دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 رجب 1436هـ/26-04-2015م, 05:16 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي تنبيهات في فهرسة المسائل العلمية


تنبيهات في فهرسة مسائل علوم القرآن




بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فإن مفهوم فهرسة المسائل العلمية في أي موضوع يراد به حصر المسائل التي تضمنها الموضوع وترتيبها، وذكر خلاصة ما قيل فيها بطريقة علمية مختصرة.
فليركز الطالب على هذا التعريف المختصر وما يلزمه من خطوات حتى يتفادى الشتات في موضوع الفهرسة، ولا داعي أن يجعل التفريق بينها وبين باقي أنواع التلخيص عائقا لفهمها، فالفهرسة نوع من أنواع التلخيص، ونسأل الله أن ييسر لكم موضوعا مفصّلا في التفريق لأن الأمر يحتاج لشرح.
اتفقنا على:
1: حصر للمسائل التي تضمنها الموضوع
2: ترتيبها
3: ذكر خلاصة ما قيل فيها باختصار.


وأمر استخلاص المسائل تدربنا عليه من قبل كثيرا سواء في التفسير أو في مواد أصول التفسير وعلوم القرآن، وكذلك خطوة الترتيب، وأيضا خطوة تلخيص أقوال أهل العلم في كل مسألة، مع وجود فروق تختلف باختلاف العلم المدروس.
والطلاب جميعا يشتركون في أداء هذه المهارات مع وجود تفاوت بينهم.
والتفاوت بين الطلاب يظهر بسبب تفاوتهم في إحسان القيام بالخطوات الثلاث السابقة، وتفصيل ذلك كالتالي:

أولا: التفطّن لوجود المسألة العلمية.
الآن لدينا مجموعة من النقول في أحد مواضيع علوم القرآن، قد يقرأ أحد الطلاب الموضوع ويقوم باستخراج ثلاث مسائل، وطالب آخر يستخرج خمسة مسائل، وآخر يستخلص عشرة، وهكذا ..
والسبب في ذلك أن بعض الطلاب يمر سريعا على فقرات الموضوع، فلا يستخرج من المسائل إلا ما كان واضحا جليا، والبعض الآخر يقف بتمهل مع العبارات ويحاول أن يفهم ما وراءها من المسائل.
فالمطلوب إذا أن يدقّق الطالب في العبارة التي يقرؤها ويحاول أن يستكشف المسألة التي وردت لأجلها هذه العبارة.
مثال:
اقتباس:
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت:794هـ): (فصل: فيما نزل مكررا
وقد ينزل الشيء مرتين تعظيما لشأنه، وتذكيرا به عند حدوث سببه خوف نسيانه، وهذا كما قيل في الفاتحة نزلت مرتين، مرة بمكة، وأخرى بالمدينة). [البرهان في علوم القرآن:1/27]
كم مسألة وردت في عبارة الزركشيّ رحمه الله؟
تأملوا كلامه جيدا..

توجد ثلاث مسائل أو نسميها ثلاثة عناصر كما سيتضح لنا فيما بعد، في ثلاث مواضع هي:
1: وقد ينزل الشيء مرتين
2: تعظيما لشأنه، وتذكيرا به عند حدوث سببه خوف نسيانه،
3: وهذا كما قيل في الفاتحة نزلت مرتين، مرة بمكة، وأخرى بالمدينة.

انتبهوا أني ذكرت مواضع المسائل ولم أذكر أسماءها بعد، بل أتركها لكم لتتأملوها.
المهم أن يكون قد اتضح لكم أن تدقيق النظر في عبارة المؤلف يستجلي المسائل الكامنة في هذه العبارات.
أما ما يتعلق بتسمية المسألة، فنتكلم عنه إن شاء الله في المعيار الثاني في إحسان خطوات الفهرسة:

ثانيا: إحسان تسمية المسائل والعناصر الواردة في الموضوع
وهذا مهم جدا، لأن الطالب قد يتفطن لوجود المسألة لكن لا يحسن التعبير عنها، بل قد يعبر عنها بتعبير بعيد عن محتواها، أو يأتي بعنوان طويل وألفاظه غير متناسبة.
وعلى كل فهذا مما يأتي بالمران، لكن الهدف أن يعطيه الطالب أهمية ولا يسرع في هذه الخطوة.
ولو جئنا نعبر عن المسائل الثلاث الماضية فالأمر فيه سعة شرط أن يأتي معبرا عن مضمون المسألة جيدا:
- هل في القرآن ما تكرر نزوله؟
- الحكمة من تكرر النزول
- ما قيل فيه بتكرر النزول


ثالثا: إحسان ترتيب المسائل
وهذا يتفاوت فيه الطلاب كثيرا، وهي خطوة مهمة من خطوات التميز في أداء الفهرسة.
فمن الطلاب من يلتزم ترتيب المسائل الواردة في الموضوع وكما عرفتم من قبل أن هذه نقولات مجموعة من كتب متفرقة وليست كتابا التزم فيه صا
حبه ترتيب مسائله، فإذا لم يعتن الطالب بإعادة ترتيبها قد تبدو متباعدة جدا عن بعضها لا يعرف سبب مجيء هذه المسألة بعد هذه ولا العلاقة بين هذه المسألة والتي تليها وهكذا، فيجب أن ينظر الطالب للمسائل بموضوعية، كيف يرتبها ترتيبا مناسبا بحيث يضمن فهما جيدا للمحتوى الذي يربط هذه المسائل.
فنقدم المسائل المهمة في الموضوع في الغالب،
إن كانت هناك أدلة واردة من القرآن والسنة وآثار السلف في الموضوع فهذه غالبا ما تقدّم،
إن كانت هناك تعريفات تجعل في أول الموضوع وتقدّم اللغوية على التعريفات الشرعية أو الاصطلاحية لأنها تسهّل فهمها، ولعلكم تلاحظون ذلك دائما في كتب أهل العلم.
والطريقة تختلف من موضوع لآخر والأمر فيه سعة، لكن العبرة بالوصول إلى ترتيب يضمن فهما جيدا وقويا لمحتوى الموضوع.
وأحسب إن شاء الله أن خطوة الترتيب واضحة، ويحضرني مثال بسيط في موضوع "النظر في المصاحف":
هل ترون هذا الترتيب صحيحا؟
- حكم القراءة من المصحف في الصلاة
- المفاضلة بين قراءة القرآن من المصحف وقراءته عن ظهر قلب
- مظاهر عناية السلف بالنظر في المصاحف
- الأدلة والآثار الواردة في فضل النظر في المصحف


وماذا لو جعلناه هكذا؟
- الأدلة والآثار الواردة في فضل النظر في المصحف
- مظاهر عناية السلف بالنظر في المصاحف
- المفاضلة بين قراءة القرآن من المصحف وقراءته عن ظهر قلب
- حكم القراءة من المصحف في الصلاة

مهم جدا: ما يتعلق بالمسائل المتشابهة
ركزوا معي في هذه الخطوة جيدا، وهي ستسهل عليكم تصنيف المسائل والعناصر كثيرا بإذن الله.
قد نجد عددا من المسائل المرتبطة فيجب علينا جمعها تحت عنوان واحد، وهو ما نسميه بعنصرة الموضوع.
والعنصر عنوان فرعي يجمع تحته عددا من المسائل والأفكار المرتبطة به، فمثلا لو لدينا عنوان: حكم النظر في المصحف في الصلاة
فهذا الحكم تحته أقوال كثيرة ما بين قائل بالجواز وقائل بالمنع وقائل بالتقييد ونحو ذلك، فهذا نعتبره عنصرا، وما تحته من الأقوال هي مسائله.
وعنصرة الموضوع من شأنها تيسير طريقة عرضه واختزاله في عدد من الأفكار القليلة، مما ييسّر استيعابه ويضمن عدم حصول الشتات في فهمه.
- وبعض الموضوعات لا تحتوي إلا على مسائل قليلة فتكون المسألة بمثابة العنصر لا يمكن اختزالها في أقل من ذلك، وهناك من المواضيع ما يحتاج حتما إلى ذلك جمعا لشتات المسائل المتفرقة فيه.
ولنأخذ مثالا من موضوع: صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلّم.

هذه هي المسائل التي اشتمل عليها الموضوع وهي مرتبة كما ترون:

- حسن صوته صلى الله عليه وسلم بالقرآن
- مدّه صلى الله عليه وسلم صوته بالقراءة مدّا
- تقطيعه القراءة آية آية
- كانت قراءته صلى الله عليه وسلم مفسرة حرفا حرفا
- كان يرتل السورة أحيانا حتى تكون أطول من أطول منها
- أقوال العلماء في استحباب الترتيل
- الأحاديث الواردة في ترجيعه صلى الله عليه وسلم بالقراءة
- أقوال العلماء في المراد بالترجيع

- كان يسرّ بتلاوته ويجهر ويرفع طوراً ويخفض طوراً
- الخشوع في القراءة
-كان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في التهجد وإذا مر بآية رحمة سأل وإذا مرّ بآية عذاب تعوّذ

- ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كرر آية واحدة حتى أصبح
- قراءته صلى الله عليه وسلم بالنظائر
- أقوال العلماء في الحث على تدبر القرآن أثناء تلاوته
- كان صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث
- كان إذا ختم يشرع في ختمة أخرى
- ما ورد في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحجزه شيء عن القرآن سوى الجنابة

- إطالته القراءة في الليل
- قراءته صلى الله عليه وسلم وهو راكب
- قراءته وهو جالس في الصلاة

سنضع الآن كل مجموعة مسائل متشابهة تحت عنصر رئيس كالتالي:

صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

1- ترتيله صلى الله عليه وسلم للقرآن
- حسن صوته صلى الله عليه وسلم بالقرآن

- مدّه صلى الله عليه وسلم صوته بالقراءة مدّا
- تقطيعه القراءة آية آية
- كانت قراءته صلى الله عليه وسلم مفسرة حرفا حرفا
- كان يرتل السورة أحيانا حتى تكون أطول من أطول منها
- أقوال العلماء في استحباب الترتيل

2- ترجيعه صلى الله عليه وسلم بالقراءة
- الأحاديث الواردة في ترجيعه صلى الله عليه وسلم بالقراءة
- أقوال العلماء في المراد بالترجيع

3- كان يسرّ بتلاوته ويجهر ويرفع طوراً ويخفض طوراً
4- خشوعه في القراءة
5- تدبره لآيات القرآن
-كان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في التهجد وإذا مر بآية رحمة سأل وإذا مرّ بآية عذاب تعوّذ

- ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كرر آية واحدة حتى أصبح
- قراءته صلى الله عليه وسلم بالنظائر
- أقوال العلماء في الحث على تدبر القرآن أثناء تلاوته
6- ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في ختم القرآن
- كان صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث
- كان إذا ختم يشرع في ختمة أخرى
7- مداومته على قراءة القرآن
- ما ورد في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحجزه شيء عن القرآن سوى الجنابة

8- إطالته القراءة في الليل
9- قراءته على أحوال مختلفة

- قراءته صلى الله عليه وسلم وهو راكب
- قراءته وهو جالس في الصلاة

وهكذا فإن الناظر إلى هذ القائمة يمكنه بيسر استحضار تسع صفات رئيسة لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم.



رابعا: إحسان التحرير العلمي لأقوال أهل العلم في كل مسألة
هذه الخطوة هي أعلى خطوات الفهرسة، وبها يظهر الطالب المتميز، ففيها توضع خلاصة أقوال أهل العلم في المسائل التي تتبعها الطالب واستخصلها، فإن أحسن هذه الخطوة استفاد وأفاد، وإن قصّر فيها حصل قصور في استفادته من هذا العلم الذي درسه كل بحسبه.
والطلاب يتفاوتون في تحريرهم لأقوال أهل العلم، لكن ينبغي أن يكون بينهم قاسم مشترك من الإجادة لا يخلّون به، وقد وضعت لكم معايير التحرير العلمي الجيد في شرح طريقة الفهرسة، وهنا نعيد التنبيه على أمور:
- احذروا النسخ الحرفي وعبروا بأسلوبكم عن خلاصة القول في المسألة ما استطعتم.
- توضع كل فكرة متعلقة بالمسألة في سطر مستقل مع استيفاء الكلام لجميع ما يتعلق بالمسألة.
- يتجنب التكرار.
- يجب تدعيم الأقوال بالأدلة مع الاقتصار على موضع الشاهد فقط على المسألة من الحديث أو الأثر اختصارا.
- يكتفى بذكر الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابي أو التابعي، مع ذكر من أخرج الحديث أو الأثر من أئمة الحديث.
- تسند الأقوال إلى أصحابها وتذكر مصادرها أي في أي الكتب وردت.
- تحذف الاستطرادات وما لا تعلق له مباشرة بالمسائل
- يراعى التنسيق والعرض الجيد للنص

ولنأخذ مثالا على قولنا: (وضع خلاصة مختصرة لأقوال أهل العلم في المسألة) فدقّقوا النظر واسشعروا فائدة الفهرسة.
مسألة: (تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة).
هذا الموضوع يبدو طويلا للناظر فيه، لكن بتأمله يظهر أنه يدور حول أربعة عناصر فقط:

قول أهل السنة والجماعة في القرآن
الأدلّة على أنّ القرآن كلام الله.
مسألة الكلام من أكبر المسائل التي حصل فيها النزاع بين الفرق
سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن غير مخلوق

وخلاصة أقوال أهل العلم في أول مسألة قد لخصها الشيخ حفظه الله كالتالي:

قول أهل السنة والجماعة في القرآن
- أن القرآن كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيره.
- منه بدأ وإليه يعود، ومعنى قولهم: ( منه بدأ ) أي نزل من الله، ومعنى قولهم: (وإليه يعود) إشارة إلى رفعه في آخر الزمان؛ كما صحّ في الحديث.
- وأنّ حروفه ومعانيه من الله تعالى.
- وأنه ليس بمخلوق.
- وأن من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر.
- وأنّ جبريل سمعه من الله تعالى، والنبي صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وأنّ هذا الذي بين الدفتين هو القرآن محفوظ في السطور وفي الصدور.
- وكل حرف منه قد تكلّم الله به حقيقة.
- وأنه بلسان عربي مبين.
- من ادّعى وجود قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى.
- من أجمع التعريفات تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية إذ قال: (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.).


يقول شيخنا حفظه الله:
(التحرير العلمي يتفاوت فيه العلماء، فضلا عن طلاب العلم، فلا ينبغي للطالب أن يحبط إذا وجد تحريرا أفضل من تحريره، بل ينبغي أن يفرح ويحاول أن يحاكيه، وأكثر ما يكون نجاح الناس عموما هو في محاكاة الناجحين، والاقتداء بطريقتهم، كما قال لبيد:
ولكل قوم سنة وإمامها)



أسأل الله لكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلكم هداة مهتدين.
تم، والحمد لله رب العالمين.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تنبيهات, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir