دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ > الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 رجب 1432هـ/1-07-2011م, 11:28 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي سورة الأنبياء عليهم السلام (مكية)

سورة الأنبياء عليهم السلام (مكية)



قوله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث} الآية:
أعلمنا الله جلّ ذكره في هذه الآية أن ما جنته البهائم في الليل فيه حكم، وأن داود حكم في ذلك بما رآه، وأن الله جلّ ذكره فهّم سليمان أن الحكم فيه عنده. - والنّفش: رعي البهائم بالليل -.
ومن قال من أجاز نسخ القرآن بالسّنّة: إن هذا منسوخٌ بقوله صلى الله عليه وسلم: ((جرح العجماء جبار)) فما أفسدت البهائم في ليلٍ أو نهارٍ فلا شيء فيه
وأكثر العلماء على أن الآية محكمة، وقد بيّن ذلك النبيّ عليه السلام فحكم بضمان ما أفسدته البهائم باللّيل دون النهار لأن على أصحاب المواشي حفظها بالليل - وهو قول مالك والشافعي وغيرهما -.
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 349]
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((العجماء جبار)) إنما ذلك فيما ليس على صاحبها حفظها منه.
فأما ما على صاحبها حفظها منه وأصابته وأفسدته فليس بجبار، وهو ضامن لذلك. والجبار: الهدر الذي لا شيء فيه.
فالبيّن في هذا أنها محكمة.
قوله تعالى: {إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنّم} إلى قوله {لا يسمعون}:
أخبرنا الله جلّ ذكره أن العابدين من المشركين والمعبودين في النار خبرًا عامًا في الظاهر، وقد عبد عيسى ابن مريم وعزيرٌ ومريم والملائكة والشمس والكواكب فتأوّل بعض الناس أنه منسوخٌ بقوله تعالى: {إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] - الآيات - يعني بذلك: عيسى وأمّه وعزير والملائكة.
والذي عليه أهل النظر وتوجبه الأصول: أنّ هذا ليس بنسخٍ، إنما هو تخصيصٌ وتبيين أنّ الآيات في قوله تعالى: {إنّكم وما تعبدون من
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 350]
دون الله} - الآيات - غير عامةٍ في كلّ معبودٍ من دون الله، وأنّ من سبقت له الحسنى عند الله من المعبودين غير داخلين في عموم الآية، مع أنه لا يجوز في مثل هذا نسخٌ لأنه خبر، والأخبار لا تنسخ إنما تبيّن، وتخصّص ولا يجوز فيها النّسخ ولو جاز فيها النّسخ لكان المخبر بها قد أخبر بها على غير ما هي عليه والله يتعالى عن ذلك.
وأيضًا فإن هذا لو نسخ لوجب زوال حكم دخول المعبودين من دون الله كلّهم في النار لأنّ النسخ إزالة الحكم الأوّل، وحلول الثاني محلّه، ولا يجوز زوال الحكم الأوّل بكلّيته، إنما زال بعضه، فهو تخصيصٌ وبيان. فالآيتان محكمتان لا نسخ فيهما.
وقد سمّى جماعةٌ من المتقدمين هذا استثناءً، وليس كذلك لأن الاستثناء إنما يأتي بحرف الاستثناء، ولا حرف في هذا، فإنّما هو تخصيصٌ وبيان.
فأما قراءة ابن مسعود (إلاّ الذين سبقت) بـ (إلا) فهو استثناءٌ بلا شك، وهو يدل على معنى التخصيص، لأنّ الاستثناء مباينٌ للنّسخ؛ إذ النّسخ بيان الأزمان، والاستثناء والتّخصيص بيان الأعيان، فهما متباينان في المعنى أعني النّسخ والاستثناء.
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 351]
وقد ذكرنا. ما قيل في قوله: {وإن منكم إلاّ واردها} في سورة مريم من أنه منسوخٌ بقوله: {إنّ الذين سبقت لهم منّا الحسنى}، وإن الصّواب فيها أنه مبيّنٌ مخصّصٌ لا منسوخٌ، لأنه خبر.
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 352]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأنبياء, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir