دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 01:27 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب اللباس (2)

الفصل الثاني: في أنواع اللباس
[النوع] الأول: في القميص والسراويل
8295 - (د ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كان أحبّ الثياب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القميص».
وفي أخرى: «لم يكن ثوب أحبّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القميص». أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الأولى.

8296 - (ت د س) سويد بن قيس - رضي الله عنه - قال: «جلبت أنا ومخّرمة العبديّ بزا منّ هجر، فأتينا به مكة، فجاءنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فساومنا سراويل فبعنا منه، فوزن ثمنه، وقال للذي يزن: زن، وأرجح».
وفي رواية: «ولنا رجل يزن بالأجر، فقال له: زنّ وأرجح». أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.

8297 - (د س) أبو صفوان بن عميرة - رضي الله عنه - قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة، قبل أن يهاجر..» بهذا الحديث ولم يذكر «يزن بأجر» أخرجه أبو داود والنسائي.
[النوع] الثاني: في القباء
8298 - (خ م ت د س) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - قال: «قسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبية، فلم يعط مخّرمة منها شيئا، فقال مخرمة: يا بنيّ انطلقّ بنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فانطلقت معه، فقال: ادخل، فادعه لي، قال: فدعوته له، فخرج وعليه قباء منها، فقال: خبأنا هذا لك، قال: فنظر إليه، فقال: رضي مخرمة».
وفي رواية: قال: «قدمت على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أقبية، فقال أبي مخرمة: انطلقّ بنا إليه، عسى أن يعطينا منها شيئا، فقام أبي على الباب، فتلكم فعرف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- صوته، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه قباء، وهو يريه محاسنة، ويقول: خبأت هذا لك، خبأت هذا لك».
وفي رواية قال: «يا بنيّ، ادع لي النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأعظمت ذلك، وقلت: أدعو لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: يا بنيّ، إنه ليس بجبّار، فدعوته، فخرج وعليه قباء من ديباج مزرّر بالذهب، فقال: يا مخرمة، هذا خبأناه لك».
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي وأبو داود والنسائي الرواية الأولى، والثالثة ذكرها رزين.

8299 - ابن أبي مليكة قال: «أهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبية من ديباج مزرّرة بذهب، فقسمها في أصحابه، وعزل منها واحد لمخّرمة، قال: خبأت هذا لك، فجاءه فخرج إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابسه يريه محاسنه وكان في خلقه شيء» أخرجه...
[النوع] الثالث: في الحبرة
8300 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان أحبّ ما لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يلبسه الحبرة» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود: قال قتادة: قلنا لأنس: أيّ اللباس كان أحبّ - أو أعجب - إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الحبرة».

[شرح الغريب]
الحبرة: واحدة الحبر، وهي البرود الموشاة المنقوشة.

8301 - (د) أبو زميل سماك بن الوليد اليماني: قال: حدّثني ابن عباس -رضي الله عنه - قال: «لمّا خرجت الحروريّة أتيت عاليا، فقال: ائت هؤلاء القوم، فلبست أحسن ما يكون من حليل اليمن، قال أبو زميل: وكان ابن عباس رجلا جميلا جهيرا، قال ابن عباس: فلقيتهم، فقالوا: مرّحبا بك يا أبا عباس، ما هذه الحلّة؟ قلت: ما تعيبون عليّ؟ لقد رأيت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن ما يكون من الحلل» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
جهيرا، رجل جهير: إذا كان عالي الصوت، ورجل جهير: إذا كان ذا هيئة ومنظر جميل، ورواء في العين والنفس، والمراد في الحديث: الثاني، يجوز أن يكون أراد الأول.

[النوع] الرابع: في الدرع
8302 - (خ) عبد الواحد بن أيمن - عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «دخلت على عائشة وعليها درع قطري، ثمن خمسة دراهم، فقالت: ارفع بصرك إلى جاريتي أنظر إليها، فإنها تزّهى أن تلبسه في البيت، وقد كان لي منها درع على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما كانت امرأة تقيّن بالمدينة إلا أتت إليّ تستعيره» أخرجه البخاري.

[شرح الغريب]
قطري: البرود القطرية: نوع من البرود، وقال الأزهري: قال شمر: هي خمر لها أعلام فيها بعض الخشونة، قال: وقال غيره: هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين، وقال الأزهري: في البحرين قرية تسمى: قطرا، قال: وأحسب أن الثياب القطرية نسبت إليها، فقالوا: قطري، فكسروا القاف وخففوا.
تزهي، زهي الرجل: فهو مزهو: إذا تكبر، وللعرب كلمات لا ينطقون بها إلا على سبيل المفعول به، وإن كان بمعنى الفاعل، مثل قولهم: زهي الرجل، وعني بالأمر، ونتجت الناقة، وقد جاء فيه لغة أخرى حكاها ابن دريد: زها يزهو زهوا: إذا تكبر.
تقين: تزين، والمراد به: تزينها لزفافها، ومنه القينة: الماشطة.

[النوع] الخامس: في الجبة
8303 - (ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «وضأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه جبّة من صوف شامية ضيقة الكمّين».
وفي رواية: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لبس جبّة روميّة ضيقة الكمّيّن».
وفي أخرى قال: «أهدى دحّية الكلبي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خّفين، فلبسهما - زاد في رواية: وجبة، فلبسهما حتى تخرّقا - لا يدري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أذكي هما، ألم لا؟» أخرجه الترمذي إلا الأولى، فإن رزينا ذكرها، وهذا طرف من حديث طويل يتضمّن المسح على الخفين، وهو مذكور في «كتاب الطهارة».

[شرح الغريب]
أذكي، الذكي: الذبيح، والتذكية: الذبح.

الفصل الثالث: في ألوان الثياب
الأبيض
8304 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم، وكفّنوا فيها موتاكم». أخرجه الترمذي.
وزاد أبو داود: «وإنّ خير أكحالكم الإثمد، يجلو البصر وينبت الشّعر».
وقد أخرج الترمذي أيضا هذه الزيادة مفردة، وهي مذكورة في «كتاب الطب» من حرف الطاء.

8305 - (ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «البسوا من ثيابكم البياض، فإنها أطهر وأطيب، وكفّنوا فيها موتاكم» أخرجه الترمذي والنسائى.
وللنسائى في أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بالبياض من الثياب، فليلبسّها أحياؤكم وكفّنوا فيها موتاكم، فإنّها من خير ثيابكم».

8306 - (ط) مالك بن أنس بلغه أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «إني لأحبّ أن أنظر إلى القارئ أبيض الثياب» أخرجه الموطأ.
الأحمر
8307 - (د) هلال بن عامر - عن أبيه - رضي الله عنهما -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنى يخطب على بغلة وعليه برد أحمر، وعليّ - رضي الله عنه- أمامه يعبّر عنه» أخرجه أبو داود.

8308 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة إضحيان، فجعلت أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإلى القمر، وعليه حلّة حمراء، فإذا هو عندي أحسن من القمر». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
إضحيان يقال: ليلة إضحيان، وإضحيانة، أي: مضيئة مقمرة.

8309 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مربوعا، وقد رأيته في حلّة حمراء، ما رأيت شيئا قطّ أحسن منه». أخرجه الجماعة ألأ الموطأ.
8310 - (ط) نافع مولى ابن عمر: «أنّ ابن عمر كان يلبس الثوب المصبوغ بالمشق، والمصبوغ بالزعفران» أخرجه الموطأ.
[شرح الغريب]
بالمشق، المشق: بكسر الميم: المغرة.

8311 - الحارث بن حسان - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاصبا رأسه بخرقة حمراء» أخرجه.
8312 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «مرّ رجل وعليه ثوبان أحمران فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يرد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه الترمذي وأبو داود.
8313 - (د) حريث بن الأبج السليحي: أن امرأة من بني أسد قالت: «كنت يوما عند زينب امرأة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونحن نصبغ ثيابا لها بمغرة، فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما رأى المغرة رجع، فلما رأت زينب ذلك علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كره ما فعلت، فأخذت فغسلت ثيابها، ووارت كل حمرة، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع فاطّلع، فلما لم ير شيئا دخل» أخرجه أبو داود.
8314 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أركب على الأرجوان، ولا ألبس المعصفر، ولا القميص المكفوف بالحرير، ألا وطيب الرجال: ريح لا لون له، وطيب النساء لون لا ريح له» أخرجه أبو داود.
الأصفر
8315 - (ت) قبلة بنت مخرمة [العنبرية - رضي الله عنهما -] قالت: «قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكرت الحديث بطوله، حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس، فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ورحمة الله، وعليه - تعني النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - أسمال مليّتين كانتا بزعفران، وقد نفضتا، ومعه عسيب نخلة».
أخرجه الترمذي هكذا،قال: فذكرت الحديث بطوله، ولم يذكر لفظه.

[شرح الغريب]
أسمال، الأسمال: جمع سمل: وهو الثوب الخلف.
مليتين: [تصغير ملاءة مثناة]، والملاءة بالمد والضم: الريطة والجمع الملاء، والريطة: القطعة - الواحدة إذا لم تكن لفقين.
عسيب: العسيب: من سعف النخل، فويق الكرب مما لم ينسب الخوص،وما نبت عليه الخوص مهو السعف.

8316 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان يصبغ ثيابه بالزعفران، فقيل له، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبغ». أخرجه النسائي.
8317 - سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «لبس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثوبين كانا صبغا بزعفران وقد نفضا» أخرجه...
8318 - (خ) أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص: قالت: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أبي وعليّ قميص أصفر، فقال رسول الله: سنه، سنه - قال الراوي: وهي بالحبشية: حسنة حسنة - قالت: فذهبت ألعب بخاتم النّبوّة، فزبرني أبي فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: دعها، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي» قال الراوي: «فبقي حتى ذكر» أخرجه البخاري.
8319 - (خ) سليمان التميمي: قال: «رأيت على أنس بن مالك - رضي الله عنه - برنسا أصفر من خزّ» أخرجه البخاري.
8320 - (م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليّ ثوبين معصفريّن، فقال: أمّك أمرتك بهذا؟ قلت: أغسلهما يا رسول الله؟ قال: بل أحرقهما» زاد في رواية: «إنّ هذه من ثياب الكفار، فلا تلبسها» أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي: «أنه رآه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثوبان معصفران، فقال: هذه ثياب الكفار فلا تلبسها».
وفي أخرى له «أنه أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثوبان معصفران، فغضب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقال: اذهب فاطرحهما عنك، فقلت: أين يا رسول الله؟ قال: في النار».
وفي رواية أبي داود قال: «هبطنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ثنيّة، فالتفت إليّ وعليّ ريطة مضرجة بالعصفر، فقال: ما هذه الرّيطة عليك؟ فعرفت ما كرهه، فأتيت أهلي وهم يسجرون تنّورا لهم، فقذفتها فيه، فأتيته من الغد، فقال: يا عبد الله، ما فعلت الرّيطة؟ فأخبرته، فقال: أفلا كسوتها بعض أهلك؟ فإنه لا بأس بها للنساء» قال هشام: المضرج: الذي ليس بمشبّع، ولا مورّد.
وفي رواية له قال: رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليّ ثوب مصبوغ بعصفر موردا، فقال: ما هذه؟ فانطلقت فأحرقته، فقال لي النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «ما صنعت بثوبك؟ قلت: أحرقته، قال أفلا كسوته بعض أهلك؟».

[شرح الغريب]
مضترجة، ضرجت الثوب تضريجا، إذا صبغته بالحمرة، دون المشبع وفوق المورد.

8321 - (ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن لبس القسّيّ والمعصفر» أخرجه الترمذي وأبو داود.
[شرح الغريب]
القسي: ثياب كتان مخططة بإبريسم، كانت تجيء، من مصر، وقيل: إنها تعمل بموضع يقال له: القس، من أرض مصر.
نهى عن لبس الأصفر: قال الخطابي: قد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجال عن لبس الأصفر والمعصفر، وكره لهم الحمرة في اللباس، وقد جاء في الحديث «أنه -صلى الله عليه وسلم- لبسهما» قال: فيكون الجواز منصرفا إلى ما صبغ غزله قبل النسج ثم نسج، ويكن النهي راجعا إلى ما صبغ بعد النسج، والله أعلم.

8322 - عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما-..أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تلبسوا شيئا مسه زعفزان ولا ورس» أخرجه...
الأخضر
8323 - (د ت س) أبو رمثة - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثوبان أخضران» أخرجه أبو داود والنسائي.
وللنسائي «وعليه بردان أخضران».

الأسود
8324 - (خ د) أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص: قالت: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أتي بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال: من ترون أكسو هذه؟ فسكت القوم، فقال: ائتوني بأمّ خالد، فأتي بي النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فألبسنيها بيده، وقال: أبلي وأخلقي - مرتين - فجعل ينظر إلى علم الخميصة، ويشير بيده إليّ، ويقول: يا أمّ خالد، هذا سنا، يا أمّ خالد: هذا سنا - والسّنا بلسان الحبشة: الحسن - قال إسحاق بن سعيد: حدّثتني امرأة من أهلي: أنّها رأته على أمّ خالد».
وفي رواية: «أتي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال: من ترون نكسو هذه؟ فسكت القوم، فقال: ائتوني بأمّ خالد، فأتي بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسنيها، فقال: أبلي وأخّلقي، وكان فيها علم أخضر أو أصفر، فقال: يا أمّ خالد، هذا سناه». وفي أخرى قالت: «قدمت من أرض الحبشة وأنا جويرية، فكساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خميصة لها أعلام، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح الأعلام بيده، ويقول: سناه سناه، قال: يعني حسن حسن».
أخرجه البخاري، وأخرج أبو داود الأولى.

[شرح الغريب]
خميصة، الخميصة: كساء أسود له علم، فإن لم يكن له علم فليس بخميصة.

8325 - (د) سعد بن عثمان الرازي الدشتكي: قال: «رأيت رجلا ببخارى على بغلة بيضاء على رأسه عمامة خزّ سوداء، وقال كسانيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه أبو داود.
الفصل الرابع: في الحرير
[النوع] الأول: في تحريمه
8326 - (د س) عبد الله بن زرير: أنه سمع عليّ بن أبي طالب يقول: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ حريرا، فجعله في يمينه، وذهبا فجعله في شماله، ثم قال: إنّ هذين حرام على ذكور أمّتي». أخرجه أبو داود والنسائي.

8327 - (ت س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «حرّم لباس الحرير والذهب على ذكور أمّتي، وأحلّ لأناثهم». أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي قال: «أحلّ الذهب والحرير لإناث أمّتي، وحرّم على ذكورها».

8328 - (خ م س) عبد الله بن- عمر رضي الله عنهما - قال: سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّما يلبس الحرير من لا خلاق له» أخرجه مسلم.
وفي رواية البخاري: قال عمران بن حطّان: سألت عائشة عن لبس الحرير؟ فقالت: «ائت ابن عباس فاسأله، قال: فسألته، فقال: سل ابن عمر، فسألته، فقال: أخبرني أبو حفص - يعني أباه عمر - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إنّما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة». وأخرج النسائي الأولى والثانية.

8329 - (س) عبد اللله بن عمر- رضي الله عنهما - قال عليّ البارقيّ: أتتني امرأة تستفتيني، فقلت لها: هذا ابن عمر. فاتبعيه فأسأليه، فاتبعتها أسمع ما يقول، قالت: أفتني عن الحرير، قال: «نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه النسائي.
8330 - (خ م) أس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة». أخرجه البخاري ومسلم.
8331 - (خ م ت س) أبو ذبيان خليفة بن كعب: قال سمعت ابن الزبير يخطب، ويقول: لا تلبسوا نساءكم الحرير، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تلبسوا الحرير، فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وفي رواية الترمذي عن عمر عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة».

8332 - (خ س) ثابت البناني: قال: سمعت ابن الزبير يخطب ويقول: قال محمد -صلى الله عليه وسلم- «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة». أخرجه البخاري والنسائي.
8333 - (م) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة». أخرجه مسلم.
8334 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: وجد عمر حلّة من استبرق تباع بالسوق، فأخذها، فأتى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ابتع هذه، فتجمّل بها للعيد والوفد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما هذه لباس من لا خلاق له، قال: فلبث عمر ما شاء الله، ثم أرسل إليه بجبة ديباج، فأقبل بها عمر، حتى أتى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله، قلت: إنما هذه لباس من لا خلاق له، [أ] وإنما يلبس هذه من لا خلاق له، ثم أرسلت إليّ بهذه؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تبيعها وتصيب بها حاجتك».
وفي رواية: «أنّ عمر رأى على رجل من آل عطارد قباء من ديباج أو حرير، فقال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لو اشتريته، فقال: إنما يلبس هذا من لا خلاق له فأهدي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلّة سيراء، فأرسل بها إليّ، قال: قلت: أرسلت بها إليّ وقد سمعتك قلت فيها ما قلت؟ قال: إنما بعثت بها إليك لتستمتع بها».
وفي أخرى: قال يحيى بن إسحاق الحضرمي: قال لي سالم في الاستبرق قال: قلت: ما غلظ من الديباج، وخشن منه، فقال: سمعت عبد الله بن عمر قال: «رأى عمر على رجل حلّة من استبرق، فأتى بها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-..» فذكر نحوه.
وفي رواية قال: «إنما بعثت بها إليك لتصيب بها مالا».
وفي أخرى: أن عمر رأى حلّة سيراء عند باب المسجد، فقال: «يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد؟ فقال: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة، ثم جاءت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها حلل، فأعطى عمر منها حلة، ثم ذكر قول عمر له، وأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إني لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخا له مشركا بمكة». أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أرسل عمر بحلّة حرير - أو سيراء - فرآها عليه، فقال: إني لم أرسل بها إليك لتلبسها، إنما يلبسها من لا خلاق له، إنما بعثت بها إليك لتستمتع بها - يعني تبيعها». وله في أخرى نحوه.
ولمسلم قال: رأى عمر عطاردا التميميّ يقيم بالسوق حلّة سيراء - وكان رجلا يغشى الملوك ويصيب منهم - فقال عمر: يا رسول الله، إني رأيت عطارا يقيم في السوق حلّة سيراء، فلو اشتريتها فلبستها لوفد العرب إذا قدموا عليك؟ وأظنه قال ولبستها يوم الجمعة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة، فلما كان بعد ذلك أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحلل سيراء، فبعث إلى عمر بحلة، وبعث إلى أسامة بن زيد بحلّة، وأعطى عليّ بن أبي طالب حلّة، وقال: شقّقها خمرا بين نسائك، قال: فجاء عمر بحلّته يحملها، فقال: يا رسول الله، بعثت إليّ بهذه، وقد قلت بالأمس في حلّة عطارد ما قلت، فقال: إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، ولكن بعثت بها إليك لتصيب بها، وأما أسامة: فراح في حلّته، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظرا عرف أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أنكر ما صنع، فقال: يا رسول الله، ما تنظر إليّ؟ فأنت بعثت إليّ بها؟ فقال: إني لم أبعث إليك بها لتلبسها، ولكن بعثت بها لتشقّقها خمرا بين نسائك».
وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الرواية التي آخرها: «فكساها عمر أخاله مشركا بمكة» وأخرج النسائي الأولى إلى قوله: «لا خلاق له».
وله في أخرى «أنّه رأى مع رجل حلّة سندس..» وساق الحديث.
وفي رواية لأبي داود مثل الرواية الأولى إلى قوله: «وللوفد» ثم قال: ... وساق الحديث.

[شرح الغريب]
إستبرق، الإستبرق: ماغلظ بن الديباج.
سيراء: حلة سيراء مخطط. بالإبرسيم والقز.

8335 - (م س) أبو الزبير: أنّه سمع جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: يقول: لبس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قباء من ديباج أهدي له، ثم أوشك أن نزعه، فأرسل به إلى عمر، فقيل: قد أوشك ما نزعته يا رسول الله، فقال: «نهاني جبريل عنه فجاء عمر يبكي، فقال: يا رسول الله، أكرهت أمرا وأعطيتنيه، فمالي؟ فقال: إني لم أعطكه لتلبسه، إنما أعطيتكه تبيعه، فباعه بألفي درهم» أخرجه مسلم والنسائي.
8336 - (خ م) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «أهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرّوج حرير، فلبسه، ثم صلّى فيه، ثم انصرف، فنزعه نزعا شديدا كالكاره له، ثم قال: لا ينبغي هذا للمتقين». أخرجه البخاري ومسلم.
[شرح الغريب]
فروج: الفروج: القباء الذي له شق من خلفه.

8337 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عمر بجبّة سندس، فقال عمر: بعثت بها إليّ وقد قلت فيها ما قلت؟ قال: إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، وإنما بعثت بها إليك لتنتفع بثمنها» أخرجه مسلم.
8338 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «إنّ ملك الروم أهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستقة من سندس، فلبسها، فكأني أنظر إلى يديه تذبذبان، ثم بعث بها إلى جعفر فلبسها، ثم جاءه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني لم أعطكها لتلبسها، قال: فما أصنع بها؟ قال: أرسل بها إلى أخيك النجاشيّ» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
مستقة: المستقة: فروة طويلة الأكمام، وأصلها مسته، فعربت، ويشبه أن تكون هذه المستقة مكففة بالسندس، لأن نفس الفروة لا تكون سندسا، أو قد كان غشاؤها سندسا، وهو مارق من الديباج.
تذبذبان: أي تتحركان وتضطربان، يريد الكمين.

8339 - (خ م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلّة سيراء، فخرجت بها، فرأيت الغضب في وجهه، فشققتها بين نسائي» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
ولمسلم «أن أكيدر دومة أهدى إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ثوب حرير، فأعطاه عليّا، وقال: شقّقة خمرا بين الفواطم».
وفي أخرى قال: «أهديت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلّة سيراء، فبعث بها إليّ، فلبستها، فعرفت الغضب في وجهه، فقال: إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، إنما بعثت بها لتشقّقها خمرا بين النساء».
وفي رواية أبي داود مثل الرواية الآخرة إلى قوله: «لتلبسها» ثم قال: «وأمرني فأطرتها بين نسائي».

[شرح الغريب]
فأطرتها، أطرت الثوب: إذا شققته، ويقال: طار لفلان في القسمة سهم كذا، أي: صار له، ووقع في حصته، والمراد: أنه قسمها بين نسائه.
الفواطم: جمع فاطمة، وهن: فاطمة الزهراء بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب، وفاطمة أم أسماء بنت حمزة، وقيل: الثالثة: فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، وكانت قد هاجرت.

8340 - (خ د س) محمد بن شهاب الزهري: قال: «أخبرني أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه رأى على أمّ كلثوم برد حرير سيراء». أخرجه البخاري.
وزاد أبو داود والنسائي قال: «والسّيراء: المضلّع بالقزّ».

8341 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كنّا ننزعه عن الغلمان، ونتركه على الجواري» قال مسعر: فسألت عمرو بن دينار عنه؟ فلم يعرفه. أخرجه أبو داود.
[النوع] الثاني: في المباح منه
8342 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إنما نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الثوب المصمت من الحرير، فأما العلم وسدى الثوب، فلا بأس به» أخرجه أبو داود.

8343 - (خ م د ت س) أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: قال: «كتب إلينا عمر بن الخطاب، ونحن بأذربيجان، مع عتبة بن فرقد: يا عتبة إنه ليس من كدّك، ولا كدّ أبيك، ولا كدّ أمّك، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك، وإياكم والتنعم وزيّ أهل الشرك، ولبوس الحرير، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبوس الحرير، قال: إلا هكذا، ورفع لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إصبعيه السبّابة والوسطى، وضمهما».
وفي رواية قال: «كنّا مع عتبة، فجاءنا كتاب عمر: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يلبس الحرير إلا من ليس له منه شيء في الآخرة، إلا هكذا قال أبو عثمان - بأصبعيه اللتين تليان الإبهام» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم من رواية سويد بن غفلة «أنّ عمر خطب بالجابية، فقال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن لبس الحرير، إلا موضع أصبعين، أو ثلاث، أو أربع».
وفي رواية أبي داود قال: «كتب عمر إلى عتبة بن فرقد: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الحرير، إلا ما كان هكذا وهكذا، إصبعين، وثلاثة، وأربعة» وأخرج الترمذي رواية مسلم المفردة.
وفي رواية النسائي قال: «كنّا مع عتبة بن فرقد، فجاء كتاب عمر: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يلبس الحرير إلا من ليس له منه شيء في الآخرة إلا هكذا، قال أبو عثمان، بإصبعيه اللتين تليان الإبهام، فرأيتهما أزرار الطيالسة حتى رأيت الطيالسة».
وله في أخرى من رواية سويد: «أنّ عمر لم يرخّص في الديباج إلا موضع أربع أصابع».

8344 - (م د) عبد الله - مولى أسماء - رضي الله عنهما -: قال: «أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر، فقالت: بغلني أنك تحرّم أشياء ثلاثة: العلم في الثوب، وميثرة الأرجوان، وصوم رجب كلّه؟ فقال: أمّا ما ذكرت من صوم رجب كلّه: فكيف بمن يصوم الدهر؟ وأمّا ما ذكرت من العلم في الثوب: فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنما يلبس الحرير من لا خلاق له، فخفت أن يكون العلم منه، وأمّا ميثرة الأرجوان: فهذه ميثرة عبد الله، فإذا هي أرجوان، فرجعت إلى أسماء فأخبرتها، فقالت: هذه جبّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخرجت إلىّ جبّة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج، وفرجاها مكفوفان بالديباج، فقالت: كانت هذه عند عائشة حتى قبضت، فلما ماتت قبضتها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى، ونستشفي بها» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «رأيت ابن عمر في السوق، فاشترى ثوبا شاميّا فيه خيط أحمر، فردّه، فأتيت أسماء بنت أبي بكر، فذكرت ذلك لها فقالت: يا جارية، ناوليني جبّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخرجت - أظنه - جبّة طيالسة مكفوفة الجيب والكمّين والفرجين بالديباح».

[شرح الغريب]
أرجوان، الأرجوان: صبغ أحمر شديد الحمرة.

8345 - (ط) عروة بن الزبير - رحمه الله تعالى - «أنّ عائشة كست عبد الله بن الزبير مطرف خزّ كانت تلبسه» أخرجه الموطأ.
[شرح الغريب]
مطرف، المطرف: بكسر الميم وضمها رداء من خز مربع له أعلام، والأكثر الكسر، وقد يكون من غير الخز.

8346 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «رخّص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للزبير وعبد الرحمن بن عوف في لبس الحرير، لحكّة كانت بهما».
وفي رواية قال: «شكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القمل، فرخّص لهما في قمص الحرير في غزاة لهما». وفي أخرى مثله، وفيه: «في السّفر من حكّة بهما، أو وجع كان بهما» أخرجه إلا الموطأ.

الفصل الخامس: في الصوف والشعر
8347 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «صنعت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بردة سوداء فلبسها، فلما عرق فيها وجد منها ريح الصوف، فقذفها، وأحسبه قال: وكان يعجبه الرّيح الطّيبة» أخرجه أبو داود.

8348 - (ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: لابنه أبي بردة: «يا بنيّ، لو رأيتنا ونحن مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقد أصابتنا السماء؟ لحسبت أنّ ريحنا ريح الضأن» أخرجه الترمذي وأبو داود.
وقال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: «أنّه كانت ثيابهم الصوف، فإذا أصابهم المطر يجيء من ثيابهم ريح الصّوف».

8349 - (خ م د ت) أبو بردة - رضي الله عنه - قال: «دخلت على عائشة، فأخرجت إلينا كساء ملبّدا، من التي يسمّونها الملبّدة، وإزارا غليظا مما يصنع باليمن، قال: وأقسمت بالله لقد قبض روح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذين الثوبين» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
وفي رواية الترمذي قال: «أخرجت إلينا عائشة كساء ملبّدا وإزارا غليظا، فقالت: قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذين».

8350 - (م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، وليس عند الترمذي: «مرحّل».
[شرح الغريب]
مرط، المرط: كساء من صوف أو خز، يؤتزر به.
مرحل، المرحل، بالحاء المهملة: الذي فيه صور الرحال، وقيل المرحل، الموشى المنقوش، سمي بذلك، لأن فيه تصاوير الرحال، وجمعه: مراحل، ويقال لذلك العمل: الترحيل، والمراد بالرحال: الأكوار والإبل جميعا.

8351 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كان على موسى- عليه السلام -يوم كلّمه ربّه سراويل صوف، وجبّة صوف، وكساء، وكمّة صوف، ونعلان من جلد حمار ميّت». أخرجه الترمذي.
الفصل السادس: في الفرش والوسائد
8352 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أدم حشوه ليف».
وفي رواية: «كان وساد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يتكئ عليه من أدم حشوه ليف». وفي أخرى: «الذي ينام عليه» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: «إنما كان فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه أدما حشوه ليف».
وفي أخرى: «إنما كان اضطجاع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...» الحديث.
وفي رواية أبي داود: قالت: «كانت ضجعة رسول الله أدما حشوها ليف».
وفي أخرى: «كان وساد النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه بالليل من أدم حشوه ليف».
وفي رواية الترمذي: «إنما كان فراش النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه من أدم حشوه ليف».

[شرح الغريب]
الضجعة: بكسر الضاد: من الاضطجاع، كالجلسة من الجلوس، وهي الهئية، وبفتحها: المرة الواحدة من النوم، والمراد به: ما كان يضطجع عليه، فيكون في الكلام مضاف محذوف، تقديره: كانت ذات ضجعة، أو ذات اضطجاعه: فراش أدم حشوها ليف.

8353 - (د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفرش، فقال: فراش للرجل، وفراش للمرأة، وفراش للضّيف، والرابع للشيطان» أخرجه أبو داود والنسائي.
8354 - (د ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيته متكئا على وسادة على يساره». أخرجه الترمذي وأبي داود.
8355 - عبيدة السلماني: قال: «افتراش الحرير كلبسه». أخرجه البخاري تعليقا.
8356 - (ت د س) أبو المليح بن أسامة عن أبيه - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن جلود السبّاع أنّ تفترش» وفي أخرى: «نهى عن جلود السباع» أخرجه الترمذي وأخرج أبو داود والنسائي الثانية.
[شرح الغريب]
نهى عن جلود السباع: قال الخطابي: من رأى أن الدباغ لا يفعل إلا في جلد ما يؤكل لحمه: يحتج بهذا الحديث وغيره، ويكون معناه عنده: أن النهي إنما هو أن يستعمل قبل الدباغ، وتأوله أصحاب الشافعي على أنه إنما نهي عن استعمالها من أجل شعرها، لأن جلود النمور والحمر ونحوها إنما تستعمل مع بقاء الشعر عليها، وشعر الميتة نجس عندهم، وقد يكون النهي عنها أيضا من أنها مراكب أهل السرف والخيلاء، فإذا دبغ الجلد بعد أن يذهب شعره، فهو طاهر عنده، لأن شعور الميتة لا تقبل الدباغ.

الفصل السابع: في أحاديث متفرقة
8357 - (د) عتبة بن عبد السلمي - رضي الله عنه -: قال: «استكسيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكساني خيشتين، فلقد رأيتني وأنا أكسى أصحابي» أخرجه أبو داود.

8358 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنه رأى رفقة من أهل اليمن رحالهم من الآدم، فقال: من أحبّ أن ينظر إلى أشبه رفقة كانوا بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فليظر إلى هؤلاء». أخرجه أبو داود.
8359 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّه قال: «نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام» أخرجه الموطأ.
وأخرجه مسلم في جملة حديث طويل، وهو مذكور في موضعه إلا أنّ الموطأ وقفه على أبي هريرة ومسلما ورفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

[شرح الغريب]
كاسيات عاريات، الكاسية العارية: هي التي تلبس الرقيق من الثياب الذي يشف، يقال: كسا يكسو: إذا صار ذا كسوة، فهو كاس، وقيل يكسين بعض أجسامهن ويلقين خمرهن من ورائهن، فتظهر صدورهن.
مائلات مميلات، المائلات: الزائغات عن طاعة الله تعالى وعما يلزمهن من حفظ الفروج، والمميلات: اللاتي يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن. وقيل: مائلات: متبخترات في مشيهن مميلات: يملن أعطافهن، وقيل: المائلات اللاتي يمتشطن المشطة الميلاء، وهي مشطة البغايا، والمميلات: اللاتي يمشطن غيرهن تلك المشطة.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللباس, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir