دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > فضائل القرآن > فضائل القرآن لابن كثير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ربيع الثاني 1431هـ/1-04-2010م, 08:18 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تأليف القرآن


تأليف القرآن
قال البخاري رحمه الله: حدثنا إبراهيم بن موسى أنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال وأخبروني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت ويحك ما يضرك؟ قال يا أم المؤمنين أريني مصحفك فقالت: لم؟ قال: لعلى أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت: وما يضرك أية قرأت قبل؟ إنما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء نزل: لا تشربوا لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وانأ عنده قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور
والمراد من التأليف ههنا - ترتيب سوره وهذا العراقي سأل أولا عن أي الكفن خير أو أفضل فأخبرته عائشة رضي الله عنها أن هذا مما لا ينبغي أن يعتني بالسؤال عنه ولا القصد له ولا الاستعداد فإن في هذا تكلفا لا طائل تحته وكانوا في ذلك الزمان يصفون أهل العراق بالتعنت
في الأسئلة كما سأل بعضهم عبد الله بن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب فقال ابن عمر: انظروا إلى أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا لم تبالغ معه عائشة رضي الله عنها في الكلام لئلا يظن أن ذلك أمر مهم وإلا فقد روى أحمد وأهل السنن من حديث سمرة وابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [البسوا من ثيابكم البياض وكفنوا فيها موتاكم فإنها أطهر وأطيب] وصححه الترمذي من الوجهين وفي الصحيحين عن عائشة أنها قالت: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة وهذا محرر في باب الكفن من كتاب الجنائز ثم سألها عن ترتيب القرآن فانتقل إلى سؤال كبير وأخبرها أنه يقرأ غير مؤلف أي مرتب السور وكأن هذا قبل أن يبعث أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه إلى الآفاق بالمصاحف الأئمة المؤلفة على هذا الترتيب المشهور اليوم وقبل الالزام به والله أعلم ولهذا أخبرته أنه لا يضرك بأي سورة بدأت وأن أول سورة نزلت فيها ذكر الجنة والنار وهذه إن لم تكن (اقرأ) فقد يحتمل أنها أرادت اسم جنس لسور المفصل التي فيها الوعد والوعيد ثم لما انقاد الناس إلى التصديق أمروا ونهوا بالتدريج أولا فأولا وهذا من حكمة الله ورحمته ومعنى هذا الكلام أن هذه السورة أو السور التي فيها ذكر الجنة والنار ليست البداءة بها في أوائل المصاحف مع أنها من أول ما نزلت وهذه البقرة والنساء من أوائل ما في المصحف وقد نزلت عليه في المدينة وأنا عنده
فأما ترتيب الآيات في السور فليس في ذلك رخصة بل هو أمر توقيعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم تقرير ذلك ولهذا لم ترخص له في ذلك بل أخرجت له مصحفها فأملت عليه أي السور والله أعلم وقول عائشة: لا يضرك بأي سورة بدأت يدل على أنه لو قدم بعض السور أو كما يدل عليه حديث حذيفة وهو في الصحيح أخر عليه السلام قرأ في قيام الليل البقرة ثم النساء ثم آل عمران
وقد حكى القرطبي عن أبي بكر بن الأنباري في كتاب الرد أنه
قال: فمن آخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة كمن أفسد نظم الآيات وغير الحروف والكلمات وكان مستنده اتباع مصحف عثمان رضي الله عنه فإنه مرتب على هذا النحو المشهور
والظاهر أن ترتيب السور منه ما هو راجع إلى رأى عثمان رضي الله عنه وذلك ظاهر في سؤال ابن عباس له عن ترك البسملة في أول براءة وذكره الأنفال من الطول والحديث في الترمذي وغيره بإسناد جيد قوي
وقد ذكرنا عن على أنه كان قد عزم على ترتيب القرآن بحسب نزوله ولهذا حكى القاضي الباقلاني أن أول مصحفه كان اقرأ باسم ربك الأكرم وأول مصحف ابن مسعود {مالك يوم الدين} ثم البقرة ثم النساء على ترتيب مختلف وأول مصحف أبي {الحمد لله} ثم النساء ثم آل عمران ثم الأنعام ثم المائدة ثم كذا على اختلاف شديد
ثم قال القاضي: ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم وكذا ذكر مكي في تفسير سورة براءة قال: فأما ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل فهو من النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن وهب في طائفة: سمعت سليمان بن بلال يقول: سئل ربيعة لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة؟ فقال: قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه وقد أجمعوا على العلم بذلك فهذا مما ينتهي إليه ولا يسأل عنه قال ابن وهب: وسمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو الحسن ابن بطال: إنا نجد تأليف سورة في الرسم والخط خاصة ولا نعلم أن أحدا قال إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة وفي القرآن ودرسه وأنه لا يحل لأحد أن يتلقن الكهف قبل البقرة ولا الحج بعد الكهف ألا ترى إلى قول عائشة: لا يضرك أية قرأت قبل [وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة السورة في ركعة ثم يقرأ في الركعة الأخرى بغير السورة التي تليها] قال: وأما ما روى عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا وقالا: إنما ذلك منكوس القلب فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة فيبتدئ بآخرها إلى أولها فإن ذلك حرام محظور (ثم قال البخاري: ثنا آدم عن شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود يقول في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي
انفرد بإخراجه البخاري والمراد منه ذكر ترتيب هذه السور في مصحف ابن مسعود كالمصاحف العثمانية وقوله من العتاق الأول أي من قديم ما نزل وقوله وهن من تلادي أي من قديم ما قنيت وحفظت والتالد في لغتهم قديم المال والمتاع والطارق حديثه وجديده والله أعلم
حدثنا أبو الوليد ثنا شعبة أنا أبو اسحق سمع البراء بن عازب رضي الله عنه يقول: تعلمت {سبح اسم ربك الأعلى} قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم وهذا متفق عليه وهو قطعة من حديث الهجرة والمراد منه أن {سبح اسم ربك الأعلى} سورة مكية نزلت قبل الهجرة والله أعلم
(ثم قال) ثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله: [لقد علمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة فقام عبد الله ودخل معه علقمة وخرج علقمة فسألناه فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن من الحواميم حم الدخان وعم يتساءلون]
هذا التأليف الذي عن ابن مسعود غريب مخالف لتأليف عثمان رضي الله عنه فان المفصل في مصحف عثمان رضي الله عنه من سورة الحجرات إلى آخره وسورة الدخان لا تدخل فيه بوجه والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد: ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عثمان بن عبد الله ابن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال: [كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان سمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء قال: قلنا ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال طرأ على حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا قال: قلنا كيف تخرجون
القرآن؟ قالوا نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من (ق) حتى يختم] ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي به وهذا إسناد حسن
فصل
فأما نقط المصحف وشكله فيقال أن أول من أمر به عبد الملك ابن مروان فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط فأمر الحسن البصري ويحيى ابن يعمر ففعلا ذلك ويقال أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكروا أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى ابن يعمر والله أعلم
وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا وقيل: بل أول من فعله المأمون وحكى أبو عمرو الداني عن ابن مسعود أنه كره التعشير في المصحف وكان يحكه وكره مجاهد ذلك أيضا وقال مالك: لا بأس به بالحبر فأما بالألوان المصبغة فلا واكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا وقال قتادة: بدأوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وقال يحيى بن كثير أول ما أحدثوا النقط وقال: هو نور له ثم أحدثوا النقط عند آخر الآي ثم أحدثوا الفواتح والخواتم ورأى إبراهيم النخعي فاتحة سورة كذا فأمر بمحوها وقال: قال ابن مسعود: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القرآن, تأليف

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir