المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من الرسائل التفسيرية

[ندى توفيق]

(عامّ لجميع الطلاب)
من خلال دراستك للرسائل التفسيرية الأربعة، اذكر ما لاحظته من جوانب الإحسان والقوة العلمية فيها.
1. جودة المادة العلمية و غزارتها؛ لغويا و نحويا و فقهيا
2. الاستنباط المبدع بما لا يخالف الشرع الحنيف
3. تضمن هذه الرسائل لأساليب دعوية؛ من خلال توحيد الخالق و تعظيمه، و الترغيب في وعده، و الترهيب من وعيده جل جلاله


المجموعة الثالثة:
1: استخلص عناصر رسالة تفسير المثل الأعلى.
تتضمن رسالة تفسير المثل الأعلى عناصر متعددة، منها :
الأول : ذكرالآيتين اللتين ورد فيهما لفظ " المثل الأعلى" ، و هما:
• قوله تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم} ( سورة النحل)
• والأخرى وهي قوله تعالى: {وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} ( سورة الروم)
الثاني : بيان أقوال السلف الصالح في معاني "المثل الأعلى"، وهي ثلاثة أقوال :
1. قول ابن عباس رضى الله عنه : اي، ( ليس كمثله شيء)
قال ابن القيم في كتابه " الصواعق المرسلة" : (يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير).
2. قول قتادة : " شهادة أن لا إله إلا الله" ، و في رواية :" الإخلاص و التوحيد"، و في رواية : " مثله أنه لا إله إلا هو ولا رب غيره"
3. قول محمد بن المنكدر: " لا إله إلا الله"
الثالث: محصلة أقوال المفسرين المتلازمة في معنى "المثل الأعلى"، حيث أن مؤداها واحد:
1. الأفضل و الأحسن و الأجمل، و لا إله غيره، و ليس كمثله شيء ، قاله ابن جرير
2. لا إله إلا الله، فهو ليس كمثله شيء، و لغةً:له الوصف الأعلى، قاله النحاس
3. الصفة العليا وهي شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهي التوحيد و الإخلاص قاله أبو الليث السمرقندي، و الثعلبي، و أبو المظفر السمعاني، و البغوي، و ابن الجوزي
الرابع: المعاني اللغوية للمثل:
1. الصفة، قال تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غيرآسن....} الآية
2. الآية، قاله قتادة ورواه ابن جرير
قال تعالى: {وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل} أي آية لهم
3. العبرة والعظة، قاله مجاهدٌ وقتادة و السدي، و رواه ابن جرير
قال تعالى: {فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين}،
4. القول السائر
5. المثل المضروب؛ قال تعالى "ضُرب مثل فاستمعوا له"، و المَثل مأخوذ من المِثل، كالشَّبَه و الشِّبه
الخامس:التقارب بين تفسير السلف و التفسير اللغوي للمثل الأعلى
قال ابن كثير: المثل الأعلى هو الكمال المطلق من كل وجه
و تفسير المثل الأعلى بالمثال العلمي بأنه النور الذي يقذفه الله تعالى في قلب المؤمن؛ قاله ابن كعب، و ذكره ابن رجب و الفضيل بن عياض و ابن تيمية


2: اذكر الأقوال التي ذكرها ابن القيّم في متعلّق الاستعاذة من الشيطان.
قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنّهُ لَيْسَ لَهُ سَلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلطَانُهُ عَلَى الّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالّذِينَ هُمْ بِه مُشْرِكُونَ} [النحل: 98 - 100] .
و قد ورد في متعلق الاستعاذة من الشيطان الرجيم عدة أقوال ذكرها ابن القيم في كتابه "إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان" :

1. الاستعاذة مما يلقيه الشيطان من الوساوس و الشهوات المحرمة، قبل التلاوة، فيصادف القرآن قلباً خالياً منها فيتم الشفاء و يثبت
2. الاستعاذة لأجل تثبيت العلاج بالقرآن ، و دوامه في القلب، وبه استُدل على الاستعاذة بعد تلاوة القرآن، و هو قول مرجوح
3. الاستعاذة لطرد الشيطان، و حضور الملائكة لاستماع التلاوة
4. لتحصيل الفهم و التدبر و الخشوع عند التلاوة
5. طرد الشيطان بالاستعاذة، لتحصيل مناجاة الله تعالى و استماعه
6. للتخلص من تخليط الشيطان و تشويشه عند التلاوة
7. حفظ النفس لئلا يقطع الشيطان طرق الخير عليها، فتواصل سيرها بهمة و نشاط
8. الاستعاذة لا تكون إلا قبل قراءة القرآن، فهي تنبيه للسامع و القارئ و إن كان وحده





3: بيّن مقاصد آية الوضوء من خلال تأمّلك للآية.

للآية مقاصد جليلة، منها:
1. مناداة المؤمنين بمقتضى الإيمان وهو الصلاة و ما يسبقها من تطهر، لأنها الصلة بين العبد و ربه
2. الإسلام دين التيسير و رفع الحرج عند المشقة، مثاله في الآية؛ تشريع التيمم عند فقد الماء، و المسح على الخفين عنددالضرورة
3. اتباع أوامر الشرع الحنيف كما فرض الحكيم سبحانه هو ما يميز المؤمن الصادق عن المبتدع
4. الإسلام دين الطهارة الظاهرة و الباطنة
5. التشريع الحنيف شمل كل ما يهم المسلم في حياته و آخرته، بدءاً من مسائل الاعتقاد العظيمة، إلى مسائل التنظف و التطهر




4: دلّل على اختصاص الله تعالى بكمال الأوصاف وكمال الأفعال مما درست.

يدل على اختصاصه تعالى بكمال الأوصاف وكمال الأفعال، الإسمان الجليلان : " الحي" ، و " القيوم" في آية الكرسي، حيث أن " ال" التعريف فيهما تفيد الاستغراق، و اسم " الحي" يدل على الحياة الكاملة التي لا يعتريها نقص، بأي وجه من الوجوه، فهي من حيث الزمان؛ ممتدة من الأزل إلى الأبد، و من حيث النوع؛ كاملة تامة بجميع أوصافها، سواء في السمع أو البصر او العلم، فهو يسمع جميع الأصوات في آن و احد، و يبصر جميع الموجودات، لا يغيب عن علمه مثقال ذرة، فهو وحده يعلم ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون
و اسم " القيوم" صيغة مبالغة، تدل على قيامه سبحانه وحده، بنفسه، وبملكه العظيم، و ما خلق من السماوات و الأرض و ما فيهما من المخلوقات، فكل ما في الكون محتاج و معتمد عليه، و هو الغني عنهم جميعاً المدبر لأمورهم، لا يغفل عنهم طرفة عين، لا ينام و لا ينبغي له أن ينام، و كل شيء بأمره و إذنه سبحانه وتعالى