أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: تحدّث عن فضائل الصحابي الجليل الزبير بن العوّام رضي الله عنه .
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي بن كلاب.
أمه عمة النبي عليه الصلاة السلام, صفية بنت عبد المطلب ، أسلمت وهاجرت إلى المدينة.
هاجر رضي الله عنه الهجرتين وصلى القبلتين ، وأول من سل سيفا في الإسلام في سرية بعثه بها النبي عليه الصلاة والسلام وهو من العشرة المبشرين بالجنة.
قال عنه عليه الصلاة والسلام:" إن لكل نبي حواريا ، وحواريي الزبير" وهذا يدل على عظيم مكانته عند النبي عليه الصلاة والسلام.
كان مقلا في الرواية عن النبي عليه الصلاة والسلام, فلما سأله ابنه عن السبب, قال:"يا بني إني لم يكن أحد بمثل منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني سمعته يقول :"من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
قتل رضي الله عنه يوم الجمل سنة ست وثلاثين ، وله سبع وستون أو ست وستون ، قال أبي جرو المازني قال: شهدت عليا والزبير حين توقفا ، فقال له علي : يا زبير أنشدك الله ، أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنك تقاتلني وأنت ظالم ؟ قال : نعم ، لم أذكره إلا في موقفي هذا إذ . رواه ابن كثير وابن حجر.
وذكروا بأنه ترك القتال ورجع عنه, لكن عمرو بن جرموز لحقه, فجاءه وهو نائم فقتله ، ولما بلغ عليا خبر مقتله, جلس يبكي عليه.
س2: ما موقف الصحابي سعد بن أبي وقاص من الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما.
لما وقعت الفتنة, اعتزلها رضي الله عنه, ولم يشارك فيها متابعة لإرشادات الرسول عليه الصلاة والسلام, للصحابة, وذكروا أنه خرج في البراري ، واعتزل الناس حتى قال:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عـوى وصـوت إنسـان فكـدت أطير
وبقي على اعتزاله الفتنة حتى هدأت، فرجع إلى بيته في المدينة, إلى أن توفي رضي الله عنه.
س3: تحدّث بإيجاز عن سيرة أبي محمد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه مبيّنًا فضائله، واذكر الفوائد التي استفدتها من دراستك لها.
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة ، وهو من بني زهرة ، أي أخوال النبي صلى الله عليه وسلم .
أمه الشفاء ، وقيل : العنقاء، بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، فأمه من بني زهرة ، وقد كانت من المهاجرات رضي الله عنها.
سمى نفسه عبد الرحمن ، بعد أن كان اسمه قديما : عبد عمرو ، وكان لا يلتفت لمن يناديه باسمه القديم.
دعاه أبو بكر للإسلام, فأسلم على يديه, فشهد بدرا والمشاهد كلها، فلم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا .
هاجر إلى المدينة بدون مال، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فقال له سعد بن الربيع : إن لي زوجتين ، اختر واحدة منهما وأطلقها حتى تتزوجها ، وإني لي مال أقاسمك مالي ، فقال رضي الله عنه : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على السوق، فجعل يبيع ويشتري حتى بارك الله له في تجارته وجمع المال الوفير.
فلما كثر ماله تزوج امرأة من الأنصار ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة ، فقال : "ماهيا" ؟ فقال : تزوجت امرأة من الأنصار ، فقال عليه الصلاة والسلام:"على أي شيء ؟", قال : على وزن نواة من الذهب, دعا له قال : "بارك الله فيك ، أولم ولو بشاة". فعمل الوليمة ، ثم تزوج رضي الله عنه بأخريات, وكثر أولاده وماله ببركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام .
كان كثير الإنفاق في سبيل الله, فقد ذكروا مرة أنه قدمت له قافلة محملة بالزاد ، فلما وصلت إلى المدينة أخذ التجار يساومونه على بيعها بفوائد مرتفعة, فرفض رضي الله عنه, وقال : أبيعها على الله ، يعطيني في المائة ألفا, فتصدق بها كلها .
وكان رضي الله عنه يتعاهد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم, بالعطاء، فكانت عائشة رضي الله عنها تقول : سقى الله عبد الرحمن من سلسبيل الجنة.
صلى خلفه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر في غزوة تبوك, فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته, فلما انتهى ورجع إلى الناس وجدهم قد قدموا عبد الرحمن بن عوف للصلاة , فصلى النبي صلى الله عليه وسلم معهم الركعة الثانية التي ادركها , وصلى الركعة التي فاتته, فشق ذلك على المسلمين, فلما انتهى النبي من صلاته, أثنى عليهم وقال لهم : أحسنتم أحسنتم, لأنهم صلوا الصلاة على وقتها.
كان له من الأولاد قريب الأربعة عشر,أشهرهم: أبو سلمة الفقيه, فقد اشتغل برواية الحديث عن أبي هريرة ، فروى عنه كثيرا ، يقال : عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، ولم يعرف له اسم .
مات عبد الرحمن بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين، في خلافة عثمان، ، وكان عمره اثنتان وسبعون, خلف مالا كثيرا، صلى عليه عثمان .
الفوائد:
- تقديم حب الله والرسول على جميع المحاب, والهجرة إليهما بترك الماصي والعوائق التي تعيق السير إليهما.
- العفة والاستغناء بالله عن الناس.
- العمل ولو كان شاقا وأجره يسير, فهو خير من سؤال الناس, فإن شاؤا أعطوه, وإن شاؤا منعوه.
- الحرص على الكسب الطيب, ليستجاب الدعاء, وليبارك الله في المال والولد.
س4: المؤمن بالله واليوم الآخر حقيقة هو من كان عاملًا على مقتضى الإيمان ولوازمه؛ من محبة أهل الإيمان وموالاتهم، وبغض أهل الكفر ومعاداتهم، ولو كان أقرب الناس إليه.
استشهد لذلك بما درسته من سيرة الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، وما نزل فيه من الآيات في ذلك.
حقق رضي الله عنه الولاء والبراء كاملا:
فقد تبرأ رضي الله عنه, من الشرك وأهله بالكلية, فقد كان أبوه قد خرج مع المشركين يوم بدر، فلما بدأ القتال, جعل يقول: أروني ولدي لأقتله, فكان أبو عبيدة يهرب منه مبتعدا عنه، لكن لما رآه مصرا على قتله , رجع إلى أبيه فقتله , ولم تمنعه القرابة من قتل والده لأنه مشرك محارب لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام.
ونزل فيه قوله تعالى:" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون:.
أما البراء والموالاة لله ولرسوله, فيشهد له ما حصل منه في يوم أحد لما ضرب الكفار النبي عليه الصلاة والسلام, وكان على رأسه المغفر, ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته ، انتزع أبو عبيدة رضي الله عنه, الحلقتين اللتين دخلتا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم من المغفر, فسقطت ثنيتاه فحسنت فاه , وان يقال عنه:ما رؤي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة, والهتم : كسر في الثنايا .
س5: بم لقب كلا من: الزبير بن العوام، وأبي عبيدة عامر بن الجراح، رضي الله عنهما، واستدل لما تقول.
لقب الزبير بن العوام هو: حواري الرسل عليه الصلاة والسلام, فقد ثبت إنه عليه الصلاة والسلام, قال:"إن لكل نبي حواريا ، وحواريي الزبير",و الحواريون, أي: المقربون, كحواري عيسى عليه السلام.
أما لقب أبي عبيدة بن الجراح, فهو:الأمين, فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالأمين، لما جاءه وفد نجران قالوا: أرسل معنا أمينا ، فقال: "لأرسلن معكم أمينا حق أمين", فأرسل معهم أبا عبيدة ، وقال : "لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة".
س6:ما هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام، وما موقفهم مما شجر بينهم رضوان الله عليهم؟
الصحابة رضوان الله عليهم, هم أفضل هذه الأمة, اختارهم الله لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام والسلام, فهم أصدق الناس إيمانا, وأكثرهم علما, آمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام, وصدقوه ونصروه.
مدحهم الله وأثنى عليه في كتابه, بل ترضى عنهم بقوله:" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم", ففيه رضى الله عنهم, بل واشتراط متابعتهم بإحسان لمن جاء بعدهم إن هم أرادوا نيل الأجر والثواب.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:"لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة".
ومع هذا لا ندعي العصمة لأحدهم, فهم بشر يصدر منهم الخطأ, لكن هذا مغمور في بحر حسناتهم الكثيرة, أو يسر الله لهم التوبة فيغفر لهم ما صدر منهم, أو يصيبهم من المكفرات ما فيه محوا للذنوب.
وقد أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام, في الحديث المتفق عليه, بالكف عنهم فقال:"لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه", وقال الله تعالى:" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم", فليس لنا الخوض فيهم, ولا سبهم, كما فعلت الروافض عليهم من الله ما يستحقون, وهذا من حسدهم إياهم, وإرادتهم هدم الدين, فالصحابة هم حملة الشريعة, فالطعن فيهم عامة هو طعن في الدين.
فيجب علينا سلامة اللسان والصدور تجاههم, وعدم الخوض فيما شجر بينهم لأن هذا مما يشحن القلوب ويدع للغل مكانا.
وكثير مما كتب عما حدث من فتن بينهم مليئ بالكذب, أو قد خلط الكذب بالصحيح بل وزاد عليه, وهم رضي الله عنهم مجتهدون مصيبهم له أجران والمخطئ منهم له أجر واحد.
فرضي الله عنهم وأرضاهم.
تم تصحيح السؤال الأول.