دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1443هـ/20-12-2021م, 06:29 AM
عزيزة أحمد عزيزة أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 174
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" وفقا للأسلوب الوعظي

الحمد لله رب العالمين إله الأولين و الآخرين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
أما بعد فمن أقوى العقائد تأثيرا في قلب المؤمن عقيدة الإيمان باليوم الآخر فهو الدافع القوي للعمل الصالح والكف عما يغضب الله تبارك وتعالى ولذلك علق الله تبارك وتعالى كثيرا من الأحكام على هذه العقيدة قائلا "إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر" النساء/٥٩
ومن هول ذلك اليوم ذكرنا تبارك وتعالى به في غير ما آية من كتابه وسماه بأكثر من اسم تدل على عظم وهول المسمى فسماه يوم الصاخة ويوم الحاقة ويوم الطامة ويوم القارعة ويوم الحسرة ويوم التناد ويوم التغابن ويوم الدين وغيرها من الأسماء
بل وجعل تعالى من مهام الرسل إنذار أقوامهم ذلك اليوم فقال تعالى "وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه" الشورى/٧
وفصل لنا سبحانه عن أهوال ذلك اليوم وما يحدث فيه، فمن ذلك قوله تعالى "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" وقد ورد عن النبي أنه قال "يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير* وأمّا الثّالثة فعند ذلك تطير الصّحف في الأيدي، فآخذٌ بيمينه وآخذٌ بشماله".
وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنّه أخفّ عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر: {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}.."
فهو حقا كما قال عمر العرض الأكبر، يعرض عمل العبد كله الصغير والكبير والنقير والقطمير والقليل والكثير، فيا حريصًا على إخفاء عملك ومجاهدا في حظ نفسك، ضع ذلك العرض نصب عينيك واستح من ربك حق الحياء، فما تستره اليوم علانية عنده معروضا على رؤوس الأشهاد يوم العرض، لا يخفى منه شيء فواحسرة على ساعات انقضت فيما لا ينفع، ويا حسرة على أوقات غفلنا فيها عن ذلك اليوم وعن الاستعداد له.
إنه اليوم الذي حذره كل رسول قومه، قال تعالى "إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم" هود/٢٦
وقال تعالى "فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا" المزمل/١٧
وا حسرتي وا شقوتي .. من يوم نشر كتابيه
وا طول حزني إن أكن .. أوتيته بشماليه
وإذا سئلت عن الخطايا .. ماذا يكون حواليه
وا حر قلبي إن يكن .. مع القلوب القاسية
فكل الأعمال معروضة في ذلك اليوم، قال تعالى "إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"
وكان الصالحون أشد محاسبة لأنفسهم من التاجر الشحيح، وقد ورد عن الإمام ابن دقيق العيد - رحمه الله أنه قال -:
" ما تكلمتُ كلمةً ، ولا فعلتُ فعلاً ، إلا وأعددتُ له جواباً بين يدي الله عز وجل ".
« طبقات الشافعية الكبرى » (9 /212)
فأعد لسؤلك جوابا وحاسب نفسك هنا ليسهل عليك الحساب والعرض غدا وتهيأ للعرض على الملك العدل الذي لايخفى عليه خافية، نسأل الله أن ييسر حسابنا وييمن كتابنا ويسترنا يوم العرض

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الأولى 1443هـ/26-12-2021م, 12:07 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزيزة أحمد مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" وفقا للأسلوب الوعظي

الحمد لله رب العالمين إله الأولين و الآخرين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
أما بعد فمن أقوى العقائد تأثيرا في قلب المؤمن عقيدة الإيمان باليوم الآخر فهو الدافع القوي للعمل الصالح والكف عما يغضب الله تبارك وتعالى ولذلك علق الله تبارك وتعالى كثيرا من الأحكام على هذه العقيدة قائلا "إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر" النساء/٥٩
ومن هول ذلك اليوم ذكرنا تبارك وتعالى به في غير ما آية من كتابه وسماه بأكثر من اسم تدل على عظم وهول المسمى فسماه يوم الصاخة ويوم الحاقة ويوم الطامة ويوم القارعة ويوم الحسرة ويوم التناد ويوم التغابن ويوم الدين وغيرها من الأسماء
بل وجعل تعالى من مهام الرسل إنذار أقوامهم ذلك اليوم فقال تعالى "وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه" الشورى/٧
وفصل لنا سبحانه عن أهوال ذلك اليوم وما يحدث فيه، فمن ذلك قوله تعالى "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" وقد ورد عن النبي أنه قال "يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير* وأمّا الثّالثة فعند ذلك تطير الصّحف في الأيدي، فآخذٌ بيمينه وآخذٌ بشماله".
وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنّه أخفّ عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر: {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}.."
فهو حقا كما قال عمر العرض الأكبر، يعرض عمل العبد كله الصغير والكبير والنقير والقطمير والقليل والكثير، فيا حريصًا على إخفاء عملك ومجاهدا في حظ نفسك، ضع ذلك العرض نصب عينيك واستح من ربك حق الحياء، فما تستره اليوم علانية عنده معروضا على رؤوس الأشهاد يوم العرض، لا يخفى منه شيء فواحسرة على ساعات انقضت فيما لا ينفع، ويا حسرة على أوقات غفلنا فيها عن ذلك اليوم وعن الاستعداد له.
إنه اليوم الذي حذره كل رسول قومه، قال تعالى "إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم" هود/٢٦
وقال تعالى "فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا" المزمل/١٧
وا حسرتي وا شقوتي .. من يوم نشر كتابيه
وا طول حزني إن أكن .. أوتيته بشماليه
وإذا سئلت عن الخطايا .. ماذا يكون حواليه
وا حر قلبي إن يكن .. مع القلوب القاسية
فكل الأعمال معروضة في ذلك اليوم، قال تعالى "إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"
وكان الصالحون أشد محاسبة لأنفسهم من التاجر الشحيح، وقد ورد عن الإمام ابن دقيق العيد - رحمه الله أنه قال -:
" ما تكلمتُ كلمةً ، ولا فعلتُ فعلاً ، إلا وأعددتُ له جواباً بين يدي الله عز وجل ".
« طبقات الشافعية الكبرى » (9 /212)
فأعد لسؤلك جوابا وحاسب نفسك هنا ليسهل عليك الحساب والعرض غدا وتهيأ للعرض على الملك العدل الذي لايخفى عليه خافية، نسأل الله أن ييسر حسابنا وييمن كتابنا ويسترنا يوم العرض
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir