دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شوال 1438هـ/14-07-2017م, 04:47 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدعوة بالقرآن

الدعوة بالقرآن

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فهذه بذرة مقالة عن الدعوة بالقرآن، أذكر بها نفسي وإخواني وأخواتي ممن منّ الله عليهم بحظ من دراسة معاني القرآن والتفقه فيه، أن نحرص على تزكية ما منّ الله علينا بتعلّمه، وأن نستعمله في الدعوة إليه، ونصرة دينه، وإعلاء كلمته، وأن نجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، وهل يراد من العلم إلا ثمرته من العمل والدعوة به إلى الله تعالى.

والدعوة بالقرآن هي أصل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، والقرآن هو أصل علوم الشريعة ، والهادي للتي هي أقوم في كل شيء من شؤون العباد، كما قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}
قال الشافعي رحمه الله في الرسالة: (فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها)ا.هـ.
وأعظم واجبات المفسّر بيان الهدى للناس فيما يحتاجون إليه؛ وأن لا يكتمه بعد معرفته، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}
وقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم كما أخذ على من قبلهم من أهل الكتاب بأن يبينوا هداه للناس وأن لا يشتروا به ثمناً قليلا كما قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)}
وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}

فالعهد الذي أخذ على أهل العلم يتضمن أمرين جليلين:
أحدهما: أن يبينوا الهدى للناس بما علّمهم الله ويسّر لهم من دراسة كتابه.
والآخر: أن يتقوا الله فلا يقولوا على الله إلا الحقّ، وأن لا يشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً فيحرفوا معاني كلامه أو يلبسوا الحق بالباطل ليبتغوا بذلك عرضاً من الدنيا.
فمن قام بالأمرين بعد اتباعه الهدى في خاصة نفسه وعمله بما علم فقد سلم وأدّى أمانة علمه، وشكر الله على نعمة العلم الذي علّمه إيّاه، وكان موعوداً بالثواب الكريم، والفضل العظيم، والرضوان من الله جلّ وعلا.


التذكير بالقرآن:
وأصل الدعوة إلى الله تعالى هو التذكير بالقرآن كما قال الله تعالى: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}
- وقال تعالى: {وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت}
- وقال تعالى: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
- وقال تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)}
- وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا }
- وقال تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ}
- وقال تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) }
والتذكير بالقرآن مشتمل على التذكير بألفاظه ومعانيه وهداياته.

والقرآن كافٍ للنفس البشرية فيما تحتاج إليه من الدلالة على الهدى في جميع شؤونها، فهو لطالب العلم منبع العلم وأصله، ولطالب الحكمة أعظم مصادرها وأجمعها، وهو عصمة من الضلالة، وشفاء لما في الصدور، وفيه تثبيت للفؤاد عند تقلبات الفتن وهيجانها، وتزكية للنفس من أوضار الذنوب والمعاصي، وتبشير بالفضل العظيم لمن اتبع هداه، وإنذار شديد لمن أعرض عنه.
وبه تطمئنّ القلوب، وتستنير البصيرة، ويحصل اليقين الذي يُعصم به المؤمن من فتن الشبهات، ويزداد الإيمان الذي ينجو به المؤمن من فتن الشهوات.
وقد جعل الله فيه تفصيل كلّ شيء وبيان كلّ ما يحتاج إليه من الهدى كما قال الله تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) }
وقال تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} على أحد القولين في المراد بالكتاب في هذه الآية.
وقال تعالى في موضعين: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ}.
وقال في موضعين أيضاً: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ}.
والمثل هنا شامل للأمثال الصريحة والكامنة؛ فكّلّ حالة تعترض العبد تعلق بها ثواب أو عقاب لها مثل مبيّن في القرآن.

أصول الدعوة بالقرآن:
والدعوة بالقرآن قائمة على أصلي العلم والعمل، وعلى استحثاث محركات القلوب الثلاثة: المحبة والخوف والرجاء، وشرح هذه الجمل يستدعي بسطاً قد يطول به المقام، وهو معلوم لديكم، وقد بسط في أكثر من موضع.
وينبغي لطالب علم التفسير أن يكون من أحرص الناس عناية بالدعوة إلى الله تعالى بما تعلّم من معاني كلامه، وعرف من هداه، وأن يكون في حديثه وعمله وسمته داعية إلى الله تعالى.

مقاصد الدعوة بالقرآن:
ينبغي لطالب علم التفسير أن يفقه المقصد الأعظم من الدعوة بالقرآن، وهو الدعوة إلى توحيد الله تعالى ومحبته وخشيته وتعظيمه وتمجيده، وإقامة ذكره، وإعزاز دينه، وتعزير رسوله صلى الله عليه وسلم وتوقيره، وأن يحبّب إلى الناس اتباع الهدى، ويرغبهم فيه، ويحذرهم من الإعراض عنه ومخالفته، وأن يجتهد في تيسييره عليهم بحسن بيانه، ولين قوله، وأن يجعل هذه المقاصد العظيمة قطب رحى دعوته، منها يبدأ وإليها يعود في كلّ مناسبة تعرض له، وبهذه الدعوة القائمة على العلم الصحيح والعمل الصالح يكون المؤمن متبعاً للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته حقاً، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}

التدرب على الدعوة بالقرآن:
طالب علم التفسير الذي يريد استفتاح أبواب التوفيق والبركة في العلم والوقت والعمل ، وأن يكون علمه مقرباً له إلى الله تعالى ينبغي أن يحرص على أن يتفقه في كل درس يدرسه، وينظر في عمله به، ثم يدعو إليه، فلا يعدم الطالب من كل درس يتعلمه فائدة يدعو إلى الله بها على بصيرة، ومن كان مداوما على أخذ نفسه بالعمل والمحاسبة والدعوة رجي له أن يبارك الله له في علمه وعمله بركة عظيمة.
فهو يتعلم ويعمل ويدعو بما أحسن تعلّمه وفقهه حق الفقه، فيفتح الله له من فضله في الفهم وسعة العلم فتوحاً لم تكن تخطر له على بال، ولا يدركها بكسبها المجرّد ولو كان من أذكياء العالم، وأكثرهم جلدا على البحث والقراءة.
وهذه الحقيقة إذا فقهها طالب العلم حق الفقه عرف أسباب التوفيق ومواطنه، وعلم أنه بدراسته وقراءته ومذاكرته إنما يبذل أسباب التوفيق ليمنّ الله عليه بالعلم والفهم وزكاة النفس وصلاح القلب وإلهام الرشد وحسن العاقبة.
ومن ظنّ أنّه يدرك العلوم بمجرد ذكائه وحفظه فإنما يغرّ نفسه ويخدعها.
وتفكّروا في حال كثير من الأئمة وما يفتح الله لهم من الفهم الثاقب وحسن البيان عن مسائل العلم تجدون كثيرا مما قالوه ليس مما درسوا نصّه من شيوخهم، ولا قرؤوه في كتبهم، وإنما هو فتح من الله فتح الله به عليهم بعد أن أحسنوا التعلم والعمل، واجتهدوا وداوموا على التحصيل.
وانظروا حال شيخ الإسلام ابن تيمية هل ما فاضت به كتبه من العلم العظيم النفع، والبيان الناصع هو مما حفظه من شيوخه؟!! أو مما قرأه في الكتب قبله؟!!
نعم كان تعلمه ودراسته سبب من أسباب تمكينه لكن ما فتح الله له به من العلم والبيان لا يوجد لكثير منه مثيل في كتب أهل العلم قبله ولم يسمعه من شيوخه.
وما أرى ذلك إلا من استقامته ومداومته على أسباب التوفيق.
وانظروا حال تلميذه ابن القيم على سعة ما تعلّمه من شيخه ابن تيمية إلا أن ما أضافه في كتبه السائرة المباركة كثير منه لا يوجد في كتب شيخه، وإنما هو فتح من الله فتح به.
وهذا مما يدلّ على أنّ فضل الله عظيم، وعطاءه واسع، ومن يتحرّ الخير يُعطه.
فلذلك ينبغي لطالب علم التفسير أن يصدق ويجدّ في رغبة الانتفاع بعلمه ويدعو إلى الله به، وأن يتدرّج في ذلك بما يمكنه ويتيسّر له؛ فإنّ سبيل بناء المهارات يبدأ بالتدرج من اليسير الممكن إلى ما هو أعظم منه؛ حتى يفتح للداعية بالمداومة والصدق ما يعجز عنه كثير من الأفراد والمؤسسات، والله تعالى إذا تولّى عبده وأعانه نفعه بأسباب ظاهرة وخفية، وأمدّه بعونه وتوفيقه وجند من عنده.

وصايا:
وأوصي طلاب برنامج إعداد المفسر أن يجتهدوا في الدعوة إلى الله بما أمكنهم، ولا سيما في قنوات التواصل الاجتماعي، وأن يتدربوا على نوعين من العمل الدعوي مهمّين:
النوع الأول: العمل الفردي، وهو أن يبذل جهده في الدعوة إلى الله بما يتيسّر له، وأن لا ينتظر من يحفّزه لذلك ويستحثّه، وليست النائحة كالثكلى.
والنوع الآخر: العمل الجماعي الذي يستفيد منه أفكاراً جديدة وتعلم طرق مفيدة ويستفتح به قنوات عديدة لإيصال دعوته.

وقد وجدت من بعض الأخوات الفاضلات من طالبات البرنامج حرصاً على الدعوة بالقرآن، وتبليغ معانيه؛ فاستعجلت لهم هذه المقالة، وافتتحنا قسم ( الدعوة بالقرآن ) ليكون منتدى يتعاونون فيه على الدعوة بما يتيسّر لهم.
وأوصيهم بوصايا مهمة:
أولها: الصدق مع الله تعالى وتصحيح المقاصد.
وثانيها: التيسير على أنفسهم في إجراءات العمل بما يمكنهم المداومة عليه؛ فإنّ القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
وثالثها: التيسير على المخاطبين بأن يحرصوا على تيسير الهدى لهم وتقريبه وإبراز محاسنه والترغيب فيه وإعانتهم على دفع مكائد الشيطان وتثبيطه ومعالجة علل النفس المثبّطة عن اتباع الهدى.
ورابعها: التطاوع فيما بينهم وترك الاختلاف في العمل الدعوي الجماعي، ولا سيما فيما يتعلق بالترتيبات والتنظيمات الوقتية؛ فإنّ من وجد أثرة وصبر عليها كان ذلك من أسباب رحمته ورفعته.
وخامسها: أن تكون رسائلهم مبشرة غير منفرة، وبلسان أهل العصر: (إيجابية جاذبة).
وهذه الوصايا مستفادة من الوصية النبوية المباركة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري لما بعثهما داعيين إلى اليمن: (يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا). رواه البخاري.

* وقد افتتحنا هذا القسم ليكون منتدى تتعاونون فيه على شؤون الدعوة إلى الله تعالى بما تعلّمتم من معاني كتابه {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
وبمناسبة ذكر هذه الآية لا بأس من أن أقصّ عليكم رؤيا رأيتها، وهي أن رأيت أني أمشي في منى في موسم الحج وإذا بقارئ يقرأ هذه الآية.
والله المستعان وعليه التكلان.

أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق لما يحبّ ويرضى، وأن يهيء لنا من أمرنا رشداً، وأن يسلك بنا سبيل أهل العلم والإيمان، وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم أدخلنا في رحمة منك وفضل واهدنا إليك صراطاً مستقيماً.


- تنظيم الأعمال الدعوية لطلاب برنامج إعداد المفسر


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدعوة, بالقرآن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir