دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات التفسير وعلوم القرآن الكريم > دورة تلخيص دروس التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 ربيع الأول 1436هـ/5-01-2015م, 03:01 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدرس الأول: مقدّمة في بيان أهميّة التلخيص العلمي

الدرس الأول: مقدّمة في بيان أهميّة التلخيص العلمي

الحمد لله حمداً كثيراً طبياً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيه أما بعد:
فنحييكم أيّها الإخوة والأخوات في هذه الدورة الميسّرة في أنواع التلخيص وتطبيقاته لدارسي علم التفسير وعلوم القرآن الكريم، ونسأل الله تعالى أن يبارك في هذه الدورة العلمية وينفع بها إنه حميد مجيد.
وهذه الدورة ستكون مختصرة في دروس تبيّن أهمية التلخيص العلمي وأنواعه وكيف تقاس جودة التلخيص العلمي ، ثم يفصّل الشرح في بعض الأنواع ويبيّن بالأمثلة والتطبيقات بإذن الله تعالى.


وطالب العلم بحاجة إلى تحقيق أمور مهمة ليحسن سَيْرُه في طلب العلم ويحصّل علماً غزيراً مؤصّلاً يكون به من أهل العلم إن شاء الله تعالى:
- منها: أن تكون دراسته لمسائل العلم دراسة صحيحة متقنة.
- ومنها: أن تكون دراسته ميسّرة غير شاقّة ولا متكلّفة.
- ومنها: أن يداوم على تلك الدراسة ولا ينقطع عنها ولا يضعف فيها.
- ومنها: أن تكون دراسته على منهج صحيح موصل للطالب إلى مبتغاه بإذن الله.
- فأما الأمر الأول؛ فمن أهمّ وأيسر ما يعين عليه تلخيص الدروس العلمية، والتعرف على طرق استخلاص المسائل، وتحرير القول فيها، والتعرف على مآخذها وحججها وعللها، والتفطّن لما يذكره العلماء من المسائل بعبارات قد يخفى ما وراؤها على بعض المتعجّلين من طلاب العلم.
- وأما الأمر الثاني؛ ففائدته أنه يعين الطالب على أن يعتاد طلب العلم ويألفه ويلتذ به ولا يجده عسراً متلويّا، ولا شاقّا متكلّفاً، فإنّ مَنْ حَمَل نفسه على طريقة عَسِرة في طلب العلم قد يحرمها مواصلة الطلب؛ لأن النفس تسأم وتملّ من تحمّل المشاقّ ما لم تر لتحمّلها أثراً نافعاً يُذهب عن النفس شعورها بعسر ما تتحمّله وثقله؛ فلذلك كان من المهمّ أن يسلك طالب العلم في طلبه طريقة صحيحة ميسّرة يرتاح لها وتخفّ عليه ويمكنه المداومة عليها.
ولا يخلو طلب العلم من مشقّة في الأصل، لكن إذا كانت المشقّة محتملة والطريقة ميسّرة في الغالب كان ذلك أدعى لمواصلة طلب العلم، وعدم الانقطاع عنه، وإذا احتاج الطالب إلى تعلم بعض المهارات التي قد يشقّ عليه تعلمها في أوّل الأمر، وصبر عليها حتى تخفّ عليه ويحسن فهمها واستعمالها كان ذلك أدعى لحسن تحصيله العلمي ومتانته.
- وأما الأمر الثالث؛ فهو من أسباب تحصيل العلم الغزير وبركته؛ فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ، وإذا أحبّ الله عملاً بارك فيه.
- وأما الأمر الرابع؛ فمن أسباب تحققه أن يكون طلبه للعلم بإشراف من عالمٍ أو طالب علم متمكّن عارف بطرق التعلم.

***

والطلاب يتفاوتون في هذه الأمور تفاوتاً كبيراً، ويظهر أثر هذا التفاوت على تحصيلهم العلمي، فمنهم من يكون حسن التحصيل ذكيًّا فَهِمًا ، ومنهم من يقرأ الدرس ولا يضبط منه إلا شيئاً يسيراً.

ومن أراد أن يتبيّن ذلك فليعرض درساً من دروس العلم على جماعة من الطلاب ثم لينظر تفاوتهم في الفهم وحسن التحصيل.

فلو فرضنا أن درساً من الدروس يحتوي على عشرين مسألة؛ ودَرَسَه طالبان متفاوتان في المهارات العلمية؛ فقد تجد أحدهما يحسن التعرف على هذه المسائل، ويضبط ما قيل في كل مسألة من الأقوال وحججها وعللها وما يتّصل بها.

وتجد الآخر ربّما يقرأ الدرس ولا يعرف منه سوى بضع مسائل على ضعف شديد في تحرير القول فيها.

فإذا اجتمع للأول منهما مداومة الدراسة والتمرن على المهارات العلمية التي تمكّنه بإذن الله من التعرف على أبواب جديدة من العلم؛ فإنّه يحصّل في مدة ليست بالطويلة علماً غزيراً مباركاً، وصاحب الهمّة شغوف بما يهتمّ له، فيزيده هذا الحرص نهمة في الطلب حتى يبلغ مبلغاً عظيماً في العلم، وتتوسّع مداركه ويرسخ علمه ويزداد فهماً وذكاء وخبرة بمسائل العلم بإذن الله تعالى.

وإذا اجتمع للآخر منهما مع ضعف تحصيله تذبذبُه في الدراسة وانقطاعه فإنه يعود أشبه بالعوامّ منه بطلاب العلم، بل ربّما حصل له من سوء فهمه وتلبّسه بلباس أهل العلم وتحدّثه بلسانهم ما يُفشي به بعض الأخطاء في المسائل العلمية وهو يحسب أنه ينشر العلم.

ولذلك تجد طلاب العلم على أربعة أقسام:
القسم الأول: تحصيلهم العلمي متقن دائم؛ فهؤلاء بأفضل المنازل، ولو كانت مداومتهم على قدر يسير من العلم؛ فإن الديمومة بركة؛ فهي كالماء الذي يتعاهد به الساقي زرعه حتى يثمر ويُنتفع به.
والقسم الثاني: تحصيلهم العلمي متقن لكنّه متقطّع ؛ فهؤلاء يلحقهم من الضعف والنسيان بقدر تفريطهم وانقطاعهم، ويبقى لديهم ضبط جيّد لبعض المسائل.
والقسم الثالث: تحصيلهم العلمي ضعيف لكنّه دائم؛ فهؤلاء يُرجى لهم بمواصلة التعلّم، ومراجعتهم للمسائل العلمية، ومذاكرة أهل العلم، ورجوعهم إلى العلماء والتأدّب معهم، مع صلاح النيّة وزكاء النفس أن يُوفّقوا للصواب، وأمّا من فرّط في هذه الأصول فيخشى عليه من سوء الفهم في العلم والزيغ عن السنة.
والقسم الرابع: تحصيلهم العلمي ضعيف متقطّع ؛ فهؤلاء لا يزالون كذلك غالباً حتى يعدّوا من العوامّ، ومَن تعالَـم منهم ظهر عواره وبانت سوءاته.

ومقصود هذه الدورة إعانة الطالب على حسن التحصيل العلمي وقوّته، والتعرّف على الأدوات العلمية التي يدرك بها أذكياء أهل العلم مسائل العلم بتوفيق الله تعالى.

وهذه الأدوات العلمية ترجع إلى أصول مهمّة مَنْ أحسن معرفتها والتدرّب عليه سهلت عليه بإذن الله، وقارب أن يكون تحصيله العلمي حسناً متقناً، ويبقى عليه مداومة التحصيل العلمي وعدم التوقف والتذبذب والانقطاع.

والمداومة على طلب العلم يستفاد بها ثمرات جليلة:
- منها: محبّة الله تعالى للعمل الذي يقوم به طالب العلم من الدراسة والمذاكرة التي داوم عليها؛ فإن الله تعالى يحبّ العلم، وأحبّ العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه؛ فيكون طالب العلم قد داوم على أمر هو من أحبّ الأعمال إلى الله.
- ومنها: البركة؛ فإنّ الله تعالى إذا أحبّ عملاً بارك فيه، وإذا بارك في شيء نفع به.
- ومنها: تنمية ملَكات الطالب العلمية وقدراته الذهنية وتوسيع مداركه فيكون فهمه للمسائل العلمية أحسن وأيسر وأسرع، ويكتسب دربة حسنة على أصول دراسة مسائل العلم.
- ومنها: رسوخ علمه بكثرة مراجعته لما درس وازدياده من العلم ؛ فإنّ مسائل العلم لها أصول جامعة من ضبطها كانت دراسته لتفاصيلها ترسيخاً لتلك الأصول وازديادا من المعرفة بها من جوانب متعددة.
وهذه الثمرات الجليلة لها آثارها العظيمة على طالب العلم في خاصة نفسه وفيمن حوله ممن يعلّمهم ويفتيهم ويدعوهم.
والمقصود أن المداومة على طلب العلم أمر مهم لا يُغني عنه ذكاء الطالب ولا قدراته الذهنية مهما بلغت.
وانتظام الطالب في الدراسة في هذا البرنامج أرجو أن يحقق له قدراً حسناً من المداومة؛ فإنّه إذا انتظم في الدراسة ساعتين يومياً أو ثلاث ساعات في مدّة البرنامج فإنّ تلك مداومة حسنة، ويوصى بأن يواصل الطالب التعلّم بعد التخرج بالبرنامج فإنّه كلما كان أحسن مداومة كان انتفاعه بطلبه للعلم أفضل وأعظم بركة.

لكن الذي سنركّز عليه في هذه الدورة هو إحسان دراسة الدروس العلمية، وأقرب الطرق إلى تحقيق ذلك هو التلخيص العلمي؛ ولذلك كانت العناية بالتلخيص العلمي في برنامج دراسة التفسير عناية ظاهرة لأننا نراه الركيزة التي يبني عليها الطالب فهمه لما يدرس من الدروس العلمية؛ فإن أحسن استخلاص المسائل وتحرير الأقوال فيها وتمرّن على استعمال ما يقيس به حُسْن فهمه لمسائل الدرس أعانه ذلك على اكتساب حسن التحصيل العلمي وقوّته.

تنبيه:
وأود أن أنبّه إلى أن مرادنا بالتلخيص العلمي ليس مجرد اختصار عبارات الدرس وتقليل عرض محتواه، بل هو أداة لقياس فهم الطالب لمسائل الدرس، وقدرته على استخلاص المسائل وجمع ما يتصل بكل مسألة من الكلام المتفرّق في الدرس وتحرير الأقوال فيها والتعبير عن ذلك بعبارة حسنة جامعة من غير إسهاب ولا تقصير.

والله الموفّق والهادي إلى سواء السبيل


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir