دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1442هـ/3-02-2021م, 12:52 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية..

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
س2: ما المراد بالبسملة؟
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟


المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟


المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
س3: ما المراد بالعالمين.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟


المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الآخرة 1442هـ/4-02-2021م, 08:05 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)؟
(الرحيم) فعيل بمعنى فاعل، أي: راحم، ووزن فعيل من أوزان المبالغة؛ والمبالغة تكون لمعنى العظمة، ومعنى الكثرة، والله تعالى هو الرحيم بالمعنيين؛ فهو عظيم الرحمة، وكثير الرحمة.
والرحمة نوعان: رحمة عامة ورحمة خاصة:
- فجميع ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة .
-والرحمة الخاصة فهي ما يرحم الله به عباده المؤمنين مما يختصهم به من الهداية للحق واستجابة دعائهم وكشف كروبهم وإعانتهم .

س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟

ورد فيها خلاف عن أهل اللغة ، منها أربعة اقوال ، هي أشهر ماقيل في المسألة:
1- الباء للاستعانة، وهو قول أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين.
2- الباء للابتداء، وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وأبي بكر الصولي، وأبي منصور الأزهري، وابن سيده، وابن يعيش، وجماعة.
3- الباء للمصاحبة والملابسة، واختاره ابن عاشور.
4- الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً، وهومستخرج من قول بعض السلف في سبب كتابة البسملة في المصاحف، وأنها كتبت للتبرّك.
والأظهر أن هذه المعاني الأربعة كلها صحيحة لا تعارض بينها.
من أمثلة ذلك الجمع بين أقوال العلماء في معنى الباء في قوله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب}
فقيل: الباء للاستعانة، وقيل: للمصاحبة، وقيل: للملابسة، وقيل: للسبيية، وقيل: للتبرّك.
وهذه كلها معانٍ صحيحة لا تعارض بينها.
بهذا نعلم أن معاني الحروف تتنوّع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام، وليست جامدة على معان معينة يكرر المفسر القول بها في كل موضع.

س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
الحمد أعمّ من وجه، والشكر أعمّ من وجه آخر.

- فالحمد أعم؛ باعتبار أنه يكون على ما أحسن به المحمود، وعلى ما اتّصف به من صفات حسنة يحمد عليها، والشكر أخص لأنه في مجازاة مقابل النعمة والإحسان.
- والشكر أعم من الحمد باعتبار أنّ الحمد يكون بالقلب واللسان، والشكر يكون بالقلب واللسان والعمل؛ كما قال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكرا}.
وقد قال بهذا التفريق شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، قال ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين: (والفرق بينهما: أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته. والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب، ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا، وبالجوارح طاعة وانقيادا. ومتعلقه: النعم، دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه. وهو المحمود عليها. كما هو محمود على إحسانه وعدله، والشكر يكون على الإحسان والنعم.
فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس. فإن الشكر يقع بالجوارح. والحمد يقع بالقلب واللسان)ا.هـ.

و ذهب ابن جرير الطبري والمبرّد وجماعة من أهل العلم إلى أن الحمد يطلق في موضع الشكر، والشكر يطلق في موضع الحمد، وأنه لا فرق بينهما في ذلك.
وهذا القول إنما يصحّ فيما يشترك فيه الحمد والشكر؛ وهو ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان.

س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟

الوارد قراءتان سبعيتان متواترتان:
1- {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي، ومعناه : فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه، وإضافة المَلِك إلى يوم الدين (ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله؛ فكلّ ملوك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم، كما قال الله تعالى: {يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.
2- {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر، وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ ، ولا يملك بعضهم لبعضٍ شيئاً { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}.

وعلى اختلاف المعنيين في القراءتين يمكن الجمع بينهما ففيهما اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها؛ فإذا كان من الناس من هو مَلِكٌ لا يملِك، ومنهم من هو مالكٌ لا يملُك، فالله تعالى هو المالك الملِك، ويوم القيامة يضمحلّ كلّ مُلك دون ملكه، ولا يبقى مِلكٌ غير مِلكه.

س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.

1- الذين أخلصوا العبادة والاستعانة لله تعالى؛ وهولاء افضلهم، فكانوا من أهل {إياك نعبد وإياك نستعين}، وهم على درجات لا يحصيهم إلا من خلقهم؛ لأن المسلمين يتفاضلون في إخلاص العبادة وفي الاستعانة تفاضلاَ كبيراً؛ ومن أحسن في هذين العملين فهو سابق بالخيرات بإذن ربه.
2-يرد عن بعض المسلمين تفريط وتقصير في إخلاص العبادة والاستعانة؛ فيحصل لهم بسبب ذلك آفات وعقوبات.
وتحصل بسببه آفات عظيمة تحبط العمل أو تنقص ثوابه كالرياء والتسميع وابتغاء الدنيا بعمل الآخرة.
3- أخف من هؤلاء من يؤدي هذه العبادات لله لكن لا يؤديها كما يجب؛ فيسيء فيها ويخلّ بواجباتها لضعف إخلاصه وضعف إيمانه.
4-التقصير في الاستعانة تحصل بسببه آفات عظيمة من الضعف والعجز والوهن فإن أصابه ما يحِبُّ فقد يحصل منه عجب واغترار بما يملك من الأسباب، وإن أصابه ما يكره فقد يصاب بالجزع وضعف الصبر.

والتفريطين كلاهما لا يحصل لصاحبهما طمأنينة قلب ولا سكينة نفس ولا تطيب حياته حتى يحقق هذين العملين الجليلين.
فسعادة المؤمن وكمالها ورفعة درجاته بحسب إحسانه في عبادة ربّه واستعانته به.


س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟
ورد عن العلماء أقوال في التماس الحكمة من تكرار (إيّاك) في الآية مرتين؛منها:
1- تكررت {إيّاك} بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام،قاله ابن عطية.
2-قال ابن القيم: (وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه، فإذا قلت لملك مثلا: إياك أحب، وإياك أخاف، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره، ما ليس في قولك: إياك أحب وأخاف)
3-كرّر للاهتمام والحصر،قاله ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 جمادى الآخرة 1442هـ/4-02-2021م, 09:59 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخص أسماء الله تعالى وأعرف المعارف على الإطلاق، وله تضاف بقية أسماء الله الحسنى، قال تعالى: "ولله الأسماء الحسنى"، ولا يتسم به أحد.
واسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال، فهذا الاسم يدل بالتضمن واللزوم على سائر الأسماء الحسنى، فهذا الاسم يتضمن كمال الألوهية لله وهو معنى جامع لكل ما يؤله الله لأجله، ويستلزم كمال ربوبية الله وكمال ملكه وتدبيره.
المعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق أن تصرف العبادة لسواه، قال تعالى: "وهو الله في السماوات والأرض".
ولا تسمى العبادة عبادة إلا باجتماع ثلاث أمور فيها: شدة المحبة، وشدة التعظيم، وتمام الخضوع والانقياد والذل له سبحانه.

س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بالبسملة هو قول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، ولكنها نحتت اختصارا. قال ابن فارس: العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار.
قال ابن السكيت: (ويقال قد أكثرت من البسملة، إذا أكثر من قوله "بسم الله الرحمن الرحيم"، وقد أكثرت من الهيللة، إذا أكثرت من قول "لا إله إلا الله"، وقد أكثرت من الحوقلة، إذا أكثرت من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله").
وأكثر ما يستعمل لفظ "البسملة" في كلام أهل العلم لقول (بسم الله الرحمن الرحيم)، وأكثر ما تستعمل التسمية لقول (بسم الله)، وقد يقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنين، والسياق يخصص المراد.

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الفرق بين الحمد والثناء من وجهين:
الأول: أن الثناء هو تكرير للحمد وتثنيته.
جاء في الحديث: (فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين" قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: "الرحمن الرحيم"، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: "مالك يوم الدين"، قال: مجدني عبدي) والتمجيد هو كثرة ذكر صفات المحمود على وجه التعظيم.
الثاني: لا يكون الحمد إلا على الحسن والإحسان، أما الثناء فيكون على الخير والشر.
جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: أنهم مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وجبت"، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: "وجبت"، فقال عمر رضي الله عنه: ما وجبت؟، قال: "هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض".

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الإضافة في "مالك يوم الدين" لها معنيان:
المعنى الأول: إضافة بمعنى (في): أي هو المالك في يوم الدين، فلا يملك أحد دونه شيئا.
المعنى الثاني: إضافة بمعنى (اللام): أي هو المالك ليوم الدين. وقال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه).
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حق، والكمال الجمع بينهما.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
لتقديم المفعول "إياك" على الفعل "نعبد" ثلاث فوائد جليلة:
الفائدة الأولى: للحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه، فكأنه يقول: نعبدك ولا نعبد غيرك، أو قول: لا نعبد إلا إياك مع اختصار اللفظ وعذوبته.
قال تعالى: "قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين، بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون"، فمن "بل إياه تدعون" نرى الحصر أي تدعونه وحده ولا تدعون غيره مما كنتم تشركون بهم.
الفائدة الثاني: تقديم ذكر المعبود جل جلاله.
الفائدة الثالثة: إفادة الحرص على التقرب، فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).
وقد أحسن ابن القيم جمعها بقوله: (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره).

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
قال تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين".
للاستعانة قسمان:
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي التي يقوم في قلب صاحبها معان تعبدية من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب.
وهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى ويجب إخلاصها لله، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك. ومن الآية نرى تقديم المعمول الذي يدل على الحصر، فيستعان بالله وحده ولا يستعان بغيره، قال عليه الصلاة والسلام لابن عباس: (وإذا استعنت فاستعن بالله) رواه الترمذي.
فالاستعانة ملازمة للعبادة، فكل عابد مستعين، فهو لم يعبده إلا ليستعين به على جلب النفع ودفع الضر.
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل مطلوبه مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله، فهي ليست بعبادة لخلوها من المعاني التعبدية، كمن يستعين بالقلم على الكتابة.
قال تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة"، وهذه أسبابا أمر الله عباده بالاستعانة بها.
وحكمها بحسب حكم السبب، وحكم الغرض، فإن كان الغرض مشروعا والسبب مشروعا كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرما أو كان السبب محرما، لم تجز تلك الاستعانة، وإن تعلق القلب بالسبب كان شركا أصغر من شرك الأسباب.
وفائدة معرفة تلك الأقسام: هو تمييز العبد ما يجوز له فعله مما لا يجوز، فيحتاط العبد لدينه، وذلك بمعرفة ما قد يوقعه بالشرك المخرج من الملة مما يجوز له فعله، فلا يصرف استعانة العبادة لغير الله، ولا يستعين إلا بالأسباب المشروعة التي أباحها الله له لتحقيق أغراضه التي يجب أن تكون مشروعة كذلك، فيستحضر كل تلك المعاني أثناء تلاوته للآية.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 جمادى الآخرة 1442هـ/5-02-2021م, 09:05 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم لله هو الاسم الجتمع للأسماء الحسنى وهو أخص الأسماء لله وأعرف المعارف على الإطلاق. قال ابن القيمٍ (هذا هو الاسم الجامع ولهذا تضاف إليه الأسماء الحسنى كلها فيقال الله الرحمن الله العزيز ولا يقال أن الله من أسماء الرحمن .
وقال أبو سليمان الخطابي: هو اسم ممنوع لم يتسم به أحد ، قد قبض الله عنه الألسن فلم يدع به شيء سواه.
ومعنى اسم الله يشتمل على معنيين عظيمين:
1- هو الله الجامع لجميع صفات الجلال والكمال فهو يدل باللزوم على سائر الأسماء الحسنى. فاسم الله يتضمن كمال الالوهية وهو معنى جامع لكل ما يؤله الله من أجله ويستلزم كمال ربوبيته وما يدل عليه من أسمائه وصفاته ويستلزم كمال ملكه وتدبيره.
2- هو المالوه المعبود الذي لا يستحق العبادة غيره أحد سواه { وهو الله في السماوات والأرض}بما تستلزمه تلك العبادة من محبة عظيمة لله ومن تعظيمه وإجلاله سبحانه ومن الذل والخضوع له.
س2: ما المراد بالبسملة؟
هي قول (بسم الله الرحمن الرحيم)
وهي نحت لهذه الكلمات اختصارا على طريق العرب كما ذكر ابن فارس.
والأصل في البسملة أنها اختصار قولك بسم الله ولكن اشتهر اطلاق البسملة على بسم الله الرحمن الؤحيم فيقول ابن السكيت : يقال لقد أكثرت من البسملة إذا أكثرت من قول بسم الله الرحمن الرحيم وأكثر ما يستعمل لفظ البسملة في كلام أهل العلم في (بسم الله الرحمن الرحيم) والتسمية (بسم الله)
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
ذكر أهل العلم وجهان للفرق بينهما:
الأول: أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته، ولذلك جاء في الحديث عن أبي هريرة: (فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).
والوجه الثاني: أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، وروي في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض»
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الإضافة في مالك يوم الدين لها معنيان:
المعنى الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.
قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهم
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
استنبط العلماء من تقديم الضمير ثلاث فوائد :
إحداها: إفادة الحصر؛ وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ؛ فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، أوقول: (لا نعبد إلا إيَّاك)؛ مع اختصار اللفظ وعذوبته.
ومما يؤيد هذا المعنى قول الله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين . بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}
{بل إياه تدعون} ظاهر في أنّ هذا التركيب يفيد الحصر، أي: تدعونه وحده ولا تدعون غيره مما كنتم تشركون بهم.
والثانية: تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله.
والثالثة: إفادة الحرص على التقرّب؛ فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).
وقد ذكر ابن القيم هذه المعاني في جملة جامعة فقال: (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره)ا.هـ.

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام
أما الاستعانة فهي على قسمين:
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾؛ وتقديم المعمول يفيد الحصر، فيستعان بالله جل وعلا وحده، ولا يستعان بغيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.

القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.
استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.

فبعد أن تبين معنى القسمين فيعلم أن الاستعاني التعبدية لا تكون إلا بالله وأما في أمور الدنيا فتجوز أن تكون من غير الله تعالى وهي ليست من العبادة لما جاء في نصوص الشرع ما يدل على ذلك ومنها
قول الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: (استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.
وحديث قابوس بن المخارق عن أبيه، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، الرجل يأتيني يريد مالي، قال: «ذكّره بالله».
قال: فإن لم يذكر الله؟
قال: «استعن بمن حولك من المسلمين»
قال: فإن لم يكن حولي أحد؟
قال: «فاستعن عليه بالسلطان».
قال: فإن نأى عني السلطان؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقاتل دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة أو تمنع مالك» رواه ابن أبي شيبة والنسائي.
فهذه النصوص وما في معناها المراد بالاستعانة فيها استعانة التسبّب، وأمَّا استعانة العبادة فلا يجوز أن تصرف لغير الله تعالى

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 جمادى الآخرة 1442هـ/5-02-2021م, 07:22 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم.

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
الرب من أسماء الله تعالى الدالة على كماله في ربوبيته العامة التي جماعها الخلق والملك والتدبير، والخاصة التي جماعها الهداية والتوفيق والنصرة والحفظ.

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
من أشهر ما ذكر في سبب حذف الألف في {بسم الله} قولان:
الأول: أمن اللبس في {بسم الله}، وهو قول الفرَّاء.
الثاني: التخفيف لكثرة الاستعمال، وهو قول الزجاج وأبي عمرو الداني وجماعة من العلماء.

س3: ما المراد بالعالمين.
العالمون جمع عالَم، وهو اسم جمعٍ لا واحد له من لفظه.
وفي المراد بالعالمين قولان:
الأول: العموم، أي: جميع العالمين، وهو قول أبي العالية الرياحي، وقتادة، وتبيع الحميري، وقال به جمهور المفسّرين. واستدل له بقوله تعالى: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما} كما ذكره الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.

الثاني: الإنس والجن، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة، وروي أيضاً عن ابن جريج. وتعدد الروايات-مع ما قيل في أسانيدها- تدل على أن هذا القول محفوظ عن أصحاب ابن عباس.
واستدل له بقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}، والمكلفون إنما هم الإنس والجن، كما بين ذلك تعالى بقوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}.
وعلى هذا يكون من العام الذي أريد به الخصوص، فيكون "أل" للعهد الذهني، ويكون "الرب" بمعنى الإله.
وهذا القول أقرب للصواب لما ذكر.

وهناك قول ثالث: وهو أن العالمين هم الإنس والجن والملائكة، أي: الخلق ذوو الأرواح. وهذا قول ابن قتيبة الدينوري. ونسبه الثعلبي إلى ابن عباس، لكن لا يصح هذا عنه رضي الله عنهما.
والقاعدة في مثل هذا: أن "دعوى تخصيص المراد من غير حُجَّة معتبرة يُستند إليها دعوى باطلة".

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
لا بد أن يعلم أن جواب هذا النوع من الأسئلة يرتب على أربع مراتب:
الأولى: النظر في الأقوال المأثورة. ولا يعلم عن السلف قول في هذه المسألة، ما يشعر بأنها لم تكن مشكلة عندهم.
الثانية: النظر في سياق الكلام، وهذا إذا لم يوجد شيء من الأقوال المأثورة.
الثالثة: النظر في مقاصد الآيات. وهذا إذا لم يتبين الجواب في المرتبة الثانية.
الرابعة: توكيل الأمر إلى عالمه. وهذا بعد عدم تمكن من الجواب بعد المراتب المذكورة.
والذي يكشف عن الحكمة من التكرار هو النظر في سياق الكلام – وهذا المرتبة الثانية من المراتب المذكورة- فقد جاء هذان الاسمان بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيّته العامّة للعالمين؛ ما يدل على عظمة رحمته وكثرتها حيث وسعت جميع العالمين وكل شيء، فيناسب هذا معنى الثاء الذي يقصد بهما بتكرير ذكر أسماء الله تعالى وصفاته، بدليل ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..." الحديث (متفق عليه)
وبهذا ظهر الفرق بين مقصد ذكر هذين الاسمين في البسملة، وبين ذكرهما بعد الحمد. فإنهما للاستعانة بالله تعالى والتبرّك بذكر اسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبّره وتفهّمه والاهتداء به في البسملة، وللدلالة على سعة رحمته تعالى بعد ذكر الحمد والربوبية.
وقد اختلفت أقوال بعض المفسرين في هذه المسألة:
• فلا تكرار هنا عند ابن جرير؛ لأن البسملة ليست آية من الفاتحة. وقوله هذا لا يكشف عن المسألة؛ لأن البسملة باقية على حالها، ولأن اختيار أحد المذاهب في العد لا يقتضي بطلان المذاهب الأخرى، فتنوع الأقوال في عدد الآيات مبني على تنوع القراءات، فيكون اختيار أحد القولين كاختيار إحدى القراءتين.
• أنها للتكرار، وفي هذا وجهان:
الأول: لأجل التأكيد، وهذا قول الرازي، واستدل له بكثرة استعماله في القرآن.
الثاني: لأجل التنبيه على علّة استحقاق الحمد، وهذا قول البيضاوي.

س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
معناه: نستعينك وحدك لا شريك لك على إخلاص العبادة لك ونستعيذ ونستغيث بك؛ وفي هذا اعتراف العباد بعجزهم وافتقارهم إلى ربهم تعالى في كل الأمور من العبادة وغيرها وفي كل الأحوال. والله تعالى هو المستعان الذي بيده تحقيق النفع ودفع الضر. وإذا حقق العبد الاستعانة بالتجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه، وتفويض الأمر إليه، والإيمان بأن النفع والضر بيده، وباتباع هدى الله تعالى ببذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها، أثمر ذلك في قلبه أنواعا من العبودية لله تعالى من المحبة والرجاء والخوف والرغب والرهب والتوكل وإسلام القلب له جل وعلا والثقة به وإحسان الظن به.

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ وما الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر، وله حكم عامة كما له حكم خاصة.
ومن حكمه العامة:
• البيان عن التنقّل بين مقامات الكلام.
• استدعاء التفكر.
• استرعاء الانتباه لمقصده.
أما حكمته الخاصة في سورة الفاتحة فقد قال ابن كثير: "وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك".

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 جمادى الآخرة 1442هـ/6-02-2021م, 01:46 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.

الرب لغة : المصلح ، السيد ، المربي ، المالك .
ذكر في المعجم الوسيط أن رَبَّ الولدَ رَبَّ رَبًّا: ولِيَه وتعهده بما يغذيه وينميه ويؤدّبه .
رَبَّ الشيءَ: ملكه ، و رَبَّ النِّعْمَةَ رَبًّا، ورِبابا، وربَابَة: حَفِظَها ونمَّاها، و رَبَّ الشيءَ: أصلحه ومتنه.
و في جامع المعاني ؛رَبَّ القَوْمَ : كَانَ رَئِيسَهُمْ وَسَائِسَهُمْ وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير: لأنْ يَرُبَّني بنو عمَّي أحبُّ إِليّ من أن يرُبَّني غيرهم .
رب اصطلاحاً : اسم جامع لجميع معاني الربوبية ( الخلق و الملك و التدبير، الإصلاح ، الرعاية )
و هو موافق للمعنى اللغوي و دلائل النصوص ظاهرة عليه و من أمثلة ذلك قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
قال علماء اللغة و علماء الرسم في ذلك أقوال أشهرها : أمن اللبس في بسم الله ؛ و السبب إرادة التخفيف لكثرة الاستعمال لأنها في فواتح السور ، ذكر ذلك جماعة من العلماء و منهم من ذكر عللاً أخرى و ممن قال بذلك : الفراء و الزجاج و و جماعة من أهل اللغة و أبو عمرو الدالي. .

س3: ما المراد بالعالمين.

اختلف المفسرون على أكثر من قول ، منها قولين صحيحين :
القول الأول: المراد جميع العالمين، الجن عالم ، و الإنس عالم و الحيوان عالم و كل ما هو دون الله عالم ، قاله كلاً من أبو العالية الرياحي، وقتادة، وتبيع الحميري، وهو ما أخذ به جمهور المفسرين.
القول الثاني: المراد الإنس والجن، اشتهر عن ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، و رواه أيضًا ابن جريج.
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طرق مختلفة عن قيس بن الربيع ، و هو مُختلف فيه، أثنى عليه شعبة، و قال عنه عفان ثقة، أما الإمام أحمد فقال لين، وقال ابن معين: ليس بشيء، أما النسائي فقال متروك .
و عليه لا يقبل تفرده و لكن لتعدد الروايات عن أصحاب ابن عباس دليل أن هذه المقالة من المحفوظ عن ابن عباس فتقبل .
و يستدل على هذا القول بقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} ، حيث أن المراد هنا المكلفون من الجن و الإنس.
و بين الشيخ عبد العزيز( بارك الله في عمره )علة توجيه هذا القول بـأمرين؛ الأمر الأول :أن تكون ال هي للعهد الذهني و ليست للجنس ، فيعتبر هذا من ألفاظ العموم التي يراد بها مخصوص ، و الامر الثاني أن يكون لفظ رب بمعنى إله و أي الإله المعبود كما في سؤال القبر فلفظ (الربّ) من معانيه (الإله المعبود)
و عقب فقال ( قد يكون سبب لصرفهم المراد لهذا المعنى للإنس و الجن أن الخطاب للمكلفين دون باقي المخلوقات ؛قال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}؛ فهم من باب الأولوية يدخلون في هذا المعنى لعبادة.
القول الثالث : المراد أصناف الخلق الرّوحانيّين،أي الإنس و الجن و الملائكة، قاله ابن قتيبة الدينوري في كتابه تفسير غريب القرآن و حكاه الثعلبي عن أبي عمرو بن العلاء من غير إسناد.
قال الثعلبي: (وقال أبو عمرو بن العلاء: هم الروحانيون، وهو معنى قول ابن عباس: كل ذي روح دبّ على وجه الأرض)ا.هـ.
هذا القول لا يصح عن أبي عمرو بن العلاء، ولا ما ذكره الثعلبي عن ابن عباس.
وو هذه المسألة مما اضطرب فيها ابن قتيبة في كتبه، و يعتبر دعوى باطلة ، فلا يخصص عام إلا بدليل معتبر.
و مما سبق يتبين أن القول الأول هو الراجح و هو ما عليه جمهور المفسرين و هو ما رجحه الشيخ عبد العزيز فقال : ( القول الأول أعم و دلالته صحيحة ظاهرة و هو ما قال به جمهور المفسرين ).
استحسن الشيخ عبد العزيز ما قاله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير سورة الفاتحة: (قوله تعالى: {رب العالمين} لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما}).
و عقب عليه يقوله :وهذا من أحسن ما يُستدلّ به على ترجيح القول الأول.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
قال علماء التفسير في هذه المسألة أقوال منها :
1- أنه لا تكرار ، لأن البسملة ليست من سورة الفاتحة ، قال بذلك بن جرير
الرد على هذا القول :
اختيار مفسر لأحد المذاهب في العد لا يعني نفي باقي المذاهب و بطلانها.
اختياره لمذهبه لم يغير من أمر تكرار الرحمن الرحيم ، فالحالة باقية
2- الغرض من التكرار هو التأكيد ، قاله الرازي ، و المقصود تأكيد أن الله رحمن رحيم .
3- القول الثالث ( التكرار لأجل التنبيه على علة استحقاق الله للحمد و قاله البيضاوي .
هذه الأقوال هي من اجتهاد الرازي و البيضاوي لبيان علة التكرار ، لكن لا يوجد ما يُؤثر عن السلف في بيان هذا الأمر
و لبيان مثل هذه المسائل ينظر بداية لما قيل من آثار فيها و قد بينا أنه لا يوجد ، ثم الانتقال للنظر للسياق ، فإذا لم يتبين ننظر لمقاصد الآيات ، ، ثم نتركه لعالمه ، و هنا نجد من تدبر سياق الآيات يتبين ما قد يكون علة للتكرار:
1- أن ذكر الرحمن الرحيم في البسملة جاء مناسباً لغرضها و هو الاستعانة بالله و التبرك بذكر اسمه أثناء التلاوة ، حيث أن التوفيق للتلاوة و تدبر الآيات هو من آثار رحمة الله تعالى و تعبد الله بهذين الاسمين مما يستخرج عبوديات من القلب كالتوكل و الرجاء ، لتحقيق المقصد من التلاوة .
2- ذكر الرحمن الرحيم أثناء السورة ( الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ) فيه مناسبة لما سبقه من حمد الله رب العالمين الذي شملت رحمته كل العالمين ، فهذا ثناء على الله استحق الحمد عليه و تقدم مسألته في الآيات التي نليها .


س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
يقول العبد و هو بين يدي ربه، إياك يا الله وحدك استعين، أنا الفقير بين عبادك، أنا الضعيف بينهم، أطلب عونك ، و أرجوه ، أحتاجك للقيام بعبادتك حق العبادة، أطلب عونك في جميع أمور حياتي ، أمور الدنيا ، فلا حول و لا قوة إلا بك ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، دبر أمري و صرفه، و أعني على أمري .

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
الالتفات في الخطاب : في علم البلاغة يعني البيان عن التنقل بين مقامات الكلام، كالتنقل من مقام الغبية ، إلى مقام الحضور؛ أي كأن المخاطب حضر و اقترب و الكلام يوجه إليه مباشرة .
فائدته : إثارة الذهن ، و التفكر و استرعاء الانتباه لمقصده .
الحكمة في الالتفات في سورة الفاتحة
في أول السورة الخطاب بالغيبة ، فلما أثنى العبد على الله و جمع قلبه ، كان الله قريباً منه و العبد حاضراً بين يديه ، فتحول الخطاب للمخاطب، يكلم العبد ربه كأنه واقف بين يديه، يثني عليه مستحضراً رد الله عز و جل عليه ،قال بن كثير ( و هذا دليل على أن أول السورة خبر من الله بالثناء على نفسه بجميل صفاته الحسنى و إرشاد لعباده أن يثنوا عليه بذلك ).

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 جمادى الآخرة 1442هـ/7-02-2021م, 01:53 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ مجلس مذاكرة القسم الثاني من سورة الفاتحة ⚪
▫ المجموعة الثانية ▫
🔷س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
جاء هذا الإسم العظيم للرب على وزن (فعلان) ليدل دلالة واضحة على معنى السعة الممتدة المتناهية ،التى انتظمت
،كل شيء ، لأنه من أوزان المبالغة في الوصف ، كما يقال غضبان وندمان ، أي أمتلأ ندماً و حسرةً ، لذا كان اسم *الرحمن* لا ينبغي ولا يكون إلا له سبحانه ، فهذه الرحمة المطلقة ليست إلا لله تعالى ، بل مايتراحم به الناس هو من بعض رحماته ، سبحانه الرحيم الرحمن .




🔷س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.


البسملة بعض آية من سورة النمل ، قال تعالى { إنه من سليمان وإنه بِسْم الله الرحمن الرحيم } ، والخلاف وقع في كونها :
🔹القول الأول : هي لا تعد آية من الفاتحة ولا من أول كل سورة ، وهذا قول أبو حنيفة والأوزاعي ومالك ويُحكى عن سفيان الثوري
🔹القول الثاني : هي آية من سورة الفاتحة عدا غيرها من سُوَر الكتاب العزيز ، كما عليه العدّ الكوفي والمكي ، وهو رواية عن الشافعي
🔹القول الثالث : هي آية في مبتدأ كل سورة إلا سورة *براءة * وهذا أصح رواية عن الشافعي ، وقول كل من عبد الله بن المبارك وسفيان الثوري ، وترجيح النووي
🔹القول الرابع : هي آية من الفاتحة ، وهي جزء من أول آية في كل سورة إلا سورة *براءة* ، وهذا القول يُروي عن الشافعي وبعض الشافعية ، وأورده شيخ الإسلام بن تيمية وابن كثير، على أنه قولٌ ضعيف
🔹القول الخامس : هي آية مستقلة في مستهل كل سورة وليست من السورة ، فلا تدخل في تعداد الآيات ، رُوِي هذا عن أحمد وهو قولٌ لبعض الأحناف ، وهو اختيار شيخ الإسلام


- *اختيار كل إمام لقراءة يعتمدها ويقرأ بها ، هو أصل الخلاف في البسملة ، ومن المعلوم أنها من كلام الله تعالى فهي آية و يفصل بها بين السور ، وهذا قد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث
ونُقل عن جمع من القرّاء قراءة البسملة عند مفتتح كل سورة عدا *براءة* الإ ما يُروى عن عاصم بالبسملة فيها
ولقد أُثبت كتابتها في المصحف عند كل سورة عدا براءة ، فيكون هذا دليل على أنها قرآنا ، لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على تجريد المصحف مما سوى القرآن، في حين لم يُثبتوا( آمين ) في المصحف وإن كانت من السنن الثابتة
-*أهل العدد من العلماء الذين اختصوا بهذا العلم وهم ، أصحاب العدّ المكي والعدّ المدني الأول والأخير ، والعدٌ الكوفي والبصري والعد الدمشقي ، هؤلاء جميعاً لم يعدّوا البسملة آية من أول كل سورة ، الإ في مفتتح الفاتحة
عدّها أصحاب العدّ الكوفي والبصري آية من سورة الفاتحة، إذن هذا قول ترجح بهذا الإتفاق من علماء العدّ و بأدلة أخرى منها حديث أبي هُريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن سورة من القرآن ثلاثون آية شبعت لرجل حتى غفر وهي { تبارك الذي بيده الملك } رواه أحمد
وما جاء في سورة الأحزاب عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنها كانت تعدل سورة البقرة ، بعد سؤاله لزر بن حبيش :
( كأين تقرأ سورة الأحزاب أو كأين تعدها ؟ فأجابه : ثلاثاً وسبعون آيةٍ )والحديث هذا رواه أحمد
وقد أجمع أهل العدد إجماعاً لا خلاف فيه على أنها ثلاث وسبعون آية من غير البسملة


🔷س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
الحمد يكون لكمال المحمود وحسن صفاته ، ويكون لإحسان المحمود فهو حمد عن محبةٍ ورضا ، ولما كان الحمد يكون باللسان والقلب ، كان أعمّ من المدح الذي يختص به اللسان
أما المدح ، فيكون باللسان وحده فلا تعلق له بالضرورة بالمحبة والرضا ، بل قد يكون الممدُوح ، مبغوضاً ، ومدحه المادح تشوفاً لعطائه ونواله ، وقد يمدحه خوفاً دفعاً لشره ، فصار المدح أعم بهذا المعنى من الحمد لأنه لا يستلزم محبة القلب ورضاه ، والحمد أعمّ منه لتعلقه بالقلب واللسان


🔷س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
نعبدك وحدك ،لا نعبد سواك إخلاصاً وقصداً ، خاضعين لك طائعين ، منقادين لأوامرك ، انقياد المحب الخائف المشفق من عذابه ربه ، الراجي المتأمل لعظيم عطائه وكبير فضله .


🔷س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
حُذِف متعلق الإستعانة لإفادة مطلق ما يُستعان عليه ،من أمور الدين والإيمان وحسن العبادة لله تعالى ، فهذا من سؤال الله العون على عبادته ومرضاته ، وما له تعلق بحوائج العبد وحاجاته في هذه الدنيا فهذا يكون سؤال العون على معاشه وعيشه في الدنيا .




🔷 س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
هذه من المسائل المشهورة ، التى تناولتها أقلام المفسرين ، من مسائل التفسير البياني للآيات ، تباينت أقوالهم فيها ،على وجوه عدة من المعاني ، للوقوف أمام هذا التقديم والتأخير البديع الذي لايكون إلا لغايةٍ وحكمة عظيمة ، كما هو التقديم والتأخير في كتاب الله ، فكيف وهو هنا في أعظم سورة ، أكتملت ، بياناً وإحكاماً ولعل أشهر هذه الأقوال تعود إلى ست وجوه هي :
🔹- 1-لمراعاة فواصل الآي في السورة ، ذكر هذا البيضاوي والنفسي وابن عاشور ، وغيرهم
🔹-2 سواء تقديم العبادة أو تقديم الإستعانة لا فرق فكل منهما مستلزم للآخر ، ذكره ابن جرير ، وقوله هذا فيه نظر !
3- قُدمت العبادة على الإستعانة من باب تقديم العام على الخاص ، ذكره البغوي في تفسيره
🔹4- العبادة هي الغاية ، والإستعانة وسيلة لهذه الغاية ، فكان تقديم المقصود المراد ،أحرى وأولى من تقديم الوسيلة ، حيث يُقدم الأهم فالأهم . اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقال به ابن كثير في تفسيره
🔹5- تبياناً لفضل الله وعظيم توفيقه للعبد ، فلا يعبده الإ بعونه وجميل هدايته ، فيرد العبد النعمة إلى منعمها وتنقشع عنه غشاوة العُجب ورؤية النفس ، هذا وجه ذكره البيضاوي ، وأشار إليه تلميحات أبو السعود
🔹6- العبادة زُلفى وقُربى لله تعالى ، فكانت أولى ما يناجي بها العبد ربه ومولاه ، في حين أن الأستعانة هي
لمنفعة المتعبد ، ولا يستعين المستعين الأ بمن هو المعبود المعين سبحانه ، هذه من أقوال ابن عاشور مع قوله
الأول .
🔹7- أضاف ابن القيم الجوزيه رحمه الله ، بما فتح الله عليه من أوجه الحكمة في هذا التقديم ، إضافات
هو جدير بها ، بما له من رسوخ قدم في علم البيان وبما تشرّبه من دقائق علم شيخه ابن تيمية ، الإمام الجهبذ
منها على الإجمال :
- لما قُدم اسم *الله *في أول الفاتحة على *الرب*، تقدمت { إياك نعبد } لتعلقها بالألوهية واسمه الله ، وتأخرت { إياك نستعين } لتعلقهابالربوبيبة واسمه الرب
- {إياك نعبد } هي من الشطر الذي هو لله تعالى ، وهو الثناء عليه وهو أولى به ، { وإياك نستعين } من الشطرالذي هو للعبد ، من { اهدنا الصراط المستقيم } إلى أخر السورة
- الإستعانة طلب منه والعبادة طلب له سبحانه ، وماهو له متعلق بمحبته ورضاه ، ومابه متعلق بمشيئته ، والكمال في محبته .
- كل من عبد الله ، عبادة التمام فهو مستعين به ، وليس كل مستعين عابدٌ لله تعالى ،فقد يستعين به على هواه ومشتهاه ، لذا قُدمت العبادة على الإستعانة .
- العبادة لأهل الإخلاص خاصة ، والإستعانة تكون منهم ومن غيرهم
- العبادة أداء لحق الله ، والإستعانة تعرضٌ لعطائه وصدقته ، وأداء الحق أوجب
- شكر الله يتجلى في عبادته ، وكلما كان العبد أعبد لله ، كانت الإعانة في حقه أتم وأعظم
- ** ونختم هذه المعاني الجليلة ، بما ذكره الشيخ محمد الشنقيطي :
- في تقديم العبادة على الإستعانة إشارة إلى أن التوكل وطلب العون لا ينبغي ألا لمن هو مستحق وحده للعبادة دون سواه ، سبحانه وتعالى .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 جمادى الآخرة 1442هـ/7-02-2021م, 06:02 AM
أمل سالم أمل سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة


المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
"الرحمن" على وزن فعلان ، وفعلان في اللغة تدل على قيام الصفة بالموصوف وسعتها وبلوغ الغاية ،
واسم الرحمن مختص بالله تعالى لا يسمى به غيره،
و " الرحمن" ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء ، وهو دال على أن الرحمة صفته تعالى .

س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
اختلف العلماء في عد البسملة آية أوّل كل سورة عدا براءة والفاتحة
على أقوال منها:-
- القول الأول:- لا تعد آية في آية من الفاتحة ولا من أول كل سورة ، قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك .

- القول الثاني :- أنها آية في سورة الفاتحة ،دون سائر السور وعليه العد الكوفي والمكي ، وهو رواية الشافعي .

- القول الثالث: أنها آية في كل سورة عدا براءة ، وهو قول الثوري، والشافعي في أصح الروايات ، ورواية
عن أحمد .

-القول الرابع : أنها آية في الفاتحة ، وجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا براءة ، وهو رواية عن الشافعي وذكره ابن تيمية وابن كثير وابن الجزري، وهو قول صعيف.

-القول الخامس:- أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السورة ، فلا تعد مع آيات السور ، وهو رواية عن أحمد وقول لبعض الحنفية، واختبار ابن تيمية .
فالبسملة يفصل بها بين السور وقد كتبها الصحابة في المصاحف .

- والقول الصحيح :أنه قد اتفق أهل العد على عدم عد البسملة آية في كل سورة عدا الفاتحة ،
والدليل : ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ،وهي"تبارك الذي بيده الملك" .
وسورة الملك ثلاثون آية من غير البسملة عند جمهور أهل العد.
- والأقوال المأثورة عن بعض أهل العلم في عد البسملة آية من كل سورة قد تكون صحيحة عن بعض القراء الأوائل ،وأنها مما تختلف فيه الأحرف السبعة.

س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
بين الحمد والمدح عموم وخصوص .
- المدح أعم من الحمد ، باعتبار أن الحمد لا يكون إلا عن رضا ومحبة ، والمدح لا يقتض أن يكون كذلك.
-والحمد لا يكون إلا عن اعتقاد حسن صفات المحمود، والمدح قد يكون مدحا على ما ليس بحسن، فقد يمدح أهل الباطل بعض المفسدين بإفسادهم .
- الحمد أعم من المدح :
باعتبار أن المدح يكون باللسان ، والحمد بالقلب واللسان .

س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
نخلص لك العبادة وحدك ،فنطيع أوامرك محبة وخوفا ورجاء ،
والعبادة ، هي التذلل والخضوع والانقياد مع المحبة والتعظيم.

س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
حذف المتعلق يفيد العموم ،أي عموم ما يستعان بالله عليه ، ليشمل طلب الإعانة على أداء حق الخالق سبحانه، وطلب الإعانة على كل ما يحتاجه المخلوق ،من جلب نفع أو دفع ضر ،في دينه ودنياه ،أو دوام نعمة ،أو دوام حفظ من شر ،كل ذلك لا يكون إلا بعون من الله.

س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
اعتنى العلماء بتفسير القرآن وبيان المعاني البيانية فيه ،ومنها بيان الحكمة من التقديم والتاخير .
في الحكمة في تقديم " إياك نعبد" على "إياك نستعين " أقوال منها:-
- الأول:- مراعاة الفواصل في الآيات ،وذكره البيضاوي والنسفي وابن عاشور وغيرهم.
- الثاني: لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة، ذكره ابن جرير، وفيه نظر .
- الثالث: أن العبادة هي الغاية المقصودة والتي خلق العباد لها والاستعانة وسيلة إليها ، ذكره ابن تيمية وابن كثير .
- الرابع : العبادة أعم من الاستعانة ، فالاستعانة نوع من العبادة ،فقدم الأعم على الأخص،ذكره البغوي
- الخامس:- العبادة لا تكون إلا بتوفيق من الله والإعانة عليها ،فمن شكر الله والاعتراف بفضله وتوفيقه يقدم "إياك نعبد " على "إياك نستعين"
، ذكره البيضاوي وألمح إليه أبو السعود .
فالعبادة شكر لله على نعمه ، والإعانة فعله سبحانه وتعالى بالعبد وتوفيقه له ، فالعبودية محفوفة بإعانتين ، إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، ذكره ابن القيم.
- السادس: التقرب إلى الله بالعبادة، فهي أنسب في التقديم في المناجاة ،والاستعانة لنفع العبد للتيسير عليه .
- السابع:- التقديم فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي التوكل إلا على من يستحق العبادة، لأنه هو الذي بيده الأمر ،كقوله تعالى:" فاعبده وتوكل عليه".ذكره الشنقيطي.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 جمادى الآخرة 1442هـ/10-02-2021م, 02:45 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة

المجموعة الأولى:
1. إيمان جلال (أ+)

[أحسنتِ بارك الله فيكِ، ولو صغتِ الإجابة بأسلوبكِ لكان أجود]

2. هنادي الفحماوي (أ)

[أحسنتِ بارك الله فيكِ، وقد اعتمدتِ على النسخ في بعض الأسئلة خاصة السؤال الأخير ولم تكن إجابته تحتاج لكل هذا التفصيل، ولم تجيبي على الشق الثاني من السؤال]



المجموعة الثانية:
1. سعاد مختار(أ)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: ونقول أولا ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء، س2: السؤال استثنى سورة الفاتحة وبراءة، فلماذا ندرجهما في الأقوال؟ فالإجابة لا تحتاج لكل هذا التفصيل، وفي العموم يحسن بنا صياغة الإجابة بأسلوبنا حتى نتدرب على تحرير المسائل تحريرا جيدا ويمكننا الاختصار من غير إخلال، س3: لو فصلتِ بين النقطتين لاتضح وجه العموم والخصوص أكثر]
2. أمل سالم (أ)

[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س2: استثنى السؤال الفاتحة وبراءة فلماذا أدرجتيهما؟، س6: ويحسن ذكر كلام ابن القيم والشنقيطي في هذه المسألة]


المجموعة الثالثة:
1. رفعة القحطاني (أ+)

[أحسنتِ بارك الله فيكِ، ملاحظة عامة على إجابتكِ وهي اعتمادكِ على النسخ، وهذا لا يقوي لديكِ ملكة التحرير العلمي، فانتبهي لذلك، س5: ترقيمك لإجابتك يوهم أن هذه المراتب على الترتيب، والأمر ليس كذلك؛ فهذا شرح لتفاوت المسلمين في الإخلاص والاستعانة، وإلا لو أردت الترتيب فما ذكرت في المرتبة الثالثة ستسبق المرتبة الثانية على ترتيبك، فانتبهي، س6: قولك ورد عن العلماء أقوال هذا يوهم أيضا أن هناك عدة أقوال وأن ما ذكرتِ هي أقوال مغايرة، ولكن هي ليست أقوالا بل جميعها واحدة]

المجموعة الرابعة:
1. فروخ الأكبروف (أ)

[أحسنت بارك الله فيك، س1: أي أنه جامع لجميع أنواع الربوبية، س2: ونذكر أنها تحذف في فواتح السور، س3: ونبين أن القول الأول هو الراجح، س4:نذكر الأقوال أولا؛ لأن الجواب بعد ذلك سيفسر مدى صحة هذه الأقوال]
2. رولا بدوي (أ)

[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س2: ونذكر أنها تحذف في فواتح السور، وننسب كل قول لقائله على حدة، س3: تدربي على تحرير الإجابة بأسلوبكِ دون اعتماد على النسخ، س5: وأول ما يحتاج للإعانة هو الإخلاص لله عز وجل]




وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir