دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1440هـ/29-08-2019م, 11:23 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الأول: مجلس القسم الرابع من دورة "سير أعلام المفسرين"



مجلس القسم الرابع من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 محرم 1441هـ/1-09-2019م, 10:29 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

سيرة المفسر الإمام الحسن البصري:

اسمه ونسبه ومولده :
-الإمام أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري ،واسم أبي الحسن يسار
-ولد الحسن لأبوين من سبي ميسان (جنوب بابل بالعراق) ووقعا لرجل من بنى النجار تزوج امرأة من بنى سلمة فأمهرهماها فأعتقتهما
-قيل كان أبوه مولى لزيد بن ثابت ، وقيل كان أبوه يسار مولى لأبي اليسر الأنصاري ، وأمه مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
-ولد بالربذة عام 21ه قبل وفاة عمر بن الخطاب بعامين ثم نشأ بالمدينة

نشأته :
- كانت أول نشأته في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها إذ كانت أمه جارية لها منقطعة لخدمتها
-وروى أبو نعيم في الحلية أن أم سلمة كانت تبعث أم الحسن في حاجتها فيبكى الحسن فرقت له فألقمته ثديها فدر عليه اللبن وكان يقال: إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة بذلك اللبن الذي شربه.
-وكانت أمه تخرجه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيدعون له فأخرجته إلى عمر رضي الله عنه فقال {اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس}
-ثم نشأ الحسن بوادى القرى فتعلم الفصاحة ،وحفظ القرآن وهو ابن أربع عشرة سنة
-لقي جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحفظ من علمهم وهديهم ما ظهر به أثره عليه واشتهر به فيما بعد.فقد شهد الجمعة مع عثمان وهو يخطب وشهد يوم الدار يوم مقتل عثمان وهو ابن أربع عشرة سنة ثم انتقل إلى البصرة فتلقى العلم وأخذه عمن كان بالبصرة من الصحابة

علمه وفضله:
-الحسن من كبار الأئمة وفقهائهم متفق على جلالة قدره في العلم فقد كان رجل أهل البصرة في زمانه بعد جابر بن زيد ؛فهو الإمام العابد الزاهد الفقيه المفسر
وكان موضع ثناء من الصحابة والتابعين وتابعيهم لعلمه وفضله
- فمن ثناء الصحابة قول أنس بن مالك رضي الله عنه حين سئل عن مسألة فقال {سلوا مولانا الحسن}فيقولون :يا أبا حمزة نسألك فتقول سلوا مولانا الحسن ؟فيقول :إنا سمعنا وسمع فنسينا وحفظ )
- ومن ثناء التابعين عليه مارواه البخاري في التاريخ الكبير عن مورق العجلي قال :قال لى قتادة {يا مورّق الزم هذا الشيخ - يعني الحسن بن أبي الحسن - فخذ منه ! فإنى والله! ما رأيت رجلاً قطّ أشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه ، وقد مدحه أبو بردة بن أبي موسى الأشعرى رضى الله عنهما فقال: ما رأيت رجلا قط لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الشيخ يعني - الحسن
-وروى ابن سعد عن قتادة :كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام ،وعن يونس بن عبيد قال :كان الحسن والله من رؤوس العلماء في الفتن والدماء .
-وقال الذهبي: مناقبه كثيرة ومحاسنه غزيرة، كان رأسا في العلم والحديث، إماما مجتهدا كثير الاطلاع، رأسا في القرآن وتفسيره، رأسا في الوعظ والتذكير، رأسا في الحلم والعبادة، رأسا في الزهد والصدق، رأسا في الفصاحة والبلاغة، رأسا في الأيد والشجاعة
صفاته وسيرته:
-كان الحسن رحمه الله رجلا جسيما وسيما مهيبا شجاعا ذا مروءة وافرة حتى قيل عنه أجمل الناس، وأروى الناس، وأسخى الناس، وأفصح الناس وذلك أنه سبق اللحن ولم تتطرق إليه العجمة حتى قال عنه الشافعي :((لو أشاء أن أقول إن القرآن نزل بلغة الحسن لقلت لفصاحته) ،ينطق بالحكمة لما ينطوى كلامه على شواهد صدقه وقال الأعمش عنه :مازال الحسن يبتغي الحكمة حتى نطق بها
وكان طويل الحزن ويعلل ذلك فيقول : نضحك ولعل الله قد اطلع على أعمالنا فقال لا أقبل منكم شيئا، وكان يقول: يحق لمن يعلم أن الموت مورده، وأن الساعة موعده، وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده؛ أن يطول حزنه ،ويقول : طول الحزن في الدنيا تلقيح العمل الصالح
وقال أيضا : والله ما من الناس رجل أدرك القرن الأول أصبح بين ظهرانيكم إلا أصبح مغموما وأمسى مغموما
فيتضح من أقواله أن سبب طول حزنه كثرة تفكره في قبول العمل ،وذكر الموت والقدوم على الله والوقوف بين يديه للسؤال ،ونظره لمن عاصرهم من الصحابة وما رأى من أحوالهم واحتقار شأنه إلى جانب شأنهم فيزدرى من نفسه وعمله
وكان بصيرا بالفتن والمخارج منها محبوبا لدى العامة والخاصة وكان كل من يراه ينتفع به وإن لم يسمع كلامه أو ير عمله وذلك لما له من هدي وسمت حسن وخشوع ظاهر حتى يتأثر به من يراه فيذكر الله وعظمته وما ينبغي له من الإستقامة على شرعه :{ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قيل: يا رسول الله من أولياء الله، قال:{ الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى}، أي لحسن سمتهم وإخباتهم، أخرجه ابن المبارك، والترمذي في نوادر الأصول وأبو الشيخ وابن مردويه وآخرون كما ذكر الآلوسي. .
-وقد أثنى عليه يونس بن عبيد بأنه لم ير رجلا قوله أقرب لفعله من الحسن
-سأل مسلمة بن عبد الملك خالد بن صفوان عن الحسن أن يصفه له فقال : أصلح الله الأمير أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في حلقته، وأعلم مَن قِبَلي به، كان أشبه الناس سريرة بعلانية وأشبه قولا بفعل، إن قعد على أمر قام به، وإن قام بأمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعملَ الناس به، وإن نهى عن شيء كان أتركَ الناس له، رأيته مستغنيا عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه قال حسبك حسبك، كيف ضلَّ قوم كان هذا فيهم؟ يعني باتّباعهم ابن المهلب
فيفهم من كلام خالد بن صفوان أنه كان صادقا والصدق مطابقة القول والعمل محسنا فى القيام بالأعمال إذا أمر أو نهى كأنما يخاطب نفسه قبل أن يخاطب غيره هذا مع استغنائه عن الناس والتطلع لما في أيديهم فيفرغ قلبه من هموم الدنيا فيصفو قلبه لربه رحمه الله

سماع الحسن ورؤيته ورواياته :
رؤيته:رأى جماعة من الصحابة منهم عثمان وعلي وطلحة والزبير وجماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم وقيل لم يصح له سماع منهم
سماعه :اختلف في سماعه من أبي هريرة وسمرة وعثمان بن أبي العاص واالراجح أنه سمع منهم وبعض حديثه عن سمرة من صحيفة كانت عنده
روايته: روى عن ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وعمران بن الحصين وأبي موسى الأشعري وعقبة بن عامر، وغيرهم ، وروى عن جماعة من كبار التابعين منهم: أبو العالية الرياحي وحطان بن عبد الله الرقاشي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير وغيرهم
وأخذ عن نوف البكالي بعض الإسرائيليات .
وأرسل عن عمر ومعاذ وأبيّ بن كعب وعمار بن ياسر وسعد بن عبادة

حاله مع القرآن :
-كان يقرأ القرآن فيبكى حتى يتحادر الدمع على لحيته وكان يقول : إن هذا القرآن قرأه عبيد وصبيان لم يأخذوه من أوله ولا علم لهم بتأويله، إن
أحق الناس بهذا القرآن من رُئي في عمله " قال الله عز وجل في كتابه {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}
وإنما تدبر آياته اتباعه بعمله، يقول أحدهم لصاحبه: أقارئك، والله ما كانت القراء تفعل هذا، والله ما هم بالقراء ولا الورعة لا كثر الله في الناس أمثالهم) رواه البيهقي في شعب الإيمان

-وأما خوفه من العجب والرياء :
فقد رأى مرة ناسا يتبعونه فقال :ما يبقي هؤلاء من قلب رجل لولا أن المؤمن يرجع إلى نفسه فيعرفها وكان يقول :خفق النعال خلف الرجال قل ما تلبث الحمقى
-وقال :قد كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه وفي لسانه وبصره ويده، يريد بذلك والله اعلم أن طلب العلم بإخلاص وصدق يبعث على تحقيق هذه الأمور لكن من فقدهما فقد أثر العلم وكان وبالا عليه
-كان الحسن إذا أثنى عليه أحد في وجهه كره ذلك، وإذا دعا له سرَّه ذلك ،

زهده وورعه:
-كان الحسن رحمه الله من أزهد الناس بل عد من ثمانية من التابعين انتهى الزهد إليهم
- ومن ورعه أنه دخل السوق يوما فساوم رجلا على ثوب فقال له هو لك بكذا ولو كان لغيرك ما أعطيتكه فقال :فعلتموها ؛فما رئي في السوق بائعا ولامشتريا بعد
-وقال أشعث بن سوار كنا إذا دخلنا على الحسن خرجنا ولا نعدّ الدنيا شيئا،
-وقال عنه مطر الوراق : دخلنا على الحسن نعوده، فما كان في البيت شيء لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه، رواه الفسوي في المعرفة
-ومن زهده وورعه أنه لما استعمل على القضاء أبى أن يأخذ عليه أجرا بل كره أن يتولى القضاء أصلا.
-وقال خالد بن صفوان في زهده وكان من أعلم الناس به :كان آخذ الناس بما أمر به وما رأيته يزاحم على شىء من الدنيا قط
ولعمر الله إن هذه الصفة أعنى فعله والتزامه ما أمر الناس به لصفة عزيزة تفصح عن صدق جوهر صاحبها


أعماله وجهاده :
-كان كاتبا للربيع بن زياد الحارثي في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وقد ولي قضاء البصرة فشكا فعزل
-وكان من أشد الناس إذا حضر البأس وكان من الفرسان الذين يقدمون عند القتال لشجاعته
-وغزا مع عبد الرحمن بن سمرة كابل، والأندقان، والأندغان، وزابلستان ثلاث سنين

مواعظه ووصاياه :
ومما ونقل عنه :
- إن فضل الفعال على المقال مكرمة، وإن فضل المقال على الفعال منقصة
- أما والله لئن تدقدقت بهم الهماليج ووطئت الرحال أعقابهم، إن ذل المعاصي لفي قلوبهم ولقد أبى الله أن يعصيه عبد إلا أذله
- كان الفتى إذا نسك لم نعرفه بمنطقه، وإنما نعرفه بعمله، وذلك العلم النافع
- كم من مستدرج بالإحسان إليه، وكم من مفتون بالثناء عليه، وكم من مغرور بالستر عليه
-وفال غائلة العلم، النسيان

-كتبه:كان للحسن كتب لكنه أمر بها قبل موته فأحرقها جميعا إلا صحيفة واحدة ،وروى ابن سعد عن يحيى بن أبي بكير أن حميدا أخذ كتب الحسن فنسخها ثم ردها عليه


موقفه من فتنة ابن الأشعث خصوصا ومن أهل الأهواء عموما :
كان للحسن رحمه الله موقفا واضحا من الفتن خاصة فتنة الخروج على الأئمة
فقد أكره على الخروج في فتنة ابن الأشعث فلما غفلوا عنه ألقى نفسه في النهر فنجا منهم وقد كاد أن يهلك ،ولما سئل عن الفتن كفتنة ابن المهلب وفتنة ابن الأشعث قال لاتكن مع هؤلاء ولامع هؤلاء
-ولما سئل عن رأيه في الخروج على الحجاج بسبب ظلمه وبغيه قال : أرى أن لا تقاتلوه؛ فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادّي عقوبة الله بأسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين
وقال:لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يفرج عنهم، ولكنهم يفزعون إلى السيف، فيوكلون إليه، فوالله ما جاؤوا بيوم خير قط
فكان رحمه الله لايرى الخروج على ولاة الأمر التزاما بالسنة وأمر النبي بذلك فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية }متفق عليه ، وكان إذا قيل له ألا تخرج ؟تغير وجهه وقال : إن الله إنما يغير بالتوبة ولايغير بالسيف
وهو إرشاد منه رحمه الله إلى المبادرة بالتوبة ومحاسبة النفس ف {إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }
-وقال موضحا لشأن الناس في الفتن :إن الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل
-وكان لايدخل على الأمراء لمناصحتهم ولما سئل عن ذلك بين أن دخوله عليهم لايفيد إذ سيوفهم تسبق لسانه ونصيحته ويقول ليس للمؤمن ان يذل نفسه
-كان رحمه الله بصيرا بأهل الاهواء محذرا من الخوارج والقدرية والصوفية ونهى عن مجالستهم ومجادلتهم والسماع منهم وقد اعتزل مجلسه تلميذه واصل بن عطاء إذ سأله عن حكم عصاة الموحدين فقال الحسن هم تحت المشيئة فقال عطاء بل هم في منزلة بين المنزلتين واعتزل مجلسه وسميت فرقته بالمعتزلة .


ما انتقد به الحسن البصري:
انتقد لأمرين :أما أحدهما فما ذكر عنه في مسألة القدر وأما الثانى فلإرساله وتدليسه وروايته بعض الأحاديث بالمعاني
وإنما نسب إليه مانسب في القدر بسبب أنه بدرت منه كلمة في القدر بعد ما كبر وقد ناظره بعض أهل العلم في زمانه فتاب ورجع عنها والسبب الآخر هو ما كان يعرض عليه من المسائل المجملة المشتبهة فيأخذون جوابه ويحملونه على مذهبهم ولو فصلوا مسائلهم لساءهم ما يجيبهم به
والحقيقة أنه بريء مما نسب إليه في شأن القدر وذلك :
أن الحسن رحمه الله كان من كبار الأئمة الأعلام وقد كثر الرواة عنه جدا ومنهم الأثبات ومنهم الضعفاء ومنهم أهل السنة ومنهم من غيرهم كانوا يحضرون مجالسه متفاوتون في فهومهم والأخذ عنه والرواية عنه كذلك وقد كان من هؤلاء القدرية ينحلونه أقوالهم يروجوها بين الخلق كذبا عليه وافتراء
وصنف آخر في صدورهم بغض له فيقولون عنه أليس يقول كذا ويقول كذا .
وقد كان رحمه الله على منهج أهل السنة في القدر مثبتا له بشهادة أهل السنة انفسهم له فقد روى حماد بن سلمة عن حميد انه قرأ على الحسن القرآن كله فكان يفسره على الإثبات .أي إثبات القدر
وكان الحسن يقول : يا ابن آدم، لا تُرْضِ أحداً بسخط الله، ولا تطيعن أحدا في معصية الله، ولا تحمدن أحدا على فضل الله، ولا تلومن أحدا فيما لم يؤتك الله، إن الله خلق الخلق والخلائق، فمضوا على ما خلقهم عليه، فمن كان يظن أنه مزداد بحرصه في رزقه فليزدد بحرصه في عمره، أو يغير لونه، أو يزيد في أركانه أو بنانه.
ففي كلامه هذا تصريح بإثبات القدر وأن الأمور تجرى بقدره وأن الحرص لايغير مما كتب عند الله شيئا
-وكان يثبت القدر من كلام الله تعالى فقال في قوله تعالى {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين} يقول الشرك سلكه الله في قلوبهم
وقوله تعالى :{ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم} قال :الشياطين لم يكونوا يفتنون إلا من أوجب الله له أن يصلى الجحيم

وأما إرساله وتدليسه وتحديث بالمعانى في بعض الروايات :

1-الإرسال: وهو أن يروى التابعى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة ، والحديث المرسل ليس بحجة لاحتمال تلقي الحديث عن رواة ضعفاء دون طبقة الصحابة
وقيل في سبب إرساله أنه كان يروى كثيرا عن علي بن أبي طالب وكان لايستطيع التصريح باسمه زمن الحجاج،وقال ابن رجب لم يثبت للحسن سماع من علي رضي الله عنه
وقيل كان إذا جاءه الحديث عن واحد ذكره وإذا حدثه بالحديث جماعة أسقطهم جميعا وقال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حكم أهل الحديث على مراسيل الحسن :
-قال علي بن المديني :مراسيل الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها
-وقال أبو زرعة :كل شيء قال الحسن قال رسول الله وجدت له أصلا ما خلا أربعة احاديث
-قال الإمام احمد وليس أضعف من مراسيل الحسن وعطاء فإنهما يأخذان عن كل احد ،فضعف مراسيله لتساهله في أخذ الاحاديث
-وقال محمد بن سيرين :ثلاثة يصدقون من حدثهم –وذكر الحسن منهم ،والمعنى أنهم يصدقون كل من حدثهم ولا يتحرون عن حاله لحسن ظنهم به وهذا القول من ابن سيرين على سبيل الكراهة لهذا الصنيع والانتقاد له

وخلاصة القول في حكم مراسيل الحسن رحمه الله هو حكم المراسيل المعروف عند عامة أهل الحديث وأنها في العموم ليست بحجة إلا في أحوال مخصوصة وبضوابط مخصوصة يعرفها اهل الحديث

2-التدليس
:وهو تحديثه بالعنعنة وإسقاط الواسطة عمدا مع صحة معنى الحديث عنده
وسببه :قيل ربما لكراهته ذكر الواسطة لعلة عارضة أو ربما لنسيانه من حدثه فيعنعن
وأما ما صرح فيه بالتحديث فهو مقبول محتج به عند أهل الحديث

3-تحديثه بالمعاني :فإنه كان يرى جواز التحديث بالمعنى وان الاختلاف اليسير في الألفاظ إن لم يكن عن عمد فلا بأس به
وليعلم أن أداء الحديث بالمعنى جائز عند أكثر العلماء بشرط ان يكون الراوى للحديث عالما بمعانيه
قال السيوطي في تدريب الراوي :وقال جمهور السلف والخلف من الطوائف منهم الأئمة الأربعة: يجوز بالمعنى في جميعه إذا قطع بأداء المعنى، لأن ذلك هو الذي تشهد به أحوال الصحابة والسلف، ويدل عليه روايتهم القصة الواحدة بألفاظ مختلفة.

رواة التفسير عنه:
وهم في كتب التفسير المسندة نحوا من مائة وخمسين راويا على مراتب:
-الأولى :الثقات المكثرون وهم أكثر من حمل علمه وأداه ومنهم قتادة ويونس بن عبيد وحميد وأيوب السختيانى وغيرهم
-الثانية :الثقات المقلون : ومنهم ثابت البنانى وعمير بن حدير ومالك بن دينار وغيرهم
-الثالثة :القبولون وروايتهم مقبولة إذا خلت من النكارة ومخالفة من هو أوثق منهم سفيان بن حسين الواسطي، وسهل بن أبي الصلت السراج، ومطر بن طهمان الوراق وغيرهم
-الرابعة :ثقات يروون عنه بواسطة يسقطونها غالبا وهم معمر بن راشد ومطرف بن طريف
-الخامسة :المختلف فيهم عند الأئمة مابين موثق ومضعف ومنهم المبارك بن فضالة روى كثيرا عنه وهو مختلف في توثيقه وكان شديد التدليس وغيره
-السادسة :مجهولو الحال ومنهم أبو روح عبد الرحمن بن سنان السكوني الحمصي، وأبو بشر عبد الله بن بشر الحلبي، وحمزة بن دينار.
-السابعة :ممن تعتبر روايتهم ويكتب حديثهم ولايحتج به منهم ليث بن أبي سليم، وعلي بن زيد بن جدعان، وأبو سلمة عباد بن منصور الناجي وغيرهم
-الثامنة :وهم المتروكون :إما متروكون لكذبهم وإما لفحش خطئهم ومنهم أبان بن أبي عياش، وأبو بكر الهذلي، وعمرو بن عبيد رأس المعتزلة، وأبو عبيدة بكر بن الأسود الناجي وغيرهم

مروياته في التفسير :
{هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} قال: «إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وإن المنافق أساء الظن فأساء العمل» رواه أبو نعيم.
- و قرأ هذه الآية: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} الآية، ثم وقف فقال: «إن الله جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة فوالله ما ترك العدل والإحسان شيئا من طاعة الله عز وجل إلا جمعه ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئا إلا جمعه» رواه أبو نعيم.
- و قال: (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقته الأعمال، من قال حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله، ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل، ذلك بأن الله تعالى قال: {إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه}). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال ، {إن الإنسان لربه لكنود} قال:(يعدد المصائب، وينسى النعم). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال، في قوله عز وجل: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} ، قال: (لا تعتلوا بالله، لا يقل أحدكم: إني آليت أن لا أصل رحما، ولا أسعى في صلاح، ولا أتصدق من مالي، كفر عن يمينك وائت الذي حلفت عليه). رواه البيهقي في شعب الإيمان.

وفاته:

مات الحسن ليلة الجمعة في شهر رجب لسنة عشر ومائة وهو ابن نحو ثمان وثمانين سنة وغسله أيوب وحميد الطويل في خلافة هشام بن عبد الملك
ومات قبل محمد بن سيرين بمائة يوم ولما أخبر ابن سيرين بموت الحسن ترحم عليه وأمسك عن الكلام فما حدث بحديث حتى غربت الشمس من حزنه عليه

ما استفدته من دراستى لسيرة هذا الإمام الجليل :
1-زيادة اليقين بجلالة قدر السلف خاصة أصحاب القرون المفضلة
2-التعجب من كمال زهدهم وورعهم وانصرافهم عن الدنيا وفي قراءة سيرهم تحضيض على التأسي بهم
3-الرغبة في الإطلاع على جميع أقواله في الوعظ والتذكير والتفسير خاصة وقد مدحه أولو الفضل والعلم
4-معرفة أحوال مروياته في التفسير رحمه الله والموقف منها في حال إسنادها أو إرسالها
5-التعرف على طبقة الرواة عنه يفيد في معرفة درجة صحة الحديث عنه وهو مهم في التفسير
6-العلم المقرون بالخشية هو العلم النافع المثمر للتقوى والزهد في الدنيا
7-معرفة ما انتقد به رحمه الله وسببه وكيفية الرد عليه مهم جدا لطالب العلم ليكون على بينة من أمره إذا أثيرت شبهة ما عن عالم جليل أن يكون عالما بأصلها وسببها والجواب عنها
8-النشأة الطيبة من كون البيئة صالحة والصحبة صالحة عامل قوى في استقامة المرء على دين الله فلقد عاصر الصحابة ومخضرمى التابعين وأخذ من علمهم وهديهم وسمتهم
9-الرضاع يؤثر في الخلق ووراثة الحكمة إن صح مانقل عنه أنه رضع من زوج النبي صلى الله عليه وسلم
10-ما من عالم إلا وله أعداء كما أن له محبون
11-استفدت فائدة كبيرة بالنسبة لى فقد كنت أقرأ في تفسير ابن عطية اسم الحسن بن أبي الحسن ويشتبه علي هل هو البصري أم غيره وقد تبين لى والحمد لله
12-عندى استفسار بشأن كتبه وهل أحرقها تورعا وخوفا أن يكون فيها خطأ أم كراهية النقل عنه ؟

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 محرم 1441هـ/1-09-2019م, 06:43 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وإمام المتقين وحبيب رب العالمين .
أما بعد :
فإني أتناول في هذه السطور سيرة التابعي الجليل أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي (ت:104هـ)رحمه الله تعالى وأحسن إليه .
ولد هذا العالم الجليل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،وذلك في السنة السادسة منها كما روى أهل السير .
قال السري بن إسماعيل: (سمعت الشعبي يقول: ولدت سنة جلولاء). رواه ابن سعد.
وذكر الذهبي رحمه الله :أن فتح جلولاء كان في سنة تسع عشرة من الهجرة النبوية .
وهذا زمن الصحابة رضي الله عنهم ؛لذا نشأالشعبي رحمه الله نشأة صالحة حسنة ،فسمع من كثير من الصحابة رضي الله عنهم وصاحبهم و تعلم منهم وحفظ كثيرا من مروياتهم ،وذلك لما حباه الله به من صفات كثيرة فقد كان ذكيّا حافظاً فهماً عاقلاً ؛ فلا يسمع شيئا إلا يعيه ويحفظه .
قال عنه ابن حبان: (روى عن خمسين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وكان ممن روى عنهم : ابن عباس وأبو موسى الأشعري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وعدي بن حاتم، وأبو جحيفة السوائي، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، والنعمان بن بشير، وفاطمة بنت قيس، وغيرهم.
كما روى عن بعض التابعين رحمهم الله من أمثال : الربيع بن خثيم، ومسروق، وشريح القاضي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعلقمة، وعكرمة، وغيرهم.
فأهله ذلك إلى تولّى القضاء بالكوفة،كما جلس للحديث والإفتاء ،وكان ممن نشر العلم وبلغه ؛كما أنه كان عالماً بمسائل الإجماع والخلاف، حافظاً لها ،وروي عنه في هذا الشأن أعاجيب.
روى الخطيب البغدادي في فضل هذا العالم الجليل أن سفيان بن عيينة قال عنه :(كان في الناس ثلاثة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه).
و لم يمنعه علمه وفضله من مداعبة الناس وإدخال السرور عليهم فقد اشتهر بالدعابة وله طرائف مشهورة ، وفِي بعضها زيادات لا تصح .
كما كان رحمه الله متواضعا ولايستحيي من قول لا أدري، إذا سُئل عما لا يعلم،كما كان يكره مسائل أهل الرأي.
قال عنه الصلت بن بهرام: (ما رأيت رجلا بلغ مبلغ الشعبي أكثر قول "لا أدري" منه).رواه ابن سعد.
وكان بعض الأمراء ينتدبونه للأمور المهمة لثقتهم بمعرفته وحسن منطقه وبصيرته ،ومماروي في ذلك أن عبد الملك بن مروان بعثه إلى ملك الروم؛ فتعجّب منه،وبعث إلى عبد الملك: عجبت لأهل ديانتك كيف لم يولّوا رسولك عليهم!!
فذكر ذلك عبد الملك للشعبي: فقال: هذا لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين!!
فقال عبد الملك: إنما حسدني عليك، وأراد أن يغريني بقتلك.
وهذا الموقف يُبين رجاحة عقل الشعبي رحمه الله وسرعة بديهته لأنه أجاب عبد الملك بالجواب الذي يرضيه ويبطل مكيدة ملك الروم به .
روى عنه في التفسير: إسماعيل بن أبي خالد، وحصين بن عبد الرحمن، ومطرّف بن طريف، وأبو إسحاق الشيباني، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وداوود بن أبي هند، ومغيرة بن مقسم، وعاصم الأحول، وزبيد اليامي، وعطاء بن السائب، وأشعث بن سوار، ومجالد بن سعيد، وجماعة.
ومن مروياته في التفسير مارواه ابن جرير رحمه الله عن هشيم قال :أخبرنا زكريا، عن الشعبي قال:({الجبت}: السحر، و{الطاغوت}: الشيطان).
مات رحمه الله فجأة سنة 104هـ.
ما استفدته من سيرته رحمه الله :
-مصاحبة الصالحين وملازمتهم سبب للفلاح في الدارين
-العلم يؤخذ من منهله الصافي وهم العلماء الربانيين الذين باعوا أنفسهم لله تعالى ابتغاء مرضاته
-العلم الغزير لا يمنع صاحبه من التواضع لأننا مهما تعلمنا فلن نبلغ قطرة من علم الله،قال تعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
-العلم والفقه في الدين لا يمنعان من الدعابة وبشاشة الوجه وإدخال السرور على الغير ورسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثال على ذلك ،فقد كان يمزح ولا يقول إلا حقا .
-رجاحة العقل وسرعة البديهة مخرج من المآزق والمزالق .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 محرم 1441هـ/2-09-2019م, 07:48 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)

نشأته :
-مولى السائب المخزومي .
- ولد في خلافة عمر .

علمه :
- عرف بشدة اقباله على طلب العلم ، حتى وصف بالذي أضل دابته فهو يطلبها .
-أخذ علمه من جماعة من الصحابة .
-لازم ابن عباس مدة طويلة ، فأخذ منه علم التفسير ،فعرض عليه القرآن ثلاث عرضات .
- وكانوا يثنون على تفسير مجاهد ، فقال أبو بكر الحنفي: سمعت سفيان الثوري يقول: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). رواه ابن جرير.
-وقال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
-وروى الأجلح عن مجاهد أنه قال: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد).
- كان من أهل الفتوى في ذلك الزمن .
وقال إسماعيل بن عبد الملك: حدثني يونس بن خباب عن مجاهد قال: كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول: يا مجاهد دلكت الشمس؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر). رواه ابن سعد.

عبادته :
- عرف عنه الاجتهاد بالعبادة .
- كان يحذر الناس من الشهرة .

مشايخه :
- روى في التفسير من ابن عباس ، وعائشة وعبد الله بن عمرو، وابن عمر ،وعبيد بن عمير ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ،وأبي معمر الأزدي ،وطاووس ، وغيرهم .
- روى من الاسرائليات : روى تبيع بن عمر الحميري ، وابن امرأة كعب الأحبار .

تلاميذه :
-ابن أبي نجيح ، والأعمش ، وأيوب السختياني ، والحكم بن عتيبة ، وابن عون ، وأبو بشر اليشكري ، وليث بن أبي سليم ، وغيرهم .

طبقات الرواة عنه :
الطبقة الأولى : طبقة الذين سمعوا منه كثيرا ، وهم أصحابه .
طريقة تلقيهم منه : عن طريق السؤال ، ورواية مسائله وما سمعوا عنه .
ومنهم :
عمرو بن دينار ، ومنصور بن المعتمر ، والقاسم بن أبي بزة ، والحكم بن عتيببة ، وعبد الله بن كثير ، وغيرهم .

الطبقة الثانية : طبقة الذين لم يسمعوا إلا اليسير .
وينقسم هؤلاء على قسمين :
القسم الأول : قسم مقل في الرواية عنه .
ومنهم : يونس بن أبي إسحاق، وأبو بشر اليشكري، والأعمش.
القسم الثاني : قسم مكثر .
ومنهم : ابن جريج ، ولكنه لم يسمع منه إلا اليسير ، وأكثر رواياته عن طريق ابن أبي نجيح وغيره ولكن يرسل عنه كثيرا .

الطبقة الثالثة :طبقة الذين أرسلوا عنه :
ومنهم : قتادة، وسعيد بن أبي عروبة.

الطبقة الرابعة :طبقة الذين لم يسمعوا عنه .
ومنهم : سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعلي بن أبي طلحة، ومعمر بن راشد، وزهير بن محمد التميمي، ومقاتل بن سليمان.
وهذه الطبقة على صنفين :
الأول : صنف يرسل عن مجاهد .
الثاني : وصنف يسمي الواسطة .
فإذا سمى الواسطة انتفى علة الانقطاع .

الطبقة الخامسة : طبقة الضعفاء من أصحابه .
ومنهم : ليث بن أبي سليم، وأبي سعد روح بن جناج المدني، وثوير بن أبي فاختة، وجابر بن يزيد الجعفي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، والمثنّى بن الصباح اليماني، وغالب بن عبيد الله الجزري.
شروط الرواية عنهم :
إن كان غير متهم بالكذب ، وكان السند متصلا ، فهذا تفسيره معتبر ، على حالتين :
الحالة الأولى : إن كان المتن غير منكر ، فهذا تساهلوا فيه واعتبروه مقبولا .
الحالة الثانية : إن كان المتن منكرا أو مخلا لما صح عنه ، فهذا يكون مردودا .

آثاره :
أقواله في التفسير :
- عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال ابن عباس: «أمره أن يسبح، في أدبار الصلوات كلها»، يعني قوله: {وأدبار السجود} .رواه البخاري .
- وعن شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله: {وما تغيض الأرحام وما تزداد} قال: ما ترى من الدم، وما تزداد على تسعة أشهر). رواه ابن جرير .
- وعن ابن عيينة , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , ألا تراه يقول: افعل وافعل , ويقول: {واسجد واقترب}). رواه ابن جرير.

مؤلفاته :
-لاتوجد نسخة كاملة في التفسير لمجاهد ، ولكن هناك نسخ لأصحابه الذين كتبوا عنه ، وهذه النسخ منها لأصحابه الضعفاء ومنها للثقات .
-وهناك تفسير مجاهد مطبوع ، وهذا التفسير يرويه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني ( ت: 356ه) وهو مضعف ، لكن يستفاد منه في المتابعات والشواهد ، وفي هذا التفسير منها ماهو آثار يرويها آدام بن إياس عن غير مجاهد كأبي هريرة والحسن البصري وسعيد بن عكرمة وقتادة .

وفاته :
توفي رحمه الله وهو ساجد خلف المقام ، كما روى ذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل .
و قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد).

اختلفوا في سنة وفاته على أقوال :
القول الأول :قيل 102 هجرية .
القول الثاني : وقيل سنة 103 هجرية
القول الثالث : وقيل سنة 104 هجرية .
والقول الذي عليه الأكثرية هو القول الأول .

------------------
الفوائد من سيرته :
- الحرص على طلب العلم والاجتهاد فيه .
- ملازمة العلماء والأكابر من شيم سلفنا الصالح ، وسبب في أخذ العلم ، والاستفادة مما وصلوا إليه .
-العلم يحتاج معه الإخلاص في الطلب .
-تدويين العلم معين على تعلمه .
-أن العلم يحتاج له صبر .
-حرص السلف على تعلم تفسير القرآن وهم أقرب القرون إلى التنزيل ؛ فهذا يدل على أهمية تعلم تفسير القرآن.
- العلم يورث الخشية والتقوى .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 محرم 1441هـ/2-09-2019م, 05:37 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

المفسر : أبو حمزة محمد بن كعب القرظي (ت:108هـ) رحمه الله
اسمه ونسبه:
محمد بن كعب بن حبان بن سليم بن أسد القرظي ، يكنى بأبي حمزة.
مولده :
تعددت الأقوال في مولده ، قال ابن حبان سنة 37ه وقيل سنة 39هـ ، وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: (وُلد في آخر خلافة علي بن أبي طالب في سنة أربعين). ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
سماعه من الصحابة رضوان الله عليهم :
كماورد في الأثار أنه ولد نهاية خلافة علي رضي الله عنه ، فروى عن كعب بن عجرة، وأبي هريرة، وابن عباس، وزيد بن أرقم، ومعاوية بن أبي سفيان، وفضالة بن عبيد، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وغيرهم.
وأرسل عن: أبي ذر، وابن مسعود، وأبي الدرداء، والعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم.
- قال البخاري: (سمع ابن عباس وزيد بن أرقم).
- وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: (يعد في الطبقة الثالثة ممن روى عن أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عمر، وابن عباس).
علمه وفضله:
كان عالماً بالتفسير ، أقواله منثورة في كتب التفسير ، بارعاً في أوجه التفسير ، يستنبط الحجج ، ويتكلم بعجائبه ، ورد في الأثر أقوال عن فضله منها :
-قال سعيد بن منصور: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سمعت عون بن عبد الله يقول: (ما رأيت أعلم بتأويل القرآن من القرظي).
-وقال العجلي: ("مدني"، تابعي، ثقة، رجل صالح، عالم بالقرآن).
-وقال الذهبي: ( كان من أئمة التفسير).
روي عن فضله حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت له طرق شتى :
منها: ما رواه أبو صخر حميد بن زياد، عن عبد الله بن معتّب بن أبي بردة الظفري، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده )) رواه الإمام أحمد في المسند، والفسوي في المعرفة والتاريخ، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في دلائل النبوة.
وعبد الله بن معتّب ( ويقال: مغيث ) سكت عنه البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأبوه مجهول الحال.
هو مغيث بن أبي بردة الظفري الأوسي الأنصاري، وأبو بردة صحابيّ.
- ومنها رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه والبيهقي في دلائل النبوة من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثني أبي، عن موسى بن عقبة، قال: بلغني أن رسول الله عليه السلام قال: (يخرج من الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب الله. قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب القرظي).
وهذا مرسل، وعبد الله والد مصعب ضعّفه يحيى بن معين.
- ومنها ما أخرجه ابن وهب في جامعه قال: حدثني عبد الجبار بن عمر الأيلي عن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون في أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده).
المراد بالكاهنين ، وسبب تسميتهما بذلك :
المراد بالكاهنين : قريظة والنضير من يهود المدينة.
واختُلف في سبب تسميتهما بذلك على أقوال:
القول الأول: أنهما سميا بذلك لما لهما من العلم والفهم وقد نزلوا في المدينة في أمّة أمية.
- قال أبو سليمان الخطابي: (الكاهِنَان: قُريظَةُ والنَّضِير وكانوا أهْلَ كِتابٍ وفَهْمٍ وإزْكَان؛ فيقال: إنّ الرجل محمدَ بنَ كعْب القُرَظي، وأَصْلُ الدِّراسةِ الرِّياضة والتَّعَهُّد للشيء، قِيلَ: درسْتُ القرآنَ إذَا قرأتَه وتعهَّدته لتحفظَه).
- وقال ابن الأثير: (كان يقال لقريظة والنضير: الكاهنان، وهما قبيلا اليهود بالمدينة، وهم أهل كتاب وفهم وعلم، وكان محمد بن كعب من أولادهم، والعرب تسمي كل من يتعاطى علما دقيقا: كاهنا).
والقول الثاني: سميا بذلك لعظم قدرهما في قومهما وقيامهما بشؤونهما.
- قال أبو منصور الأزهري: (والكاهن أيضا في كلام العرب الذي يقوم بأمر الرجل ويسعى في حاجته والقيام بما أسند إليه من أسبابه. ويقال لقريظة والنضير: الكاهنان، وهما قبيلا اليهود بالمدينة).
والقول الثالث: سميا بذلك نسبة لأبيهما الكاهن بن هارون بن عمران.
- قال أبو عبيد البكري: (بنو قريظة وبنو النضير هما المعروفان بالكاهنين، نُسبوا إلى جدّهم الكاهن بن هارون بن عمران، كما قيل العمران والحسنان).
أخباره وأحواله:
كان عالماً بالتفسير ، له مجالس فيها ، كثير الاسنتباط ، رويت عنه أخبار تدل على ورعه وخوفه وخشيته ، اهتم بدراسة القرآن وتفسيره ، وشغل به عن غيره .
قال زهير بن عباد الرؤاسي: حدثني أبو كثير البصري، قال: قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها: يا بني! لولا أني أعرفك صغيراً طيباً، وكبيراً طيّباً، لظننت أنّك أذنبت ذنبا موبقا؛ لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار.
قال: (يا أمَّاه! وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع عليَّ وأنا في بعض ذنوبي؛ فمقتني، وقال: اذهب، لا أغفر لك.
وكان كثير التفكر بالقرآن ، زاهداً ورعاً ، يتمتع بالرقة والبكاء ، وكان من أحسن الناس صوتا، فإذا قرأ بكى وأبكى.
قال شبابة بن سوار: حدثنا أبو معشر، قال: (كان محمد بن كعب القرظي يقصّ ودموعه تجري على خديه؛ فإن سمع باكيا زجره، وقال: ما هذا؟!!).
عجائبه في التفسير والاستنباط :
كان رحمه الله كثير التفكر بالقرآن وتدبر آياته ، حتى أنه ليمضي ليله ماقضى حاجته من القرآن ..
ومن عجائبه واستنباطاته :
قال أبو صخر حُميد بن زياد: قلت لمحمد بن كعب القرظي يوما: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان من رأيهم؟ وإنما أريد الفتن.
فقال: (إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم).
قلت: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه.
فقال: (سبحان الله ألا تقرأ قوله: {والسابقون الأولون ...} إلى آخر الآية؛ فأوجب الله لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطا لم يشرطه عليهم).
قلت: وما اشترط عليهم؟
قال: (اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول: يقتدون بأعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك).
قال أبو صخر: (فو الله لكأني لم أقرأها قط، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي محمد بن كعب). رواه ابن عساكر.
ومن دلالة سعة علمه ماروي عنه في التفسير :
قال أبو معشر، عن محمد بن كعب، في قوله: {خافضة رافعة}، قال: «تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع فيها رجالا كانوا فيها مخفوضين» رواه المعافى بن عمران في الزهد، وأبو الشيخ في العظمة.
- وقال محمد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقلت له: هي الطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والحجر.
فقال: وما الطمسة؟
فقلت: دعا موسى وأمَّن هارون، فقال: {قد أجيبت دعوتكما}.هل يحتاج زياده ام لا
كان شديد الموعظة ، له وصايا ومواعظ وأقوال ، تشير لسعة علمه ، وحرصه على التفسير والاستنباط ، حتى انه قال رحمه الله : (كنتُ إذا سمعت حديثاً عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن). رواه ابن المبارك في الزهد.
وكان شديد الحرص على التماس الثبات على الدين ، كثير الخوف والوجل من التغير والظلال ، روى ابن أبي خيثمة في تاريخه في خبر مناظرته لغيلان القدري وعند ابن أبي خيثمة أنه قال بعدما قام غيلان: (قد كنتُ أغبط رجالاً بالقرآن، بلغني أنهم تحوَّلوا عن حالهم التي كانوا عليها؛ فإن أنكرتموني فلا تجالسوني لا تضلوا كما ضللت).
من مواعظه وأقواله :
- قال بكر بن مضر المصري عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول: (إن بين أيديكم مرصدا، فخذوا له جوازه، ثم قرأ: {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مئابا}). رواه ابن وهب في جامعه.
-وقال الأصمعي: حدثنا أبو المقدام هشام بن زياد عن محمد بن كعب القرظي أنه سُئل: ما علامة الخذلان؟
قال: (أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحا). رواه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية وابن عساكر في تاريخ دمشق.
تعدد أصناف رواة التفسير عن محمد بن كعب القرظي :
الصنف الأول: المكثرون بالرواية عنه من أصحابه.
وهم: أبو صخر المدني، وأبو معشر السندي، وموسى بن عبيدة الربذي.
الصنف الثاني: الرواة القلة عنه في كتب التفسير المسندة دون العشر .
ومنهم: محمد بن إسحاق بن يسار، وعاصم بن محمد العُمري، وأفلح بن سعيد القبائي، وقد تُكلّم في سماع ابن إسحاق من محمد بن كعب القرظي، وقد صرّح بالتحديث عنه .
الصنف الثالث: الثقات المقلّون عنه
وهم جماعة من الثقات رويت عنهم مسائل سألوا فيها محمد بن كعب أو سمعوها منه، وما لكل واحد منهم في كتب التفسير المسندة سوى رواية أو روايتين عنه، ومن هؤلاء:
عمرو بن دينار، وقتادة، وسليمان بن طرخان التيمي، وعبد الله بن كثير المكي، وسعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، والحكم بن عتيبة الكندي، وعمارة بن غزية الأنصاري، وغيرهم.
والصنف الرابع: رواة تُكلّم فيهم، والراجح قبول روايتهم ما لم يكن فيها مخالفة أو نكارة.
وهم دون من سبقهم في الضبط، ومنهم من تُكلّم فيه والعمل على توثيقه، ومن هؤلاء:
1. عبد العزيز بن أبي رواد المكي، وثقه يحيى بن معين، وقال أحمد: (رجل صالح الحديث، وكان مرجئاً، وليس هو في الثبت مثل غيره).
2. وأبو يحيى شعيب بن صفوان الثقفي الكوفي، أخرج له مسلم في صحيحه، وقال أحمد: لا بأس به، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتجّ به.
3. وأبو يونس سالم بن أبي حفصة العجلي الكوفي، متّهم بالتشيّع، وقد اختلف فيه، والأقرب أنه مقبول الرواية فيما لا صلة له ببدعته.
الصنف الخامس: رواة ضعفاء الضبط أو مجهولو الحال
ومنهم:
1. ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف مضطرب الحديث، لا يحتجّ به إذا انفرد، لكن يكتب حديثه ويُعتبر.
2. ومحمد بن رفاعة بن ثعلبة القرظي، ذكره ابن حبان في الثقات.
3. وسليمان بن حميد المزنيّ المديني، ذكره ابن حبان في الثقات.
الصنف السادس: المتروكون
وهم رواة شديدو الضعف، أو متّهمون بالكذب، ومنهم:
1: أبو رافع إسماعيل بن رافع المديني الأنصاري، قال أبو حاتم والفلاس: منكر الحديث، وقال النسائي والدارقطني: متروك
2:زيادة بن محمد الأنصاري، منكر الحديث، يروي أحاديث عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء.
3:وكثير بن عبد الله المزني، متروك الحديث، متّهم بالكذب.
وفاته :
قيل توفي وهو يقص ، سقط عليه وعلى أصحابه مسجد فقتلهم ، قاله سعيد بن سليمان ،سمعاً من أبا معشر .
واختلف في سنة وفاته ، وكان أرجح الأقوال ، توفي سنة ثمان ومائة، وهو قول أبي معشر المدني، وقعنب بن المحرر، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعثمان بن أبي شيبة، وأبي عيسى الترمذي، ولم يذكر البخاري قولاً غيره.
ما استفدته من دراستى لسيرة المفسر محمد بن كعب القرظي :
-علمه مقرون بالخوف والخشية من الله وهو أساس العلم.
-زهده وورعه ومخافته من الله حين التفسير وذكر العلم ، وانصرافه عن حب الدنيا.
-حرصه على طلب العلم. ، وانعكافه على القرآن والتدبر والتفكر فيه.
-فراسته في الاستنباط ، وذكر الحجج وعجائب القرآن.
-الاستفادة من مواعظه ووصاياه وأقواله ، فهي دافع ومحفز قوي لطالب العلم .
-معرفة الرواة عنه وأصنافهم ، ومن فيهم متروك الحديث.
-اجتهاده في العبادة ودراسة القرآن اجتهاداً بالغاً حتى أنس به، وشغل به عن غيره.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 محرم 1441هـ/3-09-2019م, 03:24 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

.بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة أبي عبد الرحمن طاووس بن كيسان الحميري اليماني (ت:106هـ)
الحمدلله الذي جعل هذه الأمة ، أمة معطاء ولود ، إذا اظلمت على الناس الدروب ، وماتت القلوب ، انجبت العلماء ، أئمة الهدى ،ومصابيح الهدى ،بهم يهتدى ويقتدى ،وبهم تحيا القلوب كما تحيا النبتة من السيل في الدروب، وما زالت هذه الأمة العظيمة تنجب العظماء ، ومن هؤلاء العظماء، عالم محدث ثقة، وفقيه فاضل، وعابد زاهد، وحجة حافظ، أدرك خمسين من الصحابة، وصحب ابن عباس ، إنه التابعي الكبير طاووس بن كيسان
لنطوي صفحات التاريخ إلى ذلك العصر الذي عاش فيه عالمنا المفسر ، لنسمع حديث من عاصروه عنه ووصفهم لعلمه وعبادته وورعه ، لنقتبس من سيرته العطرة ، ما نرمم به عورنا وتقصيرنا ونشحذ به هممنا.
• نسبه :
هو طاووس بن كيسان ، كنيته أبو عبد الرحمن ، اختلف في نسبه
فقيل : طاووس ابن كيسان ،هو أبو عبد الرحمن الفارسي ، ثم اليمني الجندي الحافظ . كان من أبناء الفرس الذين جهزهم كسرى لأخذ اليمن له ، فقيل : هو مولى بحير بن ريسان الحميري ، وقيل : بل ولاؤه لهمدان ، قاله الذهبي
وقال ابن حبّان: "طاووس بن كيسان الهمداني الخولاني أمه من أبناء فارس، أبوه من النمر بن قاسط، كنيته أبو عبد الرحمن، من فقهاء أهل اليمن وعبّادهم، وخيار التابعين وزهادهم".
والنمر بن قاسط من ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان.
لكن الأكثر على أنّ أصله من الفرس لا من العرب، وولاؤه ولاء حلف ليس ولاء رقّ.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الألقاب: إن اسمه ذكوان، وطاووس لقبه، وإنما لقب به لأنه كان طاوس القراء والمشهور أنه اسمه.
عده أصحاب الطبقات من الطبقة الأولى من التابعين من أهل اليمن.
مولده:
الإمام العالم العابد الزاهد الفقيه المفسّر أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان،اختلف في تاريخ مولد ه كما أختلف في نسبه .
- فقيل ولد في اليمن بعد عام الفتح، ومات سنة 106هـ، وله سبع وتسعون سنة.
- وقال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ «أراه ولد في دولة عثمان رضي الله عنه، أو قبل ذلك»
والراجح أنه ولد بعد عام الفتح لأنه توفي وعمره سبع وتسعون سنة ، في عام 106هـ
ولد طاووس ونشأ باليمن، وأدرك خمسين صحابيا، فسمع وأخذ العلم منهم ، فسمع من زيد بن ثابت، وعائشة، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وابن عباس الذي لازمه وصاحبه لفترة طويلة، وتأثر به ،فكانت أكثر روايته في الحديث وفي التفسير عنه ، حتى عدّ أكثر تلامذته حفظا للمأثور عنه، وهو معدود في كبراء أصحابه، قال يحيى بن آدم: حدثنا ابن إدريس، عن ليث، قال: قلت لطاووس: «أدركتَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انقطعت إلى هذا الفتى، لابن عباس»؟!!
قال: «أدركت سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تدارءوا في شيء انتهوا فيه إلى قول ابن عباس» رواه ابن سعد وأبو عروبة.
-كما روى عن جابر، وسراقة بن مالك، وصفوان بن أمية، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وطائفة آخرون...
-وأرسل عن عمر وعلي ومعاذ.
روى عنه عطاء ، ومجاهد ، وجماعة من أقرانه ، وابنه عبد الله ، والحسن بن مسلم ، وابن شهاب ، وإبراهيم بن ميسرة ، وأبو الزبير المكي ، وسليمان التيمي ، وسليمان بن موسى الدمشقي ، وقيس بن سعد المكي ، وعكرمة بن عمار ، وأسامة بن زيد الليثي ، وعبد الملك بن ميسرة ، وعمرو بن دينار ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وخلق سواهم .
وحديثه في دواوين الإسلام ، وهو حجة باتفاق.
* من كان أولئك شيوخه وهؤلاء تلاميذه فكيف هي مكانته عند أهل العلم ؟
-روی عطاء عن ابن عباس قال: إني لأظن طاووسا من أهل الجنة.
-قال قیس بن سعد: هو فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة.
-قال الزهري: لو رأيت طاووساً علمت أنه لا يكذب.
-قال عمرو بن دینار: حدثنا طاووس ولا تحسبنّ فينا أحدا أصدق لهجة من طاووس.
-وقال: ما رأيت قط مثل طاووس.
-قال ابن معين وأبو زرعة: طاووس ثقة. -قال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن ومن سادات التابعين مستجاب الدعوة، حج أربعين حجة.
-قال أبو نعيم: ومنهم المتفقه اليقظان، والمتعبد المحسان؛ أبو عبد الرحمن طاووس بن کیسان.
-قال الذهبي: كان رأساً في العلم والعمل.
-قال النووي: وهو من كبار التابعين والعلماء والفضلاء الصالحين، ثم قال: واتفقوا على جلالته وفضيلته ووفور علمه وصلاحه وحفظه وتثبته.
-قال ابن حجر: ثقة فقيه فاضل
•علمه وفقهه:
وصل رحمه الله لهذه المكانة لما حصّله من العلم والفقه واتبع ذلك بالجد بالعمل والدعوة
عاش في أزهى العصور وأفضلها في العصر الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم :( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ...) فرحل من اليمن إلى مكة والمدينة فأدرك خمسين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، جالسهم ونهل من علمهم الصافي وتأسى بهديهم كان طاوس يقول: جالست ما بين الخمسين إلى السبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما كان مفسرا فحسب، بل كان إلى جانب ذلك محدثا وفقيها، وأصح الأسانيد إلى طاووس هي: ما كان من طريق عبد الرزاق عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، كما أن هناك طرقا أخرى صحيحة.
-كان اميناً في رواية الحديث ونقله بدقة إذ كان يعد الحديث حرفاً حرفا.
-قال حنظلة بن أبي سفيان: ما رأيت عالمًا قط يقول: لا أدري، أكثرَ مِن طاوس "سير أعلام النبلاء للذهبي
-قال سفيان بن عيينة: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد، مع من كنت تدخل على ابن عباس؟ قال: مع عطاء والعامة، وكان طاووس يدخل مع الخاصة". رواه الإمام أحمد في العلل وأبو نعيم في الحلية.
-وقال حبيب بن أبي ثابت: قال لي طاووس: (إذا حدثتك الحديث فأثبتّه لك فلا تسألنَّ عنه أحدا). رواه ابن سعد وأحمد في العلل ،وأبو نعيم في الحلية.
•من أخباره ونصحه للآخرين
لما وَلِيَ عمر بن عبدالعزيز الخلافة، كتب إليه طاوس: إن أردت أن يكون عملك خيرًا كله، فاستعمل أهل الخير، فقال عمر: كفى بها موعظة؛ وَفَيَات الأعيان لابن خلكان
-وقال الزهري: دخل طاوس على سليمان بن عبدالملك فقال له: «ان اهون الخلق على الله عز وجل من ولي من امور المسلمين شيئا فلم يعدل فيهم».
-قال عبدالله بن طاوسٍ: قال لي أبي: "يا بني، صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيءٍ غايةً، وغاية المرء حُسن خُلقه"؛ حلية الأولياء لأبي نعيم
قال عطاء بن أبي رباح: جاءني طاوس فقال لي: "يا عطاء، إياك أن ترفع حوائجك إلى مَن أغلق دونك بابه، وجعل دونك حجابًا، وعليك بطلب حوائجك إلى مَن بابه مفتوحٌ لك إلى يوم القيامة، طلب منك أن تدعوَه، ووعدك الإجابة"؛ حلية الأولياء لأبي نعيم
قال ليث بن أبي سليم: قال لي طاوس: ما تعلَّمتَ مِن العلم فتعلَّمْه لنفسك؛ فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس؛ " البداية والنهاية لابن كثير
وقال عبدالله بن المبارك: قالوا لطاوس: ادع الله لنا، قال: لا اجد لذلك حسبة.. ادعوا لانفسكم، فانه يجيب المضطر اذا دعاه" معنى حسبه : قيل نية .
-وقال نعيم بن حماد: حدثنا حماد بن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن طاوس، عن ابن عباس: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا كتب عليه حتى أنينه في مرضه، فلما مرض الإمام أحمد أنَّ فقيل له: إن طاوسا كان يكره أنين المرض فتركه.
•عبادته و زهده
كان طاوس عابدا زاهدا ورعا ،كف نفسه عن الدنيا فزهد بها وبما في أيدي أهلها،وجانب الولاة إلا لنصيحتهم
- وقال حماد بن زيد: كنا عند عمرو بن دينار، ومعنا أيوب فذكر عمرو طاووسا فقال: (ما رأيت من الناس أحدا أعف عما في أيدي الناس من طاووس). رواه ابن أبي خيثمة
-وقال سفيان بن عيينة: (كان عمر بن عبد العزيز يقول لطاووس: هات أرفع حاجتك إلى أمير المؤمنين؛ فيقول: مالي إليه حاجة)
-وقال سفيان بن عينية: (مجتنبوا السلطان ثلاثة: أبو ذر في زمانه، وطاووس في زمانه، والثوري في زمانه)
-وقال رمان المرادي: قيل لطاووس: إنَّ منزلك قد استرمّ قال : (قد أمسينا) رواه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" والبيهقي في شعب الإيمان.
وعن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه قال: صلى وهب بن منبه وطاوس اليماني الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.
قال الثوري: كان طاوس يجلس في بيته، فقيل له في ذلك، فقال: حيف الأئمة وفساد الناس.
-وقال محمد بن يزيد الكوفي: حدثنا ابن يمان، عن مسعر، عن رجل قال: أتى طاووس رجلاً في السحر، فقالوا: هو نائم، فقال: «ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر» رواه الإمام أحمد في الزهد.
-ولم يترك صلاته وعبادته حتى في مرض موته، ويروي عبد الواحد بن زياد عن ليث قال رأيت طاوسًا في مرضه الذي مات فيه يصلي على فراشه قائمًا ويسجد عليه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا الأشجعي، عن سفيان الثوري، قال: قال طاوس: إن الموتى يفتنون في قبورهم سغبا، وكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام.
وقال ابن أبي نجيح: قال مجاهد لطاووس: (رأيتك يا أبا عبد الرحمن تصلي في الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم على بابها يقول لك: "اكشف قناعك وبيّن قراءتك".
قال: اسكت لا يسمع هذا منك أحد.
قال: (ثم خيّل إليَّ أنه انبسط في الكلام، يعني فرحا بالمنام). رواه أبو نعيم في الحلية.
وفاته رحمه الله
كان طاووس يحج بيت الله، وكانت الحجة الأربعين له؛ وبينما هو مع الحجيج في مزدلفة، وقيل يوم التروية، فاضت روحه إلى بارئها، ولقي الله، محرما، ملبيا، بعد حياة حافلة بالعلم الغزير، والأعمال الصالحة ، والدعوة إلى الله تعالى. وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك الذي كان حاجا في ذلك العام. فكانت وفاته سنة مئة وست للهجرة على الصحيح. رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.
•من مروياته في التفسير
-قال ابن جريج: عن مجاهد، عن طاوس، { أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت: 44] قال: بعيد من قلوبهم.
-روى القرطبي في تفسير قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)
وقال طاوس ومجاهد : ادخلوا في أمر الدين.
-روى القرطبي في تفسير قوله تعالى:( إنك أنت العزيز الحكيم )
وقال ابن كيسان : معناه الذي لا يعجزه شيء ، دليله : وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض .
- وروى ابن جريج، عن طاووس، في قول الله جل وعز: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} قال: (اليسير من كل شيء). رواه ابن جرير.
- عن عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، قال: لا إله إلا الله=( وفي الآخرة ) ، المسألة في القبر.
وفي الختام نقتبس بعض الفوائد من هذه السيرة العطرة للمفسر طاووس بن كيسان
1-الهمة العالية للإمام طاووس حيث سافر وقطع الوهاد من اليمن إلى الحجاز ،مكة والمدينة ، ليلتقي بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لينهل من النبع الصافي.
2-الإخلاص وصدق النية في طلب العلم سبب للإمامة في الدين وعلو المكانة ، فالإمام طاووس ترفع عن المناصب بل حتى عن الدخول على السلطان إلا للنصح في الدين، فرفعه الله فكان يدخل على ابن عباس مع الخاصة .
3-عناية الوالد بأنه وتعليمه وتأديبه ، وهذه من أوجب حقوق الابن على أبيه ، وطاووس من تلاميذه الذين رووا عنه ابنه عبدالله ، وهذه من أعظم المنن صلاح الأبناء.
4- شمول نصحه رحمه الله فنصح الابن والصاحب والوالي ، وهذا من العمل بالعلم قال ﷺ: الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم." رواه مسلم
5- التواضع ،تربية الناس على التعلق بالله ، دون الخلق ،فإنه لما طلبوا يدعوا لهم ، وجههم أن يدعوا لأنفسهم لأنه سبحانه قال "
6-استصحاب النية عند العمل وإن دقل وجل ، فقد امتنع رحمه الله أن يدعو لهم وتعذر بأنه لا يجد في قلبه نية لهذا العمل، وأيضا الصدق في التعامل مع الآخرين وعدم المجاملة .
7-تواضعه رحمه الله عندما قال له مجاهد : رأيتك يا أبا عبد الرحمن تصلي في الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم على بابها يقول لك: "اكشف قناعك وبيّن قراءتك".
قال: اسكت لا يسمع هذا منك أحد. تواضعا منه رحمه الله
8- فرح المؤمن بالمبشرات التي يراها لعباده في منامه أو ترى له فطاووس كما ذكر مجاهد أنه بعد أن أخبره بالرؤيا ،قال: (ثم خيّل إليَّ أنه انبسط في الكلام، يعني فرحا بالمنام).جاء عند مسلم قال صلى الله عليه وسلم :( أيها الناس، إنه لم يَبْق من مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلا الُّرؤيا الصَّالحة، يَراها المُسلم، أو تُرى له)
9- الزهد في الدنيا ، لأنها تشغل عن الآخرة
هذه عجالة في سيرة الأمام الحجة العابد الزاهد أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان نفع الله بها كل من قرأها

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 محرم 1441هـ/3-09-2019م, 03:32 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالتي التعريفيه فى عالم عرفته الدنيا كلها في عالم تفسير الأحلام واليوم نريد أن نعرفه في عالم الزهد الورع والفقه والبر والتواضع مع إمام كبير مولى أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ
رجلٌ قال عنه مورق العجلي : ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقه من ......

اجتمعت في هذا الإمام الفذ خلال جعلته من أكابر الرجال في الورع والاحتياط في الدين والاجتهاد في طاعة رب العالمين ،مع ديانة وصيانة وكثرة رواية .

فتعالوا نتعايش بقلوبنا وأرواحنا مع سيرة هذا الإمام الكبير.

*اسمه ونسبه ومولده :
- اسمه ونسبه
: محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر بن أبي عمرة البصري أخو أنس ومعبد وحفصة وكريمة مولى أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ وكان أبوه من سبى "عين التمر " الذين أسرهم خالد بن الوليد رضي الله عنهم .
وأمه "صفية " مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان للموالي ممن أسلموا مكانة خاصة عند أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه فكانت مكانة صفية في نفسة رضي الله عنه تشابه مكانة بناته أسماء وعائشة بناته الحرائر رضي الله عنهم جميعاً ، ولما تقدم سيرين لخطبة صفية ذهب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى أنس بن مالك وسأله عن أحوال الرجل لأنه أعرف به من غيره فقال أنس بن مالك :
زوجها منه يا أمير المؤمنين ولا تخش عليها بأسا فإن سيرين صحيح الدين رجل كامل الرجولة والنخوة معروف بخلقه الطيب فقد عرفته منذ أن سباه خالد بن الوليد ونحن في جرجرايا في موقعة عين التمر وقد ضمن أربعين غلاما جيء بهم إلى المدينة فكان سيرين من نصيبي أدبته وعلمته أحسن علم ، عند ذلك وافق أمير المؤمنين على هذا الزواج المبارك وتزوج سيرين مولى أنس بن مالك من صفية مولاة أبي بكر الصديق خليفة رسول الله ﷺ .
قال بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين: (حدثني أبي أنَّ أم محمد بن سيرين صفية مولاة أبي بكر بن أبي قحافة، طيَّبها ثلاثةٌ من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدعوا لها، وحضر إملاكها ثمانية عشر بدرياً، فيهم أبيّ بن كعب، يدعو وهم يؤمّنون). وكان لسيرين ستة أولاد حُمل عنهم العلم، وكان محمّد أشهرَهم بالعلم والرواية، وكان سيرين يُكنى بأبي عمرة، ولذلك ربما قيل: محمد بن أبي عمرة.

وقد أثمر هذا الزواج المبارك ثمرة طيبة مباركة حيث رز قا ستة أولاد حُمل عنهم العلم، وكان من بينهم غلام أصبح له شأنا فيما بعد أشتهر بالعلم والرواية هذا الغلام هو محمد بن سيرين .

مولده : ولد عام 33هـ ، لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان
قال حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين قال: (وُلِدَ محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وولدت أنا لسنةٍ بقيت من خلافته).

*نشأته : نشأ في بيت طاهر أهل علم وفضل وكمال
وقد شغف بمجالس العلم التي يحضرها في مسجد رسول الله ﷺ فسمع وتعلم من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم منهم أنس بن مالك، وحفظ عن أبي هريرة رضي الله عنه أحاديث كثيرة حتى عدّه الإمام أحمد بن حنبل أثبت الناس فيه .
قال أبو نعيم الأصبهاني: (أسند محمد بن سيرين عن عدة من الصحابة منهم أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وأنس بن مالك وجماعة).
وتعدّدت مصادره في الطلب عن علماء الصحابة والتابعين فكان له أثر كبير في سعة معرفته، وبصره بالإجماع والخلاف ،حيث ارتحل إلى البصرة والكوفة والمدائن حتى غدا عالما له شأن عظيم.
قال ابن حبان: (رأى ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم).

*شيوخه ورواياته:
- سمع من أبا هريرة وزيد بن ثابت وابن عمر وأبا سعيد الخدري وأنساً وأبا قتادة وأبا موسى الأشعري وسمرة بن جندب، وعمران بن الحصين، وعدي بن حاتم، وابن الزبير، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
قال البخاري: (سمع أبا هريرة، وابن عمر، سمع منه الشعبي، وأيوب، وقتادة).
وقال: (محمد بن سيرين لم يسمع من معقل بن يسار).
وقال أحمد بن حنبل: (محمد بن سيرين سمع من أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك وسمع من عمران بن حصين ولم يسمع من ابن عباس شيئا كلها يقول نبئت عن بن عباس).
- وروى عن جماعة من التابعين منهم: عبيدة السلماني، وشريح القاضي، والربيع بن خثيم، وعلقمة بن قيس النخعي، وكثير بن أفلح، وأبي العالية الرياحي.
- وأرسل عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وعائشة وابن عباس وكعب بن عجرة وغيرهم.

*علمه وفضله:
كان ابن سيرين مقدما لدى علماء التابعين وعُبَّادهم محلاً لثنائهم ؛لما تحلى به من صفات وخلال نال بها ثناء كثير ومستفيض .
روى البخاري في التاريخ الكبير، عن قريش بن أنس قال : حلف عوفٌ أنه « لم ير أحداً أعلم بكتاب الله ولا بطريق الجنة وطريق النار من الحسن، ولم أر أحدا أعلم بتجارة ولا بقضاء ولا بفرائض ولا بحساب من محمد ».
كان ابن سيرين حافظاً ثبتاً، ناقداً بصيراً، حادّ الذكاء واسع المعرفة عالماً بالقضاء والفرائض والحساب وعبارة الرؤيا على صلاح واستقامة وحسن سمتٍ وَوَرَعٍ يتعجَّب منه العلماء .
- روى ابن سعد وابن عساكر عن أبي خليف بن عقبة قال : (كان ابن سيرين نسيج وحده).
- وعن أبي قلابة قال : ومن يستطيع ما يطيق ابن سيرين يركب مثل حد السنان .
- قال القاضي عياض في ترتيب المدارك: قال مالك: (كان ابن سيرين أشبه الناس بأهل المدينة في ناحية ما يأخذ به).
- وقال ابن حبان: « كان محمد بن سيرين من أورع التابعين وفقهاء أهل البصرة وعبادهم، وكان يعبر الرؤيا ». وقال ابن منجوية ، والبغدادي نحوه .

*صلاحه وعبادته :
وأما عن صلاحه وعبادته وخشيته فقد كان له النصيب الأوفر في العبادة والخشية ولا عجب في ذلك فهو رجل زاهد لا يريد شيئا من حطام الدنيا الزائل فهو يعبد الله وكأنه يرى الجنة والنار أمام عينيه .
روى ابن أبي الدنيا في كتاب "الأولياء" عن خلف بن هشام. قال : «كان محمد بن سيرين قد أُعطيَ هَدْيا، وسمتا، وخشوعا، فكان إذا رأوه ذكروا الله» .
- وروى ابن سعد ، عن أيوب وهشام «أن ابن سيرين كان يصوم يوما، ويفطر يوما» .
وروى عن أنس بن سيرين قال: «كانت لمحمد سبعة أوراد، فكان إذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار» .
-، وروى ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" عن أم عبدان امرأة هشام بن حسان، قالت: (كنا نزولاً مع محمد بن سيرين في الدار، فكنا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه ومزاحه بالنهار).
- روى الخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن حبيب، قال: (مرَّ ابنُ سيرينَ بروَّاسٍ قد أخرجَ رأسَه فغُشي عليه).
وكان كثير البر بأمه خافضا لصوته عند كلامها مطرقاً برأسه من رأه حسب به مرض .
روى ابن سعد عن ابن عون «أن محمدا كان إذا كان عند أمِّه، لو رآه رجل لا يعرفه ظنَّ أن به مرضا من خفضِهِ كلامَه عنده>> .
وغير هذا كثير ممن ذكر عنه رحمه الله رحمة واسعة .

*أخلاقه وشمائله :
إذا طهرت النفس وزكت كملت الأخلاق وتهذبت فلا تسمع إلا حسنا ولا ترى جميلا .
- روى "ابن سعد" عن هشام بن حسان قال: سمعت محمداً يقول: «ما حسدت أحداً شيئا قط، بَرًّا ولا فاجرا» .
- روى ابن عساكر عن ابن عون قال: كان ابن سيرين يكره إذا اشترى شيئاً أن يستوضع من ثمنه بعد البيع، ويقول: (هذا من المسألة).
- وروى "ابن سعد" عن مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا، وماراهُ رجلٌ في شيء، فقال له محمد: «إني قد أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكن لا أريد أن أماريك»
وأما عن كرمه فحدث ولا حرج ، روى أبو نعيم في الحلية عن ابن عون، قال: « ما أتينا محمد بن سيرين في يوم قط إلا أطعمنا خبيصا أو فالوذجا» .
وروى هناد في الزهد عن أبو خلدة خالد بن دينار، قال: (دخلنا على محمد بن سيرين أنا وعبد الله بن عون، فقال: ما أدري ما أتحفكم؟ كل رجل منكم في بيته خبز ولحم، ولكن سأطعمكم شيئاً لا أراه في بيوتكم؛ فجاء بشَهْدَةٍ فكان يقطع بالسكين ويلقمنا).
- وروى أبو نعيم عن ابن عون، عن محمد بن سيرين « أنه حين ركبه الدين خفف مطعمه حتى كنت آوي له وكان أكثر ما يأتدم به السمك الصغار» .
وكان متواضعاً ممازحاً لأصحابة صاحب دعابة ومرح ،روى أبو عن ابن شوذب، قال: (كان ابن سيرين يمازح أصحابه ويقول: « مرحبا بالمدرفشين » يعني أنكم تشهدون الجنائز وتحملون الموتى).
ورى اب عساكر عن حسين المعلم قال: كان محمد بن سيرين يتحدّث فيضحك فإذا جاء الحديث خشع).
- وروى البيهقي في الزهد الكبير من طريق أبي عمرو بن السماك عن بشر بن الحارث يقول: (كان ابن سيرين إذا ذكر الموت عنده مات كل عضو منه).
وأما عن زهده وورعه ، فقد كان أهل زمانه يضربون به المثل في الزهد الورع وحسبنا أن نذكر هنا بعضاً مما ما ذكر عنه ، قال يونس بن عُبيد : لم يكن يعرض لمحمدٍ أمران في ذمته إلا أخذ بأوثقهما .
وروى الإمام أحمد في الزهد عن بكر بن عبدالله المزني قال: (من سرَّه أن ينظر إلى أورع من أدركنا في زمانه فلينظر إلى محمد بن سيرين، وإنه ليدع الحلال تأثما).
وروى ابن عساكر عن سعيد بن عامر قال : سمعت هشام بن حسان يقول: (ترك محمد بن سيرين أربعين ألف درهم في شيء ما ترون به اليوم بأساً) .
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن سيرين قوله: (إني أرى المرأة في المنام فأعرفُ أنها لا تحلّ لي، فأصرفُ بصري عنها)
وكان مجلسه مجلس خير وبر وموعظة لا يغتاب أحد في حضرته فقد سمع ذات يوم أحد الناس في مجلسه يسب الحجاج بن يوسف الثقفي وكان الحجاج قد مات .
وروى ابن سعد عن ابن عون قال: «كانوا إذا ذكروا عند محمدٍ رجلاً بسيئةٍ ذَكَرَهُ محمدٌ بأحسنِ ما يعلم» - وروى أبو نعيم في الحلية عن سهيل أخو حزم القطعي قال: سمع ابن سيرين رجلاً يسبُّ الحَجَّاجَ فأقبل عليه فقال: «مَهْ أيها الرجل ! فإنَّك لو قد وافيتَ الآخرة كان أصغرُ ذنب عملته قط أعظمَ عليك من أعظمِ ذنبٍ عمله الحجاج، واعلم أن الله تعالى حَكَمٌ عدْل، إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه؛ فسوف يأخذ للحجاج ممن ظلمه؛ فلا تشغلنَّ نفسك بسبِّ أحد» .
- وروى وكيع في الزهد عن جرير بن حازم: ذكر محمد بن سيرين رجلا، فقال: «ذاك الأسود» ثم قال: «أستغفر الله، أخاف أن أكون قد اغتبته » .

*مذهبه في الرواية:
روى ابن سعد من طريق ابن عون قال: «كان محمد بن سيرين إذا حدَّث كأنه يتقي شيئا، كأنه يحذر شيئا» وقال (كان محمد يحدث بالحديث على حروفه)
كان مذهبه رحمه الله شديد التثبّت والتوقّي، يحدّث بالحديث على حروفه،وإذا شكّ في رفع حديث أو وَقْفِهِ وَقَفَه، وكان حافظاً لا يكتب الحديث إلا ما روي عنه من صحيفة أبي هريرة، وكان يستودعها أخاه، وكان لا يرضى أن يكون في بيته كتاب .
قال أحمد بن حنبل: (كان مذهب محمد بن سيرين وأيوب وابن عون ألا يكتبوا).

*مراتب رواة التفسير عنه :
- المرتبة الأولى: الثقات المكثرون، منهم: هشام بن حسان ، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وعبد الله بن عون، ويونس بن عبيد، وخالد الحذاء، وعاصم بن الأحول، وعوف بن أبي جميلة .

- المرتبة الثانية: الثقات المقلّون ومنهم: قتادة، وسليمان التيمي، وجرير بن حازم، وسلمة بن علقمة ، ومنصور الثقفي، وقرة السدوسي، و التستري، وغيرهم .

- المرتبة الثالثة: المقبولون، وهم الذين يترجّح قبول رواياتهم ومنهم: أبو حرة البصري، ونعيم بن ثابت .

- المرتبة الرابعة: المختلف فيهم، ومنهم: الحكم بن عطية ، وأبو هلال الراسبي ويوجد غيرهم ممن اختلف فيه .

- المرتبة الخامسة: من كانت روايته عنه منقطعة، ومنهم: الأعمش، والأوزاعي.

- المرتبة السادسة: الضعفاء، ومنهم: ليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن مسلم المكي، وزيد العمي.

- المرتبة السابعة: المجهولون، ذكر منهم: رجل يقال له حماد أبو صالح روى عن ابن سيرين خبراً منكراً .

- المرتبة الثامنة: المتروكون، ومنهم: أبو بكر الهذلي، والأزدي، والعطاردي والخراساني.

*مروياته في التفسير :
لمحمد بن سيرين مرويات كثيرة في كتب التفسير المسندة كثيرة ، وأكثر ممن روى عنه عبيدة السلماني من ذلك :
مارواه ابن وهب في جامعه ، قال جرير بن حازم: سمعت محمد بن سيرين قال: سألت عَبيدة السلماني عن قول الله: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، قال: (وأخذ عبيدة ثوبه فتقنع به وأخرج إحدى عينيه).
وروى ابن جرير عن هشيم قال : أخبرنا عون، عن ابن سيرين أنه قال في قوله: (فطلقوهن لعدتهن) قال: يطلقها وهي طاهر من غير جماع، أو حبل يستبين حملها.

*مواعظه ووصاياه:
إذا جاءت الموعظة والنصيحة من قلب مخلص ولسان صادق كتب لها القبول وبقيت على مر السنين والأعوام ينتفع بها ويكتب الثواب لصاحبها .
- روى مسلم في مقدمة صحيحه عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أنه قال: «إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم» .
- روى الإمام أحمد في الزهد عن ابن عون، عن محمد قال: كان يقال: «إن الرجل إذا أراد الخير كان له زاجرٌ من الله يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر» .
- روى الخطيب البغدادي في الكفاية، عن عاصم الأحول، عن محمد بن سيرين قال: «التثبت نصف العلم» .
- روى ابن سعد في الطبقات ،عن هشام بن حسان، عن محمد أنّه كان إذا ودَّع رجلاً قال: «اتق الله، واطلب ما قدر لك من حلال، فإنك إن أخذته من حرام لم تصب أكثر مما قدر لك» .
وغير هذا كثير من وصايه القيمة ومواعظه البليغة.

*موقفه من الفتن وتحذيره من أهل البدع والأهواء :
قال العجلي: (لم ينجُ من فتنةِ ابن الأشعث بالبصرة إلا رجلان: مطرف بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، ولم ينج منها بالكوفة إلا رجلان: خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، وإبراهيم النخعي).
وروى "أبو نعيم في الحلية " أن ابنُ هبيرة بعث إلى ابن سيرين فقدم عليه فقال: كيف تركت أهل مصرك؟
قال: «تركتهم والظلم فيهم فاش»
قال ابن عون: كان يرى أنها شهادة يسأل عنها فَكَرِهَ أن يكتمها).
- وقال جعفر بن مرزوق: بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين والحسن والشعبي، قال: فدخلوا عليه؛ فقال لابن سيرين: يا أبا بكر ماذا رأي منذ قربت من بابنا؟
قال: «رأيت ظلما فاشيا»
قال: فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه ابن سيرين؛ فقال: (إنك لستَ تُسأل، إنما أنا أُسأل) فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف وإلى الشعبي بألفين، فأما ابن سيرين فلم يأخذها).

- وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الورع" عن شعبة قال: «أعطى ابن هبيرة محمد بن سيرين ثلاث عطيات فأبى أن يقبل»
وقال ابن عون: جاء رجل إلى محمد، فذكر له شيئاً من القَدَر، فقال محمد: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} قال: ووضع إصبعي يديه في أذنيه، وقال: «إما أن تخرج عني، وإما أن أخرج عنك» قال: فخرج الرجل قال: فقال محمد: «إن قلبي ليس بيدي، وإني خفت أن ينفث في قلبي شيئا، فلا أقدر على أن أخرجَه منه، فكان أحبَّ إليَّ أن لا أسمعَ كلامَه» رواه ابن سعد.

*تعبيره للرؤى :
وأما تعبيره للرؤى والأحلام فقد فتح الله عليه في هذا الباب بصورة لا تخطر على قلب بشر فكان بارعاً في تعبيرها .
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن شوذب قال: جاء رجل يسأل الحسنَ عن رؤيا؛ فقال: ( أخطأت ، ذاك ابن سيرين الذي يعبر الرؤيا كأنه من آل يعقوب).
وروى الكرماني في مسائله عن غالب القطان قال: قلت لمحمد بن سيرين: إنَّك تحسن من العبارة على ما يجبن عنه فقهاؤنا، وتجبن من الفتيا عما يجسر عليه فقهاؤنا !! قال: يا ابن أخ ما أنفس عليك أن تعلم مثل ما أعلم، إنما هو شيء فآخذه من القرآن، وليس كلَّ ما نقول كما نقول، إذا رأيت الماء فهو فتنة، وإذا رأيت السفينة فهي نجاة، وإذا رأيت اللؤلؤ فهو القرآن، وإذا رأيت النار فهي ثائرة، وإذا رأيت الخشب فهو نفاق، وإذا رأيت العقد فهو حكمة، وإذا رأيت التاج فهو ملك، وإذا رأيت الحرب فهو الطاعون، والكسوة كلها تعجبنا وأحبها إلينا البياض، وإذا رأيت الصعود فهو همّ).
- روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: «اتق الله في اليقظة ولا تبالِ بما رأيت في المنام» .
وقد عرف بتفسير الرؤى والأحلام واشتهر صيته بها حتى بلغ فيها مبلغاً .
*وفاته :
عن مغيرة بن حفص قال سُئل ابن سيرين انه رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا قال ابن سيرين هذا الحسن يموت قبلي ثم أتبعه وهو أرفع مني .
وصى ابن سيرين أولاده بتقوى الله وطاعته وبما وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب: {يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
قال ابن منجويه: (مات في شوال سنة عشر ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة بعد الحسن بمائة يوم).
وكان يقول وهو في الموت: «في سبيل الله، نفسي أحب الأنفس عليَّ»وغسله أيوب وابن عون .
*مارؤي له بعد موته .
- روى الخطيب البغدادي في تاريخه عن حفصة ابنة راشد، قالت: (كان مروان المحلمي لي جارا وكان ناصبا مجتهدا)
قالت: (فمات فوجدت عليه وجدا شديدا، فرأيته فيما يرى النائم، فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع بك ربك؟
قال: أدخلني الجنة.
قلت: ثم ماذا؟
قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين.
قلت: ثم ماذا؟
قال: ثم رفعت إلى المقربين.
قلت: فمن رأيت ثم من إخوانك؟
قال: رأيت ثَمَّ الحسن، ومحمد بن سيرين، وميمون بن سياه).
- وذكر عن حماد بن سلمة، عن أبي محمد (قال: حماد: وكان من خيار الناس وكان مؤذن سكة الموالي) قال: اشتكيت شَكاةً فأُغمي عليَّ؛ فأُريت كأني أُدخلت الجنة فسألتُ عن الحسن بن أبي الحسن، فقيل لي: هيهات، ذاك يسجد على شجر الجنة.
قال: وسألت عن ابن سيرين، فقيل لي فيه قولاً حسنا أحسن مما قيل لي في الحسن).

*ما استفدته من دراستى لسيرة هذا الإمام الجليل.
1- زيادة العلم بأحوال هذا العالم الجليل مما يدفع النفس لمعرفة باقي سير هولاء الأعلام .
2- لمعرفة أحوالهم أثر على النفس وتحفيزا لها في شتى الأمور .
3- مما استفدت قدرة هذا العالم الجليل على مسك زمام نفسه حيث جمع بين العبادة والتجارة وبسط النفس والمزاح .
4- تبين أثر تقوى الله وكيف أثرها في صلاح أحوال العبد وقبول قوله .
5- كذلك النشئة الطيبة والبيئة الصالحة لها أثر على الشخص فلينظر المرء من يخالل .
6- معرفة أحوال الرواة والمرويات في التفسير
7- كذلك أخذ العلم من أصوله وبذل الجهد له وإحسان استيعابه وبذله .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 محرم 1441هـ/4-09-2019م, 10:47 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

بارك الله فيكم جميعاً ، وزادكم علماً وفضلاً

أتيتم جميعاً على جانب مهم من وفرة المادة العلمية في السيرة المترجمة، غير أنّ أكثركم نحى منحى التلخيص العلمي المجرد.
وكان المطلوب كتابة مقالة يصوغها الطالب بأسلوبه يخاطب بها القارئ ويظهر فيها شخصيته ومهارته في توظيف المعلومات العلمية في إيصال الرسائل المباشرة وغير المباشرة المستفادة من سيرة المفسّر.
ومنكم من زاد على القدر المطلوب من الصحفحات كثيراً .

وأما التفصيل في ذكر الطبقات والرواة فأرى أنه غير مناسب في مقام الرسائل التي يراد منها التشويق للعلم وبيان أثره على العالم والحض على الاتساء به وبيان فضله.

وأثني على أداء الفاضلة ضحى الحقيل في المستوى الثامن فقد أجادت التعبير لولا ما فاتها من ذكر الفوائد المستفادة التي تمنتيت أنها ختمت بها مقالتها.


أمل يوسف: ب+
فاطمة الزهراء: ب
هيا أبو داهوم: ب
بدرية صالح: ب
مضاوي: ب+ بدأت بداية جيدة ثم عدت لأسلوب التلخيص.
منيرة محمد: ج+
أود الإفادة عن مصدر استشارة أبي بكر لأنس بن مالك في تزويج سيرين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir