دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 30 ذو القعدة 1440هـ/1-08-2019م, 01:20 AM
محمد عبد الرازق محمد عبد الرازق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 814
افتراضي

تلخيص رسالة العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية لابن تيمية

المقدمة
فصلٌ
0العبادات والفرق بين شرعيّها وبدعيّها
-كثرة الاضطراب في هذا الباب كما كثر في باب الحلال والحرام.
-أصل الدين:
-ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله.
-حديث عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه: (أن النبي خط خطا..)
-العبادات الشرعية إمّا واجبٌة وإمّا مستحبٌّة.
-الحديث القدسي: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه..)
-ذكر أمثلة لعبادات منها فرض ومنها مستحب:
-الفرق بين ما هو مشروعٌ وما ليس بمشروع:
-أصول العبادات الدّينية: الصّلاة والصّيام وقراءة القرآن:
-ذم غلو الخوارج في العبادة ونهي الصحابة عن ذلك:
-غلو الخوارج في العبادات بلا فقه آل بهم إلى البدعة:
-السبب في الأمر بقتل الخوارج:
0القدر المشروع في أصول العبادات الدّينية:
-تصنيف ابن تيمية لكتاب "الاقتصاد في العبادة" لبيان هذا القدر المشروع.
-قولأبي بن كعبٍ وغيره: "اقتصادٌ في سنّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ".
0أجناس عباداتٍ بدعية -غير مشروعةٍ - حدثت في المتأخّرين:
أولا: الخلوات:
-هي تشتبه بالاعتكاف الشّرعيّ:
-حجة البعض في الخلوات بتحنّثه صلى الله عليه وسلم بغار حراءٍ قبل الوحي:
-إتيان غار حراء كان في الجاهلية:
- طائفةٌ يجعلون الخلوة أربعين يومًا ويعظّمون أمر الأربعينية:
أ-ما يحتجون به:
ب-الرد عليهم, والدليل على غلطهم:
-أحوال أصحاب الخلوات في التمسّك العبادات الشّرعيّة:

ثانيا: الذكر عند أبي حامد ومن تبعه:
-الذّكر بالاسم المفرد بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة:
-حديث النبي (أفضل الكلام بعد القرآن أربع..):
-قصد بعض المتأخرين بالذكر بالاسم المفرد:
-طريقة هؤلاء في الذكر:
-البدع بريد الكفر.
-كتاب أبي حامد (الإحياء) وغيره:
-تأثر أبو حامد وابن سينا وأمثالهم بالفلسفة:
-اعتقاد المتفلسفة بأن النّبوّة مكتسبةٌ:
-مرجع كلامهم هذا إلى أنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.
-رد ابن تيمية على إدعاء المتفلسفة:
-الخلوة والعزلة والانفراد المشروع هو ما كان مأمورًا به أمر إيجابٍ أو استحبابٍ:
1-مثال الإيجاب:
2-مثال الاستحباب:
فصل
0أمثلة لمواضع الخلوات الشركية:
0صور من التنزلات الشيطانية على أهل الخلوات الشركية, وتصورهم بصورة إنسان:

فصلٌ
0أمرنا أن نؤمن بكل الأنبياء, وأن نقتدي بهم:
-محمد صلى الله عليه وسلم نسخ شرع من قبله, وما أمر به من العبادات فهو المشروع.
-متى يجوز رواية العمل المستحب؟
-حديث: (من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).
-ما فعله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على وجه التّعبّد فهو عبادةٌ يشرع التّأسّي به فيه.
-اختلاف الصحابة في تقليد النبي صلى الله عليه وسلم فيما فعل بحكم الاتفاق:
-اتفاق الصحابة على أنه لا يعظم من الأماكن إلا ما عظمه الشارع:

فصلٌ
-من البدع قصد الصلاة والدعاء والعبادة في مكان لم يقصد الأنبياء فيه ذلك.
-سبب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك:
-تعامل الشيطان مع أهل العبادات البدعية:
-فتنة العالم غير العامل:
-من أهل البدع من يظنّ أنّما يلقى إليه من خطابٍ أو خاطرٍ هو من اللّه تعالى بلا واسطةٍ وقد يكون من الشّيطان.
-نتيجة ذلك:
-رد ابن تيمية على قولهم: " يأخذ عن اللّه":
-المعازف خمر النّفوس:
-الشيطان قد يعطي بالنذر الشركي بعض الحوائج للناذر.
-النهي عن النذر الشرعي, مع وجوب الوفاء على من نذر:
-والنّاس يقصدون بالنّذر تحصيل مطالبهم:

التلخيص:
رسالة العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية لابن تيمية

المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
فهذا تلخيص (رسالة العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية,
لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت:728هـ)).

فصلٌ
في العبادات والفرق بين شرعيّها وبدعيّها
-كثرة الاضطراب في هذا الباب كما كثر في باب الحلال والحرام.
-أصل الدين:
1-أن الحلال ما أحله الله ورسوله.
2-وأن الحرام ما حرمه الله ورسوله.
3-والدين ما شرعه الله ورسوله.
-ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله.
-حديث عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه: (أن النبي خط خطا..)
عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خطّ خطًّا وخطّ خطوطًا عن يمينه وشماله ثمّ قال: "هذه سبيل اللّه وهذه سبلٌ، على كلّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمّ قرأ: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله}".
-العبادات الشرعية إمّا واجبٌة وإمّا مستحبٌّة.
-الحديث القدسي: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه..)
في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيءٍ أنا فاعله تردّدي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ له منه).
-ذكر أمثلة لعبادات منها فرض ومنها مستحب:
الصّلاة منها فرضٌ وهي الصّلوات الخمس ومنها نافلةٌ كقيام اللّيل، وكذلك الصّيام فيه فرضٌ وهو صوم شهر رمضان ومنه نافلةٌ كصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، وكذلك السّفر إلى المسجد الحرام فرضٌ وإلى المسجدين الآخرين -مسجد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبيت المقدس - مستحبٌّ، وكذلك الصّدقة منها ما هو فرضٌ ومنها ما هو مستحبٌّ وهو العفو.
-الفرق بين ما هو مشروعٌ وما ليس بمشروع:
المشروع: هو الّذي يتقرّب به إلى اللّه تعالى ويدخل فيه الواجب والمستحب, والمؤقت بوقت والمتعلق بسبب.
-أصول العبادات الدّينية: الصّلاة والصّيام وقراءة القرآن:
جاء ذلك في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس، ثمّ أمره بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، فقال إنّي أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يومٍ وفطر يومٍ، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك فقال: لا أفضل من ذلك وقال: أفضل الصّيام صيام داود عليه السّلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبعٍ).
-ذم غلو الخوارج في العبادة ونهي الصحابة عن ذلك:
قال عليه الصلاة والسلام: " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة".
-غلو الخوارج في العبادات بلا فقه آل بهم إلى البدعة:
قال عليه الصلاة والسلام: " يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة، أينما وجدتموهم فاقتلوهم فإنّ في قتلهم أجرًا عند اللّه لمن قتلهم يوم القيامة".
-السبب في الأمر بقتل الخوارج:
أنهم قد استحلّوا دماء المسلمين وكفّروا من خالفهم.
0القدر المشروع في أصول العبادات الدّينية:
-تصنيف ابن تيمية لكتاب "الاقتصاد في العبادة" لبيان هذا القدر المشروع.
-قول أبي بن كعبٍ وغيره: "اقتصادٌ في سنّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ".
- دلّت السّنّة على أن سرد الصّوم وصيام الدّهر سوى يومي العيدين وأيّام التّشريق وقيام جميع اللّيل مكروه.
- وإن كان الأمر جائزا, لكن صوم يومٍ وفطر يومٍ أفضل, وقيام ثلث اللّيل أفضل.
0أجناس عباداتٍ بدعية -غير مشروعةٍ - حدثت في المتأخّرين:
أولا: الخلوات:
-هي تشتبه بالاعتكاف الشّرعيّ:
لكن الاعتكاف الشّرعيّ في المساجد كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يفعله هو وأصحابه من العبادات الشّرعيّة.
-حجة البعض في الخلوات بتحنّثه صلى الله عليه وسلم بغار حراءٍ قبل الوحي:
وهذا خطأٌ؛ فإنّ ما فعله صلّى اللّه عليه وسلّم كان قبل النّبوّة, وهو من حين نبّأه اللّه تعالى لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراءٍ ولا خلفاؤه الرّاشدون, وقد أقام بمكّة قبل الهجرة, ودخل مكّة في عمرة القضاء وعام الفتح, وأتاها في حجّة الوداع, وغار حراءٍ قريبٌ منه ولم يقصده.
-إتيان غار حراء كان في الجاهلية, ثم جاءت الصلاة والاعتكاف في المساجد فأغنت عن ذلك.
- طائفةٌ يجعلون الخلوة أربعين يومًا ويعظّمون أمر الأربعينية:
أ-ما يحتجون به:
1- أنّ اللّه تعالى واعد موسى -عليه السّلام- ثلاثين ليلةً وأتمّها بعشر.
2- أنّ موسى عليه السّلام صامها.
3-أن المسيح أيضًا صام أربعين للّه تعالى وخوطب بعدها.
4-يقولون يحصل بعدها الخطاب والتّنزّل كما يقولون في غار حراءٍ حصل بعده نزول الوحي.
ب-الرد عليهم, والدليل على غلطهم:
1-الأربعينية تَمسُّكٌ بشرع منسوخٍ.
2-غار حراء تمسّكٌ بما كان قبل النّبوّة.
3-مجرب أن من سلك هذه العبادات البدعيّة نزلت عليهم الشّياطين.
والسبب في ذلك خروجهم عن شريعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وكثيرٌ من المبدعة لا يحدّ للخلوة مكانًا ولا زمانًا بل يأمر الإنسان أن يخلو في الجملة.
-أحوال أصحاب الخلوات في التمسّك العبادات الشّرعيّة:
1-بعضهم يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة الصّلاة والصّيام والقراءة والذّكر.
2-وأكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعةٍ؛ مثل طريقة أبي حامدٍ ومن تبعه.
هؤلاء يأمرون صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض لا قراءةً ولا نظرًا في حديثٍ نبويٍّ ولا غير ذلك, بل قد يأمرونه بالذّكر؛ كما يقوله أبو حامدٍ: ذكر العامّة: " لا إله إلّا اللّه " وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " وذكر خاصّة الخاصّة: " هو هو ".

ثانيا: الذكر عند أبي حامد ومن تبعه:
-الذّكر بالاسم المفرد بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة:
وسبب ذلك أنه بالاسم المجّرّد ليس بكلام يُعقل ولا فيه إيمانٌ بل كفر.
-حديث النبي (أفضل الكلام بعد القرآن أربع..):
ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر).
-قصد بعض المتأخرين بالذكر بالاسم المفرد:
يقولون: ليس قصدنا ذكر اللّه تعالى, ولكن جمع القلب على شيءٍ معيّنٍ حتّى تستعدّ النّفس لما يرد عليها.
-طريقة هؤلاء في الذكر:
يأمر مريده بأن يقول هذا الاسم مرّاتٍ فإذا اجتمع قلبه ألقى عليه حالًا شيطانيًّا فيلبسه الشّيطان ويخيّل إليه أنّه قد صار في الملأ الأعلى.
بل أبلغ من ذلك من يقول: ليس مقصودنا إلّا جمع النّفس بأيّ شيءٍ كان، حتّى يقول لا فرق بين قولك: يا حيّ، وقولك: يا جحش.
-البدع بريد الكفر.
-كتاب أبي حامد (الإحياء) وغيره:
أكثر أبو حامد في (الإحياء) وغيره من مدح الذكر على طريقته البدعية, وبالغ في مدح الزهد.
-تأثر أبو حامد وابن سينا وأمثالهم بالفلسفة:
أدى ذلك إلى زعم ابن سينا وأمثاله أنّ ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم هو من "العقل الفعّال".
- اعتقاد المتفلسفة بأن النّبوّة مكتسبةٌ:
حيث يقولون بأن المرء إذا تفرّغ صفا قلبه, وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء، وعندهم أنّ موسى بن عمران -صلّى اللّه عليه وسلّم- كُلّم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارجٍ فلهذا يقولون إنّه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم ممّا حصل لموسى. وأبو حامدٍ يقول إنّه سمع الخطاب كما سمعه موسى -عليه السّلام- وإن لم يُقصد هو بالخطاب.
-مرجع كلامهم هذا إلى أنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.
-رد ابن تيمية على إدعاء المتفلسفة:
وهذا الّذي قالوه باطلٌ من وجوهٍ:
أحدها: أنّ هذا الّذي يسمّونه " العقل الفعّال " باطلٌ لا حقيقة, كما بسط في موضع آخر.
الثّاني: الملائكة والشياطين أحياء ناطقون, وليسوا صفات لنفس الإنسان كما زعموا, فما جعله الله في القلوب من الحق فبالملائكة, وما كان من باطل فبالشيطان.
الثّالث: أن ما حصل للأنبياء ليس فيضا كما يزعمون, وإنما وحيا نزل به الملائكة, ومنهم من كلمه الله كموسى عليه السلام.
الرّابع: أنّ الإنسان إذا فرّغ قلبه فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حقٌّ؟ هذا إمّا أن يُعلم بعقل أو سمعٍ، وكلاهما لم يدلّ على ذلك.
الخامس: أن الذي علم أن القلب إذا فرغ من كل شيء, حلت فيه الشياطين, قال اللّه تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ).
السّادس: أنّ هذه الطّريقة لو كانت حقًّا فإنّما تكون في حقّ من لم يأته رسولٌ فأمّا من أتاه رسولٌ وأُمر بسلوك طريقٍ فمن خالفه ضلّ، وخاتم الرّسل -صلّى اللّه عليه وسلّم- قد أمر أمّته بعبادات شرعيّةٍ من صلاةٍ وذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ لم يأمرهم قطّ بتفريغ القلب من كلّ خاطرٍ وانتظار ما ينزل، فهذه الطّريقة لو قدّر أنّها طريقٌ لبعض الأنبياء لكانت منسوخةً بشرع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فكيف وهي طريقةٌ جاهليّةٌ, ولكنّ التّفريغ والتّخلية الّتي جاء بها الرّسول أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
السّابع: تشبيه أبي حامد ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم على تزويق الحائط, هو قياسٌ فاسدٌ, وقول المتفلسفة بأن العلم منقوشٌ في النّفس الفلكيّة, وتسمية ذلك " اللّوح المحفوظ ", قول خاطيء؛ فهم أخذوا مخّ الفلسفة وكَسَوه لحاء الشّريعة.
- الخلوة والعزلة والانفراد المشروع هو ما كان مأمورًا به أمر إيجابٍ أو استحبابٍ:
1-مثال الإيجاب:
كاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}, وقوله عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، فإنّ أولئك لم يكونوا في مكانٍ فيه جمعةٌ ولا جماعةٌ ولا من يأمر بشرع نبيٍّ فلهذا أووا إلى الكهف وقد قال موسى: {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون}.
2-مثال الاستحباب:
اعتزال النّاس في فضول المباحات وما لا ينفع بالزّهد فيه, وقد قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
فإذا أراد الإنسان تحقيق علمٍ أو عملٍ فتخلّى في بعض الأماكن مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حقٌّ كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: (رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ).

فصل
0أمثلة لمواضع الخلوات الشركية:
1-الأماكن التي ليس فيها مساجد وإقامة للصلوات.
2-الكهوف والغيران التي في الجبال.
3-مقابر الأبياء والصالحين.
0صور من التنزلات الشيطانية على أهل الخلوات الشركية, وتصورهم بصورة إنسان:
1-منهم من يرى صاحب قبر مات منذ زمن, ويقول له أنا فلان.
2- ومن هؤلاء من يظنّ أنّه حين يأتي إلى قبر نبيٍّ أنّ النّبيّ يخرج من قبره في صورته فيكلّمه.

فصلٌ
0أمرنا أن نؤمن بكل الأنبياء, وأن نقتدي بهم:
قال تعالى: {قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون}.
وقال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
-محمد صلى الله عليه وسلم نسخ شرع من قبله, وما أمر به من العبادات فهو المشروع.
-متى يجوز رواية العمل المستحب؟
إذا ثبت أنّ العمل مستحبٌّ بدليل شرعيٍّ وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ جاز أن تروى إذا لم يعلم أنّها كذبٌ.
-حديث: (من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).
أئمة أهل السنة إذا عرفوا أنّ الحديث كذبٌ لا يستحلّون روايته إلّا أن يبيّنوا أنّه كذبٌ؛ لقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: (من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).
-ما فعله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على وجه التّعبّد فهو عبادةٌ يشرع التّأسّي به فيه.
-اختلاف الصحابة في تقليد النبي صلى الله عليه وسلم فيما فعل بحكم الاتفاق:
ابن عمر رضي اللّه عنه كان يفعل ذلك, ويقول: وإن لم يقصده؛ لكنّ نفس فعله حسنٌ على أيّ وجهٍ كان فأحبّ أن أفعل مثله إمّا لأنّ ذلك زيادةٌ في محبّته وإمّا لبركة مشابهته له.
وأمّا الخلفاء الرّاشدون وجمهور الصّحابة فلم يستحبّوا ذلك؛ لأنّ هذا ليس بمتابعة له إذ المتابعة لا بدّ فيها من القصد.
ومن ذلك قول عمر بن الخطاب لما رأى الناس في سفر, يصلون بمكان صلى فيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم: فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".
-اتفاق الصحابة على أنه لا يعظم من الأماكن إلا ما عظمه الشارع:
لم يكن ابن عمر ولا غيره من الصّحابة يقصدون الأماكن الّتي كان ينزل فيها ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه ومثل مواضع نزوله في مغازيه وإنّما كان الكلام في مشابهته في صورة الفعل فقط، وإن كان هو لم يقصد التّعبّد به، فأمّا الأمكنة نفسها فالصّحابة متّفقون على أنّه لا يعظّم منها إلّا ما عظّمه الشّارع.

فصلٌ
-من البدع قصد الصلاة والدعاء والعبادة في مكان لم يقصد الأنبياء فيه ذلك.
ويستحبّ إتيان قبور الأنبياء للسّلام عليهم ويحرم إتيانها للصّلاة عندها واتّخاذها مساجد؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك).
-سبب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك:
لأنّه ذريعةٌ إلى الشّرك، فأراد أن تكون المساجد خالصةً للّه تعالى وحده.
فلم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانًا يقصد للصّلاة إلّا المسجد ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر.
وما سوى ذلك من البقاع فإنّه لا يستحبّ قصد بقعةٍ بعينها للصّلاة ولا الدّعاء ولا الذّكر.
-تعامل الشيطان مع أهل العبادات البدعية:
الشّيطان يزيّن لهم تلك العبادات ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة حتّى يبغّضهم في العلم والقرآن والحديث.
-فتنة العالم غير العامل:
وجود العلماء غير العاملين في مجتمع يعد فتنة ومدخل للشيطان إلى أهل البدع.
-من أهل البدع من يظنّ أنّما يلقى إليه من خطابٍ أو خاطرٍ هو من اللّه تعالى بلا واسطةٍ وقد يكون من الشّيطان.
-نتيجة ذلك:
أنهم صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول، يقول أحدهم: فلانٌ عطيّته على يد محمّدٍ وأنا عطيّتي من اللّه بلا واسطةٍ، ويقول أيضًا: فلانٌ يأخذ عن الكتاب وهذا الشّيخ يأخذ عن اللّه، ومثل هذا.
-رد ابن تيمية على قولهم: " يأخذ عن اللّه":
1- إن أراد به الإعطاء والأخذ العامّ فهو حقٌّ، ولكنّ جميع النّاس يشاركونه في هذا.
2- وإن أراد أنّ هذا الّذي حصل له هو ممّا يحبّه اللّه ويرضاه ويقرّب إليه وهو من كلام اللّه تعالى فهنا طريقان:
أحدهما: أن يقال له من أدراك أنه من اللّه لا من الشّيطان؟
الثّاني: أن يقال: بل هذا من الشّيطان لأنّه مخالفٌ لما بعث اللّه به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
-المعازف هي خمر النّفوس:
إذا سكروا بالأصوات حلّ فيهم الشّرك والفواحش وقتل النفس.
-الشيطان قد يعطي بالنذر الشركي بعض الحوائج للناذر.
- النهي عن النذر الشرعي, مع وجوب الوفاء على من نذر:
ثبت في الصّحيحين عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه نهى عن النّذر وقال: (إنّه لا يأتي بخير وإنّما يستخرج به من البخيل)، وفي صحيح البخاريّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (من نذر أن يطيع اللّه فليطعه ومن نذر أن يعصي اللّه فلا يعصه).
-النّاس يقصدون بالنّذر تحصيل مطالبهم:
فليس النّذر سببًا في حصول مطلوبهم واللّه سبحانه لا يقضي تلك الحاجة بمجرّد تلك العبادة المنذورة، بل ينعم على عبده بذلك المطلوب ليبتليه أيشكر أم يكفر؟ وشكره يكون بفعل ما أمره به وترك ما نهاه عنه.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir