التطبيق الثاني من تطبيقات أصول القراءة العلمية (المرحلة الأولى)

[أمل عبد الرحمن]

تقويم التطبيق الثاني من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الأولى)

أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
ومسائلكم تدلّ على فهم واستيعاب جيد للرسالة، نفعكم الله بما تعلمتم، ويبقى بعد استخلاص المسائل واستيعابها خطوات أخرى مهمّة..
أهمّها: عدم تقليب مسائل ومقاصد الرسالة إلا للضرورة.
وأعني بذلك الحفاظ على ترتيب المؤلّف رحمه الله لمسائل الرسالة، وقد اتّفقنا من قبل أننا لا نحتاج إلى مخالفة الترتيب إلا في حال استطراد المؤلّف وفصله بين مسائل الموضوع الواحد، وإلا فالأصل هو المحافظة على خريطة وخطة الرسالة كما هي.
فمثلا تكلّم ابن القيّم رحمه الله عن معنى قوله تعالى {وتعاونوا على البرّ والتقوى} ثم تكلّم عن الهجرة إلى الله ورسوله، فلا نحتاج إلى تأخير مسائل من تفسير الآية إلى آخر الرسالة بعد الفراغ من الكلام عن الهجرة إلى الله ورسوله.

الأمر الثاني: هو النظر في المسائل بعد استخلاصها وضمّ المتّفق منها تحت مقصد واحد، لأننا إذا وجدنا مقصدين متّفقين في الموضوع كان ذلك خطأ في التصنيف، فمثلا وجود أكثر من مقصد في الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدّ خطأ، لأنها كلها تنضمّ تحت مقصد واحد، وإنما هي مسائل تحته.
الأمر الأخير: هو التفريق بين مسائل العماد ومسائل السناد، وعدم جعل مسائل السناد كأنها مسائل أساسية مقصودة لذاتها.
والمتأمّل في رسالة ابن القيّم رحمه الله يجدها تدور حول مقصدين أساسيين:
الأول: بيان معنى قوله تعالى: {وتعاونوا على البرّ والتقوى} الآية، وأن المقصود من مخالطة الناس ومعاشرتهم هو التعاون على البرّ والتقوى علما وعملا.
الثاني: بيان معنى الهجرة إلى الله ورسوله وفضلها، وما ينبغي للمهاجر في سفره.
ويندرج تحت هذا المقصد مسائل كبيرة هي الهجرة إلى الله، والهجرة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وزاد المسافر في سفره ورفقائه ومركبه ...
هكذا ترتّب مسائل الرسالة، وتعطى كل مسألة حقّها دون خلط بين المسائل، ودون هضم لمسألة على حساب الأخرى.
فأرجو مراعاة هذا الترتيب والتفصيل، ويمكنكم الآن الانتقال لمرحلة التلخيص، وفّق الله الجميع.
ملحوظة:
جعلت التقويم عامّا على التطبيقين لأجل استفادة كل طالب من طريقة زملائه.