دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > البحوث التفسيرية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 6 شعبان 1435هـ/4-06-2014م, 05:00 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

المسائل التفسيرية في قول الله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}

1: معنى الإيمان

الإيمان في اللغة: التصديق؛ كما ذكر ذلك أبو جعفر الطبري والزجاج والنحاس وابن كثير . قال الطبري: ومن ذلك قول إخوة يوسف لأبيهم: {وما أنت بمؤمنٍ لنا}.
وفي الشرع: كلمةٌ جامعةٌ للإقرار باللّه وكتبه ورسله، وتصديق الإقرار بالفعل. وقد تدخل الخشية للّه في معنى الإيمان؛ ذكره أبو جعفر الطبري.

2: معنى قوله تعالى: {الذين يؤمنون}
فيه أقوال:
قيل: يصدقون. رواه ابن جرير عن ابن عباس وذكره الدِّينَوَرِيُّ والزجاج والنحاس والقيسي وابن عطية وأورده ابن كثير في تفسيره.
وقيل: الإيمان: العمل. رواه ابن جرير عن الزهري، وأورده ابن كثير.
وقيل: يخشون.
رواه ابن جرير عن الربيع بن أنس، وأورده ابن كثير.
قال ابن جريرٍ: وإذا كان ذلك كذلك، فالّذي هو أولى بتأويل الآية وأشبه بصفة القوم: أن يكونوا موصوفين بالتّصديق بالغيب، قولاً، واعتقادًا، وعملاً، إذ كان جلّ ثناؤه لم يحصرهم من معنى الإيمان على معنى دون معنى، بل أجمل وصفهم به من غير خصوص شيءٍ من معانيه،
وقال: وقد تدخل الخشية للّه في معنى الإيمان.

3: معنى الغيب
الغيب في اللغة: كل ما غاب عنك من شيء؛ ذكره الطبري والنحاس ومحمد بن عبد الواحد البغدادي وابن عطية، وذكروا أيضا - إلا الطبري - أنه ما اطمأن من الأرض ونزل عما حوله، يستتر فيه من دخله.


4: أقوال المفسرين في المراد بالغيب

حاصلها أربعة أقوال:
الأول: الغيب: الله جل وعز ؛ قاله البغدادي ورواه - بمعناه - ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رباحٍ وأورده ابن عطية وابن كثير.
الثاني:
«الغيب: القرآن» رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن زر من طريق سفيان. وأورده النحاس وابن عطية وابن كثير
الثالث: «بالقدر»، رواه ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم وأورده النحاس وابن عطية وابن كثير.
الرابع:
«بالجنّة والنّار والبعث بعد الموت وبيوم القيامة» رواه ابن جرير عن قتادة ورواه - بمعناه - ابن أبي حاتم، وذكره الدينوري والزجاج وأورده النحاس وابن عطية وابن كثير.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وهذه الأقوال لا تتعارض، بل يقع الغيب على جميعها»

وقالَ : (قالت طائفة: معناه يصدقون إذا غابوا وخلوا، لا كالمنافقين الذين يؤمنون إذا حضروا ويكفرون إذا غابوا. وقال آخرون: معناه يصدقون بما غاب عنهم مما أخبرت به الشرائع)

5: معنى الصلاة
الصلاة في اللغة: الدعاء. قاله أبو جعفر الطبري والنحاس وابن عطية وابن كثير.
و
استعملت في الشّرع في ذات الرّكوع والسّجود والأفعال المخصوصة في الأوقات المخصوصة، بشروطها المعروفة، وصفاتها، وأنواعها المشروعة المشهورة. كما ذكر ابن كثير.
وقال ابن جريرٍ: وأرى أنّ الصّلاة المفروضة سمّيت صلاةً؛ لأنّ المصلّي يتعرّض لاستنجاح طلبته من ثواب اللّه بعمله، مع ما يسأل ربّه من حاجته.

6: معنى قوله تعالى: {ويقيمون الصلاة}

إقامتها: المحافظة على مواقيتها ووضوئها وفروضها، و إتمام الرّكوع والسّجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها، وهو حاصل ما رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم عن ابن عباس وعن قتادة وعن مقاتل بن حيان، وذكره الزجاج والنحاس وابن عطية وأورده ابن كثير.

7: أقوال المفسرين في المراد بالإنفاق في الآية
قال الدينوري والزجاج والنحاس والقيسي: يزكّون ويتصدقون. وأورد ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عطية وابن كثير أربعة أقوال للسلف:
- قال ابن عباس: « يؤتون الزكاة احتسابا لها». رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق.
- قال غيره: «الآية في النفقة في الجهاد». (ذكره ابن عطية)
- قال الضحاك: «كانت النّفقات قربانا يتقرّبون بها إلى اللّه على قدر ميسورهم وجهدهم». رواه ابن جرير من طريق يزيد. وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيدٌ عن قتادة: «{وممّا رزقناهم ينفقون} فأنفقوا ممّا أعطاكم اللّه، فإنّما هذه الأموال عوارٍ وودائع عندك يا ابن آدم أوشكت أن تفارقها»
- قال ابن مسعود وابن عباس أيضا: «هي نفقة الرجل على أهله». رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق السدي.
وقال القاضي أبو محمد رحمه الله: «والآية تعمّ الجميع، وهذه الأقوال تمثيل لا خلاف».

8: ذكر كثرة اقتران الصلاة بالزكاة أو الإنفاق في القرآن
قالَ ابن كثير: كثيرًا ما يقرن اللّه تعالى بين الصّلاة والإنفاق من الأموال، فإنّ الصّلاة حقّ اللّه وعبادته، وهي مشتملةٌ على توحيده والثّناء عليه، وتمجيده والابتهال إليه، ودعائه والتّوكّل عليه؛ والإنفاق هو الإحسان إلى المخلوقين بالنّفع المتعدّي إليهم، وأولى النّاس بذلك القرابات والأهلون والمماليك، ثمّ الأجانب، فكلٌّ من النّفقات الواجبة والزّكاة المفروضة داخلٌ في قوله تعالى: {وممّا رزقناهم ينفقون} ولهذا ثبت في الصّحيحين عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت». والأحاديث في هذا كثيرةٌ.
قالَ السُّيُوطِيُّ: (
أخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {ومما رزقناهم ينفقون} قال: .. لا يذكر الصلاة إلا ذكر معها الزكاة فإذا لم يسم الزكاة قال في أثر ذكر الصلاة {ومما رزقناهم ينفقون}».)

9: معنى قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}
«أي يصدّقونك بما جئت به من اللّه جلّ وعزّ، وما جاء به من قبلك من المرسلين، لا يفرّقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربّهم». رواه ابن جرير واللفظ له، وابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن ابن عباس، وأورده ابن كثير.
قَالَ النحَّاسُ: لا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، كما فعله اليهود والنصارى.
وقالَ ابنِ عَطِيَّةَ: وقوله: {بما أنزل إليك} يعني القرآن ،{وما أنزل من قبلك} يعني الكتب السالفة. وقرأ أبو حيوة ويزيد بن قطيب. «بما أنزل وما أنزل» بفتح الهمزة فيهما خاصة. والفعل على هذا يحتمل أن يستند إلى الله تعالى، ويحتمل إلى جبريل، والأول أظهر وألزم.

10: معنى قوله تعالى: {وبالآخرة هم يوقنون}
يعلمون علما متمكنا في نفوسهم بما لا يمكن أن يدخله شك بوجه، ويوقنون بما كان المشركون به جاحدين، من البعث والقيامة والجنّة والنّار والحساب والميزان، وغير ذلك ممّا أعدّ اللّه لخلقه يوم القيامة. وهذا حاصل ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وذكره ابن عطية وأورده ابن كثير.

11: لم سميت الدار الآخرة بهذا الاسم؟
سمّيت آخرةً لتقدّم الدّار الأولى أمامها، فصارت التّالية لها آخرةً، ذكره الطبري والنحاس وابن كثير، و يجوز أن تكون سمّيت آخرةً لتأخّرها عن الخلق كما ذكر الطبري والنحاس.

12: الأقوال في المراد بالمؤمنين في هاتين الآيتين
ثلاثة أقوال:
القول الأول:
الآيتان جميعا في جميع المؤمنين؛ مؤمني العرب ومؤمني أهل الكتاب وغيرهم. (قاله مجاهدٌ، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة)
القول الثاني: هما في مؤمني أهل الكتاب. (نقله السّدّيّ عن ابن عبّاسٍ وابن مسعودٍ وأناسٍ من الصّحابة)
القول الثالث: الآية الأولى في مؤمني العرب، والثانية في مؤمني أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام، وفيه نزلت.
وهذه الأقوال ذكرها ابن جرير وابن عطية وابن كثير.

اختار ابن جرير القول الثالث، ويستشهد لما قال بقوله تعالى: {وإنّ من أهل الكتاب لمن يؤمن باللّه وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين للّه}، وكما أنّ الله صنّف الكافرين إلى صنفين: منافقٌ وكافرٌ، فكذلك المؤمنون صنّفهم إلى عربيٍّ وكتابيٍّ.
أما ابن كثير فرجح القول الأول، لما روي عن مجاهدٍ أنّه قال: « أربع آياتٍ من أوّل سورة البقرة في نعت المؤمنين، وآيتان في نعت الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين»، ولأنه لا يصحّ الإيمان بالغيب وإقام الصّلاة والزّكاة إلّا مع الإيمان بما جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، وما جاء به من قبله من الرّسل والإيقان بالآخرة، وقد أمر اللّه تعالى المؤمنين بذلك.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تجب, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir