دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الآخرة 1443هـ/30-01-2022م, 01:18 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من سير أعلام المفسرين

مجلس القسم الثاني من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- المطلوب كتابة رسالة دعوية - بأسلوبك - في سيرة المفسر الذي اخترته، ونهدف من خلال هذا الواجب إلى تنمية مهارة الطالب في توظيف ما تعلمه في المجالات الدعوية.
- يمكنك التركيز على جانب محدد من سيرة المفسر، مع التعريف العام بأهم ما ورد في سيرته.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.


نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الآخرة 1443هـ/30-01-2022م, 03:44 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

سأختار بحول الله وقوته
الصحابي الجليل
أبا سعيد الخدري رضي الله عنه

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الآخرة 1443هـ/30-01-2022م, 06:20 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله أختار عبدالله بن الزبير

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الآخرة 1443هـ/31-01-2022م, 10:26 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اختار أنس بن مالك رضي الله عنه

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 جمادى الآخرة 1443هـ/1-02-2022م, 01:16 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله. اخترت كتابة سيرة عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي رضي الله عنه.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 جمادى الآخرة 1443هـ/1-02-2022م, 01:40 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري (ت:74هـ)

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد:
فلازلنا نتنقل في الحديقة الغنّاء، من سير ملهمة تتعلق بخير البشر بعد الأنبياء، نطوف بين رياضها العطرة، التي يفوح أريجها معطرا بشذا الجنان الفيحاء. رجال ونساء، تربوا على مائدة القرآن على يد خير معلم ومربي - صلى الله عليه وسلم - لنستلهم منها الدروس، ونستقي منها العبر. هم خير جيل عرفته البشرية، اختارهم الله لصحبة خير أنبيائه صلوات الله وسلامه عليه، حملوا راية الإسلام بعد نبيهم، فقاموا بها حق القيام، ليكملوا المسير، دون تغيير ولا تبديل.
وما أجمل ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه عن أصحاب الحبيب – صلى الله عليه وسلم – حين قال: (إنَّ اللهَ نظرَ في قلوبِ العبادِ فوجدَ قلبَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خيرَ قلوبِ العبادِ فاصطفاهُ لنفسِهِ فابتعثهُ برسالتِهِ ثم نظرَ في قلوبِ العبادِ بعدَ قلبِ محمدٍ فوجدَ قلوبَ أصحابِهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وُزَرَاءَ نبيِّهِ يُقاتلونَ على دِينِهِ فما رأى المسلمونَ حسنًا فهوَ عندَ اللهِ حَسَنٌ وما رَأَوا سيِّئًا فهو عندَ اللهِ سيئٌ). [1]

وهنا، دعونا نتوقف عند صحابي كريم، إمام جليل، ومجاهد شجاع، وفقيه بارع، شهد الخندق وما بعدها من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم.
هو سعد بن مالك بن سنان الملقب بأبي سعيد الخدري، خزرجي من الأنصار، والده مالك بن سنان الذي استشهد يوم أحد، ولد في السنة العاشرة قبل الهجرة في المدينة، وهو من أسنان عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وسمرة بن جندب – رضوان الله عليهم أجمعين -، اعتنق الإسلام باكرا، فقد كان من الذين أسلموا قبل سن البلوغ.

وسأسرد عطر سيرته في نقاط، نستمد من كل واحدة منها عبرة وفائدة، تقرأها المربية فتربي النشء عليها، ويقرأها أبناء هذا الجيل فيمتثلون مآثرها، لعلي بذلك أسهل عليهم الاقتداء بقدوات شامخة، أسحب بها البساط من تحت أرجل مشاهير مفلسة تهدم الشخصية ولا تعمرها، وتشتت البيوت ولا تجمعها.

- هو مثال للشجاعة والإقدام ورباطة الجأش: فقد روى عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه أنه قال: (عُرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة، فجعل أبي يأخذ بيدي فيقول: يا رسول الله إنه عبل العظام، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصعّد في النظر ويصوبه، ثم قال: (رده)، فردني). [2].
فنلحظ كيف أنه رغم حداثة سنه، إلا أنه أبدى استعداده لخوض معارك ترتعد منها فرائص الرجال، إلا أنه كان مصرا على خوضها، لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم رده. ومع ذلك، وحين سنحت له الفرصة للمشاركة في غزوة الخندق اقتنصها، وشهد أيضا بيعة الرضوان.
- فقهه وغزارة علمه رضي الله عنه: فقد روى حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه أنهم قالوا: (لم يكن أحد من أحداث أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفقه من أبي سعيد الخدري). [3]
فما كان من انكبابه على العلم، وحرصه على ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أصبح من أبرز المحدثين، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قرابة الألف والمائة وسبعين حديثا.
- طاعته للنبي صلى الله عليه وانقياده لأوامره، كما جاء في الحديث الذي رواه رضي الله عنه حين قال: أعوزنا مرة فقيل لي: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته! فانطلقت إليه مُعْنِقا، فكان أول ما واجهني به: "من استعفَّ أعفَّه الله، ومن استغنى أغناه الله، ومن سألنا لم ندخر عنه شيئا نجده". قال: فرجعت إلى نفسي، فقلت: ألا أستعف فيعفني الله! فرجعت، فما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بعد ذلك من أمر حاجة، حتى مالت علينا الدنيا فغرقتنا، إلا من عصم الله). رواه ابن جرير، وأصله في الصحيحين من غير قصّة الحديث، وأنه وافق النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بهذا الحديث على المنبر.
وهكذا يجب أن نكون، في اقتدائنا بالصحابة الأجلاء، فنطيع الله ورسوله، فنأتمر بأوامر الله ورسوله، وننتهي عما نهانا عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- ومن القصة ذاتها نلحظ عزة نفسه وذلك حين امتنع عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم من لعاع الدنيا على الرغم من شدة فاقته.
- ويظهر كذلك صبره على نوائب الدهر، وذلك حين امتنع عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم من متاع الدنيا شيئا حين أعرضت عنه، وهكذا يجب أن يكون حال المؤمن، بين صبر على الضراء وشكر للمولى على السراء.
- وكذلك يظهر حياؤه من النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى الرغم من شدة فاقته رضي الله عنه، إلا أنه استحى أن يصرح للنبي صلى الله عليه وسلم الذي بادره بدوره بالنصيحة قبل أن يطلب منه ما جاء لأجله.
- عرف عنه رضي الله عنه شدة ورعه وتقواه، وحبه للقرآن العظيم، فكان غالبا ما يوصي الناس بها، فقد روى الذهبي وغيره من طريق إسماعيل بن عياش: أنبأنا عقيل بن مدرك أن رجلًا أتى أبا سعيد فقال له: أوصني يا أبا سعيد. فقال له: (سألتَ عما سألتُ من قبلك، قال: عليك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه روحك في أهل السماء وذكرك في أهل الأرض، وعليك بالصمت إلا في حق، فإنك تغلب الشيطان). [4]
وقد امتثل - رضي الله عنه - النصيحة التي أسداها للآخرين، فقد ألم ّ بالقرآن علما وتفسيرا وتلاوة، فتعددت مروياته في التفسير، كما روى عنه في التفسير العديد من الصحابة: كابن عباس، ومن التابعين كابنه عبد الرحمن، وعطاء وعطية العوفي، وغيرهم.
توفى -رحمه الله تعالى- سنة أربع وسبعين من الهجرة على الصحيح عن عمر يناهز السادسة والثمانين، فرضي الله عنه وأرضاه وجمعنا وإياه ونبينا وبقية الآل والصحب أجمعين يا رب العالمين.

ولا غرابة من كل تلك الشمائل في صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان هو معلمهم ومزكيهم، ساروا معه وقد ملأ الإيمان كل دروب الحياة، وخالطت بشاشته قلوبهم، وشرحت له صدورهم، ووجدوا محبة النبي صلى الله عليه وسلم غالبة على محابهم ومواجيدهم، حتى قال أبو سفيان – رضي الله عنه – وقد كان وقتئذ على الكفر: (ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا). [5]

أبعد هذا الكم من القدوات، الذين أثنى تعالى عليهم في كتابه، ومات نبيه صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم، يأتي من ينتقص منهم؟ أو يحيد الجاهل عن اقتفاء أثرهم؟
فيا أبناء وبنات هذا الجيل، هلموا لهؤلاء الرجال الشامخين فاقتدوا بهم، وتعلموا سيرهم، فوالله إن الخير كل الخير باتباع هديهم، فبهداهم اقتدوا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى الآل والأصحاب صلاة وسلاما زاكيين إلى يوم القيامة .



[1] رواه أحمد في المسند (1/379) رقم (3600) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[2] سير أعلام النبلاء "3/ 169"، تاريخ الإسلام "3/ 220"، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر "6/ 113".
[3] رواه ابن سعد.
[4] تاريخ الإسلام "3/ 220"، سير أعلام النبلاء "3/ 170".
[5] السيرة النبوية لابن هشام (2/172)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 جمادى الآخرة 1443هـ/1-02-2022م, 11:41 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

بإذن الله تعالى أختار سيرة الصحابي * زيد بن ثابت*

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 رجب 1443هـ/3-02-2022م, 09:20 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تعريفية بعبدالله بن الزبير رضي الله عنه
أما آن لهذا الفارس أن يترجل
اليوم سنلقي الضوء على ملامح من سيرة الصحابي الجليل العالم المجاهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنه.
ولد عبد الله بن الزبير في المدينة بعد هجرة المسلمين إليها ولم تكن ولادته حدثا عاديا بل كانت شيئا فرح به المسلمون فرحا شديدا لأنه كان أول مولود ولد للمهاجرين في المدينة بعد أن أشاع اليهود أنه لا يولد للمهاجرين ولد بسبب سحرهم لهم.
نشأ في بيت طيب عنوانه الجهاد والإيمان فأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين التي لا يخفى على أحد دورها في الهجرة النبوية الشريفة.
وأبوه الزبير بن العوام حواري الرسول صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة .
وخالته عائشة رضي الله عنها العالمة التقية التي كنيت به لأنها لم تنجب.
فلك أن تتخيل القيم والأفكار التي سينشأ عليه هذا الفتى وكم زرع به من الصغر من مبادئ الإيمان وحب الحق والجهاد في سبيله.
ودلائل هذا الصلاح كثيرة نقلوه عنه من عاصره فكان قارئا عابدا فقيها عالما بالقرآن والسنة.
فكان حسن الصلاة ومما يشهد لذلك ما رواه الزنجي بن خالد عن عمرو بن دينار قال: ما رأيت مصليا أحسن صلاة من ابن الزبير.
وفي الأثر المروي عن عبد الرزاق قال: أخذ أهل مكة الصلاة عن ابن جريج وأخذها ابن جريج عن عطاء وأخذها عطاء عن ابن الزبير وأخذها ابن الزبير من أبي بكر الصديق وأخذها أبو بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخذها النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام.
وهذا الأثر مهم جدا في بيان أن العبادات في الإسلام بداية هي وحي من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم نزل بها جبريل عليه السلام ثم أنها قائمة على الإتباع والإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم كما رواه البخاري في الصحيح من حديث مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلوا كما رأيتموني أصلي.
وكان حسن القراءة يعلم القرآن ويفتي ويقرئ وقد روى عنه مجاهد واسحاق بن عبد الله وعمرو بن دينار حروف في القراءة.
روى ابن وهب عن مالك قوله: كان عبد الله بن الزبيرريؤم الناس بمكة فكان يقرأ قراءة فعاب عليه بعض الناس قراءته وقالوا: إن الناس يقرأون غير هذه القراءة فقال : وددت أني إقرأ قراءتكم ولكن جرى لساني على هذه القراءة .
وكان عالما بالقرآن وله أقوال مروية في التفسير رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبيه الزبير والخلفاء الراشدين وخالته عائشة ، وقد روي عنه قوله لحجاج مكة: يا معشر الحاج سلوني فعلينا كان التنزيل ونحن حضرنا التأويل.
وفي قوله هذا رضي الله عنه بيان لفضيلة جيل الصحابة عن غيرهم وسبب أحقيتهم في الأخذ بأقوالهم في التفسير دون غيرهم فهم من نزل عليهم الوحي غضا طريا مرتبط بالحدث والسبب الذي أنزل الوحي له وهم من شهدوا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للوحي إما بقوله أو فعله أو إقراره .
وقد روى عن الزبير أخوه عروة بن الزبير وأبناؤه عامر وعباد وأبناء عروة هشام ومحمد وابن أبي مليكة وغيرهم.
وبجانب جهاده بالكلمة جاهد ابن الزبير بالسيف فشارك في الفتوحات حتى غزا أفريقية ثم عاد إلى المدينة وكان ممن شهد يوم الدار وهو يوم مقتل عثمان رضي الله عنه وكان عثمان قبل أن يستشهد قد استخلفه على الصلاة بأهل الدار لما حصر .
وقاتل يوم مقتل عثمان وجرح بضعة عشر رجلا .
شهد موقعة الجمل مع أبيه ثم عاد إلى المدينة
ولما توفي معاوية بن أبي سفيان سنة ستين من الهجرة دعي إلى بيعة يزيد بن معاوية فخرج إلى مكة وأقام فيها مدة حتى جرت بينه وبين يزيد فتنة انتهت بأن دعا إلى نفسه بعد موت يزيد وبويع بالخلافة وغلب على الحجاز واليمن والعراق ومصر
ظل في مكة قارئا معلما وحاكما إلى أن قتل على يد الحجاج بن يوسف الثقفي الذي ضرب الكعبة بالمنجنيق في أيام عبد الملك بن مروان وقد صلبه الحجاج وظل مصلوبا حتى مرت أمه أسماء فقالت جملتها الشهيرة : أما آن لهذا الفارس أن يترجل فأنزلوه ودفن..

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 رجب 1443هـ/4-02-2022م, 12:15 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و سلم، روي عن الحسن أنه كان في مجلس فذكر فيه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال: "إنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فإنهم -ورب الكعبة- على الهدى المستقيم".
غابت القدوات اليوم، غابت لغفلة من الناس، غابت لضعف الإيمان، لأن الأوليات انتكست، نحتاج لعودة للهدى المستقيم، لنفض التراب عن قصص السلف ، قصص الصحابة، خير القرون كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، نحتاج لنربي أبناءنا على ما كانوا عليه، و من سبل الوقوف على ما كانوا عليه من الخير سبر غور سيرهم، فينجلي لنا السبيل فنقتدي بهداهم لعلنا نصل إلى ما وصلوا له من مكانة.
منهم الإمام، و العابد و الفقيه و المحدث، و العالم، و المفسر، منهم من تميز في جانب و منهم من جمع عدد منها، و منهم صحابي افتتح الذهبي ترجمته في كتاب سير أعلام النبلاء ،بقوله: الإمام المفتي المقرئ المحدث, راوية الإسلام, أبو حمزة الأنصاري الخزرجي البخاري المدني, خادم رسول الله -صلى الله علي وسلم- وقرابته من النساء، وتلميذه، وتبعه، وآخر أصحابه موتا.
هو أنس ابن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم، آمن بالرسول قبل أن يراه و هو ابن عشر سنوات، قدمته أمه لخدمة رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قَدِم المدينة، فعاش مع النبي و كبر بين يديه خدمه 10 سنوات، نال شرف رفقته في جميع شؤونه؛ رأى من دلائل النبوة الكثير، و رأى حلم الرسول صلى الله عليه و سلم، و عطفه و أخبر عنه، فقال : خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته، فلامني، فإن لامني أحد من أهل بيته قال: (( دعوه، فلو قُدِّرَ - أو قال: لو قُضِيَ - أن يكون كان.(1).
نالته بركة هذه المصاحبة فدعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبركة؛ اللهم أكثر ماله و ولده ، قال أنس : فوالله إن مالي لكثير و إن ولدي و ولد ولدي ليتعادون على نحو المائة، اليوم .
من مناقبه أنه صلى القبلتين، وشهد المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أنه صحبه في بدر يقوم على أمره ( دون القتال لصغر سنه حينها).
أتحب رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ ما برهانك؟
أنظر ما كان عليه أنس، برهن أنس عن حبه لخليله؛ فقد أحب رسول الله فوق كل أحد، فكان فعله برهان حبه؛ من محبته لا يمر يوم دون أن يراه، قال المثنى بن سعيد الذارع: سمعت أنس بن مالك يقول: (قلَّ ليلةٌ تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم)، هنيئًا لك يا أنس هذا الفضل.
قال المثنى: وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه- تدمع عيناه بالشوق إلى ما كان بينهما- و حق له، فمن لا يشتاق لرسول الله صلى الله عليه و سلم و إن لم يره؟
من حبه كان يحب ما يحب؛ و هكذا يكون الحبيب مع محبوبه، يتتبع خطاه و يتتبع فعله، يقلده، قال أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: إنَّ خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقاً فيه دُبَّاء وقديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم «يتتبع الدباء من حوالي القصعة»، قال: «فلم أزل أحب الدباء من يومئذ)
من محبته ما كان من حرصه على اتباع السنة و تقليد رسول الله صلى الله عليه و سلم :أخبر أبو هريرة:(ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم. يعني أنسا)
و لشهوده المشاهد علم من القرآن ما علم، فكان يتأول القرآن و يسقطه على الوقائع كما قال في هذه الآية: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }قال نزلت في عمه أنس بن النضر وفي أشباهه ؛ حين صدق عمه وعده لله و للرسول صلى الله عليه و سلم، و قال: «يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع»،ثم رزق الشهادة في أحد.
و مما روي عنه ما نقله عن عمر بن الخطاب و موافقته للقرآن :فعن أنس، قال: قال عمر رضي الله عنه: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: {"عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن"} «فنزلت هذه الآية(4) .
علم قدر أهل العلم و طلبته، فأحبهم لما هم عليه من الخير، حتى قدم حبهم على حب ولده؛ روي عنه مقالته لجماعة من الصحابة يطلبون العلم: والله لأنتم أحب إلي من عِدَّتكم من ولد أنس إلا أن يكونوا في الخير مثلكم.
هذه الخيرية التي تحدث عنها لا تكون إلا ممن كان على درجة من الفهم للأولويات في الحياة، أي العلوم أنفع للعبد، و أي الأعمال هي التي تفضل الناس بعضهم على بعض، قال تعالى(‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) ، علم أنس فعمل، و بتدبر مقالته هذه نجد حث لأبنائه أن ينتهجوا سبيل العلم، و مدح لطلبة العلم، و هذا من بلاغة لسانه، وتلطفه مع من حوله، و معرفته بأساليب الدعوة التربوية.
من حسن خلقه و أدبه أن لا يمنع النصيحة عن مستحقيها؛ فالدين النصيحة، لما علم أهمية الكتابة لأنه كان يكتب في وقت لا يعرف غيره الكتابة، أوصى بما فيه الخير لطالب العلم فقال لبنيه: يا بني قيدوا العلم بالكتاب،وصية العارف الحريص على من يحب، و خطابه فيه من الحب و الرأفة و القرب ما يجعلهم يُقبِلوا على العمل بوصيته، فقد قدم الحديث بقوله لهم يا بني، كما نادى لقمان ابنه و هو ينصحه، و هذا دليل حسن المعاملة و الرفق و الحرص على من يحدثهم.
كان وجهة الصحابة للسؤال عن بعض شؤون رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كيف لا يكون مثله له هذه الوجهة؟ بعدما عرف به من فضل المصاحبة لخير الورى، صحب الرسول صلى الله عليه و سلم حتى مات و كان عنده 20 عامًا، ثم صحب أبو بكر و عمر رضي الله عنهما و الذان كانا يثنيان عليه، فعن ابن عون, عن موسى بن أنس: أن أبا بكر الصديق بعث إلى أنس ليوجهه على البحرين ساعيا، فدخل عليه عمر، فقال: إني أردت أن أبعث هذا على البحرين، وهو فتى شاب.
قال: ابعثه, فإنه لبيب كاتب، فبعثه، فلما قبض أبو بكر قدم أنس على عمر، فقال: هات ما جئت به, قال: يا أمير المؤمنين, البيعة أولا، فبسط يده.
كان له نصيب من شهود بعض فتوحات المسلمين، و طال به العمر حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين، ممن روى عنه؛ قتادة، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، والزهري، وثابت البناني، وحميد الطويل، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأبو مجلز حميد بن لاحق، وأبو رجاء العطاردي، وعاصم الأحول، ومعاوية بن قرة، والربيع بن أنس البكري.
و انتهى به المقام في البصرة، رُزِق بها الأرض و الزروع و الأموال ،توفي عن عمر يناهز المائة و قليل، فكان آخر أصحاب رسول الله موتًا، ترك رصيدًا من الأحاديث و الروايات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و ترك سيرة عذبة يُستقى منها الخير، رضي الله عنه.
و نجمل ما نستقي من سيرته من فوائد في نقاط :
1- الحرص على اتباع السنة من دليل محبتنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم، فمحبة الرسول صلى الله عليه و سلم برهانها الاتباع، و حب ما ما يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
2- رفع مكانة أهل العلم و مصاحبتهم خير لا يغفل عنه المرء.
3- كتابة العلم، فالعلم قيد، و هذا مما يفتقده كثير من طلبة العلم اليوم، يعتمدون السماع، و القراءة، دون تدوين الفوائد.
4- تدبر القرآن و ربطه بالواقع.
5- الرأفة و التلطف عند تقديم النصح للأبناء و لغيرهم؛ باستخدام الألقاب المحببة، و الكلمات القريبة لقلوبهم.
6- تقديم النصح لطلبة العلم بما خبر الإنسان، فهذا من النصح للمسلمين.
7- من أساليب النصيحة أسلوب النصيحة غير المباشرة و الحث و المدح المباشر و غير المباشر، بذلك تفتح القلوب و ينكسر كبرها، فتقبل على الحق و أهله.
8- أهمية حث الأبناء على طلب العلم النافع.
9- فقه الألوليات، من الأمور التي تضبط حركة و فكر الإنسان.
الحاشية:
1- رواه أحمد وابن سعد، وفيه انقطاع، عمران لم يسمع من أنس وإنما رآه رؤية، وللحديث طرق أخرى يرقى بها إلى درجة الصحّة.
2- رواه البخاري عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة،عن أنس.
3- رواه الإمام أحمد وابن سعد في الطبقات.
4- رواه البخاري عن هشيم، عن حميد، عن أنس.
5- رواه ابن سعد عن ثابت البناني.
6- - رواه ابن سعد عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عن عمه ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 رجب 1443هـ/5-02-2022م, 05:28 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
لما كانت الصحابة خير قرن ولوا النبي صلى الله عليه وسلم، وكان القرآن قد نزل بلغتهم فكانوا يتعلمون معانيه وتفسيره ممن أنزل عليه صلى الله عليه وسلم وكانوا حريصين على الاهتداء بهدى القرآن، وأخذه بقوّة، وحسن التذكير بالقرآن بما كان هذا العلم حياة لقلوبهم ونوراً لدروبهم، دل ذلك كله على وجوب معرفة طرقهم في تعلّم التفسير وتعليمه، وهم قد بوركوا في علمهم، والناس -مع مرور مئات السنين- ينتفعون بعلمهم، ويذكرون فضلهم، ويثنون عليهم، ويدعون لهم بخير.
وكان أحد هؤلاء عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي رصي الله عنه. وذكر من فضائل هذا الصحابي الجليل:
- أنه كان عابدا زاهدا.
- أنه كان حريصا على لحفظ القرآن وقراءته حتى أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقصد والاعتدال.
- أنه كان ممن أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الحديث. فقد قال: "استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة ما سمعته منه فأذن لي فكتبته"؛ فكان عبد الله يسمي صحيفته تلك "الصادقة". رواه ابن سعد. وقد كثرت روايته عنه صلى الله عليه وسلم حتى قال همام بن منبّه: سمعت أبا هريرة، يقول: «ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب» رواه البخاري.
وقال الإمام الذهبي: "وقد روى عبد الله أيضا عن: أبي بكر، وعمر، ومعاذ، وسراقة بن مالك، وأبيه؛ عمرو، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي الدرداء، وطائفة، وعن أهل الكتاب، وأدمن النظر في كتبهم، واعتنى بذلك".
وممن روى عنه التفسير: حفيده شعيب بن محمد، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن ميمون الأودي، وابن أبي مليكة، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، وعامر الشعبي، وبشر بن شغاف التميمي، وأبو أيّوب الأزدي، وأبو يحيى الأعرج، وعيسى بن هلال الصدفي، ومعدان بن أبي طلحة اليعمري، وسالم بن أبي الجعد، والهيثم بن الأسود، وشفيّ الأصبحي، ويحيى بن قمطة، وعمرو بن عاصم، ونافع بن عاصم، وفاطمة السهمية، وعطية العوفي، وشهر بن حوشب.
- أنه كان معروفاً بتواضعه؛ وحسن خلقه؛ قال سليمان بن ربيعة الغنوي: (كنا نُحدَّث أنه أشد الناس تواضعاً). ذكره الذهبي.
- أنه تعلّم اللسان السرياني، وأصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب؛ فقرأ في كتبهم؛ لكنّه لم يكن كثير التحديث منها؛ فمروياته من أخبار بني إسرائيل قليلة غير كثيرة؛ وأكثر ما يرويه في التفسير إما مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإما من اجتهاده في التفسير.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 6 رجب 1443هـ/7-02-2022م, 11:19 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ سيرة الصحابي ( زيد بن ثابت ) رضي الله عنه




جمع القرآن ، تلك المهمة العظيمة الباهرة ، ُتذكر ويُذكر معها أعلام الهدى ، صديق الأمة والفاروق وذوالنورين ، وعلم من أوتاد القرآن ورجالاته ، *زيد بن ثابت * الخزرجي الأنصاري ، شيخ المقرئين ، ومفتي المدينة ، هي ألقاب كان يلقب بها ، ويوصف بها رضي الله عنه
🔹فمن هذا الكريم الذي ينسب إلى الكتاب الكريم { وإنه لقرآن كريم }
هو زيد بن ثابت بن الضحاك ، ينتهي نسبه إلى بني النجار ، عرف الهدى يافعاً ، فقد حلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مهاجرا ، وعمر زيد إحدى عشر سنة ، غلاماً أريباً ،كاتباً ، متوقد الذهن ، سريع الفهم ، فقربه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأدناه واستثمر مواهبه ، فكلفه بمهمة عجيبة ، قائلاً :
( يا زيد تعلّم لي كتاب يهود ، فإني والله ما آمن يهود على كتابي ) رواه أحمد
ويخبرنا زيد : فما مرَّ بي نِصفُ شَهْرٍ حتَّى تعلَّمتُهُ لَهُ ، قالَ : فلمَّا تَعلَّمتُهُ كانَ إذا كتبَ إلى يَهودَ كتبتُ إليهِم ، وإذا كتَبوا إليهِ قرأتُ لَهُ كتابَهُم - صحيح الترمذي
🔹ولأنه كان كاتباً محسناً ، كان من كتبة الوحي ، شهد تنزل الوحي غضاً مراراً مع النبي صلى الله عليه وسلم
فكان من أوائل الحفظة لكتاب الله و مقدميهم ، جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما كان سباقاً إلى الفضائل والمكرمات ، خرج راغباً في نيل شرف الجهاد وهو صبي يافع ، هو و أتراب له من أنباء الأنصار البررة في بدر وأحد ، فردهم النبي الكريم الرفيق وطيب خاطرهم ، ووعدهم وعداً يسكن شوقهم ويحقق أملهم 🔹فكانت غزوة الخندق هي أول مشاهد هذا الصحابي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كانت غزوة تبوك فحمل راية بني النجار عمارة بن حزم ، فيأخذها صلى الله عليه وسلم ويناولها لزيد بن ثابت ، فيتساءل عمارة يارسول الله أبلغك عني شيء ؟ فيجيبه قائد الأمة وأمير جيشها : ( لا ولكن القرآن مقدم ) رواه
ما أعظم القرآن وأكرم عطائه في كل تفاصيل. حياة من تشرّف به عالما عاملاً صادقاً ، سنرى هذه الكرامة تحفّ بزيد حياته كلها ، فقد عاش بين المسلمين أماماً جليلاً ، له مواقف مشهودة تطالعنا بها السير والأخبار الثابتة :
🔹يوم السقيفة
في ذلك المكان وفي تلك الأوقات التى تقرر بها مصير أمة قامت على التوحيد. ووحي السماء ، والأعداء متربصون والإيمان يزيد وينقص في قلوب البعض وتناله الأهواء والأراء ، وجناحي الدولة المسلمة من الأنصار والمهاجرين ، في موقف الحسم والراى لهذه الدولة الربانية ، فيقول الأنصار : منا رجل ومن المهاجرين رجل ، فينبري كاتب الوحي زيد بن ثابت ويقول قولةً أرضت الفريقين :
إن رسول الله كان من المهاجرين ونحن أنصاره، وإني أرى أن يكون الإمام من المهاجرين ونحن نكون أيضا أنصاره
🔹وتشتد الأخطار وترجف القلوب التى لم يسكنها الإيمان سكنى قبول ويقين ، ويتطلع أخرون للتخفّف من أعباء الإنفاق الواجبة في الدين ، فيقبضون أيديهم وتعلن ألسنتهم رداً لركنٍ لا تمام للإسلام إلا به ، ويقول الخليفة الراشد في قوة :
أينقص الدين وأنا حي ؟ -
توفيق وبصيرة ، وكلمة فرقان بين الحق والباطل ، يوفق الله تعالى لها أولياؤه وجنده الصادقين
فتكون معركة اليمامة الغراء ، في حديقة الموت ، ويموت عدد كبير من أهل الحق ، ليحيا، ويزهق الباطل ، وتقبض أرواح زكية ، انطوت صدورها على أعلى كلام وأقدسه ، ويشير فاروق الأمة على الخليفة أن تعهد القرآن بالجمع ، ليُحفظ
🔹فيكون *زيد بن ثابت * رجل المرحلة وحادي السير فيها ، يأمره خليفة النبي قائلاً له في تكريم ومعرفة لمنزلته :
إنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، ولَا نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ. فَوَاللَّهِ لو كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ ما كانَ أثْقَلَ عَلَيَّ ممَّا أمَرَنِي به مِن جَمْعِ القُرْآنِ، قُلتُ: كيفَ تَفْعَلَانِ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فَقالَ أبو بَكْرٍ: هو واللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ أزَلْ أُرَاجِعُهُ حتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ له صَدْرَ أبِي بَكْرٍ وعُمَرَ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ القُرْآنَ أجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ والأكْتَافِ، والعُسُبِ وصُدُورِ الرِّجَالِ، حتَّى وجَدْتُ مِن سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مع خُزَيْمَةَ الأنْصَارِيِّ لَمْ أجِدْهُما مع أحَدٍ غيرِهِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} - صحيح البخاري
🔹وتمضي الأيام ، ويفزع صحابي جليل آخر* حُذيفة بن اليمان * من اختلاف الناس على القراءات ، ويخشى الفتنة ، وهكذا هم دوما الصحابة ، حواري الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ، وحماة الدين بعد وفاته ، نصحة بررة
يعود من الغزاة ، ويشير على أمير المؤمنين عثمان : أن اجمع الناس على مصحف واحد ، فلما عزم عثمان على هذا الجمع ، قال :
من أكتَبُ النَّاسِ ؟ قالوا : كاتبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زيدُ بنُ ثابتٍ ، قال : فأيُّ النَّاسِ أعرَبُ ؟ قالوا : سعيدُ ابنُ العاصِ ، قال عثمانُ : فليُمْلِ سعيدٌ ، وليكتُبْ زيدٌ ، فكتب زيدٌ مصاحفَ ففرَّقها في النَّاسِ ، فسمِعتُ بعضَ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولون : قد أحسن . رواه ابن كثير في فضائل القرآن
كان قد قرأ القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته مرتين ، ولما كان هو الذي كتبها وقرأها على رسول الله ، عرفت تلك القراءة بقراءة زيد ، كما كان شهد العرضة الأخيرة ، وكان يُقرأ بها الناس حتى مات
🔹ومن مناقبه و جميل ذكره رضي الله عنه ، انه كان عالماً قد جمع إلى علم القرآن وشرف حمله ، علوماً اخرى وكان من رجالات. الدولة وممن تسند إليه أمور ومهام فيها :
يقول سليمان بن يسار: «كان عمر وعثمان لا يقدمان على زيد بن ثابت أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة. وحينما كان يخرج عمر من المدينة لسفر أو لأمر ما كان يستخلفه». 1-
وهذا الزهري يقول : لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض ، لرأيت انها ستذهب من الناس . 2-
كيف لا ، وقد شهد له بهذا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد قال وهو يُعدد مزايا الصحابة ، فيقول عن زيد بن ثابت : ( وأفرضهم زيد بن ثابت ) رواه الالباني في صحيح الجامع
عاش زيد رضي الله عنه حميدا ، فريداً معلماً ، عالماً ، هاهو ابن عّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما :
لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم - 3
🔹وفاته رضي الله عنه
وافته المنية سنة خمس وأربعين من الهجرة ، في عهد معاوية رضي الله عنه ، وعند موته قال أبو هُريرة :
مات حبر الأمة ، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس خلفا - 4
مات الصحابي العالم ، ليحمل لواء العلم والتعليم من بعده ابنه * خارجة بن زيد بن ثابت * التابعي العالم ،أحد الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة ، ذرية ٌ بعضها من بعض .

( اللهم عيشاً على مسلكهم وهديهم حتى نلقاك غير مبدلين ولا مفتونين )




🔹المصادر
1- سير أعلام النبلاء
2- سير أعلام النبلاء
3- تهذيب ابن عساكر
4- حاشية مسند الإمام أحمد

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 رجب 1443هـ/11-02-2022م, 07:06 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

الحبر والبحر فقيه الأمة وشيخ المفسرين، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وخادمه ، الذي قال ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اللهم علمه الكتاب» رواه البخاري، وفي رواية في الصحيح أيضاً: «اللهم علمه الحكمة»، فلاريب ان يكون فتح له في العلم والحكمة بدعاء النبي صلى الله وسلم .

هذا العلم لزم رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، وقد اعطاه الله الذكاء والفطنة والحفظ، وكان من حرصه انه سأل خالته ميمونة بنت الحارث أمّ المؤمنين أن يبيت عندها ليلة من الليالي التي يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ليرى عمله في الليل؛ فأذنت له.

ومن دلائل حرصه على طلب العلم تلك القصة المشهورة أنّه لمّا رأى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد توفّي اجتهد في طلب العلم عند كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الأنصار: يا فلان هلم فلنسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير».
فقال: واعجبا لك يا ابن عباس، أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ترى؟!! فتركَ ذلك، وأقبلتُ على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل؛ فأتوسد ردائي على بابه؛ فتسفي الريح على وجهي التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟
ألا أرسلت إلي فآتيك؟
فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك. فأسأله عن الحديث.
قال: فبقي الرجل حتى رآني، وقد اجتمع الناس علي؛ فقال: «كان هذا الفتى أعقل مني» رواه الدارمي.

ومما روي في حرصه رضي الله عنه انه كان يسأل عن الامر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الصحابة يعرفون له حرصه على طلب العلم وفطنته وذكاءه- فكان عمر يأذن له مع أهل بدر.
وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت أبي يقول: (ما رأيت أحدا أحضر فهما ولا ألبَّ لبا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما من ابن عباس! ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات ثم يقول: عندك قد جاءتك معضلة. ثم لا نجاوز قوله وإن حوله لأهل بدر من المهاجرين والأنصار). رواه ابن سعد في الطبقات عن شيخه الواقدي، والواقدي متكلّم فيه.


ومما روي في شمائله واخلاقه انه كان حسن الخلق متواضعاً لا يؤذي أحداً، ولا يعسر على أحد، يأتي العالم في محله، ويجله ويبجله، ويتفطن لما يعنيه في طلب العلم؛ فكان علماء الصحابة يحبّونه ويقرّبونه؛ حتى حصّل علماً كثيراً مباركاً.


ومن وصايا ابن عباس رضي الله عنهما:

- يا بني، إن عمر يدنيك، فاحفظ عني ثلاثا: (لا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا يجربن عليك كذبا).

- عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق قال: قال عبد الله، «نعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عشره منا رجل» رواه أحمد فضائل الصحابة.

قال إبراهيم الحربي: (يقول: (لو أدرك أسناننا): لو كان في السن مثلنا ما بلغ أحدٌ منا عُشْرَه في العلم).

قال ابن كثير: (وقد مات ابن مسعود رضي الله عنه في سنة اثنتين وثلاثين على الصحيح، وعمر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة؛ فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود رضي الله عنه؟!!).
- قال أبو نعيم: حدثنا صالح بن رستم، عن

ومن هدي ابن عباس :
ماروي عن ابن أبي مليكة، قال: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة، وكان يصلي [الفريضة] ركعتين؛ فإذا نزل قام شطر الليل، ويرتّل القرآن يقرأ حرفا حرفا، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب). رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في شعب الإيمان.

- وقال حماد بن زيد: حدثنا أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس قال: (ما رأيت أحدا أشدَّ تعظيما لمحارم الله من ابن عباس. ولو أشاء أن أبكي إذا ذكرته لبكيت). رواه ابن سعد.

وفاته :

كُف بصره في آخر عمره، وسكن الطائف، وبها توفّي سنة 68 هـ ، وقد جاوز السبعين، وقد روي من طرق متعددة أنه لما مات ابن عباس جاء طائر أبيض، فدخل في أكفانه.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 13 رجب 1443هـ/14-02-2022م, 08:59 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة القسم الثاني من سير أعلام المفسرين

بارك الله فيكم ونفع بكم
أؤكد على أهمية العزو حتى ما يدرج من معلومات أثناء الرسالة، عن مولد الصحابي أو نشأته أو إسلامه أو وفاته، ونحو ذلك، يمكن عزوه بعمل حاشية في نهاية الرسالة.


إيمان جلال: أ+
هنادي الفحماوي: أ+،

أحسنتِ الإشارة للفوائد المستفادة من الآثار في السيرة، وعزو الآثار، لكن اعتني كذلك بالعزو، كما فصّلت في التعليق العام أعلاه.
رولا بدوي: ب+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- فاتكِ عزو بعض الآثار، الحاشية التي أوردتيها في نهاية رسالتك لم تبيني - في أغلب الأحوال - ما يقابلها أثناء الرسالة .
- اجتهدي في مراعاة الدقة عند التعبير، مثلا:
قولكِ: " لأنه كان يكتب في وقت لا يعرف غيره الكتابة " هذا التخصيص لا يصح وقد كتب غيره من الصحابة، بل كتبوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مثل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
- آخر الصحابة وفاة على الإطلاق هو أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي رضي الله عنه، لكن أنس بن مالك رضي الله عنه آخر الصحابة وفاة في البصرة.

فروخ الأكبروف: ج
يظهر لي أن حديثك عمن رووا عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما جاء اعتراضيا بين ما قبله وما بعده
وذكرت في بداية الرسالة كلاما عن طرق تعلم التفسير وتعليمه لكنك لم تشر لهذا من سيرة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وجاءت الرسالة كما لو أنها لم تكتمل !

سعاد مختار: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بك.
راجعي هذه النقاط:
- لا ولكن القرآن مقدم ) رواه ... لم تكملي العزو.
- رواه ابن كثير في فضائل القرآن ... هل رواه ابن كثير بإسناده؟
- رواه الالباني في صحيح الجامع، من أخرجه من أئمة الحديث؟ ثم ننقل بعد ذلك تصحيح الألباني رحمه الله.

رفعة القحطاني: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
راجعي هذه النقاط:
- - قال أبو نعيم: حدثنا صالح بن رستم، عن ... أين الأثر؟
- عزو الأثر الأول من الوصايا.
حبذا لو استنبطتِ الفوائد المناسبة من الآثار التي ذكرتيها تحت عنصر (هدي ابن عباس رضي الله عنهما) لتتضح للقارئ.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir