دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 صفر 1443هـ/16-09-2021م, 02:16 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة آل عمران

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 1-9)


حرر القول في واحدة من المسائل التالية:
1:
المراد بالآيات المحكمة والآيات المتشابهة.
2: الوقف والابتداء في قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}.




تنبيهات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر بحث المسائل على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1443هـ/17-09-2021م, 08:18 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس القسم الأول من سورة آل عمران

قال الله تعالى:(هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا اللّه والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلا أولو الألباب)

المراد بالآيات المحكمات والمتشابهات:
- قال الله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)، قال ابن جرير في (المحكمات): (فإنهن اللواتي قد أحكمن بالبيان والتفصيل، وأثبتت حججهن وأدلتهن على ما جعلن أدلة عليه من حلال وحرام، ووعد ووعيد، وثواب وعقاب، وأمر وزجر، وخبر ومثل، وعظة وعبر، وما أشبه ذلك.) ا.هــ.
- وقال ابن كثير في معنى محكمات: أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس، ومعنى أم الكتاب: أي أصل الكتاب الذي يرجع إليه عند الاشتباه.

- قال ابن عاشور: (واستعمل الإحكام في الإتقان والتوثيق؛ لأن ذلك يمنع تطرق ما يضاد المقصود) ا.هــ.
- وقال: (وأطلق المحكم في هذه الآية على واضح الدلالة على سبيل الاستعارة؛ لأن في وضوح الدلالة منعا لتطرق الاحتمالات الموجبة للتردد في المراد.) ا.هــ.

- وهذا الذي ذكره ابن عاشور من استعمال الإحكام في وصف الآيات إذا ضممناه إلى تعريف ابن جرير، تكاملت لدينا صورة الآيات المحكمات، فأصول الدين وعماده، والفرائض والحدود، وغير ذلك من أصول في القرآن التي يُعمل بها هى من الآيات المحكمات التي يحتاج إليها العباد في معاشهم ومعادهم.
- وقال ابن جرير في تسميتهن بأم الكتاب: (لأنهن معظم الكتاب، وموضع مَفزَع أهله عند الحاجة إليه) ا.هــ.
وعن سعيد بن جبير: (لأنهن مكتوبات في جميع الكتب)، وقال مقاتل: لأنه ليس من أهل دين إلا يرضى بهن). ذكره ابن كثير.

- وأما المراد بالمتشابهات في قوله تعالى: (وأخر متشابهات)، أي: آيات متماثلات، والتمثال قد يكون في وجوه عدة، والمتشابه يطلق على خفاء الدلالة على المعنى. كما ذكر ابن عاشور.
- وقال ابن جرير: (متشابهات في التلاوة، مختلفات في المعنى). ا.هــ.
- وقال ابن كثير في معنى المتشابهات أن فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فدلالتها من حيث اللفظ والتركيب محتملة لعدة وجوه، ومن هذه الوجوه المحكم وما تضمنه من معنى، وهو الأصل في فهم المتشابه.
- وقال ابن عطية: (والمتشابهات هي التي فيها نظر وتحتاج إلى تأويل ويظهر فيها ببادئ النظر إما تعارض مع أخرى أو مع العقل، إلى غير ذلك من أنواع التشابه، فهذا الشبه الذي من أجله توصف ب متشابهاتٌ) ا.هــ.

- الأصل في فهم الآيات المتشابهات:
- وفق ما ذكر من تعاريف، فالأصل في فهم الآيات المتشابهات، هو رد المتشابه إلى المحكم، فما اشتبه من الآيات يرد إلى الواضح البين من الآيات المحكمات البينات ليُعلم معناها، ويتيسر فهمها على مراد الله، ففهم المتشابه لا يكون إلا في ضوء المحكم البيّن.

- أقوال السلف في المحكم والمتشابه:
1. أن المحكمات هن الآيات الناسخات المثبتات للأحكام، والمتشابهات المنسوخات المتروك العمل بهن.
- روى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أبي صالح عن معاوية بن صالح عن على بن أبي طلحة عن ابن عباس: (المحكمات: ناسخه، وحلاله، وحرامه، وحدوده وفرائضه، وما يؤمن به ويعمل به = قال: (وأخر متشابهات)، والمتشابهات: منسوخه، ومقدمه ومؤخره، وأمثاله وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به). واللفظ لابن جرير.
- وروي نحوه عن عكرمة ومجاهد قتادة والضحاك ومقاتل بن حيّان والربيع بن أنس والسدي. ذكره ابن أبي حاتم.

- وروى ابن جرير بنحوه عن ابن عباس من طريق العوفي، قال: (فالمحكمات التي هي أم الكتاب: الناسخ الذي يدان به ويعمل به. والمتشابهات، هن المنسوخات التي لا يدان بهن.).
- وروى ابن جرير عن موسى عن عمرو عن أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

- وروى ابن جرير عن قتادة من طريق بشر عن عن يزيد عن سعيد عن قتادة قال: ((المحكمات): الناسخ الذي يعمل به، ما أحلّ الله فيه حلاله وحرّم فيه حرامه = وأما"المتشابهات": فالمنسوخ الذي لا يُعمل به ويُؤمن به.)
وكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بنحوه.
- وروى ابن جرير عن المثنى عن إسحاق عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع، بنحوه.
- وروى ابن جرير عن الضحاك من طريقين عن جويبر عن الضحاك أن المحكمات الناسخ والمتشابهات المنسوخ، وكذا رواه ابن جرير عن الضحاك من طريقين عن سلمة بن نبيط عن الضحاك بنحوه.
- وروى ابن جرير عن الحسين بن الفرج عن أبي معاذ عن عبيد بن سليمان عن الضحاك بنحوه.

- المروي في تعيين الآيات المحكمات:
- وهو من قبيل المثال على المحكمات ولا يراد به حصرها في تلك الآيات.
- روى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق هشيم عن العوام بن حوشب عمن حدثه عن ابن عباس في قوله: (منه آيات محكمات)، قال: (هن الثلاث آيات من ههنا: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) إلى ثلاث آيات، و التي في بني إسرائيل- الإسراء- (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) إلى آخر الآيات).
- والإسناد فيه راو مجهول.
- وروي عن سعيد بن جبير نحوه، ذكره ابن أبي حاتم.
- روى ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي غسان عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن عبد الله بن فلان عن ابن عباس.
- والإسناد فيه (عبد الله بن فلان) مجهول.

2. أن المحكمات ما أحكم الله فيها بيان حلاله وحرامه، والمتشابهات ما أشبه بعضه بعضا في المعاني وإن اختلفت ألفاظه.
- روى ابن جرير عن محمد بن عمرو عن أبي عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: (منه آيات محكمات) ما فيه من الحلال والحرام، وما سوى ذلك فهو(متشابه)، يصدق بعضه بعضا = وهو مثل قوله: (وما يضل به إلا الفاسقين) ، ومثل قوله:(كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) ، ومثل قوله: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم).
- وروى ابن جرير من طريق المثنى عن أبي حذيفة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بمثله.

- وروى ابن أبي حاتم عن محمد بن عبد الرحمن الهروي عن أبي داود عن سفيان عن ابن جريج عن مجاهد، قال: - المتشابهات -(بعضه يصدق بعضا)، وهذا الأخير قال ابن كثير عنه : (إنّما هو في تفسير قوله:(كتابًا متشابهًا مثاني) هناك ذكروا: أنّ المتشابه هو الكلام الّذي يكون في سياقٍ واحدٍ، والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين كصفة الجنّة وصفة النّار، وذكر حال الأبرار ثمّ حال الفجّار، ونحو ذلك فأمّا هاهنا فالمتشابه هو الّذي يقابل المحكم) ا.هــ.

- وروى ابن أبي حاتم عن أبيه عن عمرو بن نافع أبي الحجر عن سليمان بن عامر عن الربيع قال في الآيات المحكمات: (هى الآمرة الزاجرة).

3. المحكم ما لم يحتمل من التّأويل غير وجهٍ واحدٍ؛ والمتشابه منه: ما احتمل من التّأويل أوجهًا.
- روى ابن جرير عن ابن حميد عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: (فيهنّ حجّة الرّبّ وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لها تصريفٌ ولا تحريفٌ عمّا وضعت عليه، وأخر متشبهتٌ في الصّدق لهنّ تصريفٌ وتحريفٌ وتأويلٌ ابتلى اللّه فيهنّ العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام، لا يصرفن إلى الباطل ولا يحرّفن عن الحقّ).
- وبنحوه روى ابن أبي حاتم عن محمد بن يحيى عن أبي غسان عن ابن إسحاق.
- واستحسنه ابن كثير وابن عطية، قال ابن كثير: (وأحسن ما قيل فيه الّذي قدّمناه، وهو الّذي نصّ عليه محمّد بن إسحاق بن يسارٍ) ا.هــ.
- وهذا القول يدخل تحت القول بأن المحكمات هن آيات الحلال والحرام، وكذلك الناسخات اللاتي يعمل بهن.

4. المحكم ما أحكم اللّه فيه من آي القرآن وقصص الأمم ورسلهم ففصّله ببيان ذلك لمحمّدٍ وأمّته، والمتشابه هو ما اشتبهت الألفاظ به من قصصهم عند التّكرير في السّور بقصّه باتّفاق الألفاظ واختلاف المعاني، وبقصّه باختلاف الألفاظ واتّفاق المعاني.
- ومعنى هذا رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد.
- وبالنظر لمعنى الإحكام، فيمكن أن تعد القصص بما اشتملت عليه من حلال وحرام ووعد ووعيد قطعية الدلالة، لكن حصر الآيات المحكمات في القصص لا يستقيم، ولو قلنا بأنها كمثال للمحكم بهذا الاعتبار لصح والله أعلم.
- أما المتشابه في القصص فهو مثل ما روي عن ابن زيد: (والمتشابهُ ذكر موسى في أمكنة كثيرة، وهو متشابه، وهو كله معنى واحد. ومتشابه: (فاسلك فيها) (فاحمل فيها)، (اسلك يدك) (أدخل يدك)، (حية تسعى) (ثعبان مبين).

ولأن القرآن ليس كتابا تاريخيا يسرد الأحداث أو الوقائع سردا دون اعتبار لمقاصد السورة، فهو يركز على الأحداث الأبرز التي تعتبر محاور أساسية في تزكية النفس والإصلاح، مع مراعاة فواصل الآيات، فكان ذكر الخبر على أحسن ما يكون في كل موضع من لفظ ومعنى.

5. المحكم ما عرف العلماء تأويله، وفهموا معناه وتفسيره؛ والمتشابه: ما لم يكن لأحدٍ إلى علمه سبيلٌ ممّا استأثر اللّه بعلمه دون خلقه.
- ذكر ابن جرير ما استأثر الله بعلمه، فذكر الغيوب مثل وقت خروج عيسى ابن مريم، ووقت طلوع الشمس من مغربها ، وقيام الساعة، فالبعض عد ذلك من المتشابهات، وقال آخرون ن المتشابه هو الحروف المقطعة في أوائل السور، فهن متشابهات في الألفاظ وموافقات حروف حسب الجمل.
- وفي تأويل الحروف المقطعة قال: (وكان قومٌ من اليهود على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم طمعوا أن يدركوا من قبلها معرفة مدّة الإسلام وأهله، ويعلموا نهاية أكل محمّدٍ وأمّته، فأكذب اللّه أحدوثتهم بذلك، وأعلمهم أنّ ما ابتغوا علمه من ذلك من قبل هذه الحروف المتشابهة لا يدركونه ولا من قبل غيرها، وأنّ ذلك لا يعلمه إلاّ اللّه، وهذا قولٌ ذكر عن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ أنّ هذه الآية نزلت فيه، وقد ذكرنا الرّواية بذلك عنه وعن غيره ممّن قال نحو مقالته في تأويل ذلك في تفسير قوله: (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه)). ا.هـــ.
- قال ابن جرير عن قول جابر المذكور هو أشبه بتأويل الآية، وغير جائز أن يكون في القرآن ما لا حاجة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إليه، ولا يكون لهم إلى علم تأويله، وأن ما استأثر الله بعلمه فإنه لا فائدة من الإخبار به ولا يُبنى عليه عمل ديني أو دنيوي.
- وقال ابن عطية: (أما الغيوب التي تأتي فهي من المحكمات، لأن ما يعلم البشر منها محدود وما لا يعلمونه وهو تحديد الوقت محدود أيضا، وأما أوائل السور فمن المتشابه لأنها معرضة للتأويلات ولذلك اتبعته اليهود وأرادوا أن يفهموا منه مدة أمة محمد عليه السلام، وفي بعض هذه العبارات التي ذكرنا للعلماء اعتراضات، وذلك أن التشابه الذي في هذه الآية مقيد بأنه مما لأهل الزيغ به تعلق، وفي بعض عبارات المفسرين تشابه لا يقتضي لأهل الزيغ تعلقا.) ا.هـــ.

- وروى ابن أبي حاتم عن أبيه عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد عن أبي فاختة ويحيى ابن يعمر أنها تراجعا قول الله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب) فقال: أبو فاختة: (فواتح السّور) وقال يحيى: (الفرائض والأمر والنّهي والحلال.)
- روى ابن جرير عن عمران بن موسى عن عبد الوارث بن سعيد عن إسحاق بن سويد عن أبي فاختة قال:
(منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب) قال: أمّ الكتاب فواتح السّور منها يستخرج القرآن (الم ذلك الكتاب) منها استخرجت البقرة، و(الم اللّه لا إله إلاّ هو) منها استخرجت آل عمران).
- قال ابن عطية: (وهذا قول متداع للسقوط مضطرب لم ينظر قائله أول الآية وآخرها ومقصدها وإنما معنى الآية الإنحاء على أهل الزيغ والإشارة بذلك أولا إلى نصارى نجران وإلى اليهود الذين كانوا معاصرين لمحمد عليه السلام فإنهم كانوا يعترضون معاني القرآن، ثم تعم بعد ذلك كل زائغ)ا.هـــ.

- واعلم أن الذين يتبعون ما تشابه منه في ضلال بعيد، وقيل هم أهل الكتاب الذين يعترضون القرآن محاولين إبطاله، وقيل الخوارج، وقيل أهل الشك، وكل من كان في قلبه زيغ وكل من قصد المتشابه المحتملة ألفاظه لأكثر من معنى، فتخير ما يخدم أغراضه وأهواءه واتبعه دون أن يرده للمحكم فيصدق عليه كونه في ضلال، وإن ظهر استشهاده بالقرآن ليلبس على العامة.
- أما الذين آمنوا فيؤمنون بالكتاب كله، محكمه الذي هو أصل الكتاب وجِماعه، ويؤمنون بمتشابهه علموا معناه أم لم يعلموا، فيردوه إلى المحكم ليفهموا تأويله ويعلمون أنه كل منزل من الله عز وجل.

- فالذي ذُكر كان تفصيلا لكون بعض آيات القرآن محكمات، وبعضها متشابهات، وهذا ما جاء في الآية الكريمة، وإذا نظرنا إلى القرآن كله فهو محكم باعتبار بلاغته وبيانه واشتماله على الحكمة، وأحسن المعاني وأكمل الهدايات للقلوب والأعمال، كل آياته تتفق ولا تختلف وتتآلف ولا تتعارض، وكذلك فكله متشابه باعتبار الحسن والكمال في الألفاظ والمعاني واستعمال الدلالات والأساليب، لا تجد لفظا إلا وهو الأنسب في مكانه، بما تضمن من معان ودلالات.

والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ربيع الأول 1443هـ/9-10-2021م, 02:45 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس القسم الأول من سورة آل عمران

قال الله تعالى:(هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا اللّه والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلا أولو الألباب)

المراد بالآيات المحكمات والمتشابهات:
- قال الله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)، قال ابن جرير في (المحكمات): (فإنهن اللواتي قد أحكمن بالبيان والتفصيل، وأثبتت حججهن وأدلتهن على ما جعلن أدلة عليه من حلال وحرام، ووعد ووعيد، وثواب وعقاب، وأمر وزجر، وخبر ومثل، وعظة وعبر، وما أشبه ذلك.) ا.هــ.
- وقال ابن كثير في معنى محكمات: أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس، ومعنى أم الكتاب: أي أصل الكتاب الذي يرجع إليه عند الاشتباه.

- قال ابن عاشور: (واستعمل الإحكام في الإتقان والتوثيق؛ لأن ذلك يمنع تطرق ما يضاد المقصود) ا.هــ.
- وقال: (وأطلق المحكم في هذه الآية على واضح الدلالة على سبيل الاستعارة؛ لأن في وضوح الدلالة منعا لتطرق الاحتمالات الموجبة للتردد في المراد.) ا.هــ.

- وهذا الذي ذكره ابن عاشور من استعمال الإحكام في وصف الآيات إذا ضممناه إلى تعريف ابن جرير، تكاملت لدينا صورة الآيات المحكمات، فأصول الدين وعماده، والفرائض والحدود، وغير ذلك من أصول في القرآن التي يُعمل بها هى من الآيات المحكمات التي يحتاج إليها العباد في معاشهم ومعادهم.
- وقال ابن جرير في تسميتهن بأم الكتاب: (لأنهن معظم الكتاب، وموضع مَفزَع أهله عند الحاجة إليه) ا.هــ.
وعن سعيد بن جبير: (لأنهن مكتوبات في جميع الكتب)، وقال مقاتل: لأنه ليس من أهل دين إلا يرضى بهن). ذكره ابن كثير.

- وأما المراد بالمتشابهات في قوله تعالى: (وأخر متشابهات)، أي: آيات متماثلات، والتمثال قد يكون في وجوه عدة، والمتشابه يطلق على خفاء الدلالة على المعنى. كما ذكر ابن عاشور.
- وقال ابن جرير: (متشابهات في التلاوة، مختلفات في المعنى). ا.هــ.
- وقال ابن كثير في معنى المتشابهات أن فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فدلالتها من حيث اللفظ والتركيب محتملة لعدة وجوه، ومن هذه الوجوه المحكم وما تضمنه من معنى، وهو الأصل في فهم المتشابه.
- وقال ابن عطية: (والمتشابهات هي التي فيها نظر وتحتاج إلى تأويل ويظهر فيها ببادئ النظر إما تعارض مع أخرى أو مع العقل، إلى غير ذلك من أنواع التشابه، فهذا الشبه الذي من أجله توصف ب متشابهاتٌ) ا.هــ.

- الأصل في فهم الآيات المتشابهات:
- وفق ما ذكر من تعاريف، فالأصل في فهم الآيات المتشابهات، هو رد المتشابه إلى المحكم، فما اشتبه من الآيات يرد إلى الواضح البين من الآيات المحكمات البينات ليُعلم معناها، ويتيسر فهمها على مراد الله، ففهم المتشابه لا يكون إلا في ضوء المحكم البيّن.

- أقوال السلف في المحكم والمتشابه:
1. أن المحكمات هن الآيات الناسخات المثبتات للأحكام، والمتشابهات المنسوخات المتروك العمل بهن.
- روى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أبي صالح عن معاوية بن صالح عن على بن أبي طلحة عن ابن عباس: (المحكمات: ناسخه، وحلاله، وحرامه، وحدوده وفرائضه، وما يؤمن به ويعمل به = قال: (وأخر متشابهات)، والمتشابهات: منسوخه، ومقدمه ومؤخره، وأمثاله وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به). واللفظ لابن جرير.
- وروي نحوه عن عكرمة ومجاهد قتادة والضحاك ومقاتل بن حيّان والربيع بن أنس والسدي. ذكره ابن أبي حاتم.

- وروى ابن جرير بنحوه عن ابن عباس من طريق العوفي، قال: (فالمحكمات التي هي أم الكتاب: الناسخ الذي يدان به ويعمل به. والمتشابهات، هن المنسوخات التي لا يدان بهن.).
- وروى ابن جرير عن موسى عن عمرو عن أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

- وروى ابن جرير عن قتادة من طريق بشر عن عن يزيد عن سعيد عن قتادة قال: ((المحكمات): الناسخ الذي يعمل به، ما أحلّ الله فيه حلاله وحرّم فيه حرامه = وأما"المتشابهات": فالمنسوخ الذي لا يُعمل به ويُؤمن به.)
وكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بنحوه.
- وروى ابن جرير عن المثنى عن إسحاق عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع، بنحوه.
- وروى ابن جرير عن الضحاك من طريقين عن جويبر عن الضحاك أن المحكمات الناسخ والمتشابهات المنسوخ، وكذا رواه ابن جرير عن الضحاك من طريقين عن سلمة بن نبيط عن الضحاك بنحوه.
- وروى ابن جرير عن الحسين بن الفرج عن أبي معاذ عن عبيد بن سليمان عن الضحاك بنحوه.

- المروي في تعيين الآيات المحكمات:
- وهو من قبيل المثال على المحكمات ولا يراد به حصرها في تلك الآيات.
- روى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق هشيم عن العوام بن حوشب عمن حدثه عن ابن عباس في قوله: (منه آيات محكمات)، قال: (هن الثلاث آيات من ههنا: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) إلى ثلاث آيات، و التي في بني إسرائيل- الإسراء- (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) إلى آخر الآيات).
- والإسناد فيه راو مجهول.
- وروي عن سعيد بن جبير نحوه، ذكره ابن أبي حاتم.
- روى ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي غسان عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن عبد الله بن فلان عن ابن عباس.
- والإسناد فيه (عبد الله بن فلان) مجهول.

2. أن المحكمات ما أحكم الله فيها بيان حلاله وحرامه، والمتشابهات ما أشبه بعضه بعضا في المعاني وإن اختلفت ألفاظه.
- روى ابن جرير عن محمد بن عمرو عن أبي عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: (منه آيات محكمات) ما فيه من الحلال والحرام، وما سوى ذلك فهو(متشابه)، يصدق بعضه بعضا = وهو مثل قوله: (وما يضل به إلا الفاسقين) ، ومثل قوله:(كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) ، ومثل قوله: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم).
- وروى ابن جرير من طريق المثنى عن أبي حذيفة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بمثله.

- وروى ابن أبي حاتم عن محمد بن عبد الرحمن الهروي عن أبي داود عن سفيان عن ابن جريج عن مجاهد، قال: - المتشابهات -(بعضه يصدق بعضا)، وهذا الأخير قال ابن كثير عنه : (إنّما هو في تفسير قوله:(كتابًا متشابهًا مثاني) هناك ذكروا: أنّ المتشابه هو الكلام الّذي يكون في سياقٍ واحدٍ، والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين كصفة الجنّة وصفة النّار، وذكر حال الأبرار ثمّ حال الفجّار، ونحو ذلك فأمّا هاهنا فالمتشابه هو الّذي يقابل المحكم) ا.هــ.

- وروى ابن أبي حاتم عن أبيه عن عمرو بن نافع أبي الحجر عن سليمان بن عامر عن الربيع قال في الآيات المحكمات: (هى الآمرة الزاجرة).

3. المحكم ما لم يحتمل من التّأويل غير وجهٍ واحدٍ؛ والمتشابه منه: ما احتمل من التّأويل أوجهًا.
- روى ابن جرير عن ابن حميد عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: (فيهنّ حجّة الرّبّ وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لها تصريفٌ ولا تحريفٌ عمّا وضعت عليه، وأخر متشبهتٌ في الصّدق لهنّ تصريفٌ وتحريفٌ وتأويلٌ ابتلى اللّه فيهنّ العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام، لا يصرفن إلى الباطل ولا يحرّفن عن الحقّ).
- وبنحوه روى ابن أبي حاتم عن محمد بن يحيى عن أبي غسان عن ابن إسحاق.
- واستحسنه ابن كثير وابن عطية، قال ابن كثير: (وأحسن ما قيل فيه الّذي قدّمناه، وهو الّذي نصّ عليه محمّد بن إسحاق بن يسارٍ) ا.هــ.
- وهذا القول يدخل تحت القول بأن المحكمات هن آيات الحلال والحرام، وكذلك الناسخات اللاتي يعمل بهن.

4. المحكم ما أحكم اللّه فيه من آي القرآن وقصص الأمم ورسلهم ففصّله ببيان ذلك لمحمّدٍ وأمّته، والمتشابه هو ما اشتبهت الألفاظ به من قصصهم عند التّكرير في السّور بقصّه باتّفاق الألفاظ واختلاف المعاني، وبقصّه باختلاف الألفاظ واتّفاق المعاني.
- ومعنى هذا رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد.
- وبالنظر لمعنى الإحكام، فيمكن أن تعد القصص بما اشتملت عليه من حلال وحرام ووعد ووعيد قطعية الدلالة، لكن حصر الآيات المحكمات في القصص لا يستقيم، ولو قلنا بأنها كمثال للمحكم بهذا الاعتبار لصح والله أعلم.
- أما المتشابه في القصص فهو مثل ما روي عن ابن زيد: (والمتشابهُ ذكر موسى في أمكنة كثيرة، وهو متشابه، وهو كله معنى واحد. ومتشابه: (فاسلك فيها) (فاحمل فيها)، (اسلك يدك) (أدخل يدك)، (حية تسعى) (ثعبان مبين).

ولأن القرآن ليس كتابا تاريخيا يسرد الأحداث أو الوقائع سردا دون اعتبار لمقاصد السورة، فهو يركز على الأحداث الأبرز التي تعتبر محاور أساسية في تزكية النفس والإصلاح، مع مراعاة فواصل الآيات، فكان ذكر الخبر على أحسن ما يكون في كل موضع من لفظ ومعنى.

5. المحكم ما عرف العلماء تأويله، وفهموا معناه وتفسيره؛ والمتشابه: ما لم يكن لأحدٍ إلى علمه سبيلٌ ممّا استأثر اللّه بعلمه دون خلقه.
- ذكر ابن جرير ما استأثر الله بعلمه، فذكر الغيوب مثل وقت خروج عيسى ابن مريم، ووقت طلوع الشمس من مغربها ، وقيام الساعة، فالبعض عد ذلك من المتشابهات، وقال آخرون ن المتشابه هو الحروف المقطعة في أوائل السور، فهن متشابهات في الألفاظ وموافقات حروف حسب الجمل.
- وفي تأويل الحروف المقطعة قال: (وكان قومٌ من اليهود على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم طمعوا أن يدركوا من قبلها معرفة مدّة الإسلام وأهله، ويعلموا نهاية أكل محمّدٍ وأمّته، فأكذب اللّه أحدوثتهم بذلك، وأعلمهم أنّ ما ابتغوا علمه من ذلك من قبل هذه الحروف المتشابهة لا يدركونه ولا من قبل غيرها، وأنّ ذلك لا يعلمه إلاّ اللّه، وهذا قولٌ ذكر عن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ أنّ هذه الآية نزلت فيه، وقد ذكرنا الرّواية بذلك عنه وعن غيره ممّن قال نحو مقالته في تأويل ذلك في تفسير قوله: (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه)). ا.هـــ.
- قال ابن جرير عن قول جابر المذكور هو أشبه بتأويل الآية، وغير جائز أن يكون في القرآن ما لا حاجة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إليه، ولا يكون لهم إلى علم تأويله، وأن ما استأثر الله بعلمه فإنه لا فائدة من الإخبار به ولا يُبنى عليه عمل ديني أو دنيوي.
- وقال ابن عطية: (أما الغيوب التي تأتي فهي من المحكمات، لأن ما يعلم البشر منها محدود وما لا يعلمونه وهو تحديد الوقت محدود أيضا، وأما أوائل السور فمن المتشابه لأنها معرضة للتأويلات ولذلك اتبعته اليهود وأرادوا أن يفهموا منه مدة أمة محمد عليه السلام، وفي بعض هذه العبارات التي ذكرنا للعلماء اعتراضات، وذلك أن التشابه الذي في هذه الآية مقيد بأنه مما لأهل الزيغ به تعلق، وفي بعض عبارات المفسرين تشابه لا يقتضي لأهل الزيغ تعلقا.) ا.هـــ.

- وروى ابن أبي حاتم عن أبيه عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد عن أبي فاختة ويحيى ابن يعمر أنها تراجعا قول الله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب) فقال: أبو فاختة: (فواتح السّور) وقال يحيى: (الفرائض والأمر والنّهي والحلال.)
- روى ابن جرير عن عمران بن موسى عن عبد الوارث بن سعيد عن إسحاق بن سويد عن أبي فاختة قال:
(منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب) قال: أمّ الكتاب فواتح السّور منها يستخرج القرآن (الم ذلك الكتاب) منها استخرجت البقرة، و(الم اللّه لا إله إلاّ هو) منها استخرجت آل عمران).
- قال ابن عطية: (وهذا قول متداع للسقوط مضطرب لم ينظر قائله أول الآية وآخرها ومقصدها وإنما معنى الآية الإنحاء على أهل الزيغ والإشارة بذلك أولا إلى نصارى نجران وإلى اليهود الذين كانوا معاصرين لمحمد عليه السلام فإنهم كانوا يعترضون معاني القرآن، ثم تعم بعد ذلك كل زائغ)ا.هـــ.

- واعلم أن الذين يتبعون ما تشابه منه في ضلال بعيد، وقيل هم أهل الكتاب الذين يعترضون القرآن محاولين إبطاله، وقيل الخوارج، وقيل أهل الشك، وكل من كان في قلبه زيغ وكل من قصد المتشابه المحتملة ألفاظه لأكثر من معنى، فتخير ما يخدم أغراضه وأهواءه واتبعه دون أن يرده للمحكم فيصدق عليه كونه في ضلال، وإن ظهر استشهاده بالقرآن ليلبس على العامة.
- أما الذين آمنوا فيؤمنون بالكتاب كله، محكمه الذي هو أصل الكتاب وجِماعه، ويؤمنون بمتشابهه علموا معناه أم لم يعلموا، فيردوه إلى المحكم ليفهموا تأويله ويعلمون أنه كل منزل من الله عز وجل.

- فالذي ذُكر كان تفصيلا لكون بعض آيات القرآن محكمات، وبعضها متشابهات، وهذا ما جاء في الآية الكريمة، وإذا نظرنا إلى القرآن كله فهو محكم باعتبار بلاغته وبيانه واشتماله على الحكمة، وأحسن المعاني وأكمل الهدايات للقلوب والأعمال، كل آياته تتفق ولا تختلف وتتآلف ولا تتعارض، وكذلك فكله متشابه باعتبار الحسن والكمال في الألفاظ والمعاني واستعمال الدلالات والأساليب، لا تجد لفظا إلا وهو الأنسب في مكانه، بما تضمن من معان ودلالات.

والحمد لله رب العالمين.
نفع الله بك
د+
وإليك بعض الملاحظات:
- قراءة التنبيهات الخاصة بالمجلس قبل الشروع في الحل.
- لم تذكري المصادر.
- فاتك توجيه الأقوال.
- فاتك بيان المعنى اللغوي للمحكم والمتشابه.
- الاهتمام بأقوال السلف من المفسرين وغيرهم, مما كانت لهم عناية واضحة في نقل المأثور.
- المتشابه ينقسم إلى قسمين: متشابه كلي ومتشابه نسبي, فلو تبين هذا التقسيم؛ زاد لديك تصور المسألة المتكلم عنها.
- معرفة معنى (التأويل) في عرف السلف لا المتكلمة؛ تكشف بعض ما قد يخفى من المسائل المتعلقة بالمحكم والمتشابه.
- الرجوع إلى كتب العقيدة في مثل هذه المسألة يعطيك تصورا أكمل لها, فعلاقتها بالعقيدة غير منفكة.
- كذلك الرجوع إلى أقوال الأئمة الحفاظ في شرح الأحاديث.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir