دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 رجب 1442هـ/17-02-2021م, 12:49 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية ، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 رجب 1442هـ/17-02-2021م, 12:33 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
اختلف العلماء في الحكمة من الإتيان بضمير الجمع على ثلاثة أقوال:
الأول: تنزيلاً لكل عضو من الأعضاء منزلة المسترشد الطالب لهداه، وفي هذا تنبيه على افتقار كل عضو إلى هداية خاصة به.
ذكر هذا القول ابن القيم في بدائع الفوائد عمّن لم يسمّه فاستضعفه هو وشيخه ابن تيمية بدليل أن "الإنسان اسم للجملة لا لكل جزء من أجزائه وعضو من أعضائه..."
الثاني: لتعميم الدعاء كل المسلمين. قال ابن كثير: "ثمّ يسأل حاجته وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله: {اهدنا} لأنّه أنجح للحاجة، وأنجع للإجابة".
وهذا القول صحيح في نفسه، غير أنه لا يستقلّ بالجواب.
الثالث: لأنه أبلغ في التعظيم والتمجيد، لما فيه من بيان افتقار عامة الناس إلى الهداية من ربهم تعالى، بما كان موافقا لقوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}؛ ويطابق أيضا مقام العبودية المدلول عليها في قوله: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}. وعامة أدعية القرآن على هذا النمط.
فهو سبحانه عمت ربوبيته الخلق كله، فكل عبد لله تعالى طوعا أو كرها، فكل يحتاج إلى الهداية عامة كانت أو خاصة.

س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
التعريف في "الصراط" للعهد الذهني الجامع بين إفادة الحصر والتشريف والتفضيل والكمال.

س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
تختلف أقوال السلف -رحمهم الله تعالى- في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم:
الأول: "طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، الّذين أطاعوك وعبدوك". قاله ابن عباس كما روى عنه ابن جرير وابن أبي حاتم.
الثاني: النبيون، وهذا قول الربيع بن أنس البكري.
الثالث: المؤمنون، وهذا قول مجاهد، وروي أيضا عن ابن عباس من طريق ابن جريج، وإنما أخذ عن أصحاب مجاهد.
الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، رواه ابن جرير عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
الخامس: المسلمون، قاله وكيع بن الجراح.
وهذه الأقوال من باب التفسير بالمثال، فتختلف بحسب اختلاف سؤال السائلين، ومقتضى الخطاب، والحاجة إلى البيان.
وقد بين الله تعالى المنعم عليهم بقوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ بما علم أن الأقوال المروية عن السلف لا تخرج من الطبقات المذكورة في هذه الآية.

س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
الهداية على مرتبتين:
الأولى: هداية علمية، وتسمى هداية الإرشاد، فتثمر العلم بالحق، والبصيرة في الدين. ومنها قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.
الثانية: هداية عملية، وتسمى هداية التوفيق، فتثمر العمل بالحق. ومنها قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء}.
وتحقيق الهداية يكون بالجمع بين المرتبتين حيث تكون الأولى سببا لحصول الثانية.

وبحسب ما يحصل من هاتين المرتبتين تختلف درجات المهتدين، فهم على ثلاث درجات:
الأولى: من حصل على أصل الهداية، بما يدخل في الإسلام، ولم يرتقي إلى الدرجتين الأخرين بسبب المعاصي، فوعد بالجنة من جهة واستحقاق العذاب من جهة أخرى.
الثانية: المتقون بالهداية لفعل الواجبات وترك المحرمات، بما كانوا مفلحين بالنجاة من العذاب والفوز بدخول الجنة.
الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، فهم يعبدون ربهم تعالى كأنهم يرونه.
وهذه الدرجات ذكرها الله تعالى في قوله: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}.
وتختلف أحوال السائلين عند سؤالهم الهداية بحسب معرفتهم وما يقوم بقلوبهم من الأعمال من الخشية والتوكل والإنابة وغيرها. وتبين بهذا أن أهل الإحسان هم أكمل الناس هداية وبصيرة، بخلاف المقصرين في سؤالهم الهداية بحسب مقصدهم وعزيمتهم وصدق إرادتهم.

س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
الأول: لكون كل صفة علامة تعرف بها كل من الطائفتين.
الثاني: اختصاص اليهود بالعناد المسبب للغضب، واختصاص النصارى بالجهل المفضي إلى الضلال.
الثالث: لأن اليهود أشد كفرا من النصارى لما وقع منهم من قتل الأنبياء والتعنت ما أوجبت غضبا حاصا، بخلاف النصارى.
الرابع: تنبيها على سببي سلب نعمة الهداية، فيدل على وجوب طلب العلم والعمل به.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
استفدت من المنهجية في دراسة مسائل التفسير فوائد كثيرة، منها:
• يحسن ذكر المعنى الإجمالية للآية المفسرة، والمقصد منها، ومناسبتها لما قبلها.
• لا بد من طرد أسئلة كثيرة، لإتقان استخراج المسائل من الآيات.
• ذكر المسائل المستخرجة حسب ترتيبها في الآية.
• لا بد من الاعتناع بأقوال السلف.
• أهمية معرفة أصول التفسير، ولا سيما أنواع الاختلاف وكيفية الجمع بين الأقوال.
• ذكر معنى الكلمة في اللغة لظهور الربط بينه وما جاء في تفسيرها.
• يحسن تلخيص مسألة بعد تفصيلها، وهذا أسهل للحفظ والفهم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 رجب 1442هـ/18-02-2021م, 09:34 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

يقرأ المسلم سورة الفاتحة في يومه وليلته سبعة عشر مرة على الأقل، فبتكرار تلاوة الآية "اهدنا الصراط المستقيم" فإنه يسأل ربه:
- هداية البيان والإرشاد والدلالة: أي أن يرشده الله ويوفقه للهداية العلمية التي بها يبصر المرء الباطل ويتبين حقيقته وعلاماته، فيميز بها الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والطيب من الخبيث، وما يقرب إلى الله ويباعد.
- هداية التوفيق والإلهام، أي أن يوفقه الله للهداية العملية التي بها يتبع هدى الله، فيمتثل أوامر الله ويجتنب نواهيه، ويصدق خبره، فيحبب الله له الإيمان والعمل الصالح ويزينه في قلبه، ويعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، فيكون مهتديا حقا.
فيتبع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ويقتدي بالذين من بعده من الخلفاء الراشدين المهديين الذين اتبعوا الدين الحق وهو الإسلام والذي قائده القرآن الذي هو حبل الله المتين، وصراطه المستقيم الموصل إلى جنة الله ورضوانه، والمنجي من سخط الله وعقوبته.

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
وقد اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب: فمنهم من قرأها بالسين، ومنهم من قرأها بالزاي الخالصة، ومنهم من يشم الزاي بالصاد. وكلها متفقة في المعنى، وقد رسمت في المصحف صادا على خلاف الأصل -الذي هو السين- لتحتمل الوجوه كلها.
قال ابن القيم: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقا مستقيما سهلا مسلوكا واسعا موصلا إلى المقصود، فلا تسمي العرب الطريق المعوج صراطا ولا الصعب المشق ولا المسدود غير الموصول).

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
كل حذف في القرآن فله حكمة وهذا يدل على حسن بيان القرآن وبيان إحكامه، ومن ذلك حذف متعلق الإنعام في هذه الآية، حيث يدل على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية، فالعبد يحتاج إلى الكثير من الهدايات في كل شأن من شؤونه.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
قال تعالى: "اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم" فقد تكرر لفظ الصراط، فقد ذكر أولا معرفا ب (ال) ثم ذكره معرفا بالإضافة، وإن لكل موضع حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره.
- الموضع الأول: جاءت معرفة ب (ال) فيها هي للعهد الذهني، أي أن الأهم للسائل كان ان يهدى إلى الصراط المستقيم وهو الطريق الواضح السهل الصحيح الوحيد المفضي إلى العاقبة الحسنة.
- الموضع الثاني: جاءت معرفة بالإضافة، أي إلى الذين يستأنس باتباعهم واقتفاء آثارهم، وليفيد بأنه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.
وهذا فيه توكيد وتقوية وقدرا زائدا بأنها ليست مجرد طريق موصل وسهل ومستقيم، بل هو طريق مسلوك قد سلكه الناجون من قبلك، فإن النفوس مجبولة على التأسي والمتابعة، فإذا ما ذكر لها من تتأسى به في سلوكها أنِست واقتحمتها.
وقد ذكر ابن عاشور حكمة أخرى لتكرار ذكر الصراط ألا وهي: أن هذا فيه تفصيل بعد إجمال، ليتمكن الأول من النفوس، ثم يعقب بالتفصيل المبين لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنهم ضالون، فقد روى عدي بن حاتم الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال). رواه أحمد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان والطبراني. وقد صححه جماعة من أهل العلم، واستشهد لصحة معناه من القرآن جماعة من أهل العلم، فقد قال ابن تيمية رحمه الله:
(وقد دل كتاب الله على معنى هذا الحديث، قال الله سبحانه: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام. وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ} وهم المنافقون الذين تولوا اليهود باتفاق أهل التفسير، وسياق الآية يدل عليه. وقال تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} وذكر في آل عمران قوله تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} وهذا بيان أن اليهود مغضوب عليهم. وقال في النصارى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}. وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، ولهذا نهاهم عن الغلو، وهو مجاوزة الحد، كما نهاهم عنه في قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} الآية. واليهود مقصرون عن الحق، والنصارى غالون فيه)ا.ه.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
يعد علم التفسير من أجل العلوم وأنفعها للعبد على الإطلاق، كيف لا؟ وهو علم يعتني بكلام الله بيانا وتفصيلا وتأصيلا، فلما كان القرآن العزيز أشرف العلوم، كان الفهم لمعانيه أوفى المفهوم، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، كما قال ابن الجوزي في زاد المسير. وإن من أكثر ما يفيد طالب العلم في دراسته لمسائل التفسير أن يعتني بجمع جميع الأقوال في المسألة من كتب التفسير الموثوق بها وما يتصل بها من شروح الحديث، وتفاسير اللغويين، والخلاف الذي في المسألة، ونسبة كل قول إلى صاحبه، وتصنيف الصحيح منها من الضعيف، مع ذكر الأدلة لكل نوع، ثم يقوم بالترجيح بين تلك الأقوال. ولا يهمل التنبيه على الآثار الضعيفة وتحديد سبب الضعف أهو من جهة الإسناد أم المتن؟ لئلا يغتر به الآخرون وينشرونه ظنا منهم أنه صحيح، فيقع بما وقع به من سبق في نشرهم للمرويات الضعيفة التماسا منهم للثواب لما ظنوه من صحتها وحسنها، فلا يتسرع لئلا يخطئ في نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم دون تثبت ولا سؤال، فيتبين سبب الضعف ومرتبته. كما أنه عليه أن يتثبت بنفسه من صحة ما روي على لسان القائل لذلك القول، لا أن يعتمد على ما قد قيل وانتشر وذاع. فإن وجد قولا مستخرجا استخراجا ظاهرا على صاحبه وهو الذي لم ينص عليه، فينسبه له مع التنبيه على أنه قولا مستخرجا، وإن كان الاستخراج غير ظاهر لخفاء وجه الدلالة، أو لعدم ظهور وجه اللزوم، أو لوجود نص آخر له يعارض هذا اللزوم، فلا يصح نسبة هذا القول للعالم. ولا يفوت الطالب أن يقوم بتلخيص ما ترجح بعد معرفته ما صح مما لم يصح، وأن يتجاوز الحديث عن كثير من التفصيل في صحة نسبة الأقوال وعللها. ولا مانع من الأخذ بأقوال علماء اللغة المتقدمين في التفسير من كتبهم المصنفة في غير التفسير ومعاني القرآن، على ألا يكتفي بما ينقل عن أقوال السلف في التفاسير المتأخرة، بل عليه أن يرجع إلى المصادر الأصلية فيأخذ عباراتهم بنصها، ويميز ما يصح مما لا يصح، فتندفع عنه بذلك إشكالات كثيرة سببها النقل المخل، وحذف الأسانيد، والتوسع في استخراج الروايات، فكلما كانت الاستعانة بكتب كثيرة لأهل العلم، كانت الأقوال في المسألة أكثر شمولا وأعم فائدة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 رجب 1442هـ/18-02-2021م, 03:20 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.

للناس أحوال في دعاء الله ومقامات، ويتفاضلون فيها من وجوه :
1- الذين يسألون الله بقلب حاضرمدرك واع ، فليس دعاؤهم كدعاء الغافل اللاهي.
2- المحسنون في دعاءهم بالتضرع والخوف والطمع ، فليسوا كمن هم دونهم.
3- مقاصد الداعين ، فالله يعلم قصد كل سائل من سؤاله،إنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى،والأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المخلصين.


س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم؟
قد بينه تعالى بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ،وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى الله والدار الاخرة ، وينجي من سخطه وعقوبته.
وسُمّاه الله صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فإنّ دين الله تعالى يسر فلم يجعل عليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولا اختلاف
وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون،قال الله تعالى: {واهدنا إلى سواء الصراط} أي أعدله وأوسطه،والله تعالى اعلم.

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
لان بينهم تفاضلاً عظيماً فيما اختصّ الله به بعضهم دون بعض من الفضائل، حتى الرّسل كما دلّ على ذلك قول الله تعالى: {تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض}، فإذا كان هذا التفاضل جارياً في أفضل الدرجات وهي درجة النبوّة؛ فهو كذلك في سائر الدرجات، فالصدّيقون يتفاضلون، والشهداء يتفاضلون، والصالحون كذلك يتفاضلون تفاضلاً عظيماً في وصف الصلاح؛ فمنهم من يكون له أصل الصلاح، وهو ما يصحّ به إسلامه؛ فيكون موعوداً بالجنّة، ومنهم من يكون من المحسنين في صلاحهم؛ فيكون من أهل الدرجات العلى.


س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
تنوعت الاجوبة على هذا والتعليلات منها:
1- مراعاة فواصل الآيات، ولكن هذا الجواب ليس التعليل المستقل بنفسه وان كان صحيحا ، فلابد من حكمة اخرى ، وهي من الوجوه التي ذكرها ابن عاشور.
2- التقدم الزمني لليهود على النصارى، من الوجوه التي ذكرها ابن القيم .
3- لقرب اليهود المكاني من النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وهذا من الوجوه التي ذكرها ابن القيم ، ولكن يرد عليه اشكال بان السورة مكية ، وقد يرد عليه بان المراد ان منازل اليهود في يثرب اقرب من منازل النصارى ، وفيه بعد.
4-لأن اليهود اشد كفرا واغلظ،فبدأ بهم ، وهذا الوجه ذكره ابن القيم وابن عثيمين.
5- إفادة الترتيب بالتدرج بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل، وهذا حاصل جواب ابن عاشور.
6-للمقابلة في ذكرالغضب مقابل النعم، فقدم المغضوب عليهم احسن من تقديم الضالين،وهو خلاصة قول ابو حيان ، واستحسنه ابن القيم.
7-لتقرير أولولية المعصية، لان اول ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم،وهو عصيان ابليس ربه حينما امره بالسجود، فهو ذنب عن علم ومعرفة، فناسب تقديم المغضوب عليهم، وهذا الوجه زاده د.فاضل السامرائي على الوجوه المتقدمة.
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

ذكر فيه العلماء وجوها وعللاً،وأظهرها ان الابهام لافادة تعظيم غضب الله عليهم،فمن غضب الله عليه غضب له جنود السموات والارض، وقد ورد في الحديث الصحيح مايفيد عموم الغاضبين وكثرتهم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
وحديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
وقد عبر الله تعالى بالاسم دون الفعل لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، فاضاف معنى لا يفيده قول: (غضبت عليهم) فقد يدلّ انه وقع الغضب عليهم مرة واحدة.
ومن الوجوه أيضا:
1-أن القرآن جرت طريقته المعهودة ان افعال الاحسان والرحمة تنسب وتضاف لله تعالى، وأن افعال العدل والجزاء يحذف ذكر الفاعل أو يسند الى من كان سببا فيه، تأدبا مع الله وصونا للنفوس الا يقع فيها مالايصح نسبته الى الله من المعاني ،ومن امثله هذه الطريقة قوله تعالى :{وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}،وقول إبراهيم عليه السلام: {الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين}، فهنا حذف ذكر الفاعل {المغضوب عليهم} لئلا يفهم من ذلك نوع عذر لهم، مع أنّ ضلالهم بقضاء الله وقدره.
2- المبالغة في تكبيتهم وترك الالتفات لهم، بعكس فقد ذكر إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} وهو يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم، وهذان الوجهان ذكرهما ابن القيم.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

1-أن العلوم الاخرى المساعدة في علم التفسير تخدم المفسر، وتتجعله يبرهن إلى ماذهب إليه، من نكات أو تعليل أو توجيه للمسألة في الآية، فالالمام بالعلوم العربية والشرعية الأخرى ضرورة للمفسر .
2- أن المسألة قد تحتمل وجوها متعددة في التماس الوجه البلاغي في التقديم أو التأخير، أو التعبير بلفظ في موضع دون موضع ، وهذه فيها تظهر فتوحات الله تعالى على العلماء فيها،وماأوتوا من بسطة في العلم .
3- تصنيف الآية موضوعيا ببيان المقصد ، ثم تناولها لفظا بعد لفظا والتماس الحكمة وبيان المعاني اللغوية ،وعبارات السلف ، كلها من منهجية المفسر .
4- قد تدخل المذاهب الفقهية في حديث المفسر وتناوله للآيات ، كما ورد في حكم التأمين ، وحكم من نسيه، وحكم من جهر به ، ونحوها ، فتتدخل العلوم لخدمة المسائل، فكلمة :(آمين)لوحدها تفرع عنها عشرون مسألة ، والله اعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 رجب 1442هـ/18-02-2021م, 08:39 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
لمجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
الفعل اهدنا في القرآن قد يتعدى بحرف إلى وحرف اللام وقد يتعدى لنفسه ولكل من هذه الحالات معنى دقيق تؤديه:
فإن تعدى الفعل بإلى فهو يتضمن معنى الدعوة والإرشاد إلى الصراط والمستقيم كما في قوله تعالى (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)
وإن تعدى باللام فإنه يعني حصول الهداية للعبد وتحققها (قل الله يهدي للحق)
أما إن جاء الفعل متعديا بنفسه فإنه يجمع هذه المعاني كلها فتجريد الفعل من الحرف والاكتفاء بالفعل نفسه أعطى معنى طلب الهداية وسؤالها العبد ربه وأيضا تحققها واستجابة الله للدعاء وهذا كما قال ابن القيم: هو طالب من الله أن يعرفه إياه ويبينه له فيجعل في قلبه علمه وغرادته والقدرة عليه.
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
فيه ثلاثة أقوال:
إما أنه وصف كاشف للتاكيد على استقامته كما يؤكد الاستقامة بنفي العوج ومن هذا قوله تعالى (حنفاء لله غير مشركين به)
أو أنه يفيد أن هذا الصراط كله صواب لا خطأ فيه
وقيل أنه معنى زائد لان التعريف في الصراط للعهد الذهني وهو منصرف إلى صراط معروف باستقامته
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
لما كان معنى الإنعام في القرآن قد ياتي على معنيين عام وخاص
فأما المعنى العام فهو إنعام فتنة وابتلاء وتكون للمؤمنين والكافرين.
والمعنى الخاص هو إنعام منة واجتباء وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله من الأقوال والأفعال
فيكون معنى الإنعام في هذه الآية هو الإنعام الخاص على العبد بالهداية الخاصة إلى الصراط المستقيم والتوفيق والاجتباء وصرف المعوقات عنه وقطع وساوس الشيطان فالله يهدي العبد ويعرفه بما يثبته على هذالصراط ويثبطه عن كل ما يبعده عنه أو يعيقه عن السير عليه ويعينه على الثبات عليه غلى ان يلقى ربه وهو راض عنه .
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
جاء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
وكذلك جاء عن السلف
وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعلَ مثلَ فعلِهم لقي مثل جزائهم.
أما السبب الذي ذكره المفسرون عن السلف:
- أنَّ سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ مع علمهم بالحق معرفة كبيرة كما يعرفون ابناءهم ولكن لعنادهم وكِبرهم وحسدهم للمؤمنين فقد كتموا الحق وحرفوا كلام الله فاستحقّوا غضب الله.
- وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، اتبعوا أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، وغلوا في أحبارهم ورهبانهم متخذين إياهم رباباً من دون الله؛ فأحلوا ما حرم الله وحرموا ما احل الله فأطاعوهم فضلّوا بذلك ضلالاً بعيد
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟.
اختلف أهل اللغة في هذه المسألة على أقوال:
القول الأول: هي زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، وردّه الفراء وابن جرير.
والقول الثاني: بمعنى "غير" ، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
وتشهد له قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {غير المغضوب عليهم . وغير الضالين} وهي قراءة صحيحة الإسناد عنه، لكن أجمع القراء على تركها لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك القراءة بما خالف المصحف الإمام.
والقول الثالث: لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين" وهذا القول ذكره ابن فارس في وقال به مكي بن أبي طالب والواحدي ..
قال ابن فارس فقد قيل فيه: إن «لا» إنما دخلت ها هنا مُزِيلةً لتوهُم متوهم أن الضّالين هم المغضوب عليهم، والعرب تنعت بالواو، يقولون: مررت بالظريف والعاقل فدخلت «لا» مُزِيلةً لهذا التوهم ومُعلمة أن الضّالين هم غير المغضوب عليه).
وكذلك قال الواحدي
والقول الرابع: هي مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، وهذا القول ذكره مكي بن أبي طالب وابن القيّم.
والقول الخامس: لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده، أي لئلا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء، وهذا القول ذكره ابن القيّم رحمه الله وجه
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- الاهتمام بالمعنى اللغوي للمفردة القرآنية وكيف تؤثر على المعنى العام للآية.
2- ذكر الأقوال المختلفة للمفسرين سواء اللغويين منهم أو المفسرين من السلف ومن ثم الترجيح بينها إن اختلفت ورد بعض الأقوال المخالفة وغير المقبولة.
3- ان بعض الكلمات لها معنى عام وخاص يحدده السياق والفئة التي ترتبط به كالإنعام والهداية.
4- أن حروف الجر لها دور كبير في تحديد معنى الفعل الذي يتعدى بها كما جاء في حالات تعدي الفعل يهدي بعلى أو غلى او تجريده من الحروف.
5- أن الآية قد يتغير معناها بتقديم ما يجب تاخيره أو تاخير ما وجب تقديمه كما في تقديم الضمير إياك على فعليه نعبد ونستعين بما يضيف هذا التقديم والتأخير من معان بيانية مقصودة مبينة حاصرة وموضحة.
6- معرفة المذاهب في العد وحالات البسملة عند كل مذهب. وأنه متى كانت القراءة صحيحة فإننا نقبل القول عن قراءها ولا نرده.
7- الاهتمام بالاقوال الماثورة ووجوب معرفة تخريجها لقبول الصحيح منها ورد الضعيف فلا يعتمد عليه إلا إن قوي من طرق اخرى.
8- أن ليست كل الأقوال الواردة عن المفسرين تكون دائما صحيحة بل قد تنسب إليهم خطا ووجب التاكد من صحة السند الراوي عنهم.
9- أن خروج العالم عن إجماع العلماء في مسألة يؤدي غلى رد قوله مهما كانت مرتبته كما ذكر عن رد قول مجاهد في مدنية الفاتحة.
10- أنه يمكن معرفة مواضيع السورة من اسمها أو لقبها

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 رجب 1442هـ/20-02-2021م, 02:15 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}

اختلف العلماء فيها على أقوال :
القول الأول : أنه يقولها كما لو أن كل جزء و عضو من جسمه و كل حواسه تطلب الهدى منفردة ، و هو قول حكاه بن القيم بدون اسناد و عرضه على بن تيمية فاستضعفه جداً، عقب الشيخ عبد العزيز أنه قول ضعيف و ذكره ليعلم .
القول الثاني : ليشمل في دعائه دعاء لغيره من المسلمين ؛ ذكر معناه بن كثير كما قال الشيخ عبد العزيز
و بين الشيخ أن العلة أن يكون الداعي طالبًا الأجر بالدعاء لإخوانه و و لاستحضاره دعاء الملك و لك بالمثل .
و عقب بأن القول صحيح في نفسه و لكن لا يستقل بالجواب
القول الثالث : المعنى مثل في قولنا ( إياك نعبد و إياك نستعين ) ، أن ذلك أبلغ في تعظيم الله و الثناء عليه ، و أبلغ في الذل و الافتقار إلى الله و في الإخلاص في الطلب لله ، و فيها تواضع العبد ، فهو يدعو الله مفتقراً إليه بين العباد ، واحد بين كثير ، كلهم مفتقرون إليك ، يعبدونك وحدك ، يسألون المعونة و الهداية منك وحدك ، و هذا القول قاله بن القيم و استحسنه الشيخ عبد العزيز و قال هو الصواب .
و عليه يكون القول الثالث هو الصحيح و و يستصحب أن تكون النية في الدعاء أنه دعاء للعبد و للمسلمين .

س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
ال التعريف هنا هي للعهد الذهني الذي يدل على الحصر؛ فهو صراط واحد لا غير ، بالإضافة إلى التشريف و التكريم و التفضيل .
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم ، هي من التفسير بالمثال ، فلا تعارض بينها ، و لا يقال أن الآية لا تحتمل المعنى ،فكل كانت إجابة بحسب سؤال صاحبها و مقتضى الحال ، فالذين أنعم الله عليهم تشمل ( الملائكة و النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، الذين عبدوا الله و أطاعوه ) كما روى كلاً من بن جرير و أبي حاتم عن بن عباس ، و ذكر الربيع بن أنس مثال واحد هم النبيون ، أما مجاهد فذكر عنه أنهم المؤمنون (في رواية منقطعة و ثبتت عن أصحاب مجاهد )، و ذكر وكيع أنهم المسلمون ، فكما هو واضح أنها من التفسير بالمثال .
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
مراتب الهداية
مرتبة هداية الدلالة و الإرشاد و هي المرتبة الأولى ، و هي هداية علمية معرفية و بها يحدث أمرين ؛ العلم بالحق و البصيرة .
مرتبة التوفيق و الإلهام و هي المرتبة الثانية و هي هداية عملية ، و إذا رزقها العبد كان له إرادة الحق و العمل بمقتضاه.
درجات المهتدين :
يقسم العباد على درجات بناء على قدر نصيبهم من الهداية و العمل بها ؛ قال تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)
1- الدرجة الأولى : هم ظالموا أنفسهم ، معهم أصل الإسلام و لكن ارتكبوا المعاصي و الكبائر و فرطوا ، هؤلاء قد نالوا نصيبهم من هداية الإرشاد فعلموا الحق و آمنوا ؛ عندهم اعتقاد في القلب ، و عملوا بمقتضى إيمانهم ، و اجتنبوا ما يناقضه من أقوال و أفعال ، بقدر ما معهم من الإيمان و العمل يكون نصيبهم من الهداية ، و هؤلاء ، يدخلون الجنة و لكن يعاقبون على ما ارتكبوه من معاصي و كبائر بقدر ما عملوا حتى يطهروا منها .
2- الدرجة الثانية : هم المقتصدون ؛ من المتقون ؛ هداهم الله لفعل الواجبات و البعد عن المحرمات ، و هؤلاء فازوا بالثواب الكبير و نجوا من العذاب .
3- السابقون بالخيرات : هم المحسنون في عبادتهم و طاعتهم ، و هؤلاء أكثر الناس هداية ، هدوا لخير عبادة ؛ يعبدون الله كأنهم يرونه ، فإن لم يكن يرونه فإنه يراهم ، و فازوا بالدرجات و المنازل العليا في الجنة .
أثر معرفة درجات المهتدين في استحضار معنى سؤال الهداية
استحضار هذه الدرجات مما يجعلنا ندعو الله سائلين أن نكون من المحسنين ، و أن يرزقنا أعلى درجات الهداية لنكون منهم ، فالمؤمن لا يرضى بأسافل الأمور ، بل يسأل الله معالي الأمور و أن نسعى للعمل بما عملوا ليكون لنستحق مثل هذا الفضل و النعمة .

س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
1- حاصل قول بن جرير ( أن كل فئة وصفت بما عرفت به و اشتهر عنها ، حتى صار العلامة المميزة له )
2- حاصل جواب بن عطية : ( أن اليهود أفعالهم اقتضت غضباً خاصاً لفجرهم _ قتل أنبياء ، أعتداء على الصالحين ، تعنت _ أم النصارى فضلالهم كان ابتداءً لم يقع منهم ما وقع من أفعال اليهود .
3- جواب بن القيم و تبعه عليه بن كثير ( اليهود أمة عناد فهم أخص بالغضب ، و النصارى أمة جهل فخصت بالضلالة .
4- إضافة لذلك قال الشيخ عبد العزيز ( التنبيه على سبب سلب الهداية ، ترك العمل بعد العلم سبب لغضب الله و سبب لسلب نعمة الهداية ، و الاعراض عن العلم سبب للضلالة و الابتداع في الدين كما فعل النصارى )

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1-ترتيب المسائل التي سيتم تناولها في أول التفسير .
2- تناول كل مسألة بالتفصيل ، و ترتيب ما يخصها حسب الأهمية .
3- ترتيب الأقوال بدء بالأحاجيث عن النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم الصحابة ثم التابعين ، ثم أقوال المفسرين .
4- اسناد كل ما يذكر من أقوال مع بيان صحتها و ضعفها و رأي العلماء فيها .
5- أهمية معرفة الأحاديث الضعيفة لطالب العلم و معرفة العلوم التي تعينه على بيانها.
6- أهمية التفسير اللغوي في بيان أقوال السلف و المفسرين .
7- التفسير البياني من التفاسير التي يجب أن يقف أمامها المفسر طويلاً ، فبه يتيبن الكثير من الدقائق التفسيرية .
8- تتبع دلالة حروف المعاني في الآيات يثري التفسير.
9- ذكر الأقوال الفقهية في المسائل التي تتعلق بأحكام فقهية .
10- بعد بيان الأقوال و تفنيدها ، يكتب تلخيص لما تم تناوله .
11- عند استخلاص قول من الأقوال ، لا ينسب إلى صاحبه ، لا بد من بيان أنه مستخلص و ليس قول صريح .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 رجب 1442هـ/21-02-2021م, 01:52 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

المجموعة الثالثة:

🔷س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟

🔹 المرء بإسلامه يدخل في شرف الإسلام والإهتداء به وهذا هو الحد الفاصل بين الإسلام والكفر ، وهو بإسلامه هذا وتحقيق الإيمان والثبات عليه في حاجة ماسّة ، متكررة ، تتجدد وتتعدد ، تبعاً للظروف والأحوال ،
🔹يحتاج المؤمن إلى هداية علم وهداية عملٍ بهذا العلم ، فما الهدى إلا علمٌ بالحق وعمل به ، فالعلم بالحق والعمل به هو النظر بعين البصيرة إلى الأمور والعون على الطاعة ، وهذا كله سبيل النجاة من الفتن ، التى ما ينفك المؤمن يتعرض لها في دنياه كلها ، وصدق سؤاله الله عز وجل ، ربه ومولاه الهداية والسداد ، يقيه من مغبة هذه الفتن ومزالقها
🔹يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ، يحتاج المؤمن إلى هداية تفصيلية بعد الهداية المجملة ، هداية علم وهداية عمل 🔹
🔹يظل السؤال بالثبات على الهداية ، السؤال الأهم للمؤمن فيعيش عمره كله مشفق من زلة القدم عن الصراط المستقيم ويصير هذا الدعاء المتكرر الضارع ، عون وأيُ عون على الثبات على هذا الصراط المستقيم
🔹أسأل الله الهداية في صلاتي كل يوم ، فالله أعلم بحاجتي لهداية تخصني وتلم شعتي ، وتعصمني من الفتن ،فلا هادي إلا الله .

🔷س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟

عرّف السلف الكرام الصراط المستقيم بعبارات اختلفت مسلكاً ولفظاً واتفقت دلالةً ومعنىً ، فكانت خمس أقوال :
🔹القول الأول : الإسلام ، ولعل هذا القول أشهر الأقوال ، لاشتمال الإسلام لفظاً مطلقاً على الدين كله ومراتبه
فكل مأمور به وكل منهيٌ عنه داخل تحت مسمى الإسلام ، وهو قول عبد الله بن عباس ، وجابر بن عبد الله ومحمد بن الحنيفية و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم و الضحاك ، وجمهور المفسرين
وله شاهدً من حديث النّواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
.((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد

وشاهدٌ من قول الصحابي عبد الله بن جابر رضي الله عنهما :
( الصراط المستقيم هو الإسلام ، وهو أوسع مما بين السماء والأرض ) رواه الحاكم

وشاهدٌ من تابعي ، قول أبو العالية :
( تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط يمينا وشمالا )


🔹القول الثاني : كتاب الله عزوجل ، صح هذا القول عن الصحابي عبد بن مسعود ، قال رضي الله عنه :
إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير

🔹القول الثالث : ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم ، يُروى عن ابن مسعود :
( الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنّة ) رواه الطبراني والبيهقي


🔹القول الرابع : النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر ، هو قول عن ابن عباس وأبي العالية والحسن البصري ، جاء في الأثر عن ابن عباس في الصراط المستقيم : (هو. رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر رضي الله عنهما ) رواه الحاكم موقوفاً
)

🔹القول الخامس : الحق ، هو قول مجاهد ، وهذا القول يصلح وصفاً للصراط المستقيم ، فكل سبيل سواه باطل
- أنت ترى تلازم هذه الأقوال ودلالة بعضها على بعض ،كما نصّ على هذا الحافظ ابن كثير رحمه الله ، لذا وجب أمانةً وعلماً أن تُذكر بنصها و لا يُجتهد في معانيها ، ويتحرّاها طالب علم التفسير من أصولها ومظانها ، فإن أناساً نقلوها بغير نصها ، فأخطأوا معناها وقصدها ، واخلوا بمضمونها ، بعد أن حذفوا أسانيدها ، أو تمادوا في تخريج الروايات .

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
🔹إنعام عامٌ ، مشترك بين المؤمن والكافر ، إنعام فتنة وابتلاء بالخير والنعماء ، حتى تدل النعم على مُسديها سبحانه وتعالى وتعرّف به وتكون حجة على العبيد ، كما قال تعالى: ﴿ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾.
فهو عزوجل أحق أن يعبد وحده دون غيره وأهلٌ لإخلاص القصد له وحده وأن يُشكر ولا يُكفر ، قال عز من قائل :
{ ياأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}

🔹إنعام خاص ، و هي الهداية التى لا يملكها إلا الله ولا يعطيها سواه ، وهي التوفيق والسداد لما يحبه الله ويرضاه ، وماهي إلا منته واصطفاؤه وعظيم فضله لمن اختاره من عباده ، قال تعالى :
{ أولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سجداً وبكياً }


🔷س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه
جلاوعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟

▫️وكلام الله كله حكيم مُحكم ، جاء في كلام العلماء عن حكمة إسناد الإنعام إليه سبحانه ، في قوله تعالى :
{ أنعمتَ عليهم } أن في هذا التنصيص بضمير الخطاب على أن المنعم هو سبحانه ، توحيد الله وأنه وحده من يملك الهداية لهذا الصراط المستقيم
🔹الطلب والتوسل بسابق الإنعام وماضي الإكرام أرفع دعاءً وأكرم مسألةً ، فهو يسأل ربه أن يضمه فمن شملهم بفضله وأدخلهم في المهتدين قبله ، كما قال القائل :
أَأَذكُرُ حاجَتي أَم قَد كَفاني
حَياؤُكَ إِنَّ شيمَتَكَ الحَياءُ
إِذا أَثنى عَلَيكَ المَرءُ يَوماً
كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَناء
🔹هذا من الأدب مع الله ومن جميل مناجاته وطلب الزلفى لديه والقربى إليه ، يناسب المقام ويُمهّد للسؤال .
🔹التصريح بالنعمة للمنعم سبحانه بهذا اللفظ { أنعمت عليهم } أفادت الذكر والشكر ، وما كان هذا ليكون لو كانت بلفظ المنعم عليهم ، فأول الشكر ذكره والثناء عليه .

▫️وجه الحكمة في في عدم إسناد الغضب إليه سبحانه في قوله { المغضوب عليهم }
🔹في هذا الإبهام بيان عظيم غضبه تعالى عليهم ، وغضب جنوده في السموات والأرض وأوليائه الذين يغضبون لغضب مولاهم ، وجاءت تسميتهم بهذا الوصف تشير إلى تلبسهم بهذا الوصف وملازمتهم له
و قد عهدنا في كتاب ربنا إضافة البر والإحسان وجميل الأفعال إليه سبحانه .

🔷س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
🔹المغضوب عليهم ، كل من عرف الحق ولم يعمل به فهو من المغضوب عليهم الذين استحقوا غضب الله ، فاليهود ، وكل من شاكل حالهم وسار مسارهم مغضوب عليهم ، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه سمّى اليهود مغضوب عليهم
🔹الضالّون ، كل من عبد الله عن جهلٍ ، واتبع هواه وابتدع ما لم يأذن به الله في عبادته ،كما هو حال النصارى الذين بَدَّلُوا وحرفوا وابتدعوا رهبانية لم تُكتب عليهم ، لذا وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم ضُلّال .

🔷س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

▫️الفوائد ▫️

📝 بداية* الحرص على تقريب تفسير آيات الكتاب المجيد ، لأمة القرآن ، والإنشغال بهذا الهّم وجعله من أولويات
العمر ، وانصرام الأوقات والساعات في هذا المرام الجليل ، هذا محض فضل الله وعظيم عطائه ، فطوبى لمن كتب الله له فضله وكريم مدده ، وثبته الله على الهدى حتى يلقاه( سبحانه) في دار كمال الفضل ومزيد الكرامة وألحقنا بركبهم وأعطانا كما أعطاهم ، ربنا الكريم المنان .

📝 إفراد هذه السورة العظيمة بمصنف ، والتنبيه على مكانتها وقدرها ، في كتاب الله وفي حياة المسلم وفي توطيد
أركان إيمانه ، مطلب أكيد وعمل سديد ، بل هذا أمر جدير بالتفرغ له ، فلن تُوفي الأسفار هذه السورة حقها ومنزلتها ولو أننا كأمة عقلنا ما احتوته هذه الآيات الكريمات وسرنا على صراطها واستقمنا بلا عوج على نهجها لكنّا في حال وشأن آخر .

📝 حسن الترتيب ، وتوزيع العنواين على الآيات ، بحيث يُفهم المراد ويُصار إلى المقصود دون عنت وبحث ، بل المعلومة ، معنونة ، والمراد مبسوط ، واضح العبارة قريبها.

📝 الحرص على إيراد الآيات التى توجه المعنى وتزيده وضوحاً وإيراد التفسير النبوي متى وجد وكان صحيحاً ومن بعده الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم وأقوال التابعين رحمهم الله ، هذه منهجية أصيلة في علم التفسير وقواعده ، وهي تُكرِّس للسير على جادة علمية صحيحة لدى طالب علم التفسير

📝 ما جاء من تفاسير السلف الصالح والإحتفاء بها ، إشارة جلية إلى عظيم ميراثهم في فهم كتاب الله ، وتنبيه لا يخفى على
بركة علمهم وما عليه من نور وضياء ، فقد كانوا أخلصوا القصد وأتبعوا العلم العمل ، فلله درهم وما أسعدنا بالإنتساب إليهم . والمخذول من ينادي أن نستغنى عن عميق فهمهم لكتاب الله .وعذره أن عصرنا غير عصرهم ودهرهم.

📝شدني كثيراً الكلام عن الهداية وذاك التفصيل الجميل ، الذي تتداعى معانيه إلى الأفهام في تتابع موفق رخيّ يجعل من معنى الهداية شمساً ساطعةً لا ينكرها إلا جاحد أحاط به نهارها من كل ناحية . ساطعاً

📝 تخريج الأحاديث والآثار ، والدقة في نسبة الأقوال وتحرّي الصواب ما أمكن ، دروس في أمانة العلم ومراقبة الله وخشيته ، وأن المراد الأول هو وجه الله ومرضاته .

📝 ما جاء من تجلية عطاءات هذه السورة الكريمة ، والتأكيد على مناحي هبات الله فيها ، توقظ قلوباً غفلت وتذكر
أفهاماً نست ، وانشغلت ،عن كل ما وعدت به وبشرت . وحريٌ بطالب علم التفسير أن يعييَ هذا ويجعله في صدارة كلامه عنها ، يشد به القلوب ويعيد للنفوس اتصالاً وثيقاً بهذه السورة المعطاءة .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 رجب 1442هـ/25-02-2021م, 01:56 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

المجموعة الأولى:
1. إيمان جلال (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ]

المجموعة الثانية:
1. رفعة القحطاني (ب+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س2: ونلخص الأقوال الواردة عن السلف في المراد بالصراط، س3: انتبهي للمراد من السؤال؛ فالسؤال عن الحكمة من إضافة الصراط، وليس عن المراد

بالذين أنعم الله عليهم، س5: تتدربي على تلخيصه بأسلوبكِ، س6: راجعي إجابة الأخت إيمان للوقوف على فوائد أخرى]

المجموعة الثالثة:

1. سعاد مختار(أ)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: أحسنتِ ولكن فرقي أن تكون الإجابة علمية يتبين بها الجواب، وأن تكون وعظية فيكون الكلام متضمنا للجواب وليس بواضح؛ فمثلا آخر نقطة الإجابة صحيحة، ولكن لن يفهم كل قارىء أن من أسباب طلب الهداية إلى الصراط المستقيم ما يتعرض له العبد من الفتن الكثيرة، وعلى ذلك فقيسي النقاط الأخرى، س4: وهناك وجه آخر ذكره ابن القيم أن ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم]



المجموعة الرابعة:
1. فروخ الأكبروف (أ+)
[أحسنت بارك الله فيك، س4: الشق الأخير:
فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها، ومن دونهم كلٌّ بحسب مقصده وعزيمته وصدق إرادته، حتى يكون منهم من يذكر الدعاء وهو لا يدري ما يقول، س6: وانظر في إجابات الطلاب على ذلك السؤال للاستفادة]
2. رولا بدوي (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ،
س4: الشق الأخير: فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها، ومن دونهم كلٌّ بحسب مقصده وعزيمته وصدق إرادته، حتى يكون منهم من يذكر الدعاء وهو لا يدري ما يقول، س6: وانظري في إجابات الطلاب على ذلك السؤال للاستفادة]

المجموعة الخامسة:
1. هنادي الفحماوي (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س2: هذه ليست أقوال بل وجوه، س4: يمكننا الاستئناس بدليل يحث على عدم التشبه بهم، س6: وانظري في إجابات الطلاب على ذلك السؤال للاستفادة]




وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir