دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 رمضان 1441هـ/26-04-2020م, 03:37 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس العشرين: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة السبيل إلى فهم القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة "السبيل إلى فهم القرآن"



أدّ تطبيقا واحداً من تطبيقات كلّ درس من الدروس التالية:

تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
1: معنى الباء في قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الذي خلق}
2: معنى "من" في قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
3: معنى "ألا" في قول الله تعالى: {فقربه إليهم قال ألا تأكلون}
4: معنى "ما" في قول الله تعالى: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}
5: معنى "ما" في قول الله تعالى: {فما أصبرهم على النار}



تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}
(2) قول الله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
(4) قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}
(5) قول الله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)}


تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}
(2) قول الله تعالى: {وبعهد الله أوفوا}
(3) قول الله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قومٍ أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا}
(4) قول الله تعالى: {ودع أذاهم وتوكل على الله}
(5) قول الله تعالى: {فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا}



تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}
(2) قول الله تعالى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
(3) قول الله تعالى: { وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}
(4) قول الله تعالى: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ}
(5) قول الله تعالى: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}



تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)}
(2) قول الله تعالى: { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وقول الله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}
(3) قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72)}
(4) قول الله تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
(5) قول الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}



تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}
(2) قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)}
(3) قول الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)}
(4) قول الله تعالى: { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}
(5) قول الله تعالى: { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}



تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}
(2) قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
(3) قول الله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}
(4) قول الله تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)}
(5) قول الله تعالى: { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)}


تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}
2: قول الله تعالى: { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)}
3: قول الله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)}
4: قول الله تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) }
5: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}



توصية:

يوصَى دارسو هذه الدورة بالاستكثار من التمرن على تطبيق ما درسوه من الدلالات على آيات كثيرة، وأن لا يكتفوا بالتطبيقات المذكورة في المجلس؛ فكثرة المران ترسّخ المعرفة، وتصقل المهارة، وتعين الدارس على توسيع مداركه وتقويم دراسته.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الإثنين القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 رمضان 1441هـ/28-04-2020م, 01:25 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
1: معنى الباء في قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الذي خلق}.

يصدق عليها أن تكون:
-باء زائدة، والمعنى إلقاؤها. وهو ما ذكره ابن قتيبة.
-أنها للابتداء. أي: قل: بسم الله. وقد ذكر ذلك ابن عطية وابن عاشور وأشار إليه القسطلاني, وغير واحد من أهل اللغة والسلف.
-للاستعانة. ذكره ابن عاشور وقرنه بالابتداء.
-للمصاحبة. أي: اقرأما سيوحى إليك مصاحبا قراءتك "اسم ربك", فالمصاحبة مصاحبة فهم, ويكون هذا إثباتا لوحدانية الله بإلهيته, وإبطالا للنداء باسم الأصنام. ذكره ابن عاشور.
-للتبرك.
-بمَعْنَى (عَلَى) كَقَوْلِهِ تَعَالَى: "مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ"، أَيْ عَلَى قِنْطَارٍ. وَالْمَعْنَى: اقْرَأْ عَلَى اسْمِ رَبِّكَ، أَيْ عَلَى إِذْنِهِ. ذكره ابن عاشور.
وكلها معانٍ صحيحة لا تعارض بينها، ودلالة الحرف تحتملها؛ فيصحّ أن يستحضر القارئ هذه المعاني كلها.

بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(4) قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}.

بالإضافة لبدء الآية بحرف التوكيد فإن الله ذكر معيته للمتقين في صيغة الخبر المؤكد.
ووصفهم بالذين "اتقوا" على صورة الفعل, لأن التقوى فعل يتجدد, ويزيد وينقص كما الإيمان, فلعله لذلك جاء بصورة الفعل. بينما "والذين هم محسنون" جاءت "محسنون" بصورة الاسم, لأن الإحسان صفة متحققة في الإنسان, أو هكذا يجب أن تكون, فالمحسن دائما محسن, ولا يليق به أن يسيء يوما ويحسن آخر, بينما التقوى درجات, والمرء يترقى فيها وقد يسقط درجات ثم يعود, والله أعلم.
ويؤكد هذا المعنى ابن عاشور في قوله: "وَأَتَى فِي جَانِبِ الْإِحْسَانِ بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى كَوْنِ الْإِحْسَانِ ثَابِتًا لَهُمْ دَائِمًا مَعَهُمْ، لِأَنَّ الْإِحْسَان فَضِيلَة، فبصاحبه حَاجَةٌ إِلَى رُسُوخِهِ مِنْ نَفسه وتمكّنه".

بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: {وبعهد الله أوفوا}.

الْإِضَافَةُ هُنَا يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ:
- إِضَافَةَ الْمَصْدَرِ إِلَى الْفَاعِلِ، أَيْ مَا عَهِدَ اللَّهُ بِهِ إِلَيْكُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ. ذكره ابن عاشور.
-وَيَصِحُّ أَن تكون إِضَافَة الْمصدر إِلَى مَفْعُولِهِ، أَيْ مَا عَاهَدْتُمُ اللَّهَ أَنْ تَفْعَلُوهُ، وَالْتَزَمْتُمُوهُ وَتَقَلَّدْتُمُوهُ. ذكره ابن عاشور.
-وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ الْإِضَافَةُ لِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ، أَيِ الْعَهْدُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِحِفْظِهِ، وَحَذَّرَ مِنْ خَتْرِهِ. ذكره ابن عاشور.
وأضيف: قد يكون لتعظيم أمر الوفاء بالعهد, لذلك أضافه الله لنفسه.

بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}.

يقيد حذف متعلق الإحسان في قوله "أحسنوا" الإطلاق والشمول, أي أحسنوا في كل المجالات والأعمال بلا قيد.
ويؤيده ما ذكره ابن عاشور في تفسير الآية: "وَفِي حَذْفِ مُتَعَلِّقِ أَحْسِنُوا تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ الْإِحْسَانَ مَطْلُوبٌ فِي كُلِّ حَالٍ. وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».

بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(4) قول الله تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}.

أغراض التقديم والتأخير في الآية في موطنين:
الأول: "واوحى ربك":
قال ابن عاشور: افْتُتِحَتِ الْجُمْلَةُ بِفِعْلِ أَوْحى دُونَ أَنْ تُفْتَتَحَ بِاسْمِ الْجَلَالَةِ مِثْلُ جُمْلَةِ وَاللَّهُ أَنْزَلَ [سُورَة النَّحْل: 65] ، لِمَا فِي أَوْحى مِنَ الْإِيمَاءِ إِلَى إِلْهَامِ تِلْكَ الْحَشَرَةِ الضَّعِيفَةِ تَدْبِيرًا عَجِيبًا وَعَمَلًا مُتْقَنًا وَهَنْدَسَةً فِي الْجِبِلَّةِ.
الثاني: " أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ":
والله أعلم أن سبب البدء بالجبال, ثم العروج إلى الشجر وما يعرشون, هو من باب التنزل والترقي, تحديدا البدء بالأكثر, إذ يغلب على النحل أن يبني بيوته في الجبال, ثم الشجر, ثم مما يعرش الناس.

بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}.

الآية هنا غنية بالجمل المعرفة والمنكرة لأغراض بلاغية متنوعة, فنجد أن "رزق" نكرة, للدلالة على إطلاق هذا الرزق وشموليته وتنوعه, ثم أضافه إلى "ربـ" إضافة عرفت هذا الرزق وخصصته بأنه ليس من أحد سوى هذا الرب, لا من أنفسكم ولا آبائكم ولا آلهتكم التي تعبدون من دون الله, ثم أضاف "ربـ" إلى "ـكم" وفي ذلك نوع من التلطف والتودد, فهذا الرب ربكم الذي تعرفونه وتعرفون كرمه وتودده لكم بالنعم.
ثم لما ذكر البلدة نكرها للتعظيم, ثم وصفها بالـ"طيبة", ونكر "طيبة" للدلالة على إطلاق هذا الطيب وشموله وتنوعه وكثرته, وكذا رب نكره للتعظيم, ثم وصفه بالغفور, ونكر "غفور" ليبين إطلاق مغفرته وسعتها وعظمتها وكثرتها واستمرارها, وأنها لا حد لها, فكل مخطئ مهما عظم خطؤه فله رب غفور.

بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}.

هنا وصل الله "رب الأرض" بالواو وعطفها على "رب السماوات", بينما فصل "رب العالمين", والغرض والله أعلم: أن الله من باب التعظيم والعد ذكر أنه رب السماوات, ثم عطف بأنه كذلك رب الأرض, أما كونه "رب العالمين" فهي نتيجة حتمية لكونه "رب السماوات ورب الأرض" لذا فليست معطوفة عليهما, بل هي بمثابة البدل للأمرين, وجاءت بهذا الأسلوب للتعظيم, والتسلسل في الوصول لهذه الحقيقة العظيمة التي قد ينفيها كثير من الخلق بكفرهم به وعدم تعظيمهم إياه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 رمضان 1441هـ/2-05-2020م, 06:01 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم

مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة السبيل إلى فهم القرآن

تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
5: معنى "ما" في قول الله تعالى: {فما أصبرهم على النار}

قيل في معناها قولان:
=الأول: أنها للاستفهام
ويكون المعنى ما الذي أصبرهم على النار؟
قال ابن الأنباري: قاله عطاء، والسدي، وابن زيد، وأبو بكر بن عياش. انتهى.
وهذا السؤال قد يتوجه إلى الدينا فيكون السؤال عن الشيء الذي أصبرهم على عمل مآله في الآخرة دخول النار وهذا قول عكرمة والربيع ذكره عنهما في زاد المسير في علم التفسير.

=الثاني: أنها للتعجب
قال الطبري: "مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ- مِنْهُمِ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ- أَنَّ" مَا" مَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ، وَهُوَ مَرْدُودٌ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ، كَأَنَّهُ قَالَ: اعْجَبُوا مِنْ صَبْرِهِمْ عَلَى النَّارِ وَمُكْثِهِمْ فِيهَا." انتهى.
وهذا القول يتوجه إلى الآخرة فيكون المعنى ما أصبرهم على عذابها.
وقيل أنه تعبير في لغة اليمن معناه "فما أجرأهم" وعليه يكون التأويل متوجه إلى الدنيا أي فما أجرأهم على عمل يؤدي إلى النار وهذا قال به الربيع وابن جبير وقتادة والحسن.
وهذا المعنى يظهر معنى بديع في القرآن الكريم ذكره صاحب التحرير والتنوير فقال:
(وَلَمَّا كَانَ شَأْنُ التَّعْجِيبِ أَنْ يَكُونَ نَاشِئًا عَنْ مُشَاهَدَةِ صَبْرِهِمْ عَلَى الْعَذَابِ وَهَذَا الصَّبْرُ غَيْرُ حَاصِلٍ فِي وَقْتِ نُزُولِ هَاتِهِ الْآيَةِ بَنَى التَّعْجِيبَ عَلَى تَنْزِيلِ غَيْرِ الْوَاقِعِ مَنْزِلَةَ الْوَاقِعِ لِشِدَّةِ اسْتِحْضَارِ السَّامِعِ إِيَّاهُ بِمَا وُصِفَ بِهِ مِنَ الصِّفَاتِ الْمَاضِيَةِ، وَهَذَا مِنْ طُرُقِ جَعْلِ الْمُحَقَّقِ الْحُصُولِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ بِمَنْزِلَةِ الْحَاصِلِ) انتهى.

=وقيل أنها للتوبيخ.
قاله ابن عباس والسدي وعطاء وأبو عبيدة معمر بن المثنى وذكره عنهم الطبري في تفسيره.
والمعنى أي شيء صبرهم على عمل أهل النار؟!.

=وقيل إنها على وجه الاستهانة والاستخفاف بأمرهم
ذكره الطبري .
وهو قريب من القول السابق.


تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}

= الجملة الفعلية في قوله "وجاء إخوة يوسف"
جاءت الجملة الفعلية لتفيد تكرر الفعل وتجدده، وهذا ما وقع بالفعل فإنهم جاءوه في هذه المرة ثم إنهم رجعوا إلى أبيهم ليأتوا بأخيهم، ثم جاءوا إلى يوسف عليه السلام مرة ثانية، ثم رجعوا دون أخيهم، ثم جاءوا مرة ثالثة مع أبيهم.
=الجملة الفعلية في قوله تعالى "فدخلوا عليه"
تفيد تكرر الدخول على يوسف عليه السلام ، فقد تكرر الدخول عليه منهم فقد أتوه في السنة الثانية من القحط ثم رجعوا ثم أتوه مرة أخرى، ثم مرة أخرى.
وقيل إن هذا يدل على أن يوسف عليه السلام كان يتابع توزيع الميرة بنفسه لأنها قوت أمة، فيتابع بنفسه التوزيع ويتكرر الدخول عليه فيدخل في هذا عموم الناس ومنهم إخوته.
=الجملة الفعلية في قوله تعالى "فعرفهم"
فدلت على إن يوسف عليه السلام لما دخلوا عليه تعرف عليهم عند رؤيتهم دون تأمل وبحث، وهذا منقول عن ابن عباس وذكره ابن الجوزي في زاد المسير.
=الجملة الإسمية في قوله تعالى: "وهم له منكرون".
تفيد الثبات والتحقق، وتدل على أن عدم معرفتهم له أمر ثابت متمكن منهم
قال ابن الجوزي في زاد المسير:
وفي علَّة كونهم لم يعرفوه قولان:
-أحدهما: أنهم جاءوه مقدِّرين أنه ملك كافر، فلم يتأملوا منه ما يزول به عنهم الشك.
-والثاني: أنهم عاينوا من زِيِّه وحليته ما كان سبباً لإِنكارهم. وقد روى أبو صالح عن ابن عباس أنه كان لابسا ثياب حرير، وفي عنقه طوق من ذهب.]


تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}

الإضافة في قوله تعالى "مقام ربه" قيل فيه قولان:
=أحدهما: أنها من باب الإضافة إلى المفعول
وعلى هذا القول فإن المقام هنا متعلق بالخائف فهو يبين حاله، وإضافته إلى ربه تشبه إضافة المصدر إلى المفعول،
ويكون معنى الآية: أي من خاف مقامه من ربه فله جنتان.
وذكر هذا الوجه القرطبي وابن عاشور.
=وثانيهما: أنها من باب الإضافة إلى الفاعل.
فالمقام يكون متعلق بالله سبحانه وتعالى ويكون بمعنى الشأن والعظمة، وقيل يكون بالاطلاع عليه والمراقبة له
والمعنى من خاف من اطلاع الله عليه فله جنتان.
-وقد ذكر هذا الوجه للإضافة ابن عاشور في تفسيره، والقرطبي وقال:
(وَقِيلَ: خَافَ قِيَامَ رَبِّهِ عَلَيْهِ أَيْ إِشْرَافَهُ وَاطِّلَاعَهُ عَلَيْهِ، بَيَانُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ). وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: هُوَ الرَّجُلُ يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ فَيَذْكُرُ اللَّهَ فَيَدَعُهَا مِنْ خَوْفِهِ.) انتهى.
-وقال أبو الفرج ابن الجوزي في زاد المسير:
(قوله عزّ وجلّ: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فيه قولان: أحدهما: قيامه بين يدي الله عزّ وجلّ يوم الجزاء. والثاني: قيام الله على عبده بإحصاء ما اكتسبه).


تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}

=وقع حذف لمتعلق الإحسان في قوله تعالى "واحسنوا"
وهذا يفيد عموم وجوه الإحسان فيدخل فيه الإحسان بالقول أو بالفعل أو بغيرهما من وجوه الإحسان الكثيرة.
ولذلك ورد في بيان المتعلق أقوال ذكر ابن الجوزي في زاد المسير ثلاثة منها فقال:
(قوله تعالى: وَأَحْسِنُوا، فيه ثلاثة أقوال:
-أحدها: أن معناه: أحسنوا الإنفاق، وهو قول أصحاب القول الأول. [عنى بهم من قال إن الإنفاق المتقدم في الآية هو الانفاق في سبيل الله]
-والثاني: أحسنوا الظن بالله، قاله عكرمة، وسفيان، وهو يخرّج على قول من قال: التهلكة: القنوط.
-والثالث: أن معناه: أدوا الفرائض، رواه سفيان عن أبي إسحاق)
=ووقع حذف لمتعلق الإحسان مرة ثانية في قوله تعالى "يحب المحسنين"
وهذا يفيد المدح لهم فلم يحدد لهم شيء أحسنوا فيه.
وقد يفيد الإيجاز لظهور متعلقه بما سبقه وهو أنهم "أحسنوا".
ويؤيده ما قاله ابن عاشور عند هذا الموضع حيث قال: (وَفِي الْأَمْرِ بِالْإِحْسَانِ بَعْدَ ذِكْرِ الْأَمْرِ بِالِاعْتِدَاءِ عَلَى الْمُعْتَدِي وَالْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْإِلْقَاءِ بِالْيَدِ إِلَى التَّهْلُكَةِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ كُلَّ هَاتِهِ الْأَحْوَالِ يُلَابِسُهَا الْإِحْسَانُ وَيَحُفُّ بِهَا) ثم شرع يبين الاحسان في حال الانفاق وفي حال الجهاد وفي حال الانتصار وفي حال التعامل مع الأسير وغيرها.


تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وقول الله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}


التقديم يفيد العناية والاهتمام بما تم تقديمه وكذلك قد يقال في التأخير ثم بعد ذلك يحسن البيان للسبب الداعي للتقديم أو التأخير في هذا الموضع وسنحاول بيانه:
=ففي الآية الأولى قدم الضر على النفع، وهذا لأن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح فهذا هو الأصل فقدم، وأيضا الواقع يوضح أن من يشركون بالله كالنصارى مرادهم الأعظم دفع الضر والخوف ولحوقه بهم إن عادوا هذه الآلهة الباطلة.
والخطاب كان لنصارى نجران في الإنكار عليهم عبادة عيسى عليه السلام فكيف تعبدونه وهو لا يملك دفع الضر عنكم وأيضا لا يملك جلب النفع لكم بل كل ذلك بيد الله السميع العليم ومن كان سميعا عليما فهو القادر على دفع الضر أو جلب النفع ويكون هو سبحانه المستحق لإفراده بالعبادة.
-وقيل لأن دفع الضر أهون من استطاعة النفع، فيكون ذكر النفع بعده ارتقاءً للأعلى، فمن لا يملك الأدنى فلن يملك الأعلى من باب أولى.
-وقيل قدم لأن عذر خوف الضرر أقوى من عذر الرغبة في النفع، فوقع التقديم ليقطع العذر الأقوى ومن باب أولى ينقطع ما دونه ما دونه من الأعذار كمن يريد النفع.
-قال مقاتل: قل لنصارى نجران: أتعبدون من دون الله، يعني عيسى ما لا يملك لكم ضراً في الدنيا، ولا نفعاً في الآخرة. ذكره ابن الجوزي في زاد المسير:
-وقال الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير:
(وَقَدَّمَ الضَّرَّ عَلَى النَّفْعِ لِأَنَّ النُّفُوسَ أَشَدُّ تَطَلُّعًا إِلَى دَفْعِهِ مِنْ تَطَلُّعِهَا إِلَى جَلْبِ النَّفْعِ، فَكَانَ أَعْظَمُ مَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ أَنْ يَسْتَدْفِعُوا بِهَا الْأَضْرَارَ بِالنَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَبِتَجَنُّبِهَا إِلْحَاقَ الْإِضْرَارِ بِعَابِدِيهَا.)

= وأما قوله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}
فوقع تقديم النفع على الضر
لأن الكلام في الآية على الدعاء، والدعاء يكون غالبا لجلب النفع فجاء الأمر بأن يقولوا لهم أنها لا تنفعنا بوجه من وجوه النفع، فلماذا تريدون منا أن ندعوهم؟!
ثم زادوا في التعجب فنفوا خشيتهم من ضر هذه الآلهة بأي وجه، مع أننا نعاديها وندعو الناس إلى تركها وعبادة غيرها وهو الله سبحانه وتعالى.
هذا المعنى هو الذي وجدته في كتب التفسير التي بحثت فيها
-وقد يقال إن المشركين لما دعوا المسلمين لعبادة أصنامهم ذكروا لهم منافع أصنامهم، فناسب أن يكون الرد بنفي النفع من عبادتهم ثم أتبعوه بنفي الضر منهم إن لم يعبدوهم.


تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(5) قول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

=التعريف في قوله "السحرة" هو تعريف العهد الذكري دال على أنهم معرفون مسبقا،
وفائدة هذا أنه يوضح أنهم ما تحدوا موسى عليه السلام لأجل مجرد الانتصار عليه وبيان بطلان ما أتى به، وإنما فعلوا هذا بناء على اتفاق وقع بينهم وبين فرعون، وهو ما ذكر في الآية السابقة لما طلبهم.
-ولذلك قال الشوكاني في فتح القدير:
أن الفاء هنا تعطف الآية على محذوف مقدر في الآية السابقة فكأنه قيل: فأتوني بكل ساحر عليم فأتوا بهم فلما جاء السحرة .
-وقد بين هذا المعنى ابن كثير فقال:
وَإِنَّمَا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ لِأَنَّهُمُ اصْطُفُوا -وَقَدْ وُعِدُوا مِنْ فِرْعَوْنَ بِالتَّقْرِيبِ وَالْعَطَاءِ الْجَزِيلِ - {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا} [طه: 65، 66] ، فَأَرَادَ مُوسَى أَنْ تَكُونَ البَدَاءة مِنْهُمْ، لِيَرَى النَّاسُ مَا صَنَعُوا، ثُمَّ يَأْتِي بِالْحَقِّ بَعْدَهُ فَيَدْمَغُ بَاطِلَهُمْ) انتهى.

=والتعريف بالضمير في قوله "أنتم" أتى به لاختصار الكلام بما يغني عن إعادة الاسم الظاهر "السحرة" بعد تقدمه
=والتعريف بالاسم الموصول في قوله "ما" فائدته التحقير لما سيلقونه وهذا مثل قوله تعالى: : {فإنكم وما تعبدون . ما أنتم عليه بفاتنين . إلا من هو صال الجحيم} .


تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(4) قول الله تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)}


من الوصل في الآية
-الوصل بين قوله "لو خرجوا فيكم"، وقوله: "زادوكم إلا خبالا" باستخدام "ما"
-الوصل بين " ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا"، وقوله: "أَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ" باستخدام الواو.
والغرض منه أن يبين تلازم هذه الصفات منهم مع اثبات الاختلاف بين هذه الصفة والتي سبقتهم.
-الوصل بين " أَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ "، وقوله: " فِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ " باستخدام الواو.
والغرض منه أن يبين تلازم هذه الصفات منهم مع اثبات الاختلاف بين هذه الصفة والتي سبقتها.
والغرض منه أن يبين تلازم هذه الصفات منهم مع اثبات الاختلاف بين هذه الصفة والتي سبقتها فهذه صفة لما يفعلونه وهو مختلف عن الفعل السابق منهم.
-الفصل بين " فِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ "، وقوله: " اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " باستخدام الواو التي للاستئناف.
وهي تفيد أن الوصل بين الجمل المتقدمة التي تصف أفعالهم الله عليم به وبهم، وسوف يجازيهم على ما فعلوه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 رمضان 1441هـ/7-05-2020م, 11:17 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}

في الجزء الأول من الآية يخاطب الله الجميع (آدم وحواء والشيطان ومنهم كذلك من ألحق الحية بهم) فالخطاب شامل لهم جميعا في الهبوط، ثم بعد ذلك استمر الخطاب للجميع "فإما يأتينكم مني هدى" وفيه دلالة على أن الجميع سيصله من هدى الله ما يستدل به على الطريق الصحيح، ثم قال "فمن تبع هداي" فحمل على خطاب المفرد، لأن الجميع يصله الهدى، لكن ليس الجميع يتبعه، وإنما اختيار الهداية يعود للفرد، وهو اختيار فردي يسأل عنه كل على حدة، ويحاسب على ذلك، ففيه تنبيه إلى أن الاتباع مسؤولية شخصية، ثم قال "فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" فخاطب الجميع في عدم الخوف والحزن، ليحصل الاستئناس بالجمع في المكافأة بعدم الخوف والحزن.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 شوال 1441هـ/28-05-2020م, 10:48 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:

: معنى "ألا" في قول الله تعالى: {فقربه إليهم قال ألا تأكلون}

-في معنى "ألا" أقوال
أولا:"ألا" كلمة واحدة وفي معناها قولان
-المعنى الأول : العرض ؛ وهو الطلب برفق ولين وأدب..
فكان من إبراهيم عليه السلام تلطف في العبارة والقول وعرض حسن. قال أبو حيان :" وفيه العرض على الأكل ؛ فإن في ذلك تأنيساً لللآكل"
المعنى الثاني : التحضيض ..وهو التحريض على فعل شيء والترغيب فيه والحثُّ عليه حقاً قوياً
أي أن إبراهيم حثهم على الأكل .. ولا بأس بحث الضيف على الأكل ولو قبل الشروع في الأكل

ثانيا: "ألا" مركبة من حرفين الهمزة مع حرف النفي "لا"
و في معنى الهمزة أقوال؛ قيل: للإنكار و قيل: للتقرير وقيل: للتوبيخ
- الهمزة في" ألا" للإنكار عليهم في عدم أكلهم ، وكأنه ثم محذوف تقديره : فامتنعوا من الأكل ، فأنكر عليهم ترك الأكل فقال : { ألا تأكلون } .
قال أبو السعود :" { قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } إِنْكاراً لعدمِ تعرضِهم للأكلِ ."
وقال الشوكاني :" { أَلاَ تَأْكُلُونَ } الاستفهام للإنكار
-
وقد رجح ابن عاشور كون "ألا" للعرض ؛ بل معنى العرض متعين فيها وأنكر أن تكون"ألا " في الآية مركبة من حرفين
قال رحمه الله : و { ألا } كلمة واحدة ، وهي حرف عَرْض ، أي رغبةٍ في حصول الفعل الذي تدخل عليه . وهي هنا متعينة للعَرض لوقوع فعل القول بدلاً من فعل { قرَّبه إليهم } ، ولا يحسن جعلها كلمتين من همزة استفهام للإنكار مع ( لا ) النافية ." اهـ



تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:

قال تعالى: ( وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) [يوسف : 58]
في الآية ثلاثة جمل فعلية معطوفات
1-وجاء إخوة يوسف
2-فَدَخَلُوا عَلَيْهِ
3-فَعَرَفَهُمْ
من المتقرر في العلم البيان أن الفعل يدل على الحدوث بعد أن لم يكن حادثا مع الدلالة على الزمان
فقوله "جاء"..دال عل مجيئهم بعد لم يكن ؛ وزمن الحدوث المضي
وقوله "فدخلوا" عليه عطف على المجيء وعطف بالفاء للترتيب و التعقيب ؛ فدخولهم عليه حدث مباشرة عقب مجيئهم
وقوله " فعرفهم" تعقيب ثاني وعطف بحرف الفاء بعد دخولهم ؛ للدلالة أن المعرفة حصلت وحدثت مباشرة عقب دخولهم دون تفكر وتأمل وتوسم

وجملة اسمية واحدة
وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ.
عبر عن نسيانهم بالجملة الاسمية ؛والدلالة الوضعية للجملة الاسمية هي مجرد إثبات الشيء للشيء ويعبر البلاغيون عن هذه الدلالة بالثبوت...وقد تدل بالقرينة على الدوام وهو إثبات الشيء للشيء إثباتا دائما متصلا
- { وهم له منكرون }. وقع الإخبار عنهم بالجملة الاسمية للدلالة على أن عدم معرفتهم به أمر ثابت متمكن منهم ،لأن المقام مقام بيان جهلهم بيسوف وعدم معرفته له لأنهم كانوا على يقين أن يوسف هلك ؛ ويستحيل أن يكون ما زال على قيد الحياة
قال الشيخ المراغي:" { وهم له منكرون } لنسيانهم له بطول العهد ، وتغير شكله بدخوله في سن الكهولة ولما كان عليه من عظمة الملك وزيّه وشارته ، وما كان من حاجتهم إلى بره وعطفه .
فكل أولئك مما يحول دون التثبت من معارف وجهه ، ولاسيما أنهم كانوا يظنون أنه قد هلك أو طوحت به طوائح الأيام ، ولو كانوا قد فطنوا لبعض ملامحه وتذكروه بها لربما عدوه مما يتشابه فيه بعض الناس ببعض العادات ، وبخاصة أنه لم يكن يدور بخلدهم أن أخاهم قد وصل إلى ذلك المركز السامي .انتهى

*

تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:

قول الله تعالى: {ودع أذاهم وتوكل على الله}.
-أذاهم ؛ مصدر مضاف ؛ وفي إضافته احتملان
أولا: إضافة المصدر إلى الفاعل
والمعنى: أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك به
: الثاني:إضافة المصدر إلى المفعول
والمعنى : دع أن تؤذيهم أنت يا محمد بضرر أو بقتل أو تعاقبهم مجازاة على إذايتهم إياك....قال ابن كثير: أي : اصفح وتجاوز عنهم ، وكِلْ أمرهم إلى الله ، فإن فيه كفايةً لهم ؛ ولهذا قال : { وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا } .

والآية تحتمل المعنيين وإلى هذا ذهب ابن عاشور قال رحمه الله :" والوجه : الحمل على كلا المعنيين ، فيكون الأمر بترك أذاهم صادقاً بالإِعراض عما يؤذون به النبي صلى الله عليه وسلم من أقوالهم ، وصادقاً بالكف عن الإِضرار بهم ، أي أن يترفع النبي صلى الله عليه وسلم عن مؤاخذتهم على ما يصدر منهم في شأنه ، وهذا إعراض عن أذى خاص لا عموم له ، فهو بمنزلة المعرف بلام العهد ، فليست آيات القتال بناسخة له ."اهـ


**
تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:

(
-قول الله تعالى: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

في الآية حذف: حذف متعلق الفعل "انتهوا" ؛ و حذف جواب الشرط
أولا: حذف متعلق الفعل "انتهوا"
والمعنى إن انتهوا عن الكفر والشرك ؛ ودخلوا في دين الإسلام
والغرض من الحذف الإيجاز لظهور المراد .لأن الآية جاءت في سياق قتال الكفار و الحث عن قتالهم إذا قاتلوا المؤمنين قال تعالى "فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ . ثم بعدها قال تعالى :" فَإِنِ انْتَهَوْا"
أي انتهوا عن قتالكم .. وقوله بعدها " فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" تبين أن المراد الانتهاء هو الانتهاء الذي يستأهل غفران الله ورحمته ، هو الانتهاء عن الكفر ، لا مجرد الانتهاء عن قتال المسلمين أو فتنتهم عن الدين . فالانتهاء عن قتال المسلمين وفتنتهم قصاراه أن يهادنهم المسلمون . ولكنه لا يؤهل لمغفرة الله ورحمته . فالتلويح بالمغفرة والرحمة هنا يقصد به إطماع الكفار في الإيمان ، لينالوا المغفرة والرحمة بعد الكفر والعدوان
قال القرطبي: فإن انتهوا " أي عن قتالكم بالإيمان فإن الله يغفر لهم جميع ما تقدم ، ويرحم كلا منهم بالعفو عما اجترم ، نظيره قوله تعالى : " قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف "
.
ثانيا: حذف جواب الشرط
جواب الشرط محذوف دل عليه المذكور وهو قول "إن الله غفور رحيم"؛ وقلنا أنه محذوف لأن وصف الله بالمغفرة والرحمة لا يترتب على الانتهاء وليس هو مسبب له
والمعنى إن انتهوا فإن الله يغفر لهم ما سلف من كفرهم ويغفر لهم جميع ما تقدم من ذنوبهم ومن ذلك قتالهم المؤمنين وفتنتهم عن دينهم . وهو رحيم بهم إذ لم يعاجلهم بالعقوبة ؛ و ورحيم بهم بقبول توبتهم وإيمانهم . وهو يرحمهم فيما بقي من أعمارهم في الدنيا و ويرحمهم يوم القيامة كل هذا لأن الله من أسمائه الغفور و من أسمائه الرحيم فهو الغفور الرحيم سبحانه جل في علاه
فإن أسماءه سبحانه وتعالى لها أثر ومقتضى في الشرع والكون
وهذا من إيجاز الحذف
*
تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:

قال تعالى{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا } [الأنعام: 71]
( قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام : 71]
تقدم النفع على الضر في الآية ؛ وهو من باب تقديم الأولى لمناسبة ختام الآية ؛ ففي ختام مثل ضربه الله للكافر .
يقول المثل : الكافر الذي استهوته الشياطين وتخطفته من كل جهة وجانب وهو حيران وله إخوانه من المؤمنين يدعوه إلى هدى فلا يجيب .
فالدعوة إلى الهدى هي دعوة إلى ما فيه نفع وخير للإنسان لهذا ناسب تقديم النفع على الضر في أول الآية في قوله : قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا و لا يضرنا "

-وقد ذكر البقاعي مناسبة أخرى ؛أنه التقديم النفع على الضر لمناسبة سياق الآيات ؛فقد جاء في الآيات السابقة ذكر تعداد المنافع الكثيرة والخيرات التي أخبر سبحانه أنه هو وحده المتفرد بتملكها وإيصال للعبد
قال رحمه الله :" ..ولما كان السياق لتعداد النعم{ الذي خلق السماوات والأرض }[ الأنعام : 73 ] { خلقكم من طين }[ الأنعام : 2 ] { يطعم ولا يطعم }[ الأنعام : 14 ] { ويرسل عليكم حفظة }[ الأنعام : 61 ] { من ينجيكم من ظلمات البر والبحر }[ الأنعام : 63 ] { الله ينجيكم منها ومن كل كرب }[ الأنعام : 64 ] قدم النفع في قوله : { ما لا ينفعنا ولا يضرنا } أي لا يقدر على شيء من ذلك ، ليكونوا على غاية اليأس من إتباع حزب الله لهم ، وهذا كالتعليل لقوله{ إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله }[ الأنعام : 56 ] . اهـ

قال تعالى{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} [المائدة: 76]

قدم الضر على النفع من باب تقديم الأولى والأهم المناسب لمعنى الآية
قال أبو السعود :"وتقديم الضرر على النفع لأن التحرز عنه أهمُ من تحرّي النفع ، ولأن أدنى درجات التأثير دفع الشر ، ثم جلب الخير . اهـ
قال ابن عاشور: وقُدّمالضَرّ على النّفع لأنّ النّفوس أشدّ تطلّعاً إلى دفعه من تطلّعها إلى جلب النّفع ، فكان أعظمَ ما يدفعهم إلى عبادة الأصنام أنّ يستدفعوا بها الأضرار بالنّصر على الأعداء وبتجنّبها إلحاق الإضرار بعابديها .اهـ

ويمكن القول أيضا أن الآية جاءت في سياق الاستنكار عن عبادة المسيح؛ والغلو فيه .
..فكيف تعبدونه وهو لا يملك لنفسه دفع الضر وجلب النفع..فكثيراً ما تعرّض هو وأتباعه للأذى على أيدي أعدائهم ، ولولا أنّ الله شمله بلطفه لما استطاع أن يخطو خطوة واحدة .
لهذا ناسب تقديم الضر على النفع لمناسبة سياق الآيات والله أعلم

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:

قال تعالى : (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) [سبأ : 15]
بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ
تنكير بلدة للتعظيم..لبيان عظم أمرها وقيدت النكرة بالوصف "بلدة طيبة" لمزيد بيان عظم شأنها وما كان عليه من رغد العيش والرفاهية والنعيم الدائم
حتى أنه يروى أنها كانت لطيفة الهواء حسنة التربة لا تحذف فيها عامة ولا يكون فيها هامة حتى أن الغريب إذا حلها وفي ثيابه قمل أو براغيث ماتت ، وأنها كانت عذبة الماء طيبة الهواء وأنه ليس فيها حر يؤذي في الصيف ولا برد يؤذي في الشتاء
قال ابن عاشور: وعُدل عن إضافة { بلدة } إلى ضميرهم لتكون الجملة خفيفة على اللسان فتكون بمنزلة المثَل ..اهـ
وَرَبٌّ غَفُورٌ؛
تنكير "رب " للتعظيم
قال ابن عاشور:" والعدول عن إضافة { رب } لضمير المخاطبين إلى تنكير { رب } وتقديرِ لام الاختصاص لقصد تشريفهم بهذا الاختصاص ولتكون الجملة على وزان التي قبلها طلباً للتخفيف ولتحصل المزاوجة بين الفقرتين فتسيرا مسير المثل .اهـ
قال سيد قطب:" سماحة في الأرض بالنعمة والرخاء . وسماحة في السماء بالعفو والغفران . فماذا يقعدهم عن الحمد والشكران...؟

تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:

قال تعالى : ( إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر : 14]
في هذه الآية وصل في ثلاثة مواضع
الموضع الأول : ' وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ' ؛ جملة معطوفة على جملة { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم } ، تأكيدا لها .وتقريرا لمضمونها
فالمعبودين من دون الله لا يستجيبون سواء سمعوا دعاء المدعوين أم لم يسمعوا ؛ فعلى فرض وتقدير سماعهم لا يستجيبوا ؛ فكيف وهم لا يسمعوا؛ فعدم الاستجابة عِنْد عدم السماع أولى
فعدم إجابتها دليل على أنها لا تسمع
الموضع الثاني : **" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ.. عطف على الجملة السابقة هو لبيان حال الأصنام مع عابديهم يوم القيامة بعدما بين حالها في الدنيا
قال ابن عاشور : " ولما كشف حال الأصنام في الدنيا بما فيه تأييس من انتفاعهم بها فيها كمِّل كشف أمرها في الآخرة بأن تلك الأصنام ينطقها الله فتتبرأ من شركهم ، أي تتبرأ من أن تكون دعت له أو رضيت به" اه
الموضع الثالث: وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
عطف على ما سبق لبيان تحقق تلك الأخبار الواردة في الآية لأن الذي أخبر بها خبير عليم ببواطن الأمور و خفايا الأشياء لا يخفى عليه شيء.
قال ابن عاشور: تذييل لتحقيق هذه الأخبار بأن المخبِر بها هو الخبير بها وبغيرها ولا يخبرك أحد مثل ما يخبرك هو اهـ
*
تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:

3: قول الله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)}
من :اسم شرط لفظه مفرد ومعناه عام
-كفر؛ كفره: بالإفراد حملا على اللفظ.لإرادة التنصيص على كل فرد كفر كائناً من كان فإنه لا يحزنك ولا يضرك شيئا
قال البقاعي رحمه الله: وأفرد الضمير باعتبار لفظ من لإرادة التنصيص على كل 15 فرد فقال : { كفره } 16 كائناً من كان 17 فإنه لم يَفُتك شيء فيه خير ولا معجز لنا ليحزنك ، ولا تبعة عليك بسببه ،.اهـ
-مرجعهم ؛ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا : الضمائر الثلاثة بالجمع حملا على المعنى لإرادة العموم وأن الجميع دون استثناء مصيره إلى الله فيخبره بما عمل في الدنيا من خبيث الأعمال حتى لا يكون هناك سبيل إلى الإنكار ثم يجازيه على ذلك أشد الجزاء .
;
والله أعلم بمراده

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 ذو الحجة 1441هـ/23-07-2020م, 10:34 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورة الأمير مشاهدة المشاركة
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
1: معنى الباء في قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الذي خلق}.

يصدق عليها أن تكون:
-باء زائدة، والمعنى إلقاؤها. وهو ما ذكره ابن قتيبة.
-أنها للابتداء. أي: قل: بسم الله. وقد ذكر ذلك ابن عطية وابن عاشور وأشار إليه القسطلاني, وغير واحد من أهل اللغة والسلف.
-للاستعانة. ذكره ابن عاشور وقرنه بالابتداء.
-للمصاحبة. أي: اقرأما سيوحى إليك مصاحبا قراءتك "اسم ربك", فالمصاحبة مصاحبة فهم, ويكون هذا إثباتا لوحدانية الله بإلهيته, وإبطالا للنداء باسم الأصنام. ذكره ابن عاشور.
-للتبرك.
-بمَعْنَى (عَلَى) كَقَوْلِهِ تَعَالَى: "مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ"، أَيْ عَلَى قِنْطَارٍ. وَالْمَعْنَى: اقْرَأْ عَلَى اسْمِ رَبِّكَ، أَيْ عَلَى إِذْنِهِ. ذكره ابن عاشور.
وكلها معانٍ صحيحة لا تعارض بينها، ودلالة الحرف تحتملها؛ فيصحّ أن يستحضر القارئ هذه المعاني كلها.

بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(4) قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}.

بالإضافة لبدء الآية بحرف التوكيد فإن الله ذكر معيته للمتقين في صيغة الخبر المؤكد.
ووصفهم بالذين "اتقوا" على صورة الفعل, لأن التقوى فعل يتجدد [ الفعل هنا ماض ، وهو مستعمل في معنى الثبات على التقوى، والتجدد للفعل المضارع], ويزيد وينقص كما الإيمان, فلعله لذلك جاء بصورة الفعل. بينما "والذين هم محسنون" جاءت "محسنون" بصورة الاسم, لأن الإحسان صفة متحققة في الإنسان, أو هكذا يجب أن تكون, فالمحسن دائما محسن, ولا يليق به أن يسيء يوما ويحسن آخر, بينما التقوى درجات, والمرء يترقى فيها وقد يسقط درجات ثم يعود, والله أعلم.
ويؤكد هذا المعنى ابن عاشور في قوله: "وَأَتَى فِي جَانِبِ الْإِحْسَانِ بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى كَوْنِ الْإِحْسَانِ ثَابِتًا لَهُمْ دَائِمًا مَعَهُمْ، لِأَنَّ الْإِحْسَان فَضِيلَة، فبصاحبه حَاجَةٌ إِلَى رُسُوخِهِ مِنْ نَفسه وتمكّنه".

بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: {وبعهد الله أوفوا}.

الْإِضَافَةُ هُنَا يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ:
- إِضَافَةَ الْمَصْدَرِ إِلَى الْفَاعِلِ، أَيْ مَا عَهِدَ اللَّهُ بِهِ إِلَيْكُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ. ذكره ابن عاشور.
-وَيَصِحُّ أَن تكون إِضَافَة الْمصدر إِلَى مَفْعُولِهِ، أَيْ مَا عَاهَدْتُمُ اللَّهَ أَنْ تَفْعَلُوهُ، وَالْتَزَمْتُمُوهُ وَتَقَلَّدْتُمُوهُ. ذكره ابن عاشور.
-وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ الْإِضَافَةُ لِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ، أَيِ الْعَهْدُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِحِفْظِهِ، وَحَذَّرَ مِنْ خَتْرِهِ. ذكره ابن عاشور.
وأضيف: قد يكون لتعظيم أمر الوفاء بالعهد, لذلك أضافه الله لنفسه. [ هذا هو المعنى الثالث، والإضافة فيه للتشريف وليست لأدنى ملابسة ]

بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}.

يقيد حذف متعلق الإحسان في قوله "أحسنوا" الإطلاق والشمول, أي أحسنوا في كل المجالات والأعمال بلا قيد.
ويؤيده ما ذكره ابن عاشور في تفسير الآية: "وَفِي حَذْفِ مُتَعَلِّقِ أَحْسِنُوا تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ الْإِحْسَانَ مَطْلُوبٌ فِي كُلِّ حَالٍ. وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».

بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(4) قول الله تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}.

أغراض التقديم والتأخير في الآية في موطنين:
الأول: "واوحى ربك":
قال ابن عاشور: افْتُتِحَتِ الْجُمْلَةُ بِفِعْلِ أَوْحى دُونَ أَنْ تُفْتَتَحَ بِاسْمِ الْجَلَالَةِ مِثْلُ جُمْلَةِ وَاللَّهُ أَنْزَلَ [سُورَة النَّحْل: 65] ، لِمَا فِي أَوْحى مِنَ الْإِيمَاءِ إِلَى إِلْهَامِ تِلْكَ الْحَشَرَةِ الضَّعِيفَةِ تَدْبِيرًا عَجِيبًا وَعَمَلًا مُتْقَنًا وَهَنْدَسَةً فِي الْجِبِلَّةِ.
الثاني: " أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ":
والله أعلم أن سبب البدء بالجبال, ثم العروج إلى الشجر وما يعرشون, هو من باب التنزل والترقي, تحديدا البدء بالأكثر, إذ يغلب على النحل أن يبني بيوته في الجبال, ثم الشجر, ثم مما يعرش الناس.

بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}.

الآية هنا غنية بالجمل المعرفة والمنكرة لأغراض بلاغية متنوعة, فنجد أن "رزق" نكرة, للدلالة على إطلاق هذا الرزق وشموليته وتنوعه, ثم أضافه إلى "ربـ" إضافة عرفت هذا الرزق وخصصته بأنه ليس من أحد سوى هذا الرب, لا من أنفسكم ولا آبائكم ولا آلهتكم التي تعبدون من دون الله, ثم أضاف "ربـ" إلى "ـكم" وفي ذلك نوع من التلطف والتودد, فهذا الرب ربكم الذي تعرفونه وتعرفون كرمه وتودده لكم بالنعم.
ثم لما ذكر البلدة نكرها للتعظيم, ثم وصفها بالـ"طيبة", ونكر "طيبة" للدلالة على إطلاق هذا الطيب وشموله وتنوعه وكثرته, وكذا رب نكره للتعظيم, ثم وصفه بالغفور, ونكر "غفور" ليبين إطلاق مغفرته وسعتها وعظمتها وكثرتها واستمرارها, وأنها لا حد لها, فكل مخطئ مهما عظم خطؤه فله رب غفور.

بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}.

هنا وصل الله "رب الأرض" بالواو وعطفها على "رب السماوات", بينما فصل "رب العالمين", والغرض والله أعلم: أن الله من باب التعظيم والعد ذكر أنه رب السماوات, ثم عطف بأنه كذلك رب الأرض, أما كونه "رب العالمين" فهي نتيجة حتمية لكونه "رب السماوات ورب الأرض" لذا فليست معطوفة عليهما, بل هي بمثابة البدل للأمرين [ ولإفادة التفسير ، كما في قول الله تعالى: {قال وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما}] , وجاءت بهذا الأسلوب للتعظيم, والتسلسل في الوصول لهذه الحقيقة العظيمة التي قد ينفيها كثير من الخلق بكفرهم به وعدم تعظيمهم إياه.





أ

أحسنت بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 ذو الحجة 1441هـ/23-07-2020م, 10:36 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورة الأمير مشاهدة المشاركة
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}

في الجزء الأول من الآية يخاطب الله الجميع (آدم وحواء والشيطان ومنهم كذلك من ألحق الحية بهم) فالخطاب شامل لهم جميعا في الهبوط، ثم بعد ذلك استمر الخطاب للجميع "فإما يأتينكم مني هدى" وفيه دلالة على أن الجميع سيصله من هدى الله ما يستدل به على الطريق الصحيح، ثم قال "فمن تبع هداي" فحمل على خطاب المفرد، لأن الجميع يصله الهدى، لكن ليس الجميع يتبعه، وإنما اختيار الهداية يعود للفرد، وهو اختيار فردي يسأل عنه كل على حدة، ويحاسب على ذلك، ففيه تنبيه إلى أن الاتباع مسؤولية شخصية، ثم قال "فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" فخاطب الجميع [ فحمل على المعنى ] في عدم الخوف والحزن، ليحصل الاستئناس بالجمع في المكافأة بعدم الخوف والحزن.
أحسنت

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 ذو الحجة 1441هـ/23-07-2020م, 11:06 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة السبيل إلى فهم القرآن

تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
5: معنى "ما" في قول الله تعالى: {فما أصبرهم على النار}

قيل في معناها قولان:
=الأول: أنها للاستفهام
ويكون المعنى ما الذي أصبرهم على النار؟
قال ابن الأنباري: قاله عطاء، والسدي، وابن زيد، وأبو بكر بن عياش. انتهى.
وهذا السؤال قد يتوجه إلى الدينا فيكون السؤال عن الشيء الذي أصبرهم على عمل مآله في الآخرة دخول النار وهذا قول عكرمة والربيع ذكره عنهما في زاد المسير في علم التفسير.

=الثاني: أنها للتعجب
قال الطبري: "مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ- مِنْهُمِ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ- أَنَّ" مَا" مَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ، وَهُوَ مَرْدُودٌ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ، كَأَنَّهُ قَالَ: اعْجَبُوا مِنْ صَبْرِهِمْ عَلَى النَّارِ وَمُكْثِهِمْ فِيهَا." انتهى.
وهذا القول يتوجه إلى الآخرة فيكون المعنى ما أصبرهم على عذابها.
وقيل أنه تعبير في لغة اليمن معناه "فما أجرأهم" وعليه يكون التأويل متوجه إلى الدنيا أي فما أجرأهم على عمل يؤدي إلى النار وهذا قال به الربيع وابن جبير وقتادة والحسن.
وهذا المعنى يظهر معنى بديع في القرآن الكريم ذكره صاحب التحرير والتنوير فقال:
(وَلَمَّا كَانَ شَأْنُ التَّعْجِيبِ أَنْ يَكُونَ نَاشِئًا عَنْ مُشَاهَدَةِ صَبْرِهِمْ عَلَى الْعَذَابِ وَهَذَا الصَّبْرُ غَيْرُ حَاصِلٍ فِي وَقْتِ نُزُولِ هَاتِهِ الْآيَةِ بَنَى التَّعْجِيبَ عَلَى تَنْزِيلِ غَيْرِ الْوَاقِعِ مَنْزِلَةَ الْوَاقِعِ لِشِدَّةِ اسْتِحْضَارِ السَّامِعِ إِيَّاهُ بِمَا وُصِفَ بِهِ مِنَ الصِّفَاتِ الْمَاضِيَةِ، وَهَذَا مِنْ طُرُقِ جَعْلِ الْمُحَقَّقِ الْحُصُولِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ بِمَنْزِلَةِ الْحَاصِلِ) انتهى.

=وقيل أنها للتوبيخ. [ معنى التوبيخ إنما يستفاد من الاستفهام ]
قاله ابن عباس والسدي وعطاء وأبو عبيدة معمر بن المثنى وذكره عنهم الطبري في تفسيره. [ هذا تجاوز كبير في نسبة الأقوال، لا ينبغي حمل أقوال المتقدمين على مصطلحات حادثة بعدهم، وإنما يسوغ تخريج أقوال السلف عليها؛ فلم يقل ابن عباس إنّ "ما" للتوبيخ، فيحرّر معنى "ما" أولاً، ويُرجع معنى التوبيخ إلى دلالة الاستفهام، ثمّ تحمل أقوال المفسرين المتقدمين عليها؛ فيقال: وهو ما يُحمل عليه قول ابن عباس وقول فلان وفلان ونحو هذه العبارة ]
والمعنى أي شيء صبرهم على عمل أهل النار؟!.

=وقيل إنها على وجه الاستهانة والاستخفاف بأمرهم [ هذا أيضاً مستفاد من حملها على الاستفهام ]
ذكره الطبري .
وهو قريب من القول السابق.

تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}

= الجملة الفعلية في قوله "وجاء إخوة يوسف"
جاءت الجملة الفعلية لتفيد تكرر الفعل وتجدده، [ الفعل الماضي لا يدل على التجدد ] وهذا ما وقع بالفعل فإنهم جاءوه في هذه المرة ثم إنهم رجعوا إلى أبيهم ليأتوا بأخيهم، ثم جاءوا إلى يوسف عليه السلام مرة ثانية، ثم رجعوا دون أخيهم، ثم جاءوا مرة ثالثة مع أبيهم. [ الخبر في هذه الآية عن حادثة مجيء واحدة ]
=الجملة الفعلية في قوله تعالى "فدخلوا عليه" تفيد تكرر الدخول على يوسف عليه السلام ، فقد تكرر الدخول عليه منهم فقد أتوه في السنة الثانية من القحط ثم رجعوا ثم أتوه مرة أخرى، ثم مرة أخرى. [ آمل مراجعة الدرس لضبط الفرق بين دلالة الفعل الماضي ودلالة الفعل المضارع ]
وقيل إن هذا يدل على أن يوسف عليه السلام كان يتابع توزيع الميرة بنفسه لأنها قوت أمة، فيتابع بنفسه التوزيع ويتكرر الدخول عليه فيدخل في هذا عموم الناس ومنهم إخوته.
=الجملة الفعلية في قوله تعالى "فعرفهم"
فدلت على إن يوسف عليه السلام لما دخلوا عليه تعرف عليهم عند رؤيتهم دون تأمل وبحث، وهذا منقول عن ابن عباس وذكره ابن الجوزي في زاد المسير.
=الجملة الإسمية في قوله تعالى: "وهم له منكرون".
تفيد الثبات والتحقق، وتدل على أن عدم معرفتهم له أمر ثابت متمكن منهم
قال ابن الجوزي في زاد المسير:
وفي علَّة كونهم لم يعرفوه قولان:
-أحدهما: أنهم جاءوه مقدِّرين أنه ملك كافر، فلم يتأملوا منه ما يزول به عنهم الشك.
-والثاني: أنهم عاينوا من زِيِّه وحليته ما كان سبباً لإِنكارهم. وقد روى أبو صالح عن ابن عباس أنه كان لابسا ثياب حرير، وفي عنقه طوق من ذهب.]

تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}

الإضافة في قوله تعالى "مقام ربه" قيل فيه قولان:
=أحدهما: أنها من باب الإضافة إلى المفعول
وعلى هذا القول فإن المقام هنا متعلق بالخائف فهو يبين حاله، وإضافته إلى ربه تشبه إضافة المصدر إلى المفعول،
ويكون معنى الآية: أي من خاف مقامه من ربه فله جنتان.
وذكر هذا الوجه القرطبي وابن عاشور.
=وثانيهما: أنها من باب الإضافة إلى الفاعل.
فالمقام يكون متعلق بالله سبحانه وتعالى ويكون بمعنى الشأن والعظمة، وقيل يكون بالاطلاع عليه والمراقبة له
والمعنى من خاف من اطلاع الله عليه فله جنتان.
-وقد ذكر هذا الوجه للإضافة ابن عاشور في تفسيره، والقرطبي وقال:
(وَقِيلَ: خَافَ قِيَامَ رَبِّهِ عَلَيْهِ أَيْ إِشْرَافَهُ وَاطِّلَاعَهُ عَلَيْهِ، بَيَانُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ). وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: هُوَ الرَّجُلُ يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ فَيَذْكُرُ اللَّهَ فَيَدَعُهَا مِنْ خَوْفِهِ.) انتهى.
-وقال أبو الفرج ابن الجوزي في زاد المسير:
(قوله عزّ وجلّ: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فيه قولان: أحدهما: قيامه بين يدي الله عزّ وجلّ يوم الجزاء. والثاني: قيام الله على عبده بإحصاء ما اكتسبه).
[ ويأتي هذا البناء على إرادة اسم المكان أيضاً ]

تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}

=وقع حذف لمتعلق الإحسان في قوله تعالى "واحسنوا"
وهذا يفيد عموم وجوه الإحسان فيدخل فيه الإحسان بالقول أو بالفعل أو بغيرهما من وجوه الإحسان الكثيرة.
ولذلك ورد في بيان المتعلق أقوال ذكر ابن الجوزي في زاد المسير ثلاثة منها فقال:
(قوله تعالى: وَأَحْسِنُوا، فيه ثلاثة أقوال:
-أحدها: أن معناه: أحسنوا الإنفاق، وهو قول أصحاب القول الأول. [عنى بهم من قال إن الإنفاق المتقدم في الآية هو الانفاق في سبيل الله]
-والثاني: أحسنوا الظن بالله، قاله عكرمة، وسفيان، وهو يخرّج على قول من قال: التهلكة: القنوط.
-والثالث: أن معناه: أدوا الفرائض، رواه سفيان عن أبي إسحاق)
=ووقع حذف لمتعلق الإحسان مرة ثانية في قوله تعالى "يحب المحسنين"
وهذا يفيد المدح لهم فلم يحدد لهم شيء أحسنوا فيه.
وقد يفيد الإيجاز لظهور متعلقه بما سبقه وهو أنهم "أحسنوا".
ويؤيده ما قاله ابن عاشور عند هذا الموضع حيث قال: (وَفِي الْأَمْرِ بِالْإِحْسَانِ بَعْدَ ذِكْرِ الْأَمْرِ بِالِاعْتِدَاءِ عَلَى الْمُعْتَدِي وَالْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْإِلْقَاءِ بِالْيَدِ إِلَى التَّهْلُكَةِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ كُلَّ هَاتِهِ الْأَحْوَالِ يُلَابِسُهَا الْإِحْسَانُ وَيَحُفُّ بِهَا) ثم شرع يبين الاحسان في حال الانفاق وفي حال الجهاد وفي حال الانتصار وفي حال التعامل مع الأسير وغيرها.

تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وقول الله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}


التقديم يفيد العناية والاهتمام بما تم تقديمه وكذلك قد يقال في التأخير ثم بعد ذلك يحسن البيان للسبب الداعي للتقديم أو التأخير في هذا الموضع وسنحاول بيانه:
=ففي الآية الأولى قدم الضر على النفع، وهذا لأن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح فهذا هو الأصل فقدم، وأيضا الواقع يوضح أن من يشركون بالله كالنصارى مرادهم الأعظم دفع الضر والخوف ولحوقه بهم إن عادوا هذه الآلهة الباطلة.
والخطاب كان لنصارى نجران في الإنكار عليهم عبادة عيسى عليه السلام فكيف تعبدونه وهو لا يملك دفع الضر عنكم وأيضا لا يملك جلب النفع لكم بل كل ذلك بيد الله السميع العليم ومن كان سميعا عليما فهو القادر على دفع الضر أو جلب النفع ويكون هو سبحانه المستحق لإفراده بالعبادة.
-وقيل [ من القائل؟ ] لأن دفع الضر أهون من استطاعة النفع، فيكون ذكر النفع بعده ارتقاءً للأعلى، فمن لا يملك الأدنى فلن يملك الأعلى من باب أولى.
-وقيل [ من القائل؟ ] قدم لأن عذر خوف الضرر أقوى من عذر الرغبة في النفع، فوقع التقديم ليقطع العذر الأقوى ومن باب أولى ينقطع ما دونه ما دونه من الأعذار كمن يريد النفع.
-قال مقاتل: قل لنصارى نجران: أتعبدون من دون الله، يعني عيسى ما لا يملك لكم ضراً في الدنيا، ولا نفعاً في الآخرة. ذكره ابن الجوزي في زاد المسير:
-وقال الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير:
(وَقَدَّمَ الضَّرَّ عَلَى النَّفْعِ لِأَنَّ النُّفُوسَ أَشَدُّ تَطَلُّعًا إِلَى دَفْعِهِ مِنْ تَطَلُّعِهَا إِلَى جَلْبِ النَّفْعِ، فَكَانَ أَعْظَمُ مَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ أَنْ يَسْتَدْفِعُوا بِهَا الْأَضْرَارَ بِالنَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَبِتَجَنُّبِهَا إِلْحَاقَ الْإِضْرَارِ بِعَابِدِيهَا.)

= وأما قوله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}
فوقع تقديم النفع على الضر
لأن الكلام في الآية على الدعاء، والدعاء يكون غالبا لجلب النفع فجاء الأمر بأن يقولوا لهم أنها لا تنفعنا بوجه من وجوه النفع، فلماذا تريدون منا أن ندعوهم؟!
ثم زادوا في التعجب فنفوا خشيتهم من ضر هذه الآلهة بأي وجه، مع أننا نعاديها وندعو الناس إلى تركها وعبادة غيرها وهو الله سبحانه وتعالى.
هذا المعنى هو الذي وجدته في كتب التفسير التي بحثت فيها
-وقد يقال إن المشركين لما دعوا المسلمين لعبادة أصنامهم ذكروا لهم منافع أصنامهم، فناسب أن يكون الرد بنفي النفع من عبادتهم ثم أتبعوه بنفي الضر منهم إن لم يعبدوهم.

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(5) قول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

=التعريف في قوله "السحرة" هو تعريف العهد الذكري دال على أنهم معرفون مسبقا،
وفائدة هذا أنه يوضح أنهم ما تحدوا موسى عليه السلام لأجل مجرد الانتصار عليه وبيان بطلان ما أتى به، وإنما فعلوا هذا بناء على اتفاق وقع بينهم وبين فرعون، وهو ما ذكر في الآية السابقة لما طلبهم.
-ولذلك قال الشوكاني في فتح القدير:
أن الفاء هنا تعطف الآية على محذوف مقدر في الآية السابقة فكأنه قيل: فأتوني بكل ساحر عليم فأتوا بهم فلما جاء السحرة .
-وقد بين هذا المعنى ابن كثير فقال:
وَإِنَّمَا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ لِأَنَّهُمُ اصْطُفُوا -وَقَدْ وُعِدُوا مِنْ فِرْعَوْنَ بِالتَّقْرِيبِ وَالْعَطَاءِ الْجَزِيلِ - {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا} [طه: 65، 66] ، فَأَرَادَ مُوسَى أَنْ تَكُونَ البَدَاءة مِنْهُمْ، لِيَرَى النَّاسُ مَا صَنَعُوا، ثُمَّ يَأْتِي بِالْحَقِّ بَعْدَهُ فَيَدْمَغُ بَاطِلَهُمْ) انتهى.

=والتعريف بالضمير في قوله "أنتم" أتى به لاختصار الكلام بما يغني عن إعادة الاسم الظاهر "السحرة" بعد تقدمه
=والتعريف بالاسم الموصول في قوله "ما" [ "ما" هنا محتملة للموصولة ولأن تكون نكرة موصوفة] فائدته التحقير لما سيلقونه وهذا مثل قوله تعالى: : {فإنكم وما تعبدون . ما أنتم عليه بفاتنين . إلا من هو صال الجحيم} .


تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(4) قول الله تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)}


من الوصل في الآية
-الوصل بين قوله "لو خرجوا فيكم"، وقوله: "زادوكم إلا خبالا" باستخدام "ما" [ هذا شرط وجوابه ]
-الوصل بين " ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا"، وقوله: "أَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ" باستخدام الواو.
والغرض منه أن يبين تلازم هذه الصفات منهم مع اثبات الاختلاف بين هذه الصفة والتي سبقتهم.
-الوصل بين " أَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ "، وقوله: " فِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ " باستخدام الواو.
والغرض منه أن يبين تلازم هذه الصفات منهم مع اثبات الاختلاف بين هذه الصفة والتي سبقتها.
والغرض منه أن يبين تلازم هذه الصفات منهم مع اثبات الاختلاف بين هذه الصفة والتي سبقتها فهذه صفة لما يفعلونه وهو مختلف عن الفعل السابق منهم.
-الفصل بين " فِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ "، وقوله: " اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " باستخدام الواو التي للاستئناف.
وهي تفيد أن الوصل بين الجمل المتقدمة التي تصف أفعالهم الله عليم به وبهم، وسوف يجازيهم على ما فعلوه.
[ {يبغونكم الفتنة} فصل قائم مقام التفسير لما قبله ]

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


ب

بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 ربيع الأول 1443هـ/7-10-2021م, 11:44 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمان الرحيم
تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:

: معنى "ألا" في قول الله تعالى: {فقربه إليهم قال ألا تأكلون}

-في معنى "ألا" أقوال
أولا:"ألا" كلمة واحدة وفي معناها قولان
-المعنى الأول : العرض ؛ وهو الطلب برفق ولين وأدب..
فكان من إبراهيم عليه السلام تلطف في العبارة والقول وعرض حسن. قال أبو حيان :" وفيه العرض على الأكل ؛ فإن في ذلك تأنيساً لللآكل"
المعنى الثاني : التحضيض ..وهو التحريض على فعل شيء والترغيب فيه والحثُّ عليه حقاً قوياً
أي أن إبراهيم حثهم على الأكل .. ولا بأس بحث الضيف على الأكل ولو قبل الشروع في الأكل

ثانيا: "ألا" مركبة من حرفين الهمزة مع حرف النفي "لا"
و في معنى الهمزة أقوال؛ قيل: للإنكار و قيل: للتقرير وقيل: للتوبيخ
- الهمزة في" ألا" للإنكار عليهم في عدم أكلهم ، وكأنه ثم محذوف تقديره : فامتنعوا من الأكل ، فأنكر عليهم ترك الأكل فقال : { ألا تأكلون } .
قال أبو السعود :" { قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } إِنْكاراً لعدمِ تعرضِهم للأكلِ ."
وقال الشوكاني :" { أَلاَ تَأْكُلُونَ } الاستفهام للإنكار
-
وقد رجح ابن عاشور كون "ألا" للعرض ؛ بل معنى العرض متعين فيها وأنكر أن تكون"ألا " في الآية مركبة من حرفين
قال رحمه الله : و { ألا } كلمة واحدة ، وهي حرف عَرْض ، أي رغبةٍ في حصول الفعل الذي تدخل عليه . وهي هنا متعينة للعَرض لوقوع فعل القول بدلاً من فعل { قرَّبه إليهم } ، ولا يحسن جعلها كلمتين من همزة استفهام للإنكار مع ( لا ) النافية ." اهـ



تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:

قال تعالى: ( وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) [يوسف : 58]
في الآية ثلاثة جمل فعلية معطوفات
1-وجاء إخوة يوسف
2-فَدَخَلُوا عَلَيْهِ
3-فَعَرَفَهُمْ
من المتقرر في العلم البيان أن الفعل يدل على الحدوث بعد أن لم يكن حادثا مع الدلالة على الزمان
فقوله "جاء"..دال عل مجيئهم بعد لم يكن ؛ وزمن الحدوث المضي
وقوله "فدخلوا" عليه عطف على المجيء وعطف بالفاء للترتيب و التعقيب ؛ فدخولهم عليه حدث مباشرة عقب مجيئهم
وقوله " فعرفهم" تعقيب ثاني وعطف بحرف الفاء بعد دخولهم ؛ للدلالة أن المعرفة حصلت وحدثت مباشرة عقب دخولهم دون تفكر وتأمل وتوسم

وجملة اسمية واحدة
وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ.
عبر عن نسيانهم بالجملة الاسمية ؛والدلالة الوضعية للجملة الاسمية هي مجرد إثبات الشيء للشيء ويعبر البلاغيون عن هذه الدلالة بالثبوت...وقد تدل بالقرينة على الدوام وهو إثبات الشيء للشيء إثباتا دائما متصلا
- { وهم له منكرون }. وقع الإخبار عنهم بالجملة الاسمية للدلالة على أن عدم معرفتهم به أمر ثابت متمكن منهم ،لأن المقام مقام بيان جهلهم بيسوف وعدم معرفته له لأنهم كانوا على يقين أن يوسف هلك ؛ ويستحيل أن يكون ما زال على قيد الحياة
قال الشيخ المراغي:" { وهم له منكرون } لنسيانهم له بطول العهد ، وتغير شكله بدخوله في سن الكهولة ولما كان عليه من عظمة الملك وزيّه وشارته ، وما كان من حاجتهم إلى بره وعطفه .
فكل أولئك مما يحول دون التثبت من معارف وجهه ، ولاسيما أنهم كانوا يظنون أنه قد هلك أو طوحت به طوائح الأيام ، ولو كانوا قد فطنوا لبعض ملامحه وتذكروه بها لربما عدوه مما يتشابه فيه بعض الناس ببعض العادات ، وبخاصة أنه لم يكن يدور بخلدهم أن أخاهم قد وصل إلى ذلك المركز السامي .انتهى

*

تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:

قول الله تعالى: {ودع أذاهم وتوكل على الله}.
-أذاهم ؛ مصدر مضاف ؛ وفي إضافته احتملان
أولا: إضافة المصدر إلى الفاعل
والمعنى: أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك به
: الثاني:إضافة المصدر إلى المفعول
والمعنى : دع أن تؤذيهم أنت يا محمد بضرر أو بقتل أو تعاقبهم مجازاة على إذايتهم إياك....قال ابن كثير: أي : اصفح وتجاوز عنهم ، وكِلْ أمرهم إلى الله ، فإن فيه كفايةً لهم ؛ ولهذا قال : { وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا } .

والآية تحتمل المعنيين وإلى هذا ذهب ابن عاشور قال رحمه الله :" والوجه : الحمل على كلا المعنيين ، فيكون الأمر بترك أذاهم صادقاً بالإِعراض عما يؤذون به النبي صلى الله عليه وسلم من أقوالهم ، وصادقاً بالكف عن الإِضرار بهم ، أي أن يترفع النبي صلى الله عليه وسلم عن مؤاخذتهم على ما يصدر منهم في شأنه ، وهذا إعراض عن أذى خاص لا عموم له ، فهو بمنزلة المعرف بلام العهد ، فليست آيات القتال بناسخة له ."اهـ


**
تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:

(
-قول الله تعالى: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

في الآية حذف: حذف متعلق الفعل "انتهوا" ؛ و حذف جواب الشرط
أولا: حذف متعلق الفعل "انتهوا"
والمعنى إن انتهوا عن الكفر والشرك ؛ ودخلوا في دين الإسلام
والغرض من الحذف الإيجاز لظهور المراد .لأن الآية جاءت في سياق قتال الكفار و الحث عن قتالهم إذا قاتلوا المؤمنين قال تعالى "فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ . ثم بعدها قال تعالى :" فَإِنِ انْتَهَوْا"
أي انتهوا عن قتالكم .. وقوله بعدها " فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" تبين أن المراد الانتهاء هو الانتهاء الذي يستأهل غفران الله ورحمته ، هو الانتهاء عن الكفر ، لا مجرد الانتهاء عن قتال المسلمين أو فتنتهم عن الدين . فالانتهاء عن قتال المسلمين وفتنتهم قصاراه أن يهادنهم المسلمون . ولكنه لا يؤهل لمغفرة الله ورحمته . فالتلويح بالمغفرة والرحمة هنا يقصد به إطماع الكفار في الإيمان ، لينالوا المغفرة والرحمة بعد الكفر والعدوان
قال القرطبي: فإن انتهوا " أي عن قتالكم بالإيمان فإن الله يغفر لهم جميع ما تقدم ، ويرحم كلا منهم بالعفو عما اجترم ، نظيره قوله تعالى : " قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف "
.
ثانيا: حذف جواب الشرط
جواب الشرط محذوف دل عليه المذكور وهو قول "إن الله غفور رحيم"؛ وقلنا أنه محذوف لأن وصف الله بالمغفرة والرحمة لا يترتب على الانتهاء وليس هو مسبب له
والمعنى إن انتهوا فإن الله يغفر لهم ما سلف من كفرهم ويغفر لهم جميع ما تقدم من ذنوبهم ومن ذلك قتالهم المؤمنين وفتنتهم عن دينهم . وهو رحيم بهم إذ لم يعاجلهم بالعقوبة ؛ و ورحيم بهم بقبول توبتهم وإيمانهم . وهو يرحمهم فيما بقي من أعمارهم في الدنيا و ويرحمهم يوم القيامة كل هذا لأن الله من أسمائه الغفور و من أسمائه الرحيم فهو الغفور الرحيم سبحانه جل في علاه
فإن أسماءه سبحانه وتعالى لها أثر ومقتضى في الشرع والكون
وهذا من إيجاز الحذف
*
تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:

قال تعالى{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا } [الأنعام: 71]
( قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام : 71]
تقدم النفع على الضر في الآية ؛ وهو من باب تقديم الأولى لمناسبة ختام الآية ؛ ففي ختام مثل ضربه الله للكافر .
يقول المثل : الكافر الذي استهوته الشياطين وتخطفته من كل جهة وجانب وهو حيران وله إخوانه من المؤمنين يدعوه إلى هدى فلا يجيب .
فالدعوة إلى الهدى هي دعوة إلى ما فيه نفع وخير للإنسان لهذا ناسب تقديم النفع على الضر في أول الآية في قوله : قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا و لا يضرنا "

-وقد ذكر البقاعي مناسبة أخرى ؛أنه التقديم النفع على الضر لمناسبة سياق الآيات ؛فقد جاء في الآيات السابقة ذكر تعداد المنافع الكثيرة والخيرات التي أخبر سبحانه أنه هو وحده المتفرد بتملكها وإيصال للعبد
قال رحمه الله :" ..ولما كان السياق لتعداد النعم{ الذي خلق السماوات والأرض }[ الأنعام : 73 ] { خلقكم من طين }[ الأنعام : 2 ] { يطعم ولا يطعم }[ الأنعام : 14 ] { ويرسل عليكم حفظة }[ الأنعام : 61 ] { من ينجيكم من ظلمات البر والبحر }[ الأنعام : 63 ] { الله ينجيكم منها ومن كل كرب }[ الأنعام : 64 ] قدم النفع في قوله : { ما لا ينفعنا ولا يضرنا } أي لا يقدر على شيء من ذلك ، ليكونوا على غاية اليأس من إتباع حزب الله لهم ، وهذا كالتعليل لقوله{ إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله }[ الأنعام : 56 ] . اهـ

قال تعالى{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} [المائدة: 76]

قدم الضر على النفع من باب تقديم الأولى والأهم المناسب لمعنى الآية
قال أبو السعود :"وتقديم الضرر على النفع لأن التحرز عنه أهمُ من تحرّي النفع ، ولأن أدنى درجات التأثير دفع الشر ، ثم جلب الخير . اهـ
قال ابن عاشور: وقُدّمالضَرّ على النّفع لأنّ النّفوس أشدّ تطلّعاً إلى دفعه من تطلّعها إلى جلب النّفع ، فكان أعظمَ ما يدفعهم إلى عبادة الأصنام أنّ يستدفعوا بها الأضرار بالنّصر على الأعداء وبتجنّبها إلحاق الإضرار بعابديها .اهـ

ويمكن القول أيضا أن الآية جاءت في سياق الاستنكار عن عبادة المسيح؛ والغلو فيه .
..فكيف تعبدونه وهو لا يملك لنفسه دفع الضر وجلب النفع..فكثيراً ما تعرّض هو وأتباعه للأذى على أيدي أعدائهم ، ولولا أنّ الله شمله بلطفه لما استطاع أن يخطو خطوة واحدة .
لهذا ناسب تقديم الضر على النفع لمناسبة سياق الآيات والله أعلم

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:

قال تعالى : (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) [سبأ : 15]
بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ
تنكير بلدة للتعظيم..لبيان عظم أمرها وقيدت النكرة بالوصف "بلدة طيبة" لمزيد بيان عظم شأنها وما كان عليه من رغد العيش والرفاهية والنعيم الدائم
حتى أنه يروى أنها كانت لطيفة الهواء حسنة التربة لا تحذف فيها عامة ولا يكون فيها هامة حتى أن الغريب إذا حلها وفي ثيابه قمل أو براغيث ماتت ، وأنها كانت عذبة الماء طيبة الهواء وأنه ليس فيها حر يؤذي في الصيف ولا برد يؤذي في الشتاء
قال ابن عاشور: وعُدل عن إضافة { بلدة } إلى ضميرهم لتكون الجملة خفيفة على اللسان فتكون بمنزلة المثَل ..اهـ
وَرَبٌّ غَفُورٌ؛
تنكير "رب " للتعظيم
قال ابن عاشور:" والعدول عن إضافة { رب } لضمير المخاطبين إلى تنكير { رب } وتقديرِ لام الاختصاص لقصد تشريفهم بهذا الاختصاص ولتكون الجملة على وزان التي قبلها طلباً للتخفيف ولتحصل المزاوجة بين الفقرتين فتسيرا مسير المثل .اهـ
قال سيد قطب:" سماحة في الأرض بالنعمة والرخاء . وسماحة في السماء بالعفو والغفران . فماذا يقعدهم عن الحمد والشكران...؟
فاتك الكلام عن (رزق ربكم)
تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:

قال تعالى : ( إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر : 14]
في هذه الآية وصل في ثلاثة مواضع
الموضع الأول : ' وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ' ؛ جملة معطوفة على جملة { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم } ، تأكيدا لها .وتقريرا لمضمونها
فالمعبودين من دون الله لا يستجيبون سواء سمعوا دعاء المدعوين أم لم يسمعوا ؛ فعلى فرض وتقدير سماعهم لا يستجيبوا ؛ فكيف وهم لا يسمعوا؛ فعدم الاستجابة عِنْد عدم السماع أولى
فعدم إجابتها دليل على أنها لا تسمع
الموضع الثاني : **" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ.. عطف على الجملة السابقة هو لبيان حال الأصنام مع عابديهم يوم القيامة بعدما بين حالها في الدنيا
قال ابن عاشور : " ولما كشف حال الأصنام في الدنيا بما فيه تأييس من انتفاعهم بها فيها كمِّل كشف أمرها في الآخرة بأن تلك الأصنام ينطقها الله فتتبرأ من شركهم ، أي تتبرأ من أن تكون دعت له أو رضيت به" اه
الموضع الثالث: وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
عطف على ما سبق لبيان تحقق تلك الأخبار الواردة في الآية لأن الذي أخبر بها خبير عليم ببواطن الأمور و خفايا الأشياء لا يخفى عليه شيء.
قال ابن عاشور: تذييل لتحقيق هذه الأخبار بأن المخبِر بها هو الخبير بها وبغيرها ولا يخبرك أحد مثل ما يخبرك هو اهـ
*
تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:

3: قول الله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)}
من :اسم شرط لفظه مفرد ومعناه عام
-كفر؛ كفره: بالإفراد حملا على اللفظ.لإرادة التنصيص على كل فرد كفر كائناً من كان فإنه لا يحزنك ولا يضرك شيئا
قال البقاعي رحمه الله: وأفرد الضمير باعتبار لفظ من لإرادة التنصيص على كل 15 فرد فقال : { كفره } 16 كائناً من كان 17 فإنه لم يَفُتك شيء فيه خير ولا معجز لنا ليحزنك ، ولا تبعة عليك بسببه ،.اهـ
-مرجعهم ؛ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا : الضمائر الثلاثة بالجمع حملا على المعنى لإرادة العموم وأن الجميع دون استثناء مصيره إلى الله فيخبره بما عمل في الدنيا من خبيث الأعمال حتى لا يكون هناك سبيل إلى الإنكار ثم يجازيه على ذلك أشد الجزاء .
;
والله أعلم بمراده
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العشرين

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir