فرع: وتُعرَفُ صُحْبَةُ الصَّحابَةِ تَارةً بالتَّوَاتُرِ، وتَارَةً بأَخْبَارٍ مُسْتَفِيضَةٍ، وتَارةً بشَهادَةِ غَيْرِه مِن الصَّحابَةِ لَهُ، وتَارَةً برِوَايَتِهِ عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- سماعًا أو شَهادةً معَ المُعَاصَرَةِ.
فأما إذا قالَ المُعَاصِرُ العَدْلُ: أنا صَحَابِيٌّ.
فَقَدْ قَالَ ابنُ الحاجبِ في مُخْتَصَرِهِ: يَحْتَمِلُ الخِلافَ، يَعْنِي لأنَّهُ يُخْبِرُ عَنْ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ، كما لو قالَ في الناسخِ: (هذا ناسِخٌ لهذا) لاحتمالِ خَطَئِه في ذلك.
أما لو قالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قال كذا)، أو (رَأَيْتُه فعلَ كذا)، أو (كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) ونحوَ هذا، فهذا مقبولٌ لا مَحَالَةَ إذا صحَّ السَّنَدُ إليه، وهو مِمَّنْ عَاصَرَهُ -عليه الصلاةُ والسلامُ.