أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي (ت:23هـ)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
لقد أرسل الله نبيه بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا ، وقيض له صحبة يشدون من أسر هذا الدين ويعلمون الناس أمر دينهم ، وسعوا إلى نصرته صلى الله عليه وسلم ونصر دعوته ، ومن هؤلاء كان هناك عمر بن الخطاب ، ذلك الصحابي الجليل ويكنى بأبو حفص ، واسمه عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي ، كان رضي الله عنه من المخضرمين ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يعز الله الإسلام بأحد العمرين ، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ، فكان يقول : ((( اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين)) ، إلى أن هداه الله إلى الإسلام ، فكان قويا شديدا على الباطل ، ولقب بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل ، وكان سببا في قوة شوكة المسلمين ، فأصبح ثاني الخلفاء الراشدين بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة .
-كان رحمه الله عالما فقيها مسددا ملهما .
فقد قال عبد الملك بن عمير: حدثني قبيصة بن جابر، قال: «ما رأيت رجلا أعلم بالله، ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أفقه في دين الله من عمر» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة في مصنفه.
و قد وافق رحمه الله التنزيل في مواقف عدة ومنها في آية الحجاب ، والدعاء لأحد من المنافقين ، وبشأن الأسرى وغير ذلك .
-كان رحمه الله عالما في التفسير وأوتي حسن فهم القرآن و بمقاصده ، وحتى أنه أشار إلى أبو بكر رضي الله عنه بجمع المصحف ، وكان حذرا أيضا في تفسير القرآن بغير علم ، وكان شديدا على من يسأل سؤال تنطع وتكلف .
وروى الإمام أحمد وغيره من طريق إبراهيم النخعي عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه؛ فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل.
فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود. فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها).
ومن أقواله في التفسير :
عن شعبة بن الحجاج عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب أن عمر أتاه ثلاثة نفر من أهل نجران؛ فسألوه وعنده أصحابه، فقالوا: أرأيت قوله: {وجنة عرضها السموات والأرض} فأين النار؟ فأحجم الناس، فقال عمر: «أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار؟ وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟» فقالوا: نزعت مثلها من التوراة). رواه ابن جرير
وتلقى منه كثير من الصحابه هذا العلم ومنهم : علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وابن عباس وغيرهم
وأما من التابعين الذين سمعوا منه وأدركوه ومنهم : قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي،..وغيرهم .
وأما من التابعين الذين في سماعهم خلاف : سعيد بن المسيب، وعبيدة بن عمرو السلماني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
وأما التابعين الذين لهم رواية منقطعة : يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعامر الشعبي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزيد بن أسلم وغيرهم .
شارك رحمه الله في غزوات عدة مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، ومن هذه الغزوات التي شارك فيها : غزوة بدر و بني قينقاع والأبواء وغزوة العشيرة وغيرها .
وكانت له فتوحات كبيرة في البلدان الإسلامية وفضل كبير على هذه الأمة .
توفي رحمه الله سنة 23 هجرية ، فقد قتل غدرا على يد المجوسي ، فطعنه وهو في صلاته حتى مات رحمه الله ، وحزن الناس على موته حزنا شديدا ، وفقد الأمة علما من أعلامه .