دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الآخرة 1443هـ/16-01-2022م, 02:54 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من سير أعلام المفسرين

مجلس القسم الأول من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- المطلوب كتابة رسالة دعوية - بأسلوبك - في سيرة المفسر الذي اخترته، ونهدف من خلال هذا الواجب إلى تنمية مهارة الطالب في توظيف ما تعلمه في المجالات الدعوية.
- يمكنك التركيز على جانب محدد من سيرة المفسر، مع التعريف العام بأهم ما ورد في سيرته.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.


نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الآخرة 1443هـ/16-01-2022م, 04:03 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

اخترت:
سيرة حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه

السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 جمادى الآخرة 1443هـ/17-01-2022م, 05:46 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بإذن الله سأقوم بكتابة رسالة تعريفية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 جمادى الآخرة 1443هـ/17-01-2022م, 08:48 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رسالتي التعريفية عن ابن مسعود رضي الله عنه ان شاء الله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 جمادى الآخرة 1443هـ/17-01-2022م, 06:09 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

بإذن الله وتوفيقه رسالتي التعريفية عن ابن عّم رسول الله صلى الله عليه وسلم * على بن أبي طالب رضي الله عنه *

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 جمادى الآخرة 1443هـ/18-01-2022م, 10:26 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
اخترت سيرة أبي الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري (ت:32هـ)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 جمادى الآخرة 1443هـ/19-01-2022م, 11:38 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله أكتب عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه..

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 جمادى الآخرة 1443هـ/22-01-2022م, 04:38 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري (ت:18هـ)
حفظ القرآن ليس بحفظ حروفه و لكن بإقامة حدوده.
هذا ما كان عليه الصحابي الجليل معاذ بن جبل؛ عالم من علماء الصحابة وقرائهم، شهد بدراً و بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيعة العقبة الثانية، فكان ممن رضي الله عنهم و أرضاهم، و شهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم .
كان صاحب همة في طلب العلم و صدق فيه، أقبل على رسول الله صلى الله عليه و سلم يطلب الإقراء فوجهه لابن مسعود ثم أقرأه، و كان ممن زكاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و عده ممن يؤخذ عنهم الإقراء، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيّ، ومعاذ بن جبل». رواه البخاري.
جمع القرآن في صدره و قام بتعليمه، فنال الخيرية التي قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم ( خيركم من تعلم القرآن و تعلمه) ، فكان أحسن الناس أخلاقًا، و أجملهم سمتًا، كما لو زين القرآن قلبه فنور وجهه.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، وأسمحهم كفا.
قرأ عليه جماعة من الصحابة والتابعين في بلدان شتى، ومن أشهر من قرأ عليه: الأسود بن يزيد النخعي قرأ عليه في اليمن قبل أن ينتقل إلى العراق، وفي حمص عبد الله بن قيس السكوني.
و أقام التوحيد حتى شبهه المسلمين بإبراهيم عليه السلام إمام الموحدين ، قال ابن مسعود: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين، فقال فروة بن نوفل: نسي، فقال عبد الله: من نسي أنا كنا نشبهه بإبراهيم عليه السلام.
تعلم القرآن و عمل بما علم، حتى أقام التوحيد على وجهه، و كان برهانه قيامه على طاعة الله، مستقيمًا على الحق.
حريص على الخير في كل وقت و على ما يعينه عليه، نظر قلبه على الآخرة، فعن ابن مسعود: أن رجلا لقي امرأة في بعض طرق المدينة، فأصاب منها ما دون الجماع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فنزلت: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} ، فماذا قال معاذ؟ سأل سؤال المهموم بالآخرة، العارف بحاجته، فقال: يا رسول الله، لهذا خاصة، أو لنا عامة؟ قال: بل لكم عامة).
خطاب الحكمة كان خطابه، يُدرك ما يجعل الناس تجيبه إلى قوله، خاطب بني أود حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم معرفًا عن نفسه: إني رسول رسول الله إليكم_ لم يقل أنا معاذ ، و لكن عرف بنفسه بمن يُمثل و هذا أدعى للإجابة، ممن يستمعون إليه، و فيه معرفته بالنفوس، و تواضعه، و من تواضع لله رفعه_ ثم أكمل لهم بتذكيرهم باليوم الآخر: تعلمون أن المعاد إلى الله؛ إلى الجنة أو إلى النار (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير) و هذا ايضًا افتتاح يحفز النفوس للاستجابة، و هذا مما ذكر عنه في التفسير.
همه الإيمان و يعلم حاجة القلب لتجديده مع مخالطة الناس، حتى انه كان يقول لصحبه هيا بنا نجلس نؤمن ساعة، ما هذا الهم يا معاذ؟ تسير بين صحبك ثم تدعوهم لجلسة تذكرون فيها الله لتجدد إيمانكم، لتغسلوا قلوبكم من شعث الدنيا التي قارفتموها، هذا هم من عرف ضعف قلبه و عرف أثر فضول المخالطة عليه.
كان له مكانته المميزة في قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم، حتى أعلن له حبه، و أقسم على ذلك فقد روى معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما- و هذا فيه من التلطف و المودة ما فيه- ثم قال:يا معاذ، والله إني لأحبك » -يؤكد بالقسم و إن أنه يحبه، لله درك يا معاذ! ما كان وقع هذه الكلمات في قلبك، كيف استقبلتها، ماذا رأى منك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى خصك بإعلان حبه و تأكيده؟- أجابه معاذ، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك، بعد هذه الإثارة لمشاعر القلب و تهييج الحب في قلب معاذ جاءت الوصية الغالية من نبي الله له- قال:(( أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
سبحان الله هذه الوصية لمعاذ و لكل أهل العلم، تذكير أن ما هو عليه من فضل هو من عند الله، فلا يصيبه العجب، و لا يركن إلى نفسه، و أن التكاليف تحتاج لمعونة، حتى لا يداخل النفس كسلًا.
شهد له رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنه أعلم الأمة بالحلال و الحرام، فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي بأمّتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبيّ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكلّ أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
ارتقى معاذ بعلمه و بما فقهه من الدين حتى قال عنه عمر بن الخطاب مرفوعا: (يأتي معاذ بين يدي العلماء رتوة، و في رواية يوم القيامة؛ يتقدم العلماء في الآخرة كما تقدمهم في الدنيا،
ما لديه من علوم و مهارات جعلته رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى البلاد و العباد، فقد كلفه رسول الله صلى الله عليه و سلم بتعليم المسلمين القرآن و شرائع الدين؛ مسلمي مكة و المدينة، و أرسله اليمن قاضيًا و أميرًا، بعثه لأهل اليمن داعيًا و مؤذنًا للحق، و كان في وداعه صلى الله عليه و سلم يوصيه بما ينتهجه في دعوته، معاذ على راحلته و الرسول صلى الله عليه و سلم يمشي تحت راحلته، ثم بعد أن فرغ من وصيته ، قال له كلمات أصابت قلب معاذ بالحزن: قَالَ: يَا مُعَاذُ ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي ، وَلَعَلَّكَ أَنَّ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي ، فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ جَزَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَبْكِ يَا مُعَاذُ ، فَإِنَّ الْبُكَاءَ مِنَ الشَّيْطَان.
و هذا ما كان؛ عاد معاذ إلى المدينة بعد وفاة رسل الله صلى الله عليه و سلم و مر بالمسجد و بقبر رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و لقصر عمره لم يرو عنه الكثير، و ممن روى عنه من الصحابة ابن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر وأبو الطفيل.
وممن روى عنه من التابعين: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وقيس بن أبي حازم، وعمرو بن ميمون الأودي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو وائل شقيق بن سلمة، ومالك بن يخامر السكسكي، وميمون بن أبي شبيب، وأبو حمزة الشيباني، وعمرو بن مرة.
و سار عمر معه على ما كان من الرسول صلى الله عليه و سلم؛ فعهد إليه إقراء و تعليم أهل حمص و فلسطين، فبقي في فلسطين معلّماً حتى مات في طاعون عمواس سنة 18هـ وهو ابن ثمانية وثلاثين، مع قصر عمره في الإسلام كان له أبلغ الآثار و أعلاها، رفع القرآن ذكره في الدنيا فبلغ الآفاق و عدى حدود الأزمان، و ها نحن اليوم نذكره و نذكر مناقبه، لنتأسى به و ننهج نهجه، فبمثله يعلو صوت الحق و يدوي.
الفوائد:
1- علم التوحيد أهم العلوم.
2- القرآن يرفع صاحبه و يعلي مرتبته في الدنيا و الآخرة.
3- الإخلاص و الهمة في العمل سبيل الفلاح.
4- التواضع خلق العلماء، ممن عرفوا الله و عرفوا أنفسهم
5- الاهتمام بتجديد الإيمان بالقلوب.
6- النظر ما كان معلقًا بالآخرة، كان القلب همه الآخرة، و هذا من حكمة صاحبه و علمه بحقيقة الدنيا.
7- بقدر ما قام في قلبك من هم بقدر همتك.
8- تعلم القرآن بتعلم معانيه و فهمه و العمل به.
9- التخلق بالقرآن سمة العلماء الربانيين.
10- قدوة هو لكل صاحب همة؛ كان له في كل باب سهم، كان مجاهدًا، و عالمًا و قاضيًا، معلمًا.
11- التكليف يكون حسب الكفاءة

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 جمادى الآخرة 1443هـ/22-01-2022م, 10:51 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله..
لاشك أن أسمى وأشرف العلوم هو العلم بالقرآن ، والمهارة بتلاوته ، وقد تميز بعض الصحابة رضي الله عنهم بثناء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((( خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد فبدأ به، ومعاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة )). رواه البخاري ومسلم.
ومن هنا نعرف واحدة من السمات المميزة لعبدالله بن مسعود رضي الله عنه فهو من قراء الصحابة، وعليه فهو من علماءهم فالعلم بالقرآن هو العلم الحقيقي.

وعندما ننظر الى نشأته نجده رضي الله عنه من السابقين الأولين الى الاسلام ، أسلم بمكة وهو غلام ، وهاجر الهجرتين الى الحبشة والى المدينة، وشهد جميع المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم.

كان رضي الله عنه كثير الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وخدمته، وهو أشبه الناس به هديا وسمتا، وقد أكرمه الله بحفظ سبعين سورة من في النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد جمع الله له بين حسن الصوت وحسن الوجه،والعلم بالتفسير فهو من أكثر من روي عنه التفسير من الصحابة رضي الله عنهم.

ومما يحسن ذكره ماورد عنه من الحديث النبوي فهو من أعلى الثناء وأزكاه منها بعد ثناء الله عليهم :
-عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وعبد الله يصلي، فافتتح بسورة النساء فَسَحَلَها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد))، ثم قعد، ثم سأل، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سل تعطه، سل تعطه)).
فقال فيما يقول: (اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبينا محمد في أعلى جنة الخلد)
(فأتى عمر عبد الله ليبشره، فوجد أبا بكر قد سبقه). رواه أحمد والنسائي في السنن الكبرى وابن حبان.

- وقال إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «أحسنت» رواه البخاري وابن أبي شيبة.

ومن ثناء الصحابة عليه:
- وقال زيد بن وهب: كنت جالسا عند عمر فأقبل عبد الله فدنا منه فأكبَّ عليه، فكلَّمه فلما انصرف قال عمر: «كنيف ملئ علما» رواه أحمد في فضائل الصحابة.

- وقال عبد الرحمن بن يزيد: سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه، فقال: «ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد» رواه البخاري في صحيحه.

- وقال جامع بن شداد المحاربي: أخبرنا عبد الله بن مرداس قال: «كان عبد الله يخطبنا كل خميس فيتكلم بكلمات، فيسكت حين يسكت ونحن نشتهي أن يزيدنا» رواه ابن سعد.

- وقال حارثة بن مضرب العبدي: قرئ علينا كتاب عمر ههنا [يريد بالكوفة]: « إني بعثت إليكم عمارا أميراً، وبعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد من أهل بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا، وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي، وجعلته على بيت مالكم». رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة في المصنف من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن حارثة.

ومما قال هو عن نفسه في العلم :
- عن مسروق، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» رواه البخاري.

وقد توفي بالمدينة سنة 32هـ، فصلى عليه عثمان، ودُفن بالبقيع رضي الله عنه.

ومما يستفاد من سيرته رضي الله عنه:
1- الحرص على العلم وعلو السند فقد حرص رضي الله عنه على تعلم طائفة من السور من النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يعرض عليه قراءته وعرضه مرتين في العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
2- ملازمه العالم من أسباب زيادة العلم واكتساب الهدي والسمت، فقد لزم ابن مسعود النبي صلى الله عليه وسلم ، وخدمه ،بل كان يظن أنه من أهل بيته، وشابهه في السمت والهدي .
3- قرب
4- المهارة بالتخصص فقد برع ابن مسعود في العلم بالقرآن قراءة للحرف، وفهما للمعنى .
5- اجلال حامل القرآن والعالم به ومعرفه قدره، فقد أجله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظوا له مكانته ومنزلته.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 جمادى الآخرة 1443هـ/22-01-2022م, 03:50 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي الغطفاني (ت: 36 هـ)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد
لقد جلت حكمة الله تعالى أن يرسل النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للثقلين، بعد أن كانت الخليقة في جاهلية عمياء، غارقة في أنواع الموبقات، فانتشلها من حضيض الأخلاق، إلى أسمى المقامات.
ولم يتحقق للأمم السابقة ما تحقق لهذه الأمة، بأن أرسل لها خير الرسل، وقيض له أشرف الخلق بعد الأنبياء، اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فقاموا بهذا الدين حق القيام، وهم الأبر قلوبا، والأعمق فكرا، والأقل تكلفا، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
هم صحبة ليس لهم مثيل ولا نظير، ويكفينا شرفا وفخرا بتلك الصحبة أن نعلم أنهم ليسوا كأصحاب أي نبي قبله، عليهم الصلاة والسلام أجمعين، كيف لا؟ وقد أثنى تعالى عليهم بقوله: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ ۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَىٰهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا ۖ سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِى ٱلْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًۢا" [الفتح: 29].
ويتمثل ذلك جليا حين ندرك سوء أدب بعض أصحاب موسى عليه السلام حين قالوا له: "اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون" [المائدة 24]. ومثلهم في بعض أصحاب عيسى عليه السلام حين قالوا له: "هل يستطيع ربك" [المائدة 112]. أما أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم فقد آزروا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروه وأحبوه، فها هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يروي ما قاله المقداد بن الأسود رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: (لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولكنا نقاتل عن يمينك، وعن شمالك، وبين يديك وخلفك) [البخاري 3952].
ودعونا اليوم نتناول سيرة أحد من تلك النخبة المنتقاة، لنستلهم من سيرته العبر، ونستقي منها الدروس والحكم. وهذه هي الغاية التي لأجلها سأسرد فيها سيرته العطرة رضي الله عنه وأرضاه، حيث سأعرضها في نقاط، تشير فيها كل نقطة لفائدة سلوكية نقتدي به فيها عبر تطبيق عملي، سائلين المولى عزوجل أن يجمعنا به وبنبينا وبصحبه أجمعين.
إنه الصحابي الجليل، الملهم الفذ: أبو عبد الله حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
- هو صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم، نال هذا الشرف بسبب أمانته وحفظه للسر وكتمانه، فقد صان ما استودعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه، ولم يفشه مهما حاول الغير استنطاقه، فنقتدي به في حفظ الأمانات، والحرص على الأسرار.
- عرف عنه بره بوالده، الذي رافقه في إسلامه، وفي هجرته للنبي صلى الله عليه وسلم لولا أن قريشا منعتهما من الوصول إليه.
- ومما اتصف به هذا الصحابي الجليل: امتثاله لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم بحذافيرها، مهما خالفت ما تهواه نفسه، فقد التزم أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الوفاء بالعهد الذي قطعه وأبوه عن نفسيهما مع قريش في عدم مشاركتهما النبي صلى الله عليه وسلم في قتالهم.
- اختار رضي الله عنه نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الغزوات باستثناء بدر وفاء للعهد الذي قطعه لقريش، فشارك ووالده في أُحد دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة لهذا الدين العظيم. مما يدل على حبهما للإسلام واستماتتهما في الدفاع عنه.
- ونلحظ سماحة نفسه في غزوة أحد حين دعا للصحابة - الذين قتلوا أباه اليمان خطأ - بالمغفرة، حيث لم تفلح محاولات ولده في ذب سيوف الصحابة عنه. ظهرت لنا سجية عطرة من سجاياه: وهي العفو والصفح مع شدة الأمر على النفس، فتنازل للصحابة عن الثأر لمقتل أبيه لعلمه بالتباس الأمر عليهم، فرضي الله عنهم أجمعين وأرضاهم.
- ونستلهم من تلك القصة أيضا زهده وكيف أنه لا يلتفت للعاع الدنيا، فلم يطالب بفدية، بل كان جل همه الآخرة وأن ينال عفو الله عنه وأن يتجاوز عنه. ومثلها مما يدل على زهده في الدنيا: أمره بتكفينه بأقل ما يمكن أن يقوم به الأمر، فلم يستكثر من الدنيا حتى عند آخر رمق فيها.
- تفرس النبي صلى الله عليه وسلم بحذيفة الذكاء وسرعة البديهة، التي ظهرت منه رضي الله عنه حين سمع أصوات بعض المنافقين تدعو لقتل النبي صلى الله عليه وسلم حين نعس بدفعه عن راحلته، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن حال بينهم وبينه عليه الصلاة والسلام، فائتمنه النبي صلى الله عليه وسلم على سر أسماء المنافقين، وهذه الخصيصة خصه بها النبي صلى الله عليه وسلم لفراسة تفرسها به عليه السلام، فكان جديرا بهذا الشرف رضي الله عنه.
- ومن ذات القصة يظهر لنا توقيره للنبي صلى الله عليه وسلم حين لم يشأ أن يوقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه، بل اختار أن يقترب منه تاليا لآيات من القرآن ليلفت انتباهه عليه الصلاة والسلام، فيا له من إحساس مرهف، وحسٍّ لا يتمتع به إلا خير البشر بعد الأنبياء رضوان الله عليهم أجمعين.
- كان رضي الله عنه لامع الذهن، يحتاط لدينه أشد الاحتياط، حين خالف الناس في سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، فقد كان يسأله عن الشر، خوفا منه على دينه الذي هو رأس ماله، وغاية ما يملكه.
- ظهرت شجاعته وقوته حين ندبه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو رغم الخوف والبرد الشديد، فأتم الله على يديه فتح الدينور عنوة، فتحلى بالشجاعة بالحق وعدم الاكتراث لقوة وبطش العدو، كما شارك في فتوحات العراق كلها. فظهرت كرامة حذيفة رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم حين أوكل له مهاما دون غيره من كبار الصحابة، وتابع الصحابة نبيهم صلى الله عليه وسلم في اختياره في المهام الثقال حين استخلفهم الله تعالى بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- ويظهر لنا شدة حب حذيفة لهذا الدين وغيرته عليه جليا حين سارع منتفضا إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، يشير عليه جمع الناس على مصحف واحد حين اختلفت قراءاتهم، خشية من أن تختلف قلوبهم فتحدث المقتلة بين المسلمين التي لا تبقي ولا تذر، وهذا إن دل كذلك على شيء، فإنما يدل على حصافته، ومعرفته للعواقب التي قد تؤول إليها الأمور الظاهرة.
- أحب القرآن حبا جما، حتى كتب لعثمان مصحفا وعرضه عليه حين خشي على المسلمين الفرقة والتشرذم والاقتتال.
ولذلك الحرص منه على كتاب الله رضي الله عنه، قام بعض المفسرين من الصحابة بالرواية عنه رضي الله عنهم جميعا، أمثال: أنس بن مالك، وأبو الطفيل، وجندب بن عبد الله، رضي الله عنهم أجمعين. كما روى عنه بعض التابعين، وأرسل عنه آخرون.

أبعد كل ما تقدم من مآثر، يبحث أبناء هذا الجيل عن قدوات من هنا وهناك؟ أبعد هؤلاء النخب يقتدي أبناؤنا بمشاهير لا همّ لهم سوى الدنيا ودناءاتها؟ فهؤلاء هم منارات الدنا، حملوا لنا الدين، وحفظه تعالى بهم، فساروا على هدي المختار، وقاموا به خير قيام.
وقد صدق الشاعر حين قال في مدحهم:
فإنَّ للأصحاب جزمًا *** فضائلَ جـــمـــَّةٍ ثبتت يقيــــنـــَــا
فقد كانوا بنص الوحي عونًا *** لخيْرِ الخــــلق أيضا نــاصرينَا
وهم وزراءُ أحمد خيرُ صحب *** وما غفلوا عن الخيرات حينا
وقد عبدوا الإلهَ الحقَّ صدقًا *** فكانوا مخلِصين ومخلَصينَا
وقد لبسُوا التقى ثوبًا جميلًا *** فصاروا قـــــــــــــدوةً للصالحينَا
وقد حملوا السيوف على الأعادي*** فكانوا أسوةً للفاتحينَا
أشــــــــداءٌ على الكــــــفـــــــار كانوا *** وكان جهــــــــادهم لله ديـــــنَا
وفاضت رحمة الرحمن فيهمْ *** وفضلُهُمُ يَغيض الكافرينَا
وقد رضي الإلهُ الحقُّ عنهمْ *** فكانوا في القيامة فائزينَا
وهم حقًّا وعاةَ العلم كانوا *** وهم صدقًا نجوم السالكينَا
وأوصانا النبيُّ بهم جميعًا *** وحــــــرَّم سبَّــــهم وتلا اليــــميـــنَا
وأعقبهُ بأن لهم مقامًا *** ولن يـــرقــــاه خــيرُ المُــنْـــفِـــــقـــيــــنَـــــا
فلا تسمع لسَبٍّ جاء فيهمْ *** ولا تسمع لقدح القادحينَا
فمن سب الصحابة كان رِجْسًا *** وكان مشابهًا للكافرينَا
ومــــــــــن آذاهـــــــــــــمُ آذى إلــــــهًا *** عـــزيزًا قادرًا حكمًا متينَا

رضي الله عنه وأرضاه، وجمعنا معه ومع نبينا والصحابة كلهم أجمعين في مستقر رحمته، فصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين إلى يوم الدين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 جمادى الآخرة 1443هـ/22-01-2022م, 05:11 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد...فقد أثنى الله على من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}، وفي ضمن هذا الثناء أمر باتباعهم في العلم والعمل، وهذا يشمل علمهم بالتفسير وفهمهم القرآن؛ إذ كانوا يتعلمون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن هذه الزمرة الشريفة أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري. فقد اختلف في اسمه-رضي الله عنه- وقيل: اسمه عويمر، وقيل: اسمه عامر وعويمر لقب. واشتهر بكنيته "أبو الدرداء" فصارت علما بالغلبة.
وهو ممن جمع القرآن في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقد روى البخاري عن أنس بن مالك قال: "مات النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد".
أسلم رضي الله عنه بعد بدر، ولا يمنعه هذا أن يتقدم على كثير ممن سبقه بالإيمان. فانصرف إلى العبادة انصراف متبتل، فاجتهد في العلم والعمل وأكثر على نفسه حتى أمره سلمان الفارسي -وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهما-بالاقتصاد، وروى البخاري في ذلك عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: "آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: "ما شأنك؟" قالت: "أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا". فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: "كل؟" قال: "فإني صائم"، قال: "ما أنا بآكل حتى تأكل"، قال: "فأكل"، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: "نم"، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: "نم"، فلما كان من آخر الليل قال سلمان" "قم الآن"، فصليا فقال له سلمان: "إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه". فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق سلمان".
وذهب في خلافة عمر -رضي الله عنه- إلى حمص لتعليم القرآن، ثم انتقل إلى دمشق وولي قضاءها في إمارة معاوية، ولم يشغله هذا عن التعلم والتعليم، بل كان يغتنم كل فرصة ويستفيد من كل مناسبة، فلما كثر المتعلمون نهج نهجا رائعا حيث يجعل على كلّ عشرة عريفاً، فإذا أحكم القارئ منهم انتقل إليه فعرض عليه، وذلك لكثرة المتعلمين، فقد روي أنهم زادوا على ألف وستمائة. وما هذا إلا من بركة هذا الصحابي الجليل، "فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ونصحه لكل من اجتمع به، قال الله تعالى إخبارا عن المسيح: {وجعلني مباركا أين ما كنت}"، كما ذكره ابن القيم.
وكان رضي الله عنه مستقرا بدمشق حتى توفي فيها، وأكثر العلماء على أن وفاته كانت سنة 32هـ.
وممن روى عنه في التفسير:
• فضالة بن عبيد،
• وأم الدرداء،
• وأبو إدريس الخولاني،
• وسعيد بن المسيب،
• وعلقمة بن قيس،
• وعبد الرحمن بن أبي ليلى،
• ومحمد بن المنكدر،
• ومرثد بن سمي الخولاني،
• وجبير بن نفير،
• ومعدان بن أبي طلحة،
• وميمون بن مهران،
•وعبادة بن نسي،
•وصالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية بن خلف،
• وحميد بن عقبة،
• وعبد الرحمن بن سابط،
• ولقمان بن عامر الوصابي،
• وعطاء بن يسار المدني،
• وأبو صالح السمان،
• وخليد بن عبد الله العصري،
• وعبد الرحمن بن مسعود الفزاري.
وممن اختلف في روايته عنه:
• عبد الرحمن بن سابط الجمحي،
• وأبو قلابة الجرمي.
وممن أرسل عنه:
• قتادة السدوسي،
• وعمرو بن دينار،
• ومكحول الدمشقي.
وممن روى عنه من الضعفاء:
• عبد الله بن يزيد بن آدم،
• وشهر بن حوشب.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20 جمادى الآخرة 1443هـ/23-01-2022م, 12:35 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري
جاء في الأثر عن عبد الله بن مسعود: إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحبهم دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق.
فكان حري بالمسلمين من بعدهم أن يتعرفوا مسيرتهم وفضائلهم ليقتدوا بهم وليعرفوا فضلهم فيدعوا لهم بالمغفرة كما أمر الله في كتابه {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان}.
واليوم سيكون لنا شرف مطالعة سيرة الصحابي الجليل الذي عرف بالعلم والفقه والفضل ورقة القلب ( أبو موسى الأشعري) رضي الله عنه.
--أصله ونسبه:
هو عبد الله بن قيس بن سليم من بني الأشعر من العرب القحطانية.
من بلدة يقال لها رِمَع باليمن.
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم أهل اليمن لرقة قلوبهم وسهولة قبولهم الإيمان؛ جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : "قال أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا الإيمان يمان والحكمه يمانية".
فهم يذعنون للإيمان من غير كبير مشقة ..ولنا في هذا الحديث فائدة جليلة حيث ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين رقة القلب وسرعة تقبله للإيمان فكلما رق القلب وصفا تأثر بالإيمان أوضح وأكبر وظهرت آثاره على الفرد فيصلح ويسدد في قوله وعمله وهذه هي الحكمة وهو ما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم أهل اليمن (الحكمة يمانية).
--إسلامه وهجرته إلى المدينة:
كان أبو موسى الأشعري من السابقين إلى الإسلام حيث قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ثم عاد إلى اليمن وهو من أصحاب الهجرتين ؛ حيث هاجر إلى الحبشة ثم قدم مع أبي جعفر إلى المدينة بالسفينة فوافقوا الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح خيبر فقال: " لكم يا أهل السفينة هجرتان" وفي رواية أخرى زيادة (فأسهم لنا أو قال: أعطانا سهما وما قسم لأحد غاب عن خيبر منها شيئا إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم)
وفي هذا الأثر يتبين لنا إكرام الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل السفينة بسهم دون غيرهم من الغائبين وهذا نظرا للدور العظيم الذي قام به جعفر بن أبي طالب في الحفاظ على المجموعة الإسلامية وقيامهم بالدعوة هناك . وأن الصبر على الدين في الغربة من الجهاد..
-- أبو موسى في المدينة:
كان أبو موسى من كبار العلماء ومن فقهاء المدينة وعرف بحسن صوته في التلاوة وقد استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تلاوته وعجب من حسن صوته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير داوود ، فقال له أبو موسى لو علمت بمكانك لحبرته لك تحبيرا)
ولا يخفى على أي أحد أهمية تحسين الصوت بالقرآن حيث أنه يرقق قلوب المستمعين ويبعث على الخشوع .
وكان بالإضافة لعلمه وفقهه شجاعًا مقدامًا شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد بعد خيبر فشهد غزوة الرقاع وفتح مكة وحنين وشارك في سرية أوطاس ثم غزا مع النبي إلى تبوك.
وقد تحدث أبو موسى عن غزوة الرقاع فقال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نتعقبه فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق " قال أبو بردة ابن أبي موسى : حدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك وقال:"ما كنت أصنع بأن أذكره" كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه..
في هذا الأثر ملمحان مهمان جدا :
الأول: أن نتعرف إلى ما عاناه الجيل الأول من المسلمين في سبيل الله فيكون في هذا تسلية لنا لكل ما يصيبنا من أذى في أثناء دعوتنا لهذا الدين العظيم.
الثاني: الحذر من الرياء والتحدث بالعمل حبا في معرفة الغير به لما فيه من ضياع الأجور وحبط للأعمال.
--أبو موسى والإمارة:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى إلى اليمن قاضيا ومعلما وأميرا. قال أبو عوانة عن أبي بردة : بعث رسول صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن وبعث كل واحد منهما على مخلاف ثم قال : "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا".
وفي عام ١٧ للهجرة بعثه أمير المؤمنين عمر إلى الكوفة والبصرة أميرا عليها وقاضيا وفقيها ،فأقرأ وعلم وفقه وقضى بينهم وقاد جيوش المسلمين فافتتح كثيرا من بلاد فارس منها أصبهان وتستر والأهواز.
وفي عهد عثمان ظل واليا على البصرة لأربع سنين اتباعا لوصية عمر ثم عزله.
وبعد ذلك ولاه على الكوفة .
وفي توالي توليه للامارة دليل على قوة علم أبي موسى واستحقاقه لتولي أمور العامة فقد كان يعد من كبار العلماء والفقهاء، نقل عن الشعبي قوله : كان العلم يؤخذ عن ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عمر وعبدالله وزيد يشبه علمهم بعضهم بعضا وكان يقتبس بعضهم من بعض وكان علي وأبي وأبي موسى الأشعري يشبه علمهم بعضهم بعضا وكان يقتبس بعضهم من بعض.
وفي رواية أخرى عنه : كان الفقهاء من أصحاب محمد ستة عمر وعلي وعبد الله وزيد وأبي موسى وأبي بن كعب.
--أمانة أبي موسى :
تولى أبو موسى رضي الله عنه الإمارة في البصرة والكوفة وهما من أغنى بلاد المسلمين في ذلك الزمان ولم يخرج منهما بشيء من مالهما إلا بنحو ستمئة درهم عطاء أولاده كسائر رعيته
وكان متقللا من الدنيا صادق الوعد عظيم الأمانة لا يخلف ولا يخون.
__أبو موسى والقرآن:
كان صاحب قرآن وكان من المعدودين الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ القرآن منه ومن الخلفاء الراشدين ومعاذ وعائشة وابن مسعود وجابر بن عبد الله.
وكان من كبار المعلمين للقرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن الخلفاء الراشدين فعلّم في اليمن حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم ثم علّم في البصرة في خلافة عمر حتى كثر القراء فيهم
وقد كان مشتغلا في القرآن طوال يومه فعندما ( سأله معاذ بن جبل: يا عبد الله كيف تقرأ القرآن قال أتفوقه تفوقا . قال : وكيف تقرأ أنت يا معاذ ؟ قال : أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي فأحتسب نومي كما أحتسب قومتي .) رواه البخاري
والله إنها لنفائس ومناهج غالية في تعاهد القرآن فأبو موسى كان يتفوق القرآن تفوقا من فواق الناقة وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر ثم تحلب وهكذا فهو ملازم للقرآن ليلا ونهارا شيئا بعد شيء.ّ
ولقد روي عنه بعض الآثار في التفسير منها:
قال الحسن البزار عن أبي موسى قال : أنه كان فيكم أمانان (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) قال: أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى وأما الاستغفار فهو وافر فيكم إلى يوم القيامة.

--وفاته:
توفي أبو موسى في السنة ٤٤من الهجرة على أرجح الأقوال في أوائل الستين من عمره..
وما زال أبو موسى معلما حتى في آخر عمره فقد أوصى أهله بوصية أجمل فيها أحكام الجنازة:
مثل الإسراع في الجنازة وأن لا يتبعها شيء فيه نار
والتحذير والتبرؤ من الأفعال الشنيعة عند الموت من حلق الشعر أو رفع الصوت أو شق الثياب لما فيها من تسخط واعتراض على أقدار الله.
لقد كان أبو موسى من خير البشر معلما للقرآن مفقها للناس مجاهدا في سبيل الله ورعا تقيا فاستحق دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما
رحم الله أبا موسى وأدخله مدخلا كريما وحشرنا في زمرته..
--الفوائد من سيرته:
١-الهجرة في سبيل الله والصبر على ما يلاقيه المسلم من أذى بسبب دينه
٢-الاشتغال بالقران تعلما ومراجعة وتعليما وملازمته ما أمكن .
٣-الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله سواء بالنفس أو بالمال أو بالكلمة .
٤-الزهد في الدنيا والتقلل منها والاشتغال للآخرة.
٥-مراعاة أحكام الشريعة لآخر العمر والوصية بالتمسك بها.
٦-طاعة أولياء الأمور في ما يرضي الله ويفيد الصالح العام.
٧-العلم والفقه سبب الرفعة في الدنيا والاخرة.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 21 جمادى الآخرة 1443هـ/24-01-2022م, 01:52 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

🔹إذا قيل أعلم الصحابة بالتفسير ، يجيء اسم ابن عّم رسول الله صلى الله عليه وسلم - على بن أبي طالب
بن عبد المطلب الهاشمي ، وكيف لا ؟ وقد شبّ في رحاب الإسلام وغُدّي بهدى القرآن وهو صبي تربى في بيت النبوة فكان أول صبي يسلم ويسجد لله موحداً خالصاً من درن الشرك والأوثان ، سليل الهاشمية عريق الانتساب إليها ، فقد كان هاشمي الأب والأم ، أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، من سادات قريش ورجالاتها ، وأمه عقيلة بني هاشم -فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، أدركت الإسلام وكانت وفاتها رضي الله عنها بالمدينة .


🔹كنيته
كان يكنى بأبي الحسن نسبة لولده الأكبر ، كما كان يعرف بكنية يحبها ويعجبه أن ينادى بها ، وهي - أبا تراب - كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
روى البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: (ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دُعِيَ بها، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة عليها السلام، فلم يجد عليّاَ في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يقِل (ينم وسط النهار) عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شِقِّه (جانبه) فأصاب تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه وهو يقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب (أي: يا أبا تراب)).


🔹فضائله رضي الله عنه
مناقبه ومحاسنه ، يتبع بعضها بعضا ، كالسفر الجليل لا تزيدك صفحاته إلا علو مخبر و كريم علم :
هو ابن عمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره على ابنته الأثيرة الحبيبة فاطمة ، ولما عقدت الأخوة الإيمانية بين أنصار الدين. والمهاجرين فيه ، كان على مع النبي صلى الله عليه وسلم. ، معه كأنهما واحد لا يفترقان :
(انت مني وأنا منك )
🔹تكاملت فيه خصال ، تنقص عند غيره عن هذا التمام ، فإن قيل السبق للخير ، فهو لم يعرف غير التوحيد دينا
وإن ذكرت الشجاعة والإقدام ، فهو فارس لا يشق له غبار ولا يقوم له خصم ، شهد المشاهد كلها مع نبي الدعوة
حتى عندما تخلف عن أحداها ، وكان هذا في غزوة تبو ك ، كان ذلك ليقوم مقام الوزير ويضلع بدور النائب الناصح ، كما عبر له صلى الله عليه وسلم :
(أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي ) كلمة تختصر لنا منزلة ومكانة هذا العالم الصحابي عند النبي صلى الله عليه وسلم ، و ودوره في كيان الدولة المسلمة وتوطيدها
🔹أما مقامه في العلم والفقه ، فهو صاحب علم غزير وفقه عميق بالقرآن والسنة ، يُرجع إليه في معضلات العلم واحكام القضاء ، اتخذه الخلفاء الراشدون وزيراً ومشيراً عليهم بكل نصح وخير وعلم ثاقب سديد
بدايةً : كان من كتبة الوحي ، وألزم نفسه حفظ القرآن فتم له ذلك ، ثم لازال يتتبع العلم بقلب عقول ولسان سؤول حتى برع في علم القرآن تفسيراً لمعانيه و ومعرفةً بأسباب نزول آياته والفقه بمسائل الاحكام فيه ، هاهو يُسأل رضي الله عنه : هل خصهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ، فيقول : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما أعلمه ، إلا فهماً يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة .
لقد حفلت كتب تفاسير السلف بأقواله رضي الله عنه في مقاصد ومعاني كلام الله ، أشهرها طرق ثلاث :
- طريق هشام عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني ، عن على
- طريق ابن أبي الحسين عن أبي الطفيل عن على
- طريق الزهري عن على زين العابدين عن أبيه الحسين - وهذه عدها البعض أصح الأسانيد مطلقاً
اشتهر أن على رضي الله عنه هو واضع علم النحو ، بما أمر به أبو الأسود الدؤلي
كان خطيباً مفوهاً ، بليغاً ، تلين له صور المعاني بألفاظ جزلة ، فيها قوة سبك وجمال بيان ، فكانت خطبه قريبة من القلوب محببة للنفوس. ، صادقة ، ناصحة ، فاسر بها القلوب وأعطى بها صادق الود
🔹روايته للحديث
له رضي الله عنه في احاديث في الصحاح ، وفي كتب السنة الأخرى مثل مسند الإمام احمد جاءت المرويات عنه نحو 800حديث بالمكرر


🔷 خلافته
بعد مقتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ، هاجت الفتنة ، وحان آوانها ، فأسرع الصحابة فبايعوا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على بن أبي طالب ، فلا أحد منهم يرى من هو خير منه يلي هذا الأمر ويقوم لدولة التوحيد بما قامت عليه من حكم الله وشرعه ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فاستلم الخلافة سنة خمس وثلاثين للهجرة ، سار فيها سيرة الراشدين السابقين قبله فهو رابعهم ،هدىً واتباع ، حكم بالعدل ور جوع للكتاب والسنة ، وحسن سياسة ومواساة للرعية على كثرتها وتعدد أجناسها واختلاف طبائعها وحقيقة إسلام كل منها


🔹الخروج عليه رضي الله عنه
الخوراج ، مسمى عرف به من خرج على أمير المؤمنين على. بصفة خاصة وكل من خرج على إمام المسلمين ويقال لهم أيضاً المحكّمة ، لردهم التحكيم الذي جرى بين أنصار على وجيشه وبين جيش أهل الشام في قصة معروفة مشهورة ، وكان من حرصه رضي الله عنه على وحدة صف المسلمين والنأي بهم عن الفرقة وحقناً للدماء ، أرسل إليهم ابن عباس حبر الأمة لمناظرتهم ، فقد كانو يستدلون بآيات القرآن ، وهذا ترجمان القرآن فليسألوه ، فرجع منهم ألفان ، وبَقت بقيتهم ، في فتنة
اتصلت حلقاتها ، وتصاعدت ، حتى ختمت بقتله رضي الله عنه .




🔹وفاته
بعد حياة كلها عطاء وبناء وتعزيز لدولة التوحيد و حفظاً للدين الحق أن تناله أيدي الحاقدين وأمال المبطلين ،طُعِن من يد خارجي جاهل مغرور( عبد الرحمن بن ملجم ) ، فوافى ربه الكريم ، في موعد حق لا يتخلف عنه أحد ، في الثالثة والستين من عمره ، يضاهي عمر نبيه صلى الله عليه وسلم حين وفاته وعمر خلفتيه أبوبكر وعمر ، رضي الله عنهم جميعاً ، أخيار أبرار ، أئمة صدق ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فكانوا حقاً من أهل الجنة والمبشرين بها في الدنيا ، كرامة لهم و تشريفاً في هذه الزائلة الفانية ، قبل شرف الآتية الخالدة التى لا يرحل عنهاأهلها ولا يبغون عنها حولاً .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 جمادى الآخرة 1443هـ/30-01-2022م, 12:07 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة القسم الأول من سير أعلام المفسرين


أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم ونفع بكم.




رولا بدوي: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

لديكِ أسلوب رائع، والملحوظة الرئيسة على ترتيب أفكار الرسالة

فاعتراض مثل هذه العبارة مثلا:

اقتباس:
قرأ عليه جماعة من الصحابة والتابعين في بلدان شتى، ومن أشهر من قرأ عليه: الأسود بن يزيد النخعي قرأ عليه في اليمن قبل أن ينتقل إلى العراق، وفي حمص عبد الله بن قيس السكوني.
بين الثناء على حسن خلق معاذ رضي الله عنه وإقامته للتوحيد، غير مناسب.

وأقترح عليكِ مثلا:

بعد بيان إسلامه، وهمته في طلب العلم، أن تكملي الحديث عن عمله بهذا العلم، وحرصه على السؤال، ووصية النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء المأثور له دبر كل صلاة، وكل ما يتعلق بعمله وخلقه، ثم تنتقلين لحرصه على التعليم وتكليف النبي صلى الله عليه وسلم له والأمصار التي زارها، ومن هنا تتحدثين عن انتشار علمه بانتشاره في الأمصار، وأخذ عدد من التلاميذ من أكثر من مِصر تبعًا لتنقله.

- اقرأي في تفسير قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا} فوجه تشبيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه معاذ رضي الله عنه بالخليل إبراهيم عليه السلام، أنه كان يعلم الناس الخير.

- بعض الآثار لم تقومي بعزوها.



رفعة القحطاني: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

الملحوظة الرئيسة على رسالتك هي اعتمادك على نقل الأحاديث والآثار دون التوقف أمامها وتعريف القارئ بما تحمله من فوائد قصدتِ إيرادها لها، والقارئ ربما لا يفطن لهذه الفوائد.
مثلا:

يمكنكِ التوقف أمام الآثار التي فيها صفة هدي وسمت ابن مسعود رضي الله عنه، وأنه كان شبيها بسمت النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك بيان فضيلة الصحابة في اتباعهم لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ووصية لطلاب العلم أن يعملوا بما تعملوا

ويمكنكِ التوقف أمام سؤال ابن مسعود " اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ..." وتستنبطين منها عددًا من الفوائد، وبحسب المخاطَب تكون صياغتك لهذه الفوائد، وهكذا ...



إيمان جلال: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

اقتباس:
ودعونا اليوم نتناول سيرة أحد من تلك النخبة المنتقاة
لعلكِ قصدتِ واحد من تلك النخبة.

أسلوب رائع ومركز وغير ممل في نفس الوقت، ولا يعيب الرسالة إلا افتقادها للعزو، فإذا رأيتِ أن العزو غير مناسب أثناء الرسالة، فقومي بوضع علامات أو أرقام، ثم عمل حاشية للعزو.



فروخ الأكبروف: أ+

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

أحسنت في كتابتك للمقدمة وتسلسل الأفكار مع عزو الأحاديث والآثار، والملحوظة فقط على الخاتمة، ولو أنك قدمت من رووا عن أبي الدرداء رضي الله عنه بعد حديثك عن كثرة تلاميذه ثم ختمت بذكر بركة علمه وتعليمه ووفاته، ربما يكون أفضل، والله أعلم.

فهذه رسالة دعوية وليس تصنيفًا في سيرة عالم من العلماء، فلا نلتزم هنا طريقة التأليف في السير، وإنما التركيز على الأفكار التي يصلح الاقتداء بها بحسب المخاطَب.



هنادي الفحماوي: أ+

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

بالرغم من أنكِ اتبعتِ أسلوب تقسيم الرسالة إلى العناصر الخاصة بكتابة السير، لكن أحسنتِ في حسن التعليق على كل عنصر، وسهولة الانتقال من عنصر لعنصر، زادكِ الله من فضله.

- بعض الآثار لم تقومي بعزوها، فاحرصي على العزو بارك الله فيكِ.





سعاد مختار: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ.

لديكِ ملكة لغوية رائعة، زادكِ الله من فضله.

الملاحظات:

- لا يظهر حسن الانتقال بين الفقرات وربما يساعدكِ على تحقيقه، ختام كل فقرة بما يمهد للفقرة التالية.
مثلا في كتاب الكلام على كنيته رضي الله عنه وتفضيله لما كنّاه به النبي صلى الله عليه وسلم
تفرضين تساؤلا: فإذا كان هذا حاله مع كنية كناه به النبي صلى الله عليه وسلم فكيف هو مع العلم الذي تلقاه منه وكيف هو مع نصرته صلى الله عليه وسلم.

- اعتني بالعزو بارك الله فيكِ.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir