دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 محرم 1442هـ/8-09-2020م, 01:35 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

آلله سمّاني لك ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

وبعد:


عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن " قال: آلله سماني لك؟ قال: " نعم " قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: " نعم " فذرفت عيناه، وفي رواية: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك " لم يكن الذين كفروا " " قال: وسماني؟ قال: " نعم " فبكى. متفق عليه


حُقّ لك أن تبكي والله يا أُبي وأيّ شرف وفضل ذاك الذي نلت -رضي الله عنك وأرضاك - ؟
اختصّك الله -عز وجلّ - من بين خلقه جميعا وذكرك في الملأ الأعلى بوحي من جبريل -عليه السلام- إلى خليل الله محمد -صلى الله عليه وسلم - يأمره أن يقرأ عليك كلام - الله عز وجل -.

يا آلله ..
تعجز حروفي حقاً أن تصف عظمة هذا المشهد
فمن أين أبدأ وكيف؟
أعن عظمة الله وأسمائه الحسنى وصفاته أتحدّث؟ أم عن شرف جبريل - عليه السلام - ؟ أم عن مكانة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ أم عن عظمة كلام الله وشرفه وعلوّه؟
وحسبي تلك الدموع التي ذرفت عيناك يا أُبي تصف وتعبّر عن هذا كلّه.


لكنّي أتساءل أي عملٍ ذاك الذي بلّغ أبيّا هذه المنزلة؟

يقول القاري في مرقاة المصابيح: "ووجه تخصيصه بذلك أنه بذل جهده في حفظ القرآن وما ينبغي له حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: (أقرؤكم أبي) "
وهو يشير إلى ماروي عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي بأمّتي أبو بكر، وأشدها في دينالله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبيّ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكلّ أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح). رواه الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في الكبرى

ثم قال: "ولما قيّض له من الإمامة في هذا الشأن أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقرأ عليه ليأخذ عنه - صلى الله عليه وسلم - التلاوة كما أخذه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل ، ثم يأخذه على هذا النمط الآخر عن الأول والخلف عن السلف ، وقد أخذ عن أُبي بشر كثيرون من التابعين ، ثم عنهم من بعدهم ، وهكذا فسرى فيه سرّ تلك القراءة عليه حتى سرى سره في الأمة إلى الساعة"

وقال النووي: وقيل: للتنبيه على جلالة أبي وأهليته لأخذ القرآن عنه، وكان يعدّه صلى اللَّه عليه وسلم رأسًا وإمامًا في إقراء القرآن وهو أجلّ ناشريه أو من أجلّهم.

وما ازداد أبيّ بعد ذلك إلا شكراً لله وتمسكاً بكتابه وعنايةً به حتى لازمه ذلك الوصف أقرأ الأمة لكتاب الله، وعرف به فكان عمر- رضي الله عنه- كان يقول (أقرؤنا أبي) كما روي في صحيح البخاري ثم اشتهر ذلك عنه في الأمة.

وقد اعتنى بالقرآن أشد العناية فحفظ القرآن وجمعه في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم - فعن قتادة، قال: سمعت أنسا، يقول: " جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة، كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد " أخرجه مسلم.

فكان متقناً ضابطاً للقرآن -رضي الله عنه - فقد أخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " صلى صلاة، فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: «أصليت معنا؟» قال: نعم، قال: «فما منعك»
أي ما منعك أن تفتح علي، وهذا يدلّ على إتقانه للقرآن وضبط حفظه وثقة النبي - صلى الله عليه وسلم – به.

كما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي أيضا فكان أول من كتب له الوحي عند قدومه المدينة ثم استعمله من بعده عثمان - رضي الله عنه - في جمع القرآن على أصحّ الأقوال .

ثم لم يقف علمه - رضي الله عنه - على حفظ القران وضبط حروفه وأدائه وحسب بل كان أشدّ الناس فهماً له واستشعاراً لمعانيه كما دلّ ذلك ماروي عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر» رواه مسلم.
فانظر كيف بلغ علمه -رضي الله عنه - وإنّما توقف - رضي الله عنه- في المرة الأولى تأدبا مع النبي -صلى الله عليه وسلم - فما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم إلا أن ضرب على صدره فرحا وفخرا به قائلا (والله ليهنك العلم أبا المنذر)
ثم انظر بعد ذلك إلى تعدد شروح العلماء في بيان وجه عظمة آية الكرسي، فتأمل كيف فتح الله عليه وآتاه فقهاً وعلماً وما ذاك إلا لطول ملازمته لكتاب الله عز وجل وحرصه على فهمه.

وإليك هذا المشهد الذي يصف لك ذاك الحرص منه -رضي الله عنه - ويؤكّد لك علم النبي -صلى الله عليه وسلم - بمحبة أبيٍّ للقرآن وحرصه على تعلمه والتفقه فيه ومعرفة فضله
روى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟» قلت: بلى. قال: «فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها» ثم قام رسول الله، فقمت معه، فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي؟ قال: فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟» فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: «هي، هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد»

كما عني رضي الله عنه بكلّ ما يتصلّ بفهم القرآن وأوصى به فعن يحيى بن يعمر عن أبي بن كعب قال: « تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.

فانظر كيف قرن حفظ القرآن بتعلم العربية وما ذاك إلا لأنها آلة فهم القرآن فمتى ابتعد الناس عن اللغة أضاعوا العمل بكلام ربهم ، وهذا من حفظِه للقرآن وعنايته بأمر الأمة وحرصه عليهم وبعد نظره -رضي الله عنه- .


وكان- رضي الله عنه - متعلّقا بكتاب الله أشدّ التعلق حريصا عليه فعن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر: « أبيّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبيّ، وأبيّ يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء » رواه البخاري
أي ندع من بعض قراءات أُبي - رضي الله عنه - التي يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم بحجة النسخ وأبي لا يدع منها شيئا اجتهادا منه وحرصا -رضي الله عنه -.

هذه حاله -رضي الله عنه - عاش حياته مع القرآن تعلمّا وتعليما وحفظا وتلاوة وفقها وعملا به حتى جرى ذلك على لسانه فكان يوصي الناس بالأخذ بالقرآن والتمسك به جاء في حلية الأولياء عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: قال رجل لأبي بن كعب: أوصني، قال: «اتخذ كتاب الله إماما، وارض به قاضيا وحكما، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم»


وما تكاد تجد موقفا في حياته - رضي الله عنه – إلا ولمست أثر القرآن عليه ثم توفي سنة ٣٠ في عهد عثمان رضي الله عنه على الصحيح فرضي الله عنه وأرضاه .



هذا وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


تنبيه : كنت قد اطّلعت غفر الله لي على مشاركة الأخت شادن -وفقها الله وسددها -نسيانا مني بقوانين المعهد ثم انتبهت يعد ذلك للقوانين ولعل هذا بسبب الانقطاع فأرجو منكم العفو

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 صفر 1442هـ/21-09-2020م, 10:53 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى علي مشاهدة المشاركة
آلله سمّاني لك ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

وبعد:


عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن " قال: آلله سماني لك؟ قال: " نعم " قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: " نعم " فذرفت عيناه، وفي رواية: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك " لم يكن الذين كفروا " " قال: وسماني؟ قال: " نعم " فبكى. متفق عليه


حُقّ لك أن تبكي والله يا أُبي وأيّ شرف وفضل ذاك الذي نلت -رضي الله عنك وأرضاك - ؟
اختصّك الله -عز وجلّ - من بين خلقه جميعا وذكرك في الملأ الأعلى بوحي من جبريل -عليه السلام- إلى خليل الله محمد -صلى الله عليه وسلم - يأمره أن يقرأ عليك كلام - الله عز وجل -.

يا آلله ..
تعجز حروفي حقاً أن تصف عظمة هذا المشهد
فمن أين أبدأ وكيف؟
أعن عظمة الله وأسمائه الحسنى وصفاته أتحدّث؟ أم عن شرف جبريل - عليه السلام - ؟ أم عن مكانة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ أم عن عظمة كلام الله وشرفه وعلوّه؟
وحسبي تلك الدموع التي ذرفت عيناك يا أُبي تصف وتعبّر عن هذا كلّه.


لكنّي أتساءل أي عملٍ ذاك الذي بلّغ أبيّا هذه المنزلة؟

يقول القاري في مرقاة المصابيح: "ووجه تخصيصه بذلك أنه بذل جهده في حفظ القرآن وما ينبغي له حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: (أقرؤكم أبي) "
وهو يشير إلى ماروي عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي بأمّتي أبو بكر، وأشدها في دينالله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبيّ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكلّ أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح). رواه الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في الكبرى

ثم قال: "ولما قيّض له من الإمامة في هذا الشأن أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقرأ عليه ليأخذ عنه - صلى الله عليه وسلم - التلاوة كما أخذه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل ، ثم يأخذه على هذا النمط الآخر عن الأول والخلف عن السلف ، وقد أخذ عن أُبي بشر كثيرون من التابعين ، ثم عنهم من بعدهم ، وهكذا فسرى فيه سرّ تلك القراءة عليه حتى سرى سره في الأمة إلى الساعة"

وقال النووي: وقيل: للتنبيه على جلالة أبي وأهليته لأخذ القرآن عنه، وكان يعدّه صلى اللَّه عليه وسلم رأسًا وإمامًا في إقراء القرآن وهو أجلّ ناشريه أو من أجلّهم.

وما ازداد أبيّ بعد ذلك إلا شكراً لله وتمسكاً بكتابه وعنايةً به حتى لازمه ذلك الوصف أقرأ الأمة لكتاب الله، وعرف به فكان عمر- رضي الله عنه- كان يقول (أقرؤنا أبي) كما روي في صحيح البخاري ثم اشتهر ذلك عنه في الأمة.

وقد اعتنى بالقرآن أشد العناية فحفظ القرآن وجمعه في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم - فعن قتادة، قال: سمعت أنسا، يقول: " جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة، كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد " أخرجه مسلم.

فكان متقناً ضابطاً للقرآن -رضي الله عنه - فقد أخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " صلى صلاة، فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: «أصليت معنا؟» قال: نعم، قال: «فما منعك»
أي ما منعك أن تفتح علي، وهذا يدلّ على إتقانه للقرآن وضبط حفظه وثقة النبي - صلى الله عليه وسلم – به.

كما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي أيضا فكان أول من كتب له الوحي عند قدومه المدينة ثم استعمله من بعده عثمان - رضي الله عنه - في جمع القرآن على أصحّ الأقوال .

ثم لم يقف علمه - رضي الله عنه - على حفظ القران وضبط حروفه وأدائه وحسب بل كان أشدّ الناس فهماً له واستشعاراً لمعانيه كما دلّ ذلك ماروي عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر» رواه مسلم.
فانظر كيف بلغ علمه -رضي الله عنه - وإنّما توقف - رضي الله عنه- في المرة الأولى تأدبا مع النبي -صلى الله عليه وسلم - فما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم إلا أن ضرب على صدره فرحا وفخرا به قائلا (والله ليهنك العلم أبا المنذر)
ثم انظر بعد ذلك إلى تعدد شروح العلماء في بيان وجه عظمة آية الكرسي، فتأمل كيف فتح الله عليه وآتاه فقهاً وعلماً وما ذاك إلا لطول ملازمته لكتاب الله عز وجل وحرصه على فهمه.

وإليك هذا المشهد الذي يصف لك ذاك الحرص منه -رضي الله عنه - ويؤكّد لك علم النبي -صلى الله عليه وسلم - بمحبة أبيٍّ للقرآن وحرصه على تعلمه والتفقه فيه ومعرفة فضله
روى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟» قلت: بلى. قال: «فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها» ثم قام رسول الله، فقمت معه، فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي؟ قال: فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟» فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: «هي، هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد»

كما عني رضي الله عنه بكلّ ما يتصلّ بفهم القرآن وأوصى به فعن يحيى بن يعمر عن أبي بن كعب قال: « تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.

فانظر كيف قرن حفظ القرآن بتعلم العربية وما ذاك إلا لأنها آلة فهم القرآن فمتى ابتعد الناس عن اللغة أضاعوا العمل بكلام ربهم ، وهذا من حفظِه للقرآن وعنايته بأمر الأمة وحرصه عليهم وبعد نظره -رضي الله عنه- .


وكان- رضي الله عنه - متعلّقا بكتاب الله أشدّ التعلق حريصا عليه فعن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر: « أبيّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبيّ، وأبيّ يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء » رواه البخاري
أي ندع من بعض قراءات أُبي - رضي الله عنه - التي يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم بحجة النسخ وأبي لا يدع منها شيئا اجتهادا منه وحرصا -رضي الله عنه -.

هذه حاله -رضي الله عنه - عاش حياته مع القرآن تعلمّا وتعليما وحفظا وتلاوة وفقها وعملا به حتى جرى ذلك على لسانه فكان يوصي الناس بالأخذ بالقرآن والتمسك به جاء في حلية الأولياء عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: قال رجل لأبي بن كعب: أوصني، قال: «اتخذ كتاب الله إماما، وارض به قاضيا وحكما، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم»


وما تكاد تجد موقفا في حياته - رضي الله عنه – إلا ولمست أثر القرآن عليه ثم توفي سنة ٣٠ في عهد عثمان رضي الله عنه على الصحيح فرضي الله عنه وأرضاه .



هذا وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


تنبيه : كنت قد اطّلعت غفر الله لي على مشاركة الأخت شادن -وفقها الله وسددها -نسيانا مني بقوانين المعهد ثم انتبهت يعد ذلك للقوانين ولعل هذا بسبب الانقطاع فأرجو منكم العفو
أحسنتِ، وأجدتِ، بارك الله فيكِ ونفعكِ
وأنصح الجميع بالاستفادة من قراءة سير الإخوة والأخوات بعد اعتماد مشاركتهم
فقد أجادوا جميعًا، نفع الله بهم
التقويم: أ
والخصم للتأخير.
زادكِ الله حرصًا وفهمًا وعلمًا وهدىً.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir