دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #14  
قديم 22 ذو الحجة 1443هـ/21-07-2022م, 02:28 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة أعمال القلوب

المجموعة الثالثة:

س1: بم يُنال الصدق؟

يُنال الصدق بتحقيق سببه ألا وهو اليقين ، وإذا حلَّ اليقين في القلب قاد إلى الصدق في القول والعمل والحال وذلك أن اليقين يثمر في قلبِ الموقِن قوَّة العلمِ حتى يكاد يستوي عنده الغيب والشهادة من قوة التصديق ، التصديق بالثواب ، والتصديق بالعقاب، فيكون في القلب من الرغبة والرهبة والخشية والإنابة ما يجعل القلب يعبد الله كأنّه يراه ومما يبيّن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين: (أثقلُ صلاة على المنافقين: صلاةُ العِشاء ، وصلاةُ الفجرِ ، ولو يعْلَمُونَ ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوا) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. فلمَّا غاب عنهم اليقين بالثواب والعقاب هان عليهم ترك الصلاة، ولو كان هذا العلم يقينا في قلوبهم لأتوهما ولو حبواً ومما يعين على اكتساب اليقين إقبال القلب على الله وطلب الهدى منه جل وعلا، وكثرة الذكر والتذكر ، ومعاودة التفكر والتدبر ؛ حتى يكون العلم يقيناً يقرّ في القلب فيحيا به صاحبه، ويبصر به، ويمشي به، ويتكلم به، ويقوم به {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. فالعلم المراد هنا هو علم اليقين؛ وهو مستمد من التصديق الذي هو حقيقة الإيمان.

س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.

أحكام التوكل:
- التوكل عبادة من أجل العبادات فمن صرفه لغير الله تعالى فهو مشرك كافر خارج عن دين الإسلام .
- في الاعتماد على الأسباب من الأشخاص والأعمال وغيرها فإن كان في القلب نوع تعلق بالسبب وتذلل له مع اعتقاده أن النفع والضر بيد الله وحده؛ فهو شرك أصغر من شرك الأسباب.
- بذل السبب بلا تعلق قلبي بالمخلوق فهذا ليس بشرك، ويكون حكمه على حسب ما يترتب عليه فالاعتماد على الأسباب في أمر مباح حُكْمُه الإباحة، والاعتماد عليها في أمر محرم حُكْمُه التحريم.

أقسام الناس في التوكل:
- المشركون في التوكل وهم من صرف هذه العبادة لغير الله بحيث تراهم يتوكلون على آلهتهم التي يدعونها من دون الله في جلب النفع ودفع الضر والشفاعة وغيرها وهؤلاء كفار خارجون عن ملة الإسلام .
- المفرطون في وجبات التوكل من عصاة الموحدين وهم الذين لم يصرفوا هذه العبادات لغير الله جل وعلا؛ لكنهم وقعوا في التفريط في واجبات التوكل ولم يحققوه؛ إما بضعف اعتماد القلب على الله لغلبة الغفلة والتعلق بالأسباب على القلب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله وحده، أو بالتفريط في الأسباب الواجبة وهم أصحاب الكبائر من المسلمين.
- المؤمنون المتوكلون وهو الذين حققوا التوكل على الله عز وجل؛ بتفويض الأمر إليه ، وبذل الأسباب التي هدى الله عز وجل إليها، وهم المؤمنين الأتقياء.

س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟

السبب في تعرّض الشيطان لأهل الانابة آن من لم يسلك شرع الله ومنهاجه فهو مقبل على هواه وهذا هو مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛ فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله.قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}
ويُدفع شره بالاستعاذة منه وقراءة القرآن فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلبَ الإيمانَ العظيم وتزيده يقينًا وطمأنينةً وشفاءً قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}وقال تعالى: {هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}.

س4: ما هي فضائل الزهد .

من فضائل الزهد:
- أنه سبب لمحبّة الله عزّ وجلّ؛ فإنّ السبب الجامع لبغض الله تعالى لمن أبغضه من الكفار والمنافقين والعصاة هو إيثار الحياة الدنيا على الآخرة، وهو نقيض الزهد، قال الله تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ...} الآية.
- أنّه دواء ناجع من كثير من أدواء القلوب وآفات الأعمال التي إذا سرت إليها أفسدتها أو أضعفتها.
- أنّه من علامات إرادة الله الخير بعبده قال موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب القرظي قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا زهَّده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة). رواه ابن المبارك في الزهد، ووكيع في الزهد واللفظ له.
- أنّه من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة. قال محمد بن النضر الحارثي: كان محمد بن كعب يقول: (الدنيا دار فناء، ومنزل بلغة، رغبت عنها السعداء، وانتزعت من أيدي الأشقياء؛ فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأزهد الناس فيها أسعد الناس بها، هي المعذّبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دُوَل).
- أنه نجاة للعبد من الذلّ الحاصل بالطمع في الدنيا ومتاعها وتعلّق القلب بها قال سفيان الثّوريّ: (من زهد في الدّنيا ملكها، ومن رغب فيها عبدها، فمن شاء فليعش فيها ملكًا، ومن شاء فليعش فيها عبدًا). رواه الخطيب البغدادي في الزهد.
- أنه يفتح للعبد عين البصيرة لإقباله على الآخرة وإنابته إلى ربّه ومحاسبته لنفسه واستعداده للموت قبل نزوله، فيبصر بهذا الإقبال والنظر وتلك العناية بالآخرة والاستعداد لها بالأعمال الصالحة ما لا يبصره من اشتغل قلبه بالدنيا قال ابن القيم: (مفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا).

س5: بيّن مراتب الشكر.

لشكر النعم مرتبتان:
المرتبة الأولى: الشكر عند تلقي النعمة، ويتحقق بأربعة أمور:

- الفرح بفضل الله والابتهاج بعطائه، وتعظيم قدر النعمة في النفس كما دلّ عليه قول الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
- الاعتراف لله تعالى بنعمته، كما في الحديث :(أبوء لك بنعمتك علي).
- حمد الله تعالى على نعمته، وذكرها، والثناء على الله بنعمته، كما في قول الله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» رواه مسلم وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
- الرضا بنعمة الله، وأن لا يعيبها ولا يزدريها، كما دلّ عليه قول الله تعالى: {فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين} وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي العلاء بن الشخير قال: حدثني أحدُ بني سليم ولا أحسبه الا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه فمن رضي بما قسم الله عز وجل له بارك الله له فيه ووسّعه، ومن لم يرضَ لم يبارك له)). إسناده صحيح، وجهالة اسم الصحابي لا تضرّ. وتلقّي نعمة الله بالشكر له أثر عظيم في رضا الله تعالى عن العبد ومحبّته إيّاه، فإنّ الله تعالى يُحبّ من عبده أن يُحسن تلقّي نعمته.

والمرتبة الثانية: شكر أداء حقّ النعمة، ويتحقق بأربعة أمور أيضاً:

- أن يعرف حقّ الله تعالى في تلك النعمة من العلم والعمل والحال؛ فيؤدّيه لله مخلصاً له في ذلك، سليم القلب، طيّب النفس.
- أن يحفظ تلك النعمة بما أمر الله أن تُحفظ به، وفي مستدرك الحاكم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تعلم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها) وأصله في صحيح مسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: (لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل).
- أن لا يقابل النعمة بالمعصية وفي هذا المعنى أحاديث؛ ومن أسوأ ما يقع من العبد أن يستعمل نعمة الله في معصيته.
- أن يقابل إحسان الله إليه بإحسان العمل، فيعمل عملا صالحا يشكر به ربه على نعمته، ولما كُلّم النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وقيامه وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال: (أفلا أكون عبدا شكورا)، وقال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور}.

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب:
- أهمية العلوم القلبية وعلاقتها بعلم السلوك وأن أعمال القلوب من أجل أبواب علم السلوك، وأعظمها نفعاً.
- أن المراد بالسلوك هو سلوك الصراط المستقيم، وهو متضمن لما تحصل به الهداية للصراط المستقيم قصداً وقولاً وعملاً، وأن علم السلوك من أجلّ علوم الشريعة قدراً وهو مقصودها الأعظم.
- أن مرجع علم السلوك مصدرين أساسيين أولهما البصائر والبيانات القائم على العلم والمثمر لليقين والثاني إتباع الهدى القائم على الإرادة والعزيمة والمثمر للاستقامة والتقوى .
- من فروع علم السلوك :أعمال القلوب، تزكية النفس، مجاهدة الشيطان. حفظ الجوارح. الترغيب والترهيب.الزهد والورع وغيرها.
- أن للسلف الصالح ومن اتّبعهم بإحسان عناية بالغة بهذا العلم تعلّماً وترسّماً وتوصيةً وتأليفاً. وقد تضمنت دواوين السنة المعروفة كتباً في هذا العلم الجليل .
- أن معنى الأبدال هم العلماء العاملون والعباد الصالحون، يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره، ولذلك سموا بالأبدال والبدلاء وأما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد فلم يستعملها السلف، وهي من إحداث الصوفية.
- تعريف العبادة باعتبار أصل معناها الملازم لها وأنها على نوعين: عبادة كونية. وعبادة شرعية.
- أنه يجب أن يصاحب العبادة ثلاثة أمور حتى تسمى عبادة شرعية : الأول المحبة والثاني الانقياد والثالث التعظيم.
- معرفة أن لصحة العبادة شرطان: أحدهما: الإخلاص لله جل وعلا والثاني أن تكون على ما شرع الله عز وجل بما بينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
- معرفة أنواع و أحوال القلوب وما يعتريها من الصحة والمرض وأن لها علل وأدواء، ولهذه العلل شفاء. ومعرفة أسبابها وأحكامها وآثارها.
- معرفة أصناف أمراض القلوب من أمراض شكّ وريبة و أمراض غلظ وقسوة، و أمراض ضعف ووهن ومعرفة اصول هذه الأمراض وهي الجهل والعيّ، والشكّ والارتياب، والحرص والشحّ، والعُجْب والكِبْر، والغلّ والحسد، والشهوة والغضب، والغفلة والقسوة، والهوى والوَهَن.
- معرفة أن الشك والارتياب فهو أخطر أمراض القلوب، وشفاء هذه العلّة بالازدياد من اليقين، وسبيله تدبّر القرآن والتبصّر ببصائره، واتّباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والتفكّر والتذكّر.
- معرفة معنى المحبة الصحيحة بناء على التأصيل العلمي لها و معرفة فضائلها ودلائلها وأسبابها وآدابها ومعرفة أسباب الضلال في هذا الباب.
- معرفة أن الخوف عبادة من أجل العبادات، وأنه أصل التقوى ومعرفة أنواعه الثلاثة وموجباته وأثاره وثمراته وأقسام الناس فيه والفرق بين خوف العبادة وغيره من أتواع الخوف.
- معرفة المراد بخوف السر وأن المقصود به خوف التعبد، ويُمثل له بخوف عباد القبور والأولياء.
- معرفة حقيقة الرجاء ومنزلته وأقسامه والفرق بينه وبين التمني المذموم.
- معرفة أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء وأنها أصول العبادة.
- معرفة مسألة " أيهما يغلَّب الخوفُ أم الرجاء" واختلاف العلماد فيها وأن أرجحها أنفعها لقلب السالك، وأحسنها أثراً في صلاح أعماله وأن الأكمل اعتدال الرجاء والخوف.
- معرفة معنى الصدق وأنه يكون في القول العمل والحال ومعرفة فضله وبما يُنال وأحوال الصادقين.
- معرفة معنى الإخلاص وفضائله وعاقبته والاسباب المعينة على تحقيقه وتفاضل المخلصين.
- معرفة معنى التوكل ومنزلة التوكل على الله و انواعه وأقسام الناس فيه وأحكام المخالفين فيه.
- معرفة معنى الاستعانة، و درجات الناس في العبادة والاستعانة وكيفية تحقيق الاستعانة و أنواعها و أقسام الاستعانة وأحكامها.
- معرفة معنى الخشية وحقيقتها وأسبابها ودرجاتها وثمراتها وأحكام خشية غير الله تعالى.
- معرفة معنى الإنابة وأسبابها وثمراتها ودرجاتها وعلاقة التوكل بالانابة وتعرض الشيطان لأهلها وكيفية النجاة من كيده.
- معرفة الفرق بين الزهد والورع ومعنى الزهد و فضائله والاسباب المعينة عليه والتحذير من الزهد الفاسد.
- معرفة معنى الورع وفضائله والاسباب المعينة عليه ومذاهب العلماء فيه.
- معرفة معنى الصبر وأنواعه و منزلته والاسباب المعينة عليه .
- معرفة مسألة "أيهما آفضل المبتلى الصابر أم المعافى الشاكر" وأقوال السلف في ذلك.
- معرفة معنى الشكر ودرجاته ومراتبه والأسباب المعينة عليه.
- معرفة الفرق بين الحمد والشكر.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir