو من عند الله من الحق
٢- قوله تعالى: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك}: فهذا إنما يراد به إذهاب ما لا يجوز نسخه من الأخبار وغيرها. وما لا يجوز نسخه لو شاء الله لأذهب حفظه كله من القلوب بغير عوض.
ومنه ما روي مما رفع من سورة الأحزاب وغيرها.
وهو من قولهم: نسخت الريح الآثار، أي أزالتها، فلا الريح بقيت ولا الآثار بقيت ) . [ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن
وليس هذا هو المراد بالنسخ في القرآن
٢- إذا أزاله وحل محله من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله. كقوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}. زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى (موضعها).
وهذا النسخ من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله.
وهو المراد بالنسخ في القرآن
- إجماع العلماء على أن في القرآن نسخاً
أجمع المسلمون على جواز النسخ في القرآن ، ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن:
وبه قال ابن الجوزي قال:انعقد إجماع العلماء على أن في القرآن نسخاً إلا أنّه قد شذّ من لا يلتفت إليه فحكى أبو جعفرٍ النّحّاس أنّ قومًا قالوا: ليس في القرآن ناسخٌ ولا منسوخٌ. وهؤلاء قومٌ لا يقرّون، لأنّهم خالفوا نصّ الكتاب، وإجماع الأمّة .ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
الأدلة على ذلك
- قال الله عز وجل: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها}.
- عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: في النّاسخ والمنسوخ"
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} يقول: (يبدّل اللّه ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، وما يبدّل وما يثبت كلّ ذلك في كتاب).
- عن عكرمة في قوله: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: (ينسخ الآية بالآية فترفع، وعنده أمّ الكتاب، أصل الكتاب) -عن محمّد ابن كعب في قوله عز وجل: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: (نزلت في النّاسخ والمنسوخ).
- عن محمّد بن سيرين {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} يرفعه، ويثبت ما يشاء فيدعه مقرًّا له.
- عن قتادة: ({منه آياتٌ محكماتٌ} قال: المحكمات النّاسخ الّذي يعمل به).
- عن السدي: ({يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} ما يشاء من المنسوخ ويثبت من النّاسخ).
قال: وحدّثنا... {منه آياتٌ محكماتٌ} قال:... لم تنسخ). ورواه سفيان عن سلمة عن الضحاك، قال: (المحكمات الناسخ).
-عن وكيعٌ عن سلمة بن نبيطٍ عن الصّحابة قال: (المتشابه ما قد نسخ، والمحكمات ما لم ينسخ).
- وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: "أبيٌّ أعلمنا بالمنسوخ"). ذكره ابن الجوزي في [نواسخ القرآن:84- 90]
- الأدلة على جواز النسخ
١- قال الله – جلَّ ذكره -: {يمحو الله ما يشاء ويثبت}.
معنى الآية
قال ابن عباسٍ وغيره: معناه: يمحو ما يشاء من أحكام كتابه (فينسخه) ببدلٍ أو بغير بدل، ويثبت ما يشاء فلا يمحوه ولا ينسخه،[ثم قال]: {وعنده أم الكتاب}.
قال ابن عباس: معناه: عنده ما ينسخ ويبدّل من الآي والأحكام، وعنده ما لا ينسخ ولا يبدّل، كلٌّ في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ.
ومثل هذا المعنى (قال) قتادة وابن جريج وغيرهم في هذه الآية.
وقد قيل غير ذلك. ذكره القيسي في كتاب الايضاح
وفي رواية لابن عباس رضي الله عنه في معنى الآية قال:( في النّاسخ والمنسوخ)ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
وفي رواية لابن عباس يقول: (يبدّل اللّه ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، وما يبدّل وما يثبت كلّ ذلك في كتاب).ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
- عن قتادة عن عكرمة في قوله: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: (ينسخ الآية بالآية فترفع، وعنده أمّ الكتاب، أصل الكتاب)ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
- دلالة الآية
هذا يدل على جواز النسخ بنص القرآن.ذكره القيسي في كتاب الايضاح
٢- ويدلّ على جواز النسخ للقرآن أيضًا قوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}.
- دلالة الآية
هذا نصٌ ظاهر في (جواز) زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى (موضعها). ذكره القيسي في كتاب الايضاح
٣-ويدل على جواز النسخ للقرآن أيضًا قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}. فهذا نص ظاهر في جواز النّسخ للقرآن بالقرآن.
معنى الآية
المعنى على قراءة الجماعة: أن الله –جل ذكره- يخبر (عن) نفسه يقول: ما نرفع من حكم آيةٍ ونبقي تلاوتها أو ننسكها يا محمد فلا تحفظ تلاوتها نأت بخير منها لكم، أي نأت بآيةٍ أخرى هي (أصلح لكم وأسهل) في التعبّد، أو نأت بمثلها في العمل وأعظم في الأجر، فهذا قول صحيح معروف.
وقد قيل: إن معناها: ما نرفع من حكم آيةٍ وتلاوتها نأت بخير منها، أي أصلح لكم منها.
قال ابن زيد: إنساؤها: محوها وتركها. ذكره القيسي في الايضاح
٤- ويدلّ على جواز النسخ أيضًا قوله تعالى: {لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا}، فمعلومٌ أن شريعة كل رسولٍ نسخت شريعةً من كان قبله. من أبين ما يدلّ على جواز النسخ للشرائع: أن جميع الأنبياء لم يكونوا أنبياء في أوّل أمرهم، ثم كانوا أنبياء، وأن ذرية آدم تناسلوا من الأخ مع أخته شريعةً أباحها الله تعالى له ثم نسخ ذلك فحرّمه. ذكره القيسي في الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه
- هل النسخ من خصائص هذه الأمة؟
النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير. ذكره السيوطي
في الإتقان في علوم القرآن ،وذكره الزركشي في.البرهان في علوم القرآن
أقوال طوائف اليهود في النسخ
أنكر اليهود النسخ وقالوا إنه يؤذن بالغلط والبراء.
وانقسموا في ذلك ثلاثة أقسامٍ:
فالقسم الأوّل: قالوا: لا يجوز عقلا ولا شرعًا، وزعموا أنّ النسخ هو عين البداء.
والقسم الثّاني: قالوا: يجوز عقلا وإنّما منع الشّرع من ذلك زعموا أنّ موسى عليه السّلام قال إنّ شريعته لا تنسخ من بعده، وإنّ ذلك في التّوراة.
ومن هؤلاء من قال: لا يجوز النّسخ إلا في موضعٍ واحدٍ، وهو أنّه يجوز نسخ عبادةٍ أمر اللّه بها بما هو أثقل على سبيل العقوبة لا غير.
والقسم الثّالث: قالوا: يجوز شرعًا لا عقلا، واختلف هؤلاء في عيسى ومحمّدٍ صلّى اللّه عليهما، فمنهم من قال: لم يكونا نبيين لأنهمالم يأتيا بمعجزةٍ، وإنّما أتيا بما هو من جنس الشّعوذة.
ومنهم من قال: كانا نبيّين صادقين، غير أنّهما لم يبعثا بنسخ شريعة موسى ولا بعثا إلى بني إسرائيل إنّما بعثا إلى العرب والأميين). ذكره ابن الجوزي في [نواسخ القرآن:78]
كشف شبهات منكري النّسخ
١ - أمّا قول من قال: لا يجوز النّسخ إلا على وجه العقوبة فليس بشيءٍ، لأنّه إذا أجاز النّسخ في الجملة جاز أن يكون للرّفق بالمكلّف، كما جاز للتّشديد عليه.
٢- وأمّا دعوى من ادّعى أنّ موسى عليه السّلام أخبر أنّ شريعته لا تنسخ فمحالٌ.
ويقال: إنّ ابن الرّاونديّ علمّهم أن يقولوا: إنّ موسى قال: (لا نبيّ بعدي).
ويدلّ عليه: أنّه لو صحّ قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السّلام، لأنّ اللّه تعالى لا يصدّق بالمعجزة مَن كذَّبه موسى؛ فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته، لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السّلام أنّه قال: (لا نبيّ بعدي)
٣- وممّا يدلّ على كذبهم فيما ادّعوا أنّ اليهود ما كانوا يحتجّون على نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم بكلّ شيءٍ.
وكان نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم مصدّقًا لموسى عليه السّلام، وحكم عليهم بالرّجم عملا بما في شريعة موسى صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فهلا احتجّوا عليه بذلك، ولو احتجّوا لشاع نقل ذلك، فدلّ على أنّه قولٌ ابتدع بعد نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
٤- وأمّا قول من قال: إن عيسى ومحمداً عليهما السّلام كانا نبيّين لكنّهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل فتغفيلٌ من قائله، لأنّه إذا أقرّ بنبوّة نبيٍّ فقد أقرّ بصدقه، لأنّ النّبيّ لا يكذب، وقد كان عيسى عليه السّلام يخاطب بني إسرائيل، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((بعثت إلى النّاس كافّةً)) ويكاتب ملوك الأعاجم). ذكره ابن الجوزي في[نواسخ القرآن:
- بيان جواز النسخ عقلاً وشرعاً
١- الدليل على جواز النسخ عقلاً
أمّا الدّليل على جواز النّسخ عقلا، فهو أنّ التّكليف لا يخلو أن يكون موقوفًا على مشيئة المكلّف أو على مصلحة المكلّف، فإن كان الأوّل؛ فلا يمتنع أن يريد تكليف العباد عبادةً في مدّةٍ معلومةٍ ثمّ يرفعها ويأمر بغيرها.فللآمر أن يأمر بما شاء
وإن كان الثّاني فجائزٌ أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمانٍ دون زمانٍ. ويوضّح هذا أنّه قد جاز في العقل تكليف عبادةٍ متناهيةٍ كصوم يومٍ، وهذا تكليفٌ انقضى بانقضاء زمانٍ،
ولأن النفس إذا مرنت على أمر ألفته فإذا نقلت عنه إلى غيره شق عليها لمكان الاعتياد المألوف فظهر منها بإذعان الانقياد لطاعة الأمر
ثمّ قد ثبت أنّ اللّه تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى، ومن الصّحّة إلى السّقم، ثمّ قد رتّب الحرّ والبرد، واللّيل والنّهار، وهو أعلم بالمصالح وله الحكم).خلاصة قول ابن حزم في الناسخ والمنسوخ وقول ابن الجوزي في[نواسخ القرآن:وفي المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ
الدليل على جواز النسخ شرعاً
الدّليل على جواز النّسخ شرعاً، أنه قد ثبت أنّ من دين آدم عليه السّلام وطائفةٍ من أولاده، جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم، والعمل في يوم السّبت، ثمّ نسخ ذلك في شريعة موسى، وكذلك الشّحوم كانت مباحةً، ثمّ حرّمت في دين موسى، فإن ادّعوا أنّ هذا ليس بنسخٍ فقد خالفوا في اللّفظ دون المعنى). ذكره ابن حزم في[الناسخ والمنسوخ ]و ابن الجوزي في [نواسخ القرآن]وفي المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ
الفرق بين النَّسْخِ والبَدَاءِ
الفرق بين النّسخ والبداء، من وجهين:
أحدهما: أنّ النّسخ (تغيير) يكون بإزالة حكم ببدل أو بغير بدل مع تقدم العلم من الله –جل ذكره- بفرضه للناسخ ورفعه لحكم المنسوخ كل واحدٍ منهما في وقته الذي علمه وقدره قبل أمره بالأول بلا أمد.
كتحويل العباد من شيءٍ قد كان حلالًا فيحرّم أو كان حرامًا فيحلّل أو كان مطلقًا فيحظر أو كان محظورًا فيطلق أو كان مباحًا فيمنع أو ممنوعًا فيباح إرادة الصّلاح للعباد.
وقد قيل: إن النسخ إنما هو تبيين انقضاء مدة التعبّد الأول وابتداء التعبد الثاني مع علم الله –جل ذكره- لذلك كله قبل كل شيء، وهو معنى ما ذكر أولاً.
مثال
فالصّلاة كانت إلى بيت المقدس إلى وقتٍ بعينه ثمّ حظرت فصيّرت إلى الكعبة وكذا قوله جلّ وعزّ {إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً} [المجادلة: 12] قد علم اللّه جلّ وعزّ أنّه إلى وقتٍ بعينه ثمّ نسخه في ذلك الوقت، وكذا تحريم السّبت كان في وقتٍ بعينه على قومٍ ثمّ نسخ وأمر قومٌ آخرون بإباحة العمل فيه، وكان الأوّل المنسوخ حكمةً وصوابًا ثمّ نسخ وأزيل بحكمةٍ وصوابٍ كما تزال الحياة بالموت وكما تنقل الأشياء فلذلك لم يقع النّسخ في الأخبار لما فيها من الصّدق والكذب. خلاصة كلام النحاس في الناسخ والمنسوخ وقول القيسي في الايضاح لناسخ القرآن وابن الجوزي في نواسخ القرآن
- أما البداء: هو أن ينتقل عما أمر به أو أراد بأمر حادث لا بعلم سابق فيظهر له رأيٍ محدث لم يظهر قبل. كالذي يرى الرأي ثم يبدو له
كقولك: امض إلى فلانٍ اليوم ثمّ تقول: لا تمض إليه فيبدو لك عن القول الأوّل، وهذا يلحق البشر لنقصانهم وكذا إن قلت: ازرع كذا في هذه السّنة ثمّ قلت: لا تفعل، فهذا البداء.
وهذا شيءٌ يلحق البشر لجهلهم بعواقب الأمور وعلم الغيوب، والله يتعالى عن ذلك علوا كبيرًا؛ لأنه يعلم عواقب الأمور ولا يغيب عنه شيء من علم الغيوب، فمحالٌ أن يبدو له رأيٌ لم يكن يبدو له قبل ذلك. هذا من صفات المخلوقين المربوبين).هذا خلاصة قول النحاس في الناسخ والمنسوخ وقول وابن القيسي في [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:] وابن الجوزي في نواسخ القرآن وفي المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ والسيوطي في الإتقان في علوم القرآن
والثّاني: أنّ (سبب) النّسخ لا يوجب إفساد الموجب لصحّة الخطاب الأوّل، والبداء يكون (سببه) دالًّا على إفساد الموجب، لصحّة الأمر الأوّل، مثل أن يأمره بعملٍ يقصد به مطلوباً فيتبين أن المطلوب لا يحصل بذلك الفعل (فيبدو) له ما يوجب الرّجوع عنه، وكلا الأمرين يدلّ على قصور في العلم والحق عز وجل منزه عن ذلك) . ذكره ابن الجوزي في[نواسخ القرآن]

اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ
قال السخاوي : قولنا : ناسخ ومنسوخ أمر يختص بالتلاوة. وأما المتلو فلا يجوز ذلك فيه، وكذلك المجاز: أمر يختص بالتلاوة.
وكلام الله عز وجل قديم، لم يزل موجودا، وكان قبل إيجاد الخلق غير مكتوب ولا مقروء، ثم بالإنزال كان مقروءا ومكتوبا ومسموعا، ولم ينتقل بذلك من حال إلى حال. كما أن الباري عز وجل قبل خلق العباد لم يكن معبودا وإنما عبد بعد إيجاد العباد ولم يوجب ذلك له تغيرا سبحانه ). ذكره السخاوي في [جمال القراء]

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 8 شعبان 1436هـ/26-05-2015م, 07:58 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المراسيل
المسائل :
- شروط الصدق في النقل
= في الرواية الواحدة
= النقل المتعدد الذي تكون افراده غير كافية لاثبات الصدق
= مثال على المراسيل
= الخطأ في الرواية
= غالبا الخطأ يقع في القصص الطوال
- - أمثلة لطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير
تلخيص مسائل الدرس
- شروط الصدق في النقل
١- في الرواية الواحدة
الصدق في النقل يكون بتحقيق أمرين معاً:
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه.
٢- النقل المتعدد الذي تكون افراده غير كافية لاثبات الصدق
إذا تعددت الروايات ولكن أفراده غير كافية لاثبات الصدق فإن بعضها يعضد بعض وهي تسمى ( المراسيل )ولكن بشروط:
- أن يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب
- و يستحيل أن يجتمعوا على الخطأ
فيعضد بعضها بعض لان اسانيد التفسير مبناها على المسامحة ليست كالحديث
مثال
مثلاً رواية في التفسير أو في الحديث أو في الأحكام تكون مرسلة يرسلها سعيد بن المسيب ويأتي رواية أخرى مثلاً في الأحكام يرسلها عامر بن شراحيل الشعبي ثم تأتي رواية ثالثة في الأحكام يرسلها قتادة ونحو هؤلاء فهؤلاء ينظر فيهم هل يقال إنهم تواطأوا جميعاً على هذا يعني اجتمعوا وأخرجوا هذه الرواية جميعاً فإذا كان تواطأوا عليها هذا يحتمل أن يكون ثمّ خطأٌ أو كذب في ذلك.
وإما أن يقال إنهم لم يتواطؤوا عليها وهذا هو الظن بهم ولذلك تكون رواية الشعبي مثلاً عاضدة لرواية سعيد ابن المسيب ورواية قتادة عاضدة لرواية الشعبي ورواية سعيد فيكون الجميع من تحصيل هذه المراسيل العلم أن النقل هذا نقل صحيح مصدق لأنه يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب ويستحيل أيضاً أن يجتمعوا على الخطأ إلا إذا قيل إن الثلاثة أخذوا من شخص واحد فهذا يكون من الخطأ لأنهم أخذوا من شخص واحد لكن إن كان مأخذهم متعدد مثل الأمثلة التي ذكرت فإن سعيد بن المسيب في المدينة وعامر بن شراحيل الشعبي في الكوفة وقتادة في البصرة فيبعد أن يأخذ هذا عن هذا أو يأخذ الجميع عن شخص واحد فمعنى ذلك أنه يشعر بالتعدد بأن النقل مصدق.
فالتفسير فيه مسامحة والفقهاء كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
- الخطأ في الرواية
قد يعرض على النقل المصدق الخطأ يعني أن احتمال الخطأ في رواية الراوي الذي يروي التفسير
وهذا لا يعني أن تفسيره غير مقبول لأن الذي يرد أن يكون ممن تعمد الكذب وأكثر الذين يروون التفسير فإنهم لا يتعمدون الكذب خاصةً من الصحابة فالتابعين وكثير ممن تبع التابعين هؤلاء لا يتعمدون الكذب.
أما الخطأ فقد يجوز على أحدهم أن يخطئ والخطأ والنسيان عرضة لابن آدم
- غالبا الخطأ يقع في القصص الطوال
غالبا يقع الخطأ في القصص الطواللكن هذا الخطأ والنسيان في القصص الطوال إذا نقل التابعي قصة طويلة في التفسير أو صحابي نقلها ثم نقلها الآخر فإن العلم بحصول أصل هذه القصة يحصل من اتفاق النقلين لكن قد تختلف ألفاظ هذا وألفاظ هذا فيكون البحث في بعض الألفاظ من جهة الترجيح يعني هل يرجح هذا على هذا إذا اختلفت الروايتان أما أصل القصة فقد اجتمعوا عليه.
: مثال
قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية وما فيها من الاختلاف من حيث الشروط والألفاظ بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم هذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا علم حصر لأنه نقله الكثير، تفاصيل القصة اختلفوا فيه فإذاً يريد أن الاختلاف في بعض الألفاظ في الأحاديث الطوال لا يعني أن أصل القصة غير صحيح بل كثير من القصص الطوال إذا اجتمع عليها أكثر من واحد في النقل في التفسير وفي غيره فهذا يشعر بأن أصل القصة واقع صحيح لأنهم لا يجتمعون على الكذب بيقين ثم إن الخطأ يبعد أن يتفق اثنان في خطأ لم يتواطأا عليه ولم يجتمعا عليه، قد يخطئ بعضهم في بعض الألفاظ هذا وارد ولهذا يؤخذ بما اجتمعوا عليه وأما ما اختلفوا فيه فيطلب ترجيحه من جهة أخرى وهذا كثير من جهة النقل.
- أمثلة لطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير
- قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}
أقوالٍ السلف في معنى البيتِ المعمورِ،
١- بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ. وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه
٢- بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. ورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ
٣- بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ. ورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ
٤- بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ. ورد عن عكرمةَ
٥- يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ. ورد عن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ
٦- أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. رَواه قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا
٧- البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ. ذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ
- سبب الخلاف
هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟
- نوع الخلاف
التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.
الترجيحِ :
المرادِ به البيتَ الذي في السماءِ أولى؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.
هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك الحديثُ السابقُ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ, وهو حديثٌ صحيحٌ.
فكونُ هذا البيتِ في السماءِ السابعةِ، وكونُ إبراهيمَ مُسنِدًا ظهرَه إليه، وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، هذه الأوصافُ الثلاثةُ كلُّها ثابتةٌ؛ لأنها وردتْ في الحديثِ الصحيحِ، أما الأوصافُ التي ذكرَها السَّلفُ فيه:
أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَها أشبَهَ بالمراسِيلِ التي ذَكرَها شيخُ الإسلامِ التي تتَّفِقُ في أصلِ القصةِ وتختلفُ في تفاصيلِها.
فقد اتَّفقَتْ هذه الرواياتُ على أنه بيتٌ في السماءِ، واختلفتْ في أوصافِه.
وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.
والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.
مثالٌ آخَرُ:
- قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
- في وصفِ هذه الخيامِ أقوالٌ عن السَّلفِ:
= فقال بعضُهم: دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ, وبه قال سعيدُ بنُ جبيرٍ ومجاهدٌ وعمرُ بنُ ميمونٍ والضحَّاكُ والحسَنُ، وكذلك رواه أبو مِجلَزٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا، ورواه الضحَّاكُ عن ابنِ مسعودٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وفيه انقطاعٌ بينَ الضحَّاكِ وابنِ مسعودٍ.
= وزاد بعضُهم: الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ.
=: الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ. وردعن الأحوص
=وبعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ.
= أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ. وَردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ
فإذا نظرتَ في هذه الأقوالِ وجدتَ أنه ليس بينَ مَن فسَّرَ الخيامَ بأنها مِن الدُّرِّ أو اللُّؤلؤِ سوى اختلافِ التعبيرِ، وإن كان الدُّرُّ يختصُّ بكبارِ اللؤلؤِ، ففي هذا التفسيرِ تقريبُ عبارةٍ كما ذكر شيخُ الإسلامِ في النوعِ الرابعِ من أنواعِ اختلافِ السَّلفِ. فإِذَنْ هذه الخيامُ من لؤلؤٍ أو من دُرٍّ.
كونُ هذا اللؤلؤِ مجوَّفاً اتَّفقتْ عليه الأقوالُ كلُّها. فإذا جئتَ تُفسِّرُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، فإنك تقولُ بأنَّ الخيامَ من دُرٍّ مجوَّفٍ؛ لأن هذه الرواياتِ كلَّها اتَّفقتْ على هذا التفسيرِ.
كونُ هذه الخيامِ مُربَّعةَ الشكْلِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ. فهذا أيضًا مما يمكنُ أن يَخرُجَ عن التواطُؤِ. كذلك كونُ مصارِيعِها – أي: أبوابِها – من ذهبٍ، وأنَّ عدَدَها أربعةُ آلافٍ هذا مرويٌّ عن ابنِ عباسٍ وأبي الأحوصِ، وخالَفَهُم خليدٌ فقال: إنها سبعونَ مِصراعًا.
هنا اختلفتِ التفاصيلُ، فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا،، وإذا نَظَرتَ وجدتَ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا الأحوصِ اثنانِ، فيُقدَّمانِ على روايةِ خُليدٍ، فضلًا عن كونِ ابنِ عباسٍ صحابيًّا يُخبِرُ عن أمرٍ غيبِيٍّ .
كذلك كونُ هذه الخيامِ من فضةٍ، هذا واردٌ عن مجاهدٍ وقد انفردَ به فيُتوقَّفُ فيه. .
- قولُه تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ}...
=في العتيقِ أربعةُ أقوالٍ،
الأولُ والثالثُ والرابعُ تَرْجِعُ كلُّها إلى معنًى واحدٍ وهو العِتقُ، سواءٌ كان العِتقُ بمعنى أنه لم يَملِكْ قطُّ، أو بمعنى أنه أُعتِقَ من الغَرقِ، أو بمعنى أنه مُعتقٌ من الجبابرةِ، فكلُّها ترجعُ إلى معنى العتقِ.
أما القولُ الثاني فإنه من عَتُقَ الشيءُ إذا صار قديمًا، فاختلفَ في دلالَتِه عن الأقوالِ الأخرى.
فصار الخلافُ إذًا يرجعُ إلى قولَيْنِ :
/أحدُهما أنه مُشتَقٌّ من العِتقِ ضدِّ العبوديةِ،
/والثاني أنه مشتَقٌّ من العَتَاقةِ وهي القِدَمُ.
سبب الخلاف
فسببُ الخلافِ إذًا يرجعُ إلى اللغةِ، وهو أنَّ لَفظَ (العِتقِ) لفظٌ مُشترَكٌ يحتملُ هذا المعنى ويَحتملُ ذلك المعنى الآخَرَ، وهذا يُسمَّى بالاشتراكِ اللغويِّ.
وهذا الخلافُ يَدخلُ في اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنَّ القولَيْنِ ليس بينَهما تعارُضٌ، فالبيتُ مُعتَقٌ من الجبابرةِ وغيرِهم, وهو في نفسِ الوقتِ قديمٌ.
والآيةُ تحتملُ التفسيرَيْنِ معًا، وإذا احتملَتِ الآيةُ تفسيرَيْنِ صحيحَيْنِ متغايِرَيْن فإنها تكونُ بمثابةِ الآيتَيْنِ، فتُفسَّرُ مرَّةً بهذا الوجهِ ومرَّةً بهذا الوجهِ الآخَرِ، وكِلاهما صحيحٌ.
وقد يَذهبُ بعضُهم إلى أنَّ القولَ الأولَ أرجحُ؛ لأنَّ فيه روايةً مُسندَةً عن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان فيها ضعفٌ، كما أنه من قولِ مجاهدٍ وهو إمامُ التابِعين في التفسيرِ, وعَضَّدَهُ قولُ قتادةَ، فهو أشْبَهُ بقولِ الجمهورِ، فمِثلُ هذا الترجيحِ يُقبلُ؛ لأنه من بابِ التقديمِ الأوْلَى، وإن كانت الآيةُ محتمِلةً للقولَين معًا.
وينبغي أن يُلاحَظَ أنَّ مجاهدًا وَرَدَ عنه قولان: القولُ الأولُ والقولُ الثالثُ، وبما أنَّ هذين القولَين يرجعانِ إلى قولٍ واحدٍ، فإنَّ هذا يكونُ من بابِ اختلافِ العبارةِ.
= قولُه تعالى: {الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيْبِ}
/في المرادِ بالغيبِ هاهنا ستةُ أقوالٍ...
هذه الأقوالُ السِّتَّةُ التي ذَكرَها ابنُ الجوزيِّ يُلاحَظُ عليها التشابُهُ، فالغيبُ هو كلُّ ما غاب عَنكَ، وهذا ما وردتِ الإشارةُ إليه في القولِ الرابعِ وحدَّدَ بعضَ الأمثلةِ له، أما الأقوالُ الأخرى فهي أمثلةٌ للغيبِ؛ أي: إنَّها ذُكِرتْ على سبيلِ المثالِ، وليس على سبيلِ الحصْرِ. فالغيبُ لفظٌ عامٌّ وما ذُكرَ في هذه الأقوالِ أمثلةٌ للغيبِ.
فكلُّ واحدٍ من هذه الأقوالِ يُعتبرُ غيبًا، ولكنَّ الغيبَ لا يَنحصرُ في واحدٍِ منها دونَ غيرِه، فالسَّلفُ في هذه الأقوالِ يُمثِّلُونَ ولا يُخصِّصون فتُحملُ عباراتُهم على التمثيلِ.
وهذه الأقوالُ كلُّها تَرجعُ إلى معنًى واحدٍ، وهو أنَّ كلَّ ما غاب عنك فهو غيبٌ.
وهذا الاختلافُ يَرجِعُ إلى اختلافِ تنوُّعٍ لا اختلافِ تضادٍّ.
= ثالثاً: قولُه تعالى: {وأمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بالطَّاغِيَةِ}
فأما الطاغيةُ ففيها ثلاثةُ أقوالٍ...
هذا مثالٌ آخَرُ لاختلافِ السَّلفِ،
ما هو سببُ الاختلافِ؟
إذا رجعتَ إلى هذه الأقوالِ وَجدتَ أنَّ سببَ الخلافِ هو ما المقصودُ بالطاغيةِ؟ هل المقصودُ بالطاغيةِ هو الفِعلةُ الطاغيةُ التي هي كُفرُهم وطغيانُهم؟ أو أنَّ المرادَ بالطاغيةِ الصَّيْحةُ الطاغيةُ التي أُهلِكوا بها فطغَتْ على كلِّ صيحةٍ؟ أو أنَّ الطاغيةَ المرادُ بها الرجُلُ الطاغيةُ الذي هو عاقِرُ الناقةِ؟
فلفظُ (الطاغية) في الآيةِ وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فيحتملُ أن يكونَ هذا المحذوفُ هو أحَدَ المعاني الثلاثةِ المذكورةِ، وإذا كان الاختلافُ راجعًا إلى وصفٍ حُذِفَ مَوصوفُه فإنه يكونُ من بابِ المتواطئِ كما تقدَّمَ.
وهذا الاختلافُ يرجِعُ إلى معنى واحدٍ وهو الطغيانُ، ولكنه يَرجِعُ إلى أكثرَ من ذاتٍ، فقد يكونُ راجعًا إلى العذابِ, أو إلى الفِعلِ المعذَّبِ بِسَبَبِه, أو إلى الرجُلِ الذي عَقرَ الناقةَ.
ويُلاحَظُ أنه إذا فُسِّرت الآيةُ على أحدِ الأقوالِ فإنَّ معنى (الباء) في قولِه (بالطاغيةِ) يختلفُ من قولٍ إلى قولٍ، فتكونُ بمعنى السببيَّةِ، إذا قلتَ: (فأُهْلِكُوا بالطاغيةِ)؛ أي: بسببِ كُفرِهم وطغيانِهم، وتكونُ بمعنى الواسطةِ إذا قلتَ: (فأُهلِكوا بالطاغيةِ)؛ أي: بالصَّيحةِ الطاغيةِ، وتكونُ بمعنى السببيةِ إذا قُلنا: (فأُهلكوا بالطاغيةِ)؛ أي: بسببِ عاقرِ الناقةِ.
وهذه المعاني متنوعةٌ, ليس بينها تناقُضٌ, فهي تَرجعُ على اختلافِ التنوُّعِ. فهي كلُّها محتمَلةٌ؛ لأنَّ لفظَ الآيةِ يحتمِلُها جميعًا، ويمكنُ أن يفسَّرَ بها من جهةِ المعنى, ومن جهةِ السياقِ.
ويمكنُ أن تُرَجَّحَ أحدُ هذه الأقوالِ بدليلٍ خارجيٍّ, وهو قولُه تعالى في آيةٍ أُخْرَى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}. أي: بسببِ طُغيانِها، فتُجْعَلَ هذه الآيةُ تفسِّرُ الأخرى، فيكونُ القولُ الأولُ – وهو قولُ ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ ومقاتِلٍ وأبي عبيدةَ وابنِ قتيبةَ– هو الراجِحَ، لوجودِ نظيرٍ له في القرآنِ في موضِعٍ آخَرَ.
ويمكنُ أن يقالَ أيضًا: إنَّ السياقَ يدلُّ على أن المرادَ بالطاغيةِ العذابُ؛ لأنه لما وَصفَ عذابَ عادٍ بالريحِ وَصفَ عذابَ ثمودَ بالطاغيةِ. والترجيحُ بابُه واسعٌ. وليس المرادُ هنا ترجيحَ أحدِ الأقوالِ، ولكنَّ المرادَ هو التمثيلُ لاختلافِ التنوُّعِ واختلافِ التضادِّ.
= رابعًا: قولُه تعالى: {وَأنَّهُ كان يَقولُ سفِيهُنَا على اللَّهِ شطَطًا} فيه قولان...
-(سفيهنا) وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فوَصفُ السَّفَهِ يُطلقُ على إبليسَ ويُطلق على الكافرِ؛ لأنَّ كلاًّ منهما غيرُ رشيدٍ، فيحتملُ أن يكونَ المعنى (يقولُ سفيهُنا) أي: كافرُنا، ويحتملُ أن يكونَ (يقولُ سفيهُنا) إبليسُ لَعنَه اللَّهُ.
سبب الخلاف :
الاختلاف في المراد بسفيهنا
نوع الاختلاف :
يدخُلُ في بابِ المتواطئِ؛ لأنه وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، وهو اختلافٌ يرجعُ إلى أكثرَ من معنًى، وإلى أكثرَ من ذاتٍ؛ لأن إبليسَ غيرُ الكافرِ.
=خامسًا:قولُه تعالى: {فَذَرْنِي والمُكذِّبينَ أُولِي النَّعمَةِ}...
فيه ثلاثةُ أقوالٍ,
وقد اتَّفقتْ على أن المرادَ بـ (المكذِّبين أُولي النَّعمَةِ) قومٌ موصوفون بأنهم أصحابُ نَعمةٍ، ولكنها اختلفتْ في تعيينِهم؛ فمنهم مَن قال: نزلتْ في المطعِمين من كفارِ قريشٍ الذين كانوا يُطعِمون في غزوةِ بدرٍ، ومنهم مَن قال: نَزلتْ في بني المغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ، ومنهم مَن قال: نزلتْ في المستهزِئين الذين هم صناديدُ قريشٍ.
سبب الخلاف
المراد ب المكذبين أولي النعمة
نوع الخلاف
وإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَها تدخُلُ تحتَ اللَّفظِ العامِّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ من هؤلاءِ المذكورين يَدخلُ في عمومِ المكذِّبين أولي النَّعمةِ، لكن هذا العمومَ لا ينحصرُ في هؤلاءِ المذكورين فقط، بل يشملُ غيرَهم.
والعامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ يَدخلُ تحتَ بابِ اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنه يَرجعُ إلى معنًى واحدٍ.
= قولُه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}...
هذه أربعةُ أقوالٍ في المرادِ بقولِه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}،
- فالغُصَّةُ: هي الذي لا يَسوغُ في الحَلْقِ، فلا يَستطيعُ الإنسانُ أن يأكلَه لسوءِ طَعمِه، فيَزْدَرِدُهُ لكَراهِيَتِه. قاله ابنُ الجوزيِّ
فهذا الطعامُ الموصوفُ بأنه (ذا غُصَّةٍ) هل هو الزَّقُّومُ؟ أو هو الضَّريعُ؟ أو هو الغِسلِينُ؟ أو هو الشَّوكُ الذي يقفُ في الحَلقِ؟
نوع الخلاف:
فهذه المذكوراتُ أمثلةٌ لأنواعٍ من المأكولاتِ يَنطبقُ على كلٍّ منها وصفُه بأنَّه (ذا غُصَّةٍ) فرجَعَ الخلافُ إلى الوصفِ الذي حُذفَ موصوفُه فاحتملَ كلَّ ما ذُكِرَ من الموصوفاتِ.
ويمكنُ أيضًا أن يَرجعَ الخلافُ إلى اللفظِ العامِّ الذي ذُكِرَتْ له أمثلةٌ، فتكونُ هذه المذكوراتُ من بابِ التمثيلِ, لا من بابِ التخصيصِ.
= قولُه تعالى: {ولَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}....)
إذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَها تَرجعُ إلى معنَيَيْن كُلِّيَّيْن، فهي إما أن تَرجعَ إلى المِنَّةِ من قولِهم: مَنَّ فلانٌ بما أعطى. أو إلى المَنِّ الذي هو الضَّعفُ، من قولِهم: حَبلٌ مَنينٌ؛ أي: ضَعيفٌ.
فالقولُ الأولُ: لا تُعطي عطيةً تلتمسُ بها أفْضلَ منها، هذا يَدخلُ في المِنَّةِ.
والقولُ الثاني: ولا تَمنُنْ بعمَلِك تَستكْثِرُه على ربِّكَ، أيضًا يَدخلُ في المِنَّةِ.
أما مَن قال بأن المرادَ: لا تَضْعُفْ عن الخيرِ أنْ تستكْثِرَ منه، فهذا القولُ راجعٌ إلى مادَّةٍ أخرى هي الضَّعفُ.
وأما القولُ بأن معنى هذه الآيةِ لا تَمنُنْ على الناسِ بالنُّبوَّةِ لتأخُذَ عليها منهم أجْرًا فهذا أيضًا راجعٌ إلى المِنَّةِ.
فرجعتْ هذه الأقوالُ إلى المعنَيَيْن الكُلِّيَّين السابقَين.
وهذا الاختلافُ يرجعُ إلى الاشتراكِ اللُّغويِّ، لأنَّ المِنَّةَ في اللغةِ تُطلقُ على كِلا المعنيَين، فسواءٌ قلتَ: إن المرادَ النهيُ عن المِنَّةِ بالعطاءِ أو بالعَملِ أو النهيُ عن الضَّعفِ، فيكونُ في الآيةِ تأديبٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، والأصلُ في التأديبِ له صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ أنه تأديبٌ لأتباعِه إلا إذا دلَّ الدليلُ على خصوصِه.
وهذه الأقوالُ كلُّها محتملَةٌ، والخلافُ خلافُ تنوُّعٍ، وليس خلافَ تضادٍّ.
والأقوالُ ترجعُ إلى أكثرَ مِن معنى، وإن كانت في النهايةِ تَرجعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ, وهي النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ المخاطَبُ بالآيةِ.
ويمكنُ ترجيحُ أحدِ الأقوالِ بناءً على دليلٍ أو علَّةٍ أخرى؛ لأنَّ الترجيحَ بابُه واسـعٌ.
=قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}....)
مَن قال بأنَّ المرادَ بالذي بِيَدِه عُقدةُ النِّكاحِ هو أبو البِكْرِ، فإنه يرجعُ إلى معنى الوليِّ؛ لأنَّ الوليَّ غالبًا ما يكونُ أبًا، فيكونُ عندَك في الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ، والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.
وهذان القولانِ يرجعانِ إلى أكثرَ مِن معنًى كما هو واضحٌ؛ لأنه إما أن يكونَ المرادُ بالذي بيَدهِ عُقدةُ النكاحِ الزوجَ، وإما أن يكونَ المرادُ وليَّ المرأةِ.
نوع الاختلاف
هذان المعنَيانِ متضادَّانِ؛ لأنه لا يمكنُ اجتماعُهما في وقتٍ واحدٍ، فإذا قلتَ: إن الذي بيَدِه عُقدةُ النكاحِ هو الزوجُ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الوليَّ، وإذا قلتَ بأنه الوليُّ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الزوجَ.
وإذا كان القولان لا يمكنُ اجتماعُهما في المفسَّرِ فيكونُ الخلافُ إذًا من اختلافِ التضادِّ. وهو يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى وإلى أكثرَ من ذاتٍ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ الأمثلةِ السابقةِ من بابِ اختلافِ التنوُّعِ، أما هذا المثالُ فهو من بابِ اختلافِ التضادِّ.
= قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} - في سَببِ نُزولِها قولانِ...

القولُ الأولُ في سببِ نـزولِ الآيةِ: أنها نَزلتْ في حقِّ طُعمةَ بنِ أُبَيْرِقٍ لمَّا هرَبَ من مكَّةَ, ومات على الشِّركِ، فمَقطعُ الآيةِ {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ينطبقُ على هذا الرجُلِ.
وكذلك الرجُلُ الآخَرُ من الأعرابِ الذي قيل: إنه سببُ نزولِها يَنطبقُ عليه جزءٌ من الآيةِ, وهو قولُه تعالى: {ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}. فهو يقولُ: أنا لم أُشرِكْ باللَّهِ, لكنِّي ارتكبتُ معاصِيَ فهلْ يَغفِرُ اللَّهُ لي؟ فنزلتِ الآيةُ.
وقولُ ابنِ عباسٍ: فنـزلت الآيةُ لا يَلزمُ أن يكونَ ما ذَكرَ هو سببَ النزولِ، بل يجوزُ أن يكونَ المرادُ: هذا الرجُلُ يَدخلُ في معنى الآيةِ، كما أنَّ طُعمةَ قد لا يكونُ سببَ نـزولِها المباشرَ أيضًا. ولكن يَدخلُ في معنى الآيةِ.
نوع الاختلاف
هذا اختلافٌ في سببِ النـزولِ، وهو عائِدٌ إلى التَّمثيلِ للمعنى العامِّ، وكلٌّ من القولَين يَنطبِقُ عليه معنى الآيةِ، والعِبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ.
الاختلاف في رواية الحديث
كما أن هذا يُوجدُ في التفسيرِ فإنه يُوجدُ أيضًا في الحديثِ الواحدِ اختلافُ الصحابةِ فيه مع كونِ القصَّةِ واحدةً، ولكن وقَعَ اختلافٌ بينَهم في تفاصِيلِها.
مثال
ذَكرَ مثالًا واحدًا وهو حديثُ جابِرٍ الذي رواه البخاريُّ،
ِ طريقةَ التعامُلِ مع هذا الاختلافِ فيما يلي:
إن الرواياتِ اختلفتْ في مقدارِ الثَّمنِ مع أنَّ القصَّةَ واحدةٌ.
فقد باع جابرٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ جَملًا, واشترطَ أن يَحمِلَه الجَملُ إلى أهلِه ثم يُعطِيهِ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، واختلَفوا في مقدارِ الثَّمنِ في هذا البيعِ, هل هو أوقيةٌ أو غيرُ ذلك؟
فهذا الاختلافُ في مقدارِ الثَّمنِ لا يَجعلُ الحديثَ باطلًا؛ لأنَّ هذا من التفاصيلِ التي يَتوهَّمُ أو يَغلَطُ فيها الواحدُ من الرواةِ.
وقَطعًا إنَّ جابرًا باعَه بثَمنٍ معيَّنٍ، لكنَّ بعضَ الرواةِ لم يضبطْ هذا الثَّمنَ فحَكى في الثَّمنِ قولًا آخَرَ.
فنأخُذُ من هذا أنَّ حديثَ جابرٍ وبيعَه الجَملَ للنبيِّ صلى اللَّه وعليه وسلم صحيحٌ بلا إشكالٍ. وأن الاختلافَ الوارِدَ في الرواياتِ الصحيحةِ لا يَطعَنُ في صحَّةِ الحديثِ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ هذه الرواياتِ اتَّفقتْ على الإشارةِ إلى كرَمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ؛ لأنه زادَ جابِرًا على الثَّمنِ الذي اشتَرى منه الجَملَ به.
إذًا فأصلُ البيعِ ثابتٌ، والخلافُ في التفاصيلِ لا يَضُرُّ في صحَّةِ أصلِ القصَّةِ، وإن كان أحدُ هذه الأثمانِ المذكورةِ صحيحًا، والآخَرُ غيرَ صحيحٍ.
هذه نفْسُ القضيةِ السابقةِ المتعلِّقةِ بالمُقَايَسَةِ بينَ المراسيلِ، وكيفيةِ جَمعِ ما اتَّفقتْ عليه هذه المراسيلُ، وتَركِ ما اختلفتْ فيه.
_______________

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 8 شعبان 1436هـ/26-05-2015م, 04:50 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
= سبب ندرة الغلط في تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم
= انقسم المتأخرين في تفاسيرهم إلى قسمين
- قوم راعوا المعاني
- قوم راعوا الألفاظ
= جهات الغلط في تفاسير المتأخرين
1ـ من جهة المعاني
أمثلة على ذلك
-بما يكون خطؤهم
1- يكون في الدليل والمدلول
2- في المدلول
-المراد بالدليل والمدلول
2- من جهة الألفاظ
-أقسام خطؤهم من جهة الألفاظ
أمثلة
= حكم هاتين الجهتين من التفسير
تلخيص المسائل
= سبب ندرة الغلط في تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم
التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين، يقل أو يندر فيها الغلط وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه أمور منها :
لمتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق، وراعوا اللغة وراعوا أسباب النزول ...
= انقسم المتأخرين في تفاسيرهم إلى قسمين
- قوم راعوا المعاني . لم يَنظروا إلى ما تَستحِقُّه ألفاظُ القرآنِ من الدلالةِ والبيانِ.
- تارةً يَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به،
- وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به
- قوم راعوا الألفاظ ، راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلامِ.

= جهات الغلط في تفاسير المتأخرين
كان الغلط في تفاسيرهم من جهتين :
1ـ من جهة المعاني : فالقوم الذين راعوا المعاني اعتقَدوا معانِيَ , ثم أرادوا حَملَ ألفاظِ القرآنِ عليها؛ أي: إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم. كحال أصحاب الفرق الضالة إما المجسمة كمقاتل، أو المرجئة، أو المؤولة، أو المنكرين للصفات كالجهمية، والمعتزلة، ومن شابه هؤلاء تجد أنهم فسروا القرآن ونزلوه على وفق ما يعتقدون. وكذلك من جهه الفقة : يفسر الآيات التي فيها الأحكام على ما يعتقد من المذهب الفقهي ففي المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآنللجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً إلى آخره. (هؤلاء راعوا المعاني)
= أمثلة على ذلك:
- الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
- يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
- مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا تفسير الرافضة وهذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.
= بما يكون خطؤهم :
1- يكون في الدليل والمدلول
مثال على ذلك:
- قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
- و تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
- فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
- قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
2-يكون في الدليل لا في المدلول
يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
مثال على ذلك :
- : قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
= المراد بالدليل والمدلول :
- فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به،
- والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
ـ من جهة الألفاظ : قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ دون النظَرِ إلى ما يمكنُ أن يقالَ عنه: إنه ملابساتُ نـزولِ القرآنِ، وكونِ المتكلِّمِ به اللَّهَ سبحانه والمخاطَبِ به هو الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابَه , فلم يُراعِ ذلك عندَ تفسيرِه للقرآنِ فوقَعَ في الخطأِ.
- أقسام خطؤهم من جهة الألفاظ
1- عدم مراعاتهم لمعنى اللفظة في القرآن
القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل
- أمثلة على ذلك
- الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال. وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
- (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب،
: الزينة في لغة العرب : كل ما يتزين به وقد يكون :
من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً .
الزينة في القرآن : أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة.
2- تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين.
مثال على ذلك
قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة: {يسألونك عن الأهلة} فيأتـي المفسر مثل الرازي وغيره يأتون ينطلقون في الأحوال الفلكية في ذلك، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر.
= حكم هاتين الجهتين من التفسير
هاتان الجهتان لاشك أن الغلط واقع فيهما وكلا الجهتين من التفسير بالرأيلكن الأولى من التفسير بالرأي المذموم الذي توعد فاعله، والثانية من التفسير بالرأي الذي أخطأ من ذهب إليه.
فيكون الضابط في التفسير بالرأي: أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.





رد مع اقتباس
  #45  
قديم 10 شعبان 1436هـ/28-05-2015م, 07:07 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
ثبوت النسخ والردّ على من أنكره
عناصر الموضوع:
● بيان جواز النسخ
...-المراد بالنسخ في القرآن
...- إجماع العلماء على أن في القرآن نسخاً
....- أدلة جواز النسخ
● هل النسخ من خصائص هذه الأمة؟
● أقوال طوائف اليهود في النسخ
● كشف شبهات منكري النسخ
● بيان جواز النسخ عقلاً وشرعاً
... - الدليل على جواز النسخ عقلاً
... - الدليل على جواز النسخ شرعاً
● الفرق بين النسخ والبداء
● اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ
خلاصة كلام العلماء في ثبوت النسخ
- بيان جواز النسخ للقرآن
- المراد بالنسخ في القرآن
يأتي النسخ على معاني منها:
١- إذا أزاله فلم يبق له أثراً من قولهم: نسخت الرّيح الآثار، إذا أزالتها فلم يبق لواحدٍ منهما أثر.
مثاله:
}وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيّته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته}.
فبين أن الله ينسخ ما يلقي الشيطان في تلاوة النبي أو الرسول.
- دلالة الآية:
وهذا إنّما يدلّ على جواز النسخ فيما يزيد الشيطان في تلاوة النبي أو الرّسول من الباطل خاصةً،
فهو من النسخ الذي بمعنى أزاله ولم يبق له أثر .
وليس يدل على جواز النّسخ فيما ينزله الله ويأمر به، فلا حجة فيه لمن استدل به على جواز نسخ ما هو من عند الله من الحق
٢- قوله تعالى: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك}: فهذا إنما يراد به إذهاب ما لا يجوز نسخه من الأخبار وغيرها. وما لا يجوز نسخه لو شاء الله لأذهب حفظه كله من القلوب بغير عوض.
ومنه ما روي مما رفع من سورة الأحزاب وغيرها.
وهو من قولهم: نسخت الريح الآثار، أي أزالتها، فلا الريح بقيت ولا الآثار بقيت ) . [ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن
وليس هذا هو المراد بالنسخ في القرآن
٢- إذا أزاله وحل محله من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله. كقوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}. زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى (موضعها).
وهذا النسخ من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله.
وهو المراد بالنسخ في القرآن
- إجماع العلماء على أن في القرآن نسخاً
أجمع المسلمون على جواز النسخ في القرآن ، ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن:
وبه قال ابن الجوزي قال: انعقد إجماع العلماء على أن في القرآن نسخاً إلا أنّه قد شذّ من لا يلتفت إليه فحكى أبو جعفرٍ النّحّاس أنّ قومًا قالوا: ليس في القرآن ناسخٌ ولا منسوخٌ. وهؤلاء قومٌ لا يقرّون، لأنّهم خالفوا نصّ الكتاب، وإجماع الأمّة .ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
الأدلة على ذلك
- قال الله عز وجل: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها}.
- عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: في النّاسخ والمنسوخ"
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} يقول: (يبدّل اللّه ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، وما يبدّل وما يثبت كلّ ذلك في كتاب).
- عن عكرمة في قوله: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: (ينسخ الآية بالآية فترفع، وعنده أمّ الكتاب، أصل الكتاب) -عن محمّد ابن كعب في قوله عز وجل: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: (نزلت في النّاسخ والمنسوخ).
- عن محمّد بن سيرين {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} يرفعه، ويثبت ما يشاء فيدعه مقرًّا له.
- عن قتادة: ({منه آياتٌ محكماتٌ} قال: المحكمات النّاسخ الّذي يعمل به).
- عن السدي: ({يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} ما يشاء من المنسوخ ويثبت من النّاسخ).
قال: وحدّثنا... {منه آياتٌ محكماتٌ} قال:... لم تنسخ). ورواه سفيان عن سلمة عن الضحاك، قال: (المحكمات الناسخ).
-عن وكيعٌ عن سلمة بن نبيطٍ عن الصّحابة قال: (المتشابه ما قد نسخ، والمحكمات ما لم ينسخ).
- وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: "أبيٌّ أعلمنا بالمنسوخ"). ذكره ابن الجوزي في [نواسخ القرآن:84- 90]
- الأدلة على جواز النسخ
١- قال الله – جلَّ ذكره -: {يمحو الله ما يشاء ويثبت}.
معنى الآية
قال ابن عباسٍ وغيره: معناه: يمحو ما يشاء من أحكام كتابه (فينسخه) ببدلٍ أو بغير بدل، ويثبت ما يشاء فلا يمحوه ولا ينسخه،[ثم قال]: {وعنده أم الكتاب}.
قال ابن عباس: معناه: عنده ما ينسخ ويبدّل من الآي والأحكام، وعنده ما لا ينسخ ولا يبدّل، كلٌّ في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ.
ومثل هذا المعنى (قال) قتادة وابن جريج وغيرهم في هذه الآية.
وقد قيل غير ذلك. ذكره القيسي في كتاب الايضاح
وفي رواية لابن عباس رضي الله عنه في معنى الآية قال:( في النّاسخ والمنسوخ)ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
وفي رواية لابن عباس يقول: (يبدّل اللّه ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، وما يبدّل وما يثبت كلّ ذلك في كتاب).ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
- عن قتادة عن عكرمة في قوله: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: (ينسخ الآية بالآية فترفع، وعنده أمّ الكتاب، أصل الكتاب)ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
- دلالة الآية
هذا يدل على جواز النسخ بنص القرآن.ذكره القيسي في كتاب الايضاح
٢- ويدلّ على جواز النسخ للقرآن أيضًا قوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}.
- دلالة الآية
هذا نصٌ ظاهر في (جواز) زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى (موضعها). ذكره القيسي في كتاب الايضاح
٣-ويدل على جواز النسخ للقرآن أيضًا قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}. فهذا نص ظاهر في جواز النّسخ للقرآن بالقرآن.
معنى الآية
المعنى على قراءة الجماعة: أن الله –جل ذكره- يخبر (عن) نفسه يقول: ما نرفع من حكم آيةٍ ونبقي تلاوتها أو ننسكها يا محمد فلا تحفظ تلاوتها نأت بخير منها لكم، أي نأت بآيةٍ أخرى هي (أصلح لكم وأسهل) في التعبّد، أو نأت بمثلها في العمل وأعظم في الأجر، فهذا قول صحيح معروف.
وقد قيل: إن معناها: ما نرفع من حكم آيةٍ وتلاوتها نأت بخير منها، أي أصلح لكم منها.
قال ابن زيد: إنساؤها: محوها وتركها. ذكره القيسي في الايضاح
٤- ويدلّ على جواز النسخ أيضًا قوله تعالى: {لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا}، فمعلومٌ أن شريعة كل رسولٍ نسخت شريعةً من كان قبله. من أبين ما يدلّ على جواز النسخ للشرائع: أن جميع الأنبياء لم يكونوا أنبياء في أوّل أمرهم، ثم كانوا أنبياء، وأن ذرية آدم تناسلوا من الأخ مع أخته شريعةً أباحها الله تعالى له ثم نسخ ذلك فحرّمه. ذكره القيسي في الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه
يوجد تكرار في ذكر الأدلة، فقد ذكرتيها عند حكاية الإجماع، ثم ذكرتيها منفصلة، وليس هناك داع إلا ما يتعلق بالاستدلال على جوازه من الشرائع السابقة فيفصل.
- هل النسخ من خصائص هذه الأمة؟
النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير. ذكره السيوطي
في الإتقان في علوم القرآن ،وذكره الزركشي في.البرهان في علوم القرآن
أقوال طوائف اليهود في النسخ
أنكر اليهود النسخ وقالوا إنه يؤذن بالغلط والبراء.
وانقسموا في ذلك ثلاثة أقسامٍ:
فالقسم الأوّل: قالوا: لا يجوز عقلا ولا شرعًا، وزعموا أنّ النسخ هو عين البداء.
والقسم الثّاني: قالوا: يجوز عقلا وإنّما منع الشّرع من ذلك زعموا أنّ موسى عليه السّلام قال إنّ شريعته لا تنسخ من بعده، وإنّ ذلك في التّوراة.
ومن هؤلاء من قال: لا يجوز النّسخ إلا في موضعٍ واحدٍ، وهو أنّه يجوز نسخ عبادةٍ أمر اللّه بها بما هو أثقل على سبيل العقوبة لا غير.
والقسم الثّالث: قالوا: يجوز شرعًا لا عقلا، واختلف هؤلاء في عيسى ومحمّدٍ صلّى اللّه عليهما، فمنهم من قال: لم يكونا نبيين لأنهمالم يأتيا بمعجزةٍ، وإنّما أتيا بما هو من جنس الشّعوذة.
ومنهم من قال: كانا نبيّين صادقين، غير أنّهما لم يبعثا بنسخ شريعة موسى ولا بعثا إلى بني إسرائيل إنّما بعثا إلى العرب والأميين). ذكره ابن الجوزي في [نواسخ القرآن:78]
كشف شبهات منكري النّسخ
١ - أمّا قول من قال: لا يجوز النّسخ إلا على وجه العقوبة فليس بشيءٍ، لأنّه إذا أجاز النّسخ في الجملة جاز أن يكون للرّفق بالمكلّف، كما جاز للتّشديد عليه.
٢- وأمّا دعوى من ادّعى أنّ موسى عليه السّلام أخبر أنّ شريعته لا تنسخ فمحالٌ.
ويقال: إنّ ابن الرّاونديّ علمّهم أن يقولوا: إنّ موسى قال: (لا نبيّ بعدي).
ويدلّ عليه: أنّه لو صحّ قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السّلام، لأنّ اللّه تعالى لا يصدّق بالمعجزة مَن كذَّبه موسى؛ فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته، لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السّلام أنّه قال: (لا نبيّ بعدي)
٣- وممّا يدلّ على كذبهم فيما ادّعوا أنّ اليهود ما كانوا يحتجّون على نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم بكلّ شيءٍ.
وكان نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم مصدّقًا لموسى عليه السّلام، وحكم عليهم بالرّجم عملا بما في شريعة موسى صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فهلا احتجّوا عليه بذلك، ولو احتجّوا لشاع نقل ذلك، فدلّ على أنّه قولٌ ابتدع بعد نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
٤- وأمّا قول من قال: إن عيسى ومحمداً عليهما السّلام كانا نبيّين لكنّهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل فتغفيلٌ من قائله، لأنّه إذا أقرّ بنبوّة نبيٍّ فقد أقرّ بصدقه، لأنّ النّبيّ لا يكذب، وقد كان عيسى عليه السّلام يخاطب بني إسرائيل، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((بعثت إلى النّاس كافّةً)) ويكاتب ملوك الأعاجم). ذكره ابن الجوزي في[نواسخ القرآن:
بقي الكلام على ادعائهم أن النسخ هو بداء، وهي أهم شبههم، ولا داعي لفصلها في موضع آخر من الملخص.

- بيان جواز النسخ عقلاً وشرعاً
١- الدليل على جواز النسخ عقلاً
أمّا الدّليل على جواز النّسخ عقلا، فهو أنّ التّكليف لا يخلو أن يكون موقوفًا على مشيئة المكلّف أو على مصلحة المكلّف، فإن كان الأوّل؛ فلا يمتنع أن يريد تكليف العباد عبادةً في مدّةٍ معلومةٍ ثمّ يرفعها ويأمر بغيرها.فللآمر أن يأمر بما شاء
وإن كان الثّاني فجائزٌ أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمانٍ دون زمانٍ. ويوضّح هذا أنّه قد جاز في العقل تكليف عبادةٍ متناهيةٍ كصوم يومٍ، وهذا تكليفٌ انقضى بانقضاء زمانٍ،
ولأن النفس إذا مرنت على أمر ألفته فإذا نقلت عنه إلى غيره شق عليها لمكان الاعتياد المألوف فظهر منها بإذعان الانقياد لطاعة الأمر
ثمّ قد ثبت أنّ اللّه تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى، ومن الصّحّة إلى السّقم، ثمّ قد رتّب الحرّ والبرد، واللّيل والنّهار، وهو أعلم بالمصالح وله الحكم).خلاصة قول ابن حزم في الناسخ والمنسوخ وقول ابن الجوزي في[نواسخ القرآن:وفي المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ
الدليل على جواز النسخ شرعاً
الدّليل على جواز النّسخ شرعاً، أنه قد ثبت أنّ من دين آدم عليه السّلام وطائفةٍ من أولاده، جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم، والعمل في يوم السّبت، ثمّ نسخ ذلك في شريعة موسى، وكذلك الشّحوم كانت مباحةً، ثمّ حرّمت في دين موسى، فإن ادّعوا أنّ هذا ليس بنسخٍ فقد خالفوا في اللّفظ دون المعنى). ذكره ابن حزم في[الناسخ والمنسوخ ]و ابن الجوزي في [نواسخ القرآن]وفي المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ
الفرق بين النَّسْخِ والبَدَاءِ
الفرق بين النّسخ والبداء، من وجهين:
أحدهما: أنّ النّسخ (تغيير) يكون بإزالة حكم ببدل أو بغير بدل مع تقدم العلم من الله –جل ذكره- بفرضه للناسخ ورفعه لحكم المنسوخ كل واحدٍ منهما في وقته الذي علمه وقدره قبل أمره بالأول بلا أمد.
كتحويل العباد من شيءٍ قد كان حلالًا فيحرّم أو كان حرامًا فيحلّل أو كان مطلقًا فيحظر أو كان محظورًا فيطلق أو كان مباحًا فيمنع أو ممنوعًا فيباح إرادة الصّلاح للعباد.
وقد قيل: إن النسخ إنما هو تبيين انقضاء مدة التعبّد الأول وابتداء التعبد الثاني مع علم الله –جل ذكره- لذلك كله قبل كل شيء، وهو معنى ما ذكر أولاً.
مثال
فالصّلاة كانت إلى بيت المقدس إلى وقتٍ بعينه ثمّ حظرت فصيّرت إلى الكعبة وكذا قوله جلّ وعزّ {إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً} [المجادلة: 12] قد علم اللّه جلّ وعزّ أنّه إلى وقتٍ بعينه ثمّ نسخه في ذلك الوقت، وكذا تحريم السّبت كان في وقتٍ بعينه على قومٍ ثمّ نسخ وأمر قومٌ آخرون بإباحة العمل فيه، وكان الأوّل المنسوخ حكمةً وصوابًا ثمّ نسخ وأزيل بحكمةٍ وصوابٍ كما تزال الحياة بالموت وكما تنقل الأشياء فلذلك لم يقع النّسخ في الأخبار لما فيها من الصّدق والكذب. خلاصة كلام النحاس في الناسخ والمنسوخ وقول القيسي في الايضاح لناسخ القرآن وابن الجوزي في نواسخ القرآن
- أما البداء: هو أن ينتقل عما أمر به أو أراد بأمر حادث لا بعلم سابق فيظهر له رأيٍ محدث لم يظهر قبل. كالذي يرى الرأي ثم يبدو له
كقولك: امض إلى فلانٍ اليوم ثمّ تقول: لا تمض إليه فيبدو لك عن القول الأوّل، وهذا يلحق البشر لنقصانهم وكذا إن قلت: ازرع كذا في هذه السّنة ثمّ قلت: لا تفعل، فهذا البداء.
وهذا شيءٌ يلحق البشر لجهلهم بعواقب الأمور وعلم الغيوب، والله يتعالى عن ذلك علوا كبيرًا؛ لأنه يعلم عواقب الأمور ولا يغيب عنه شيء من علم الغيوب، فمحالٌ أن يبدو له رأيٌ لم يكن يبدو له قبل ذلك. هذا من صفات المخلوقين المربوبين).هذا خلاصة قول النحاس في الناسخ والمنسوخ وقول وابن القيسي في [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:] وابن الجوزي في نواسخ القرآن وفي المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ والسيوطي في الإتقان في علوم القرآن
والثّاني: أنّ (سبب) النّسخ لا يوجب إفساد الموجب لصحّة الخطاب الأوّل، والبداء يكون (سببه) دالًّا على إفساد الموجب، لصحّة الأمر الأوّل، مثل أن يأمره بعملٍ يقصد به مطلوباً فيتبين أن المطلوب لا يحصل بذلك الفعل (فيبدو) له ما يوجب الرّجوع عنه، وكلا الأمرين يدلّ على قصور في العلم والحق عز وجل منزه عن ذلك) . ذكره ابن الجوزي في[نواسخ القرآن]

اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ
قال السخاوي : قولنا : ناسخ ومنسوخ أمر يختص بالتلاوة. وأما المتلو فلا يجوز ذلك فيه، وكذلك المجاز: أمر يختص بالتلاوة.
وكلام الله عز وجل قديم، لم يزل موجودا، وكان قبل إيجاد الخلق غير مكتوب ولا مقروء، ثم بالإنزال كان مقروءا ومكتوبا ومسموعا، ولم ينتقل بذلك من حال إلى حال. كما أن الباري عز وجل قبل خلق العباد لم يكن معبودا وإنما عبد بعد إيجاد العباد ولم يوجب ذلك له تغيرا سبحانه ). ذكره السخاوي في [جمال القراء]
بارك الله فيك ونفع بك أختي.
وقد وقفت على جميع مسائل الموضوع، وحررتيها تحريرا جيدا، لكن الملاحظات على خطوة الترتيب.
وكما اتفقنا سابقا أن العناصر الموجودة في موقع الجمهرة رتبت كتصنيف للمشاركات المنقولة وليست نهائية في الترتيب.
وترتيب المسائل ترتيبا موضوعيا له دور مهم جدا في تيسير وصولها وفهمها للقاريء والسامع.
وأرجو أن يتضح لك ذلك من خلال مطالعة نموذج الإجابة على هذا الرابط:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...528#post200528


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 14
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 90 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 10 شعبان 1436هـ/28-05-2015م, 09:45 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
المراسيل
المسائل :
- شروط الصدق في النقل
= في الرواية الواحدة
= النقل المتعدد الذي تكون افراده غير كافية لاثبات الصدق
= مثال على المراسيل
= الخطأ في الرواية
= غالبا الخطأ يقع في القصص الطوال
- - أمثلة لطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير
تلخيص مسائل الدرس
- شروط الصدق في النقل
١- في الرواية الواحدة
الصدق في النقل يكون بتحقيق أمرين معاً:
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه.
٢- النقل المتعدد الذي تكون افراده غير كافية لاثبات الصدق
إذا تعددت الروايات ولكن أفراده غير كافية لاثبات الصدق فإن بعضها يعضد بعض وهي تسمى ( المراسيل ) ولكن بشروط:
- أن يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب
- و يستحيل أن يجتمعوا على الخطأ
فيعضد بعضها بعض لان اسانيد التفسير مبناها على المسامحة ليست كالحديث
الحديث المرسل هو ما يرسله التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الصحابي الذي لم يسمع منه، فالتابعي مؤكد لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حدث عنه فطبيعي أن يكون هناك صحابي واسطة بينهما لم يذكر في السند، فهذه الرواية حكمها الضعف عند أهل العلم.
مثال
مثلاً رواية في التفسير أو في الحديث أو في الأحكام تكون مرسلة يرسلها سعيد بن المسيب ويأتي رواية أخرى مثلاً في الأحكام يرسلها عامر بن شراحيل الشعبي ثم تأتي رواية ثالثة في الأحكام يرسلها قتادة ونحو هؤلاء فهؤلاء ينظر فيهم هل يقال إنهم تواطأوا جميعاً على هذا يعني اجتمعوا وأخرجوا هذه الرواية جميعاً فإذا كان تواطأوا عليها هذا يحتمل أن يكون ثمّ خطأٌ أو كذب في ذلك.
وإما أن يقال إنهم لم يتواطؤوا عليها وهذا هو الظن بهم ولذلك تكون رواية الشعبي مثلاً عاضدة لرواية سعيد ابن المسيب ورواية قتادة عاضدة لرواية الشعبي ورواية سعيد فيكون الجميع من تحصيل هذه المراسيل العلم أن النقل هذا نقل صحيح مصدق لأنه يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب ويستحيل أيضاً أن يجتمعوا على الخطأ إلا إذا قيل إن الثلاثة أخذوا من شخص واحد فهذا يكون من الخطأ لأنهم أخذوا من شخص واحد لكن إن كان مأخذهم متعدد مثل الأمثلة التي ذكرت فإن سعيد بن المسيب في المدينة وعامر بن شراحيل الشعبي في الكوفة وقتادة في البصرة فيبعد أن يأخذ هذا عن هذا أو يأخذ الجميع عن شخص واحد فمعنى ذلك أنه يشعر بالتعدد بأن النقل مصدق.
فالتفسير فيه مسامحة والفقهاء كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
- الخطأ في الرواية
قد يعرض على النقل المصدق الخطأ يعني أن احتمال الخطأ في رواية الراوي الذي يروي التفسير
وهذا لا يعني أن تفسيره غير مقبول لأن الذي يرد أن يكون ممن تعمد الكذب وأكثر الذين يروون التفسير فإنهم لا يتعمدون الكذب خاصةً من الصحابة فالتابعين وكثير ممن تبع التابعين هؤلاء لا يتعمدون الكذب.
أما الخطأ فقد يجوز على أحدهم أن يخطئ والخطأ والنسيان عرضة لابن آدم
- غالبا الخطأ يقع في القصص الطوال
غالبا يقع الخطأ في القصص الطوال لكن هذا الخطأ والنسيان في القصص الطوال إذا نقل التابعي قصة طويلة في التفسير أو صحابي نقلها ثم نقلها الآخر فإن العلم بحصول أصل هذه القصة يحصل من اتفاق النقلين لكن قد تختلف ألفاظ هذا وألفاظ هذا فيكون البحث في بعض الألفاظ من جهة الترجيح يعني هل يرجح هذا على هذا إذا اختلفت الروايتان أما أصل القصة فقد اجتمعوا عليه.
: مثال
قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية وما فيها من الاختلاف من حيث الشروط والألفاظ بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم هذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا علم حصر لأنه نقله الكثير، تفاصيل القصة اختلفوا فيه فإذاً يريد أن الاختلاف في بعض الألفاظ في الأحاديث الطوال لا يعني أن أصل القصة غير صحيح بل كثير من القصص الطوال إذا اجتمع عليها أكثر من واحد في النقل في التفسير وفي غيره فهذا يشعر بأن أصل القصة واقع صحيح لأنهم لا يجتمعون على الكذب بيقين ثم إن الخطأ يبعد أن يتفق اثنان في خطأ لم يتواطأا عليه ولم يجتمعا عليه، قد يخطئ بعضهم في بعض الألفاظ هذا وارد ولهذا يؤخذ بما اجتمعوا عليه وأما ما اختلفوا فيه فيطلب ترجيحه من جهة أخرى وهذا كثير من جهة النقل.

- أمثلة لطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير
- قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}
أقوالٍ السلف في معنى البيتِ المعمورِ،
١- بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ. وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه
٢- بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. ورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ
٣- بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ. ورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ
٤- بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ. ورد عن عكرمةَ
٥- يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ. ورد عن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ
٦- أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. رَواه قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا
٧- البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ. ذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ
- سبب الخلاف
هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟
- نوع الخلاف
التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.
الترجيحِ :
المرادِ به البيتَ الذي في السماءِ أولى؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.
هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك الحديثُ السابقُ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ, وهو حديثٌ صحيحٌ.
فكونُ هذا البيتِ في السماءِ السابعةِ، وكونُ إبراهيمَ مُسنِدًا ظهرَه إليه، وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، هذه الأوصافُ الثلاثةُ كلُّها ثابتةٌ؛ لأنها وردتْ في الحديثِ الصحيحِ، أما الأوصافُ التي ذكرَها السَّلفُ فيه:
أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَها أشبَهَ بالمراسِيلِ التي ذَكرَها شيخُ الإسلامِ التي تتَّفِقُ في أصلِ القصةِ وتختلفُ في تفاصيلِها.
فقد اتَّفقَتْ هذه الرواياتُ على أنه بيتٌ في السماءِ، واختلفتْ في أوصافِه.
وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.
والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.
مثالٌ آخَرُ:
- قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
- في وصفِ هذه الخيامِ أقوالٌ عن السَّلفِ:
= فقال بعضُهم: دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ, وبه قال سعيدُ بنُ جبيرٍ ومجاهدٌ وعمرُ بنُ ميمونٍ والضحَّاكُ والحسَنُ، وكذلك رواه أبو مِجلَزٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا، ورواه الضحَّاكُ عن ابنِ مسعودٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وفيه انقطاعٌ بينَ الضحَّاكِ وابنِ مسعودٍ.
= وزاد بعضُهم: الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ.
=: الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ. وردعن الأحوص
=وبعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ.
= أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ. وَردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ
فإذا نظرتَ في هذه الأقوالِ وجدتَ أنه ليس بينَ مَن فسَّرَ الخيامَ بأنها مِن الدُّرِّ أو اللُّؤلؤِ سوى اختلافِ التعبيرِ، وإن كان الدُّرُّ يختصُّ بكبارِ اللؤلؤِ، ففي هذا التفسيرِ تقريبُ عبارةٍ كما ذكر شيخُ الإسلامِ في النوعِ الرابعِ من أنواعِ اختلافِ السَّلفِ. فإِذَنْ هذه الخيامُ من لؤلؤٍ أو من دُرٍّ.
كونُ هذا اللؤلؤِ مجوَّفاً اتَّفقتْ عليه الأقوالُ كلُّها. فإذا جئتَ تُفسِّرُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، فإنك تقولُ بأنَّ الخيامَ من دُرٍّ مجوَّفٍ؛ لأن هذه الرواياتِ كلَّها اتَّفقتْ على هذا التفسيرِ.
كونُ هذه الخيامِ مُربَّعةَ الشكْلِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ. فهذا أيضًا مما يمكنُ أن يَخرُجَ عن التواطُؤِ. كذلك كونُ مصارِيعِها – أي: أبوابِها – من ذهبٍ، وأنَّ عدَدَها أربعةُ آلافٍ هذا مرويٌّ عن ابنِ عباسٍ وأبي الأحوصِ، وخالَفَهُم خليدٌ فقال: إنها سبعونَ مِصراعًا.
هنا اختلفتِ التفاصيلُ، فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا،، وإذا نَظَرتَ وجدتَ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا الأحوصِ اثنانِ، فيُقدَّمانِ على روايةِ خُليدٍ، فضلًا عن كونِ ابنِ عباسٍ صحابيًّا يُخبِرُ عن أمرٍ غيبِيٍّ .
كذلك كونُ هذه الخيامِ من فضةٍ، هذا واردٌ عن مجاهدٍ وقد انفردَ به فيُتوقَّفُ فيه. .
- قولُه تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ}...
=في العتيقِ أربعةُ أقوالٍ،
الأولُ والثالثُ والرابعُ تَرْجِعُ كلُّها إلى معنًى واحدٍ وهو العِتقُ، سواءٌ كان العِتقُ بمعنى أنه لم يَملِكْ قطُّ، أو بمعنى أنه أُعتِقَ من الغَرقِ، أو بمعنى أنه مُعتقٌ من الجبابرةِ، فكلُّها ترجعُ إلى معنى العتقِ.
أما القولُ الثاني فإنه من عَتُقَ الشيءُ إذا صار قديمًا، فاختلفَ في دلالَتِه عن الأقوالِ الأخرى.
فصار الخلافُ إذًا يرجعُ إلى قولَيْنِ :
/أحدُهما أنه مُشتَقٌّ من العِتقِ ضدِّ العبوديةِ،
/والثاني أنه مشتَقٌّ من العَتَاقةِ وهي القِدَمُ.
سبب الخلاف
فسببُ الخلافِ إذًا يرجعُ إلى اللغةِ، وهو أنَّ لَفظَ (العِتقِ) لفظٌ مُشترَكٌ يحتملُ هذا المعنى ويَحتملُ ذلك المعنى الآخَرَ، وهذا يُسمَّى بالاشتراكِ اللغويِّ.
وهذا الخلافُ يَدخلُ في اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنَّ القولَيْنِ ليس بينَهما تعارُضٌ، فالبيتُ مُعتَقٌ من الجبابرةِ وغيرِهم, وهو في نفسِ الوقتِ قديمٌ.
والآيةُ تحتملُ التفسيرَيْنِ معًا، وإذا احتملَتِ الآيةُ تفسيرَيْنِ صحيحَيْنِ متغايِرَيْن فإنها تكونُ بمثابةِ الآيتَيْنِ، فتُفسَّرُ مرَّةً بهذا الوجهِ ومرَّةً بهذا الوجهِ الآخَرِ، وكِلاهما صحيحٌ.
وقد يَذهبُ بعضُهم إلى أنَّ القولَ الأولَ أرجحُ؛ لأنَّ فيه روايةً مُسندَةً عن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان فيها ضعفٌ، كما أنه من قولِ مجاهدٍ وهو إمامُ التابِعين في التفسيرِ, وعَضَّدَهُ قولُ قتادةَ، فهو أشْبَهُ بقولِ الجمهورِ، فمِثلُ هذا الترجيحِ يُقبلُ؛ لأنه من بابِ التقديمِ الأوْلَى، وإن كانت الآيةُ محتمِلةً للقولَين معًا.
وينبغي أن يُلاحَظَ أنَّ مجاهدًا وَرَدَ عنه قولان: القولُ الأولُ والقولُ الثالثُ، وبما أنَّ هذين القولَين يرجعانِ إلى قولٍ واحدٍ، فإنَّ هذا يكونُ من بابِ اختلافِ العبارةِ.
= قولُه تعالى: {الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيْبِ}
/في المرادِ بالغيبِ هاهنا ستةُ أقوالٍ...
هذه الأقوالُ السِّتَّةُ التي ذَكرَها ابنُ الجوزيِّ يُلاحَظُ عليها التشابُهُ، فالغيبُ هو كلُّ ما غاب عَنكَ، وهذا ما وردتِ الإشارةُ إليه في القولِ الرابعِ وحدَّدَ بعضَ الأمثلةِ له، أما الأقوالُ الأخرى فهي أمثلةٌ للغيبِ؛ أي: إنَّها ذُكِرتْ على سبيلِ المثالِ، وليس على سبيلِ الحصْرِ. فالغيبُ لفظٌ عامٌّ وما ذُكرَ في هذه الأقوالِ أمثلةٌ للغيبِ.
فكلُّ واحدٍ من هذه الأقوالِ يُعتبرُ غيبًا، ولكنَّ الغيبَ لا يَنحصرُ في واحدٍِ منها دونَ غيرِه، فالسَّلفُ في هذه الأقوالِ يُمثِّلُونَ ولا يُخصِّصون فتُحملُ عباراتُهم على التمثيلِ.
وهذه الأقوالُ كلُّها تَرجعُ إلى معنًى واحدٍ، وهو أنَّ كلَّ ما غاب عنك فهو غيبٌ.
وهذا الاختلافُ يَرجِعُ إلى اختلافِ تنوُّعٍ لا اختلافِ تضادٍّ.
= ثالثاً: قولُه تعالى: {وأمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بالطَّاغِيَةِ}
فأما الطاغيةُ ففيها ثلاثةُ أقوالٍ...
هذا مثالٌ آخَرُ لاختلافِ السَّلفِ،
ما هو سببُ الاختلافِ؟
إذا رجعتَ إلى هذه الأقوالِ وَجدتَ أنَّ سببَ الخلافِ هو ما المقصودُ بالطاغيةِ؟ هل المقصودُ بالطاغيةِ هو الفِعلةُ الطاغيةُ التي هي كُفرُهم وطغيانُهم؟ أو أنَّ المرادَ بالطاغيةِ الصَّيْحةُ الطاغيةُ التي أُهلِكوا بها فطغَتْ على كلِّ صيحةٍ؟ أو أنَّ الطاغيةَ المرادُ بها الرجُلُ الطاغيةُ الذي هو عاقِرُ الناقةِ؟
فلفظُ (الطاغية) في الآيةِ وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فيحتملُ أن يكونَ هذا المحذوفُ هو أحَدَ المعاني الثلاثةِ المذكورةِ، وإذا كان الاختلافُ راجعًا إلى وصفٍ حُذِفَ مَوصوفُه فإنه يكونُ من بابِ المتواطئِ كما تقدَّمَ.
وهذا الاختلافُ يرجِعُ إلى معنى واحدٍ وهو الطغيانُ، ولكنه يَرجِعُ إلى أكثرَ من ذاتٍ، فقد يكونُ راجعًا إلى العذابِ, أو إلى الفِعلِ المعذَّبِ بِسَبَبِه, أو إلى الرجُلِ الذي عَقرَ الناقةَ.
ويُلاحَظُ أنه إذا فُسِّرت الآيةُ على أحدِ الأقوالِ فإنَّ معنى (الباء) في قولِه (بالطاغيةِ) يختلفُ من قولٍ إلى قولٍ، فتكونُ بمعنى السببيَّةِ، إذا قلتَ: (فأُهْلِكُوا بالطاغيةِ)؛ أي: بسببِ كُفرِهم وطغيانِهم، وتكونُ بمعنى الواسطةِ إذا قلتَ: (فأُهلِكوا بالطاغيةِ)؛ أي: بالصَّيحةِ الطاغيةِ، وتكونُ بمعنى السببيةِ إذا قُلنا: (فأُهلكوا بالطاغيةِ)؛ أي: بسببِ عاقرِ الناقةِ.
وهذه المعاني متنوعةٌ, ليس بينها تناقُضٌ, فهي تَرجعُ على اختلافِ التنوُّعِ. فهي كلُّها محتمَلةٌ؛ لأنَّ لفظَ الآيةِ يحتمِلُها جميعًا، ويمكنُ أن يفسَّرَ بها من جهةِ المعنى, ومن جهةِ السياقِ.
ويمكنُ أن تُرَجَّحَ أحدُ هذه الأقوالِ بدليلٍ خارجيٍّ, وهو قولُه تعالى في آيةٍ أُخْرَى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}. أي: بسببِ طُغيانِها، فتُجْعَلَ هذه الآيةُ تفسِّرُ الأخرى، فيكونُ القولُ الأولُ – وهو قولُ ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ ومقاتِلٍ وأبي عبيدةَ وابنِ قتيبةَ– هو الراجِحَ، لوجودِ نظيرٍ له في القرآنِ في موضِعٍ آخَرَ.
ويمكنُ أن يقالَ أيضًا: إنَّ السياقَ يدلُّ على أن المرادَ بالطاغيةِ العذابُ؛ لأنه لما وَصفَ عذابَ عادٍ بالريحِ وَصفَ عذابَ ثمودَ بالطاغيةِ. والترجيحُ بابُه واسعٌ. وليس المرادُ هنا ترجيحَ أحدِ الأقوالِ، ولكنَّ المرادَ هو التمثيلُ لاختلافِ التنوُّعِ واختلافِ التضادِّ.
= رابعًا: قولُه تعالى: {وَأنَّهُ كان يَقولُ سفِيهُنَا على اللَّهِ شطَطًا} فيه قولان...
-(سفيهنا) وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فوَصفُ السَّفَهِ يُطلقُ على إبليسَ ويُطلق على الكافرِ؛ لأنَّ كلاًّ منهما غيرُ رشيدٍ، فيحتملُ أن يكونَ المعنى (يقولُ سفيهُنا) أي: كافرُنا، ويحتملُ أن يكونَ (يقولُ سفيهُنا) إبليسُ لَعنَه اللَّهُ.
سبب الخلاف :
الاختلاف في المراد بسفيهنا
نوع الاختلاف :
يدخُلُ في بابِ المتواطئِ؛ لأنه وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، وهو اختلافٌ يرجعُ إلى أكثرَ من معنًى، وإلى أكثرَ من ذاتٍ؛ لأن إبليسَ غيرُ الكافرِ.
=خامسًا:قولُه تعالى: {فَذَرْنِي والمُكذِّبينَ أُولِي النَّعمَةِ}...
فيه ثلاثةُ أقوالٍ,
وقد اتَّفقتْ على أن المرادَ بـ (المكذِّبين أُولي النَّعمَةِ) قومٌ موصوفون بأنهم أصحابُ نَعمةٍ، ولكنها اختلفتْ في تعيينِهم؛ فمنهم مَن قال: نزلتْ في المطعِمين من كفارِ قريشٍ الذين كانوا يُطعِمون في غزوةِ بدرٍ، ومنهم مَن قال: نَزلتْ في بني المغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ، ومنهم مَن قال: نزلتْ في المستهزِئين الذين هم صناديدُ قريشٍ.
سبب الخلاف
المراد ب المكذبين أولي النعمة
نوع الخلاف
وإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَها تدخُلُ تحتَ اللَّفظِ العامِّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ من هؤلاءِ المذكورين يَدخلُ في عمومِ المكذِّبين أولي النَّعمةِ، لكن هذا العمومَ لا ينحصرُ في هؤلاءِ المذكورين فقط، بل يشملُ غيرَهم.
والعامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ يَدخلُ تحتَ بابِ اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنه يَرجعُ إلى معنًى واحدٍ.
= قولُه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}...
هذه أربعةُ أقوالٍ في المرادِ بقولِه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}،
- فالغُصَّةُ: هي الذي لا يَسوغُ في الحَلْقِ، فلا يَستطيعُ الإنسانُ أن يأكلَه لسوءِ طَعمِه، فيَزْدَرِدُهُ لكَراهِيَتِه. قاله ابنُ الجوزيِّ
فهذا الطعامُ الموصوفُ بأنه (ذا غُصَّةٍ) هل هو الزَّقُّومُ؟ أو هو الضَّريعُ؟ أو هو الغِسلِينُ؟ أو هو الشَّوكُ الذي يقفُ في الحَلقِ؟
نوع الخلاف:
فهذه المذكوراتُ أمثلةٌ لأنواعٍ من المأكولاتِ يَنطبقُ على كلٍّ منها وصفُه بأنَّه (ذا غُصَّةٍ) فرجَعَ الخلافُ إلى الوصفِ الذي حُذفَ موصوفُه فاحتملَ كلَّ ما ذُكِرَ من الموصوفاتِ.
ويمكنُ أيضًا أن يَرجعَ الخلافُ إلى اللفظِ العامِّ الذي ذُكِرَتْ له أمثلةٌ، فتكونُ هذه المذكوراتُ من بابِ التمثيلِ, لا من بابِ التخصيصِ.
= قولُه تعالى: {ولَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}....)
إذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَها تَرجعُ إلى معنَيَيْن كُلِّيَّيْن، فهي إما أن تَرجعَ إلى المِنَّةِ من قولِهم: مَنَّ فلانٌ بما أعطى. أو إلى المَنِّ الذي هو الضَّعفُ، من قولِهم: حَبلٌ مَنينٌ؛ أي: ضَعيفٌ.
فالقولُ الأولُ: لا تُعطي عطيةً تلتمسُ بها أفْضلَ منها، هذا يَدخلُ في المِنَّةِ.
والقولُ الثاني: ولا تَمنُنْ بعمَلِك تَستكْثِرُه على ربِّكَ، أيضًا يَدخلُ في المِنَّةِ.
أما مَن قال بأن المرادَ: لا تَضْعُفْ عن الخيرِ أنْ تستكْثِرَ منه، فهذا القولُ راجعٌ إلى مادَّةٍ أخرى هي الضَّعفُ.
وأما القولُ بأن معنى هذه الآيةِ لا تَمنُنْ على الناسِ بالنُّبوَّةِ لتأخُذَ عليها منهم أجْرًا فهذا أيضًا راجعٌ إلى المِنَّةِ.
فرجعتْ هذه الأقوالُ إلى المعنَيَيْن الكُلِّيَّين السابقَين.
وهذا الاختلافُ يرجعُ إلى الاشتراكِ اللُّغويِّ، لأنَّ المِنَّةَ في اللغةِ تُطلقُ على كِلا المعنيَين، فسواءٌ قلتَ: إن المرادَ النهيُ عن المِنَّةِ بالعطاءِ أو بالعَملِ أو النهيُ عن الضَّعفِ، فيكونُ في الآيةِ تأديبٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، والأصلُ في التأديبِ له صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ أنه تأديبٌ لأتباعِه إلا إذا دلَّ الدليلُ على خصوصِه.
وهذه الأقوالُ كلُّها محتملَةٌ، والخلافُ خلافُ تنوُّعٍ، وليس خلافَ تضادٍّ.
والأقوالُ ترجعُ إلى أكثرَ مِن معنى، وإن كانت في النهايةِ تَرجعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ, وهي النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ المخاطَبُ بالآيةِ.
ويمكنُ ترجيحُ أحدِ الأقوالِ بناءً على دليلٍ أو علَّةٍ أخرى؛ لأنَّ الترجيحَ بابُه واسـعٌ.
=قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}....)
مَن قال بأنَّ المرادَ بالذي بِيَدِه عُقدةُ النِّكاحِ هو أبو البِكْرِ، فإنه يرجعُ إلى معنى الوليِّ؛ لأنَّ الوليَّ غالبًا ما يكونُ أبًا، فيكونُ عندَك في الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ، والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.
وهذان القولانِ يرجعانِ إلى أكثرَ مِن معنًى كما هو واضحٌ؛ لأنه إما أن يكونَ المرادُ بالذي بيَدهِ عُقدةُ النكاحِ الزوجَ، وإما أن يكونَ المرادُ وليَّ المرأةِ.
نوع الاختلاف
هذان المعنَيانِ متضادَّانِ؛ لأنه لا يمكنُ اجتماعُهما في وقتٍ واحدٍ، فإذا قلتَ: إن الذي بيَدِه عُقدةُ النكاحِ هو الزوجُ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الوليَّ، وإذا قلتَ بأنه الوليُّ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الزوجَ.
وإذا كان القولان لا يمكنُ اجتماعُهما في المفسَّرِ فيكونُ الخلافُ إذًا من اختلافِ التضادِّ. وهو يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى وإلى أكثرَ من ذاتٍ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ الأمثلةِ السابقةِ من بابِ اختلافِ التنوُّعِ، أما هذا المثالُ فهو من بابِ اختلافِ التضادِّ.
= قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} - في سَببِ نُزولِها قولانِ...

القولُ الأولُ في سببِ نـزولِ الآيةِ: أنها نَزلتْ في حقِّ طُعمةَ بنِ أُبَيْرِقٍ لمَّا هرَبَ من مكَّةَ, ومات على الشِّركِ، فمَقطعُ الآيةِ {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ينطبقُ على هذا الرجُلِ.
وكذلك الرجُلُ الآخَرُ من الأعرابِ الذي قيل: إنه سببُ نزولِها يَنطبقُ عليه جزءٌ من الآيةِ, وهو قولُه تعالى: {ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}. فهو يقولُ: أنا لم أُشرِكْ باللَّهِ, لكنِّي ارتكبتُ معاصِيَ فهلْ يَغفِرُ اللَّهُ لي؟ فنزلتِ الآيةُ.
وقولُ ابنِ عباسٍ: فنـزلت الآيةُ لا يَلزمُ أن يكونَ ما ذَكرَ هو سببَ النزولِ، بل يجوزُ أن يكونَ المرادُ: هذا الرجُلُ يَدخلُ في معنى الآيةِ، كما أنَّ طُعمةَ قد لا يكونُ سببَ نـزولِها المباشرَ أيضًا. ولكن يَدخلُ في معنى الآيةِ.
نوع الاختلاف
هذا اختلافٌ في سببِ النـزولِ، وهو عائِدٌ إلى التَّمثيلِ للمعنى العامِّ، وكلٌّ من القولَين يَنطبِقُ عليه معنى الآيةِ، والعِبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ.
الاختلاف في رواية الحديث
كما أن هذا يُوجدُ في التفسيرِ فإنه يُوجدُ أيضًا في الحديثِ الواحدِ اختلافُ الصحابةِ فيه مع كونِ القصَّةِ واحدةً، ولكن وقَعَ اختلافٌ بينَهم في تفاصِيلِها.
مثال
ذَكرَ مثالًا واحدًا وهو حديثُ جابِرٍ الذي رواه البخاريُّ،
ِ طريقةَ التعامُلِ مع هذا الاختلافِ فيما يلي:
إن الرواياتِ اختلفتْ في مقدارِ الثَّمنِ مع أنَّ القصَّةَ واحدةٌ.
فقد باع جابرٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ جَملًا, واشترطَ أن يَحمِلَه الجَملُ إلى أهلِه ثم يُعطِيهِ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، واختلَفوا في مقدارِ الثَّمنِ في هذا البيعِ, هل هو أوقيةٌ أو غيرُ ذلك؟
فهذا الاختلافُ في مقدارِ الثَّمنِ لا يَجعلُ الحديثَ باطلًا؛ لأنَّ هذا من التفاصيلِ التي يَتوهَّمُ أو يَغلَطُ فيها الواحدُ من الرواةِ.
وقَطعًا إنَّ جابرًا باعَه بثَمنٍ معيَّنٍ، لكنَّ بعضَ الرواةِ لم يضبطْ هذا الثَّمنَ فحَكى في الثَّمنِ قولًا آخَرَ.
فنأخُذُ من هذا أنَّ حديثَ جابرٍ وبيعَه الجَملَ للنبيِّ صلى اللَّه وعليه وسلم صحيحٌ بلا إشكالٍ. وأن الاختلافَ الوارِدَ في الرواياتِ الصحيحةِ لا يَطعَنُ في صحَّةِ الحديثِ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ هذه الرواياتِ اتَّفقتْ على الإشارةِ إلى كرَمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ؛ لأنه زادَ جابِرًا على الثَّمنِ الذي اشتَرى منه الجَملَ به.
إذًا فأصلُ البيعِ ثابتٌ، والخلافُ في التفاصيلِ لا يَضُرُّ في صحَّةِ أصلِ القصَّةِ، وإن كان أحدُ هذه الأثمانِ المذكورةِ صحيحًا، والآخَرُ غيرَ صحيحٍ.
هذه نفْسُ القضيةِ السابقةِ المتعلِّقةِ بالمُقَايَسَةِ بينَ المراسيلِ، وكيفيةِ جَمعِ ما اتَّفقتْ عليه هذه المراسيلُ، وتَركِ ما اختلفتْ فيه.
_______________

بارك الله فيك ونفع بك
هذه قائمة بمسائل الدرس أضعها لك للفائدة.

المراسيل في التفسير


عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروي أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصحته
- اختلاف الروايات في التفاصيل يُحتاج فيه إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.

- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
...3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
طريقة التعامل مع الروايات تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 92 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 10 شعبان 1436هـ/28-05-2015م, 10:03 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
= سبب ندرة الغلط في تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم
= انقسم المتأخرين في تفاسيرهم إلى قسمين
- قوم راعوا المعاني
- قوم راعوا الألفاظ
= جهات الغلط في تفاسير المتأخرين
1ـ من جهة المعاني
أمثلة على ذلك
-بما يكون خطؤهم
1- يكون في الدليل والمدلول
2- في المدلول
-المراد بالدليل والمدلول
2- من جهة الألفاظ
-أقسام خطؤهم من جهة الألفاظ
أمثلة
= حكم هاتين الجهتين من التفسير
تلخيص المسائل
= سبب ندرة الغلط في تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم
التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين، يقل أو يندر فيها الغلط وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه أمور منها :
لمتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق، وراعوا اللغة وراعوا أسباب النزول ...
= انقسم المتأخرين في تفاسيرهم إلى قسمين
- قوم راعوا المعاني . لم يَنظروا إلى ما تَستحِقُّه ألفاظُ القرآنِ من الدلالةِ والبيانِ.
- تارةً يَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به،
- وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به
- قوم راعوا الألفاظ ، راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلامِ.
ليس كل المتأخرين فسروا القرآن خطأ، وإنما نبه الشيخ على الجهتين اللتين يحصل منهما الخطأ في التفسير الذي حصل عند بعض المتأخرين.

= جهات الغلط في تفاسير المتأخرين
كان الغلط في تفاسيرهم من جهتين :
1ـ من جهة اعتقاد المعاني : فالقوم الذين راعوا المعاني اعتقَدوا معانِيَ , ثم أرادوا حَملَ ألفاظِ القرآنِ عليها؛ أي: إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم. كحال أصحاب الفرق الضالة إما المجسمة كمقاتل، أو المرجئة، أو المؤولة، أو المنكرين للصفات كالجهمية، والمعتزلة، ومن شابه هؤلاء تجد أنهم فسروا القرآن ونزلوه على وفق ما يعتقدون. وكذلك من جهه الفقة : يفسر الآيات التي فيها الأحكام على ما يعتقد من المذهب الفقهي ففي المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً إلى آخره. (هؤلاء راعوا المعاني)
= أمثلة على ذلك:
- الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
- يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
- مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا تفسير الرافضة وهذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.
= بما يكون خطؤهم : نقول: نوع الخطأ من حيث الدليل والمدلول.
وقبل الكلام عن الخطأ في الدليل والمدلول نتكلم أن هؤلاء القوم على صنفين:
من سلبوا اللفظ معناه وما دل عليه، مثل تفسيرهم لقوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}
ومن حمل اللفظ ما لم يرد به وما لا يدل عليه، مثل تفسيرهم لقوله تعالى: {قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني}
((أرجو مراجعة هذا التقسيم من الدرس الأساسي وهو موجود في كلام ابن تيمية رحمه الله))
1- يكون في الدليل والمدلول
مثال على ذلك:
- قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
- و تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
- فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
- قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
2-يكون في الدليل لا في المدلول
يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
مثال على ذلك :
- : قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
= المراد بالدليل والمدلول :
- فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به،
- والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.

جهة الخطأ الثانية:
ـ من جهة الألفاظ : قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ دون النظَرِ إلى ما يمكنُ أن يقالَ عنه: إنه ملابساتُ نـزولِ القرآنِ، وكونِ المتكلِّمِ به اللَّهَ سبحانه والمخاطَبِ به هو الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابَه , فلم يُراعِ ذلك عندَ تفسيرِه للقرآنِ فوقَعَ في الخطأِ.
- أقسام خطؤهم من جهة الألفاظ
1- عدم مراعاتهم لمعنى اللفظة في القرآن
القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل
- أمثلة على ذلك
- الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال. وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
- (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب،
: الزينة في لغة العرب : كل ما يتزين به وقد يكون :
من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً .
الزينة في القرآن : أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة.
2- تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين.
مثال على ذلك
قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة: {يسألونك عن الأهلة} فيأتـي المفسر مثل الرازي وغيره يأتون ينطلقون في الأحوال الفلكية في ذلك، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر.
= حكم هاتين الجهتين من التفسير
هاتان الجهتان لاشك أن الغلط واقع فيهما وكلا الجهتين من التفسير بالرأيلكن الأولى من التفسير بالرأي المذموم الذي توعد فاعله، والثانية من التفسير بالرأي الذي أخطأ من ذهب إليه.
فيكون الضابط في التفسير بالرأي: أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
لوحظ فقط في بعض الملخصات الأخيرة الإكثار من النسخ الحرفي لأقوال الشراح، والأولى أن نكون قد استغنينا عنه بدرجة كبيرة في هذا المستوى إن شاء الله فينتبه لذلك.
وهذه قائمة بمسائل الدرس للفائدة، زادك الله من فضله.


الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ من حيث الدليل والمدلول.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94%
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 2 شوال 1436هـ/18-07-2015م, 05:08 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

محاضرة : بلغة المفسر من علم الحديث
عناصر المحاضرة:
- الفرق بين الإنشاء والخبر.
- - كيفية التعامل مع ما ورد في كتب التفسير من مرويات.
- قواعد تفسير القرآن .
- - عناية السلف برواية الأقوال في تفسير الآيات بالأسانيد.
- الدليل على أنه لابد من التثبت في المرويات في التفسير .
- مثال.
- متى تطبق قواعد المحدثين على المرويات التفسيرية.؟
-متى يكون التساهل في مرويات التفسير؟
- شروط التدبر .
تحرير عناصر المحاضرة.
- الفرق بين الإنشاء والخبر
الإنشاء هو :الكلام الذي لا يحتاج إلى مبدأ التثبت فهو لا يفتقر لعلوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
والخبر هو : الذي يحتاج إلى ما يضبطه لنعلم هل هو صحيح أو غير صحيح هل هو مقبول أو مردود ، هل هو صدق أو كذب
- كيفية التعامل مع ما ورد في كتب التفسير من مرويات
ما ورد في كتب التفسير إما إنشاء أو خبر
1- الإنشاء : ينظر اليه وفق ما وضعه المفسرون من ضوابط لقبول التفسير .
مثلا : إذا كان موافقاً للغة العرب ولم يكن شيء يعترض عليه فإنه يكون مقبولا لا يحتاج للتثبت .
مثال : قوله تعالى :( ريح فيه صرّ )
قيل ان الصرّ : البْرد وقيل : البٓرد أو انه الصوت والحركة أو أنه النار .
هذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر.
2- الخبر : الاخبار تحتاج إلى التثبت . لذلك وضع المفسرون قواعد لتفسير القرآن.
- قواعد تفسير القرآن
/تفسير القرآن بالقرآن
وهذا يكون بآيات محدودة .
مثال : كتفسير النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الظلم بالشرك .
/تفسير القرآن بالسنة .
نجد العديد من الأحاديث التي تعين في تفسير الآيات.
/ تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
/ تفسير القرآن بأقوال التابعين .
/ تفسير القرآن بلغة العرب.
- عناية السلف برواية الأقوال في تفسير الآيات بالأسانيد .
اعتنى علماء السلف عناية شديدة بإيراد روايات التفسير بالاسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يعنى فيها المحدثون بالاسانيد .أي نحتاج للتثبت فيها .
- مثال على ذلك:
تفسير عبد الرزاق، و تفسير سفيان الثوري، و تفسير ابن جرير الطبري، و تفسير ابن المنذر، و تفسير سعيد بن منصور، و تفسير ابن أبي حاتم، و غير ذلك من كتب التفسير المسندة، وأيضاً ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي وغيرها.
- الدليل على أنه لابد من التثبت في المرويات في التفسير
1- إن علماء السلف كانوا يتعبون أنفسهم ويعتنون بإيراد هذه الأسانيد مع أنهم بحاجة إلى الورق، وبحاجة إلى الأقلام، وبحاجة إلى الأحبار التي يكتبون بها، وبحاجة إلى الوقت، وما إلى ذلك من أدوات الكتابة التي كان فيها صعوبة خاصة في العصور الأولى، فما الذي يحوجهم لهذا الترف إذا لم يكن له تلك القيمة؟ إلا أنه لابد ان ننظر في هذه المرويات ومن التثبت فيها.فما كان صحيحاً قبلناه وإلا تريثنا بالحكم عليه .ونطبق عليه منهج المحدثين.
2- ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
والدليل على هذا ما نجده مثلاً في كتاب العلل لابن أبي حاتم، فابن أبي حاتم أفرد كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن" ثم نجد أن هناك أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، وبل ومن آثار التابعين يعني من أقوال التابعين وكلها يتطرق إليها التعليل، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.
مثال:
مثال في كتاب العلل المسألة رقم (1659) يقول فيها ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف بن موسى قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة -يعني بتلك المرأة- على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هُدبة -يعني كأنه هُدبة ثوب- فذكر ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، قال أبوه: هذا خطأ.
- حدثنا ابن أبي عمر؛ قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث، يعني أن الحديث صار مرسلاً؛ فصار فيه اختلاف على سفيان بن عيينة في إسناده، فمنهم من يرويه بإسناد على شرط الشيخين، مثل ما جاء في رواية عبيد الله بن موسى عن سفيان ابن عيينة، ومنهم من يرويه على أنه عن يحيى بن جعدة مرسلاً مثل ما رواه ابن أبي عمر وغيره.
نجد أن للعلماء كلامًا في هذا الحديث يصل إلى حد التكذيب فالإمام أحمد رحمه الله كما في كتاب العلل لابنه عبد الله يقول: "ما أرى هذا إلا كذاب -أو كذب-"، وأنكره جداً،
وهذه العناية من العلماء بالرواية التفسيرية والحكم عليها والتشديد في ذلك حتى إن الإمام أحمد حكم عليها بأنها كذب تدل على أنه لابد من تطبيق قواعد المحدثين على المرويات التفسيرية.
- متى تطبق قواعد المحدثين على المرويات التفسيرية.
1- إذا كانت الرواية تتضمن حكما فإن كان هذا الحكم مبين بآية أخرى فهذا يقبل وإن كان هذا الحكم يستفاد من حديث أو من قول صحابي أو من قول تابعي فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه.

2- الروايات التفسيرية التي تتعلق بأبواب الاعتقاد، إما في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد، فهذه أيضًا لا بد معها من التثبت .
3- المرويات الاسرائلية
أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم،
- مثال :
ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت} والقصة طويلة جداً.
فمثل هذه تحتاج أن يطبق عليها قواعد المحدثين .
فقد رويت في مسند الإمام أحمد، وقد اجتهد الحافظ ابن حجر رحمه الله في محاولة الدفاع عن هذا على الأقل ليثبت أن له أصلاً ولو عن الصحابي الذي روي عنه هذا الحديث إما عن عبد الله بن عمر، أو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما،
وابن كثير ذكر أنها من الاسرائليات
رجح الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى على أنه من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما يوم اليرموك لأن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في وقعة اليرموك كان قد غنم زاملتين عليهما أحمال من كتب أهل الكتاب فصار يقرأ من هذه الكتب ويحدث بها، بطبيعة الحال عبد الله بن عمرو بن العاص كان يحدث على أساس وضوح الضوابط الشرعية في عصره لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون قال: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد"

-متى يكون التساهل في مرويات التفسير؟
يتساهل فيما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمر واسع لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين . والقرآن معظمه يدرك بلغة العرب .
- شروط التدبر
إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك..
فالتدبر هنا لا بأس به، وهذا من الأمور التي دعا إليها كتاب الله جل وعلا نفسه {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}
أما إذا كان هذا التدبر سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت
- مثال :
يفسر مثلاً البقرة بأنها عائشة {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}– إن الله يأمركم أن تذبحوا عائشة – نعوذ بالله من هذا القول
-حكم من فعل هذا : يستتاب، فإن تاب وإلا طبق عليه الحد الشرعي من قبل الإمام الذي يملك ذلك.

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 7 شوال 1436هـ/23-07-2015م, 10:23 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
محاضرة : بلغة المفسر من علم الحديث
عناصر المحاضرة:
- الفرق بين الإنشاء والخبر.
- - كيفية التعامل مع ما ورد في كتب التفسير من مرويات.
- قواعد تفسير القرآن .
- - عناية السلف برواية الأقوال في تفسير الآيات بالأسانيد.
- الدليل على أنه لابد من التثبت في المرويات في التفسير .
- مثال.
- متى تطبق قواعد المحدثين على المرويات التفسيرية.؟
-متى يكون التساهل في مرويات التفسير؟
- شروط التدبر .
تحرير عناصر المحاضرة.
- الفرق بين الإنشاء والخبر من حيث الخضوع إلى مبدأ التثبت (فنحن لا نعرف الإنشاء والخبر إنما نفرق بينهما من هذا الجانب)
الإنشاء هو :الكلام الذي لا يحتاج إلى مبدأ التثبت فهو لا يفتقر لعلوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
والخبر هو : الذي يحتاج إلى ما يضبطه لنعلم هل هو صحيح أو غير صحيح هل هو مقبول أو مردود ، هل هو صدق أو كذب
- كيفية التعامل مع ما ورد في كتب التفسير من مرويات
ما ورد في كتب التفسير إما إنشاء أو خبر
1- الإنشاء : ينظر اليه وفق ما وضعه المفسرون من ضوابط لقبول التفسير .
مثلا : إذا كان موافقاً للغة العرب ولم يكن شيء يعترض عليه فإنه يكون مقبولا لا يحتاج للتثبت .
مثال : قوله تعالى :( ريح فيه صرّ )
قيل ان الصرّ : البْرد وقيل : البٓرد أو انه الصوت والحركة أو أنه النار .
هذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر.
2- الخبر : الاخبار تحتاج إلى التثبت . لذلك وضع المفسرون قواعد لتفسير القرآن.
- قواعد تفسير القرآن
/تفسير القرآن بالقرآن
وهذا يكون بآيات محدودة كما ورد إلينا .
مثال : كتفسير النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الظلم بالشرك .
/تفسير القرآن بالسنة .
نجد العديد من الأحاديث التي تعين في تفسير الآيات.
/ تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
/ تفسير القرآن بأقوال التابعين .
/ تفسير القرآن بلغة العرب.
- عناية السلف برواية الأقوال في تفسير الآيات بالأسانيد .
اعتنى علماء السلف عناية شديدة بإيراد روايات التفسير بالاسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يعنى فيها المحدثون بالاسانيد .أي نحتاج للتثبت فيها .
- مثال على ذلك:
تفسير عبد الرزاق، و تفسير سفيان الثوري، و تفسير ابن جرير الطبري، و تفسير ابن المنذر، و تفسير سعيد بن منصور، و تفسير ابن أبي حاتم، و غير ذلك من كتب التفسير المسندة، وأيضاً ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي وغيرها.
- الدليل على أنه لابد من التثبت في المرويات في التفسير
1- إن علماء السلف كانوا يتعبون أنفسهم ويعتنون بإيراد هذه الأسانيد مع أنهم بحاجة إلى الورق، وبحاجة إلى الأقلام، وبحاجة إلى الأحبار التي يكتبون بها، وبحاجة إلى الوقت، وما إلى ذلك من أدوات الكتابة التي كان فيها صعوبة خاصة في العصور الأولى، فما الذي يحوجهم لهذا الترف إذا لم يكن له تلك القيمة؟ إلا أنه لابد ان ننظر في هذه المرويات ومن التثبت فيها.فما كان صحيحاً قبلناه وإلا تريثنا بالحكم عليه .ونطبق عليه منهج المحدثين.
2- ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
والدليل على هذا ما نجده مثلاً في كتاب العلل لابن أبي حاتم، فابن أبي حاتم أفرد كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن" ثم نجد أن هناك أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، وبل ومن آثار التابعين يعني من أقوال التابعين وكلها يتطرق إليها التعليل، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.
مثال:
مثال في كتاب العلل المسألة رقم (1659) يقول فيها ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف بن موسى قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة -يعني بتلك المرأة- على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هُدبة -يعني كأنه هُدبة ثوب- فذكر ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، قال أبوه: هذا خطأ.
- حدثنا ابن أبي عمر؛ قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث، يعني أن الحديث صار مرسلاً؛ فصار فيه اختلاف على سفيان بن عيينة في إسناده، فمنهم من يرويه بإسناد على شرط الشيخين، مثل ما جاء في رواية عبيد الله بن موسى عن سفيان ابن عيينة، ومنهم من يرويه على أنه عن يحيى بن جعدة مرسلاً مثل ما رواه ابن أبي عمر وغيره.
نجد أن للعلماء كلامًا في هذا الحديث يصل إلى حد التكذيب فالإمام أحمد رحمه الله كما في كتاب العلل لابنه عبد الله يقول: "ما أرى هذا إلا كذاب -أو كذب-"، وأنكره جداً،
وهذه العناية من العلماء بالرواية التفسيرية والحكم عليها والتشديد في ذلك حتى إن الإمام أحمد حكم عليها بأنها كذب تدل على أنه لابد من تطبيق قواعد المحدثين على المرويات التفسيرية.
- متى تطبق قواعد المحدثين على المرويات التفسيرية.
1- إذا كانت الرواية تتضمن حكما فإن كان هذا الحكم مبين بآية أخرى فهذا يقبل وإن كان هذا الحكم يستفاد من حديث أو من قول صحابي أو من قول تابعي فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه.

2- الروايات التفسيرية التي تتعلق بأبواب الاعتقاد، إما في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد، فهذه أيضًا لا بد معها من التثبت .
3- المرويات الاسرائلية
أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم،
- مثال :
ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت} والقصة طويلة جداً.
فمثل هذه تحتاج أن يطبق عليها قواعد المحدثين .
فقد رويت في مسند الإمام أحمد، وقد اجتهد الحافظ ابن حجر رحمه الله في محاولة الدفاع عن هذا على الأقل ليثبت أن له أصلاً ولو عن الصحابي الذي روي عنه هذا الحديث إما عن عبد الله بن عمر، أو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما،
وابن كثير ذكر أنها من الاسرائليات
رجح الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى على أنه من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما يوم اليرموك لأن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في وقعة اليرموك كان قد غنم زاملتين عليهما أحمال من كتب أهل الكتاب فصار يقرأ من هذه الكتب ويحدث بها، بطبيعة الحال عبد الله بن عمرو بن العاص كان يحدث على أساس وضوح الضوابط الشرعية في عصره لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون قال: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد"

-متى يكون التساهل في مرويات التفسير؟
يتساهل فيما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمر واسع لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين . والقرآن معظمه يدرك بلغة العرب . ويتسامح كذلك فيما يتعلق بالترغيب والترهيب.
- شروط التدبر
إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك..
فالتدبر هنا لا بأس به، وهذا من الأمور التي دعا إليها كتاب الله جل وعلا نفسه {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}
أما إذا كان هذا التدبر سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت
- مثال :
يفسر مثلاً البقرة بأنها عائشة {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}– إن الله يأمركم أن تذبحوا عائشة – نعوذ بالله من هذا القول
-حكم من فعل هذا : يستتاب، فإن تاب وإلا طبق عليه الحد الشرعي من قبل الإمام الذي يملك ذلك.
بارك الله فيك وأحسن إليك.
يلاحظ حصول اختصار في بعض المسائل وإغفال المسائل الواردة في الأسئلة التي عرضت آخر المحاضرة كأسانيد القراءات والمراسيل في التفسير والإسناد المعنعن وغيرها وهي من الأهمية بمكان.
وننبه على عدم النسخ الحرفي لكلام الشارح أو المحاضر والاجتهاد في التلخيص بأسلوب الطالب حتى تنمو لديه القدرة على الكتابة والإنشاء بإذن الله.
هذا تقييم الملخص الحالي والدرجة ستكون منخفضة بالطبع للأسباب المذكورة والفرصة متاحة للتحسين إن شاء الله.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 23/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 88/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 13 شوال 1436هـ/29-07-2015م, 04:36 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

- الإجابة على أسئلة محاضرة ( البناء العلمي):
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
ج: مرحلة البناء العلمي هي لب مراحل طلب العلم وهي أهم مراحل الطلب بعد مرحلة التأسيس فهي مرحلة لب التأصيل العلمي ولقد كان للعلماء عناية حسنة وبالغة بالبناء العلمي وإن لم تكن تسمى بهذا المسمى لكن كان للعلماء أصولهم العلمية الخاصة بهم كلاً حسب علمه الذي يطلبه فأهل الحديث لهم أصولهم الخاصة بهم فمثلاً الإمام أحمد رحمه الله قال :"انتقيت المسند من سبعمائة ألف وخمسين ألف حديث " أي كان له أصل علمي يكتب فيه هذه الاحاديث ثم كتب المسند واستخرج من هذا الاصل الذي لديه الذي يتضمن سبعمائة ألف حديث استخرج المسند الذي كان بنحو ثلاثين ألف حديث .
وكذلك اسحاق بن راهوية يقول:" كأني انظر إلى مئة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألف اسردها سرداً" فهو له أصل يرجع إليه ويكثر التردد عليه والنظر فيه ومراجعته.
وأبو داود السجستاني كتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخب منها ما كتب في كتابه السنن.
كذلك مي التفسير هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يسرد أقوال السلف في التفسير مع انه في وقته لم يكن هناك كتب جامعة في أقوال السلف فهو متقدم على ابن القيم وابن كثير والسيوطي وابن حجر الذي جمعوا الموسوعات في الحديث فقد كان له أصل ذكرابن رشيق المغربي أن شيخ الاسلام وقف على خمسة وعشرون تفسيرا مسندا .
فكتب نقول السلف مجردة من الاسناد على جميع القرآن . إذا جعلها أصلا لديه.
وكذلك اللغويون فهذا ابو العباس ( الثعلب) من أئمة أهل اللغة أقبل على كتب الفراء وحذقها ولم يبلغ الخامسة والعشرون وهو لم يدرك الفراء فهو شيخ شيوخه. فهو جعل له أصل علمي.
وكذلك في الفقة فهذا أبو بكر الخلال لم يدرك الإمام أحمد لكنه أقبل على جميع مسائل الامام أحمد وتلاميذه وتصنيفها وترتيبها والتحقق من صحتها حتى صار إمام ذا شأن فاصبح كتبه أهم مراجع الحنابلة.
وكذلك ابن مفاح له براعة في جمع مسائل الامام أحمد ومعرفة روايات الامام. حتى اصبح مرجع في عصره لمسائل فقة الامام أحمد وكان شيخ الاسلام يرجع إليه وهو شيخه.
وكذلك ابن فرحون المالكي قال: لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت احفظه . جعله اصلا علميا له.

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
ج: الأصول العلمية هي :
1- أن يخذ الطالب أصلا للعلم الذي يدرسه سواء في الفقة او التفسير ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه مع مراجعته والتعليل وزيادة الامثلة والإيضاح . مثل ابن فرحون المالكي قال : لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت احفظه.
ومثل الشيخ : عبدالرزاق عفيفي رحمه الله كان نائب رئيس هيئة كبار العلماء يذكر أن كتبه قليلة ولكنه كان حسن القراءة ومجيدا لها.
وكذلك ابن عثيمين رحمه الله كان صاحب قراءة حسنة وكثرة مراجعة حتى يكاد يحفظ بعض الكتب فقد حفظ الزاد عن ظهر قلب .
2- أن ينشيء الطالب بنفسه أصلا وهذا أنواع:
- أن يبني أصله من كتب عالم من العلماء واسع المعرفة والاطلاع والفهم فيقبل على كتبه ويلخصها ويعتني بها عناية كبيرة كما فعل ثعلب في كتب الفراء وكما فعل الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ السعدي فإنهم اقبلوا على كتب ابن تيمية وابن القيم اقبلوا عليها حتى فهموا مقاصدها ودرسوها دراسة حسنة .
وكذلك بعض المعاصرين اقبل على كتب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ولخصها ودرسها دراسة جيدة حتى استفاد من ذلك فائدة جيدة.
- أن يتخذ أصلاً من كتب متعددة كما فعل السبكي في جمع الجوامع فقد لخصه من مئتي كتاب في أصول الفقة وكما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير .

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
المراحل:
1- دراسة مختصرة في هذا العلم .
الغرض من ذلك: ان يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم وان يكون على إلمام عام بمسائل ذلك العلم على وجه الإجمال .
مثال : دراسة كتاب أصول التفسير لابن عثيمين رحمه الله.
2- دراسة كتاب أوسع في هذا العلم حتى يستفيد مراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى وزيادة التفصيل عليها
مثال: يدرس مقدمة التفسير لابن تيميه.
3- تكميل جوانب التأسيس فبعد الدراسة سيجد الطالب أن بعض العلوم يحتاج ان يدرسها ولو مختصرا
مثال : يجد عنده ضعف في البلاغة مثلاً فيدرس كتاب مختصر في البلاغة او ضعف في حروف المعاني فيدرس كتاب مختصر فيها ليكمل ما عنده من نقص في الجانب العلمي.
4-قراءة كتاب جامع في ذلك العلم او اتخاذ اصل مرجعي والزيادة عليه .
مثال في علوم القرآن بعد المراحل المتقدمة لو قرأ الاتقان للسيوطي او البرهان للزركشي وجمع ما يستفيده من مسائل ويلخصها فيكون قد درس دراسة وافية في مسائل علوم القرآن.
5- القراءة المبوبة : بعد ان اتخذ اصلا اما كتاب ويزيد عليه او ملخص شامل للعلم الذي يدرسه ويزيد عليه سيجد ان العلم الذي يدرسه فيه أبواب مثال علوم القرآن فيه ابواب مثل سور القرآن او الناسخ والمنسوخ وهكذا فقد يجد في باب من هذه الأبواب مؤلف جيد قيّم لهذا الباب فيقرأه قراءة حسنة ويلخص مسائله ويضيفها الو أصله ثم قراءة باب آخر وهكذا .فبعد سنوات يجد انه قد قرأ كتب قيمة في أبواب متفرقة . في هذه المرحلة تكون القفزات العلمية كبيرة لطالب العلم لانه قد يقف على مؤلف قيم يختصر له كثير من المسائل التي يريد دراستها مثال : الاستفادة من الدراسات الموسوعية مثل موسوعة الاستاذ محمد عبد الخالق عظيمة في اساليب القرآن في أحد عشر مجلدا .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir