دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ربيع الثاني 1437هـ/23-01-2016م, 09:51 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي صفحة الطالب محمد عبد الرازق جمعة لدراسة المستوى الأول

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1437هـ/21-02-2016م, 02:57 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي بداية تلخيص دروس دورة إعداد المفسر - المستوى الأول

بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ بعون الله وفضله عمل ملخصات لجميع الدروس السابقة في دورة إعداد المفسر المستوى الأول
أعاننا الله على ذلك بمنه وفضله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 10:53 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
من فضائل طلب العلم أن به معرفة الخالق جل وعلا ومعرفة واجبنا نحوه تعالى ومعرفة كيفية آداء هذه الواجبات حيث أنها هى ما خلقنا لأجلها فقد قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )فكيف لنا أن نقوم بهذا التكليف الذى أكد الله تعالى عليه فى كتابه بغير علم؟
ومن فضائل العلم أيضا أنه هو الطريق الوحيد الموصل إلى رضا الله عز وجل فكيف نرضيه ونحن لا نعرف الطريق؟
ومن الفضائل أيضا الرفعة عند الله وعند ملائكته والقبول بين الناس وحب الصالحين وكل هذا من ثمرات العلم ونسأل الله أن يجعلنا منهم
ومن فضائل العلم أيضا معرفة الله بصفاته وأسماءه ومن عرف الله حقا عبده حق عبادته ومن عرف الله حقا خشيه حق خشيته وكيف نحصل على الخشية والإنابة والإخبات وغيرها من صفات المؤمنين بغير العلم؟

فاللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وذدنا علما
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 10:55 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
من مسالك العلماء فى التفسير:
  1. الإجمال والإختصار
  2. بيان المعانى اللغوية
  3. الأحاديث والآثار
  4. جمع أقوال المفسرين
  5. إعمال أصول التفسير وقواعده
  6. بيان الأحكام الفقهية
  7. بيان العلوم الأخرى كالوقف والإبتداء والقراءات وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والفضائل والمناسبات وغيرها

معاير التلخيص الجيد:
1- إستخلاص المسائل
2- ترتيبها بطريقة حسنة
3- تحريرها علميا
4- حسن صياغتها
5- حسن عرضها

طريقة تلخيص دروس التفسير:
1- إستخلاص المسائل المتعلقة بالآية من كل تفسير وهذه المسائل على ثلاثة أنواع
* مسائل علوم الآية وعلوم السورة
* المسائل التفسيرية وهى على عدة أنواع:
- معانى المفردات (المعنى اللغوى- المراد بها فى الآية)
- معانى الحروف
- معانى الأساليب
- بيان متعلق الأفعال
- معرفة المخاطب
- معرفة المراد بالإسم المبهم
- معرفة منطوق الآية
- معرفة التذكير والتأنيث والتقديم والتأخير والإختصاص والحصر والإطلاق والتقييد والجمع والإفراد

* المسائل الإستطرادية
2- ترتيب المسائل ترتيبا موضوعيا ونستعين على ذلك بالترميز

3- تحرير القول فى كل مسألة وهذه المرحلة تحتاج إلى:
* جمع أقوال العلماء فى كل مسألة
* التعرف على أقوال العلماء وتحديد الإتفاق بينهم والخلاف
* التعرف على حجة كل قول
* ترتيب الأقوال فى كل مسألة (تاريخيا - الأقرب إلى الصحة)
* إستخراج الأقوال والمسائل التى لم ينص عليها بالنظر والتأمل
* حذف الرموز بعد التحرير وكتابة الأسماء

4- الصياغة العلمية ويجب فيها مراعاة التالى:
* التحقق من سلامة النص من الأخطاء الإملائية
* التحقق من سلامة النص من الأخطاء الأسلوبية
* ترقيم النص ليعين على سهولة القراءة
* محاكاة لغة أهل العلم فى التعبير عن الخلاف والإجماع
* إتقان طرق نسبة الأقوال إلى قائليها

5- تنسيق النص وتحسين عرضه وذلك كالتالى:
* توحيد منهج التنسيق
* الوضوح
* التنظيم
* التناسب
* أن يكون مريحا لنظر العين

مثال على تلخيص تفسير آية:
-القرءات فى الآية
-معن الآية إجمالا
-مقصد الآية
-معانى مفردات الآية
-الفوائد الموجودة بالآية (التقديم والتأخير - التكرار - التحويل من صيغة لأخرى)
-بيان متعلق الأفعال بالآية
-بيان الدلالات فى الآية
-بيان المسائل العقدية أو الفقهية
-الرد على الأقوال المردودة فى الآية

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 10:55 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا}على طاعةِ اللَّهِ، فعَمِلُوا ما أَمْكَنَهم منها، وعن مَعَاصِي اللَّهِ فتَرَكُوها، وعلى أقدارِ اللهِ المُؤْلِمَةِ فلم يَتَسخَّطُوها (متعلق الصبر){جَنَّةً} جامعةً لكلِّ نَعيمٍ، سالمةً مِن كلِّمُكَدِّرٍ ومُنَغِّصٍ، (وصف الجنة){وَحَرِيراً} كما قالَ تعالى:{وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}.ولعَلَّ اللَّهَ إنَّما خَصَّ الحريرَ؛ لأنه لِباسُهم الظاهرُ، الدالُّ على حالِ صاحبِه.(سبب تخصيص الحرير){مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ}،الاتِّكاءُ: التَّمَكُّنُ مِن الجلوسِ، في حالِ الرَّفاهِيَةِوالطُّمأنينةِ والراحةِ ،(المقصود بالاتكاء) والأرائكُ هي السُّرُرُ التي عليها اللِّباسُ الْمُزَيَّنُ.(معنى الأرائك){لاَ يَرَوْنَ فِيهَا}؛ أي: في الجنَّةِ ،(مرجع الضمير في فيها){شَمْساً} يَضُرُّهم حَرُّها ،{وَلاَ زَمْهَرِيراً}؛ أي: برْداً شَديداً،(معنى الزمهرير) بل جَميعُ أوقاتِهم في ظِلٍّ ظليلٍ، لا حَرَّ ولا برْدَ، بحيثُ تَلْتَذُّ به الأجسادُ ولا تَتألَّمُ مِن حَرٍّ ولا بَرْدٍ. (فائدة خلو الجنة من الحر والبرد)
المسائل التفسيرية:
متعلق الصبر
وصف الجنة
سبب تخصيص الحرير
المقصود بالاتكاء
معن أرائك
مرجع الضمير في فيها
معنى الزمهرير
فائدة خلو الجنة من الحر والبرد

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 10:56 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

*فضل علم التفسير:
1- أنه معين على فهم كلام الله عز وجل؛ ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيراً.
2- أن أشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
3- أن الله فضل العلم وشرفه وشرف أهله ورفع درجتهم، والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها، وقد فصل الله في القرآن كل شيء؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه.
4- ومن فضائل علم التفسير أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى:ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم.
5- ومن فضائل التفسير أن المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه، وهو القرآن الكريم، ومن أحسن تحمل أمانة التفسير وأحسن أداءها كان من أخص ورثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « بلغوا عني ولو آية ».
6- ومن فضائل التفسير أن المفسر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهداياته ؛ بل يكاد يكون أكثر وقته في مصاحبة القرآن تلاوة وتدبرا ودراسة ، وهذا من أجل أنواع مصاحبة القرآن، أن تكون مصاحبته مصاحبة تلاوة وتفقه فيه، واهتداء بهداه.
7- ومن فضائل التفسير أنه يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة ، كما في صحيح البخاري من حديث سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ».
*حاجة الأمة إلى بيان معاني القرآن:
الأمة فى حاجة إلى تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوتهم بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد، وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن آمن به واتبع ما فيه من الهدى، وإرشادهم إلى ما بينه الله في كتابه من الهدى الذي يفرقون به بين الحق والباطل، ومخرجاً لهم من الظلمات إلى النور، كما قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}. وقال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولـكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} وقال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ (16)}
فحاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به ماسة، وكم من فتنة ضل بها العبد ، وضلت بها طوائف من الأمة بسبب مخالفتها لهدى الله عز وجل وما بينه في كتابه فحاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس. حاجة الأمة إلى فهم القرآن معرفة معانيه والاهتداء به ماسة بل ضرورية. لأنهم لا نجاة لهم ولا فوز ولا سعادة إلا بما يهتدون به من هدى الله جل وعلا الذي بينه في كتابه.
ومن المهم أن يتعرف طالب العلم على أنواع هذه الحاجات ليقوم بالدعوة إلى الله بالإسهام في سد حاجة الأمة في ما ييسره الله له ويفتح له به من أنواع هذه الحاجات ؛ فيتعلم الهدى فيها، ويتعلم كيف يبينه للناس ، ثم يدعو إلى الله على بصيرة بما تعلم من معاني القرآن وبذلك يكون من خاصة أتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}. ولو لم يحصل للداعية إلا واو المعية هذه مع النبي صلى الله عليه وسلم لكفى بها شرفاً.
وعلم معاني القرآن الكريم علم عزيز يحمله حق حمله في كل قرن خيرة أهله وأحبهم إلى الله، يؤمنون به ويتدبرونه ويدعون به الناس ويهدونهم إلى ما يخرجهم الله به من الظلمات إلى النور. - فمن ذلك حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها على اختلاف أنواعهم، وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
وكذلك حاجة الأمة معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم حاجة ماسة، لأنهم يضلون من يستمع لهم ويعجبه كلامهم الذي يظهرونه ويبطنون مقاصد سيئة خبيثة، وقد حذر الله نبيه منهم فقال: {هم العدو فاحذرهم}
وكذلك قد يبتلى طالب العلم بأن يكون في مجتمع يكثر فيه أصحاب ملة من الملل أو نحلة من النحل، فيجد في كتاب الله تعالى ما يرشده إلى ما يعرف به ضلالهم، ويبصره بسبل دعوتهم إلى الحق ، ومعاملتهم على الهدى الرباني الذي لا وكس فيه ولا شطط. وكذلك إذا كثرت الفتن فإن الحاجة تزداد إلى تدبر القرآن والاهتداء به، ويكون أسعد الناس بالحق أحسنهم استنباطا لما يهتدي به في تلك الفتنة.
وقد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون. وكذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي، وكيف تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض.

*الدعوة بالتفسير:
قال ابن حجر: (وروى يعقوب أيضا بإسناد صحيح عن أبي وائل قال قرأ بن عباس سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت ورواه أبو نعيم في الحلية من وجه آخر بلفظ سورة البقرة وزاد انه كان على الموسم يعني سنة خمس وثلاثين كان عثمان أرسله لما حصر).

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 10:57 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

الدرس الرابع: تحرير أقوال المفسّرين المتفقة والمتقاربة
عند دراسة أقوال المفسّرين نأخذ في الاعتبار جمع ما يتعلق بأربعة محاور:
الأول: حصر الأقوال الواردة في المسألة ومعرفة عددها.
الثاني: جمع أدلّة وحجة كل قول.

الثالث: إسناد كل قول إلى قائله.
الرابع: النظر في الأقوال، وبيان مدى اتفاقها واختلافها.

وأخيرا: نضع الخطوة المطلوبة وهي ذكر خلاصة أقوال المفسّرين في المسألة المطلوبة.

* ونذكّر دائما بأهمية العناية بحسن العرض والإخراج للمسألة.

تنبيهات:

- عدد الأقوال الواردة في المسألة ليس له علاقةبعدد التفاسير التي نستخرج منها الأقوال، وقد يُذكر في التفسير الواحد عدة أقوال فيالمسألة، وقدلا يذكر في جميع التفاسير إلا قول واحد.
-
قد يجمع الطالب في أولدراسته للمسألة عشرة أقوال ثم يمكن في النهاية اختصارها في عدد أقل بكثير إذا حذفناالمكرر منها، وجمعنا المتقارب.
-
يراعى عند إسنادالأقوال الترتيب التاريخي لوفيّات المفسّرين، فنقول: ذكره ابن كثير والسعديّوالأشقر، وليس العكس.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 10:57 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

الدرس الخامس: تحرير أقوال المفسّرين المختلفة
1. والأقوال المتباينة قد يصلح حمل التفسير عليها دون تناقض.
2. وقد لا يصلح حمل الآية إلا على أحد هذه الأقوال فقط نظرا لتعارضها.
تنبيه: الترجيح أو الجمع بين الأقوال عمل لا يقوم به طالب التفسير في أول الطلب، لكننا أشرنا إلى هذه الفروق لتسهّل على الطالب فهم كلام المفسّرين عند نقل ترجيحاتهم، وإذا لم يرجّح المفسّر بين الأقوال، فللطالب الاكتفاء بذكرها في تلخيصه.
فنضيف حال اختلاف الأقوال إلى الخطوات التي ذكرناها من قبل وهي ذكر القول ودليله وإسناده ما يعقب به المفسّر على كل قول من تصحيح أو تضعيف ونحو ذلك.
تنبيهاتوإرشادات:
· يعتنى جيدا بالأقوال التي يوردها المفسّر عن السلف، ومن قبلها بالطبع تفسير القرآنأو التفسير النبوي للآيات محلّ الدراسة.
· يراعى ترتيب الأدلة فتقدّم الآيات، ثمالأحاديث، ثم آثار الصحابة، ثم آثار السلف.
· يعتنىجيدا بالتعقيبات التي يذكرها المفسّر على كلقول.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 10:58 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
من مقاصد سورة الفاتحة ‏تحقيق التوجه إلى الله تعالى بكمال العبودية لهم وحده
‏سميت سورة الفاتحة لافتتاح كتاب الله بها وترسم بالقرآن اشتماله على موضوعات من أصول الإيمان والعبادة وقصصص وغير ذلك وهي أعظم سورة في القرآن كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
‏افتتح الله تعالى كتابه باللسملة ليرشد عباده أن يبدأوا أعمالهم وأقوالهم بها طلبا لعونه وتوفيقه
سورة الفاتحة هي أعظم سورة في كتاب الله تعالى لأنها تضمنت انواع التوحيد الواجب له تعالى وبيان الطريق الموصل اليه
والإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند البدأ فى أى عبادة لله حتى يبعد عنا الشيطان الرجيم
والشيطان لا يصلح معه ما يصلح مع الإنسان من معاملة طيبة أو حتى إتقاء شره بالبعد عنه حيث أنه مجبول على الشر ويرانا من حيث لا نراه ولذلك وضح لنا المولى تبارك وتعالى بأن نلجأ لله فى طلب الحماية من الشيطان

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 10:59 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تفسير البسملة
المسائل التفسيرية:
آراء العلماء في البسملة: هل هي آية مستقلة في أول كل سورة أو من أول كل سورة كتبت في أولها أو أنها بعض آية من أول كل سورة أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها أو أنها كتبت للفصل بين السور لا أنها آية. ك ش
تقدير المتعلق بالباء في (بسم الله) ك
آراء العلماء في تقدير الاسم في (بسم الله) وعلاقته بالمسمى وباللفظ ك
اشتقاق (الله) وآراء العلماء في ذلك ك
معنى الله ك س ش
اشتقاق (الرحمن) وآراء العلماء في ذلك ك
معنى الرحمن ك
معنى الرحيم والفرق بينها وبين الرحمن ك
معنى ا(لرحمن الرحيم) س ش
المسائل الفقهية:
آراء العلماء في الجهر بالبسملة ك
فضل البسملة ك
متى تستحب البسملة؟ ك
المسائل العقائدية:
الإيمان بالأسماء والصفات س

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:00 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تلخيص تفسير قول الله تعالى: {الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين}
القراءات:
القراءات في (الحمد) ك
القراءات في (مالك) ك ش
قراءة الرسول صل الله عليه وسلم لـ (مالك) ك
فضل الذكر بـ (الحمد لله):
فضل الذكر بـ (الحمد لله) ك
المسائل التفسيرية:
معنى (الحمد) ك ش
معنى (الحمد لله) س
الفرق بين الحمد والشكر ك ش
ذكر أقوال السلف في (الحمد لله) ك
آراء العلماء في أيهم أعم (الحمد أم الشكر) ك
اختلاف العلماء في الأفضلية لـ الحمد لله أم لا إله إلا الله ك
معنى (رب) ك س ش
أنواع تربية الله لخلقه س
معنى (العالمين) ك س ش
على ما يدل قوله (رب العالمين) س
اختلاف العلماء في عدد العوالم ك
سبب تكرار (الرحمن الرحيم) ش
معنى (مالك) ك س
معنى (يوم الدين) ك س ش
سبب تخصيص (يوم الدين) ك س
الفرق بين الملك والمالك ك ش

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:01 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}
بسم الله الرحمن الرحيم
في قوله تعالى (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) الكثير والكثير من اللطائف والمعاني ومنها:

  • بعدما علمنا المولى عز وجل كيفية الثناء عليه بما يستحقه من ثناء وتعلمنا أيضا أنه تعالى هو (مالك يوم الدين) أي يوم الجزاء, يعلمنا في هذه الآية أمرين في غاية الأهمية وهما التبرؤ من الشرك والتبرؤ من الحول والقوة.
  • وحيث أننا قد علمنا أن سورة الفاتحة هي السبع المثاني فلنعلم أن هذه الآية العظيمة هي إحدى المثاني فهي تنص بلفظ الخطاب أننا لا نعبد إلا الله ولا لا نستطيع هذه العبادة إلا بعونه فلو لم يعيننا على ذلك ما كنا قادرين عليها.
  • في بداية السورة كان الكلام بسياق الغيبة وتحول في هذه الآية للخطاب لأنه بعد ثناءه قد حضر وأقترب وكما قال بن القيم تحول من مقام الإيمان إلى مقام الإحسان.
  • الحديث في هذه الصورة بصيغة الجمع حيث أن المتحدث يضع نفسه مع باقي المؤمنين في حديثه وخطابه للمولى عز وجل حيث أنه لا يستطيع أن يتحدث عن نفسه ففي الحديث عن النفس من التعظيم للنفس ما لا يتناسب مع هذا المقام والألطف في التواضع هو الحديث بصيغة الجمع.
  • وقدم المفعول للحصر وكرره للاهتمام والتأكيد فلا نعبد إلا الله وحده ولا نستعين إلا بالله وحده.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:02 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تفسير قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
بسم الله الرحمن الرحيم
لما تقدم الثناء على المسؤول، تبارك وتعالى، ناسب أن يعقّب بالسّؤال
أجمعت الأمّة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ "الصّراط المستقيم" هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه
عن النّوّاس بن سمعان، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ضرب اللّه مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ».
فإن قيل: كيف يسأل المؤمن الهداية في كلّ وقتٍ من صلاةٍ وغيرها، وهو متّصفٌ بذلك؟ فهل هذا من باب تحصيل الحاصل أم لا؟
فالجواب: أن لا، ولولا احتياجه ليلًا ونهارًا إلى سؤال الهداية لما أرشده اللّه إلى ذلك؛ فإنّ العبد مفتقرٌ في كلّ ساعةٍ وحالةٍ إلى اللّه تعالى في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، وتبصّره، وازدياده منها، واستمراره عليها، فإنّ العبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا إلّا ما شاء اللّه، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كلّ وقتٍ أن يمدّه بالمعونة والثّبات والتّوفيق، فالسّعيد من وفّقه اللّه تعالى لسؤاله؛ فإنّه تعالى قد تكفّل بإجابة الدّاعي إذا دعاه، ولا سيّما المضطرّ المحتاج المفتقر إليه آناء اللّيل وأطراف النّهار، وقد قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا آمنوا باللّه ورسوله والكتاب الّذي نزل على رسوله والكتاب الّذي أنزل من قبل} الآية [النّساء: 136]، فقد أمر الّذين آمنوا بالإيمان، وليس في ذلك تحصيل الحاصل؛ لأنّ المراد الثّبات والاستمرار والمداومة على الأعمال المعينة على ذلك، واللّه أعلم.

قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: «صراط الّذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من ملائكتك، وأنبيائك، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين؛ وذلك نظير ما قال ربّنا تعالى:{ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم}الآية[النّساء: 69]».

المعنى الإجمالي للسورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : اشتملت هذه السورة الكريمة وهي سبع آيات، على حمد اللّه وتمجيده والثّناء عليه، بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا، وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدّين، وعلى إرشاده عبيده إلى سؤاله والتّضرّع إليه، والتّبرّؤ من حولهم وقوّتهم، وإلى إخلاص العبادة له وتوحيده بالألوهيّة تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريكٌ أو نظيرٌ أو مماثلٌ، وإلى سؤالهم إيّاه الهداية إلى الصّراط المستقيم، وهو الدّين القويم، وتثبيتهم عليه حتّى يفضي بهم ذلك إلى جواز الصّراط الحسّيّ يوم القيامة، المفضي بهم إلى جنّات النّعيم في جوار النّبيّين، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين.
واشتملت على التّرغيب في الأعمال الصّالحة، ليكونوا مع أهلها يوم القيامة، والتّحذير من مسالك الباطل؛ لئلّا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة، وهم المغضوب عليهم والضّالّون.

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ :(فهذهِ السورةُ على إيجازِها، قدِ احتوتْ على ما لم تحتوِ عليهِ سورةٌ منْ سورِ القرآنِ، فتضمَّنَتْ أنواعَ التوحيدِ الثلاثةَ:
- توحيدُ الربوبية يؤخذ مِنْ قولِهِ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- وتوحيدُ الإلهية وهو إفرادُ اللهِ بالعبادةِ، يُؤخذُ مِنْ لفظِ: (الله) ومِنْ قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}.
- وتوحيدُ الأسماءِ والصفات وهو إثباتُ صفاتِ الكمالِ للهِ تعالى، التي أثبتَها لنفسِهِ، وأثبتَها لهُ رسولُهُ منْ غيرِ تعطيلٍ ولا تمثيلٍ ولا تشبيهٍ، وقدْ دلَّ على ذلكَ لفظُ {الْحَمْدُ} كما تقدمَ.
- وتضمنتْ إثباتَ النبوَّةِ في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
لأنَّ ذلكَ ممتنعٌ بدونِ الرسالةِ.
- وإثباتَ الجزاءِ على الأعمالِ في قولِهِ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وأنَّ الجزاءَ يكونُ بالعدلِ؛ لأنَّ الدينَ معناهُ الجزاءُ بالعدلِ
.
-وتضمنتْ إثباتَ القدرِ، وأنَّ العبدَ فاعلٌ حقيقةً، خلافاً للقدريةِ والجبريةِ.
بلْ تضمنتِ الردَّ على جميعِ أهلِ البِدعِ [والضلالِ] في قولِهِ:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّهُ معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، وكلُّ مبتدعٍ [وضالٍّ] فهوَ مخالفٌ لذلِكَ.
- وتضمنتْ إخلاصَ الدينِ للهِ تعالى عبادةً واستعانةً في قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ).

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:03 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تفسير سورة النبأ من الآية 1 إلى الآية 5
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكاراً لوقوعها: {عمّ يتساءلون (1) عن النّبإ العظيم}. أي: عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/302] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :( (1-5){بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} أي: عَنْ أيِّ شيءٍ يتساءلُ المكذِّبونَ بآياتِ اللهِ؟). [تيسير الكريم الرحمن: 906]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(1- {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}: لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ بِقَوْلِهِ: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}). [زبدة التفسير: 581]

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:05 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6)*وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)*وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)*وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)*وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)*وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)*وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)*وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)*لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)*وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) )
يقول المولى عز وجل هل تكذبون بيوم القيامة أو القرآن والذى يقول لكم هذا هو الله الذى مهد لكم الأرض وثبتها بالجبال حتى لا تميد وتتحرك وتضطرب وخلقكم أزواجا لتتمتعوا ببعضكم ويستمر نسلكم وجعل لكم الليل لتناموا فيه من عناء نهاركم وجعل لكم النهار مضيئا لمعيشتكم وشغلكم وإعماركم الأرض وجعل لكم الشمس مصباحا مضيئا تستعينون بنوره وحرارته على اكتمال حياتكم ومعيشتكم وأنزل لكم من السحاب ماء كثيرا متتابعا لتزرعوا به الحبوب والنباتات الخضراء والبساتين والفواكه لكم ولأنعامكم لتستعينوا بها على حياتكم ومعيشتكم؟؟
اليس الذى قام بكل هذه الأعمال بقدرته بقادر على أن يقيم يوم القيامة أو يبعث محمدا بالقرآن؟

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:05 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) )
يقول المولى جل وعلى بعد أن أخبر عن النعم التي أنعم بها علينا وقدرته العظيمة على الخلق والأمر محدثنا عن ذلك اليوم الذى اختلفوا فيه بين مصدق ومكذب أن هذا اليوم هو يوم الفصل بين العباد فمن أحسن فليحمد الله ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه هذا اليوم مؤقت ومحدد موعده لا يعلم هذا الموعد إلا الله وفى هذا اليوم من الأحداث العظيمة التي تحدث فيه على قدر عظمته أنه في هذا اليوم ينفخ إسرافيل في القرن فيتجمع الناس كلهم جماعات جماعات وتتشقق السماء فتتفتح فيها أبواب لنزول الملائكة وتنسف الجبال وتصبح ترابا فسرابا وتكون جهنم وقتها بالمرصاد للمخالفين والموحدين فلن يدخل أحد الجنة حتى يمر فوقها وهى للكافرين الظالمين لأنفسهم مستقرا فسيبقون فيها أبدا يلبثون فيها مدة زمنية طويلة متتابعة حتى يشاء الله لمن أتم مدة عذابه أن يخرج منها وإلا فلا خروج منها بل هي دار مستقر للطغاة المعاندين فلا يذوقون فيها ما يبرد جلودهم من النار التي تلفحها ولا شرابا يدفع ظمأهم وأستثنى الله من البرد الحميم وهو الحار وأستثنى من الشراب الغساق وهو صديد أهل النار ودموعهم وعرقهم وكل هذا وأكثر مما سيتعرض له الطغاة المعاندين الكافرين بيوم القيامة والرسل وغير ذلك فهو جزاء مناسبا متكافئا لما فعلوا في الدنيا وقد كتبته عليهم الملائكة الحفظة اللذين كانوا يسجلون كل شيء يصدر عنهم حتى مثقال الذر من الأفعال والأقوال فيقول لهم المولى عز وجل ذوقوا العذاب فلن تزدادوا إلا عذابا متتابعا لا يتوقف بل في زيادة دائما وأبدا وهذه الآية من أشد الآيات في عذاب أهل النار أعاذنا الله وإياكم منها

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:06 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40) )
بعد أن أنتهى المولى عز وجل من الحديث عن المخالفين وما ينتظرهم يوم القيامة من العذاب الشديد يبدأ في الحديث عن المؤمنين الطائعين وما أعد لهم في جنات النعيم فيقول أن هؤلاء المؤمنين اللذين أتخذوا وقاية من عذاب الله بطاعته واجتناب نواهيه لهم جنات ونعيم مقيم والفوز بالجنة وفى هذه الجنة أعد الله لهم الكثير من النعيم جذاء طاعتهم له في الدنيا فقد أعد لهم الحدائق والبساتين وفيها الأعناب وغيرها من الفواكه اللذيذة وفيها الحور العين المتماثلات في السن في أفضل سن للنساء وهو تقريبا 33 سنة وثديهن قائمة لم تتكسر من جمالهن وقوتهن وأعد لهم أيضا كأسا من الشراب مملوءة صافية يتتابع ملئها كلما فرغت وأيضا من نعيم الجنة أنها لا يسمع المؤمنون فيها كلاما لا فائدة منه ولا كذبا وهذا النعيم كله وغيره مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هو جزاء من الله أعطاه لهم وفق ما وعدهم ثم يخبر المولى عز وجل عن عظمته وقدرته فيقول أنه هو رب السماوات والأرض الذى رباهم وأرشد هؤلاء المؤمنون لطريق الإيمان في هذا اليوم العصيب وهو يوم القيامة لا يستطيع إنس ولا جن ولا ملك ابتداء الحديث مع الله وفى هذا اليوم يقف البشر والملائكة في صفوف لا يتكلم أي منهم إلا بإذن الله ويشترط أن لا يقول إلا حقا فهذا هو اليوم الذى وعدهم وبلغهم به وها هو قد أصبح عيانا لهم فمن شاء أن يمر في هذا اليوم ويعبر إلى الجنة فعليه أن يسلك الطرق التي أمره الله بها في الدنيا حتى يستطيع المرور في هذا اليوم فقد أنذرهم الله على لسان أنبياءه ورسله أن هناك عزاب شديد أكيد وقوعه وقريب منهم لتأكده وفى هذا اليوم ينظر كل إنسان إلى ما قدم في دار الدنيا فإن كان خيرا فليحمد الله وإن كان غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه وفى هذه اللحظة عندما يرى الكافر ما أعد الله له من العزاب الشديد المقيم يا ليتي كنت حيوانا ويحولني الله في هذا اليوم إلى تراب

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:07 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

خطوات تلخيص دروس التفسير

الخطوةالأولى: استخلاص المسائل
وتعرفنا فيها على أنواع المسائلالتي يذكرها المفسّرون في تفاسيرهم، فمنها ما يتعلق بعلوم الآية، ومنا ما يتعلقبعلوم السورة التي وردت فيها الآية، ومنها مسائل تفسيرية، ومنها مسائل استطرادية،وفصّلنا الحديث عن كل نوع والتعريف بأشهر المسائل التي ترد فيه.
-وإحسان هذه الخطوة يتعلق كما ذكرنا بأمرين:
الأول: التفطنلوجود المسألة.
ويكون ذلك بالتأمل الدقيق والتركيز التام مع كلام المفسّروالاجتهاد في استخلاص المعنى الذي يرمي إليه.
الثاني: إحسان صياغةالمسألة.
وقلنا إن الأمر فيه سعة، ولكن يُجتهد في صياغة عناوين المسائل بأوجزالألفاظ التي يمكن أن نعبر بها عن مضمون المسألة دونإخلال، مع البعد عن الصيغالغامضة للمسائل، والحرص على استعمال ألفاظ الآية محلّ السؤال، وكذلك الاستعانةبكلام المفسّرين فيهالتظهردلالة العنوان مباشرة على مضمون المسألة،وكذلكالبعد عن الصيغ العامّة التي تحتمل أكثر منمسألة وتحرّي الدقة في التعبير عن المسألةالمطلوبة.
- ونذكّربأنه لا ينبغي اعتبار تفسير آية كاملة مسألة واحدة لأن هذه الآية على وجازتها قدتحتوي على عدد كبير من المسائل التي يجب بيانها وتناولها بالتفصيل لأن هذا أدعىلفهم القرآن فهما دقيقا.
- كمايجبالتفريق بين المسائل التي يذكرهاالمفسّرون والفوائد التي يستنتجها الطالب، فالأولى هي الأصل والثانيةفرع.

الخطوة الثانية: تصنيف هذه المسائلوترتيبها.
-وذكرنا ما يتعلّق بتصنيف هذهالمسائل، وما يجب تصدير قائمة المسائل به، وما ينبغي تأخيره.
-وكذلك ما يتعلق بالتفريق بين أنواع المسائل، فالمسائل التيدلّت عليها الآية مباشرة هي مسائل تفسيرية ترتب على ترتيبها في الآيات، ولو كانتهذه المسائل في الأصل لغوية أو عقدية أو فقهية، أما المسائل التي لا تؤثر في فهمالآية فهي استطرادات يحسن تصنيفها علىالعلوم.
ففي حال ترتيب المسائل على العلوم:
تُقدّم المسائلالمتعلّقة بعلوم السورة التي وردت فيها الآية.
ثم المسائل المتعلقّة بعلوم الآيةنفسها.
ثم المسائل التفسيرية، مقسّمة على الآيات بحسب طولها وكثرتها.
ثمالمسائل العقدية، فاللغوية،فالفقهية....
-وينتبه إلى عدم تكرار المسائل وتشقيقها، فالمسائل المتفقة فيمحتواها تجمع تحت عنوان واحد.
-وأخيرا لا ننسى ترميزكل مسألة برموز المفسّرين الذين تناولوها.

الخطوة الثالثة: تحرير أقوال المفسّرين في كلمسألة.
- مرحلةالتحرير العلمي هي لبّ عمل التلخيص، وأهمّ ما فيه، ولذلك ينبغي أن يعتني به الطالبجيداً.
- في هذه الخطوةينبغي للطالب أن يقوم بأربعة أمورمهمة:
1.جمع ما يتعلق بكلّ مسألة من أقوال العلماء فيذلك الدرس.
2.التعرف على أقوال العلماء في تلك المسألةمن حيث الاتفاق أو التقارب أو التباين.
3.التعرّف علىحجّة كلّ قول وما يتّصل بها.
4.إسناد كلّ قول إلىقائله.
-وذكرنا ما يتعلّق بكيفية عرض الأقوال وترتيبها، وإيراد الأدلة.
-وتكلمنا عن ضرورة العناية بالتعقيبات التي يعقب بها المفسّرعلى كل قول ومناقشته للأقوال وترجيحهبينها.
وقد ذكرنا تنبيهات مهمّة في الدرسين الرابع والخامس وفيتصحيحات مجالس المذاكرة الخاصّة بخطوة التحرير العلمي فتراجعللفائدة.

كانتهذه تذكرة موجزة بالخطوات المدروسة سابقا، وبقي أن نشير إلى آخر خطوتين في عملالملخص، وهما من الأهمية بمكان، ويتعلقان بالصورة النهائية لإخراج الملخص، وهما حسنالصياغة، وحسنالعرض.
الخطوة الرابعة: الصياغةالعلمية
ويقصد بها سلامة الملخَّص من الأخطاء الإملائية، وركاكة الأسلوب،والتعقيد، وأن يراعي علامات الترقيم؛ لتكون العبارات واضحة ومكتملة الأركان وتؤديالغرض بأسلوب مباشر وميسّر.
وأن تكون لغة الملخّص لغة علمية تشابه كلام أهلالعلم؛ يجتنب فيها ما لا يحسن من الأساليب الإنشائية والدعاوى المرسلة والمبالغاتالمذمومة؛ بل يزن كل كلمة في تلخيصه، ويعرف مستندها وغرضها.
ويوصى بالاستفادة من هاتين الدورتين القيمتين:
دورة فيالإملاء
دورة في علامات الترقيم
وكذلك الاطلاع على كتاب مختصر فيعلم البلاغة ويكفيه أن يدرس كتابدروس البلاغة
ولو تمكّنالطالب من الالتحاق بدورة في التصحيح اللغوي، ودورة أخرى في الإنشاء والكتابةليحسّن من كتابته ويجوّدها لأعانه ذلك كثيراً بإذن الله تعالى.
الخطوة الخامسة: حسنالعرض
والمراد به أن يحسّن الطالب عرض تلخيصه بما يعين على قراءته بوضوح وارتياح،من حيث توزيع النصوص وتلوينها وتفاوت أحجام الخطوط ، فإذا أحسن الطالب إبرازالعناوين الرئيسة والفرعية والتقسيمات والجمل المهمة فقد أحسن التنسيق، وليتجنّبالإفراط في استخدام التلوين فإنّه قد يذهب بحسنالعرض.
وهذه الخطوة مهمة جدا للطالب، وتظهر له أهميتها عند مراجعة التلخيص بعدفترة، فحسن تقسيمه وتنظيمه للملخص، وإبراز العناوين والفقرات المهمة بخط ولون واضحيرسخها في ذهن الطالب، كما أن حسن التنسيق يريح الطالب في قراءته واستفادته منالملخص أكثر مما لو تركه بدونه.

وبهاتين الخطوتين تكتمل لدينا خطوات التلخيصالعلمي السليم لدروس التفسير وهي:
1- استخلاص أهم المسائل الواردة في الآيات
2-
ترتيبهذه المسائل ترتيبا موضوعيا
3-
تحرير أقوال المفسرين في هذه المسائل تحريراعلميا جيدا
4-
حسن الصياغة
5-
حسنالعرض

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:08 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تلخيص تفسير سورةالتين

قائمةالمسائل:
فضل السورة ك
المسائلالتفسيرية:
قوله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِسِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3))
المقسم بهك س ش
المراد بالتينك س ش
المراد بالزيتونك سش
فائدة القسم بالتين والزيتونك سش
المكنى عنه في قوله: (والتين والزيتون)ك سش
المراد بطور سينينك سش
المراد بالبلد الأمينك سش
فائدة الإقسام بهذه المحالّالثلاث.ك سش
مناسبة ترتيب المحالّ المذكورة على هذا النحو. ك
قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَاالْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَسَافِلِينَ (5) ) )
المقسم عليهك س ش
معنى قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ك سش
ما يفيده القسم علىإحسان خلق الإنسانش
المراد بأسفل سافلين. ك سش
سبب الرد إلى أسفل سافلينس
(إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌغَيْرُ مَمْنُونٍ (6))
المستثنى من السفولك س ش
معنى " أجر غير ممنون". ك سش
(فَمَايُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِالْحَاكِمِينَ (8))
المخاطب في الآية. ك سش
المراد بالدينك سش
معنى قوله تعالى: (فما يكذبك بعد بالدين) ك سش
غرض الاستفهام فيقوله تعالى: (فما يكذبك بعدبالدين). ش
معنى (أحكم الحاكمين) ك سش
مناسبة قوله تعالى: (أليس الله بأحكمالحاكمين) لما قبلهاك س ش
الجواب على قوله تعالى: (أليس الله بأحكم الحاكمين) ك.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:09 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
تفسير قوله تعالى: (إِنَّاأَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال الإمام أحمد: حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن المختار بن فلفلٍ، عن أنسبن مالكٍ قال: أغفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إغفاءةً، فرفع رأسه متبسّماً؛إمّا قال لهم، وإمّا قالوا له: لم ضحكت؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّه أنزلت عليّ آنفاً سورةٌ))؛ فقرأ: ((بسم اللّه الرّحمن الرّحيم {إنّا أعطيناكالكوثر})). حتّى ختمها؛ فقال: ((هل تدرون ما الكوثر؟)).
قالوا: اللّهورسوله أعلم. قال: (( المراد بالكوثر هو نهرٌ أعطانيه ربّي عزّ وجلّ في الجنّة، عليه خيرٌ كثيرٌ،ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا ربّ،إنّه من أمّتي. فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك)).
هكذا رواهالإمام أحمد بهذا الإسناد الثّلاثيّ وهذا السّياق، وقد ورد في صفة الحوض يومالقيامة أنّه يشخب فيه ميزابان من السماء من نهر الكوثر، وأنّ آنيته عدد نجومالسماء.
وقد روى هذاالحديث مسلمٌ وأبو داود والنّسائيّ من طريق محمد بن فضيلٍ وعليّ بن مسهرٍ، كلاهماعن المختار بن فلفلٍ، عن أنسٍ، ولفظ مسلمٍ: قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم بين أظهرنا في المسجد؛ إذ أغفى إغفاءةً، ثمّ رفع رأسه متبسّماً، قلنا: ماأضحكك يا رسول اللّه؟ قال: ((لقد أنزلت عليّ آنفاً سورةٌ)) فقرأ: ((بسم اللّهالرّحمن الرّحيم {إنّا أعطيناك الكوثر فصلّ لربّك وانحر إنّ شانئك هو الأبتر})). ثمّ قال: ((أتدرون ما الكوثر؟)). قلنا: اللّه ورسوله أعلم. قال: ((فإنّه نهرٌوعدنيه ربّي عزّ وجلّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، وهو حوضٌ ترد عليه أمّتي يوم القيامة،آنيته عدد النّجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: ربّ، إنّه من أمّتي. فيقول: إنّك ماتدري ما أحدث بعدك)).
وقد استدلّ بهكثيرٌ من القرّاء على أنّ هذه السّورة مدنيّةٌ وجه الدلالة على أن سورة الكوثر مدنية، وكثيرٌ من الفقهاء على أنّ البسملةمن السّورة، وجه الدلالة على أن البسملة من السورة وأنّها منزّلةٌ معها، فأمّا قوله تعالى: {إنّا أعطيناك الكوثر}. فقدتقدّم في هذا الحديث أنّه نهرٌ في الجنّة.
وقد رواهالإمام أحمد من طريقٍ أخرى عن أنسٍ، فقال: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، أخبرناثابتٌ، عن أنسٍ أنّه قرأ هذه الآية: {إنّا أعطيناك الكوثر}. قال: قال رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم: ((أعطيت الكوثر، فإذا هو نهرٌ يجري، ولم يشقّ شقًّا، وإذاحافتاه قباب اللّؤلؤ، فضربت بيدي في تربته، فإذا مسكه ذفرةٌ، وإذا حصاه اللّؤلؤ)).
وقال الإمامأحمد: حدّثنا محمّد بن أبي عديٍّ، عن حميدٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم: ((دخلت الجنّة فإذا أنا بنهرٍ حافتاه خيام اللّؤلؤ، فضربت بيديإلى ما يجري فيه الماء، فإذا مسكٌ أذفر، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثرالّذي أعطاكه اللّه عزّ وجلّ)).
ورواهالبخاريّ في صحيحه ومسلمٌ من حديث شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍقال: لمّا عرج بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى السماء قال: ((أتيت على نهرٍحافتاه قباب اللّؤلؤ المجوّفة. فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر)). وهذا لفظالبخاريّ رحمه اللّه.
وقال ابنجريرٍ: حدّثنا الرّبيع، أخبرنا ابن وهبٍ، عن سليمان بن بلالٍ، عن شريك بن أبي نمرٍ،قال: سمعت أنس بن مالكٍ يحدّثنا، قال: لمّا أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّممضى به جبريل في السماء الدّنيا، فإذا هو بنهرٍ عليه قصرٌ من لؤلؤٍ وزبرجدٍ، فذهب يشمّ ترابه، فإذا هو مسكٌ. قال: ((يا جبريل ما هذا النّهر؟)). قال: هو الكوثر الّذيخبّأ لك ربّك.
وقد تقدّم فيحديث الإسراء في سورة (سبحان) من طريق شريكٍ، عن أنسٍ، وهو مخرّجٌ فيالصحيحين.
وقال سعيدٌ: عن قتادة، عن أنسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((بينما أنا أسير فيالجنّة إذ عرض لي نهرٌ، حافتاه قباب اللّؤلؤ مجوّفٍ)). فقال الملك الّذي معه: أتدريما هذا؟ هذا الكوثر الّذي أعطاك اللّه، وضرب بيده إلى أرضه؛ فأخرج من طينه المسك. وكذا رواه سليمان بن طرخان ومعمرٌ وهمّامٌ وغيرهم، عن قتادةبه.
وقال ابنجريرٍ: حدّثنا ابن أبي سريجٍ، حدّثنا أبو أيّوب العبّاس، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ،حدّثني محمد بن عبد اللّه ابن أخي بن شهابٍ، عن أبيه، عن أنسٍ قال: سئل رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم عن الكوثر؟ فقال: ((هو نهرٌ أعطانيه اللّه في الجنّة، ترابهمسكٌ أبيض من اللّبن، وأحلى من العسل، ترده طيرٌ أعناقها مثل أعناق الجزر)). فقالأبو بكرٍ: يا رسول اللّه، إنّها لناعمةٌ. قال: ((آكلها أنعممنها)).
وقال أحمد: حدّثنا أبو سلمة الخزاعيّ، حدّثنا اللّيث، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهّاب، عنعبد اللّه بن مسلم بن شهابٍ، عن أنسٍ، أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، ما الكوثر؟قال: ((نهرٌ في الجنّة أعطانيه ربّي لهو أشدّ بياضاً من اللّبن وأحلى من العسل، فيهطيورٌ أعناقها كأعناق الجزر)). قال عمر: يا رسول اللّه، إنّها لناعمةٌ. قال: ((آكلها أنعم منها يا عمر)).
ورواه ابنجريرٍ من حديث الزّهريّ، عن أخيه عبد اللّه، عن أنسٍ، أنّه سأل رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم عن الكوثر، فذكر مثله سواءً.
وقالالبخاريّ: حدّثنا خالد بن يزيد الكاهليّ، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبيعبيدة، عن عائشة قال: سألتها عن قوله تعالى: {إنّا أعطيناك الكوثر}. قالت: نهرٌأعطيه نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم، شاطئاه عليه درٌّ مجوّفٌ، آنيته كعددالنّجوم.
ثم قالالبخاريّ: رواه زكريّا وأبو الأحوص ومطرّفٌ، عن أبي إسحاق، ورواه أحمد والنّسائيّمن طريق مطرّفٍ به.
وقال ابنجريرٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبيعبيدة، عن عائشة قالت: الكوثر نهرٌ في الجنّة، شاطئاه درٌّ مجوّفٌ. وقال إسرائيل: نهرٌ في الجنّة عليه من الآنية عدد نجوم السماء.
وحدّثنا ابنحميدٍ، حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن حفص بن حميدٍ، عن شمر بن عطيّة، عن شقيقٍ أومسروقٍ قال: قلت لعائشة: يا أمّ المؤمنين، حدّثيني عن الكوثر. قالت: نهرٌ في بطنانالجنّة. قلت: وما بطنان الجنّة؟ قالت: وسطها، حافتاه قصور اللّؤلؤ والياقوت، ترابهالمسك، وحصباؤه اللّؤلؤ والياقوت.
وحدّثنا أبوكريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن عائشة قالت: منأحبّ أن يسمع خرير الكوثر فليجعل أصبعيه في أذنيه.كيفية سماع صوت خرير الكوثر
وهذا منقطعٌبين أبي نجيحٍ وعائشة، وفي بعض الرّوايات: عن رجلٍ، عنها، ومعنى هذا: أنّه يسمعنظير ذلك؛ لا أنّه يسمعه نفسه، واللّه أعلم.
قالالسّهيليّ: ورواه الدّارقطنيّ مرفوعاً من طريق مالك بن مغولٍ، عن الشّعبيّ، عنمسروقٍ، عن عائشة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
ثم قالالبخاريّ: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بنجبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه اللّه إيّاه. قالأبو بشرٍ: قلت لسعيد بن جبيرٍ: فإنّ ناساً يزعمون أنّه نهرٌ في الجنّة. فقال سعيدٌ: النّهر الذي في الجنّة من الخير الذي أعطاه اللّه إيّاه.الرابط بين أن الكوثر هو الخير الكثير وأنه نهر فى الجنة
ورواه أيضاًمن حديث هشيمٍ، عن أبي بشرٍ وعطاء بن السّائب، عن سعيدبن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍقال: الكوثر: الخير الكثير. وقال الثّوريّ: عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ،عن ابن عبّاسٍ قال: الكوثر: الخير الكثير. وهذا التفسير يعمّ النّهر وغيره؛ لأنّ معنى الكوثر الكوثر من الكثرة، وهو الخير الكثير، ومن ذلك النّهر.
كما قال ابنعبّاسٍ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ ومجاهدٌ ومحارب بن دثارٍ والحسن بن أبي الحسنالبصريّ، حتى قال مجاهدٌ: هو الخير الكثير في الدّنيا والآخرة.
وقال عكرمة: هو النّبوّة والقرآن وثواب الآخرة. وقد صحّ عن ابن عبّاسٍ أنّه فسّره بالنّهرأيضاً، فقال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا عمر بن عبيدٍ، عن عطاءٍ، عن سعيدبن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: الكوثر: نهرٌ في الجنّة، حافتاه ذهبٌ وفضّةٌ، يجريعلى الياقوت والدّرّ، ماؤه أبيض من الثّلج وأحلى من العسل.
وروى العوفيّعن ابن عبّاسٍ نحو ذلك.
وقال ابنجريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا عطاء بن السّائب، عن محارب بن دثارٍ، عنابن عمر، أنّه قال: الكوثر: نهرٌ في الجنّة، حافتاه ذهبٌ وفضّةٌ، يجري على الدّرّوالياقوت، ماؤه أشدّ بياضاً من اللّبن وأحلى من العسل.
وكذا رواه ابنجريرٍ عن ابن حميدٍ، عن جريرٍ، عن عطاء بن السّائب به مثله موقوفاً، وقد رويمرفوعاً.
فقال الإمامأحمد: حدّثنا عليّ بن حفصٍ، حدّثنا ورقاء قال: وقال عطاءٌ، عن محارب بن دثارٍ، عنابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الكوثر نهرٌ في الجنّة،حافتاه من ذهبٍ، والماء يجري على اللّؤلؤ، وماؤه أشدّ بياضاً من اللّبن وأحلى منالعسل)).
هكذا رواهالتّرمذيّ وابن ماجه وابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ من طريق محمد بن فضيلٍ، عن عطاء بنالسّائب به مرفوعاً، وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
وقال ابنجريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، أخبرنا عطاء بن السّائب قال: قال لي محارببن دثارٍ: ما قال سعيد بن جبيرٍ في الكوثر؟ قلت: حدّثنا عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: هوالخير الكثير. فقال: صدق واللّه، إنّه للخير الكثير، ولكن حدّثنا ابن عمر قال: لمّانزلت: {إنّا أعطيناك الكوثر}؛ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الكوثر نهرٌفي الجنّة حافتاه من ذهبٍ، يجري على الدّرّ والياقوت)).
وقال ابنجريرٍ: حدّثني ابن البرقيّ، حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا محمد بن جعفر بن أبيكثيرٍ، أخبرني حرام بن عثمان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أسامة بن زيدٍ، أنّ رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أتى حمزة بن عبد المطّلب يوماً، فلم يجده، فسأل امرأتهعنه، وكانت من بني النّجّار، فقالت: خرج يا نبيّ اللّه آنفاً عامداً نحوك، فأظنّهأخطأك في بعض أزقّة بني النّجّار، أولا تدخل يا رسول اللّه؟ فدخل فقدّمت إليهحيساً، فأكل منه. فقالت: يا رسول اللّه، هنيئاً لك ومريئاً، لقد جئت وأنا أريد أنآتيك فأهنيك وأمريك المخاطب فى الآية، أخبرني أبو عمارة أنّك أعطيت نهراً في الجنّة يدعى الكوثر. فقال: ((أجل، وعرضه -يعني أرضه- ياقوتٌ ومرجانٌ وزبرجدٌولؤلؤٌ)).
حرام بن عثمانضعيفٌ، ولكنّ هذا سياقٌ حسنٌ، وقد صحّ أصل ذلك، بل قد تواتر من طرقٍ تفيد القطع عندكثيرٍ من أئمّة الحديث، وكذلك أحاديث الحوض.
وهكذا روي عنأنسٍ وأبي العالية ومجاهدٍ وغير واحدٍ من السلف أنّ الكوثر نهرٌ في الجنّة، وقالعطاءٌ: هو حوضٌ في الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/498-502]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (يقولُ اللهُ تعالى لنبيهِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ممتنّاًعليهِ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَالْكَوْثَرَ}أي: الخيرَ الكثيرَ، والفضلَالغزيرَ، الذي من جملتهِ، ما يعطيهِ اللهُ لنبيهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَالقيامةِ، منَ النهرِ الذي يقالُ لهُ(الكوثرُ) ومنَالحوضِ.
طولهُشهرٌ، وعرضهُ شهرٌ، ماؤهُ أشدُّ بياضاً منَ اللبنِ، وأحلى منَ العسلِ، آنيتهُكنجومِ السماءِ في كثرتها واستنارتهَا، منْ شربَ منهُ شربةً لمْ يظمأ بعدهَاأبداً). [تيسير الكريمالرحمن: 935-936]
قالَ مُحَمَّدُسُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَالْكَوْثَرَ}الكَوْثَرُ: نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ جَعَلَهُاللَّهُ كَرَامَةً لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَولأُمَّتِهِ.
أَخْرَجَأَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ منْ حَدِيثِ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ قَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَا الكَوْثَرُ؟)) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ،عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُكَعَدَدِ الْكَوَاكِبِ، يَخْتَلِجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ،إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَبَعْدَكَ)).
والكوثرُ فِياللُّغَةِ: الْخَيْرُ الْكَثِيرُ البالغُ فِي الْكَثْرَةِ إِلَىالْغَايَةِ.معنى الكوثر
وَقِيلَ: الكوثرُ: الْقُرْآنُ.
وَقِيلَ: هُوَكَثْرَةُ الأصحابِ والأُمَّةِ). [زبدة التفسير: 602]
تفسير قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فصلّ لربّك وانحر}. أي: كما أعطيناك الخير الكثير في الدنياوالآخرة، ومن ذلك النّهر الذي تقدّم صفته، تفسير الآية فأخلص لربّك صلاتك المكتوبة والنّافلةونحرك؛ فاعبده وحده لا شريك له، وانحر على اسمه وحده لا شريك له، كما قال تعالى: {قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأناأوّل المسلمين}.إستحقاق الرب تبارك وتعالى إخلاص العبادة له وحده
قال ابنعبّاسٍ وعطاءٌ ومجاهدٌ وعكرمة والحسن: المراد ب وأنحر يعني بذلك نحر البدن ونحوها، وكذا قال قتادةومحمد بن كعبٍ القرظيّ والضّحّاك والرّبيع وعطاءٌ الخراسانيّ والحكم وإسماعيل بنأبي خالدٍ وغير واحدٍ من السّلف، وهذا بخلاف ما كان المشركون عليه من السّجود لغيراللّه والذّبح على غير اسمه، كما قال تعالى: {ولا تأكلوا ممّا لم يذكر اسم اللّهعليه وإنّه لفسقٌ} الآية.
وقيل: المرادبقوله: {وانحر}: وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى تحت النّحر. يروى هذا عن عليٍّ،ولا يصحّ، وعن الشّعبيّ مثله، وعن أبي جعفرٍ الباقر: {وانحر}. يعني: ارفع اليدين عند افتتاح الصلاة.
وقيل: {وانحر}. أي: استقبل بنحرك القبلة، ذكر هذه الأقوال الثلاثة ابن جريرٍ، وقد روى ابنأبي حاتمٍ ههنا حديثاً منكراً جدًّا فقال:
حدّثنا وهب بنإبراهيم الفاميّ سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، حدّثنا إسرائيل بن حاتمٍ المروزيّ،حدّثنا مقاتل بن حيّان، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ بن أبي طالبٍ قال: لمّا نزلتهذه السورة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {إنّا أعطيناك الكوثر فصلّ لربّكوانحر}.
قال رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ياجبريل ما هذه النّحيرة التي أمرني بها ربّي؟)).
فقال: ليستبنحيرةٍ، ولكنّه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة ارفع يديك إذا كبّرت، وإذا ركعت، وإذارفعت رأسك من الرّكوع، وإذا سجدت؛ فإنّها صلاتنا وصلاة الملائكة الّذين فيالسّماوات السّبع، وإنّ لكلّ شيءٍ زينةً، وزينة الصّلاة رفع اليدين عند كلّتكبيرةٍ)).
وهكذا رواهالحاكم في المستدرك من حديث إسرائيل بن حاتمٍ به.
وعن عطاءٍالخراسانيّ: {وانحر}. أي: ارفع صلبك بعد الرّكوع، واعتدل وأبرز نحرك، يعني بعدالاعتدال، رواه ابن أبي حاتمٍ.
وكلّ هذهالأقوال غريبةٌ جدًّا، والصّحيح القول الأوّل، أنّ المراد بالنّحر: ذبح المناسك؛ولهذا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي العيد ثم ينحر نسكه ويقول: ((منصلّى صلاتنا ونسك نسكنا؛ فقد أصاب النّسك، ومن نسك قبل الصّلاة فلا نسك له)). فقامأبو بردة بن نيارٍ فقال: يا رسول اللّه، إنّي نسكت شاتي قبل الصلاة، وعرفت أنّاليوم يومٌ يشتهى فيه اللّحم. قال: ((شاتك شاة لحمٍ)). قال: فإنّ عندي عناقاً، هيأحبّ إليّ من شاتين، أفتجزئ عنّي؟ قال: ((تجزئك، ولا تجزئ أحداً بعدك)).
قال أبو جعفربن جريرٍ: والصواب قول من قال: إنّ معنى ذلك:تفسير الآية فاجعل صلاتك كلّها لربّك خالصةً دونما سواه من الأنداد والآلهة، وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان؛ شكراً له على ماأعطاك من الكرامة والخير، الذي لا كفاء له وخصّك به.
وهذا الذيقاله في غاية الحسن، وقد سبقه إلى هذا المعنى محمد بن كعبٍ القرظيّ وعطاءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/502-504]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ولماَ ذكرَ منتهُ عليهِ، أمرهُ بشكرهَا مقصد السورة فقالَ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}خصَّهاتينِ العبادتينِ بالذكرِ، سبب تخصيص الصلاة والنحر بالذكر لأنهمَا منْ أفضلِ العباداتِ وأجلِّالقرباتِ.
ولأنَّالصلاةَ تتضمنُ الخضوعَ القلبِ والجوارحِ للهِ، وتنقلهَا في أنواعِ العبوديةِ، وفيالنحرِ تقربٌ إلى اللهِ بأفضلِ مَا عندَ العبدِ منَ النحائرِ، وإخراجٌ للمالِ الذيجبلتِ النفوسُ على محبتهِ والشحِّ بهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 936]
قالَ مُحَمَّدُسُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (2-{فَصَلِّ لِرَبِّكَ}:المأمورُ بِهِ إقامةُ الصلواتِ المفروضةِ.
{وَانْحَرْ}:كَانَ ناسٌ يُصَلُّونَلغيرِ اللَّهِ وَيَنْحَرُونَ لغيرِ اللَّهِ، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَكُونَ صَلاتُهُ وَنَحْرُهُلَهُ.مناسبة نزول الآية
وَقَالَقَتَادَةُ وَعَطَاءٌ وَعِكْرِمَةُ: الْمُرَادُ صَلاةُ العيدِ وَنَحْرُالأُضْحِيَّةِ). [زبدة التفسير: 602]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ شانئك هو الأبتر}. أي: إنّ معنى شانئك مبغضك يا محمّد، ومبغض ما جئتبه من الهدى والحقّ والبرهان الساطع والنور المبين هو الأبتر معنى الأبتر الأقلّ الأذلّ المنقطعذكره.
قال ابنعبّاسٍ ومجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ وقتادة: نزلت في العاص بنوائلٍ.فيمن نزلت الآية
وقال محمد بنإسحاق: عن يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائلٍ إذا ذكر رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم يقول: دعوه، فإنّه رجلٌ أبتر، لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره؛ فأنزلاللّه هذه السورة، سبب نزول السورة وقال شمر بن عطيّة: نزلت في عقبة بن أبيمعيطٍ.
وقال ابنعبّاسٍ أيضاً وعكرمة: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعةٍ من كفّارقريشٍ.
وقال البزّار: حدّثنا زياد بن يحيى الحسّانيّ، حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن عكرمة، عن ابنعبّاسٍ قال: قدم كعب بن الأشرف مكّة، فقالت له قريشٌ: أنت سيّدهم، ألا ترى إلى هذاالمصنبر المنبتر من قومه؟ يزعم أنّه خيرٌ منّا، ونحن أهل الحجيج وأهل السّدانة وأهلالسّقاية، فقال: أنتم خيرٌ منه. قال: فنزلت: {إنّ شانئك هوالأبتر}.
هكذا رواهالبزّار، وهو إسنادٌ صحيحٌ.
وعن عطاءٍقال: نزلت في أبي لهبٍ، وذلك حين مات ابنٌ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فذهبأبو لهبٍ إلى المشركين، فقال: بتر محمدٌ اللّيلة؛ فأنزل اللّه في ذلك: {إنّ شانئكهو الأبتر}.
وعن ابنعبّاسٍ: نزلت في أبي جهلٍ، وعنه: {إنّ شانئك}. يعني: معنى شانئك عدوّك، وهذا يعمّ جميع مناتّصف بذلك ممّن ذكر وغيرهم.
وقال عكرمة: الأبتر: معنى الأبتر الفرد. وقال السّدّيّ: كانوا إذا مات ذكور الرجل قالوا: بتر. فلمّا ماتأبناء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قالوا: بتر محمدٌ؛ فأنزل اللّه: {إنّ شانئكهو الأبتر}. سبب إدعاء الكفار لرسول الله بالأبتر
وهذا يرجع إلىما قلناه، من أنّ الأبتر الذي إذا مات انقطع ذكره، فتوهّموا لجهلهم أنّه إذا ماتبنوه ينقطع ذكره، وحاشا وكلاّ، بل قد أبقى اللّه ذكره على رؤوس الأشهاد، وأوجب شرعهعلى رقاب العباد مستمرًّا على دوام الآباد إلى يوم الحشر والمعاد، صلوات اللّهوسلامه عليه دائماً إلى يوم التّناد رد بن كثير على إدعاء الكافرين أن رسول الله أبتر). [تفسير القرآنالعظيم: 8/504-505]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِنَّ شَانِئَكَ}أي: معنى شانئك مبغضكَ وذامّكَومنتقصكَ{هُوَ الأَبْتَرُ}أي: معنى الأبتر المقطوعُ منْ كلِّ خيرٍ، مقطوعُ العملِ، مقطوعُالذكرِ.
وأمَّامحمدٌ، فهوَ الكاملُ حقّاً، الذي لهُ الكمالُ الممكنُ في حقِّ المخلوقِ، منْ رفعِالذكرِ، وكثرةِ الأنصارِ والأتباعِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ دلالة الآية على بقاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ودوامشرعه). [ تيسير الكريم الرحمن: 936]رد السعدى على إدعاء الكافرين أن الرسول أبتر
قالَ مُحَمَّدُسُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (3-{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَالأَبْتَرُ}؛ أَيْ: إِنَّ مُبْغِضَكَ هُوَ المُنْقَطِعُعَنْ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، أَو الَّذِي لا يَبْقَى ذِكْرُهُ بَعْدَمَوْتِهِ، تفسير الآية والأبترُ من الرِّجَالِ: معنى أبتر الَّذِي لا وَلَدَ لَهُ). [زبدة التفسير: 602]

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 19 جمادى الأولى 1437هـ/27-02-2016م, 01:13 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ

الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ
والإسلامُ معناه: إخلاصُ الدينِ للهِ عز وجل والانقيادُ لأوامرِه وأحكامِه.
وهو عقيدةٌ وشَريعةٌ؛ فالعقيدةُ مَبْناها على العلمِ الصحيحِ، والشريعةُ أحكامٌ يَجِبُ على العبدِ امتثالُها.
قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥].
فلا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرين:
الأمر الأول: إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ.
الأمر الثاني: الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ.

قال اللهُ تعالى: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173)﴾[النساء: ١٧٢–١٧٣].
فصل: والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامِهم بتفاضُلِهم في الإخلاصِ، وحُسنِ الانقيادِ، فهُم على مراتبِ الدين الثلاثةِ التي بَيَّنَها النبيُّ صلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كَمَا فِي حديثِ جبريلَ الطويلِ، وهي:
1: مَرْتبةُ الإسلامِ.
2: مَرْتبةُ الإيمانِ.
3: مَرْتبةُ الإحسانِ.

وأركانُ الإسلامِ خمسةٌ كما في الصحيحين من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَر رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)).
فصل: والمؤمنون يَتفاضلون في إيمانِهم فبعضُهم أكثرُ إيمانًا من بَعْضٍ؛ لأنَّ الإيمانَ تصديقٌ بالقَلْبِ، وقولٌ باللسانِ، وعَمَلٌ بالجوارحِ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ.
واستكمالُ الإيمانِ وَصَفَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((مَن أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ، وأعْطَى للهِ، ومَنَعَ للهِ، فقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمانَ)). رواه أبو دَاوُدَ وغيرُه من حديثِ أبي أُمامة البَاهِلِيِّ رضِي الله عنه.
والحُبُّ للهِ أعمُّ من الحُبِّ في اللهِ، فهو يَشْمَلُ مَحَبَّةَ كلِّ ما يُحَبُّ لله جل وعلا من الأشخاصِ والأعمالِ والأقوالِ والأحوالِ والمقاصدِ والأخلاقِ والأَمْكِنَةِ والأزمنةِ وغيرِها.
فمَن كان حُبُّه للهِ، وبُغْضُه للهِ، وعطاؤُه للهِ، ومَنْعُه للهِ، فهو مُؤْمِنٌ مُستكمِلُ الإيمانِ؛ نسألُ اللهَ تعالى من فِضْلِه.
فصل: وأُصولُ الإيمانِ سِتَّةٌ، بَيَّنَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ)).
فعن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمَانِ)) رواه مسلم.
فشُعَبُ الإيمانِ هي خِصالُه وأجزاؤُه، ومنها قلبيٌّ وقوليٌّ وعمليٌّ، وقد مثَّل النبيُّ صلى الله عليه وسلم لكلِّ نوعٍ بمثالٍ: فقولُ (لا إلهَ إلا اللهُ) قولٌ باللسانِ، وإماطةُ الأذى عَمَلٌ، والحياءُ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ.
وقد يَجْمَعُ العَبْدُ شُعَبًا من الإيمانِ وشُعَبًا من النِّفاقِ فيَكونُ فيه بَعْضُ خِصالِ النِّفاقِ حتى يَدَعَها، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خَالِصًا، ومَن كانتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ من النِّفاقِ حتى يَدَعَها؛ إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَرَ)). متفق عليه.

فصل: والإحسانُ بيَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإحسانُ أن تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)).
وقد خَلَقَنَا اللهُ تعالى ليَبْلُوَنا أيُّنَا أحْسَنُ عَمَلاً؛ وقد أخبرنا الله تعالى أن من مقاصد خلقه إيانا أن يبلونا أينا أحسن عملا كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [هود: ٧].

فالعَمَلُ لا يَكونُ حَسَنًا حتى يَكُونَ خَالِصًا للهِ تعالى، وصَوَابًا على سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
واتِّباعُ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْصِمُ العَبْدَ من الغُلُوِّ والتفريطِ.

والإحسانُ على دَرَجتينِ:
الإحسانُ الوَاجِبُ: وهو أداءُ العِباداتِ الوَاجِبَةِ بإخلاصٍ ومتابعةٍ بلا غُلُوٍّ ولا تَفْريطٍ.
والإحسانُ المُسْتَحَبُّ: وهو التَّقَرُّبُ إلى اللهِ تعالى بالنَّوافِلِ، وتَكْمِيلُ مستحَبَّاتِ العباداتِ وآدابِها، والتَّوَرُّعُ عن المُشْتَبِهاتِ والمَكْرُوهاتِ؛ فيَعْبُدُ اللهَ كأنه يَرَاهُ؛ فيَجْتَهِدُ في أداءِ العباداتِ على أحسنِ وُجوهِها بما يَتَيَسَّرُ له؛ فلا يُكَلِّفُ نفسَه ما لا يُطِيقُ، ولا يُفَرِّطُ بتَرْكِ ما يَتَيَسَّرُ له من العباداتِ التي تُقَرِّبُه إلى اللهِ تعالى.

● فإِحسانُ الوُضوءِ يَكونُ بإِسباغِه وتكميلِ فروضِه وآدابِه وعدمِ مُجاوَزَةِ الحَدِّ المَشْروعِ من الغَسَلاتِ.
● وإحسانُ الصلاةِ يكونُ بإقامتِها وأدائِها في أوَّلِ وَقْتِها بخُشوعٍ وطُمأنينةٍ وحُضورِ قَلْبٍ، ويُصَلِّيها صَلاةَ مُوَدِّعٍ، فيُكَمِّلُ فُروضَها وسُنَنَها كأنه يَرَى اللهَ عز وجل.
● وإحسانُ الزَّكَاةِ والصَّدقةِ أنْ يُؤدِّيَ ما يَتصدَّقُ به مُتقرِّبًا إلى اللهِ عز وجل يرجو رَحْمتَه ويَخْشَى عذابَه، لا يُريدُ مِمَّن أحْسَنَ إليه جَزاءً ولا شُكورًا، ولا يُتْبِعُ نفقتَه مَنًّا ولا أَذًى، ويَتحرَّى إخراجَ الطَّيِّبِ من المالِ، فلا يُخرِجُ رديئَهُ وما تَعافُه النَّفْسُ، ولا يَمْطُلُ بصدقتِه ولا يُعَسِّرُ على المُحتاجِ في أَخْذِها، ولا يَتعالَى عليه، ولا يُسَمِّعُ بنَفَقتِه ولا يُرائِي بها.

وأبوابُ الإحسانِ كثيرةٌ، ففي صَحيحِ مُسلمٍ من حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسِ بنِ ثابتٍ رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قَتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحةَ، وَلْيُحِدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبيحَتَهُ)
ولا يُدرِكُ العبدُ مَرْتبةَ الإحسانِ إلا بإعانةِ اللهِ وتَوْفيقِه، ولذلكشُرِعَ للعبدِ أن يَدْعُوَ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ: ((اللهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكرِكَوحُسنِ عِبادتِكَ)).
فحاجةُ العبدِ إلىإعانةِ اللهِ تعالى له على الإحسانِ دائمةٌ مُتكرِّرةٌ.
قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩].

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 01:31 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي تفسير سورة النازعات من 1 الى 14

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَاالرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًانَّخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَزَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14)}

تفسير قوله تعالى: (وَالنَّازِعَاتِغَرْقًا (1) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍوأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ: {والنّازعات غرقاً}: الملائكة،يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، المراد بالنازعات فمنهممن تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، المراد بغرقا ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ المراد بالناشطات وكأنّما حلّته مننشاطٍ، المراد بنشطا وهو قوله: {والنّاشطات نشطاً}.
قاله ابن عبّاسٍ، وعن ابن عبّاسٍ: {والنّازعات}. هي أنفس الكفّار تنزع، المراد بالنازعات ثمّ تنشط، المراد بالناشطات ثمّ تغرق فيالنّار.المراد بغرقارواه ابنأبي حاتمٍ.
وقال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت.المراد بالنازعات
وقال الحسن وقتادة: {والنّازعاتغرقاً (1) والنّاشطات نشطاً}. هي النّجوم.المراد بالنازعات المراد بالناشطات
وقال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {والنّازعات}،{والنّاشطات}: هي القسيّ فيالقتال.المراد بالنازعاتالمراد بالناشطات والصّحيحالأوّل، وعليه الأكثرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/312]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :( (1-14){بسم الله الرحمن الرحيم وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَاالرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًانَّخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَزَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14)}
هذهِ الإقساماتُ بالملائكةِ الكرامِ، المراد بالنازعات المراد بالناشطات وأفعالِهمْ الدالةُعلى كمالِ انقيادهمْ لأمرِ اللهِ وإسراعِهمْ في تنفيذِأمرهِ:المقسم به
-يحتملُ أنَّ المقسمَ عليه، الجزاءُ والبعثُ، بدليلِالإتيانِ بأحوالِ القيامةِ بعدَ ذلكَ.المقسم عليه
-ويحتملُ أنَّ المقسم عليهِ والمقسمَبهِ متحدانِ المقسم عليهالمقسم به ،وأنَّه أقسمَ على الملائكةِ؛ لأنَّ الإيمانَ بهمْ أحدُ أركانِ الإيمانِالستةِ، ولأنَّ في ذكِر أفعالهِمْ هنَا ما يتضمنُ الجزاءَ الذي تتولاهُ الملائكةُعندَ الموتِ وقبلَه وبعدَه، سبب القسم بالملائكة فقالَ:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَبقوةٍ، المراد بالنازعات وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، المراد بغرقا فتجازى بعملهَا سبب نزع الملائكة للروح ). [تيسير الكريم الرحمن: 908]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(1-{وَالنَّازِعَاتِ}أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالملائكةِ المقسم به الَّتِي تَنْزِعُأرواحَ الْعِبَادِ عَنْ أجسادِهِم كَمَا يَنْزِعُ النازِعُ فِي القَوْسِ فَيَبْلُغُبِهَا غايةَ المَدِّ المراد بالنازعات،{غَرْقاً}؛ أَيْ: إِغْرَاقاً فِي النَّزْعِ حَيْثُ تَنْزِعُهَامِنْ أَقَاصِي الأجسادِ المراد بغرقا ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (وَالنَّاشِطَاتِنَشْطًا (2) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍوأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ: {والنّازعات غرقاً}: الملائكة،يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهممن تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته مننشاطٍ، وهو قوله: {والنّاشطات نشطاً}.
قاله ابن عبّاسٍ، وعن ابن عبّاسٍ: {والنّازعات}. هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق فيالنّار.رواه ابنأبي حاتمٍ.
وقال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت.
وقال الحسن وقتادة: {والنّازعاتغرقاً (1) والنّاشطات نشطاً}. هي النّجوم.
وقال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {والنّازعات}،{والنّاشطات}: هي القسيّ فيالقتال.والصّحيحالأوّل، وعليه الأكثرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/312] (م)
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً} وهمْ الملائكةُ أيضاً،المراد بالناشطاتتجتَذبُالأرواحَ بقوةٍ ونشاطٍ، المراد بنشطا أو أنَّ النزعَ يكونُ لأرواحِ المؤمنينَ، والنشطَ لأرواحِالكفارِ الفرق بين النزع والنشط ). [تيسير الكريم الرحمن: 908]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(2-{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ أَيْ: تَنْشِطُ النُّفُوسَ المراد بالناشطات؛أَيْ: تُخْرِجُهَا من الأجسادِ جَذْباً بِقُوَّةٍ، المراد بنشطا والنَّشْطُ: الجَذْبُ بِسُرْعَةٍ،معنى النشطوَقِيلَ: النَّاشِطَاتُ لأرواحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالنَّازِعَاتُ لأَرْوَاحِالْكَافِرِينَ الفرق بين النزع والنشط ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (وَالسَّابِحَاتِسَبْحًا (3) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وأمّا قوله: {والسّابحات سبحاً}؛ فقال ابن مسعودٍ: هيالملائكة،المراد بالسابحات وروي عن عليٍّ ومجاهدٍ وسعيد بن جبيرٍ وأبي صالحٍ مثلذلك.
وعنمجاهدٍ: {والسّابحات سبحاً}: الموت. المراد بالسابحاتوقال قتادة: هي النّجوم.المراد بالسابحات
وقال عطاء بن أبي رباحٍ: هيالسّفن المراد بالسابحات). [تفسير القرآن العظيم: 8/312]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَالسَّابِحَاتِ} أي: المتردداتِ في الهواءِ صعوداًونزولاً المراد بالسابحات {سَبْحاً} ). [تيسير الكريم الرحمن: 908]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(3-{وَالسَّابِحَاتِ}:الْمَلائِكَةُ ي المراد بالسابحات َنْزِلُونَ مِنالسَّمَاءِ مُسْرِعِينَ لأمرِ اللَّهِ المراد بسبحا ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (فَالسَّابِقَاتِسَبْقًا (4) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فالسّابقات سبقاً}. روي عن عليٍّ ومسروقٍ ومجاهدٍ وأبيصالحٍ والحسن البصريّ: يعني الملائكة المراد بالسابقات،قاله الحسن، سبقت إلى الإيمان والتّصديقبه.
وعنمجاهدٍ: الموت. المراد بالسابقات
وقال قتادة: هي النّجوم. المراد بالسابقات
وقال عطاءٌ: هي الخيل فيسبيل اللّه المراد بالسابقات ). [تفسير القرآن العظيم: 8/312]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَالسَّابِقَاتِ}لغيرهَا متعلق السابقات{سَبْقاً}فتبادرُ لأمرِ اللهِ، وتسبقُ الشياطينَ في إيصالِالوحيِ إلى رسلِ اللهِ حتى لا تسترقَهُ المراد بالسابقات ). [تيسير الكريم الرحمن: 908]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(4-{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}:هِيَ الْمَلائِكَةُ المراد بالسابقات تَسْبِقُبِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ المراد بسبقا ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِأَمْرًا (5) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فالمدبّرات أمراً}. قال عليٌّ ومجاهدٌ وعطاءٌ وأبوصالحٍ والحسن وقتادة والرّبيع بن أنسٍ والسّدّيّ: هي الملائكة. المراد بالمدبرات
زاد الحسن: تدبّر الأمر منالسّماء إلى الأرض.سبب تسمية الملائكة بالمدبراتيعني: بأمر ربّها عزّ وجلّ. ولم يختلفوا في هذا، ولميقطع ابن جريرٍ بالمراد في شيءٍ من ذلك، إلاّ أنّه حكى في: {المدبّراتأمراً}: أنّهاالملائكة ولا أثبت ولا نفى المراد بالمدبرات ). [تفسير القرآن العظيم: 8/313]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً} الملائكةُ الذينَ وكَّلهم اللهُ أنيدبروا كثيراً منْ أمور العالمِ العلويِّ والسفليِّ، المراد بالمدبرات منَ الأمطارِ، والنباتِ،والأشجارِ، والرياحِ، والبحارِ، والأجنحةِ، والحيواناتِ، والجنةِ، والنارِ وغيرِذلكَ المراد بالمدبرات المراد بأمرا ). [تيسير الكريم الرحمن: 908]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(5-{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}تَدْبِيرُ الْمَلائِكَةِ للأمْرِ: نُزُولُهَا بالحلالِ والحرامِ وَتَفْصِيلِهِمَا، وَبِتَدْبِيرِ أَهْلِ الأَرْضِ فِيالرياحِ والأمطارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، المراد بالمدبرات المراد بأمرا قِيلَ: وَتَدْبِيرُ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَىأَرْبَعَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ: جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وعَزْرَائِيلَ،وَإِسْرَافِيلَ.فَأَمَّا جِبْرِيلُ فَمُوَكَّلٌ بالرِّياحِ والجنودِ، وَأَمَّامِيكَائِيلُ فَمُوَكَّلٌ بالقَطْرِ والنباتِ، وَأَمَّا عَزْرَائِيلُ فَمُوَكَّلٌبِقَبْضِ الأَنْفُسِ، وَأَمَّا إِسْرافيلُ فَهُوَ يَنْزِلُ بالأَمْرِ عَلَيْهِمْ المراد بالمدبرات المراد بأمرا ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُالرَّاجِفَةُ (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يوم ترجف الرّاجفة (6) تتبعهاالرّادفة}. قالابن عبّاسٍ: هماالنّفختان الأولى والثّانية.المراد بالراجفة والرادفةوهكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغيرواحدٍ.
وعنمجاهدٍ أمّا الأولى: وهي قوله: {يوم ترجف الرّاجفة}. فقوله جلّت عظمته: {يوم ترجفالأرض والجبال}وقت الراجفة. والثّانية: وهي الرّادفة، فهي كقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةًواحدةً}.وقت الرادفة
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عنعبد اللّه بن محمد بن عقيلٍ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ عن أبيه قال: قال رسولاللّه صلّى اللّه تعالى عليه وآله وسلّم: (جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بمافيه المراد بالراجفة والرادفة). فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، أرأيت إن جعلت صلاتي كلّها عليك؟ قال: (إذن يكفيك اللّه ما أهمّك من دنياكوآخرتك).
وقد رواه التّرمذيّ وابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ من حديثسفيان الثّوريّ بإسناده مثله، ولفظ التّرمذيّ وابن أبي حاتمٍ: كان رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم إذا ذهب ثلثا اللّيل قام فقال: (يا أيّها النّاس اذكروا اللّه، جاءتالرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه المراد بالراجفة والرادفة ) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/313]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({يَوْمَ تَرْجُفُالرَّاجِفَةُ}وهيَ قيامُ الساعةِ المراد بالراجفة). [تيسير الكريم الرحمن: 908]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(6-{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}:وَهِيَ النَّفْخَةُ الأُولَى الَّتِييَمُوتُ بِهَا جَمِيعُ الخلائقِ المراد بالراجفة والرادفة ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (تَتْبَعُهَاالرَّادِفَةُ (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يوم ترجف الرّاجفة (6) تتبعهاالرّادفة}. قالابن عبّاسٍ: هماالنّفختان الأولى والثّانية.وهكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغيرواحدٍ.
وعنمجاهدٍ أمّا الأولى: وهي قوله: {يوم ترجف الرّاجفة}. فقوله جلّت عظمته: {يوم ترجفالأرض والجبال}. والثّانية: وهي الرّادفة، فهي كقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةًواحدةً}.
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عنعبد اللّه بن محمد بن عقيلٍ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ عن أبيه قال: قال رسولاللّه صلّى اللّه تعالى عليه وآله وسلّم: (جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بمافيه). فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، أرأيت إن جعلت صلاتي كلّها عليك؟ قال: (إذن يكفيك اللّه ما أهمّك من دنياكوآخرتك).
وقد رواه التّرمذيّ وابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ من حديثسفيان الثّوريّ بإسناده مثله، ولفظ التّرمذيّ وابن أبي حاتمٍ: كان رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم إذا ذهب ثلثا اللّيل قام فقال: (يا أيّها النّاس اذكروا اللّه، جاءتالرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/313] (م)
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} أي: الرجفةُ الأخرى التي تردفهَاوتأتي تِلوَها المراد والرادفة ). [تيسير الكريم الرحمن: 908]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(7- {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}الرَّادِفَةُ: النَّفْخَةُالثَّانِيَةُ الَّتِي يَكُونُ عِنْدَهَا الْبَعْثُ).المراد والرادفة [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍوَاجِفَةٌ (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ}. قال ابن عبّاسٍ: يعني: خائفةٌ.معنى واجفةوكذا قال مجاهدٌ وقتادة). [تفسير القرآن العظيم: 8/313]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } أي: موجفةٌ ومنزعجةٌ معنى واجفةمن شدَّةِ ما ترى وتسمعُ سبب وجف القلوب ). [تيسير الكريم الرحمن: 908]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(8-{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}وَالوَاجِفَةُ: المُضْطَرِبَةُالقَلِقَةُ؛ معنى واجفةلِمَا عَايَنَتْ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ قَلِقَةٌمُسْتَوْفِزَةٌ سبب وجف القلوب). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أبصارها خاشعةٌ}. أي: أبصار أصحابها عود الضمير فى أبصارها، وإنّما أضيف إليها للملابسة سبب إضافة الأبصار للقلوب، أي: ذليلةٌ حقيرةٌ معنى خاشعة ممّا عاينت من الأهوال سبب الخشوع ). [تفسير القرآن العظيم: 8/313]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} أي: ذليلةٌ حقيرةٌ معنى خاشعة ، قد ملكَ قلوبهَمالخوفُ، وأذهلَ أفئدتهَمُ الفزعُ، وغلَبَ عليهمُ التأسفُ [واستولتْ عليهمُ] الحسرةُ). المراد بخاشعة [تيسير الكريم الرحمن: 908-909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(9-{أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}:تَظْهَرُ فِي أَعْيُنِهِمُ الذِّلَّةُوَالْخُضُوعُ المراد بخاشعة عِنْدَ مُعَايَنَةِ أهوالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يُرِيدُ أَبْصَارَمَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ الإِسْلامِ سبب الخشوع ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (يَقُولُونَ أَئِنَّالَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِكَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يقولون أئنّا لمردودون في الحافرة}. يعني مشركي قريشٍ ومن قال بقولهم فيإنكار المعاد الفاعل فى يقولون، يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلى المراد بمردودون {الحافرة}:وهي القبورمعنى الحافرةقاله مجاهدٌ - وبعد تمزّق أجسادهموتفتّت عظامهم ونخورها.سبب تعجب المشركين من البعث
ولهذا قالوا: {أئذا كنّا عظاماً نخرةً}. وقرئ: (ناخرةً القراءات فى نخرة ) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/313]
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({يَقُولُونَ}أي: الكفارُ في الدنيا، الفاعل فى يقولون على وجهِالتكذيبِ نوع الإستفهام فى الآية). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(10-{يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِيالْحَافِرَةِ}.هَذَا يَقُولُهُ المُنْكِرُونَ لِلْبَعْثِ الفاعل فى يقولون إِذَا قِيلَلَهُمْ: إِنَّكُمْ تُبْعَثُونَ. سبب تعجب المشركين من البعث أَيْ: أَنُرَدُّ إِلَى أَوَّلِ حَالِنَاوَابْتِدَاءِ أَمْرِنَا، فَنَصِيرَ أَحْيَاءً بَعْدَ مَوْتِنَا، المراد بمردودون وَبَعْدَ كَوْنِنَافِي حُفَرِ الْقُبُورِ؟ معنى حافرة !). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (أَئِذَا كُنَّاعِظَامًا نَخِرَةً (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يقولون أئنّا لمردودون في الحافرة}. يعني مشركي قريشٍ ومن قال بقولهم فيإنكار المعاد، يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلى{الحافرة}:وهي القبور - قاله مجاهدٌ - وبعد تمزّق أجسادهموتفتّت عظامهم ونخورها.
ولهذا قالوا: {أئذا كنّا عظاماً نخرةً}. وقرئ: (ناخرةً) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/313] (م)
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({أَئِذَا كُنَّا عِظَاماًنَخِرَةً}أي: باليةًفُتاتاً المراد بنخرة ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(11-{أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً}؛ أَيْ: أَئِذَا كُنَّا عِظَاماًبَالِيَةً المراد بنخرة نُرَدُّ وَنُبْعَثُ مَعَ كَوْنِهَا أَبْعَدَ شَيْءٍ مِنَ الْحَيَاةِ؟ سبب تعجب المشركين من البعث ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا تِلْكَ إِذًاكَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة أي: باليةً.معنى نخرةقال ابن عبّاسٍ: وهو العظم إذا بلي ودخلت الرّيحفيه، المراد بنخرة {قالواتلك إذًا كرّةٌ خاسرةٌ}.
وعن ابن عبّاسٍ ومحمّد بن كعبٍ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍوأبي مالكٍ والسّدّيّ وقتادة: الحافرة: الحياة بعد الموت المراد بالحافرة.وقال ابن زيدٍ: الحافرة: النّار، المراد بالحافرة وما أكثر أسماءها! هي النّاروالجحيم وسقر وجهنّم والهاوية والحافرة ولظى والحطمة.أسماء النار
وأمّا قولهم: {تلك إذًا كرّةٌخاسرةٌ}؛ فقالمحمّد بن كعبٍ: قالت قريشٌ: لئن أحيانا اللّه بعد أن نموتلنخسرنّ المراد بكرة خاسرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/313]سبب نزول الآية
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي: استبعدوا أنْ يبعثَهمُ اللهُ ويعيدَهمْ بعدمَا كانوا عظاماً نخرةً، جهلاً [منهم] بقدرةِ اللهِ، وتجرُّؤَاً عليهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]المراد بكرة خاسرة
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(12- {قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌخَاسِرَةٌ}؛أَيْ: إِنْ رُدِدْنَا بَعْدَ الْمَوْتِ لَنَخْسَرَنَّ بِمَا يُصِيبُنَا مِمَّايَقُولُهُ مُحَمَّدٌ المراد بكرة خاسرة ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّمَا هِيَزَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ (13) فإذا هم بالسّاهرة}. أي: فإنّما هو أمرٌ من اللّه لا مثنويّة فيه ولاتأكيد، المراد بالزجرة الواحدة فإذا النّاس قيامٌ ينظرون، ماذا بعد الزجرة وهو أن يأمر تعالى إسرافيل فينفخ في الصّور نفخةالبعث، فإذا الأوّلون والآخرون قيامٌ بين يدي الرّبّ عزّ وجلّ ينظرون ماذا بعد الزجرة ، كما قال: {يوم يدعوكمفتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلاّ قليلاً}. المراد بالزجرة الواحدة
وقال تعالى: {وما أمرنا إلاّ واحدةٌ كلمحٍبالبصر}. المراد بالزجرة الواحدة
وقال تعالى: {وما أمرالسّاعة إلاّ كلمح البصر أو هو أقرب}. المراد بالزجرة الواحدة
قال مجاهدٌ: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ}: صيحةٌ معنى زجرة واحدةٌ،وقال إبراهيم التّيميّ: أشدّ ما يكونالرّبّ غضباً على خلقه يوم يبعثهم. سبب الزجر
وقال الحسن البصريّ: {زجرةٌ}من الغضب،المراد بالزجرة وقال أبو مالكٍ والرّبيع بن أنسٍ: {زجرةٌواحدةٌ}هيالنّفخة الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/314]المراد بالزجرة
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(قالَ اللهُفي بياِن سهولةِ هذَا الأمرِ عليهِ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌوَاحِدَةٌ}يُنفخُ فيهَا في الصورِ، فإذَا الخلائقُكلُّهمْ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]المراد بالزجرة الواحدة
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(13-{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌوَاحِدَةٌ}الْمَعْنَى: لا تَسْتَبْعِدُوا ذَلِكَ؛ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَالنَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ المراد بالزجرة الواحدة الَّتِي يَكُونُ الْبَعْثُ بِهَا معنى الآية ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا هُمْبِالسَّاهِرَةِ (14) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإذا هم بالسّاهرة}. قال ابن عبّاسٍ: (السّاهرة)الأرض كلّها، المراد بالساهرة وكذا قال سعيد بن جبيرٍ وقتادة وأبوصالحٍ.
وقالعكرمة والحسن والضّحّاك وابن زيدٍ: السّاهرة: وجه الأرض.
وقال مجاهدٌ: كانوا بأسفلها فأخرجوا إلىأعلاها.وقال: و(السّاهرة): المكان المستوي.
وقال الثّوريّ: (السّاهرة):أرض الشّام. المراد بالساهرة
وقال عثمانبن أبي العاتكة: (السّاهرة):أرض بيت المقدس. المراد بالساهرة
وقال وهب بن منبّهٍ: (السّاهرة): جبلٌ إلى جانب بيت المقدس. المراد بالساهرة
وقال قتادة أيضاً: (السّاهرة): جهنّم المراد بالساهرة.وهذه الأقوال كلّها غريبةٌ، والصّحيح أنّها الأرض،وجهها الأعلى.المراد بالساهرة
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا خزربن المبارك الشّيخ الصّالح، حدّثنا بشر بن السّريّ، حدّثنا مصعب بن ثابتٍ، عن أبيحازمٍ، عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ: {فإذا هم بالسّاهرة}. قال: أرضٌ بيضاء عفراء كالخبزة النّقيّ. المراد بالساهرة
وقال الرّبيعبن أنسٍ: {فإذا هم بالسّاهرة}. يقول اللّه عزّ وجلّ: {يوم تبدّلالأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا للّه الواحد القهّار}. ويقول: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفهاربّي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً}.
وقال: {ويوم نسيّرالجبال وترى الأرض بارزةً}. وبرزت الأرض التي عليها الجبال، وهي لا تعدّ من هذهالأرض، وهي أرضٌ لم يعمل عليها خطيئةٌ ولم يهرق عليها دمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/314]المراد بالساهرة
قالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({بِالسَّاهِرَةِ}أي: على وجهِ الأرضِ، المراد بالساهرة قيامٌ ينظرونَ ،فيجمعهمُ اللهُ ويقضي بينهمْ بحكمِه العدلِ ويجازيهم ماذا بعد الزجرة ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(14- {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}قِيلَ: السَّاهِرَةُ: أَرْضٌبَيْضَاءُ يَأْتِي بِهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ، فَيُحَاسِبُ عَلَيْهَا الخلائقَ المراد بالساهرة ). [زبدة التفسير: 583]

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 08:36 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي تفسير سورة النازعات من 15 الى 26

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْنَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَإِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إلى ربك فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُالْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّفِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) }


تفسير قوله تعالى: (هَلْ أتَاكَ حَدِيثُمُوسَى (15) )
قال إسماعيل بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}يخبر تعالى رسوله محمّداً صلّى اللّه عليه وسلّم المخاطب فى الآية عن عبده ورسوله موسى عليه السّلام،المراد بموسى أنّه ابتعثه إلى فرعون وأيّده بالمعجزات، ومع هذا استمر على كفره وطغيانه حتّى أخذه اللّه أخذ عزيزٍ مقتدرٍ، المراد بحديث موسى وكذلك عاقبة من خالفك وكذب بما جئت به، سبب ذكر قصة موسى للرسول (ص) ولهذا قال في آخر القصّة: {إنّ في ذلك لعبرةً لمن يخشى}.
فقوله: {هل أتاك حديث موسى}. أي: هل سمعت بخبره؟ المراد بأتاك). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(يقولُ [اللهُ]المتحدث تعالى لنبيهِ محمد صلى اللهُ عليهِ وسلم المخاطب فى الآية : {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}وهذَا الاستفهامُ عنْ أمرٍ عظيمٍ متحققٍ وقوعهُ، دلالةالإستفهام أي: هلْ أتاكَ حديثهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(15-{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}؛ أَيْ: قَدْ جَاءَكَ وَبَلَغَكَ المرادبآتاك مِنْ قَصَصِ فِرْعَوْنَ وَمُوسَى مَا يُعْرَفُ بِهِ حَدِيثُهُمَا المراد بحديث موسى). [زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ نَادَاهُ رَبُّه بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذ ناداه ربّه}أي: كلّمه نداءً المرادبناداه ،{بالوادالمقدّس}. أي: المطهّر معنىالمقدس،{طوًى}: وهو اسم الوادي على الصّحيح معنىطوى كما تقدّم في سورة (طه) .
فقال له: {اذهب إلى فرعون إنّه طغى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِطُوًى}وهوَ المحلُّ الذي كلَّمَهُ اللهُ فيهِ، وامتنّ عليهِ بالرسالةِ، واختصَّهُ بالوحي والاجتباء المراد بالوادى المقدس طوى فقالَ لهُ: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُطَغَى}). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(16-{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِالْمُقَدَّسِ}:الْمُبَارَكِ المُطَهَّرِ،معنى المقدس{طُوًى}:هُوَ الوادِي فِي جَبَلِ سِينَاءَ الَّذِي نَادَىالرَّبُّ فِيهِ مُوسَى المراد بطوى). [زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اذهب إلى فرعون إنّه طغى}. أي: تجبّر وتمرّد وعتا).المراد بطغى[تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :( {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُطَغَى}أي: فانههُ عن طغيانهِ وشركهِ وعصيانهِ المراد بطغى بقولٍ ليِّنٍ، وخطابٍ لطيفٍ، لعلَّهُ{يتذكرُأو يخشَى}).سببإرسال الله موسى لفرعون[تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(17-{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّه طَغَى}؛ أَيْ: جَاوَزَ الْحَدَّ فِي العِصْيانِ والتكَبُّرِ وَالْكُفْرِ بِاللَّهِ المراد بطغى). [زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَىأَنْ تَزَكَّى (18) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فقل هل لك إلى أن تزكّى}. أي: قل له: هل لك أن تجيب إلى طريقةٍ ومسلكٍ تزّكّى به المراد بهل لك ؟ أي: تسلم وتطيع المراد بتزكى). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَقُلْ}لهُ:متعلق قل{هَل لَّكَ إِلَى أَنتَزَكَّى}أي: هل لكَ في خصلةٍ حميدةٍ ومحمدةٍ جميلةٍ، يتنافسُ فيهَا أولو الألبابِ،المراد بهل لك وهيَ أنْتُزَكِّيَ نفسكَ وتطهِّرَها منْ دنسِ الكفر والطغيانِ، إلى الإيمانِ والعمل الصالح؟ المرادبتزكى). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(18-{فَقُلْ}لَهُ متعلق قل: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}؛ أَيْ: قُلْ لَهُ بَعْدَ وُصُولِكَ إِلَيْهِ: هَلْ لَكَ رَغْبَةٌ المراد بهل لك إِلَى التَّزَكِّي؟ وَهُوَ التَّطَهُّرُ مِنَالشِّرْكِ. المراد بتزكى أَمَرَ مُوسَى بِمُلايَنَتِهِ).الغرض من حديث موسى لفرعون [زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (وَأَهْدِيَكَ إِلَىرَبِّكَ فَتَخْشَى (19) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأهديك إلى ربّك}. أي: أدلّك معنىأهديك إلى عبادة متعلقالى ربّك؛{فتخشى}. أي: فيصير قلبك خاضعاً له مطيعاًخاشعاً بعدما كان قاسياً خبيثاً بعيداً من الخيرالمراد بتخشى ). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وأهديَكَ إلى ربِّكَ}أي: أدلَّكَ معنىأهديك عليهِ، معنى الى وأبَيِّنَ لَكَمواقعَ رضاهُ، منْ مواقعِ سخطِه.كيفية هداية موسى لفرعون
{فَتَخْشَى}اللهَ إذاعلمتَ الصراطَ المستقيمَ،كيفيخشى فرعون فامتنعَ فرعونُ مما دعاهُ إليه موسى ماذا فعل فرعون بعد حديث موسى له). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(19-{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَفَتَخْشَى}؛أَيْ: أُرْشِدَكَ معنى أهديك إِلَى عِبَادَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ، المراد بإلى ربك فَتَخْشَى عِقَابَهُ.متعلق تخشى وَالخَشْيَةُ لا تَكُونُ إِلاَّ مِنْ مُهْتَدٍ رَاشِدٍ شرط الخاشى). [زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (فَأَرَاهُ الْآَيَةَالْكُبْرَى (20) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأراه الآية الكبرى}. يعني: فأظهر له موسى الفاعلفىالآية مع هذه الدعوة الحق حجّةً قويّةً ودليلاً واضحاً على صدق ما جاء به من عند اللّه المراد بالآية الكبرى). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى}أي: جنس الآية الكُبرى معنى الآية الكبرى، فلاَ ينافي تعدُّدَهاكيفية الجمع بين الآية الكبرى وتعدد ذكر الآيات بعدها{فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءلِلنَّاظِرِينَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(20-{فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى}فَقِيلَ: هِيَ الْعَصَا، وَقِيلَ: يَدُهُ). المراد بالآية الكبرى[زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فكذّب وعصى}. أي: فكذّب بالحقّ متعلق كذب وخالف ما أمره به من الطّاعة، المراببعصى وحاصلهأنّه كفر قلبه، فلم ينفعل لموسى بباطنه ولا بظاهره، وعلمه بأنّ ما جاء به أنّه حقٌّلا يلزم منه أنّه مؤمنٌ به؛ كيفية التكذيب والعصيان لأنّ المعرفة علم القلب، والإيمان عمله، وهو الانقياد للحق والخضوع له لماذا قيل على فرعون أنه كذب). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فكذَّبَ}بالحقِّمتعلق كذب {وَعَصَى}الأمرَ).متعلق عصى [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(21-{فَكَذَّبَ}بِمُوسَى وبما جَاءَ بِهِ،متعلق كذب {وَعَصَى}اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ متعلق عصى فَلَمْيُطِعْهُ). المراببعصى[زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ أدبريسعى}. أي: فيمقابلة الحقّ بالباطل، متعلقيسعى وهو جمعه السّحرة ليقابلوا ما جاء به موسى عليه السلام منالمعجزات الباهرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى}أي: يجتهدُ معنىيسعى في مُبارزةِ الحقِّومحاربتِهِ). متعلقيسعى[تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(22-{ثُمَّ أَدْبَرَ}؛ أَيْ: تَوَلَّى وَأَعْرَضَ عَنالإِيمَانِ،المراد بأدبر{يَسْعَى}؛أَيْ: يَعْمَلُ بِالْفَسَادِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْتَهِدُ فِي مُعَارَضَةِ مَا جَاءَ بِهِمُوسَى المرادبيسعى). [زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (فَحَشَرَ فَنَادَى (23) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فحشر فنادى}. أي: في قومه متعلق فحشر فنادى ). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَحَشَرَ}جنودَه متعلق فحشر أي: جمَعهمْ{المراد بحشر فَنَادَى (23)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(23- {فَحَشَرَ}؛ أَيْ: فَجَمَعَ جُنُودَهُ للقتالِ والمُحاربةِ، أَوْجَمَعَ السَّحَرَةَ للمُعارضةِ، أَوْ جَمَعَ النَّاسَ للحُضورِ لِيُشَاهِدُوا مَايَقَعُ). المراد بحشر[زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ أَنَارَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فقال أنا ربّكم الأعلى}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ:وهذه الكلمةقالها فرعون بعد قوله:{ما علمت لكم من إلهٍ غيري}.بأربعين سنةً).متى قال فرعون أنا ربكم الأعلى[تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَقَالَ}لهمْ متعلق قال : {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}فأذْعنوا لهُ، وأقرُّوا بباطلهِ حينَاستخفَّهُم).ماذا فعل قوم فرعون بعد قوله أنا ربكمالأعلى[تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(24- {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}أَرَادَاللَّعِينُ أَنَّهُ لا رَبَّ فَوْقَه المراد بأنا ربكم الأعلى ). [زبدة التفسير: 583]

تفسير قوله تعالى: (فَأَخَذَهُ اللَّهُنَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّهتعالى: {فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى}. أي: انتقم اللّه منه انتقاماً المراد بأخذه جعله به عبرةً ونكالاًلأمثاله من المتمرّدين في الدّنيا المراد بنكال الآخرة والأولى ،{ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود}. كما قال تعالى: {وجعلناهم أئمّةً يدعون إلىالنّار ويوم القيامة لا ينصرون}.المراد بنكال الآخرة والأولى
هذا هو الصّحيح في معنى الآية، أنّ المراد بقوله: {نكال الآخرةوالأولى}. أي: الدّنيا والآخرة.المراد بالآخرة والأولى
وقيل:المراد بذلك كلمتاه الأولى والثّانية.المراد بالآخرة والأولى
وقيل:كفره وعصيانه، المراد بالآخرة والأولى والصّحيح الذي لا شكّ فيه الأوّل). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِوَالأُولَى}أي: صارتْ عقوبَتُهُ دليلاً وزاجراً،المراد بنكال ومبينةً لعقوبةِالدنيا والآخرةِ المراد بالآخرة والأولى ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(25-{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِوَالأُولَى}؛أَيْ: أَخَذَهُ اللَّهُ فَنَكَّلَهُ نَكَالَ معنى نكال الآخِرَةِ؛ المراد بالآخرة وَهُوَ عَذَابُ النَّارِ كيف نكل الله بفرعون فى الآخرة ،وَنَكَالَ الأُولَى؛ وَهُوَ عَذَابُ الدُّنْيَا المراد بالأولى بالغَرَقِ؛ لِيَتَّعِظَ بِهِ مَنْيَسْمَعُ خَبَرَهُ).كيف نكل الله بفرعون فى الدنيا [زبدة التفسير: 583-584]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَلَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) )
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ في ذلكلعبرةً لمن يخشى}. أي: لمن يتّعظ وينزجر).المراد بمن يخشى [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَنيَخْشَى}فإنَّ منْ يخشَى اللهَ، هوَ الذي ينتفعُ بالآياتِوالعبرِ، فإذا رأَى عقوبةَ فرعونَ، عرفَ أنَّ كلَّ منْ تكبَّرَ وعصى، وبارزَ الملكَالأعلى، عاقَبهُ في الدنيا والآخرةِ، وأمَّا مَنْ ترحَّلتْ خشيةُ اللهِ من قلبهِ،فلو جاءتهُ كلُّ آيةٍ لمْ يؤمنْ [بها] ).العبرة فى قصة فرعون[تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(26-{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْيَخْشَى}؛أَيْ: فِيمَا ذُكِرَ مِنْ قِصَّةِ فِرْعَوْنَ وَمَا فُعِلَ بِهِ عِبْرَةٌ عَظِيمَة العبرة فى قصة فرعونٌلِمَنْ شَأْنُهُ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ وَيَتَّقِيَهُ).المراد بمن يخشى[زبدة التفسير: 584]

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 10:30 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي سورة النازعات من 27 الى 46

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) }

تفسير قوله تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى محتجًّا نوع الإستفهام فى الآية على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه: {أأنتم} أيّها النّاس، {المخاطب أشدّ خلقاً أم السّماء}. يعني: بل معنى أم السّماء أشدّ خلقاً منكم، كما قال تعالى: {لخلق السّماوات والأرض أكبر من خلق النّاس}. وقال: {أوليس الّذي خلق السّماوات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاّق العليم}.الرد على الإستفهام فى الآية من القرآن
فقوله: {بناها}. فسّره بقوله: {رفع سمكها فسوّاها} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/316]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(يقولُ تعالى مبيِّناً دليلاً واضحاً لمنكري البعثِ ومستبعدي إعادةِ اللهِ للأجسادِ:الغرض من الإستفهام{أَأَنْتُمْ} أيُّها البشرُ المخاطب{أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ}ذاتُ الجرْمِ العظيم، والخلقِ القوي، والارتفاعِ الباهِر سبب شدة خلق السماء{بَنَاهَا} اللهُ).الفاعل فى بناها [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(27-{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ}؛ أَيْ: أَخَلْقُكُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ وَبَعْثُكُمْ أَشَدُّ عِنْدَكُمْ وَفِي تَقْدِيرِكُمْ أَمْ خَلْقُ السَّمَاءِ؟ معنى الآية لأَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى خَلْقِ السَّمَاءِ الَّتِي لَهَا هَذَا الجِرْمُ الْعَظِيمُ، وَفِيهَا مِنْ عَجَائِبِ الصُّنْعِ وبدائعِ القُدْرةِ مَا هُوَ بَيِّنٌ للنَّاظِرِينَ، سبب شدة خلق السماء كَيْفَ يَعْجِزُ عَنْ إعادةِ الأَجْسَامِ الَّتِي أَمَاتَهَا بَعْدَ أَنْ خَلَقَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ؟ الغرض من الإستفهام). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({رفع سمكها فسوّاها} أي: جعلها عالية البناء بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء مكلّلةً بالكواكب في الليلة الظّلماء معنى الآية ). [تفسير القرآن العظيم: 8/316]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({رَفَعَ سَمْكَهَا} أي: جرمهَا وصورتهَا،المراد برفع سمكها {فَسَوَّاهَا} بإحكامٍ وإتقانٍ يحيرُ العقولَ، ويذهلُ الألبابَ المراد بسواها ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(28- {رَفَعَ سَمْكَهَا}؛ أَيْ: جَعَلَهَا كَالبناءِ المُرْتَفِعِ فَوْقَ الأَرْضِ.المراد برفع سمكها
{فَسَوَّاهَا}: فَجَعَلَهَا مُسْتَوِيَةَ الْخَلْقِ مُعَدَّلَةَ الشَّكْلِ، لا تَفَاوُتَ فِيهَا وَلا اعْوِجَاجَ، وَلا فُطُورَ وَلا شُقُوقَ المراد بسواها). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأغطش ليلها وأخرج ضحاها}. أي: جعل ليلها مظلماً أسود حالكاً،المراد بأغطش ليلها ونهارها مضيئاً مشرقاً نيّراً واضحاً، المراد بأخرج ضحاها قال ابن عبّاسٍ: {أغطش ليلها}: أظلمه. المرادبأغطش ليلها
وكذا قال مجاهدٌ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ وجماعةٌ كثيرون.
{وأخرج ضحاها}. أي: أنار نهارها المراد بأخرج ضحاها ). [تفسير القرآن العظيم: 8/316]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}أي: أظلَمهُ، فعمتِ الظلمةُ [جميعَ] أرجاءِ السماء، فأظلمَ وجهُ الأرضِ المراد بأغطش ليلها ، {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}أي: أظهرَ فيهِ النورَ العظيمَ، حينَ أتى بالشمسِ، فامتدَّ النَّاسُ في مصالحِ دينهِمْ ودنياهمْ المراد بأخرج ضحاها ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(29-{وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ أَيْ: جَعَلَهُ مُظْلِماً، المراد بأغطش ليلها
{وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ أَيْ: أَبْرَزَ نَهَارَهَا المُضِيءَ بِإِضَاءَةِ الشَّمْسِ المراد بأخرج ضحاها ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}. فسّره بقوله: {أخرج منها ماءها ومرعاها}.المراد بدحاها
وقد تقدّم في سورة (حم السجدة) أنّ الأرض خلقت قبل خلق السّماء، ولكن إنّما دحيت بعد خلق السّماء بمعنى أنّه أخرج ما كان فيها بالقوّة إلى الفعل، وهذا معنى قول ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ، واختاره ابن جريرٍ.المراد بدحاها
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ الرّقّيّ، حدّثنا عبيد اللّه - يعني ابن عمرٍو - عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {دحاها}.ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى، وشقّق فيها الأنهار، وجعل فيها الجبال والرّمال والسّبل والآكام، فذلك قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}.المراد بدحاها
وقد تقدّم تقرير ذلك هنالك). [تفسير القرآن العظيم: 8/316]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ}أي: بعد خلق السماءِ معنى ذلك {دَحَاهَا}أي: أودعَ فيهامنافعهَا، المراد بدحاها وفَسَّرَ ذلكَ بقولهِ {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]المراد بدحاها
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(30- {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ}؛ أَيْ: بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاءِ، معنى ذلك
{دَحَاهَا}؛ أَيْ: بَسَطَهَا). المراد بدحاها[زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) )
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(31-{أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}؛ أَيْ: فَجَّرَ مِنَ الأَرْضِ الأنهارَ والبِحارَ والعُيونَ، المراد بأخرج منها ماءها وَأَخْرَجَ مِنْهَا مَرْعَاهَا؛ أَي: النَّبَاتَ الَّذِي يُرْعَى المراد بمرعاها ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والجبال أرساها}. أي: قرّرها وأثبتها وأكّدها في أماكنها، وهو الحكيم العليم الرّؤوف بخلقه الرّحيم.المراد بأرساها
قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوّام بن حوشبٍ، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (لمّا خلق اللّه الأرض جعلت تميد؛ فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرّت، فتعجّب الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الحديد؟ قال: نعم، النّار. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من النّار؟ قال: نعم، الماء. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الرّيح. قالت: يا ربّ، فهل منخلقك شيءٌ أشدّ من الرّيح؟ قال: نعم، ابن آدم، يتصدّق بيمينه يخفيها من شماله).سبب إرساء الله الأرض بالجبال
وقال أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عليٍّ قال:لمّا خلق اللّه الأرض قمصت وقالت: تخلق عليّ آدم وذرّيّته يلقون عليّ نتنهم، ويعملون عليّ بالخطايا! فأرساها اللّه بالجبال، فمنها ما ترون، ومنها ما لا ترون، وكان أوّل قرار الأرض، كلحم الجزور، إذا نحر يختلج لحمه. غريبٌ سبب إرساء الله الأرض بالجبال ). [تفسير القرآن العظيم: 8/316-317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي: ثبَّتَها في الأرضِ.
فَدَحْيُ الأرضِ بعدَ خلق السماءِ،كما هوَ نصُّ هذه الآياتِ المراد بأرساها [الكريمةِ].
وأمَّا خْلقُ الأرضِ فمتقدِّمٌ على خلقِ السماءِ؛ كما قالَ تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى أنْ قالَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.الدليل على تقدم خلق الأرض على خلق السماء
فالذي خلقَ السماواتِ العظامَ وما فيهَا منَ الأنوارِ والأجرامِ، والأرضَ الكثيفةَ الغبراءَ، وما فيهَا منْ ضرورياتِ الخلقِ ومنافعهمْ، لا بدَّ أنْ يبعثَ الخلقَ المكلَّفينَ، فيجازيَهمْ على أعمالِهمْ، فمنْ أحسنَ فلهُ الحسنى، ومنْ أساءَ فلا يلومَنَّ إلاَّ نفسَهُ، ولهذا ذكرَ بعدَ هذا القيامِ الجزاءَ، فقالَ الغرض من ذكر عظم مخلوقات الله : {فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 909-910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(32-{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}:وَجَعَلَهَا كالأوتادِ للأرضِ؛ لِئَلاَّ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا المراد بأرساها ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {متاعاً لكم ولأنعامكم}. أي: دحا الأرض فأنبع عيونها، وأظهر مكنونها، وأجرى أنهارها، وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها، وثبّت جبالها لتستقرّ بأهلها ويقرّ قرارها، كلّ ذلك متاعاً لخلقه المخاطب فى الآية ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدّة احتياجهم إليها في هذه الدّار المراد بالأنعام إلى أن ينتهي الأمد، وينقضي الأجل). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) }

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى: {فإذا جاءت الطّامّة الكبرى}. وهو يوم القيامة، المراد بالطامة الكبرىقال ابن عبّاسٍ:سمّيت بذلك؛ لأنّها تطمّ على كلّ أمرٍ هائلٍ مفظعٍ، كما قال تعالى: {والسّاعة أدهى وأمرّ}).سبب تسمية يوم القيامة بالطامة[تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}أي: إذا جاءتِ القيامةُ الكبرى، والشدةُ العظمى، التي تهونُ عندَها كلُّ شدةٍ، المراد بالطامة الكبرىفحينئذٍ يذهلُ الوالدُ عن ولدهِ، والصاحبُ عن صاحبه [وكلُّ محبٍّ عنْ حبيبهِ ماذا بعد مجيئ الطامة ] ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(34- {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى}؛ أَي: الدَّاهيةُ الْعُظْمَى الَّتِي تَطُمُّ عَلَى سَائِرِ الطَّامَّاتِ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي تُسْلِمُ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلَ النَّارِ إِلَى النَّارِ المراد بالطامة الكبرى). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم يتذكّر الإنسان ما سعى}. أي: حينئذٍ المراد بيوم يتذكّر ابن آدم جميع عمله؛ خيره وشرّه، كما قال: {يومئذٍ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذّكرى المراد بما سعى }). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(و{يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى} في الدنيا، مِنْ خيرٍ وشرٍّ، المراد بما سعى فيتمنى زيادةَ مثقالِ ذرةٍ في حسناتهِ، ويغمّه ويحزنُ لزيادةِ مثقالِ ذرةٍ في سيئاتهِ.
ويعلمُ إذ ذاكَ أنَّ مادَّةَ ربحِهِ وخسرانهِ ما سعاهُ في الدنيا، وينقطعُ كلُّ سببٍ وصلةٍ كانتْ في الدنيا، سوى الأعمالِ).ماذا يفعل الإنسان بعد التذكر لما فعل فى الدنيا[تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(35-{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى}: يَتَذَكَّرُ مَا عَمِلَهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ؛ المراد بما سعى لأَنَّهُ يُشَاهِدُهُ مُدَوَّناً فِي صَحَائِفِ عَمَلِهِ كيفية التذكر ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وبرّزت الجحيم لمن يرى}. أي: أظهرت معنى برزت للنّاظرين فرآها النّاس عياناً المراد بمن يرى ). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى}أي: جعلتْ في البرازِ معنى برزت ، ظاهرةً لكلِّ أحدٍ، قدْ برزتْ لأهلِهَا، المراد بلمن يرى واستعدتْ لأخذِهمْ، منتظرةً لأمرِ ربِّها سبب بروز الجحيم). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(36-{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}؛ أَيْ: أُظْهِرَتْ معنى برزت إِظْهَاراً لا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ.المراد بلمن يرى
قَالَ مُقَاتِلٌ: يُكْشَفُ عَنْهَا الغِطاءُ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا الْخَلْقُ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَعْرِفُ بِرُؤْيَتِهَا قَدْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ بالسلامةِ مِنْهَا، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَزْدَادُ غَمًّا إِلَى غَمِّهِ، وَحَسْرَةً إِلَى حَسْرَتِهِ كيفية بروز الجحيم ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأمّا من طغى}. أي: تمرّد وعتا معنى طغى ). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَأَمَّا مَن طَغَى}أي: جاوزَ الحدَّ بأَنْ تجرَّأَ علَى المعاصي الكبارِ، ولمْ يقتصرْ علَى ما حدَّهُ اللهُ معنى طغى ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(37-{فَأَمَّا مَنْ طَغَى}؛ أَيْ: جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي معنى طغى ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وآثر الحياة الدّنيا}. أي: قدّمها على أمر دينه وأخراه).المراد بآثر الحياة الدنيا[تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}علَى الآخرةِ، متعلق آثر فصارَ سعيُهُ لهَا، ووقتُهُ مستغرقاً في حظوظِهَا وشهواتِها، ونسيَ الآخرةَ وتركَ العملَ لهَا المراد بآثر الحياة الدنيا ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(38-{وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ أَيْ: قَدَّمَهَا عَلَى الآخِرَةِ، وَلَمْ يَسْتَعِدَّ لَهَا وَلا عَمِلَ عَمَلَهَا المراد بآثر الحياة الدنيا ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإنّ الجحيم هي المأوى}. أي: فإنّ مصيره معنى المأوى إلى الجحيم، وإنّ مطعمه من الزّقّوم، ومشربه من الحميم ). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}[لهُ] أي: المقرُّ والمسكنُ معنى المأوى لِمَنْ هذهِ حالُهُ لمن مأوى الجحيم ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(39-{فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}: الْمَكَانُ الَّذِي سَيَأْوِي إِلَيْهِ، معنى المأوى لَيْسَ لَهُ غَيْرُهُ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى}. أي: خاف القيام بين يدي اللّه عزّ وجلّ المراد بمقام ربه وخاف حكم اللّه فيه، ونهى نفسه عن هواها، وردّها إلى طاعة مولاها المراد بنهى النفس عن الهوى ). [تفسير القرآن العظيم: 8/317-318]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}أي: خافَ القيامَ عليهِ المراد بمقام ربه ومجازاتِهِ بالعدلِ، فأثَّرَ هذا الخوفُ في قلبِهِ، فنهَى نفسَهُ عَنْ هواهَا الذي يقيِّدُها عَنْ طاعةِ اللهِ، وصارَ هواهُ تبعاً لِمَا جاءَ بهِ الرسولُ، وجاهدَ الهوى والشهوةَ الصادِّينِ عن الخيرِ المراد بنهى النفس عن الهوى ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(40-{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}؛ أَيْ: حَذِرَ مَوْقِفَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ المراد بمقام ربه ،{وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}؛ أَيْ: زَجَرَهَا عَن المَيلِ إِلَى المعاصِي والمحارِمِ الَّتِي تَشْتَهِيهَا المراد بنهى النفس عن الهوى ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإنّ الجنّة هي المأوى}. أي: منقلبه ومصيره ومرجعه معنى المأوى إلى الجنّة الفيحاء المراد بالمأوى ). [تفسير القرآن العظيم: 8/318]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَإِنَّ الْجَنَّةَ} [المشتملةَ على كلِّ خيرٍ وسرورٍ ونعيمٍ المراد بالجنة] {هِيَ الْمَأْوَى} لمنْ هذا وصفُهُ لمن مأوى الجنة ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(41-{فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} الَّذِي يَنْزِلُهُ، والمكانُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْهِ، لا غَيْرُهَا المراد بالمأوى ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها (42) فيم أنت من ذكراها (43) إلى ربّك منتهاها}. أي: ليس علمها إليك ولا إلى أحدٍ من الخلق، معنى الإستفهام بل مردّها ومرجعها إلى اللّه عزّ وجلّ، فهو الذي يعلم وقتها على التّعيين، {ثقلت في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلاّ بغتةً يسألونك كأنّك حفيٌّ عنها قل إنّما علمها عند اللّه}. وقال ههنا: {إلى ربّك منتهاها}.الرد على الإستفهام
ولهذا لمّا سأل جبريل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن وقت السّاعة قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السّائل) الرد على الإستفهام ). [تفسير القرآن العظيم: 8/318]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({يَسْأَلُونَكَ} أي: يسألُكَ المتعنتونَ المكذبونَ بالبعثِ عود الضمير فى يسألونك{عَنِ السَّاعَةِ} متَى وقوعهَا؟معنى عن و{أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؟ فأجابهمُ اللهُ بقولِهِ: {فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا}).الرد على الإستفهام[ تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(42-{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ أَيْ: مَتَى معنى عن وُصُولُهَا وَوُقُوعُهَا؟ كَرُسُوِّ السَّفِينَةِ المراد بمرساها ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا} أي: ما الفائدةُ لكَ ولهمْ في ذكرهَا ومعرفةِ وقتِ مجيئِها؟ معنى الإستفهام فى الآية فليسَ تحتَ ذلكَ نتيجةٌ، ولهذا لمَّا كانَ علمُ العبادِ للساعةِ ليسَ لهمْ فيهِ مصلحةٌ دينيةٌ ولا دنيويةٌ، بلِ المصلحةُ في خفائِهِ عليهمْ، طوَى علمَ ذلكَ عنْ جميعِ الخلقِ، واستأثرَ بعلمهِ سبب عدم معرفة العباد ليوم الساعة متى هو فقالَ: {إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا}). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(43-{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}؛ أَيْ: فِي أَيِّ شَيْءٍ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ منْ ذِكْرِ الْقِيَامَةِ وَالسُّؤَالِ عَنْهَا؟ وَالْمَعْنَى: لَسْتَ فِي شَيْءٍ منْ عِلْمِهَا وَذِكْرِهَا، إِنَّمَا يَعْلَمُهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ معنى الإستفهام فى الآية ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا} أي: إليهِ ينتهي علمُهَا، كمَا قالَ في الآيةِ الأخرى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 910]المراد بمنتهاها
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(44-{إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}؛ أَيْ: مُنْتَهَى عِلْمِهَا، فَلا يُوجَدُ عِلْمُهَا عِنْدَ غَيْرِهِ، المراد بمنتهاها فَكَيْفَ يَسْأَلُونَكَ عَنْهَا وَيَطْلُبُونَ مِنْكَ بَيَانَ وَقْتِ قِيَامِهَا؟ الغرض من الآية ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما أنت منذر من يخشاها}. أي: إنّما بعثتك لتنذر النّاس وتحذّرهم المراد بمنذر من بأس اللّه وعذابه، فمن خشي اللّه وخاف مقامه ووعيده اتّبعك فأفلح وأنجح، والخيبة والخسار على من كذّبك وخالفك معنى الآية ). [تفسير القرآن العظيم: 8/318]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا}أي: إنَّمَا نذارتُك [نفعُها] المراد بمنذر لمنْ يخشى مجيءَ الساعةِ، ويخافُ الوقوفَ بينَ يديهِ، فهمُ الذينَ لا يهمهمْ سوى الاستعدادِ لها والعملِ لأجلِهَا.المراد بيخشاها
وأمَّا مَنْ لا يؤمنُ بهَا فلا يبالى بهِ ولا بتعنُّتِهِ؛ لأنَّهُ تعنُّتٌ مبنيٌّ علَى العنادِ والتكذيبِ، وإذا وصلَ إلَى هذهِ الحالِ، كانَ الإجابةُ عنهُ عبثاً، ينزَّهُ الحكيمُ عنهُ معنى الآية [تمت] والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(45-{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا}؛ أَيْ: مُخَوِّفٌ المراد بمنذر لِمَنْ يَخْشَى قِيَامَ السَّاعَةِ المراد بيخشاها ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيّةً أو ضحاها}. أي: إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدّة الحياة الدّنيا، المراد بيرونها حتى كأنّها عندهم كانت عشيّةً من يومٍ المراد بعشية أو ضحًى من يومٍ.المراد بضحاها
قال جويبرٌ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيّةً أو ضحاها}. أمّا عشيّةٌ فما بين الظّهر إلى غروب الشّمس المراد بعشية ،{أو ضحاها}ما بين طلوع الشّمس إلى نصف النّهار. المراد بضحاها
وقال قتادة:دقّت الدّنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/318]المراد بعشية أو ضحاها
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(46-{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}؛ أَيْ: إِلاَّ قَدْرَ آخِرِ نَهَارٍ أَوْ أَوَّلِهِ، المراد بعشية أو ضحاها أَوْ قَدْرَ الضُّحَى الَّذِي يَلِي تِلْكَ العَشِيَّةَ، المراد بعشية أو ضحاها وَالْمُرَادُ: تَقْلِيلُ مُدَّةِ الدُّنْيَا فِي نُفُوسِهِمْ إِذَا رَأَوْا أهوالَ الْقِيَامَةِ).المراد بعشية أو ضحاها [زبدة التفسير: 584]

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 22 جمادى الأولى 1437هـ/1-03-2016م, 10:27 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي تفسير سورة عبس من 1 الى 23

مقدمات تفسير سورة عبس
من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر
أسماء السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة عبس).أسم السورة[تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (آخر تفسير سورة عبس. أسم السورة وللّه الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/327]
نزول السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ نزول السورة ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
سبب نزول السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ذكر غير واحدٍ من المفسّرين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يوماً يخاطب بعض عظماء قريشٍ، وقد طمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أمّ مكتومٍ، وكان ممّن أسلم قديماً، فجعل يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ ويلحّ عليه، وودّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن لو كفّ ساعته تلك؛ ليتمكّن من مخاطبة ذلك الرّجل طمعاً ورغبة في هدايته، وعبس في وجه ابن أمّ مكتومٍ وأعرض عنه وأقبل على الآخر؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2) وما يدريك لعلّه يزّكّى سبب نزول السورة }). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدّثنا محمّدٌ -هو ابن مهديٍّ- حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنسٍ في قوله: {عبس وتولّى}. جاء ابن أمّ مكتومٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يكلّم أبيّ بن خلفٍ، فأعرض عنه؛ فأنزل اللّه: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى}. فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد ذلك يكرمه. سبب نزول السورة
قال قتادة: وأخبرني أنس بن مالكٍ قال: رأيته يوم القادسيّة وعليه درعٌ، ومعه رايةٌ سوداء.
يعني ابن أمّ مكتومٍ.
وقال أبو يعلى وابن جريرٍ: حدّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، حدّثني أبي، عن هشام بن عروة ممّا عرضه عليه، عن عروة، عن عائشة قالت: أنزلت: {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجعل يقول: أرشدني. قالت: وعند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من عظماء المشركين. قالت: فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: ((أترى بما أقول بأساً؟)). فيقول: لا. ففي هذا أنزلت: {عبس وتولّى}.سبب نزول السورة
وقد روى التّرمذيّ هذا الحديث عن سعيد بن يحيى الأمويّ بإسناده مثله، ثمّ قال: وقد رواه بعضهم عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أنزلت {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ. ولم يذكر فيه عن عائشة.
قلت: كذلك هو في "الموطّأ".سبب نزول السورة
ثمّ روى ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ أيضاً من طريق العوفيّ عن ابن عبّاسٍ قوله: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى}. قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشامٍ، والعبّاس بن عبد المطّلب، وكان يتصدّى لهم كثيراً ويحرص عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجلٌ أعمى يقال له: عبد اللّه ابن أمّ مكتومٍ يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد اللّه يستقرئ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً من القرآن، وقال: يا رسول اللّه علّمني ممّا علّمك اللّه؛ فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبس في وجهه وتولّى وكره كلامه، وأقبل على الآخرين، فلمّا قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله، فأمسك اللّه بعض بصره وخفق برأسه، ثمّ أنزل اللّه: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعلّه يزّكّى أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى}.سبب نزول السورة
فلمّا نزل فيه ما نزل أكرمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكلّمه، وقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما حاجتك؟ هل تريد من شيءٍ؟)). وإذا ذهب من عنده قال: ((هل لك حاجةٌ في شيءٍ؟)). وذلك لمّا أنزل اللّه تعالى: {أمّا من استغنى فأنت له تصدّى وما عليك ألاّ يزّكّى}. فيه غرابةٌ ونكارةٌ، وقد تكلّم في إسناده.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، حدّثنا اللّيث، حدّثني يونس، عن ابن شهابٍ قال: قال سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((إنّ بلالاً يؤذّن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتومٍ)). وهو الأعمى الذي أنزل اللّه تعالى فيه: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى}. وكان يؤذّن مع بلالٍ. قال سالمٌ: وكان رجلاً ضرير البصر، فلم يكن يؤذّن حتّى يقول له النّاس حين ينظرون إلى بزوغ الفجر: أذّن.سبب نزول السورة
وهكذا ذكر عروة بن الزّبير ومجاهدٌ وأبو مالكٍ وقتادة والضّحّاك وابن زيدٍ وغير واحدٍ من السّلف والخلف أنّها نزلت في ابن أمّ مكتومٍ، والمشهور أنّ اسمه عبد اللّه، ويقال: عمرٌو. واللّه أعلم أسم الأعمى ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319-321]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (1-10){بسم الله الرحمن الرحيم عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
وسببُ نزولِ هذهِ الآياتِ الكريماتِ:
أنهُ جاءَ رجلٌ مِنَ المؤمنينَ أعمَى يسألُ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ويتعلمُ منهُ.
وجاءَهُ رجلٌ مِنَ الأغنياءِ، وكانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حريصاً على هدايةِ الخلقِ، فمالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ [وأصغَى] إلى الغني، وصدّ عَنِ الأعمَى الفقيرِ، رجاءً لهدايةِ ذلكَ الغنيِّ، وطمعاً في تزكيتهِ، فعاتبهُ اللهُ بهذا العتابِ اللطيفِ، سبب نزول السورة فقالَ:{عَبَسَ} [أي: ] في وجههِ متعلق عبس {وَتَوَلَّى}). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}

تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({عَبَسَ} [أي: ] في وجههِ متعلق عبس {وَتَوَلَّى}في بدنهِ متعلق تولى ؛ لأجلِ مجيءالأعمَى لهُ سبب عبوس النبى (ص) وتوليه ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(1-{عَبَسَ وَتَوَلَّى}؛ أَيْ: كَلَحَ معنى عبس النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على من عود الضمير الغائب بِوَجْهِهِ وَأَعْرَضَ المراد بتولى ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) )
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(2-{أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}؛ أَيْ: لأَنْ معنى أن جَاءَهُ الأَعْمَى. سَبَبُ نُزُولِ السُّورَةِ أَنَّ قَوْماً مِنْ أشرافِ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ طَمِعَ فِي إسلامِهِم، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْمَى هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كلامَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ المراد بتولى ؛ فَنَزَلَتْ سبب نزول السورة ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما يدريك لعلّه يزّكّى}. أي: يحصل له زكاةٌ وطهارةٌ في نفسه).المراد بيزكى [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ ذكرَ الفائدةَ في الإقبالِ عليهِ، فقال:{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ}أي:الأعمى عود الضمير فى لعله {يَزَّكَّى}أي: يتطهرُ عن الأخلاقِ الرذيلةِ، ويتصفُ بالأخلاقِ الجميلةِ؟). المراد بيزكى[تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(3- {وَمَا يُدْرِيكَ} يَا مُحَمَّدُ، المخاطب فى الآية{لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}؛ أَيْ: لَعَلَّ الأَعْمَى عود الضمير فى لعله يَتَطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ بالعملِ الصالحِ؛ بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُهُ مِنْكَ المراد بيزكى ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى}. أي: يحصل له اتّعاظٌ وانزجارٌ عن المحارم المراد بيذكر ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى}
أي: يتذكرُ ما ينفعُهُ، المراد بيذكر فيعملُ بتلكَ الذكرَى.المراد بتنفعه الذكرى
وهذهِ فائدةٌ كبيرةٌ، هيَ المقصودةُ منْ بعثةِ الرسلِ، ووعظِ الوعَّاظِ، وتذكيرِ المذكِّرينَ، فإقبالكَ على مَنْ جاءَ بنفسهِ مفتقراً لذلكَ منكَ، هوَ الأليقُ الواجبُ، وأمَّا تصديكَ وتعرضكَ للغنيِّ المستغني الذي لا يسألُ ولا يستفتي لعدَم رغبتهِ في الخير، معَ تركِكَ مَنْ هوَ أهمُّ منهُ فإنَّهُ لا ينبغي لكَ، فإنَّهُ ليسَ عليكَ أنْ لا يزكَّى، فلو لمْ يتزكَّ، فلستَ بمحاسبٍ على مَا عملهُ مِنَ الشرِّ.التوجيه الربانى فى الآية للنبى (ص)
فدلَّ هذا على القاعدةِ المشهورةِ، أنَّهُ: (لا يتركُ أمرٌ معلومٌ لأمرٍ موهومٍ، ولا مصلحةٌ متحققةٌ لمصلحةٍ متوهمةٍ) قاعدة فى الآية وأنَّهُ ينبغي الإقبالُ على طالبِ العلمِ، المفتقرِ إليهِ، الحريصِ عليهِ أزيدَ منْ غيرِهِ التوجيه الربانى فى الآية لأهل العلم والعلماء). [تيسير الكريم الرحمن: 910-911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(4-{أَوْ يَذَّكَّرُ}؛ أَيْ: يَتَذَكَّرُ المراد بيذكر فَيَتَّعِظَ بِمَا تُعَلِّمُهُ مِنَ المَوَاعِظِ، المراد بتنفعه الذكرى{فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}؛ أَي: المَوْعِظَةُ المراد بالذكرى ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى}. أي: أمّا الغنيّ المراد بأستغنى فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي المراد بتصدى ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(5-{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}؛ أَيْ: كَانَ ذَا ثَرْوَةٍ وَغِنًى أَوِ اسْتَغْنَى عَنِ الإِيمَانِ وَعَمَّا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ المراد بأستغنى ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى}. أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي). [تفسير القرآن العظيم: 8/319] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(6-{فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}؛ أَيْ: تُقْبِلُ عَلَيْهِ بِوَجْهِكَ وَحَدِيثِكَ، المراد بتصدى وَهُوَ يُظْهِرُ الاستغناءَ عَنْكَ وَالإِعْرَاضَ عَمَّا جِئْتَ بِهِ المراد بأستغنى ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما عليك ألاّ يزّكّى}. أي: ما أنت بمطالبٍ به المراد بوما عليك إذا لم يحصل له زكاةٌ).المراد بألا يزكى [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(7- {وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى} أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ المراد بوما عليك فِي أَلاَّ يُسْلِمَ وَلا يَهْتَدِيَ؛ المراد بألا يزكى فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغُ، فَلا تَهْتَمَّ بِأَمْرِ مَنْ كَانَ هكذا مِنَ الْكُفَّارِ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا من جاءك يسعى (8) وهو يخشى}. أي: يقصدك ويؤمّك المراد بيسعى ليهتدي بما تقول له).سبب سعى الأعمى [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(8-{وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى}؛ أَيْ: وَصَلَ إِلَيْكَ مُسْرِعاً فِي المَجِيءِ إِلَيْكَ المراد بيسعى, طَالِباً مِنْكَ أَنْ تُرْشِدَهُ إِلَى الْخَيْرِ وَتَعِظَهُ بِمَوَاعِظِ اللَّهِ).سبب سعى الأعمى [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ يَخْشَى (9) )
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(9- {وَهُوَ يَخْشَى}؛ أَيْ: يَخَافُ اللَّهَ تَعَالَى المراد بيخشى ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأنت عنه تلهّى}. أي: تتشاغل معنى تلهى، ومن ههنا أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة التوجيه الربانى فى الآية للنبى (ص) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(10- {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}؛ أَيْ: تَتَشَاغَلُ عَنْهُ وَتُعْرِضُ وَتَتَغَافَلُ المراد بتلهى). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) }

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ إنّها تذكرةٌ}. أي: هذه السّورة أو الوصيّة عود الضمير فى إنها بالمساواة بين النّاس في إبلاغ العلم بين شريفهم ووضيعهم.المراد بالتذكرة
وقال قتادة والسّدّيّ: {كلاّ إنّها تذكرةٌ}. يعني: القرآن عود الضمير فى إنها ). [تفسير القرآن العظيم: 8/321]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (11-16){كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاء ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ}.
يقولُ تعالىَ:{كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}أي: حقّاً إنَّ هذه الموعظةَ عود الضمير فى إنها تذكرةٌ مِنَ اللهِ، يذكِّرُ بهَا عبادَهُ، ويبيِّنُ لهمْ في كتابهِ ما يحتاجونَ إليهِ، ويبيِّنُ الرشدَ مِنَ الغيِّ المراد بالتذكرة ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(11-{كَلاَّ}: لا تَفْعَلْ معنى النفى فى كلا بَعْدَ هَذَا الوَاقِعِ مِنْكَ مِثْلَهُ؛ مِنَ الإعراضِ عَن الفقيرِ, والتَّصَدِّي للغَنِيِّ, وَالتَّشَاغُلِ بِهِ، مَعَ كَوْنِهِ لَيْسَ مِمَّنْ يَتَزَكَّى، عَنْ إِرْشادِ مَنْ جَاءَكَ منْ أَهْلِ التَّزَكِّى وَالقَبُولِ للموعظةِ، {إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}؛ أَيْ: إِنَّ هَذِهِ الآيَاتِ أَو السُّورَةَ مَوْعِظَةٌ، عود الضمير فى إنها حَقُّهَا أَنْ تَتَّعِظَ بِهَا وَتَقْبَلَهَا وَتَعْمَلَ بِمُوجَبِهَا، وَيَعْمَلَ بِهَا كُلُّ أُمَّتِكَ المراد بالتذكرة ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فمن شاء ذكره}. أي: فمن شاء ذكر اللّه في جميع أموره، عود الضّمير ويحتمل عود الضّمير على الوحي عود الضّمير ؛ لدلالة الكلام عليه). [تفسير القرآن العظيم: 8/321]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (فإذا تبينَ ذلكَ علاقة الآية باللتى قبلها {فَمَن شَاء ذَكَرَهُ} أي: عملَ بهِ المراد بذكره ، كقولهِ تعالى:{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(12- {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ}؛ أَيْ: فَمَنْ رَغِبَ فِيهَا المراد بشاء اتَّعَظَ بِهَا وَحَفِظَهَا وَعَمِلَ بِمُوجَبِهَا المراد بذكره ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {في صحفٍ مكرّمةٍ (13) مرفوعةٍ مطهّرةٍ}. أي: هذه السّورة أو العظة وكلاهما متلازمٌ، بل جميع القرآن على من يعود الضمير المحذوف {في صحفٍ مكرّمةٍ}. أي: معظّمةٍ موقّرة معنى مكرمة ). [تفسير القرآن العظيم: 8/321]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ ذكرَ محلَّ هذهِ التذكرةِ على من يعود الضمير المحذوف وعظمهَا ورفعَ قدرهَا، سبب التكريم فقالَ:{في صحفٍ مكرمةٍ (14)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(13- {فِي صُحُفٍ}؛ أَيْ: إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ على من يعود الضمير المحذوف كَائِنَةٌ فِي صُحُفٍ,{مُكَرَّمَةٍ}: مُكَرَّمَةٌ عِنْدَ اللَّهِ؛ المراد بمكرمة لِمَا فِيهَا من الْعِلْمِ والحِكْمةِ، سبب التكريم أَوْ لأَنَّهَا نَازِلَةٌ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ سبب التكريم ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({مرفوعةٍ}. أي: عالية القدر المراد بمرفوعة، {مطهّرةٍ}. أي: من الدّنس والزّيادة والنّقص المراد بمطهرة ). [تفسير القرآن العظيم: 8/321]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({مرفوعة}القدرِ والرتبَةِ متعلق مرفوعة {مُطَهَّرَةٍ}[من الآفات و] عَنْ أنْ تنالهَا أيديالشياطين أو يسترقوهَا المراد بمطهرة ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(14-{مَرْفُوعَةٍ}: رَفِيعَةُ الْقَدْرِ المراد بمرفوعة عِنْدَ اللَّهِ، {مُطَهَّرَةٍ}؛ أَيْ: مُنَزَّهَةٍ لا يَمَسُّهَا إِلاَّ المُطَهَّرُونَ، مُصَانَةٍ عَنِ الشَّيَاطِينِ وَالكُفَّارِ لا يَنَالُونَهَا المراد بمطهرة ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بأيدي سفرةٍ}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والضّحّاك وابن زيدٍ: هي الملائكة.المراد بسفرة
وقال وهب بن منبّهٍ: هم أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.المراد بسفرة
وقال قتادة: هم القرّاء.المراد بسفرة
وقال ابن جريجٍ: عن ابن عبّاسٍ: السّفرة بالنّبطيّة: القرّاء.المراد بسفرة
وقال ابن جريرٍ: الصّحيح أنّ السّفرة: الملائكة. المراد بسفرة والسّفرة يعني: بين اللّه وبين خلقه، ومنه يقال: السّفير الذي يسعى بين النّاس في الصّلح والخير، معنى السفرة كما قال الشّاعر:
وما أدع السّفارة بين قومي = وما أمشي بغشٍّ إن مشيت
وقال البخاريّ: سفرة الملائكة. سفرت: أصلحت بينهم، وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي اللّه وتأديته كالسّفير سبب تسمية الملائكة بالسفرة الّذي يصلح بين القوم المراد بسفرة ). [تفسير القرآن العظيم: 8/321]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (بلْ هيَ تعلق الآية بما قبلها {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ}:وهمُ الملائكةُ المراد بسفرة [الذينَ همُ]السُّفراءُ بينَ اللهِ وبينَ عبادهِ سبب تسمية الملائكة بالسفرة ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(15-{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} السَّفَرَةُ هُنَا الْمَلائِكَةُ المراد بسفرة الَّذِينَ يَسْفِرُونَ بالوَحْيِ بَيْنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. سبب تسمية الملائكة بالسفرة مِنَ السِّفَارَةِ؛ وَهِيَ: السَّعْيُ بَيْنَ الْقَوْمِ معنى السفرة ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كرامٍ بررةٍ}. أي: خلقهم كريمٌ حسنٌ شريفٌ، المراد بكرام وأخلاقهم وأفعالهم بارّةٌ طاهرةٌ كاملةٌ، المراد ببررة ومن ههنا ينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله وأقواله على السّداد والرّشاد.فائدة
قال الإمام أحمد: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا هشامٌ، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشامٍ، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الّذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السّفرة الكرام البررة، والّذي يقرؤه وهو عليه شاقٌّ له أجران)). أخرجه الجماعة من طريق قتادة به فائدة). [تفسير القرآن العظيم: 8/321-322]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كِرَامٍ}أي: كثيري الخير والبركة المراد بكرام ،{بَرَرَةٍ}قلوبهُمْ وأعمالهُمْ متعلق بررة ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(16-{كِرَامٍ}؛ أَيْ: كِرَامٌ عَلَى رَبِّهِمْ، كِرَامٌ عَنِ الْمَعَاصِي متعلق كرام،{بَرَرَةٍ}؛ أَيْ: أَتْقِيَاءُ مُطِيعُونَ لِرَبِّهِمْ، صَادِقُونَ فِي إِيمَانِهِمْ المراد ببررة ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى: ذامًّا الغرض الآية لمن أنكر البعث والنّشور من بني آدم: عمن تتحدث الآية {قتل الإنسان ما أكفره}. قال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: {قتل الإنسان}: لعن المراد بقتل الإنسان. وكذا قال أبو مالكٍ، وهذا لجنس الإنسان المكذّب المراد بالإنسان؛ لكثرة تكذيبه بلا مستندٍ بل بمجرّد الاستبعاد وعدم العلم.سبب ذم الله لهم
قال ابن جريجٍ: {ما أكفره}: ما أشدّ كفره. المراد بما أكفره وقال ابن جريرٍ: ويحتمل أن يكون المراد: أيّ شيءٍ جعله كافراً؟ المراد بما أكفره أي: ما حمله على التّكذيب بالمعاد.
وقال قتادة، وقد حكاه البغويّ عن مقاتلٍ والكلبيّ: {ما أكفره}: ما ألعنه المراد بما أكفره ). [تفسير القرآن العظيم: 8/322]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (17-42){قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ (22) كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلأَِنْعَامِكُمْ}
وذلكَ كُلّهُ حفظٌ منَ اللهِ لكتابهِ، أنْ جعلَ السُّفراءَ فيهِ إلى الرسلِ الملائكة الكرام الأقوياء الأتقياء، ولمْ يجعلْ للشياطين عليهِ سبيلاً، وهذا مما يوجبُ الإيمانَ بهِ وتلقيهِ بالقبولِ، علاقة الآية بما قبلها ولكن معَ هذا أبى الإنسانُ إلاَّ كفوراً، ولهذا قالَ تعالى:
{قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} لنعمةِ اللهِ، متعلق أكفره وما أشدَّ معاندته للحقِّ بعدمَا تبينَ، المراد بما أكفره وهوَ أضعفُ الأشياءِ، خلقهُ اللهُ مِنْ ماءٍ مهينٍ، ثمَّ قدَّرَ خلقهُ، وسوّاهُ بشراً سويّاً، وأتقنَ قواه الظاهرةَ والباطنةَ سبب ذم الله لهم). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(17-{قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}؛ أَيْ: لُعِنَ المراد بقتل الإِنْسَانُ الْكَافِرُ المراد بالإنسان مَا أَشَدَّ كُفْرَهُ المراد بما أكفره ! ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ بيّن تعالى له كيف خلقه من الشّيء الحقير، وأنّه قادرٌ على إعادته كما بدأه تعلق الآية بما قبلها ؛ فقال: {من أيّ شيءٍ خلقه (18)} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/322]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} لنعمةِ اللهِ، وما أشدَّ معاندته للحقِّ بعدمَا تبينَ، وهوَ أضعفُ الأشياءِ، خلقهُ اللهُ مِنْ ماءٍ مهينٍ، ثمَّ قدَّرَ خلقهُ، وسوّاهُ بشراً سويّاً، وأتقنَ قواه الظاهرةَ والباطنةَ). [تيسير الكريم الرحمن: 911] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(18-{مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}؛ أَيْ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ هَذَا الْكَافِرَ؟).عود الضمير فى خلقه[زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من نطفةٍ خلقه فقدّره}. أي: قدّر أجله ورزقه وعمله وشقيٌّ أو سعيدٌ المراد بقدره ). [تفسير القرآن العظيم: 8/322]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} لنعمةِ اللهِ، وما أشدَّ معاندته للحقِّ بعدمَا تبينَ، وهوَ أضعفُ الأشياءِ، خلقهُ اللهُ مِنْ ماءٍ مهينٍ، المراد بنطفة ثمَّ قدَّرَ خلقهُ، وسوّاهُ بشراً سويّاً، وأتقنَ قواه الظاهرةَ والباطنةَ المراد بقدره ). [تيسير الكريم الرحمن: 911] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(19-{مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ}؛ أَيْ: مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، المراد بنطفة فَكَيْفَ يَتَكَبَّرُ مَنْ خَرَجَ مِن مَخْرَجِ البَوْلِ مَرَّتَيْنِ؟ الغرض من الآية{فَقَدَّرَهُ}؛ أَيْ: فَسَوَّاهُ وَهَيَّأَهُ لِمَصَالِحِ نَفْسِهِ، وَخَلَقَ لَهُ اليَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ وَسَائِرَ الآلاتِ وَالحَوَاسِّ المراد بقدره ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ السّبيل يسّره}. قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: ثمّ يسّر عليه خروجه من بطن أمّه. المراد بالسبيل يسره وكذا قال عكرمة والضّحّاك وأبو صالحٍ وقتادة والسّدّيّ، واختاره ابن جريرٍ.
وقال مجاهدٌ: هذه كقوله: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً}. أي: بيّنّاه له ووضّحناه وسهّلنا عليه عمله. المراد بالسبيل يسره وهكذا قال الحسن وابن زيدٍ، وهذا هو الأرجح، واللّه أعلم المراد بالسبيل يسره ). [تفسير القرآن العظيم: 8/322]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}أي: يسَّرَ لهُ الأسبابَ الدينيةَ والدنيويةَ، وهداهُ السبيلَ، المراد بالسبيل يسره [وبيَّنَهُ] وامتحنهُ بالأمرِ والنهي، أي: أكرَمهُ).المراد بالسبيل يسره [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(20-{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}؛ أَيْ: يَسَّرَ لَهُ الطَّرِيقَ إِلَى تَحْصِيلِ الْخَيْرِ أَو الشَّرِّ المراد بالسبيل يسره ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ أماته فأقبره}. أي: إنّه بعد خلقه له أماته فأقبره، أي: جعله ذا قبرٍ، المراد بأقبره والعرب تقول: قبرت الرّجل. إذا ولي ذلك منه معنى أقبره. وأقبره اللّه وعضبت قرن الثّور، وأعضبه اللّه، وبترت ذنب البعير وأبتره اللّه، وطردت عنّي فلاناً وأطرده اللّه، أي: جعله طريداً. قال الأعشى:
لو أسندت ميتاً إلى صدرها = عاش ولم ينقل إلى قابر). [تفسير القرآن العظيم: 8/322]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ}أي: أكرمَهُ بالدفنِ، المراد بأقبره ولم يجعلْهُ كسائرِ الحيواناتِ التي تكونُ جيفُها على وجهِ الأرضِ منة الله فى قبر بنى آدم بعد موتهم ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(21-{ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ}؛ أَيْ: جَعَلَهُ ذَا قَبْرٍ يُوَارَى فِيهِ؛ المراد بأقبره إِكْرَاماً لَهُ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِمَّا يُلْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ تَأْكُلُهُ السِّبَاعُ وَالطَّيْرُ منة الله فى قبر بنى آدم بعد موتهم ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ إذا شاء أنشره}. أي: بعثه بعد موته، المراد بأنشره ومنه يقال: البعث والنّشور، {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}. (وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثمّ نكسوها لحماً).
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أصبغ بن الفرج، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث: أنّ درّاجاً أبا السّمح أخبره عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((يأكل التّراب كلّ شيءٍ من الإنسان إلاّ عجب ذنبه)). قيل: وما هو يا رسول اللّه؟ قال: ((مثل حبّة خردلٍ منه تنشأون)).
وهذا الحديث ثابتٌ في الصّحيح من رواية الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة بدون هذه الزّيادة، ولفظه: ((كلّ ابن آدم يبلى إلاّ عجب الذّنب، منه خلق وفيه يركّب كيفية النشر بعد الموت )) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/323]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ}أي: بعثَهُ بعدَ موتهِ المراد بأنشره للجزاءِ،سبب النشر بعد الموت فاللهُ هو المنفردُ بتدبيرِ الإنسانِ وتصريفهِ بهذهِ التصاريفِ، لمْ يشاركْهُ فيهِ مشاركٌ، وهوَ - معَ هذا - لا يقومُ بِمَا أمرَهُ اللهُ، ولم يقضِ مَا فرضَهُ عليهِ، بلْ لا يزالُ مقصِّراً تحت الطلبِ تعلق الآية بما بعدها). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(22- {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ}؛ أَيْ: ثُمَّ إِذَا شَاءَ اللَّهُ إِنْشَارَهُ أَحْيَاهُ بَعْدَ مَوْتِهِ؛ المراد بأنشره أَيْ: فِي الوَقْتِ الَّذِي يُرِيدُهُ اللَّهُ تَعَالَى المراد بإذا شاء ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ لمّا يقض ما أمره}. قال ابن جريرٍ: يقول: كلاّ ليس الأمر كما يقول هذا الإنسان الكافر من أنّه قد أدّى حقّ اللّه عليه في نفسه وماله، المراد بالنفى فى كلا {لمّا يقض ما أمره}. يقول: لم يؤدّ ما فرض عليه من الفرائض لربّه عزّ وجلّ، المراد بلما يقض ما أمره ثمّ روى هو وابن أبي حاتمٍ من طريق ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {كلاّ لمّا يقض ما أمره}. قال: لا يقضي أحدٌ أبداً كلّ ما افترض عليه المراد بلما يقض ما أمره. وحكاه البغويّ عن الحسن البصريّ بنحوٍ من هذا، ولم أجد للمتقدّمين فيه كلاماً سوى هذا، والذي يقع لي في معنى ذلك واللّه أعلم أنّ المعنى: {ثمّ إذا شاء أنشره}. أي: بعثه، {كلاّ لمّا يقض ما أمره}. لا يفعله الآن حتّى تنقضي المدّة ويفرغ القدر من بني آدم ممّن كتب تعالى أن سيوجد منهم ويخرج إلى الدّنيا، وقد أمر به تعالى كوناً وقدراً، المراد بلما يقض ما أمره فإذا تناهى ذلك عند اللّه أنشر اللّه الخلائق وأعادهم كما بدأهم.المعنى العام للآية
وقد روى ابن أبي حاتمٍ عن وهب بن منبّهٍ قال: قال عزيرٌ عليه السّلام: قال الملك الّذي جاءني: فإنّ القبور هي بطن الأرض، وإنّ الأرض هي أمّ الخلق، فإذا خلق اللّه ما أراد أن يخلق وتمّت هذه القبور التي مدّ اللّه لها، انقطعت الدّنيا ومات من عليها ولفظت الأرض ما في جوفها، وأخرجت القبور ما فيها وهذا شبيهٌ بما قلناه من معنى الآية واللّه سبحانه وتعالى أعلم بالصّواب المعنى العام للآية ). [تفسير القرآن العظيم: 8/323]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهوَ - معَ هذا تعلق الآية بما قبلها- لا يقومُ بِمَا أمرَهُ اللهُ، ولم يقضِ مَا فرضَهُ عليهِ، بلْ لا يزالُ مقصِّراً تحت الطلبِ المراد بلما يقض ما أمره ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(23-{كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ}:بَلْ أَخَلَّ بِهِ بَعْضُهُمْ بالكُفْرِ المراد بالنفى فى كلا ، وَبَعْضُهُمْ بالعِصْيَانِ، وَمَا قَضَى مَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلاَّ الْقَلِيلُ المراد بلما يقض ما أمره ). [زبدة التفسير: 585]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالب, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir