دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #20  
قديم 28 ذو القعدة 1443هـ/27-06-2022م, 02:33 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

مجلس المذاكرة الاول
القسم الاول من دورة أعمال القلوب


المجموعة الأولى:

س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟

يٌعد علم السلوك لب علوم الشريعة وروحها إذ هو مقصودها الأعظم، وميزانها الأقوم، وعليه مدار القبول والحرمان، والتوفيق والخذلان، والهداية والضلال.
وقد دلّت النصوص من الكتاب والسنّة على جلالة شأنه، وعظيم قدره؛ فهو العلم الذي تحصل به تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وبه يُنال اليقين، والتبصّر في الدين، وبه تتبيّن حقائق الفتن، وسنن الابتلاء، وتُعرف به أمراض القلوب التي بصلاحها تصلح الأعمال، ويصلح سائر الجسد، وبفسادها تفسد الأعمال، ويفسد سائر الجسد. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)) وأشار بأصابعه إلى صدره)، فالتقوى محلها القلب وأثرها على الجوارح ظاهر، وتحقيق صلاح القلب والجوارح هو مقصود علم السلوك، وقد جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)).

س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟

العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع كما ذكر ذلك أبو منصور الأزهري وقال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة... تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة "معبَّدًا"، وأنشد الخليل في العين لمن لم يسمّه:
تَعبَّدَني نِمْرُ بن سعدٍ وقد أُرى.....ونمر بن سعدٍ لي مطيع ومُهْطعُ
مهطع أي: مسرع في طاعتي في ذل وخشوع، كما قاله ثعلب وغيره. والمعنى أنه تعبَّده أي جعله كالعبد الذليل المطيع ، بعدما كان له نمر مطيعاً مهطعاً.

والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: وعبادة شرعية.

فالعبادة الكونية عامة لجميع الخلق حيث أن الله سبحانه وتعالى مالك الخلق جميعا ولا يخرج شئ عن ملكه وتدبيره سواء في ذلك من أقر به أو انكره كما قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾، وقال: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾

وأما العبادة الشرعية: فلها تعريفات ذكرها بعض أهل العلم ومن أحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية) حيث قال رحمه الله تعالى: (العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة).فهذا تعريف العبادة الشرعية باعتبار ما يشمله اسمها، وهو ما شُرِعَ للعبد أن يتعبد به في شريعة الإسلام. وقوله: (لكل ما يحبّه الله ويرضاه) قيد يُخرج العبادات الشركية والبدعية. وقوله: (من الأعمال والأقوال) قيد يُخرج الأشخاصَ والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة، لأن العبادة إنما تتعلق بما يُتعبَّدُ به مما يصدر عن العبد من قول وعمل.وهذه الأعمال والأقوال إنما يعرف كونها عبادة بأمور:
الأمر الأول: أن يرد في النص تسميتها عبادة، وما سمّي عبادة فهو مما يحب ربُّنا أن يُعبَد به.
الأمر الثاني: أن يدل الدليل على محبة الله تعالى لقول وعمل إما بترتيب الثواب عليه، أو العقاب على تركه، أو بمدح فاعله وذم تاركه أو غير ذلك؛ فما يحبه الله ويرضاه فهو عبادة.
الأمر الثالث: أن يدل الدليل على أن الله أمر به؛ فَأَمْرُ الله به دليل على محبته أن يُعبَد به؛ فيكون بذلك عبادة.
وتكون العبادة بالقلب واللسان والجوارح:
فعبادة القلب جامعة لأمرين:
1: الاعتقاد وهو التصديق واليقين.
2: وعمل القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل وغير ذلك من أعمال القلوب.
وعبادة اللسان هي بقول ما يحبه الله من الذكر والدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأقوال التي يحبها الله.
وعبادة الجوارح هي ما تقوم به جوارح الإنسان من أعمال التعبد كالصلاة والزكاة والصيام والحج والذبح والنذر وغيرها.
ولصحة العبادة شرطان:
أحدهما: الإخلاص لله جل وعلا.
والآخر: أن تكون على ما شرع الله عز وجل بما بينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.

أنواع القلوب:
1- القلب الحيّ، وهو قلب المؤمن؛ وهو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به والاستجابة لله تعالى: كما قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} ، قال قتادة: (يعني بذلك القلب: القلب الحيّ). رواه ابن جرير، وقال تعالى: {لينذر من كان حياً} قال قتادة أيضاً: (حيّ القلب حيّ البصر). رواه ابن جرير.

2- القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، وفيه مادّة خير ومادّة شرّ، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فإن غلب خيره وإيمانه كان إلى أهل الخير والإيمان أقرب، وهو على خطر من التمادي في الفسق والفجور فيؤدي به الفجور إلى موت القلب وإظلامه ببعض أعمال الكفر والنفاق الأكبر، ولذلك قال أهل العلم: المعاصي بريد الكفر.

3- القلب الميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، وهو الذي انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.

وفائدة معرفة هذه الأنواع تتبين في أمور:
الأول: أن موت القلوب وحياتها و مرضها وشفاؤها أعظم شأناً من حياة الأبدان وموتها ومرضها وشفائها.

الثاني: إنّ القلوب الحية والمريضة والميتة تتنوّع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع. فالقلوب الحية: ذاكرة، ومنيبة، وخاشعة، ومخبتة، وتفقه، وتعقل، وتهتدي. والقلوب المريضة: فيها حياة وفيها موات، ويشتدّ مرضها باشتداد أسبابه من الافتتان بالشهوة المحرمة والشبهة المشككة، والتعلق بغير الله، والغلّ والحسد، والكِبر والبَطَر، والغفلة والقسوة. والقلوب الميّتة تختلف باختلاف أسباب موتها من الشرك، والنفاق، والكفر، والإلحاد، وبما تُعاقب به من الزيغ والصرف، والإغفال والقفل، والطبع والختم، والشدّ والرين، وهذه العقوبات بعضها أشدّ من بعض كما قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدا يقول: (الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد من ذلك). رواه البيهقي في شعب الإيمان.

الثالث : أن القلوب تكون في أصل أمرها على الفطرة ثمّ تُعرض عليها الفتن فتختلف باختلاف أحوالها مع تلك الفتن كما قال حذيفة بن اليمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأيّ قلب أُشربها نُكتَ فيه نكتة سوداء، وأي قلب أَنكرَها نكتَ فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادّا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أُشرب من هواه» رواه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.

محبة الله عز وجل هي أصل الدين ؛ وبيان ذلك من وجوه ثلاثة:
الأول: أن أعمال العبد الدينية إنما يحمله عليها محبة الله تعالى ومحبة ثوابه ومحبة النجاة من عقابه؛ ولذلك فإن الخوف والرجاء مبناهما على المحبة أيضاً؛وكذلك التوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها كلها صادرة في الأصل عن محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة رضاه وثوابه والنجاة من عقابه.

الثاني: أن أعمال العبادة إنما سميت عبادة لكونها صادرة عن أعلى درجات المحبة فهي محبة عظيمة مقرونة بالتعظيم والخضوع والانقياد ولذلك فإن المحبوب الذي لا يُعَظَّم ولا يُذَلُّ له ولا يُنقادُ لأمره ليس بمعبود، وكذلك المعظَّم الذي لا يُحَبّ.

الثالث: أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصاً له جل وعلا، وإرادة وجه الله وحده لا شريك له هي ثمرة المحبة الصادقة من المؤمن لربه جل وعلا؛ فكل أعمال العبد التي يتقرب بها إلى الله عز وجل وحده لا يشرك معه فيها أحداً إنما الحامل عليها هو هذه المحبة العظيمة الخالصة لله جل وعلا؛ فالله تعالى هو المحبوب لذاته في قلب المؤمن، وهذه المنزلة لا تنبغي إلا لله تعالى.

فمحبة الله تعالى وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم هي أصل الدين وأجلّ قواعده وأعظمها، بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، كما في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام مَن هم منافقون؛ فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله). وهذا مما يبين عظم شأن المحبة وجلالة قدرها؛ فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين، فهو وإن لم تُرفع عنه عقوبة الجلد، بل عوقب على معصيته إلا أن محبَّته لله ورسوله قد نجَّته من النفاق.

س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه

المقصود ب (خوف السر) خوف التعبد، كما يذكره بعض العلماء ومثٌلوا له بخوف عباد القبور والأولياء، وهؤلاء العباد جمعوا أنواعاً من الشرك منها اعتقادهم أن أولئك الأموات يطلعون على ما يعملون، واعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط.

وحكم خوف السر أنه عبادة من أجَلّ العبادات و صرفه لغير الله تعالى شرك أكبر وذلك لأن فيه معاني التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القلب بالمعبود والالتجاء إليه، وهذه عبادات عظيمة من صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir