دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية لابن بطة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 15 رجب 1434هـ/24-05-2013م, 10:42 PM
أم صفية أم صفية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 212
افتراضي باب ذكر اتباع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أيام خلافته سنن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واتباع بعضهم لبعض

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب ذكر اتباع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أيام خلافته سنن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واتباع بعضهم لبعض

قال الشيخ: وما وهبه الله تعالى لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم عامة، وزاد في العطية منه للخلفاء الأربعة من المنقبة الجليّة، والفضيلة الخطيرة، ما كانوا عليه من صريح المحبة، وصحيح الأخوة والمودة، وتقارب القلوب وتآلفها وتراحم النفوس وتعاطفها، وذلك من معجزات أطباع البشرية، مع ملكهم الدنيا ورئاستها، ووراثتهم الأرض وخلافتها، وتمهيدها ووطأة أهلها وتذليلهم رقاب عتاتهم وجبابرتها، من عربيها وعجميها في شرقها وغربها، وبرّها وبحرها، وكثرة قضاياهم
[الإبانة الكبرى: 7/363]
وأحكامهم بين أهلها، وما جدّ كل واحد منهم إلى تشريع شريعة لم تكن، وتسنين سنة تحدث، والحكم في معضلة تقع، وفتح أبواب مغلقة وقلوب مقفلة، وما يسنه في ذلك ويقضيه فسنة للمسلمين، ويحكم بها إلى يوم الدين.
وكل واحد منهم مستحسن لسنة من يكون قبله، وسالك طريقته، غير عائب له، ولا منكر عليه، فإذا انقضت مدة أحدهم وورّث الله صاحبه من بعده خلافته، قفا أثره، وسلك طريقته فلم ينقض له حكما، ولم يغير له سنة، خلافاً لما عليه أبناء الدنيا وملوكها من تتبع أحدهم صاحبه حتى يبدل شرائعه، ويغير رسومه، وليبدي معائبه، ويظهر مثالبه، ضدّاً لأفعال الخلفاء الراشدين الذين برّأهم الله وصفّاهم من المعائب والمثالب.
والعلة في الأمر، الذي طهر الله به قلوب أوليائه من المؤمنين، وخصّ بذلك الخلفاء الراشدين: اجتماع القوم في مراد واحد، وهو الله وحده والدار التي عنده، وأن موردهم كان على عين الإيمان، فصدروا عنها رواءً من عللٍ بعد
[الإبانة الكبرى: 7/364]
نهل، وبذلك وصفهم الله حين أيّد دينه ونبيه بهذه المنقبة التي وهبها لهم، حيث يقول: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين* وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم}.
فحسبك بقلوب تولّى الله تأليفها، وجمع شمل المحبة، بين أهلها.
وكذلك ذكرهم عظيم منته عليهم فيما وهبه لهم من هذا الحق، حيث قال: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}.
فبذلك وعلى ذلك بحمد لله عاشوا متآلفين، وعليه ماتوا متفقين غير متحاسدين، ولا متقاطعين، ولا متدابرين، وعليه يجتمعون في حظيرة القدس في جوارب العالمين حيث
[الإبانة الكبرى: 7/365]
يقول: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين* لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين}.
[الإبانة الكبرى: 7/366]
70- حدثنا محمد بن يوسف البيع قال: حدثنا أبو رويق قال: حدثنا حجاج قال: حدثنا سفيان عن
[الإبانة الكبرى: 7/366]
إسرائيل قال: سمعت الحسن يقول قال علي فينا والله أهل بدر نزلت {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}
[الإبانة الكبرى: 7/367]
ولكل واحد منهم سنن سنها، وطريقة سلك بالمسلمين فيها، فإذا قام صاحبه من بعده قفا أثره، وشيدها، وأشاد بها وأعلاها، حتى كان آخرهم خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسلك طريق الخلفاء الثلاثة قبله، وعمل بسنتهم، وأمضاها وحمل المسلمين عليها، وكل ذلك فبخلاف ما تنحله الرافضة الذين أزاغ الله قلوبهم، وحجب عنهم سبيل الرشاد والسداد، ونزه عليّ بن أبي طالب عن مذاهبهم النّجسة الرّجسة، فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين أفضت الخلافة إليه، أمضى قضية أبي بكر رضي الله عنه في فدك وأجرى أمرها
[الإبانة الكبرى: 7/368]
على ما أجراه، وسمع قول أبي بكر، وصدقه فيما رواه وحكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "إنا لا نورث ما تركناه صدقة" وعلم علي عليه السلام أن الذي قاله أبوبكر هو الحق، والحق أراد؛ لأن أبابكر حين قضى بذلك لم يأخذه لنفسه، ولم يورثه لولده، ولا لعصبته، فحكم في ذلك بالحق ولم تأخذه في الله لومة لائم.
فحين أفضت الخلافة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمضى حكم أبي بكر ولم ينقضه بفعاله، ولا عابه بمقاله، وكان هذا من علي رضي الله عنه ظاهراً مشهوداً غير مستور، خلاف ما تدعيه البهتة الكذابون الرافضة.
[الإبانة الكبرى: 7/369]
وأما سير عمر بن الخطاب رحمه الله فكلها أمضاها وأثراها وأعلاها واقتفى أثره، واسترشد أمره، واستسعد برأيه.
[الإبانة الكبرى: 7/370]
71- حدثنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا ابن علية أخبرنا محمد بن إسحاق قال قلت لأبي جعفر محمد بن
[الإبانة الكبرى: 7/371]
علي أرأيت عليا حين ولي العراق وما كان بيده من سلطان كيف صنع في سهم ذي القربى قال سلك به والله
[الإبانة الكبرى: 7/372]
طريق أبي بكر وعمر قلت وكيف وأنتم تقولون ما تقولون قال أما والله ما نقول غير هذا وما كان لأهله أن يصدروا إلا عن رأيه ولا يقولوا بغير قوله ولقد كان يكره أن يدعا عليه خلاف أبي بكر وعمر رحمهم الله
[الإبانة الكبرى: 7/373]
ولهذا قال البيهقي عقبه ـ المصدر السابق ـ: ومحمد بن علي عن أبي بكر وعمر وعلي مرسل اهـ ونقل عن الشافعي تضعيفه
[الإبانة الكبرى: 7/374]
72- حدثنا أبو محمد عبدالله بن جعفر الكفي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر قال: حدثنا بشر بن السري قال: حدثنا يعلى بن الحارث قال: سمعت جامع بن شداد وأشعث بن أبي الشعثاء
[الإبانة الكبرى: 7/375]
المحاربي يترادان هذا الحديث: أن أهل نجران لقوا عليا إما قال في القصر وإما في سكة البكريين فقال قد شهدت كتابنا فلم ينكر ذلك وطلبوا إليه أن يردهم فقال إن ذلك رجل لم نتدبر من أمره قط إلا
[الإبانة الكبرى: 7/376]
اليمن وإني والله لا أحل عقدة عقدها أبدا حتى ألقى الله، يعني عمر
[الإبانة الكبرى: 7/377]
73- حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن إسحاق قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا الأعمش قال: سمعت سالم بن أبي الجعد قال جاء أهل نجران بكتابهم إلى علي في أديم أحمر فقالوا ننشدك بكتابك بيمينك وشفاعتك بلسانك إلا ما رددتنا أرضنا فقال إن عمر كان رشيد الأمر قال سالم فلو كان طاعناً على عمر يوما لكان ذلك اليوم
[الإبانة الكبرى: 7/378]
74- حدثنا أبو محمد عبدالله بن سليمان الفامي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش وحدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي وإسماعيل بن محمد الصفار قالا حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا يحيى بن
[الإبانة الكبرى: 7/380]
آدم قال: حدثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال جاء أهل نجران إلى علي عليه السلام فقالوا يا أمير المؤمنين كتابك وشفاعتك بلسانك أخرجنا عمر من أرضنا فارددنا إليها فقال ويحكم إن عمر كان رشيد الأمة فلا أغير شيئا صنعه عمر قال الأعمش: فكانوا يقولون لو كان في نفسه شيء لاغتنم هذه
[الإبانة الكبرى: 7/381]
75- حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد الباغندي قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا أبو معاوية قال حدثنا حجاج عمن أخبره عن الشعبي قال قال علي رضي الله عنه حين قدم الكوفة ما قدمت لأحل عقدة شدها
[الإبانة الكبرى: 7/383]
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
[الإبانة الكبرى: 7/384]
76- حدثنا أبو بكر محمد بن أيوب البزاز قال: حدثنا الحسن بن الفضل البوصرائي قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن
[الإبانة الكبرى: 7/385]
من سمع الشعبي يقول قال علي رضي الله عنه لما قدم الكوفة ما قدمت لأحل عقدة عقدها عمر رضي الله عنه
[الإبانة الكبرى: 7/386]
77- حدثنا أبو بكر قال: حدثنا الحسن بن الفضل قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال جاء أهل نجران بكتابهم إلى علي فذكر مثل حديث سالم الذي في أول هذا الباب
[الإبانة الكبرى: 7/387]
قال الشيخ: وهكذا كان صنيع علي رضي الله عنه فيما سنّه عمر للناس من قيام شهر رمضان لصلاة التراويح، ما أنكر
[الإبانة الكبرى: 7/388]
ذلك في حياته، ولا تخلف عن القيام بها معه ومع أئمته، حتى إذا أفضت الخلافة إلى علي رضي الله عنه، قام بها، وأمر الناس بذلك، ونصب الأئمة للصلاة بها، واستحسنها، ودعا لعمر حين سنها، وذكر أنه ممن أشار على عمر بها، خلاف ما تدعيه الرافضة البهتة الذين يغمصون الإسلام وينقصونه، ويعيبون فرائضه وسننه وينقضونه، ويدعون على عليّ رضي الله عنه ما قد برأه الله منه، ونزهه عنه، من مذاهبهم النجسة الرجسة التي لا
[الإبانة الكبرى: 7/388]
يستحسنها غيرهم، ولا يستحلها سواهم.
[الإبانة الكبرى: 7/389]
فأما متابعة علي لعمر على قيام شهر رمضان:
78- فحدثنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا عبدالله بن أبي إياد قال: حدثنا سيار عن
[الإبانة الكبرى: 7/391]
جعفر قال: حدثنا قطن القطعي عن أبي إسحاق الهمداني قال مر علي بن أبي طالب في أول ليلة من شهر رمضان فسمع قراءة القرآن من المساجد ورأى القناديل تزهر فقال نور الله لعمر بن الخطاب في قبره كما أنار مساجد الله بالقرآن
[الإبانة الكبرى: 7/392]
79- حدثنا أبو عبدالله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن يونس السراج قال: حدثنا محمد بن ربيعة قال: حدثنا خالد بن عبدالله الواسطي عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي عبد الرحمن السلمي قال أمنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في
[الإبانة الكبرى: 7/393]
شهر رمضان قال ومر ببعض مساجد أهل الكوفة وهم يصلون القيام فقال نور الله قبرك يا ابن الخطاب كما نوت مساجدنا
[الإبانة الكبرى: 7/394]
80- حدثنا أبو بكر أحمد بن هشام الأنماطي بالبصرة قال: حدثنا أحمد بن أبي العوام الرياحي.
وحدثني أبو صالح قال: حدثنا أبو الأحوص.
وحدثنا محمد بن محمود السراج قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن ملاعب قالوا حدثنا موسى بن داود الأودي
[الإبانة الكبرى: 7/395]
قال: حدثنا محمد بن صبح عن إسماعيل بن زياد الأعور قال مر علي عليه السلام بالمساجد في شهر رمضان فيها القناديل فقال نور الله على عمر قبره كما نور علينا مساجدنا
[الإبانة الكبرى: 7/396]
81- حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال: حدثني يحيى بن بكير قال: حدثنا الحسن بن صالح عن عمرو بن قيس عن أبي الحسناء أن عليا عليه السلام أمر رجلا أن يصلي بالناس عشرين ركعة
[الإبانة الكبرى: 7/397]
82- حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا عبيدالله بن جرير بن جبلة العتكي قال: حدثنا الحكم يعني ابن مروان قال: حدثنا الحسن بن صالح عن عمرو بن قيس عن
[الإبانة الكبرى: 7/398]
أبي الحسناء أن عليا رضي الله عنه أمر رجلا أن يصلي بالناس في رمضان خمس ترويحات عشرين ركعة
[الإبانة الكبرى: 7/399]
83- حدثني أبي وأبو صالح رحمهما الله قالا حدثنا محمد بن صالح بن ذريح قال: حدثنا جبارة ابن المغلس قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان عن
[الإبانة الكبرى: 7/400]
الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمره أن يؤم في مسجد الجامع في شهر رمضان
[الإبانة الكبرى: 7/401]
84- حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا محمد بن أبي الحارث باب الشام قال: حدثنا عبيد بن إسحاق قال: حدثنا سيف بن عمر قال: حدثني سعد بن طريف عن
[الإبانة الكبرى: 7/402]
الأصبغ بن نباتة قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنا حرضت عمر على قيام شهر رمضان أخبرته أن فوق السماء السابعة حظيرة يقال لها حظيرة الفردوس فيها قوم يقال لهم الروح فإذا كان ليلة القدر استأذنوا ربهم تعالى في النزول إلى الدنيا فلا يمرون بأحد يصلي أو يستقبلونه في طريق إلا أصابه من ذلك بركة قال فقال عمر رضي الله عنه إذا والله يا أبا الحسن نعرض الناس للبركة
قال الشيخ رحمه الله: فهذا قول علي - رضي الله عنه - ورأيه وفعله في صلاة التراويح، ومتابعته لعمر عليها، وأخذه بسنته
[الإبانة الكبرى: 7/403]
لا ينكر ذلك أحد من العقلاء والعلماء، وأخزى الله من يريد نقض عرى الإسلام، وهدم مناره، وتعفية آثاره، وإطفاء نوره، ثم لا يقنع لنفسه بما سوغها من القبيح حتى يعز ذلك وينسبه إلى المفضلين، والأكابر من سادات أئمة المسلمين - رحمة الله عليهم أجمعين -.
وكذلك كانت متابعة علي لعثمان - رضي الله عنهما - في جمع الناس على مصحف واحد، وتصويبه رأي عثمان فيه، وإنكاره على من أنكر ذلك على عثمان، وقال: لو وليت لفعلت الذي فعل عثمان في المصاحف.
وقال: أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر _ رضي الله عنه _
[الإبانة الكبرى: 7/404]
85- حدثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن السدي عن
[الإبانة الكبرى: 7/405]
عبد خير عن علي قال: سمعته يقول رحم الله أبا بكر هو أول من جمع القرآن بين اللوحين
[الإبانة الكبرى: 7/406]
86- وحدثني أبو صالح قال: حدثنا أبو الأحوص قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن السدي عن عبد خير عن علي رضي الله عنه قال يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع القرآن بين اللوحين
[الإبانة الكبرى: 7/407]
87- حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عبدالله بن شهاب قال: أخبرني أبي وقرأته في أصل كتاب أبيه بخطه ونسخته منه وأخبرني أبو صالح محمد بن أحمد بذلك عن أحمد بن عبدالله بن شهاب قال: حدثنا السري بن يحيى الكوفي
[الإبانة الكبرى: 7/408]
قال الشيخ: وهذا جد أبي بكر بن أبي دارم وهو أبو دارم وعمه هناد بن السري قال:حدثنا شعيب بن إبراهيم التميمي قال: حدثنا سيف بن عمر التميمي الأسدي
[الإبانة الكبرى: 7/409]
قال: حدثنا محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول عن سويد بن غفلة الجعفي قال:
[الإبانة الكبرى: 7/410]
سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول الله الله وإياكم والغلو في عثمان وقولكم خراق المصاحف فوالله ما خرقها إلا عن ملأ منا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم جمعنا فقال ما تقولون في هذه القراءة التي قد اختلف الناس فيها يلقى الرجل الرجل فيقول قراءتي خير من قراءتك وقراءتي أفضل من قراءتك وهذا شبيه بالكفر فقلنا فما الرأي يا أمير المؤمنين قال أرى أن أجمع الناس على مصحف واحد فإنكم إن اختلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافا فقلنا نعم ما رأيت فأرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال يكتب أحدكما ويمل الآخر فإذا اختلفتما في شيء فارفعاه إلي فكتب أحدهما وأملى الآخر فما اختلفا في شيء من كتاب الله إلا في حرف في سورة البقرة فقال أحدهما التابوت وقال الآخر التبوت فرفعاه إلى
[الإبانة الكبرى: 7/411]
عثمان فقال التابوت قال وقال علي رضي الله عنه لو وليت لصنعت مثل الذي صنع عثمان
قال فقال القوم لسويد بن غفلة الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي
[الإبانة الكبرى: 7/412]
88- حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا الصاغاني قال: حدثنا سلم بن قادم قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل
[الإبانة الكبرى: 7/414]
عن سويد بن غفلة قال قال علي رضي الله عنه لو وليت لفعلت الذي فعل عثمان في المصاحف
[الإبانة الكبرى: 7/415]
قال الشيخ: وحسبك من البراهين النيرة، والدلائل الواضحة، والحجج الظاهرة التي أعربت عن نفسها فأغنت عن شرحها: أن مصحف عثمان - رضي الله عنه - في أيام حياته وبعد
[الإبانة الكبرى: 7/415]
وفاته، به وبما فيه كان يقرأ علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - هو وأولاده وأهل بيته وأصحابه، ما غير منه حرفاً ولا قدم منه مؤخرا، ولا أخر مقدما، ولا أحدث فيه شيئاً، ولا نقص منه شيئاً، ولا قال ذلك ولا فعله أحد من أهل بيته ولا من أصحابه، لكنهم كلهم مجمعون على القراءة بما في مصحف عثمان - رحمه الله -، وما زالوا بذلك وعلى ذلك حتى فارقوا الدنيا - رحمة الله عليهم - فمن ادعى عليهم غير ذلك فقد كذب وأثم واختلق الزور والبهتان، وقال ما يعلم أهل الإسلام جميعاً إحالته فيه، والله حسبه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فإنا لا نعلم أحداً من المسلمين من أهل العلم روى أن علياً - رضي الله عنه - خالف أبا بكر، ولا عمر، ولا عثمان، في شيء مما حكموا به من صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووقفه وسهم ذي القربى، ولا غير ذلك من قضايا عمر في أهل الذمة، وقيام شهر رمضان، ومصحف عثمان، ولقد دخل علي - رضي الله عنه - الجزيرة فأخرج إليه
[الإبانة الكبرى: 7/416]
أهل الذمة بها كتاب العهد الذي كتبه لهم عمال عمر بن الخطاب - رحمه الله - والشرائط التي كان شرطها عليهم فيه فاستحسنه علي وقبله، وحكم به وأمضاه.
[الإبانة الكبرى: 7/417]
89- حدثنا بذلك أبو محمد الحسن بن أحمد الرهاوي قال: أخبرنا العباس بن عبيدالله أن أباه عبيدالله بن خالد وأحمد بن المعلى الحراني حدثاه قالا أخبرنا داود بن سعيد الرقي قال: أخبرني عبدالله بن كثير ويحيى بن كثير البصري العباسي عن أبان بن أبي عياش
[الإبانة الكبرى: 7/418]
عن أنس بن مالك
قال أبو محمد الرهاوي وأخبرني عبد الرحمن بن أحمد بن عثمان بن الدلهات قال: حدثنا أبو حمزة إدريس بن يونس قال: حدثنا موسى بن رجاء الحصني عن داود بن سعيد عن يحيى بن كثير عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال لما قدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه الجزيرة جدد على أهل الذمة بها كتابا فكان الكتاب الذي كتبه عليهم
بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علينا معشر أهل الذمة من الجزيزة أنك لما قدمت بلدنا سألناك إتمام ما شارطنا عليه من كان قبلك من عمال عمر بن الخطاب وأن تجدد لنا بذلك عهدا يكون في أيدينا وتكتب لنا بصحته كتابا تؤمننا على أنفسنا وقراباتنا
[الإبانة الكبرى: 7/419]
وأموالنا على أن شرطنا لك على أنفسنا ثم ذكر الشرط على أهل الذمة بطوله إلى آخره
[الإبانة الكبرى: 7/420]
لم يختلف المسلمون ممن تذوق طعم الإيمان، وشرح الله صدره، وكان من المصدقين بالله وبكتابه وبرسوله أن الله تبارك وتعالى مكن لنبيه - صلى الله عليه وسلم - في الأرض وللمؤمنين، فاستخلفهم في الأرض يعبدونه لا يشركون به شيئاً، فلم يقبض نبيه - صلى الله عليه وسلم- حتى مكن له وأظهره على العرب كلها فشرح صدره، ورفع ذكره، وأعلى أمره، ووضع به رؤوس من كفر من العرب، وأبطل عماية الجاهلية وأحق به الحق، وأبطل
[الإبانة الكبرى: 7/420]
به الباطل، ثم قبضه إليه بعد أن أكمل به الدين وأتم به النعمة، قائما بأمره، ومؤديا لوحيه، صابراً محتسباً - صلى الله عليه وسلم-.
واستخلف أبو بكر - رضي الله عنه - فقام مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، في قتال من ارتد من العرب فلم يزل موفقاً رشيداً سديداً، بين الله أمره، وأظهر فضله، وأعلى ذكره، ومكن له في الأرض، وأظهر دعوته وأفلج حجته ورفع درجته، واستوسق به الإسلام فلم يكن في خلافته خلف، وعبدت العرب ربها لا تشرك به شيئاً، ثم قبض الله أبا بكر - رضي الله عنه- طاهراً زكياً على أفضل الحالات، وأرفع الدرجات.
[الإبانة الكبرى: 7/421]
ثم استخلف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- بعده لا اختلاف بين
[الإبانة الكبرى: 7/421]
المسلمين فيه ولا مريه ولا تنازع، كلمتهم واحدة، وأيديهم باسطة أعزاء آمنون، فقاتل بالعرب العجم، حتى أعز الله به الإسلام، فاستوثقت عراه، وتشامخت ذراه واستحكمت قواه، ففتح الفتوح، ومصر الأمصار، ومهد البلاد، ودين العباد ومكن له في الأرض، فأذل الله به الكافرين، وأعز به المؤمنين، وأغنى الفقير، وجبر الكسير، وانقمع النفاق، وارتفع الشقاق، ثم قبضه الله إليه شهيداً حميداً مفقوداً - رضي الله عنه-.
[الإبانة الكبرى: 7/422]
واستخلف عثمان -رضي الله عنه- ثم كان الرهط الأخيار الستة المتشاورون عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبدالرحمن، فاختاروا بعد تشاورهم وحسن نظرهم لا يألون الله والمؤمنين نصيحة، ولا يخونون الرعية، عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لتكامل الخصال الشريفة والسوابق الجميلة فيه مع معرفتهم بعلمه وحلمه، ورأفته بالمسلمين، لا اختلاف بينهم فيه، ولا تنازع، ولا طعن في ذلك طاعن، مسرعين إلى بيعته، واثقين بعدله، لم
[الإبانة الكبرى: 7/422]
يختلف عنه من تخلف عن أبي بكر، ولا تسخط ذلك من
[الإبانة الكبرى: 7/423]
تسخط عمر، مجمعين له بالرضا والمحبة، ففتح الله له أقاصي الأرض، ومكن له فيها، يحكم بالعدل، ويأمر بالحق، ويقفوا آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، وسلك سبيلهم، ويحتذي حذوهم، حتى أكرمه الله بالشهادة التي شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها في كل موطن أخبر الناس أنه وأصحابه على الحق
[الإبانة الكبرى: 7/424]
عند ظهور الفتن واختلاف الناس فيها -رضي الله عنه-.
[الإبانة الكبرى: 7/425]
ثم استخلف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وذلك بعد اتفاق المسلمين وفيهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أولو الأمر والنهي منهم أربعة الذين ليس لهم نظير في الأمة لهم في الهجرة، والسابقة، والنصرة، والغناء في الإسلام مع تقديم الأمة في أمر دينهم ودنياهم، ولا تنازع بين الأمة في ذلك ولا اختلاف، وهم بقية العشرة الذين شهد لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وقبض رسول الله وهو عنهم راض، أهل بيعة الرضوان، وأصحاب بدر وأحد وحراء، وهم: علي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وسعد بن مالك - رحمة الله عليهم -، فلم يختلفوا أن علياً أعلى الأمة ذكراً، وأرفعهم قدراً، وأجلهم خطوا، وأوسعهم علماً،
[الإبانة الكبرى: 7/425]
وأعظمهم حلماً، وأفضلهم منزلة في الإسلام، وهجرته ونصرته وسوابقه وحسن بلائه، وعظيم غنائه، وتقدمه في الفضل والشرف، وفي كل مشهد كريم ومقام عظيم يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، ويحبه المؤمنون، ويبغضه المنافقون، شهد له بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا يقصر عن كل خطة رفيعة ومقام جليل، لا ينقصه تقدم من تقدمه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل رفعته معرفته بفضل من قدمه على نفسه، إذ كان ذلك موجوداً فيمن هو أفضل منه قال الله تعالى: { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من
[الإبانة الكبرى: 7/426]
كلم الله ورفع بعضهم درجات... الآية }، ولم يكن فضل بعضهم على بعض بالذي يضع من دونه، وكل الرسل صفوة الله وخيرته من خلقه وبريته، - عليهم السلام-.
فولي علي أمر المسلمين بعد إجماعهم عليه، ورضاهم به، فلم يختلف أحد من أهل العلم في علمه وعدله وزهده وحسن سيرته، وأنه لم يعد سيرة أصحابه، ولا حكم بغير حكمهم، حتى قبضه إليه شهيداً، - رحمه الله - من إمام هادٍ مهتد عالم مقسط، رحمة الله عليه ورضوانه، وأحيانا الله على اتباعهم، والاهتداء بهديهم، والاقتفاء لآثارهم، والمحبة لهم، والسلامة من خصوماتهم وتبعتهم، إنه رحيم ودود فعال لما يريد.
[الإبانة الكبرى: 7/427]
90- حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي سهل الحربي قال: حدثنا أحمد بن مسروق الطوسي قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجويبري قال: سمعت سفيان بن
[الإبانة الكبرى: 7/428]
عيينة يقول السيوف أربعة نزل بها القرآن ومضت بها السنة وأجمعت عليها الأمة سيف لمشركي العرب على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول الله تعالى {وقاتلوا المشركين كافة} وسيف لأهل الردة على يدي أبي بكر رحمه الله وهو قوله {تقاتلونهم أو يسلمون} وسيف لأهل الكتاب على يدي عمر رضي الله عنه {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم اللّه ورسوله} وسيف في أهل الصلاة على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا...} الآية ولولا علي ما عرف قتال أهل القبلة
[الإبانة الكبرى: 7/429]
91- حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن زيد العسكري قال: حدثنا رزق الله بن موسى قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا عبدالله بن ميسرة قال: حدثني مزيدة بن جابر قال قلت للحكم بن
[الإبانة الكبرى: 7/430]
عتيبة ألا تعجب ممن غلبه هواه في علي وتفضيلهم إياه على غيره وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالصلاة ولم يأمر عليا وهو يرى مكانه وولى المسلمون أمرهم أبا بكر ولم يولوا عليا وهم يرون مكانه وولى أبو بكر عمر ولم يول عليا وقد رأى مكانه ثم كانت الشورى فجعلها إلى خير أهل الأرض فوضعوها في عثمان ولم يولوا عليا وهم يرون مكانه وقول عمر لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح لاستخلفته وقد
[الإبانة الكبرى: 7/431]
رأى مكان علي عليه السلام. قال: فكنت أتعجب أنا والحكم من ذلك
[الإبانة الكبرى: 7/432]
92- حدثنا ابو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن بطحاء قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن نوفل قال: حدثنا قبيصة عن سفيان قال من فضل عليا على أبي بكر وعمر فقد أزرى على المهاجرين والأنصار وأخاف أن لا يرفع له عمل
[الإبانة الكبرى: 7/433]
93- حدثنا أبو عبدالله محمد بن مخلد قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن مروان قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: سمعت حفص بن غياث يقول لما احتضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ولو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في أصحابه من هو أفضل من أبي بكر لأمره وترك أبا بكر ولو لم يفعل ذلك لكان قد غش أمته فلما احتضر أبو بكر أمر الأمر عمر فلو علم أبو بكر أن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من هو أفضل من عمر ثم تركه وأمر الأمر عمر لقد كان غش أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلما طعن عمر جعل الأمر
[الإبانة الكبرى: 7/435]
شورى بينهم فوقعت الشورى بعثمان بن عفان رضي الله عنه فلو علم أصحاب محمد أن فيهم من هو أفضل من عثمان ثم تركوه ونصبوا عثمان لقد كانوا غشوا هذه الأمة من بعده
[الإبانة الكبرى: 7/436]
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن عبيدالله بن نصر ابن الزاغوني قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري قال: أخبرنا الشيخ أبو عبدالله عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة إجازة قال
[الإبانة الكبرى: 8/437]

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir