دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 جمادى الأولى 1442هـ/20-12-2020م, 02:20 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي

تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 جمادى الأولى 1442هـ/20-12-2020م, 08:24 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

فوائد سلوكية من تفسير قول الله تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"


الحمدُ لله عددَ ما خلق، الحمدُ لله مِلْءَ ما خلق، الحمدُ لله عددَ ما في السمواتِ وما في الأرضِ، الحمد لله ملء ما في الأرض والسماء، والحمدُ للهِ عددَ ما أحصى كتابُه، والحمدُ لله ملء ما أحصى كتابُه، والحمدُ لله عدَدَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ لله مِلْءُ كلِّ شيءٍ.
فلله الحمد كله على ما حبانا به من إنزال خير كتبه، وإرسال خير رسله، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه فوائد سلوكية من تدبر قوله تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، وبيان ما تضمنته من هدايات جليلة القدر، عظيمة النفع لمن وفقه الله:
منها: بيان لنعمة الله تعالى على أهل الإيمان أن أنزل إليهم القرآن خير كتبه، فهذه الآية من أوائل آيات القرآن الحكيم الذي أنزله سبحانه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ومنها: إقرار لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا نجده بيّنا واضحا من فعل الأمر بالقراءة لمن نزلت عليه الآيات وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ومنها: عظم منة الله على النبي صلى الله عليه وسلم أن اصطفاه ليكون للعالمين نذيرا، خاتم الأنبياء والرسل، بعد أن لم يكن يعلم ما الكتاب ولا الإيمان.
ومنها: أن الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم هو أمر لجميع أمته ما لم يمنع من ذلك مانع، وهنا الأمر هو لجميع أتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: رحمة الله بعباده أنه لم يتركهم هملا، بل أرسل إليهم رسلا، وأنزل إليهم كتبا تدلهم على مراضيه، وتحذرهم من سخطه، فأهل الإيمان هم خير من يقرؤون أفعال الله، فيلمسون رحمته سبحانه بإنزاله الوحي الذي به تحيا القلوب والأبدان.
ومنها: أن الله يحب من عباده أن يقرؤوا كتابه، ويتعلموا دينهم وما يقربهم من ربهم، والدليل أن الله أمر بها، والله لا يأمر العباد إلا بما يحب.
ومنها: أهمية القراءة وعظم شأنها، فبها ينال العبد العلم الموصل للجنان، التي بها رضا الرحمن، غاية كل إنسان آتاه الله الفهم والبيان.
ومنها: ضرورة ارتباط الإنسان بالوحي قراءة وفهما وعلما وعملا، وأنه لا حياة حقيقية له إلا به، وهذا يستنبط من أن أول ما نزل من القرآن هو الأمر بالقراءة التي هي مفتاح العلم، ومما هو معلوم أن كل ما يبتدأ به يدل على أهميته.
ومنها: أهمية التوكل على الله والاستعانة به في كل الأمور وخاصة في العبادات، وقد تجلى ذلك من حرف الباء في "باسم" أي اقرأ مستعينا بالله، معتمدا عليه.
ومنها: تقرير أنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله، فإن لم يعن الله عبده على إنجاز مهامه، لم يستطع العبد أداء بضع منها ناهيك عن إتمامها. فلا يظن المرء أن أمر الله له بلزوم الوحي قراءة وفهما وعلما وعملا ودعوة يعني أن يعتمد على حوله وقوته، بل يبرأ منهما إلى حول الله وقوته وذلك بالاستعانة به سبحانه.
ومنها: أن أعداء الوحي كثر من شياطين الإنس والجن، لا يمنعهم عنك إلا الله، فاستعن به وتوكل عليه.
ومنها: أن تضمن الباء لمعنى الاستعانة واقترانها بوصف الربوبية له دلالات عظيمة:
إحداها: أنه تعالى هو رب المستعينين به ربوبية خاصة، تملأ قلوبهم ثقة وطمأنينة بحسن عونه وصدق كلامه.
والثانية: أنه تعالى يدبر أمور العباد ويصرفها فينقلهم من حالة النقص إلى حالة الكمال بهذا الوحي الذي أنزله إليهم وأمرهم بقراءته.
والثالثة: أنه تعالى هو الرب الكفيل بإعانة عباده.
والرابعة: أنه تعالى الخالق المالك، الذي خلق عباده فهو مالكهم، الذي صرف عباده كيف يشاء، ويربيهم بنعمه المحسوسة والمعنوية التي بها تصلح أبدانهم وقلوبهم.
ومن الفوائد أيضا: أهمية مجاهدة النفس لتتمكن من قراءة القرآن والإقبال عليه، فإنما على العبد العزم وعلى الله التمام.
ومنها: أن الله هو خالق كل شيء، بدلالة "خلق" حيث حذف المفعول إشارة للعموم.
ومنها: بدأ تعالى كتابه بذكر فعله "خلق"، وهذا الفعل لا ينكره أحد، لا الكافر الملحد ولا المنافق الفاسق، فيستحب لمن ابتدأ دعوته لغير المسلمين أن يدعوهم لعبادة من خلقهم والذي لا يمكنهم إنكاره، فكل معبود سوى الله لا يستطيع خلق ذبابة، ولا حبة خردل، ولهذا قال تعالى عن المشركين: "ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله" (العنكبوت 61)
ومنها: أن البعد عن قراءة الوحي سبب للبعد عن الله، فأمر الله لعباده بالقراءة، هو أمر وجوب، ومن لم يستجب لهذا الأمر فقد باء بما يوجب بغض الله له لعدم استجابته لأمره.
ومنها: كما أن بداية نزول الوحي كان بإقرأ، فإن بداية خلق الإنسان هو من علق، ولا حياة لبدن الإنسان ببعده عن وحي الرحمن.
ومنها: عظم مكانة الإنسان عند الله، بدليل ما خصصه به في قوله "خلق الإنسان" مع أن الله خالق كل شيء، وهذا يؤيده قوله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، فحري بالإنسان أن يستحي بعد تكريم الله له، أن يجحد نعمته فلا يشكرها بالاستجابة لهذا الوحي والمبارك.
ومنها: ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من أن "اقرأ" الأولى هي في الربوبية، أي اقرؤوا أفعال الله في الكون لتدلكم على خالقها، و "اقرأ" الثانية هي للشرع الذي علمه الله لعباده بالقلم، فالتعليم بالقلم هو أكثر ما يعتمد عليه الشرع، فالشرع يكتب ويحفظ، والقرآن يكتب ويحفظ، والسنة تكتب وتحفظ، وكلام العلماء يكتب ويحفظ، فلهذا أعادها الله ثانية، فتكون الأولى متعلقة بالقدر والثانية ليست توكيد لها بل تأسيس بتعلقها بالقلم فيراد بها قراءة الشرع.
فهذه بضع عشرة فائدة سلوكية في قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} من تبصَّر بها وفقه معانيها وعرف قدرها تبيَّنت له مناسبة قول الله تعالى في الآية التي تليه "خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم".

هذا مما فتح الله تعالى به من بيان بعض ما تضمنته هذه الآية من الفوائد السلوكية على تقصير في الشرح وقصور في التعبير عن دلائل هذه الكلمة العظيمة، أسأل الله تعالى أن يتقبلها ويبارك فيها إنه حميد مجيد.
وأستغفر الله تعالى من الخطأ والزلل، وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه.
المصادر:
تفسير الطبري.
تفسير القرطبي.
تفسير السعدي.
تفسير ابن عثيمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 جمادى الأولى 1442هـ/21-12-2020م, 12:07 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

تفسير (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا)
الحمد لله الذي أوحى لنبينا صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب وجعله لنا نورا وهدى ورحمة وجعله نبراسا للثقلين وبعد:
فهذه بعض الفوائد العقدية والسلوكية التي فتح الله بها علي من مطلع سورة الجن:
1- قوله تعالى (قل) وهو إن كان ابتداء للنبي صلى الله عليه وسلم يامره بتبيلغ ما يوحى إليه من الأخبار والاوامر والنواهي إلى أمته فإن هذا الأمر يسري على أمته أيضا فوجب علينا أن نبلغ ما وصل إلينا من الوحي. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله (بلغوا عني ولو آية)
2- قوله تعالى (أوحي إلي) فيه اثبات الوحي من الله تعالى للنبي صلى الله عايه وسلم ففيه انتصار للنبي واثبات لنبوته أمام مكذبيه.وأمام من ادعى أن القرآن من محمد صلى الله عليه وسلم.
3- قوله تعالى (أوحي إلي) تنزيه للنبي صلى الله عليه وسلم من أن يقول قولا من نفسه بل إن كل ما يبلغه هو وحي من الله له (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)
4- قوله تعالى (أنه استمع نفر من الجن) ففي الآية بيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يعلم باستماع الجن له وهذا ما يعلمنا عدم الغلو في الأنبياء وانهم لا يعلمون من الغيب إلا ما أوحاه الله لهم وهذا ما أكده الله تعالى في ختام السورة نفسها (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)
5- وقوله (أنه استمع نفر من الجن) اثبات لعموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم للثقلين الإنس والجن فإن الله أخبر في سورة الأحقاف أنه صرف الجن ليستمعوا القرآن منه في بطن نخلة (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن)
6- قوله (استمع ) تشعر بالاهتمام والإنصات لتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الأدب الذي وجب أن نلتزمه عند سماع الوحي فقال الله تعالى (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون) فإن الرحمة تتنزل على من يحسن الاستماع للقرآن لما قد يصلح من حال القلب.
7- قوله (نفر) فإن هذا يدل على حسن أن يتلقى العلم عنك أكثر من واحد لأن الأفهام قد تختلف في تلقي الخبر منك وليصدق بعضهم بعضا حين ينقلونه إلى غيرهم وتزداد الحاجة كلما زادت أهمية الخبر المنقول. وقد ذكر البغوي أن عدد هؤلاء النفر ما بين سبعة أو تسعة.
8- قوله (من الجن) يدل على أن الجن أمة مكلفة قد بلغها الوحي وهذا الأمر قد بينه الله في سورة الرحمن والأحقاف.
9- قوله تعالى (فقالوا) فإن الفاء هنا عاطفة تفيد التعقيب وعدم التراخي فيدل على سرعتهم في إبلاغ ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم لقومهم وهذا شيء محمود لمبلغ العلم لأنه يجنبه النسيان الذي قد يحصل بطول المدة وايضا فإنه يشعر بالاهتمام ومعرفة أهمية ما سمعوه.
10- قوله (فقالوا) أيضا يدل على استحباب تبليغ العلم ممن سمعه لمن غاب عنه فهؤلاء النفر من الجن بعدما سمعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن انصرفوا إلى قومهم لينذروهم. (فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين)
11- قوله تعالى (إنّا سمعنا قرآنا عجبا) فهنا أكد الكلام بمؤكد واحد وهذا ما يسمى بالخبر الطلبي الذي يقال في حالة الشك أو التردد في قبول الخبر ويفهم من مجيئه هنا في كلام الجن حرصهم لأن يصدق قومهم كلامهم لأهميته ومحبتهم لنفع قومهم.
12- قوله تعالى (قرآنا عجبا) فقد جاء عن ابن عباس أنه فسره بقوله قرآنا بليغا، وهذا يدل على تفهم الجن للغة العربية وتلمسهم لبلاغته.
13- قوله تعالى (قرآنا عجبا) يدل على عظمة القرآن وتفرد نظمه وجمال أسلوبه واختلافه عن كل ما سبق ولهذا وصفوه بالعجب. وفي معجم الفقهاء جاء أن معنى العجب روعة تأخذ الإنسان.
هذا وإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطئا فمن نفسي ومن الشيطان.


المصادر
تفسير الطبري
تفسير البغوي
تفسير السعدي
معجم الفقهاء

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الأولى 1442هـ/22-12-2020م, 01:49 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

التأملات في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}
الحمد لله الحكيم العليم الذي أنزل القرآن فبين الحكمة من إنزاله بقوله: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}، والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.
فالأمر بتدبر القرآن أمر بمعرفة معانيه؛ إذ لا يكون التدبر إلا بعد الفهم. ولهذا أريد إيراد أقوال السلف الواردة في بيان قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)} حتى يكون التدبر على الوجه الحسن فيحصل اتعاظ بالآيات وهو من أهم ثمرات التدبر.

ذكر القرطبي عن ابن عباس في قوله تعالى: {فأما من أعطى} أي: بذل.

وقد حذف متعلق العطاء والتقوى، وجاء في متعلق العطاء قولان:
الأول: أعطى من فضل ماله، قاله ابن عباس كما روى عنه ابن جرير وابن أبي حاتم.
الثاني: أعطى حق الله، قاله قتادة كما روى عنه ابن جرير وابن أبي حاتم.

وورد في متعلق التقوى قولان أيضا:
الأول:اتقى الله تعالى، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس.
الثاني: اتقى محارم الله التي نهى عنها. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة.
والقاعدة في هذا الباب أن حذف المتعلق يفيد العموم، فيكون الأقوال من باب التفسير بالمثال.

واختلف أيضا في المراد بالحسنى على أقوال:
الأول: الخلف من الله، رواه عن ابن عباس ابن جرير وابن أبي حاتم.
الثاني: الجنة، رواه ابن جرير عن مجاهد. واستدل على هذا القول بقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} الآية [يونس: 26].
الثالث: موعود الله، رواه عن قتادة ابن جرير وابن أبي حاتم.
الرابع: لا إله إلا الله، رواه عن ابن عباس وأبي عبد الرحمن والضحاك ابن جرير.
وسبب الاختلاف هو حذف الموصوف، لكن القول الأخير أعم.
وقال القرطبي: ((وكله متقارب المعنى، إذ كله يرجع إلى الثواب الذي هو الجنة)). يعني: يرجع بأعلى أنواع الجزاء.

وورد أيضا في المراد باليسرى قولان:
الأول: الخير، ذكره ابن كثير عن ابن عباس.
الثاني: الجنة، روه ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم.

فيكون المعنى: أن من بذل ما أمر به واتقى الله تعالى باجتناب نواهيه وصدق بلا إله إلا الله ولوازمه يسر الله له بذلك عمل الخير بما سهل طريقه إلى الجنة.

ومن فوائد هذه الآيات:
• الحث على الخير، وذلك بدليل ذكر الجزاء لمن أعطى واتقى وصدق بالحسنى. فينبغي للمسلم أن يكون ناشطا في الطاعة، حريصا على فعل الخير.
• بيان أن أسباب التيسير ثلاثة: الإعطاء، والتقوى، والتصديق بالحسنى.
• لا حدود للإعطاء قلة أو كثرة، بدليل إطلاق الإعطاء.
• اشتمال هذه الآيات الدين كله؛ إذ ((الدين يدور على ثلاث قواعد: فعل المأمور، وترك المحظور، وتصديق الخبر...وأكمل الناس من كملت له هذه التقوى الثلاث)) كما قال ابن القيم. وعلى المسلم أن يكمل نفسه فيها، إذ يقع النقص بحسب نقصانها أو بعضها، ويفوته من التيسير لليسرى ما فاته منها.
• وجوب طلب العلم، إذ لا يمكن فعل المأمور وترك المحارم إلا بالعلم بهما.
• وجوب الجمع بين العلم والعمل؛ بدلالة العطف بين فعل المأمور الذي هو العمل وتصديق الخبر الذي هو العلم، وتعلق الجزاء عليهما.
• وجوب الإخلاص لله تعالى، بدليل قوله: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}، ولما علم أنه تعالى يسر الطريق إلى الجنة علم أن العبادة لا تكون إلا إياه وحده. وعلى هذا لا بد أن يكون ما يعطى طيبا نافعا، فقد قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد} [البقرة: 267].
• علم الله تعالى الغيب، بدليل قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}، وهذا يشمل العلم بفعل العبد في الدنيا وما أعد له في الآخرة.
• هداية التوفيق من الله، بدليل قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}، فلا بد أن يطلب العبد الهداية للعمل من ربه، ويشكره على هدايته وتوفيقه.

المراجع:
تفسير الطبري
تفسير القرطبي
بدائع التفسير لابن القيم
تفسير ابن كثير
تفسير الطاهر بن عاشور
تفسير السعدي
تفسير المنار
ت

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 جمادى الأولى 1442هـ/26-12-2020م, 10:02 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ..

أما بعد:
فهذه بيان للهدايات القرآنية في قول الله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} مستفادة من الاطلاع على ماكتبه أهل العلم في تفاسيرهم :

فمنها: القسم بأن الخسارة والنقصان وسوء الحال للكافر، أنه خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.

ومنها: استثنى ربنا فقال: {إلا الذين آمنوا} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وعملوا الصالحات} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وتواصوا بالحق} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وتواصوا بالصبر} شروطا يشترط عليهم ، قاله محمد القرظي.

ومنها: أهمية التواصي بالإقامة على توحيد اللّه والإيمان بنبيه عليه السلام، والصبر على طاعة اللّه والجهاد في سبيله والقيام بشرائع نبيه، قاله الزجاج.

ومنها: أن العصر هو الدهر، والعصران اليوم، والعصر الليلة، قال الشاعر:
ولن يلبث العصران يوم وليلة.......إذا طلبا أن يدركا ما تيمّما
قاله الزجاج .

ومنها: تنوع القراءات الواردة عن الصحابة في السورة مفيد ببيان معاني تفسيرية كما قرأ عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه: (والعصر ونوائب الدّهر إنّ الإنسان)، وفي مصحف عبد اللّه: (والعصر لقد خلقنا الإنسان في خسرٍ)، وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنه قرأ: (إنّ الإنسان لفي خسرٍ وإنّه فيه إلى آخر الدّهر إلاّ الّذين).

ومنها: الصبر على أقدار الله تعالى: {وتواصوا بالصّبر} وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر، بنحوه عن ابن كثير.

ومنها: في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} فإنهم غير منقوصين، ونحوه قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «يقول الله للكرام الكاتبين: إذا مرض عبدي فاكتبوا له ما كان يعمل في صحته، حتى أعاقبه أو أقبضه».قاله ابن قتيبه .

ومنها: قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ: «لو لم ينزل الله على عباده حجة إلا هذه السورة لكفتهم» . يعني: كفتهم موعظة وحثاً على التمسك بالإيمان والعمل الصالح، والدعوة إلى الله، والصبر على ذلك، ذكره ابن عثيمين.

ومنها: العاقل يعرف أنه في خسارة إلا إذا اتصف بهذه الصفات الأربع، فيجتهد في نجاة نفسه وفلاحها وتخليصها من البور والهلاك، فاللهم إنا نسألك الانتفاع بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم و الفلاح في الدنيا والآخرة .

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 جمادى الأولى 1442هـ/26-12-2020م, 06:09 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)
الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً و لا حول و لا قوة إلا بالله :
الآيات (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا)(16)
هذه آيات من سورة المزمل ، جاءت في سياق تثبيت النبي صلى الله عليه و سلم و تسليته عما يصيبه من قومه من سوء؛ عملاً و قولاً ، و تثبيت النبي صلى الله عليه و سلم هو تثبيتٌ للمؤمنين من حوله ، و جاءت بعد توعد الله عز و جل في السورة المكذبين من أهل قريش بعذاب يوم القيامة ، و لأن هذا ليس أمراً حسياً يلمسه المكذبين أو لديهم ما يؤكده، جاءت هذه الآيات التي هي مدار حديثنا تنبههم على أمر يعلمونه ،فيها وعيد بعذاب سيُعايشونه قريباً إن استمروا على ما هم عليه من التكذيب و الكبر ، حيث شبه موقفهم مع الرسول صلى الله عليه و سلم بموقف فرعون من موسى عليه السلام و ذكرهم بما يعلمون مما أصابه و أتباعه من عقاب في الدنيا .
و تفصيل ذلك يتبين من تدبر هذه الآيات و إعادة النظر في المعاني و ما تدل عليه ، و هذا مما يزيد اليقين بالله و يثبت العبد اليوم ، كما ثبتت هذه الآيات و غيرها النبي صلى الله عليه و سلم و المسلمين سابقاً ، و فيما يلي ذكر لبعض تدبرات في هذه الآيات، مع ما يترتب عليها من فوائد سلوكية و إيمانية ، نبدأ و بالله التوفيق :
1- ابتدأت الآية ب( إنا أرسلنا ) و فيها من الدلالات و الإشارات ما يخشع به القلب و يلين به و يعلو:
خطاب الملك لعبيده ، العظيم المتعال ، حيث عبر عن الله بضمير الجمع ب( نا ) الفاعلين ، نا التعظيم ، و الرسول صلى الله عليه و سلم أٌرسِلَ من العظيم الذي لا يُقهر، فكيف يكون استقبالكم له هكذا ، توبيخ و تنبيه للمكذبين و تثبيت للرسول صلى الله عليه و سلم ، فالله العظيم الذي أرسله من يدافع عنه و يعتني به و تثبيت للمسلمين بأن الله العظيم مع نبيكم و معكم فاثبتوا .
2-( إنا أرسلنا ) إثبات لنبوة محمد صلى الله عليه و سلم ، و أنه ليس إلا مُبلغ عن الله ، فالله أرسله ، فما يخبرهم به ليس من أمر نفسه و ليس جنوناً منه و لا سحراً كما قذفوه جهلاً منهم و كبراً .
3- الآية فيها بيان لمهمة النبي العظيمة :
1- فهو رسول و مبلغ عن الله ، يبلغهم ما أرسله معه من الكتاب و الحكمة .
2- الرسول شاهد عليهم في الدنيا ، يرى و يعاين ما موقفهم من الدعوة ، الاستسلام أم العناد و يشهد عليهم و على الأمة يوم القيامة .
3-مهمة الشهادة عظيمة لكونها جاءت نكرة .
4- في الآيات بيان لمكانة الرسول صلى الله عليه و سلم و علو و شأنه ، يتبين ذلك من :
1- ( إنا أرسلنا ) تأكيد الله أنه مرسل من عنده جلا و علا ، و الله يرعاه و يدافع عنه ، و لأن المخاطبين من المشركين منكرين أكد الخبر بإن ( إنا أرسلنا )، و هذا نظير الآية ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) .
2- عظمة شأن الرسول صلى الله عليه و سلم و هذا من عظمة الله الذي أرسله ، فقال عز من قال ( رسولاً) ، جاءت نكرة والتنكير يدل على التعظيم .
3- أن الله فضل النبي صلى الله عليه و سلم فجعله شاهداً عليهم ( إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم ) و هذا ما بينه الله عز و جل في عدد من الآيات و منها ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ، فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).-
4- علو شأن النبي صلى الله عليه و سلم حيث أنه شاهدٌ عليهم (جاء التعبير بعلى و هو حرف استعلاء) .
تأكيد نبوة و مكانة النبي صلى الله عليه و سلم ، تتضمن إشارة إلى وجوب نصرته ،و اتباعه ، و الانقياد لما جاء به ، باتباع الأمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر، لأن ذلك من لازم كونه رسول من عند الله و ذلك كما جاء في الآيات (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) ،و هذا فيه تعريض غير مباشر بقوم النبي صلى الله عليه و سلم الذين كانوا يعرفون النبي صلى الله عليه و سلم و هو منهم ، أي لا يخفى عنهم حاله ، و مع ذلك كذبوه و لم ينصروه و بارزوه بالعداء ، و كان الأولى بهم قبول الدعوة ، و هذا الأمر ليس للمكذبين في عهد بدء الرسالة و عهود الصحابة و التابعين ، بل النصرة حق النبي صلى الله عليه و سلم علينا نحن المؤمنين ، اليوم نحن نحتاج إلى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم ، فنصرته نصرة للدين و علو لكلمة الله .
5- الرسالة عامة للناس، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28 ) و لكن هنا في هذه الآية تخصيص في الخطاب بالحرف بكاف الخطاب ( إليكم )، و في هذا مزيد خصوصية لهم حينها وفيه مسؤولية و منة من الله على قريش خاصة و على الناس كافة .
و هذه المنة تستوجب و تستلزم الشكر ، إذ خصهم بإرسال الرسول؛ من بينهم و منهم ، فكان لا بد لهم من الشكر و الحمد و أول مظاهر الشكر؛ الاتباع و الانقياد و الاستسلام ، قال تعالى ( . وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)
متى تبين للعبد منة الله و نعمته على خلقه بإرساله الرسل لهم ، هداةً مهتدين، يُرشدونهم لما يحيهم ، ، يستلزم منهم أعمال قلبية و عملية ، فالحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة و من هذه الأعمال القلبية:
1- لا يتهاون في شكر النعمة و القيام بحق الله عليه من التوحيد و العبادة و الطاعة .
2- تنمي في قلب العبد محبة الله و تعظيمه و من تعظيمه تعظيم رسله و تعظيم أوامره و نواهيه و تعظيم حرماته ( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلْأَنْعَٰمُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلْأَوْثَٰنِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ )و اتقاء غضبه ،و تعظيم شعائره قال تعالى (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ)(32) الحج .
3- في إرسال الله الرسل رحمة بالعباد ، و من شكر الله على رحمته بنا أن نرحم من حولنا بتبليغهم ما هو رحمة لهم في الدنيا و الآخرة .
4- الله العظيم يرعى عباده و يرسل لهم الرسل لأجل حاجة لم يطلبوها و هي حاجتهم للهداية ، أفلا يُعطيهم إن وقفوا على بابه و تضرعوا إليه ، فعلى العبد سؤال الله حاجته و تفويض أمره إليه ، و الرضا بقضائه ، فالله لا يقدر إلا كل خير .
6- التعبير عن محمد صلى الله عليه و سلم و عن موسى عليه السلام بالتنكير ، فيه معنى إنا أرسلنا إليكم رسولاً معظماً عند الله ، حقيراً عندكم ، لاختلاف المقاييس ، كما كان فرعون ينظر لموسى أنه حقير و هو عظيم الشأن عند الله.
و هذا ما قرره الله عز و جل في آيات أخرى منها ما ذكره على لسان المشركين أنهم قالوه صراحة ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الزخرف
و ما قاله فرعون في حق موسى ، قال تعالى (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) الزخرف
و ذلك موقف أقوام الرسل جميعاً، يحتقرون النبي الضعيف الفقير بينهم و يستكثرون عليه الرسالة عليه ، حقداً و كبراً من عند أنفسهم ، قال تعالى :( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) هود
7- في الآيات إشارة إلى أن الدين واحد ، وذلك يتبين من تشبيه موقف المشركين من الرسول بحال فرعون بمجئ موسى ، إشارة إلى تشابه ما جاءا به من شريعة ، فكاف التشبيه فيها التسوية بين المتشابهين ، و هذه الرسالة الواحدة كما جاء في القرآن هي الإسلام ( إن الدين عند الله الإسلام )آل عمرن ، و التوحيد عنوانه كما جاء في الآية : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[النحل:36) .
8- كما كان هناك دلالة على أن الدين واحد، كذلك دلالة أن دافع تكذيب مشركي مكة و فرعون و قومه واحد ، و هو الكبر، و الركون لما معهم من مال و عيال و عدة و عتاد ، و بتشبييههم بفرعون تبيكت لهم و بيان لبشاعة فعلهم ففرعون أوصله الكبر إلى ادعاء أنه إله ، كما قال الله عز و جل على لسانه ( فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى ).
و مما يجمع قصة محمد صلى الله عليه و سلم و موسى عليه السلام ، أنهما كان بين قومهما و يعرفونهما و يعلمون خُلقهما ،و حالهما ، وأنهما أُتهِما بالسحر و كُذبا تكذيباً، و سبب التكذيب الكبر و حب السلطة ، و هذا ما جمع جميع الرسل فيما واجهوه من أقوامهم ، و خص الله فرعون و موسى لأن خبرهم معلوم لدى أهل قريش مما يحكيه لهم أهل الكتاب .
9- في الآيات إشارة إلى أن عاقبة التكذيب واحدة و إن اختلفت الأزمان , ذلك يظهر من التشبيه الذي فيه تذكير، و توعد و وعيد بذات المصير إن لم يعودوا عن تكذيبهم و كفرهم ، و هذا يوافق آيات أخرى جاءت بعموم الحكم، كقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ(10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)، أي هذا دأبهم و عادتهم ، الكبر أوردهم المهالك .
الكبر داء القلوب و تمكنه من العبد يجعله يفقد فطرته و يُعرض عن الحق ، و لا يقبله ، فلا ينقاد لأوامر الله و لا يستسلم لطاعته ، و من تكبر نازع الله في صفة الكبرياء فكان مستحقاً للعذاب ففي الحديث القدسي فعن أبي هريرة  قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقَدْ عذَّبتُه رواه مسلم.
عن أبي هريرة : أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: بيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُه نَفْسُه، مُرَجِّلٌ رأسَه، يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ في الأَرْضِ إِلَى يوْمِ القِيامةِ متفقٌ عَلَيْهِ.
فاخفض جناحك للحق و اخضع بقلبك لله ، تكن خليَ القلب سالمه.
10- شبه الله عز و جل في الآيات ، المكذبين بفرعون ، وموسى ما جاء لفرعون فقط ، فذكر فرعون فيه إشارة إلى موقف فرعون و قومه جميعاً، و هذا فيه تهديد لمن تبع سادة قريش و كبرائهم أنه سيوريدونهم المهالك كقوم فرعون ، (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ(41) القمر
( ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)
( لَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) .الأعراف
و هذا تهديد لكل من تبع منحرفاً في العقيدة و مدلساً في الدين ، المصير واحد و العذاب للجميع ، و لا يدفع عنهم العذاب ضعف ، أو فقر ، أو احتياج ، قال تعالى (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47) ) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) غافر
11- الآية فيها أسلوب بليغ و لطيف في الدعوة و إن اتبعه الداعية في دعوته ، كان فيه الخير الكثير، و هو الأمثال ، و التشبيه بأفعال الأمم السابقة للاعتبار و الاتعاظ .
12- في الآيات تقليل من شأن فرعون ، بذكر الاسم مجرد دون حتى ذكر لملائه و لا لقوته التي كان فيها، و ذلك إلى جانب عظمة الله و الرسل .
13- في الآية استثارة ذهن للمكذبين من أهل قريش ، أن يسألوا اليهود عن الرسول صلى الله عليه و سلم وعن قصة موسى عليه السلام.
14- ( فعصى ) دلالة على أن فرعون لم يمهل نفسه التفكير في الرسالة ، حيث جاء ف التعقيب التي تفيد سرعة العمل ، و هذا تنبيه للمشركين ، لا تستعجلوا ، و تأنوا ، فالعجلة عاقبتها وخيمة ، و تنبيه لكل من يوجه بالنصحية ، اصبر و تأنى و أقبل نصح الناصح و لا تكن من المتكبرين .
15- ( فعصى فرعون الرسول ) في الآية دليل أن طاعة الرسول من طاعة الله ، حيث أخبر الله أن فرعون عصى الرسول، و هو لم يأمره و لكن جاء بأمر الله فعصاه فرعون و بارز الله عز و جل المعصية .
16- العذاب الذي أصاب فرعون كان سببه الكبر، الذي غطى عينيه و قلبه ، حتى بعد تأكده من الرسول و تيقنه من صدقه ، حيث جاء التعريف بأل ( فعصى فرعون الرسول ) ، و هذا حال المكذبين ، كحال الوليد بن المغيرة و هو من أئمة الكفر ، بعد أن تبين له صدق الرسول صلى الله عليه و سلم ،و أن القرآن كلام الله ، كبره منعه من الاعتراف بالحق و أعرض عن الحق ، و ألقى الأكاذيب؛ ساحر و كاهن ، لعنة الله عليه و على أمثاله اليوم ، ممن ينشرون الأكاذيب و يبارزون الله بالمعصية و هم يعلمون باطل ما هم عليه و الضلال الذي ينشرونه .
17- كما بينت الآيات سرعة عقاب الله لفعل فرعون الذي كان غاية الكبر و التكذيب ، بالعطف بفاء العطف ، ( فأخذناه أخذا وبيلاً ) ، و هذا تهديد غير مباشر لمشركي مكة ، و دعوة للعودة للحق .
18- ( فأخذهم ) ( أخذاً ) الآية فيها بيان قوة الله عز و جل، فتعبير أخذ يدل على القوة و السرعة .
19- وصف العذاب الوبيل تصوير بليغ يدل على شدة العذاب حتى كأن الإنسان حين يسمع الكلمة يستشعر هول هذا العذاب ، أعاذنا الله و إياكم منه. .
آيات حملت بين كلماتها معاني جليلة ، فيها التثبيت و فيها التسلية ، فلن يطول أمر أعداء الدين ، و دين الله هو العالي ، و لا شيء يعلو على كلمة الحق ، و لكنها أيام الله يبتلينا بها ، ليرى منا الثبات و نُريه منا خيراً ، ثبتنا الله و إياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الآخرة.

المصادر التي تكم الاطلاع عليها :
1- تفسير الطبري
2- تفسير بن كثير
3- تفسير السعدي
4- تفسير الطنطاوي
تفسير التحرير و التنور
5- تفريغات تدبرات ( بن القيم و السعدي و بن تيمية ) للشيخ عقيل الشمري
6- قواعد التدبر للشيخ عثيل الشمري
7- القواعد الحسان
8- معاني الحروف

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 جمادى الأولى 1442هـ/26-12-2020م, 11:58 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

رسالة تفسيرية ( الأسلوب الإستنتاجي )


قوله تعالى: { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } 45 البقرة


سبقت هذه الاية الكريمة ،أيات فيها تهديد وتوبيخ وتبكيت لبني اسرائيل ، تصف كفرهم لنعم الله المتتابعة عليهم فقد اتاهم الله الحكم والكتاب والنبوة { ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين } الجاثية
فقابلو هذه المنح العظيمة بالجحود والكفران والتبديل لدين الله وتحريف الكلم عن مواضعه وكانت خاتمة إجرامهم بأن ردوا نبوة المصدّق المبّشر به في كتبهم محمد صَل الله عليه وسلم
بعد هذا الخطاب الشديد لأحبارهم خاصة ولعامتهم ، انتقل إلى الترغيب والتحفيز في مخاطبتهم ، فجاءت هذه الاية الكريمة تبين لهم وتهديهم سبيلاً لعلهم يرجعون :


{واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } 45 البقرة


▪ بعض الفوائد والهدايات في ثنايا هذه الاية الهادية الكريمة :


▫هذه الاية وإن نزلت في مخاطبة بني اسرائيل وأحبارهم بخاصة ، إلا أنها واسعة الدائرة فتشملهم وغيرهم ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقرر أهل العلم.


▫يبدو جليا ، بهياً الخطاب القراني وقد استكمل أساليب مخاطبة النفس البشرية من أقطارها جميعا ترهيبا وترغيباً وتهديدا وإرشادا


▫واستعينوا >الأمر والوصية جاءت من خالق النفس البشرية > هو أعلم بحاجتها وضعفها
وما يعينها ويقويها


▫الاستعانة تكون فيما لا قدرة لك عليه أو تجد له مشقة


▫حذف متعلق الاستعانة بالصبر والصلاة ليشمل كل مطلوب ومرغوب من أمور الدنيا والاخرة


_▫استعينوا>فالحياة كلها جهاد ومكابدة ومصابرة ، فافهمو حقيقة الحياة وقصة الابتلاء فيها واقطعوها بخير الأعوان الصبر والصلاة


▫الاستعانة لا تكون إلا بما أمر الله وشرع وأباح، وما تعدى هذا فهو محرم مذموم قد يصل إلى حد الشرك ، كمن يستعين بما لا يقدر عليه إلا الله ، أو يستعين بالموتى وأصحاب القبور


▫ { واستعينوا بالصبر}
سمي صبرا لأنه حبس النفس على أمر مكروه أو شاق ، كما يقال قتل صبرا ، اي حبس حتى قتل


▫ الدين كله مرجعه إلى الصبر ، صبر على الطاعة ، وصبر عن المعصية ، وصبر على أقدار الله المؤلمة


▫ملاك الأمر كله بالصبر ، الدنيا دار ابتلاء واختبار >ابتلاء بالكدر والمكروهات فلا يتضجر المؤمن ولا يتسخط ، بل يصبر ويصابر ويتصبر ويرضى ، وابتلاء بالنعم والخيرات فلا يبطر المؤمن بل يصبر على هواه فلا يبديه ويطغى وينسى المنعم المتفضل


▫قال مجاهد:الصبر هنا هو الصيام ، أراد أن الصوم كسر الشهوة ودربة على حبس النفس عن الممنوع


▫ذكر الصبر في أكثر من سبعين موضعا في كتاب الله اقترن في أغلبها برفيع الدرجات وعالي الطاعات ، كما قرن في هذه الاية بعماد الدين الصلاة


▫كيف لا يكون الصبر عونا ، والصابرين المحتسبين في معية الله وكنفه { إن الله مع الصابرين }


▫لا نصر ولا فوز على النفس وعلى العدو الألد الشيطان ، وعلى عدو الدين والعقيدة إلا بالصبر :
{ والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }


▫لو لم يكن الصبر يتنفس التصديق ويضخ الإيمان لما كان عونا وسندا ، فلا يصبر إلا مصدّق بموعود الله راج ٍ ، محتسب لمرارة الصبر ومشقته


▪▪ { واستعينوا بالصبر والصلاة }


▪ بعد الصبر الأصيل الضارب الجذور في حقيقة الايمان تأتي الصلاة ، العظيمة الجليلة المعطاءة عون وأي عون


▪كل عبادة هي عون ومعين ولكن خصت الصلاة تنويها بها وتشريفا لها ، ولعظم عونها ومعوناتها


▪في كل صلاة نتضرع عابدين سائلين العون بل ، في كل ركعة { إياك نعبد وإياك نستعين }


▪ هي صلة بين العبد وربه ، وإذا اتصل العبد بمولاه وناجاه ، جاءه العون والمدد


▪ إذا انهدّ من أركان الصبر ركن، جاءت الصلاة ترمم ما انهدّ منه


▪ كان رسو الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر ، أي أكبره وشق عليه ، فزع إلى الصلاة


▪يخبر ابن عّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس بموت أخيه (قثم) وهو على سفر فيترجل عن راحلته ويتنحى يصلي تأسيا وتصبرا


▪الصلاة عون فهي مستراح العابدين في لجج الدنيا وأشغالها ومشاغلها ( أرحنا بها يا بلال ) راحة الروح ونعيم القلب وخير زاد للقادم الآتي


_▪الصلاة خير مُروضٍ على الصبر ، فالمصلي يصابر خواطر نفسه وهواجس ضميره ومشاغل الدنيا ويصطبر على وساوس الشيطان فهي معقل للصبر .


▪{ وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين }
_
▫مرجع الضمير هنا على أقوال :


*القول الاول: المراد كله وما أوصى الله به بني اسرائيل


*القول الثاني : على كليهما الصبر والصلاة


*القول الثالث : مرجع الضمير إلى أقرب مذكور وهو الصلاة ، على عادة العرب ويقوي هذا القول ، ان الصبر إمساك والصلاة إيجاد والإيجاد أشرف وأبلغ


▪لكبيرة >أي شاقة وصعبة والعرب تطلق هذا اللفظ على الامر الذي يشق ويصعب لأن المشقة تلازم الأمورالكبيرة
{. { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }


▪الخاشعون هم أولى الناس بالانتفاع بالصلاة عونا وزادا


*الخشوع هو السكون ، الخضوع ، إذعان القلب وانقياد الجوارح *


▪خفت الصلاة على الخاشعين لأن قلوبهم علمت ووعت وأيقنت أنها خير زاد وأفضل مدخر وهي أنس القلب واسترواح الروح ، وعرفو فضلها ورفيع شأنها وعظيم منزلتها


▪ما كانوا خاشعين ، بل صبروا وصابرواواصطبروا حتى ذاقوا حلاوة الصلاة ، قال ثابت البناني :كابدت الصلاة عشرين سنة وتلذذت بها عشرين سنة


▪لما خفت على الخاضعين الطائعين ، شقت وكبرت على الكسالى وضعاف الايمان والمنافقين {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى }


▪قد جهلت نفوسهم قدرها وغابت على قلوبهم عظمتها عاشوا مخذولين خاسرين ، خسروا نعيم القلب ورضى الرب


▪يستعين ويستغيث المؤمن بربه في صلاته ليقضي دينه ، ويرد مظلمته ،وويرفع ضيقه فيدعو في السجود وبين السجدتين وفي اخرها ، فكلها دعاء وعطاء


▪صلاتتا الان ، فيها صورة الصلاة وليست حقيقة الصلاة ، فثقلت عنها الابدان وتعجلت النفوس ختامها وتمامها ، فتأخر عنا عونها ورفدها


▪كفت الصلاة على أن تكون لنا منهاة عن الفحشاء والمنكر ، لأننا كففنا أن نعقل قدرها وعظمتها

ختاماً ◽ أُعْطِ الصلاة حقها ، تُعطيك الصلاة فتحها ◽





⚪ المراجع


تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير ابن عطية
تفسير البغوي
تفسير القرطبي
تفسير السعدي
تفسير العلامة ابن باز للآية الكريمة
تفسير ابن عثيمين
تدبرات للآية الكريمة - الشيخ خالد السبت
تطبيق الكلم الطيب ( في رحاب آية )

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 جمادى الأولى 1442هـ/28-12-2020م, 07:56 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم التطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي.

1: إيمان جلال.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- ينبغي المزيد من العناية من الشواهد القرآنية والأحاديث والآثار، لتثري الفوائد المذكورة ولا تكون مختصرة.
- عندما ذكرت قول ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الفرق بين لفظتي اقرأ في الموضعين لم تذكري الموضع الثاني من الآية لا مقرونا بالفائدة ولا في المقدمة لتتناسب مع الخاتمة حيث ذكرت أن هذه الفوائد تساعد في الربط بين الآية والتي تليها فينبغي الإشارة إلى ذلك في المقدمة وبيان موجز من الفوائد في الآية الثانية والثالثة، وليس في الختام فقط ما دمت أشرت إلى الربط بينهما.

2: هنادي الفحماوي.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
أحسنتِ في ذكركِ للشاهد من الآية على الفوائد.

3: فروخ الأكبروف.
بارك الله فيك وسددك.
أخي الفاضل خلطت بين أسلوبي التقرير العلمي والاستنتاجي؛ والاستنتاجي كما ذكرت في الفوائد وهو المطلوب، فراجع تقديم رسالتك وفقك الله وانظر في رسائل زملائك لتقريب الصورة إلى ذهنك وحلي الفوائد بالأدلة والشواهد والآثار لإثراءها.

4: رفعة القحطاني.ب+
بارك الله فيكِ وسددكِ.
- لا يحسن الإكثار من أقوال المفسرين لأنه يؤثر على شخصية الكاتب.
-كما لا يحسن الإشارة إلى القراءات دون بيان أثرها على المعنى وإلا أصبحت الفائدة ناقصة وفقكِ الله.
- لو ضمنتِ قول العلماء تعليقا عليه بأسلوبك وذكرت الفوائد السلوكية عليها لكانت رسالتك أفضل.


5: رولا بدوي.أ+
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ، رسالتك قيّمة نفع الله بك.

5: سعاد مختار.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- كان يحسن أن تثري الفوائد بالشواهد والآثار، حتى لا تبدو مختصرة كثيرا.
- تناول الأقوال في مسألة مرجع الضمير مقامه أسلوب التقرير العلمي.
- أحسنتِ في تقسيمك الآية.


بارك الله فيكم وسددكم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 جمادى الأولى 1442هـ/29-12-2020م, 06:07 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}
الحمد لله الحكيم العليم الذي أنزل القرآن فبين الحكمة من إنزاله بقوله: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}، والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)} جاء تفصيلا لما أجمل قبله وهو قوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}، فبين الله تعالى أعمال الخير وأجرها، حتى يشوق ويحث عباده عليها.
وبعد تدبر هذه الآيات ظهر لي عدة فوائد:
• سعة رحمة الله تعالى، إذ الوعد بالتيسير يعم كل من أعطى واتقى وصدق بالحسنى. فقد أخبر الله تعالى عن نفسه بقوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء}، وقال: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.

• سعة علم الله تعالى، بدليل قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}، وهذا يشمل العلم بفعل العبد في الدنيا وما أعد له في الآخرة. وقد قال تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}، {والله بكل شيء عليم}.

• اشتمال هذه الآيات الدين كله؛ إذ ((الدين يدور على ثلاث قواعد: فعل المأمور، وترك المحظور، وتصديق الخبر...وأكمل الناس من كملت له هذه التقوى الثلاث)) كما قال ابن القيم. وعلى المسلم أن يكمل نفسه فيها، إذ يقع النقص بحسب نقصانها أو بعضها، ويفوته من التيسير لليسرى ما فاته منها.

• وجوب طلب العلم، إذ لا يمكن فعل المأمور وترك المحارم إلا بالعلم بهما. قال البخاري في صحيحه: ((باب: العلم قبل القول والعمل؛ لقول الله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [محمد: 19] فبدأ بالعلم...))

• بيان أن أسباب التيسير ثلاثة: الإعطاء، والتقوى، والتصديق بالحسنى.

• الإعطاء، والتقوى، والتصديق بالحسنى عبادات – وهي المقصد الأعلى من الخلق، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}- بدليل ما ترتب على الإقامة بها من الثواب. وتترتب على هذا أمور منها:
- وجوب الإخلاص لله تعالى، وعن عمر رضي الله عنه عن النبي أنه قال: ((إنما الإعمال بالنيات))، متفق عليه.
- وجوب المتابعة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.
قال ابن كثير: عند تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}: ((ولا يكون العمل حسنا حتى يكون خالصا لله عز وجل، على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمتى فقد العمل واحدا من هذين الشرطين بطل وحبط)).
- وجوب الاستعانة بالله وحده، كما بينه تعالى بقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين}، وهذا لأن العبد محتاج دائما إلى الله تعالى.

• المصدر الأولي في معرفة حصول التقوى هو القرآن، قال الله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}.

• الحث على الخير، وذلك بدليل ذكر الجزاء لمن أعطى واتقى وصدق بالحسنى. وهذا أيضا من رحمته تعالى ومحبته لخلقه.
فينبغي للمسلم أن يكون ناشطا في الطاعة، حريصا على فعل الخير، شاكرا لنعم الله عليه.

• لا حدود للإعطاء قلة أو كثرة، كما يقول سبحانه: {ما عَلى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} ... [91: التوبة].

• لا بد أن يكون ما يعطى طيبا نافعا، فقد قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد} [البقرة: 267].

• وجوب الجمع بين العلم والعمل؛ بدلالة العطف بين فعل المأمور الذي هو العمل وتصديق الخبر الذي هو العلم، وتعلق الجزاء عليهما.

• هداية التوفيق من الله وحده. بدليل قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}، فلا بد أن يطلب العبد الهداية للعمل من ربه، ويشكره على هدايته وتوفيقه.


المراجع:
تفسير ابن كثير
بدائع التفسير لابن القيم.
تفسير السعدي
تفسير الطاهر بن عاشور
تفسير المنار

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 جمادى الأولى 1442هـ/31-12-2020م, 09:11 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فروخ الأكبروف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله.

قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}
الحمد لله الحكيم العليم الذي أنزل القرآن فبين الحكمة من إنزاله بقوله: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}، والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)} جاء تفصيلا لما أجمل قبله وهو قوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}، فبين الله تعالى أعمال الخير وأجرها، حتى يشوق ويحث عباده عليها.
وبعد تدبر هذه الآيات ظهر لي عدة فوائد:
• سعة رحمة الله تعالى، إذ الوعد بالتيسير يعم كل من أعطى واتقى وصدق بالحسنى. فقد أخبر الله تعالى عن نفسه بقوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء}، وقال: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.

• سعة علم الله تعالى، بدليل قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}، وهذا يشمل العلم بفعل العبد في الدنيا وما أعد له في الآخرة. وقد قال تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}، {والله بكل شيء عليم}.

• اشتمال هذه الآيات الدين كله؛ إذ ((الدين يدور على ثلاث قواعد: فعل المأمور، وترك المحظور، وتصديق الخبر...وأكمل الناس من كملت له هذه التقوى الثلاث)) كما قال ابن القيم. وعلى المسلم أن يكمل نفسه فيها، إذ يقع النقص بحسب نقصانها أو بعضها، ويفوته من التيسير لليسرى ما فاته منها.

• وجوب طلب العلم، إذ لا يمكن فعل المأمور وترك المحارم إلا بالعلم بهما. قال البخاري في صحيحه: ((باب: العلم قبل القول والعمل؛ لقول الله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [محمد: 19] فبدأ بالعلم...))

• بيان أن أسباب التيسير ثلاثة: الإعطاء، والتقوى، والتصديق بالحسنى.

• الإعطاء، والتقوى، والتصديق بالحسنى عبادات – وهي المقصد الأعلى من الخلق، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}- بدليل ما ترتب على الإقامة بها من الثواب. وتترتب على هذا أمور منها:
- وجوب الإخلاص لله تعالى، وعن عمر رضي الله عنه عن النبي أنه قال: ((إنما الإعمال بالنيات))، متفق عليه.
- وجوب المتابعة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.
قال ابن كثير: عند تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}: ((ولا يكون العمل حسنا حتى يكون خالصا لله عز وجل، على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمتى فقد العمل واحدا من هذين الشرطين بطل وحبط)).
- وجوب الاستعانة بالله وحده، كما بينه تعالى بقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين}، وهذا لأن العبد محتاج دائما إلى الله تعالى.

• المصدر الأولي في معرفة حصول التقوى هو القرآن، قال الله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}.

• الحث على الخير، وذلك بدليل ذكر الجزاء لمن أعطى واتقى وصدق بالحسنى. وهذا أيضا من رحمته تعالى ومحبته لخلقه.
فينبغي للمسلم أن يكون ناشطا في الطاعة، حريصا على فعل الخير، شاكرا لنعم الله عليه.

• لا حدود للإعطاء قلة أو كثرة، كما يقول سبحانه: {ما عَلى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} ... [91: التوبة].

• لا بد أن يكون ما يعطى طيبا نافعا، فقد قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد} [البقرة: 267].

• وجوب الجمع بين العلم والعمل؛ بدلالة العطف بين فعل المأمور الذي هو العمل وتصديق الخبر الذي هو العلم، وتعلق الجزاء عليهما.

• هداية التوفيق من الله وحده. بدليل قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}، فلا بد أن يطلب العبد الهداية للعمل من ربه، ويشكره على هدايته وتوفيقه.


المراجع:
تفسير ابن كثير
بدائع التفسير لابن القيم.
تفسير السعدي
تفسير الطاهر بن عاشور
تفسير المنار
أحسنت سددك الله.
الدرجة:أ+

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 جمادى الآخرة 1442هـ/1-02-2021م, 09:45 AM
أماني خليل أماني خليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 124
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه العميمة وآلائه الجسيمة ، والصلاة والسلام على صاحب السيرة الكريمة ، والإنجازات العظيمة ، و على آله وصحبه وسلم .
أما بعد

فهذه فوائد تدبرية من قوله تعالى : ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين )
منها : أنّ الفاتحة هي سر القرآن ، و سرها في ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ) فالأول تبرّؤ من الشرك ، والثاني تبرّؤ من الحول والقوّة ، والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين .
ومنها : أن تقديم المفعول ( إيّاك ) يفيد الحصر ، أي لا نعبد إلا إياك ، ولا نستعين إلا بك .
ومنها : أنّ تحوّل الكلام من الغيبة إلى الخطاب يشعر العبد بالقرب من ربّه ، لأنّه لمّا أثنى على الله كأنّه اقترب وحضر بين يديه .
ومنها : أنّه جيء بالنون في الفعلين ( نعبد - نستعين ) لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه وعن جنسه من العباد ؛ لأن المقام لمّا كان عظيما لم يستقل به الواحد استصغارا لنفسه .
ومنها : أنّ العبادة تعني التذلل والخضوع ( نعبد ) أي نتذلل لك أكمل ذل ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف مالي أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عز و جل .
ومنها : أنّ العبد هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي ، فالعبادة تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أمر به ، وأن يترك كل ما نُهي عنه .
ومنها : أنّه قدّم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص ، ومن باب تقديم حقّه سبحانه على حقّ عبده ، ولأنّ العبادة وسيلة إلى الاستعانة ، و تقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب .
ومنها : أنّه ذكر الاستعانة بعدالعبادة مع دخولها فيها لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله .
ومنها : أنّ الاستعانة جاءت مطلقة لقصد التعميم فالعبد يحتاج إلى الاستعانة بربه في جميع أموره .
ومنها : أنّ الاستعانة نوعان :
استعانة تفويض بمعنى أن يعتمد العبد على الله ويبرأمن حوله وقوته ، وهذا خاص بالله عز وجل
استعانة بمعنى المشاركة ، وهذه جائزة إذا كان المستعان به حيًّا قادرًا على الإعانة لأنه ليس عبادة ، كما قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) .
فالاستعانة بالمخلوق تجوز إذا كان المستعان به قادرا عليها ، فإنّه إن لم يكن قادرًا عليها فإنّه لا تجوز الاستعانة به .
كانت هذه الفوائد التي أعان الله على استنباطها وتدبّرها ، ونسأله سبحانه أن ينفع بها ويتقبّلها .
وصلى الله على خير البريّة ، وأزكى البشرية محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

المراجع :
المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير .
فتح القدير للشوكاني
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 جمادى الآخرة 1442هـ/7-02-2021م, 04:52 PM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

﴿الَّذينَ ءامَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾ [الرعد: 28]

آيات السكينة كثيرة في القرآن ، وقراءة كتاب الله وهو أعظم الأذكار يطمئن ويسكن قلب العبد، سنتناول بإذن الله بعضًا من هذه الآية وهو قوله تعالى (أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾.

ففي بادئ الأمر بين سبحانه المستحقين للاطمئنان ، وهم من آمن إيمانًا صادقًا وسكن قلبه لذكر الله ، والذكر واسع يشمل القرآن وما أثر عن النبي ﷺ من أذكار.

وقد قال ابن القيم : من أفضل الذكر ذكره بكلامه سبحانه .
وعند النظر وتدبر الآي نجد فوائد جمة:
- ففي اللغة معلومٌ أن التقديم يفيد الحصر ، وقد جاء في هذه الآية "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" ، قدم الذكر على اطمئنان القلب ، فحصر الاطمئنان به.
وقد قال شيخ الإسلام في النبوات :" وتقديم المفعول يدل على أنها لا تطمئن الا بذكره"
ويتضح ذلك أيضًا مما قاله العلامة السعدي في بيان معنى الآية : حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره.

- ومن ذكره سبحانه كما أسلفنا هو القرآن ، فقد شهد المشركون على حلاوته رغم اعراضهم ، فقد قال أبو جهل أن عليه لحلاوة وإن له لطلاوة
وحري بالمؤمن أن يتلذذ بذلك وتسكن روحه له.

- والاطمئنان هنا هو الذي يعتري القلب بعد سماع ذكره سبحانه ، وقد وصف القلب أيضًا بالوجل والخوف وإنما ذلك متحقق لخوفهم من الزيغ والانحراف عن الهدى ، كما في قوله تعالى " والذين يؤتون ما آتو وقلوبهم وجله"

- الأصل في إزالة قسوة القلب هو الذكر فبه تطمئن القلوب

- والمضارع في اللغة يفيد الدوام والتجدد، ففي قوله سبحانه " الذين آمنوا " عدل بعدها إلى صيغة المضارع في ذكر الاطمئنان فقال سبحانه " وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب" فهذا يفيد دوام الاطمئنان وتجدده.

- وافتتاحها بقوله ( ألا ) هو للتنبيه والاغراء لما سيؤول له ذلك فيصبح المرء متشوفًا لما يطمئن قبله ويسكنه.

- وقد قال أبو السعود في تفسيره: فيه إشعار بأن الكفرة ليست لهم قلوب، وأفئدتهم هواء حيث لم يطمئنوا بذكر الله تعالى ، ولم يعدوه آية وهو أظهر الآيات

- "وَمَن أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا، ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيامَةِ أعْمى" وقال تعالى " وَمَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهو لَهُ قَرِينٌ" فهذا حال من اعرض عن ذكر الله ، والسبيل للخلاص من ذلك هو قوله تعالى " أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ"

رغم تعدد الاقوال في معنى الذكر إلا ان القول المختار هو القرآن لأن إليه تسكن الروح ويزول اضطرابها.


فسبحان من يسر لعباده سبل السكينة .

تفسير ابن القيم
تفسير الطاهر ابن عاشور
تفسير السعدي
تفسير ابي السعود
دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب للشنقيطي
مجموع رسائل ابن رجب
النبوات لابن تيميه

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 رجب 1442هـ/23-02-2021م, 09:16 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني خليل مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه العميمة وآلائه الجسيمة ، والصلاة والسلام على صاحب السيرة الكريمة ، والإنجازات العظيمة ، و على آله وصحبه وسلم .
أما بعد

فهذه فوائد تدبرية من قوله تعالى : ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين )
منها : أنّ الفاتحة هي سر القرآن ، و سرها في ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ) فالأول تبرّؤ من الشرك ، والثاني تبرّؤ من الحول والقوّة ، والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين .
ومنها : أن تقديم المفعول ( إيّاك ) يفيد الحصر ، أي لا نعبد إلا إياك ، ولا نستعين إلا بك .
ومنها : أنّ تحوّل الكلام من الغيبة إلى الخطاب يشعر العبد بالقرب من ربّه ، لأنّه لمّا أثنى على الله كأنّه اقترب وحضر بين يديه .
ومنها : أنّه جيء بالنون في الفعلين ( نعبد - نستعين ) لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه وعن جنسه من العباد ؛ لأن المقام لمّا كان عظيما لم يستقل به الواحد استصغارا لنفسه .
ومنها : أنّ العبادة تعني التذلل والخضوع ( نعبد ) أي نتذلل لك أكمل ذل ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف مالي أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عز و جل .
ومنها : أنّ العبد هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي ، فالعبادة تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أمر به ، وأن يترك كل ما نُهي عنه .
ومنها : أنّه قدّم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص ، ومن باب تقديم حقّه سبحانه على حقّ عبده ، ولأنّ العبادة وسيلة إلى الاستعانة ، و تقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب .
ومنها : أنّه ذكر الاستعانة بعدالعبادة مع دخولها فيها لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله .
ومنها : أنّ الاستعانة جاءت مطلقة لقصد التعميم فالعبد يحتاج إلى الاستعانة بربه في جميع أموره .
ومنها : أنّ الاستعانة نوعان :
استعانة تفويض بمعنى أن يعتمد العبد على الله ويبرأمن حوله وقوته ، وهذا خاص بالله عز وجل
استعانة بمعنى المشاركة ، وهذه جائزة إذا كان المستعان به حيًّا قادرًا على الإعانة لأنه ليس عبادة ، كما قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) .
فالاستعانة بالمخلوق تجوز إذا كان المستعان به قادرا عليها ، فإنّه إن لم يكن قادرًا عليها فإنّه لا تجوز الاستعانة به .
كانت هذه الفوائد التي أعان الله على استنباطها وتدبّرها ، ونسأله سبحانه أن ينفع بها ويتقبّلها .
وصلى الله على خير البريّة ، وأزكى البشرية محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

المراجع :
المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير .
فتح القدير للشوكاني
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين
أحسنتِ وأجدتِ.
بارك الله فيكِ وسددكِ.

وإن كنت أحبذ اختيار آيات جديدة لم يتم التطرق لدراستها.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12 رجب 1442هـ/23-02-2021م, 09:22 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المري مشاهدة المشاركة
﴿الَّذينَ ءامَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾ [الرعد: 28]

آيات السكينة كثيرة في القرآن ، وقراءة كتاب الله وهو أعظم الأذكار يطمئن ويسكن قلب العبد، سنتناول بإذن الله بعضًا من هذه الآية وهو قوله تعالى (أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾.

ففي بادئ الأمر بين سبحانه المستحقين للاطمئنان ، وهم من آمن إيمانًا صادقًا وسكن قلبه لذكر الله ، والذكر واسع يشمل القرآن وما أثر عن النبي ﷺ من أذكار.

وقد قال ابن القيم : من أفضل الذكر ذكره بكلامه سبحانه .
وعند النظر وتدبر الآي نجد فوائد جمة:
- ففي اللغة معلومٌ أن التقديم يفيد الحصر ، وقد جاء في هذه الآية "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" ، قدم الذكر على اطمئنان القلب ، فحصر الاطمئنان به.
وقد قال شيخ الإسلام في النبوات :" وتقديم المفعول يدل على أنها لا تطمئن الا بذكره"
ويتضح ذلك أيضًا مما قاله العلامة السعدي في بيان معنى الآية : حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره.

- ومن ذكره سبحانه كما أسلفنا هو القرآن ، فقد شهد المشركون على حلاوته رغم اعراضهم ، فقد قال أبو جهل أن عليه لحلاوة وإن له لطلاوة
وحري بالمؤمن أن يتلذذ بذلك وتسكن روحه له.

- والاطمئنان هنا هو الذي يعتري القلب بعد سماع ذكره سبحانه ، وقد وصف القلب أيضًا بالوجل والخوف وإنما ذلك متحقق لخوفهم من الزيغ والانحراف عن الهدى ، كما في قوله تعالى " والذين يؤتون ما آتو وقلوبهم وجله"

- الأصل في إزالة قسوة القلب هو الذكر فبه تطمئن القلوب

- والمضارع في اللغة يفيد الدوام والتجدد، ففي قوله سبحانه " الذين آمنوا " عدل بعدها إلى صيغة المضارع في ذكر الاطمئنان فقال سبحانه " وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب" فهذا يفيد دوام الاطمئنان وتجدده.
ينبغي تقديم هذه المسألة لتقدم ذكرها في الآية.
- وافتتاحها بقوله ( ألا ) هو للتنبيه والاغراء لما سيؤول له ذلك فيصبح المرء متشوفًا لما يطمئن قبله ويسكنه.

- وقد قال أبو السعود في تفسيره: فيه إشعار بأن الكفرة ليست لهم قلوب، وأفئدتهم هواء حيث لم يطمئنوا بذكر الله تعالى ، ولم يعدوه آية وهو أظهر الآيات

- "وَمَن أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا، ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيامَةِ أعْمى" وقال تعالى " وَمَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهو لَهُ قَرِينٌ" فهذا حال من اعرض عن ذكر الله ، والسبيل للخلاص من ذلك هو قوله تعالى " أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ"

رغم تعدد الاقوال في معنى الذكر إلا ان القول المختار هو القرآن لأن إليه تسكن الروح ويزول اضطرابها.


فسبحان من يسر لعباده سبل السكينة .

تفسير ابن القيم
تفسير الطاهر ابن عاشور
تفسير السعدي
تفسير ابي السعود
دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب للشنقيطي
مجموع رسائل ابن رجب
النبوات لابن تيميه
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
انتبهي وفقكِ الله للترتيب الموضوعي للمسائل.
الدرجة:ب+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir