دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الأول 1443هـ/25-10-2021م, 01:55 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير

مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ربيع الأول 1443هـ/28-10-2021م, 08:42 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
أخرجه ابن جرير من طريق أبي صالح، وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عنه.
التوجيه:
هذا القول مبناه أن معنى المثل هنا الصفة. ويستشهد له بقوله تعالى: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ}، وقوله: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}، وقوله: {ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل}، أي: صفتهم.
قال ابن فتيبة: "...ومعنى المَثَل -ها هنا- معنى الصفة؛ أي: هذه صفته. وهي أعلى من كل صفة: إذ كانت لا تكون إلا له.
ومِثْل هذا -مما المَثَلُ فيه بمعنى الصفة- قوله في صفة أصحاب رسوله: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ}؛ أي: صِفَتهم. وقوله: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}؛ أي: صفتُها".
قال النحاس: "وحقيقته في اللغة وله الوصف الأعلى".
قال السمعاني: "وقوله: {وله المثل الأعلى} أي: الصفة الأعلى، والصفة الأعلى أنه لا شريك له وليس كمثله شيء، قاله ابن عباس".
قال البغوي: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} أَيِ: الصِّفَةُ العليا {فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هِيَ أَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
وقال السعدي: "{وَلَهُ الْمَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} وهو كل صفة كمال، والكمال من تلك الصفة والمحبة والإنابة التامة الكاملة في قلوب عباده المخلصين والذكر الجليل والعبادة منهم. فالمثل الأعلى هو وصفه الأعلى وما ترتب عليه.
ولهذا كان أهل العلم يستعملون في حق الباري قياس الأولى، فيقولون: كل صفة كمال في المخلوقات فخالقها أحق بالاتصاف بها على وجه لا يشاركه فيها أحد، وكل نقص في المخلوق ينزه عنه فتنزيه الخالق عنه من باب أولى وأحرى".
ورد هذا المبرد في المقتضب قال: "ومن قال: إنما معناه: صفة الجنة فقد أخطأ؛ لأن (مثل) لا يوضع فى موضع صفة إنما يقال: صفة زيد أنه ظريف، وأنه عاقل ويقال: مثل زيد مثل فلان وإنما المثل مأخوذ من المثال والحذو، والصفة تحلية ونعت.
ورده أيضا أبو علي الفارسي قال: "تفسير المثل بالصفة غير معروف في كلام العرب، إنما معناه التمثيل، وتمثل بالشيء ضربه مثلا، والمثال المقدار وهو من الشبه"، نقل هذا عنه ابن سيده في المحكم.
قال ابن عطية: قالت فرقة: مَثَلُ في هذه الآية بمعنى صفة، أي لهؤلاء صفة السوء ولله الوصف الأعلى. وهذا لا يضطر إليه، لأنه خروج عن اللفظ، بل قوله مَثَلُ على بابه.


2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
رواه ابن جرير من طريق عفان ومن طريق بهز بن أسد عن همام، عن قتادة، عن عكرمة، عنه.
التوجيه:
قال ابن جرير: "وذكر بعضهم أن العرب تقول من ذلك:"أمِهَ الرجل يأمَهُ أمَهًا"، إذا نسي".
قال الزجاج: "والأمهُ النسيَانُ، يقال: أمِهَ يَأمَهُ أمَهاً. هذا الصحيح بفتح الميم".
قال ابن فارس: "(أمه) وأما الهمزة والميم والهاء. فقد ذكروا في قول الله: (وادكر بعد أَمَه) على قراءة من قرأها كذلك، أنه النسيان، يقال: أمهت: إذا نسيت. وذا حرف واحد لا يقاس عليه.

فهذا القول مبني على قراءة (بَعْدَ أَمَةٍ) بفتح الألف، وتخفيف الميم وفتحها. ذكر ابن جرير أنها قد روي عن جماعة من المتقدمين من دون التعيين. ونسبها أبو القاسم الهذلي في الكامل لابن عباس ومجاهد، والقورسي، والإنطاكي عن أبي جعفر.
ونسبها أبو الفتح بن جني في "المحتسب" لابن عباس وابن عمر بخلاف وعكرمة ومجاهد بخلاف عنهما والضحاك وأبي رجاء وقتادة وشُبيل بن عَزْرَة الضُّبْعِي وربيعة بن عمرو وزيد بن علي.
قال مكي بن أبي طالب: "وقرأ ابن عباس، وعكرمة، وقتادة، والضحاك: "بعد أمه" بالهاء، وفتح الميم والتخفيف أي: بعد نسيان. وقرأ مجاهد: "بعد أمْهٍ" بإسكان الميم، وبالهاء: جعله مصدر أمة أمهاً: إذا نسي. وتأويلها كتأويل من فتح الميم. وأصل المصدر فتح الميم، ومن أسكن فللتخفيف".
ونسبها ابن البناء الدمياطي للحسن.
قال أبو الفتح بن جني: ""الأَمَهُ": النسيان، أَمِهَ الرجل يَأمَهُ أَمَهًا: أي نسي".

3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
قال ابن جرير: حدثني يونس قال، أخبرنا علي بن معبد، عن عتاب بن بشير مولى قريش، عن سالم الأفطس في قوله:"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه"، قال: يخوفكم بأوليائه.
التوجيه:
هذا القول مبني على أن في الآية حذفين:
الأول: حذف مفعول "يخوف"، فالتقدير: يخوفكم.
الثاني: حذف الجار من قوله تعالى {أَوْلِيَاءَهُ}، أي: بأوليائه. فَلَمَّا حُذِفَ الجار، صار منصوبا.
ويؤيد ذلك قراءة أبي بن كعب، قال ابن عطية: "وفسرت قراءة الجماعة {يخوف أولياءه} قراءة أبي بن كعب «يخوفكم بأوليائه».
وذلك مثل قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا}، أي: لينذركم ببأس شَدِيد. قال الفراء: "البأس لا ينذر، وإنما ينذر به".
ويستشهد أيضا على جواز حذف الجار بقول الشاعر:

أَمرتك الْخَيْر فافعل مَا أمرت بِهِ ... فقد تركتك ذَا مَال وَذَا نسب
أي: أمرتك بالْخَير.
قال الألوسي: "وقرأ بعضهم: "يخوفكم بأوليائه"، وعلى هذا المعنى أكثر المفسرين، وإليه ذهب الزجاج، وأبو علي الفارسي، وغيرهما، ويؤيده قوله تعالى: {فَلا تَخافُوهُمْ}، أي: فلا تخافوا أولياءه الذين خوفكم إياهم وَخافُونِ في مخالفة أمري..."

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير: (يحفظونه من أمر الله)، قال: الملائكة: الحفظة، وحفظهم إياه من أمر الله.
التوجيه:
هذا القول مبني على أن المراد بـ (المعقبات) ملائكة وبيان متعلق الجار والمجرور.
ويستدل للأول بما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيصعد إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم- وهو أعلم بكم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون".
أما متعلق الجار والمجرور فقد قال مكي بن أبي طالب: "ومن جعل (المعقبات) ملائكة كان قوله {من أمر الله} على وجهين:
أحدهما: أن تكون "من" بمعنى الباء، أي: يحفظونه بأمر الله لهم أن يحفظوه حتى يأتيه ما قدر عليه، فلا ينفع حفظهم إياه من قدر الله سبحانه إذا جاءهم، وهو قول ابن جبير". وعلى هذا يتعلق الجار والمجرور بـ "يحفظونه".
وتؤيد ذلك قراءة علي بن أبي طالب وابن عباس -رضي الله عنهم- وعكرمة وزيد بن علي وجعفر بن محمد: "يحفظونه بأمر الله"، كما ذكره ابن جني في المحتسب.
وفي هذا قول آخر ذكره الزمخشري، قال: "إن قوله تعالى: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} صفتان، أي بعد {مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ}.
وتقدير الصفة الأولى، أي: أن هذه المعقبات {تحفظه}، وقوله: {مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} صفة ثانية، أي: يحفظونه؛ لأنه أمرهم بذلك، وكلفهم الحفظ وصيانته". قال الزمخشري: "إنه يؤيد لذلك قراءة: (يحفظونه بأمر الله) فهم مكَّلفون الحفظ بأمر اللَّه تعالى".
الثاني: أنه على التقديم والتأخير، تقديره: له معقبات من أمر الله يحفظونه، وعلى هذا تكون "من" على بابها لبيان الجنس، فيتعلق الجار والمجرور بـ {معقبات}.
وهنا وجه ثالث، وهو: أنه على إضمار، فالتقدير: ذلك الحفظ من أمر الله، قال ابن الأنباري: "ويحسن الوقف على (يحفظونه) وتبتدئ: (من أمر الله) أي: ذلك الحفظ من أمر الله". يعني: حذف الاسم ويبقى خبره.

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
رواه البخاري وابن جرير الطبري من طريق أبي بشر وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه.
التوجيه: هذا القول مبني على أن "الكوثر" صيغ على زنة "فوعل" المفيدة المبالغة.
قال ابن سيده في المحكم: والكوثر: الكثير من كل شيء.
قال ابن قتيبة في غريب القرآن: ...وأحسبه "فوعلا" من الكثرة. وكذلك يقال للغبار- إذا ارتفع وكثر-: كوثر، قال الهذليّ يذكر الحمار:
يحامي الحقيق إذا ما احتدمن ... حمحم في كوثر كالجلال
أي في غبار كثير كأنه جلال [السفينة أو الدوابّ] ....ه
قال الزمخشري: والكوثر: فوعل من الكثرة وهو المفرط الكثرة.
قال الطاهر بن عاشور: ولما وقع هنا فيها مادة الكثر كانت صيغته مفيدة شدة ما اشتقت منه بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى...ويوصف الرجل صاحب الخير الكثير بكوثر من باب الوصف بالمصدر كما في قول لبيد في رثاء عوف بن الأحوص الأسدي:
وصاحب ملحوب فجعنا بفقده ... وعند الرداع بيت آخر كوثر
(ملحوب والرداع) كلاهما ماء لبني أسد بن خزيمة، فوصف البيت بكوثر ولاحظ الكميت هذا في قوله في مدح عبد الملك بن مروان:
وأنت كثير يا ابن مروان طيب ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
ه
وهذا القول لا يخالف ما ورد من السلف في المراد بالكوثر من أنه نهر في الجنة، أو حوض أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، أو القرآن، أو النبوة أو الإسلام. فقد روى ابن جرير الطبري من طريق أبي بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس أنه قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: فقلت لسعيد بن جبير: فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة، قال: فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه".
قال ابن عطية: كوثر: بناء مبالغة من الكثرة، ولا مجال أن الذي أعطى الله محمدا عليه السلام من النبوة والحكمة والعلم بربه والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها كأنه يقول في هذه الآية: إنَّا أَعْطيناك الحظ الأعظم، قال سعيد بن جبير: "النهر الذي في الجنة هو من الخير الذي أعطاه الله إياه"، فنعم ما ذهب إليه ابن عباس، ونعم ما تمم ابن جبير رضي الله عنهم...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ربيع الأول 1443هـ/29-10-2021م, 08:41 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

تخريج أقوال المفسرين
1- قول ابن عباس في قوله عزوجل:{وله المثل الأعلى } قال: يقول: ليس كمثله شيء.
التخريج: رواه ابن جرير الطبري وابن ابي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس كما جاء في الدر المنثور.
قال الجرير الطبري: وهو الأفضل والأطيب والأحسن والأجمل..
وقال ابن عطية على أحد المعنيين الكمال المستقر. وقد بين ابن عطية التوجه في هذا القول فقال: قالت فرقة مثل هنا بمعنى صفة أي لهؤلاء صفة السوء ولله الوصف الأعلى ثم بين أن هذا لا يضطر غليه لأنه خروج عن اللفظ.
قال ابن كثير: له الكمال المطلق من كل وجه وهو منسوب إليه.
فابن عباس اعتمد على أن من المعاني التي تندرج تحت كلمة المثل الصفة فبين ان الله له أكمل الوصف الذي لا يشابهه شيء فقال في تفسير الآية {ليس كمثله شيء} أي ليس كصفته شيء.
2- قول ابن عباس في قوله تعالى {وادكر بعد امة} قال: بعد نسيان.
التخريج: رواه الطبري عن ابن عباس من طريق سعيد عن قتادة.
التوجيه: أن كلمة أمة لها قراءتين:
الأولى بضم الألف وتشديد الميم مع فتحها وتعني: الحين من الزمن.
الثانية بفتح الالف وتخفيف الميم وفتحها وتعني : النسيان وذكر بعضهم أن العرب تقول من ذلك أمه الرجل يأمه أمها إذا نسي. وهي التي اختارها ابن عباس.
3- قول سالم بن الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه} يخوفكم بأوليائه.
التخريج: رواه ابن جرير الطبري عن سالم بن الأفطس من طريق معبد عن عناب عن بشير.
التوجيه: هو موقع أولياءه من الإعراب والقراءات
فالجمهور قرأ {يخوف أولياءه} فقال قوم: المعنى؛ يخوفكم ايها المؤمنون أولياءه الذين هم كفار قريش. وقال الزجاج: قال أهل العربية يخوفكم بأوليائه أي من اوليائه وقال السدي أي يعظم الشيطان أولياءه في صدوركم فتخافونهم. وقال أيضا: وهذا نظير قوله{ لينذر بأسا شديدا} أي لينذركم بأسه الشدي فالبأس لا ينذر بل ينذر به.فالفعل يخوف هنا يتعدى غلى مفعولين أولهما محذوف قال المبرد: مجاز الآية أن المفعول الأول محذوف ومعناه يخوف من أوليائه. وهو ما اعتمده سالم بن الافطس.
وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمر الداني{ يخوفكم أولياءه} وبهذا قرأ النخعي فهذه قراءة ظهر فيها المفعولان
وقرأ قوم يخوف المنافقين ومن في قلبه مرض وهم أولياؤه.
4- قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى{ يحفظونه من أمر الله} (الملائكة : الحفظة وحفظهم إياه من أمر الله)
التخريج: رواه ابن جريرعن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير .
التوجيه: أن معنى حرف من هنا يفيد معنى الباء وقد تعني عن فهنا من باب دخول حروف الجر على بعضها البعض قال البغدادي : قال أبو عبد الله: يحفظهم له من أمر الله كانه أمرهم بأن يحفظوا العبد وقال مكي بن أبي طالب القيسي: {له معقبات من بين يديه} يعني ملائكة تعقب عليه بالليل والنهار يخلف فريق فريقا {يحفظونه من أمر الله} أي بأمر الله.
وقال المبرد: وحروف الخفض يبدل بعضها من بعض، إذا وقع الحرفان في معنى في بعض المواضع، قال الله جل ذكره: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}، أي على ولكن الجذوع إذا أحاطت دخلت في، لأنها للوعاء، يقال: فلان في النخل. أي قد أحاط به. قال الشاعر:
هم صلبوا العبدي في جذع نخلة فلا عطسـت شيبـان إلا بأجدعـا
وقال الله جل وعز: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي عليه. وقال تبارك وتعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي: بأمر الله.
5- قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر(هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج: ورواه الفراء وابن قتيبة ورواه النسائي والطبري و أحمد بن حجر العسقلاني والعيني عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
التوجيه: فيمكن توجيه القول بتصريف الكلمة وما تحتمله من المعاني الجامعة. قال الدينوري: وأحسبه فوعلا من الكثرة وكذلك يقال للغبار إذا ارتفع وكثر كوثر. و ذكر الزجاج قال أهل اللغة: الكوثر فوعل من الكثرة ومعناه الخير الكثير.
وهذا التفسير يضم كل ما ذكره باقي المفسرين من أمثلة كالنهر في الجنة والنبوة والقرآن..

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ربيع الأول 1443هـ/30-10-2021م, 12:05 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

التطبيقات:
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).

التخريج: رواه ابن جرير من طريق علي عن أبي صالح عن معاوية عن علي عنه. وأخرجه ابن المنذر وابن ابي حاتم كما في الدر المنثور، وكذلك رواه البيهقي في الاعتقاد وفي الأسماء والصفات.
التوجيه: هذا التفسير هو تفسير بعض المعنى باللازم، لأن معنى "المثل الأعلى" لغة: هو الوصف الأعلى كما ذكره النحاس.
ولما كان الوصف الأعلى هو حق خالص لله وحده لتفرده تعالى بالوحدانية في أسمائه وصفاته وأفعاله، فلا يكافئه ولا يماثله أحدا من خلقه، كان التفسير بأن "ليس كمثله شيء" بأنه لا ند ولا مثيل له، فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء.
قال ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة: (يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير).

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من عدة طرق من طريق همام عن قتادة عن عكرمة عنه مثله. ورواها ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة وقتادة ومجاهد والضحاك مثله. ورواه ابن المنذر كما في الدر المنثور.
التوجيه: هذا القول مبني على قراءة "أمة" بفتح الألف وتخفيف الميم، ومعناها نسيان، حيث تقول العرب: أمة الرجل يأمه أمها: إذا نسي.
قال الدكتور عبد اللطيف الخطيب: [قال ابن جني: «الأمه: النسيان، أمه الرجل يأمه أمهًا، أي نسي».. وقال الفراء: (يقال: رجل مأموه كأنه الذي ليس معه عقله وقد أمه الرجل).]
قال أبو عبيدة: (يقال: أمهت تأمه أمها: ساكن أي نسيت).
وهو ليس ببعيد عن معنى "أمة" أي (حين من الدهر) على القراءة الأخرى، كما ذكره الفراء وقطرب والنحاس ومكي بن أبي طالب وغيرهم، فالمعنيان متقاربان، والنسيان هو لازم معنى (الادكار بعد حين)، فما ادكر بعد حين من الدهر إلا لنسيانه لما أوصاه به يوسف عليه السلام.

3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج: رواه ابن جرير عن سالم الافطس من طريق يونس عن علي بن معبد عن عتاب بن بشير مولى قريش عنه.
التوجيه: هذا القول مبني على قراءة أبي بن كعب والنخعي "يخوفكم بأوليائه". وهو مبني على فعل العرب في حذف الحرف مع إسناد الفعل للفاعل تارة، وللمفعول تارة أخرى.
كما ذكر الدكتور عبد اللطيف الخطيب أن ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وعطاء قرأوها "يخوفكم أولياءه" بحذف المفعول والباء، أي من أوليائه أو بأوليائه، وجاء عند السمين عن أبي والنخعي "يخوف بأوليائه" ولا كاف فيها. وعلى هذه القراءة يكون إسناد الفعل إلى الشيطان، أي أن الشيطان هو الذي يخوفكم أيها المؤمنون بأوليائه.
قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أي ‌يخوفكم ‌بأوليائه كما قال: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} أي لينذركم ببأس [شديد]،
وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ} أي لا عوج لهم عنه.
وقوله: {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}. أي يعلم أنّ العزّة لمن هي.
وقوله: {ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم. {وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} أي ما أريد أن يطعموا أحدا من خلقي.
وأصل هذا: أن البشر عباد الله وعياله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم، فقد رزقه وأطعمه، إذ كان رزقهم عليه.
ومنه قوله سبحانه: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ} أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا لله.
وقال الشاعر: يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي
قال الثعلبي في تفسيره: [ذلك الَّذي قال لكم: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} من فعل الشيطان ألقى في أفواههم لترهبوهم وتجبنوا عنهم {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أي: ‌يخوفكم ‌بأوليائه، يعني: يخوف المؤمنين بالكافرين، قال السدي: يعظم أولياءه في صدورهم ليخافوهم، نظيره قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} أي: ببأس، وقوله: {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} أي: بيوم التلاق، وقوله: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ}].
وعليه فإن قول سالم الأفطس هذا مبني على قراءة عبد الله بن مسعود وهي قراءة وردت عنه رضي الله عنه.
وعلى هذه القراءة يكون المعنى: الشيطان يخوفكم أيها المؤمنين بأوليائه. وهو قول ابن عباس وإبراهيم النخعي ومجاهد وعكرمة وقتادة.
قال الزجاج: (قال أهل العربية، معناه: يخوفكم أولياءه، أي من أوليائه.
والدليل على ذلك قوله جلّ وعزّ: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} أي: كنتم مصدقين فقد أعلمتكم أني أنصركم عليهم فقد سقط عنكم الخوف).
• قال المبرد: (المفعول الأول محذوف، ومعناه: يخوفكم من أوليائه.
وفي القرآن: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، والشهر لا يغيب عنه أحد، ومجاز الآية: فمن كان منكم شاهدًا بلده في الشهر فليصمه، والتقدير {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ} أي فمن كان شاهدًا في شهر رمضان فليصمه، نصب الظروف لا نصب المفعول به.
وفي القرآن في مخاطبة فرعون: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}، فليس معنى ننجيك نخلصك، لكن نلقيك على نجوة من الأرض، ببدنك: بدرعك، يدل على ذلك {لتكون لمن خلفك آية}.
وفي القرآن: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ}، فالوقف {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} أي ويخرجونكم لأن تؤمنوا بالله ربكم).
• قال ابن جرير: (إنّما الّذي قال لكم أيّها المؤمنون: إنّ النّاس قد جمعوا لكم، فخوّفوكم بجموع عدوّكم، ومسيرهم إليكم، من فعل الشّيطان، ألقاه على أفواه من قال ذلك لكم، يخوّفكم بأوليائه من المشركين أبي سفيان وأصحابه من قريشٍ، لترهبوهم، وتجبنوا عنهم).
وقد رد ابن جرير على قول بعض أهل العربيّة من أهل البصرة حين قالوا:[معنى ذلك: يخوّف النّاس أولياءه، كقول القائل: هو يعطي الدّراهم، ويكسو الثّياب، بمعنى: هو يعطي النّاس الدّراهم، ويكسوهم الثّياب، فحذف ذلك للاستغناء عنه، وليس الّذي شبّه ذلك بمشبّهٍ، لأنّ الدّراهم في قول القائل: هو يعطي الدّراهم معلومٌ أنّ المعطى هي الدّراهم، وليس كذلك الأولياء في قوله: {يخوّف أولياءه} مخوّفين، بل التّخويف من الأولياء لغيرهم، فلذلك افترقا).
• قال ابن عطية: (وقرأ جمهور الناس يخوّف أولياءه فقال قوم المعنى: يخوفكم أيها المؤمنون أولياءه الذين هم كفار قريش، فحذف المفعول الأول). وقال: (وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمرو الداني «يخوفكم أولياءه» المعنى يخوفكم قريش ومن معهم، وذلك بإضلال الشيطان لهم وذلك كله مضمحل، وبذلك قرأ النخعي وحكى أبو الفتح بن جني عن ابن عباس أنه قرأ «يخوفكم أولياءه» فهذه قراءة ظهر فيها المفعولان، وفسرت قراءة الجماعة «يخوف أولياءه» قراءة أبي بن كعب «يخوفكم بأوليائه» والضمير في قوله فلا تخافوهم لكفار قريش وغيرهم من أولياء الشيطان، حقر الله شأنه وقوى نفوس المؤمنين عليهم، وأمرهم بخوفه هو تعالى وامتثال أمره).

للإستزادة:
المعنى الثاني للآية هو: (يخوف المنافقين ومن في قلبه مرض وهم أولياؤه، فإذا لا يعمل فيكم أيها المؤمنون تخويفه، إذ لستم بأوليائه، والمعنى: يخوفهم كفار قريش، فحذف هنا المفعول الثاني واقتصر على الأول). وهو قول السدي.
• قال زجاج: (إنما يخاف المنافقون، ومن لا حقيقة لإيمانه).
فيكون قول سام الأفطس المبني على قراءة أبي والنخعي "يخوفكم بأوليائه"، وقراءة ابن مسعود "يخوفكم أولياءه" - والمعنى من أوليائه وبأوليائه - سائغا لغة أيضا، فالعرب قد تحذف الحرف ويتم إسناد الفعل للفاعل تارة، وللمفعول تارة أخرى. والأمثلة عليه في القرآن متعددة كما تقدم.

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج: رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير من طريق ابن حميد عن جرير عن عطاء بن السائب عنه. ومثله قال ابن عباس ومجاهد.
التوجيه: هذا القول مبني على إبدال الحروف لبعضها البعض، والمعنى: "يحفظونه بأمر الله". فتكون "من" بمعنى الباء أي "بأمر الله" ، ويكون ذلك الحفظ هو من أمر الله وبإذنه وبأمره، وحفظ الملائكة له هو مما أمر الله به ملائكته، كما تقول للرجل: أجبتك من دعائك إياي، وبدعائك إياي. وبه قال الفراء وأبو عبيدة وابن قتيبة والزجاج.
أي أن الملائكة تحفظ المرء بأمر الله، أي: بسبب أمر الله، ويدل له قراءة علي بن أبي طالب وابن عباس وزيد بن علي وعكرمة "بأمر الله"، فيجوز لحروف الخفض أن يبدل بعضها بعضا إذا وقع الحرفان في معنى في بعض المواضع، كقوله تعالى على لسان فرعون: "ولأصلبنكم في جذوع النخل" أي على جذوع النخل، ولكن "في" أعطت معنى زائدا وهي الإحاطة، فقد كان فرعون يضعهم في جذع النخل فيكون كالوعاء لهم.
والفراء قال: أن في الآية تقديم وتأخير، فقد قال بعض نحويي الكوفة: أن المعنى أن له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه. فعلى هذا القول: تكون "من أمر الله" صفة للمعقبات في محل رفع. ولكن أبو البقاء (في التبيان) قال: وليس في الكلام تقديم وتأخير كما زعم الفراء وغيره، وأن الأصل: له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه، لأن الأصل عدمه مع الاستغناء عنه.

للاستزادة
• وقد جاء في معنى "يحفظونه من أمر الله" - فيما يتعلق بالملائكة - عدة أقوال، منها:
- يحفظونه عن أمر الله الذي يؤذيه مما تجري به الأقدار، فإذا جاء المقدور الواقع أسلم المرء إليه. فتكون "من" بمعنى "عن". وهي ذات المعنى لو كانت "من" على بابها، أي يحفظونه من قدر الله الذي إذا جاءه خلوا عنه بإذن الله.
قال بعض النحويين البصريين: أن المعنى يحفظونه عن أمر الله. كما تقول: أطعمني من جوع وعن جوع، وكساني عن عري ومن عري، وآمنه من خوف وعن خوف، وساق إليها وساق عنها. وهذا سائغ في اللغة وهو دخول الحروف بعضها على بعض. وهذا القول يؤيده حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لله ملائكة يتعاقبون... الحديث.
- يحفظون عليه الملائكة الكتبة، وكذلك الأعمال التي تكتبها الكتبة، فتحفظ عليه حسناته وسيئاته ومن يكتبها عليه.

• أما إن كان معنى "المعقبات" هم حرس الرجل وجلاوزته والمواكب خلفه وأمامه التي تحرسه، فهم يحفظونه مادام الله أراد ذلك، أما إن أراد الله به سوءا فلا مرد له، وما له من دون الله من وال. وقال هذا القول: ابن عباس وعكرمة، واختاره ابن جرير.
• وثمة قول رابع ضعفه ابن جرير وغيره وهو أن الآية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم حين حصلت له حادثة مع أربد وعامر. وهي قول عبد الرحمن بن زيد.

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج: رواه البخاري والنسائي وابن جرير والحاكم عن ابن عباس من عدة طرق منها طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عنه، وزاد عن قول ابن عباس، قول أبو بشر لسعيد بن جبير: فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: (النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه). ومثله قال مجاهد وقتادة.
التوجيه: هذا القول مبني على أن كلمة "الكوثر" على وزن (فوعل) مبالغة من الكثرة، أي من الاشتقاق.
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ شَيْءٍ كَثِيرٍ فِي الْعَدَدِ أَوْ فِي الْقَدْرِ وَالْخَطَر: كَوْثَرًا. وكذلك يقال للغبار -إذا ارتفع وكثر-: كوثر، قال الهذليّ يذكر الحمار:
يحامي الحقيق إذا ما احتد ....... من حمحم في كوثر كالجلال
أي في غبار كثير كأنه جلال السفينة أو الدوابّ.
وسمي بها النهر – كما جاء في حديث عائشة وأنس - لكثرة مائه وآنيته وعظم قدره وخيره.
وقال ابن حجر فيما يتعلق بتتمة قول ابن عباس المذكور أعلاه: (وحاصِلُ مَا قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ أَنَّ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّهُ الخَيْرُ الكَثِيرُ لا يُخَالِفُ قَوْلَ غَيْرِهِ إِنَّ المُرَادَ بِهِ نَهَرٌ فِي الجَنَّةِ؛ لأنَّ النَّهَرَ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِ الخَيْرِ الكَثِيرِ ولَعَلَّ سَعِيدًا أَوْمَأَ إِلَى أَنَّ تَأْوِيلَ ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْلَى لِعُمُومِهِ، لَكِنْ ثَبَتَ تَخْصِيصُهُ بالنَّهَرِ مِنْ لَفْظِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ-، فلا مَعْدِلَ عَنْهُ)
وَالْحَاصِلُ أَنَّ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَشْمَلُ جَمِيعَ الأَقْوَالِ الَّتِي ذكرت فِي الْكَوْثَرِ من الحوض والنبوة والقرآن وثواب الآخرة؛ لأَنَّ جَمِيعَ ذَلِكَ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهُ.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ربيع الأول 1443هـ/30-10-2021م, 02:34 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

1- قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج
- أخرجه ابن جريرفي تفسيره عن بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن ابن عباس: أي بعد نسيان .
- وأخرج ابن جريرفي تفسيره مثله بزيادة (أنه قرأ: " بَعْدَ أَمَهٍ") من طريق قتادة عن عكرمة عن ابن عباس.
- و أخرج أيضًا ابن المنذر، وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور للسيوطي عن ابن عباس مثله بزيادة (أنه قرأ: " بَعْدَ أَمَهٍ")
التوجيه:
هذا التفسير من ابن عباس مبني على المعنى اللغوي المطابق ل(أمَه) بفتح الهمزة و تخفيف الميم ، و أمه من أَمِهَ يأمه أمها إذا نسي ، أي بعد نسيان ، ذكر ذلك أهل اللغة كالزجاج و الفراء والنحاس و غيرهم.
و استدل القرطبي على هذا المعنى بقول الشاعر:
أَمِهْتُ وَكُنْتُ لَا أَنْسَى حَدِيثًا ... كَذَاكَ الدَّهْرُ يُودِي بِالْعُقُول
و يؤيد هذا التفسير:
1- القراءة التي عن ابن عباس و قد رُويت أيضًا عن زيد بن علي والضحاك وقتادة وأبو رجاء وشبيل ابن عزرة الضبعي وربيعة بن عمرو وابن عمر ومجاهد وعكرمة [والحسن (بعد أمهٍ) بفتح الهمزة، والميم مخففة، بعدها هاء منونة كما ذكر د. عبد اللطيف الخطيب في معجم القراءات: 4/272].
2- و القول بالنسيان يوافق معنى ادكر التذكر( حكا فخر الدين الرزاي عن الحسن قراءته بالذال) ، فلا يكون التذكر إلا بعد النسيان.
3- و هذا القول قريب من القول الثاني لابن عباس و هو بعد حين ، فالتذكر بعد حين يلزم منه حدوث نسيان .

2- عن ابن عباس قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ) يقول: ليس كمثله شيء.
التخريج:
أخرجه الطبري في تفسيره و البيهقي في الاعتقاد،من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابن عباس قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ) يقول: ليس كمثله شيء.
وأخْرَجَ مثله عنه ؛ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ،كما في الدر المنثور للسيوطي .
التوجيه:
- هذا التفسير بلازم القول .
التفصيل:
من معاني المثل في القرآن ؛الصفة ، أي الصفة الأعلى: الصفة الأرفع و الأعظم و الأكمل ، و الأعلى : أفعل التفضيل معرفة بال التعريف، و صفة بالتفضيل تقتضي أن يكون الموصوف بها في أعلى درجات المفاضلة، فالتفضيل بـ (أل) هو أعلى وأعم درجات المفاضلة، كما ذكر فاضل السمرائي في كتابه معاني النحو(4/320)
يلزم من كون أحد في أعلى درجة في المفاضلة ( الأعلى)، أن لا يكون مثله شيء و إلا فلا معنى للمفاضلة ، فلو كان مثله شئ لما كان هو الأعلى، و لما كان هناك فرق بل كان مساويًا له، لذا فليس كمثله شيء.
أي من لازم أن الله في أعلى درجات المفاضلة أن لا يكون مثله شيء، فالله له أعلى درجات كمال الصفات و الأفعال و لذلك ليس كمثله شيء، ليس له ند و لا شبه ، و من كان كذلك فهو المستحق للعبودية و إخلاص العبادة له ، أي أن ذلك لازم أن الله له المثل الأعلى ؛ و هذا توجيه من فسر معنى المثل الأعلى أنه التوحيد ، و شهادة أن لا إلا إلا الله.
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (المثل الأعلى وهو الكمال المطلق المتضمن للأمور الوجودية والمعاني الثبوتية التي كلما كانت أكثر في الموصوف وأكمل كان أعلى من غيره ولما كان الرب تعالى هو الأعلى ووجهه الأعلى وكلامه الأعلى وسمعه الأعلى وبصره وسائر صفاته عليا كان له المثل الأعلى وكان أحق به من كل ما سواه بل يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحده يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير(2/429)
- و قول ابن عباس هو من تأويل القرآن بالقرآن :
1- من نظائر الآية التي تؤيد ما كان من تفسير ابن عباس قوله تعالى ﴿فَاطِرُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا یَذۡرَؤُكُمۡ فِیهِۚ لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ﴾ [الشورى ١١]
فمن كان ليس كمثله شيء فهو له المثل الأعلى .
قال القرطبي: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" وَالَّذِي يَعْتَقِدُ فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ فِي عَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ وَمَلَكُوتِهِ وَحُسْنَى أَسْمَائِهِ وَعَلِيِّ صِفَاتِهِ، لَا يُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَلَا يُشْبَّهُ بِهِ، وَإِنَّمَا جَاءَ مِمَّا أَطْلَقَهُ الشَّرْعُ عَلَى الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ، فَلَا تَشَابُهَ بَيْنَهُمَا فِي الْمَعْنَى الحقيقي، إذ صفات القديم عز وجل بِخِلَافِ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ، إِذْ صِفَاتُهُمْ لَا تَنْفَكُّ عَنِ الْأَغْرَاضِ وَالْأَعْرَاضِ، وَهُوَ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ.
قال السعدي في تفسيره: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ أي: ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، لأن أسماءه كلها حسنى، وصفاته صفة كمال وعظمة، وأفعاله تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، فليس كمثله شيء، لانفراده وتوحده بالكمال من كل وجه.
2- و من نظائر الآية أيضًا التي تؤيد ما كان من ابن عباس من تفسير قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى﴾
قال الطبري في تفسيره: ولله المثل الأعلى، وهو الأفضل والأطيب، والأحسن، والأجمل، وذلك التوحيد والإذعان له بأنه لا إله غيره.
و قال السعدي:
﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ وهو كل صفة كمال وكل كمال في الوجود فالله أحق به، من غير أن يستلزم ذلك نقصا بوجه، وله المثل الأعلى في قلوب أوليائه، وهو التعظيم والإجلال والمحبة والإنابة والمعرفة.

3- قول سالم الأفطس في قوله: " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه "، قال: يخوفكم بأوليائه.
التخريج:
أخرجه ابن جرير في تفسيره عن يونس قال، أخبرنا علي بن معبد، عن عتاب بن بشير مولى قريش، عن سالم الأفطس في قوله: " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه "، قال: يخوفكم بأوليائه.
التوجيه :
1- يوجه هذا التفسير أنه من لازم بيان المعنى و تمامه ،و تفصيل ذلك مبني على طبيعة الفعل يخوف .
الفعل (يخوف) ( هو مشدد الفعل خاف ) و لأنه لما شدد و ضوعف لزم من ذلك تعديه لمفعولين ، و يجوز في حقه حذف مفعوليه ، أو أحدهما، و ذلك على الاختصار، و لوجود ما يدل عليه و يقتضيه .
- كما أن هذا الفعل من الأفعال التي توصل بحروف، و يجوز حذف الحرف فيعمل بالمفعولية على اسم المجرور، كما قال سيبويه في كتابه الكتاب : وإنما فُصِلَ هذا أنَّها أفعالٌ تُوصَلُ بحروفِ الإضافة، فتقولُ: اخترتُ فلاناً من الَّرجالِ، وسمّيته بفلان، كما تقول: عرّفتُه بهذه العلامة وأوضحتهُ بها، وأستغفِرُ الله من ذلك، فلمَّا حذفوا حرَف الجر عَمِلَ الفعلُ. ومثل ذلك قول المتلمَّس:
آلْيتَ حَبَّ العِرَاقِ الدَّهْرَ أَطعمُهُ ... والحبُّ يأكله في القرية السوس (1/38-39)
- و في قوله: " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه " القراءة المشهورة؛ حُذِف المفعول الأول و قدره سالم الأفطس بما يناسب سياق الكلام و معناه، بضمير( كم) ، وأضاف حرف جر لأوليائه ( حرف الباء) أي بأوليائه و هو المفعول الثاني ؛ أي يخوفكم بأوليائه، و الضمير( كم ) يعود على المؤمنين المخاطبين و حرف الباء هنا يفيد أن أولياء الشيطان هم أداته في تخويف المؤمنين، ويدل على ذلك قوله تعالى( فلا تَخافُوهُمْ﴾ أيْ أي فلا تخافوا أيها المؤمنون أولياء الشيطان الذين جعلهم يخوفونكم .
و هذا القول ( يخوف بأوليائكم) رُوِي أيضًا عن ابن المنذر عن عكرمة كما في الدر المنثورللسيوطي.
2- و يوجه أيضًا هذا القول أنه بني على قراءة أبي بن كعب (يخوف بأوليائه)، و قد ذكر الثعلبي في تفسيره أن محمد بن مسلم بن أبي وضاح قال: حدثنا علي بن خزيمة قال: في قراءة أبي بن كعب: يخوفكم بأوليائه.
و مما يؤيد المعنى أيضًا و يبينه ( يخوفكم بأوليائه ) الأقوال التالية :
1- ما أخرجه ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس : الشيطان يخوف المؤمنين بأوليائه.
2- وما أخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد( كما في الدر المنثور للسيوطي) :يخوف المؤمنين بالكفار
3- و يدل على هذا المعنى أيضًا القراءات التي ذكرها علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): [في معجم القراءات]عن ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وعطاء "يخوفكم أولياءه"،- و قد أخرج مثله الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف من طريق عطاء عن ابن عباس كما في الدر المنثوؤر للسيوطي_ و عقب عليها الصفاقسي فقال/: أي من أوليائه، أو بأوليائه. .( : 1/624)
و قد ذكر ابن حيان توجيهان آخران لحرف الباء ( لم يرجحهما) في ( يخوفكم بأوليائه ) فقال:
1- أن تكون الباء ، زائدة فيكون التقدير يخوفكم أولياءه كما في القراءة المشهورة، فيكون (كم ) المفعول الأول ، و أولياءه المفعول الثاني..
2- أو أن تكون الباء للسببية و حذف المفعول الثاني و يكون تقديره ( يخوفكم الشر بأوليائه) أي َيَكُونُونَ آلَةً لِلتَّخْوِيفِ.
و عقب ابن حيان على القول الثاني فقال: قَدْ حَمَلَ بَعْضُ المُعْرِبِينَ قِراءَةَ الجُمْهُورِ يُخَوِّفُ أوْلِياءَهُ عَلى أنَّ التَّقْدِيرَ: بِأوْلِيائِهِ، فَيَكُونُ إذْ ذاكَ قَدْ حَذَفَ مَفْعُولا يُخَوِّفُ لِدَلالَةِ المَعْنى عَلى الحَذْفِ، والتَّقْدِيرُ: يُخَوِّفُكُمُ الشَّرَّ بِأوْلِيائِهِ، وهَذا بَعِيدٌ.


4- قول سعيد بن جبير: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾ ، قال: الملائكة: الحفظة، وحفظهم إياه من أمر الله.
التخريج :
أخرجه ابن جرير في تفسيره عن ابن حميد قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾ ، قال: الملائكة: الحفظة، وحفظهم إياه من أمر الله.
التوجيه:
هذا الرأي مبني على:
1- تفسير المقبات بالملائكة ( و قد وصف الله عز و جل الملائكة بالحفظة في الآية( و هو القاهر فوق عباده و يرسل عليكم حفظة)
2- تأويل أن الحفظ هنا بمعنى الحراسة.
3- من كون قوله تعالى (أمر الله) متعلقة ب(يحفظونه) .
4- و (من) هنا جاءت بمعنى الباء للسببية .
فيكون المعنى الملائكة المتعاقبة يحفظونه بأمر الله وإذنه، و من أجل أنه أمرهم بذلك.
- ويُؤَيِّدُ ذَلِكَ أنَّ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ تَعالى وجْهَهُ وابْنَ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُما وزَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وعِكْرِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهم قَرَؤُوا ( بِأمْرِ اللَّهِ ) بِالباءِ وهي ظاهِرَةٌ في السَّبَبِيَّةِ.
- و يبين هذا المعنى أيضًا قراءة التقديم و التأخير التي رويت عن مجاهد و النخعي و ابن جريج ؛كما ذكرعنهم أبو حيان في تفسيره: ( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن أمْرِ اللهِ يَحْفَظُونَهُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ).
- و قد قال بهذا التفسير ابن عباس كما أخرج عنه ابن أبي حاتم في تفسيره: عن أبِي، ثَنا أبُو صالِحٍ كاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعاوِيَةُ بْنُ صالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قَوْلَهُ: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِن أمْرِ اللَّهِ﴾ يَقُولُ: بِإذْنِ اللَّهِ فالمُعَقِّباتُ مِن أمْرِ اللَّهِ وهي المَلائِكَةُ
و قال القرطبي: رَوَى الْأَئِمَّةُ عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَرَأَ-" مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَرُقَبَاءُ مِنْ خَلْفِهِ [مِنْ أَمْرِ اللَّهِ](٨) يَحْفَظُونَهُ "فَهَذَا قَدْ بَيَّنَ الْمَعْنَى.
- وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ ( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ورُقَباءُ مِن خَلْفِهِ مِن أمْرِ اللَّهِ يَحْفَظُونَهُ ) كما في الدر المنثورللسيوطي.
- و قال مكّي بن أبي طالب (٤٣٧ هـ) في تفسيره: قولًا آخر يؤيد المعنى العام للآية حيث جعل ( من أمر الله) صفة للمعقبات متعلقة بها، هنا يكون معنى من ( عن) ، فهنا بيان لجنس المعقبات و هو قول الحسن : والمعنى: حفظهم إياه عن أمر الله، كان، لا من عند أنفسهم.
- و قال القرطبي: وَهَذَا قَرِيبٌ مِنَ الْأَوَّلِ، أَيْ حِفْظُهُمْ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ لَا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمَْقُولُ: كَسَوْتُهُ عَنْ عُرْيٍ وَمِنْ عُرْيٍ، وَمِنْهُ قوله عز وجل: ﴿أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ﴾(٥) [قريش: ٤] أَيْ عَنْ جُوعٍ.

5- قول ابن عبّاسٍ -رضي اللّه عنهما-، أنّه قال: «في الكوثر: هو الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه» ، قال أبو بشرٍ: قلت لسعيد بن جبيرٍ: فإنّ النّاس يزعمون أنّه نهرٌ في الجنّة، فقال سعيدٌ: النّهر الّذي في الجنّة من الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه).
التخريج:
رواه البخاري و ابن جرير و عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ و النيسابوري في مستدركه من طريق أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس
رواه النسائي وابن جرير و عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ من طريق عطاء ابن السائب عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس ..
التوجيه : هذا من التفسير اللغوي بالمعنى المطابق : فالكوثر من فوعل من الكثرة، صيغة مبالغة معناها اللغوي في كتب المعاني: أي الخير الكثير .
- و ال التعريف هنا للاستغراق و الشمول: فيشمل الكوثر كل أنواع الخير التي من الله عليها على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم .
- كما أن الكوثر هنا صفة لمحذوف و الحذف يقتضي العموم .
وقد قال الشنقيطي توجيهًا آخر و هو أن هذا التفسير منشأه أن الكوثر هو وصف على العلمية و استدل بالحديث: سند أحمد إلى أنس بن مالك قال: «أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه مبتسمًا إما قال لهم، وإما قالوا له: لم ضحكت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه نزلت على أنفًا سورة. فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، {إنا أعطيناك الكوثر}، حتى ختمها، فقال: هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؟ قال: نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أميت يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم، فأقول: يا رب إنه من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
و الشاهد في الحديث: " عليه خير كثير " يشعر بأن معنى الوصفية موجود.
- كما روي ابن جرير مثل هذا التفسير عن عكرمة و مجاهد .
- وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الكَوْثَرُ خَيْرُ الدُّنْيا والآخِرَةِ.
- و كل ما فُسر به الكوثر هو من التمثيل و يدخل فيه أوليًا ما صح أنه نهر في الجنة، و هو تفسير كما جاء في المعاني الجامع معنى مصطلحي، و كما قال الشنقيطي علم على نهر الجنة.
- و قول ابن عباس و سعيد ابن جبير عن نهر الجنة أنه من الخير الكثير لا يعني أنهم يردون هذا القول و لكنهم يميلون لعموم المعنى و يدخلون نهر الجنة في الخير الكثير.
و قد تحمل ال التعريف على العهد( و في هذا التوجيه تكلف و الله أعلم) فبتدبر السور التي تحيط بسورة الكوثر و التي اشتملت على ذكر كثير من النعم التي أنعم الله بها على نبيه بالتصريح و بالإشارة، و أنقل ما ما ذكره الشيخ الشنقيطي في تفسيره عن بيان هذه النعم :
وفي القريب سورة الضحى وفيها : ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾، أعقبها بنعم جليلة من شرح الصدور، ووضع الوزر، ورفع الذكر، واليسر بعد العسر.
وبعدها في سورة التين جعل بلده الأمين، وأعطى المؤمنين الذين يعملون الصالحات أجراً غير ممنون.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ربيع الأول 1443هـ/31-10-2021م, 02:51 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ التطبيق التاسع ⚪


⚫ خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:


🔶 1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).


▪التخريج
رواه ابن جرير من طريق معاوية عن على بن طلحة عن ابن عباس

▪ التوجيه
هذا القول مبني على أنه تعالى له الوصف الأعلى الذي ليس لغيره لا في السموات ولا في الأرض
إذ لا يشاركه أحد لا في ذاته أو صفاته فهو (سبحانه) لا إله إلا هو له صفات الكمال والجلال :
{ليس كمثله شيء } ، لا إله الإ هو وحده لا شريك له ، فكل صفة كمال له سبحانه أكملها وكل صفة نقص فإنه منزه عنها ، فالكمال يقتضي نفي النقص عنه سبحانه بكل وجه ، لذا له تقدس وتمجد. المثل الأعلى




🔷 2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.


▪التخريج
رواه ابن جرير من طريقين كلاهما من طريق همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس


▪التوجيه
أما - أمة - ففيها وجوه. ثلاثة في القراءات :
1- أُمَّة - بضم الألف. وتشديد الميم. { بعد أُمَّة } وهي قراءة القرأة في أمصار الإسلام - معناها أي بعد حين .
2- أٓمٓة - بفتح الألف وتخفيف الميم وفتحها ( بعد أٓمّٓة ) من قراءة ابن عباس وعكرمة والضحّاك - معناها بعد نسيان
3- إمّٓةِ - بكسر الهمزة وتشديد الميم ( بعد إمّٓة ) قرأ بها الأشهب العقيلي - معناها بعد نعمة


إذا مبنى تفسير ابن عباس رضي الله عنه ( بعد نسيان ) على قراءة { بعد أٓمٓة } من قول العرب" أ مِه الرجل يأمهُ أمٓهاً " أذا نسِي ، كما قال الشاعر :
أمهت وكنت لا أنسى حديثاً
كذاك الدهر يودي بالعقول




🔶 3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).


▪التخريج
رواه ابن جرير الطبري من طريق معبد عن عتاب بن بشير عن سالم الأفطس
▪ التوجيه
مبنى هذا القول أن قول من قال { إن الناس قد جمعوا لكم } واحتشدوا لحربكم ، يعني به أبي سفيان ومن معه من قريش ، هو من فعل الشيطان وترويعه ليرهبكم بأوليائه من الكفرة ، فيُخوّف المؤمن بالكافر كيداً وحرباً منه لأهل الإيمان .




🔷 4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)

▪التخريج
رواه ابن جرير من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير


▪ التوجيه
كان مبنى قول سعيد رحمه الله على القول بأن المعقبات الذين يحفظون : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه ، يحفظونه من أمر الله } هم الملائكة ، أنهم الملائكة الذين يتعاقبون على الآدامي ، فيحفظون عليه الحسنات والسيئات ، ويحفظون نفسه من المخاطر والمهلكات من أجل أن الله أمرهم بحفظه كما جاء في الحديث :
( يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ، وَصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهو أَعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ. ) رواه مسلم
وكما روى ابن جرير بسنده عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس :
: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾ قال: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدره خَلَّوا عنه.
فهذاالقول الأول : ( الملائكة ) هم المعقبات الحفظة ، ولعله الأشهر ، قال به ابن عباس ومجاهد وإبراهيم وغيرهم
- والقول الثاني : أنهم ( حراس الأمراء والجلاوزة ) يتعاقبون على حراستهم ويحفظونهم من الناس حتى يأتي أمر الله الذي لا مرد له متى أراد بهم سوءً فمالهم من دونه ولي ولا حافظ ، وهذا قول لبعض السلف منهم ابن عباس وعكرمة ، وهو اختيار ابن جرير الطبري
- القول الثالث : هو قول عبد الرحمن بن زيد خالف فيه القولين السابقين ، وهو أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، وان تلك المعقبات الحافظات هي من أمر الله
- و تعقب ابن جرير قوله هذا بأنه قول اجتمع فيه خلاف ما اشتهر من الأقوال مع بعده عن مقصود الآية ومدلولها .


🔶 5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه )

▪ التخريج
رواه ابن جرير من طريقين عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس و
وأخرج البخاري من طريق أبي بشر عن سعيد جبير عن ابن عباس ، أنه قال في الكوثر هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه
▪ التوجيه
وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر الكوثر بالنهر ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ قال: نهر أعطاه الله محمدا ﷺ في الجنة.) كما هو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ، روى للبخاري عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا - طينه – أو طيبه – مسك أذفر)) .
فكان قوله هذا على معنى الكوثر في ( اللغة ) من الكثرة وهو الخير الكثير ، فيدخل بهذا التفسير اللغوي كل خير أعطيه صلى الله عليه وسلم من ربه تكرمةً له فهذا عكرمة يقول : هو النبوة والقرآن وثواب الآخرة ، وقال مجاهد : هو الخير الكثير في الدنيا والآخرة
روى ابن جرير بسنده ،
وحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُليَّة، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: مَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي الْكَوْثَرِ؟ قُلْتُ: حَدثَنا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ. فَقَالَ: صَدَقَ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لِلْخَيْرُ الْكَثِيرُ. وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، يَجْرِي عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ"
وهذا أولى الأقوال بالصواب كما قرّر ابن جرير وغيره من السلف

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 ربيع الثاني 1443هـ/6-11-2021م, 02:33 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير

بارك الله فيكم، هنيئًا لكم إتمام هذه الدورة، نفعكم الله بها ونفع بكم.
أؤكد على أن أي مهارة تحتاج إلى وقت طويل من الممارسة والتطبيق لإتقانها وبرنامج إعداد المفسر يوفر عددًا من التطبيقات على مراحل مختلفة بإذن الله، لكن هذا لا يمنع من الجهد الذاتي خاصة في جبر ما تجدون من ضعف في بعض العلوم مثل علوم اللغة ومصطلح الحديث.


فروخ الأكبروف: أ

أحسنت، بارك الله فيك.
س1. عبد الله بن صالح هو نفسه أبو صالح كاتب الليث.
وطالما تعرضت للخلاف في معنى المثل فلابد من حسمه، ولعلك تستفيد من رسالة الشيخ عبد العزيز الداخل في بيان المراد بالمثل الأعلى هنا.
وتوجيه قول ابن عباس أنه من لازم المعنى يعني أنه إذا قلنا أن لله عز وجل الصفات العليا التي لا يساويه ولا يشبهه فيها أحد، فمن لازم هذا أنه ليس كمثله شيء.

س3: قولنا: يخوفكم أولياءه؛ ضمير المخاطب مفعول أول وأولياء مفعول ثان، والمفعول الثاني هنا فيه بيان للمُخوّف منه، فيكون تفسير سالم الأفطس (يخوفكم بأوليائه) من باب التفسير بلازم المعنى، لأنه جعل أولياءه بمثابة الأداة التي يخوف الشيطان بها المؤمنين.

وأما التوجيه بأن المعنى " يخوفكم بأوليائه" فهو توجيه بالقراءة التي رويت عن أبي بن كعب.

هنادي الفحماوي: د
بارك الله فيكِ ونفع بكِ، أرجو أن تعيدي التدرب على تخريج هذه الآثار بجمع طرقها وتعيين مخرج الأثر إن وُجد ثم صياغة التخريج، وعدم الاعتماد على تخريج الدر المنثور.
من يعتمد على تخريج الدر المنثور في واجبه، لا يُعتدُّ بتخريجه لأنه ناسخ للتخريج لا أكثر !!!

س1:
- التخريج ناقص لاعتمادك على كتاب الدر المنثور وعدم الرجوع للكتب الأصلية وصياغة التخريج ببيان مخرج الأثر.
- التوجيه: بناء على العبارة الأخيرة التي ذكرتِ، هذا نسميه تفسير بلازم المعنى، وراجعي التعليق على الأخ فروخ.

س2: التخريج ينقصه بيان طرق أخرى عند ابن جرير الطبري.

س3: التخريج خاطئ، لخطئك في كتابة أسماء الرواة، علي بن معبد وليس معبد، عتاب بن بشير وليس عناب.

عتاب بن بشير وليس عتاب عن بشير !

والتصحيف خطأ كبير جدًا.

- إذا نسختِ التوجيه من مصدر ما، أشيري إليه، وراجعي التعليق على الأخ فروخ أعلاه.

- إذا لم يتوفر لكِ سوى إسناد واحد للأثر، يُكتب كاملا بدءا من المصنف إلى منتهى الإسناد.

س5. ما رواه الفراء هو أثر عن عائشة وليس ابن عباس رضي الله عنهم.
ابن قتيبة لم يرو بإسناده لنقول: (رواه)

أين إسناد ابن حجر العسقلاني لهذا الأثر؟

الإسناد الذي عند العيني في عمدة القاري هو للبخاري وليس للعيني

عمدة القاري في شرح صحيح البخاري، والشارح (العيني) ينقل الإسناد والمتن بغرض الشرح، ويعقوب ابن إبراهيم هو شيخ البخاري.

والأولى أن تبيني تخريج البخاري لهذا الأثر في صحيحه!


يُتبع بإذن الله ...


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 ربيع الثاني 1443هـ/6-11-2021م, 03:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تصحيح مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير


إيمان جلال: أ

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
س1: كتب البيهقي مطبوعة يمكنك الرجوع إليها وتعيين مخرج الأثر.
- أحسنتِ التوجيه وما ذكرتيه تفسير بلازم المعنى.
س2: لأنه لم يتوفر لكِ سوى إسناد واحد، ولأن يونس في هذا الإسناد شيخ ابن جرير
تكون الصياغة: قول سالم الأفطس: رواه ابن جرير عن يونس عن علي بن معبد عن عتاب بن بشير مولى قريش عنه.
وعلى هذا فقيسي الأمثلة المشابهة.

وراجعي التعليق على الأخ فروخ أعلاه.


رولا بدوي: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س5: عبد الرحمن الهمذاني راوي كتب، فلا ينسب التخريج إليه وإنما لصاحب الكتاب الذي رواه.
النيسابوري في مستدركه: اشتُهر بالحاكم، ولقب النيسابوري مبهم لأنه لقب لعدد من العلماء ولو لم تعيني كتاب المستدرك لم يتضح، لهذا فالأولى ذكر ما اشتهر به العالم من اسم أو لقب أو كنية.

- اختصار الكلام في أقل الألفاظ مع إفادة المعنى المطلوب، مهارة حاولي التدرب عليها - ما أمكنكِ -.


سعاد مختار: ج

أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بك.
أرجو أن تعتني بالتخريج بدءًا من الاجتهاد في جمع الطرق ثم تعيين مخرج الأثر والصياغة النهائية للتخريج.

س1. التخريج ناقص، فالأثر متوفر في مصادر أخرى، ومخرجه عبد الله بن صالح
- راجعي مسألة (مسالك التفسير عند السلف) في درس توجيه أقوال المفسرين.
وهذا الذي ذكرتيه من التفسير بلازم المعنى.
س2. وله طريق آخر عند ابن جرير.
س3. إذا لم يتوفر لكِ سوى إسناد واحد، يُذكر كاملا، وراجعي التعليق على الأخ فروخ.

س4. التخريج ناقص.
- ركزتِ على بيان المراد بالمعقبات، وبحث التوجيه في قول سعيد بن جبير: (وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)

س5. مرجع الإشارة في هذه العبارة مشكل: (فكان قوله هذا على معنى الكوثر في ( اللغة ) من الكثرة وهو الخير الكثير)

فالقول السابق لها مباشرة من كلامك هو القول بأن المراد بالكوثر النهر، لكن عبارتكِ تشير إلى معنى الكوثر لغة وأنه على صيغة فوعل في الكثرة وعليه توجيه قول ابن عباس.

وإذا أردتِ الجمع بين القول بالنهر وقول ابن عباس أنه الخير الكثير فلهذا أوجه، منها أن النهر من باب التفسير بالمثال كما هو توجيه سعيد بن جبير.
ومنها بيان الخير الكثير الموجود على النهر، كما صح في الحديث، وراجعي تطبيق الأخت رولا بدوي.



نفع الله بي وبكم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir