دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 محرم 1443هـ/3-09-2021م, 02:42 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي

مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي

سؤال عام لجميع الطلاب:
بعد مراجعة درس (ترتيب الآيات والسور في المصاحف) من دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله -، علّق بما تيسر لك على كلام السيوطي - رحمه الله - على ترتيب سورتي الأنفال وبراءة في المصحف.



اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1:حرر الخلاف في مسألة ترتيب السور في المصحف، مع بيان ترجيح السيوطي رحمه الله.
س2: ما وجه المناسبة بين قوله تعالى: {الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه} في سورة البقرة، وقوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم} في سورة الفاتحة؟
س3:ما وجه المناسبة بين خاتمة سورة يوسف وفاتحة سورة الرعد؟
س4: بين وجه مناسبة ترتيب سورة النور بعد سورة المؤمنون؟

المجموعة الثانية:
س1: فصّل أوجه اشتمال سورة الفاتحة على علوم القرآن.
س2: ما مناسبة افتتاح سورة المائدة بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)، وما ورد قبلها في سورة النساء؟
س3: ما وجه المناسبة بين خاتمة سورة إبراهيم وفاتحة سورة الحجر؟
س4: ما وجه مناسبة ترتيب سورة الكهف بعد سورة الإسراء؟


المجموعة الثالثة:
س1: وضح ما ذكره السيوطي من أوجه الاتحاد والتلازم بين سورتي البقرة وآل عمران.
س2:ما وجه المناسبة بين خاتمة سورة طه وفاتحة سورة الأنبياء؟
س3: قال تعالى في سورة آل عمران: {زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدّنيا} "آل عمران: 14"، بين كيف استفاد السيوطي من هذه الآية في ذكر وجه المناسبة بين ترتيب السور (آل عمران والنساء والمائدة والأنعام)؟
س4: ما وجه المناسبة بين قوله تعالى: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه} "النحل: 124"، وسورة الإسراء؟


المجموعة الرابعة:
س1: قال السيوطي-رحمه الله-: (كل سورة تفصيل لإجمال ما قبلها، وشرح له، وإطناب لإيجازه)
انقد هذه العبارة.
س2: ما وجه المناسبة بين خاتمة سورة الأنبياء وفاتحة سورة الحج؟
س3: ما معنى قول السيوطي -رحمه الله- أن نسبة سورة الفرقان لسورة النور، كنسبة سورة الأنعام إلى المائدة؟
س4: ما وجه المناسبة بين قوله تعالى: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فأمليت للّذين كفروا ثمّ أخذتهم} "الرعد: 32"، وسورة إبراهيم؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.

_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 محرم 1443هـ/4-09-2021م, 01:45 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

سؤال عام لجميع الطلاب:
بعد مراجعة درس (ترتيب الآيات والسور في المصاحف) من دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله -، علّق بما تيسر لك على كلام السيوطي - رحمه الله - على ترتيب سورتي الأنفال وبراءة في المصحف.

بادئ ذي بدء، سنلخص ما قرره السيوطي حول ترتيب سورتي الأنفال وبراءة، ثم نعلق عليه:
أقر السيوطي في مستهل حديثه أن ترتيبهما ليس بتوقيفي من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بل هو اجتهاد عثمان -رضي الله عنه-.
وأن الحديث الوارد في السبع الطوال كان يشمل يونس، ففي فصلها من الأعراف بالأنفال وبراءة مع قصر الأنفال استشكال يؤيده حسبما يذكر ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال: "قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل [بالمدينة]، وكانت براءة من آخر القرآن نزولًا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطوال".
فهذا الحديث هو العمدة لديه في التدليل على رأيه.

التعليق على ما تقدم:
هذا الحديث مداره على يزيد الفارسي، وقد اختلف فيه: هل هو يزيد بن هرمز الفارسي أو غيره؟
فذهب الإمام أحمد وعبد الرحمن بن مهدي إلى أنهما واحد.
وذهب يحيى بن سعيد القطان وأبو حاتم الرازي ويحيى بن معين إلى التفريق بينهما.
قال أبو حاتم الرازي: (يزيد بن هرمز هذا ليس بيزيد الفارسي، هو سواه، فأما يزيد بن هرمز فهو والد عبد الله بن يزيد بن هرمز، وكان ابن هرمز من أبناء الفرس الذين كانوا بالمدينة وجالسوا أبا هريرة مثل أبي السائب مولى هشام بن زهرة ونظرائه، وليس هو يزيد الفارسي البصري الذي يروي عن ابن عباس ويروي عنه عوف الأعرابي، إنما روى عن يزيد بن هرمز الحارث بن أبي ذباب وليس بحديثه بأس، وكذلك صاحب ابن عباس لا بأس به)ا.هـ.
وقال ابن الجنيد: (قيل ليحيى بن معين وأنا أسمع: يزيد الفارسي روى عنه أحد غير عوف؟
قال: «لا»
قلت ليحيى: فإنهم يزعمون أن يزيد بن هرمز هو يزيد الفارسي الذي روى عنه الزهري وقيس بن سعد حديث نجدة.
فقال: «باطل، كذب، شيء وضعوه، ليس هو ذاك»).
وذكره البخاري في الضعفاء، وذكر عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان مع بعض الأمراء.
وقد روى له ابن أبي داوود خبراً في كِتاب "المصاحف" من طريق عبد الله بن فيروز وفيه أنه كان كاتباً لعبيد الله بن زياد، وأنه كتب له مصحفاً بأمره فيه مخالفة لرسم المصاحف العثمانية.
وروى ابن أبي شيبة وابن شبّة عن عوف الأعرابي أن يزيد الفارسي كان يكتب المصاحف، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقصّ خبره على ابن عباس فصدّقه في وصفه.
فالذي يظهر أنه غير يزيد بن هرمز، وقول المفرّقين بينهما مقدّم هنا لما معهم من زيادة علم.
ويحيى بن سعيد القطان قد روى هذا الخبر عن عوف عن يزيد الفارسي كما في تاريخ المدينه لابن شبة؛ فهو أخبرُ به، وقد حدّثه عوفٌ به من غير واسطة.
ويزيد الفارسي ممن لا يحتمل تفرّده بمثل هذا الخبر، وقد ضعّفه البخاري، وأما قول أبي حاتم فيه: لا بأس به؛ فإنما تُمشَّى به روايته فيما لا نكارة فيه.
وهذا الخبر مما اختلف في حكمه أهل العلم
- فحسّنه الترمذي وابن حجر في كتابه "موافقة الخُبْر الخبَر".
- وصححه الحاكم بناء على أنّ يزيد هو ابن هرمز.
- وضعّفه أحمد شاكر والألباني وجماعة من المعاصرين.
قال أحمد شاكر: (فهذا يزيد الفارسي الذي انفرد برواية هذا الحديث، يكاد يكون مجهولا، حتى شُبِّهَ على مثل ابن مهدي وأحمد والبخاري أن يكون هو ابن هرمز أو غيره، ويذكره البخاري في الضعفاء، فلا يقبل منه مثل هذا الحديث ينفرد به).
ثمّ ذكر الشيخ أحمد شاكراً كلاماً في نقد المتن فيه نظر، فقال: (وفيه تشكيك في معرفة سور القرآن الثابتة بالتواتر القطعي، قراءةً وسماعاً وكتابةً في المصاحف، وفيه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السور، كأنَّ عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه من ذلك).
وهذا غير لازم، لأن اجتهاد عثمان ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم لم يكن عن مجرّد الرأي والاستحسان، وإنما كان اجتهادهم في الاختيار من الأحرف التي يُقرأ بها.
والمتن معلول بعلل توجب عدم قبول تفرّد يزيد الفارسي به، وما ذكره الشيخ أحمد شاكر في نقد المتن فيه نظر.
وأمّا الألباني فضعّفه لأجل أن يزيد الفارسي لم تثبت عدالته، ولأنَّ البخاري ذكره في الضعفاء، ولأن في المتن نكارة ولا متابع له عليه.
وهذه العلل كافية في ردّ رواية يزيد الفارسي هذه، وعدم الاعتداد بها.
وقد تبع الشيخين أحمد شاكر والألباني جماعة من المصنفين في علوم القرآن على تضعيف هذا الأثر وإنكاره.
يقوي ذلك ما ذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار من إعلال بعض العلماء المتقدمين لمتن الأثر؛ إذ قال فيما حكى عنهم: (وأَنِفُوا أنْ يكونَ مثلُ هذا يذهب عن عثمان رضي الله عنه لعنايته بالقرآن قديماً وحديثاً إلى أن توفَّاه الله رضي الله عنه على ذلك).
وما روي عن عثمان أنه قال في هذا الأثر: (فكانت قصتها شبيها بقصتها، فظننا أنها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطرا: بسم الله الرحمن الرحيم).
ففيه علل توجب ردّ هذه الجمل:
منها: أنّه يلزم من ذلك أن يكون قد غاب عن عثمان وجميع قرّاء الصحابة والتابعين في زمان الجمع معرفة كون سورة الأنفال من التوبة أو لا، وأنه لم يكن لدى أحد منهم علم تقوم به الحجّة في هذا الأمر.
ومنها: أنه يلزم من ذلك أن يكون هذا الإشكال قد عرض في جمع أبي بكر ولم يُحسم، وقد كان قراء الصحابة فيه أكثر توافراً.
ومنها: أنه يلزم من ذلك مخالفة الإجماع في ترتيب آيات كلّ سورة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وحفظها في الصدور.
ومنها: أنه يلزم من ذلك أنه قد فات علمُ هذا الأمر على من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة رضي الله عنهم.
ومنها: أن هذا الخبر ينقض أوَّلُه آخرَه؛ فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوقفهم على مواضع الآيات من السور؛ فكيف يظنّ أنه لم يبيّن لهم ما هو أعظم من ذلك وهو أن سورة تزيد على مائة آية لا يدرون هل هي مستقلة أو تابعة لسورة أخرى؟!!
فكيف يقول: ((فكانت قصتها شبيها بقصتها، فظننا أنها منها..).
ومنها: أن يقال: كيف خفي علم هذا الأمر العظيم المتعلق بمسألة من مظانّ ما يعتنى به وتتوافر الهمم على فقهه مدارسة وتقريراً كيف خفي علمه عن خاصة أصحاب ابن عباس وأعلمهم بالتفسير كسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح وطاووس بن كيسان وأضرابهم حتى يتفرد بروايته يزيد الفارسي.

والخلاصة أنّ هذا الخبر فيه مواضع منكرة مخالفة لما صحّ من الأحاديث والآثار وهو ما يتعلق بتميّز سورة الأنفال عن سورة التوبة، ودعوى أن عثمان ومن معه كانوا يجهلون هذا الأمر العظيم، وقد علموا دقائق الفروق بين الأحرف السبعة ووازنوا بين القراءات واختاروا منها.
وقد يقال: إنّ سورتي التوبة والأنفال سورة واحدة في بعض الأحرف، وسورتان في أحرف أخرى، كما حُكي في سورتي الفيل وقريش أنّهما سورة واحدة في قراءة أبيّ بن كعب، ويكون الاجتهاد المذكور عن عثمان هو اجتهاد مفاضلة بين الأحرف، إذ لا بدّ من أن يُكتب المصحف على قول واحد مختار، ثم جرى من حكاية الأثر بالمعنى ما أثار بعض الإشكالات التي تزول بالتفصيل والتمحيص.
والنتيجة المتّفق عليها أنّ ما كُتب عليه المصحف واستقرّ عليه الاختيارُ أمرٌ مجمعٌ على صحّته لا يُرتاب في ذلك، وإن خفيت علينا بعض أسباب الخلاف ومآخذ الاختيارات.
وأما ما يتعلّق بترتيب السُّوَرِ وترك كتابة البسملة في أوَّل براءة فهو أمرٌ يدخله الاجتهادُ في المفاضلة بين الأحرف السبعة، ولا نكارة في ذلك كما تقدّم، غير أنّ العمدة في ذلك ليست على خبر يزيد الفارسي.


اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الثانية:
س1: فصّل أوجه اشتمال سورة الفاتحة على علوم القرآن.

بيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على الله بما هو أهله، وعلى التعبد، والأمر والنهي، وعلى الوعد والوعيد، وآيات القرآن لا تخلو عن هذه الأمور.
وجميع القرآن تفصيل لما أجملته الفاتحة؛ فإنها بنيت على إجمال ما يحويه القرآن مفصلًا؛ فإنها واقعة في مطلع التنزيل، والبلاغة فيه: أن تتضمن ما سيق الكلام لأجله؛ ولهذا لا ينبغي أن يقيد شيء من كلماتها ما أمكن الحمل على الإطلاق.
قال الطيبي: هي مشتملة على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين:
أحدها: علم الأصول، ومعاقده معرفة الله عز وجل وصفاته، وإليها الإشارة بقوله: {ربّ العالمين، الرّحمن الرّحيم} ومعرفة المعاد، وهو المومأ إليه بقوله: [ {مالك يوم الدّين} .
وثانيها: علم الفروع، وأسّه العبادات، وهو المراد بقوله: {إيّاك نعبد} ].
وثالثها: علم ما يحصل به الكمال، وهو علم الأخلاق، والسلوك لطريقة الاستقامة فيها، وإليه الإشارة بقوله: [ {وإيّاك نستعين، اهدنا الصّراط المستقيم} .
ورابعها: علم القصص والإخبار عن الأمم السالفة والقرون الخالية، السعداء منهم والأشقياء، وما يتصل بها من وعد محسنهم ووعيد مسيئهم، وهو المراد بقوله:] {أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} .


س2: ما مناسبة افتتاح سورة المائدة بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)، وما ورد قبلها في سورة النساء؟

أن سورة النساء اشتملت على عدة عقود صريحًا وضمنًا، فالصريح: عقود الأنكحة، وعقد الصداق، وعقد الحلف، في قوله: {والّذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} "النساء: 33". وعقد الأيمان في هذه الآية، وبعد ذلك عقد المعاهدة والأمان في قوله: {إلّا الّذين يصلون إلى قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ} "النساء: 90"، وقوله: {وإن كان من قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ فديةٌ} "النساء: 92".
والضمني: عقد الوصية، والوديعة، والوكالة، والعارية، والإجارة، وغير ذلك من الداخل في عموم قوله: {إنّ اللّه يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها} "النساء: 58"، فناسب أن يعقب بسورة مفتتحة بالأمر بالوفاء بالعقود، فكأنه قيل: {يا أيّها الّذين آمنوا أوفوا بالعقود} التي فرغ من ذكرها في السورة التي تمت، فكان ذلك غاية في التلاحم والتناسب والارتباط.


س3: ما وجه المناسبة بين خاتمة سورة إبراهيم وفاتحة سورة الحجر؟

أنه تعالى لما قال في سورة إبراهيم في وصف يوم القيامة: {وبرزوا للّه الواحد القهّار، وترى المجرمين يومئذٍ مقرّنين في الأصفاد، سرابيلهم من قطرانٍ وتغشى وجوههم النّار} "إبراهيم: 48-50"، قال في الحجر: {ربما يودّ الّذين كفروا لو كانوا مسلمين} فأخبر أن المجرمين المذكورين إذا طال مكثهم في النار، ورأوا عصاة المؤمنين الموحدين قد أخرجوا منها تمنوا أن لو كانوا في الدنيا مسلمين.


س4: ما وجه مناسبة ترتيب سورة الكهف بعد سورة الإسراء؟

-افتتاح تلك بالتسبيح، وهذه بالتحميد، وهما مقترنان في القرآن وسائر الكلام؛ بحيث يسبق التسبيح التحميد؛ نحو: {فسبّح بحمد ربّك} "الحجر: 98"، وسبحان الله وبحمده.
-اختتام ما قبلها بالتحميد أيضًا، وذلك من وجوه المناسبة بتشابه الأطراف.
-أن اليهود أمروا المشركين أن يسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ثلاثة أشياء: عن الروح، وعن قصة أصحاب الكهف، وعن قصة ذي القرنين، وقد ذكر جواب السؤال الأول في آخر سورة بني إسرائيل، فناسب اتصالها بالسورة التي اشتملت على جواب السؤالين الآخرين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 محرم 1443هـ/5-09-2021م, 06:25 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

سؤال عام لجميع الطلاب:
بعد مراجعة درس (ترتيب الآيات والسور في المصاحف) من دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله -، علّق بما تيسر لك على كلام السيوطي - رحمه الله - على ترتيب سورتي الأنفال وبراءة في المصحف.
ذكر السيوطي رحمه الله أن ترتيب سورتي الأنفال وبراءة في المصحف كان باجتهاد عثمان رضي الله عنه وحده ،وذكر أن ابن عباس رضي الله عنهما قد استشكل عليه هذا الأمر وسأل عثمان رضي الله عنه عنه ، فعن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل [بالمدينة]، وكانت براءة من آخر القرآن نزولًا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطوال.
واستنادالسبوطي رحمه الله على هذه الرواية فيه علل منها :
1-أن الصحابة رضي الله عنهم جميعا في زمن الجمع جهلوا هذا الأمر ولم يكن لديهم علم تقوم به الحجة في هذه المسألة .
2-أنه يلزم من ذلك أن الصحابة رضي الله عنهم استشكلوا هذه المسألة زمن أبي بكر ولم يحسموها .
3- إن أخذنا بكلام السيوطي رحمه الله فإننا نقول بأن عثمان رضي الله عنه خالف الاجماع في أن ترتيب آيات كل سورة كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ،وأيضا كانت محفوظة في الصدور بهذا الترتيب .
4-وأيضا لا يتصور أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبين لصحابته سورة تزيد عن مائة آية هل هي مستقلة أم تابعة لسورة أخرى ؟.
وخلاصة ماجاء في هذه المسألة ما ذكره الشيخ عبد العزيز حفظه الله أن الخبر الذي ذكره السيوطي رحمه الله عن يزيد الفارسي فيه مواضع منكرة مخالفة لما صح من الأحاديث والآثار وهو ما يتعلق بتميز سورة الأنفال عن سورة التوبة ، ويمكن أن يقال بأن اجتهاد عثمان رضي الله ومن معه من الصحابة هو اجتهاد مفاضلة بين الأحرف ،إذ لا بد أ يكتب المصحف على قول واحد مختار ،وهذا مما لا نكارة فيه ولكن العمدة على هذا الأمر ليس على رواية يزيد الفارسي .
المجموعة الثانية:
س1: فصّل أوجه اشتمال سورة الفاتحة على علوم القرآن
تفصيل ذلك بأنها اشتملت على العلوم التي هي مناط الدين :
فافتتحت بالثناء على الله عز وجل وتمجيده وبيان صفاته وذلك في قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين )( الرحمن الرحيم ) ومعرفة المعاد والإيمان به وهذا في قوله ( مالك يوم الدين )
وعلى التعبد والاستعانة وذلك في قوله ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهذا غاية التذلل والخضوع لأوامر الله ونواهيه ، وعلى إثبات قضاء الله وقدره والاستعانة به على الثبات على الطريق المستقيم وذلك في قوله ( اهدنا الصراط المستقيم ) وبينت أن سلوك هذا الصراط هو طريق السعداء المنعم عليهم وحذرت من سلوك طريق الأشقياء المغضوب عليهم والضالين وذلك في قوله ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
فقد اشتملت هذه السورة على المطالب التي هي المقصد الأعظم من القرآن والتي لا تكاد تخلو منها سورة منه.
س2: ما مناسبة افتتاح سورة المائدة بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)، وما ورد قبلها في سورة النساء؟
وجه المناسبة في ذلك هو أن النساء افتتحت بخطاب الناس جميعا وذلك في أولها: {يا أيّها النّاس} "النساء: 1"، وفيها الخطاب بذلك في مواضع، وهو أشبه بخطاب [الكفار وتنزيل] المكي، [وهذه أولها: {يا أيّها الّذين آمنوا} "1" وفيها الخطاب بذلك في مواضع، وهو أشبه بخطاب المدني] وتقديم العام وشبه المكي أنسب.
س3: ما وجه المناسبة بين خاتمة سورة إبراهيم وفاتحة سورة الحجر؟
اختتمت إبراهيم بوصف الكتاب، وافتتحت الحجر به، وذلك من تشابه الأطراف).
س4: ما وجه مناسبة ترتيب سورة الكهف بعد سورة الإسراء؟
قيل : لأن التسبيح يسبق التحميد وهما مقترنان في القرآن .
وقال السيوطي رحمه الله : مع اختتام ما قبلها بالتحميد أيضًا، وذلك من وجوه المناسبة بتشابه الأطراف.
وذكر السيوطي رحمه الله وجوها أخرى منها : أن اليهود أمروا المشركين أن يسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ثلاثة أشياء: عن الروح، وعن قصة أصحاب الكهف، وعن قصة ذي القرنين، وقد ذكر جواب السؤال الأول في آخر سورة بني إسرائيل، فناسب اتصالها بالسورة التي اشتملت على جواب السؤالين الآخرين.
والوجه الثاني : وهو أنه لما قال فيها: {وما أوتيتم من العلم إلّا قليلًا} "الإسراء: 85"، والخطاب لليهود، واستظهر على ذلك بقصة موسى في بني إسرائيل مع الخضر، التي كان سببها ذكر العلم والأعلم، وما دلت عليه من إحاطة معلومات الله عز وجل التي لا تحصى، فكانت هذه السورة كإقامة الدليل لما ذكر من الحكم.
والوجه الثالث : قوله ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا} "الإسراء: 104" شرح ذلك هنا وبسطه بقوله: {فإذا جاء وعد ربّي جعله دكّاء} إلى {ونفخ في الصّور فجمعناهم جمعًا، وعرضنا جهنّم يومئذٍ للكافرين عرضًا} "98-100"، فهذه وجوه عديدة في الاتصال).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 صفر 1443هـ/9-09-2021م, 02:42 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

سؤال عام لجميع الطلاب:
بعد مراجعة درس (ترتيب الآيات والسور في المصاحف) من دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله -، علّق بما تيسر لك على كلام السيوطي - رحمه الله - على ترتيب سورتي الأنفال وبراءة في المصحف.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
رجح السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه محل الدراسة قول البيهقي وهو: أن ترتيب كل السور توقيفي، سوى الأنفال وبراءة، أما الشيخ فقد رجح أن ترتيب السور في المصاحف العثمانية كان باجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم لكنّهم لم يكن اجتهاداً مستنَدُه مجرّد الرأي والاستحسان، بل كانوا يتوخّون ما كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجيح بعض الأدلة على بعض، وكانوا هم أعلم الأمّة بذلك، وقد أجمعوا على ما انتهوا إليه؛ فصار إجماعهم حجّة قاطعة للنزاع،

ثم أن السيوطي قرر أن سورة يونس هي السورة السابعة من السبع الطوال وأورد بعد ذلك عددا من التأملات في سبب الفصل بينها وبين الأعراف بسورتي الأنفال وبراءة ولم أجد في الدرس المشار إليه مناقشة لهذه المسألة.

ثم أورد السيوطي حديث ابن عباس ولم يتعرض لمناقشة صحة الأثر المذكور وقرر صحته وبنى على ذلك ما بعده من تأملات، وقد مر بنا في درس الشيخ مناقشة لصحة هذا الأثر من وجهين:
الوجه الأول: صحة السند حيث أن مدار الحديث على يزيد الفارسي
وقد اختلف أولا في يزيد هل هو يزيد بن هرمز الفارسي أو غيره؟
وقد رجح الشيخ أنه غيره استنادا على أن قول المفرّقين بينهما مقدّم هنا لما معهم من زيادة علم.
كما اختلف في تصحيح الأثر
وقد قرر الشيخ أن في الأثر عدد من العلل تكفي في ردّ رواية يزيد الفارسي هذه، وعدم الاعتداد بها، منها ما ذكر الألباني أنه سبب تضعيفه للأثر وهو أن يزيد الفارسي لم تثبت عدالته، وأنَّ البخاري ذكره في الضعفاء، وأن في المتن نكارة ولا متابع له عليه.
كما أن الشيخ تعقب على تصحيح بعض المعاصرين للأثر واحتجاجه بأنّه لم يؤثر عن أحد من الأئمة المتقدمين تضعيف هذا الخبر بما أورده الطحاوي في مشكل الآثار

الوجه الثاني: عدد من الإشكالات في المتن منها
غياب معرفة جميع الصحابة بمثل هذا الأمر الهام بما في ذلك من شهد العرضة الأخيرة والذي بين عليه السلام ما هو أدق منه وهو ترتيب الآية في كل سورة ، وفي هذا مخالفة للإجماع في مسألة ترتيب السور، وعدم حسم هذا الأمر في جمع أبي بكر رضي الله عنه، كما أنه لا يستساغ أن يخفى هذا الأمر على خاصة أصحاب ابن عباس ويتفرد بروايته يزيد الفارسي

ثم أن الشيخ ذكر احتمالا أنه "قد يقال: إنّ سورتي التوبة والأنفال سورة واحدة في بعض الأحرف، وسورتان في أحرف أخرى، كما حُكي في سورتي الفيل وقريش أنّهما سورة واحدة في قراءة أبيّ بن كعب، ويكون الاجتهاد المذكور عن عثمان هو اجتهاد مفاضلة بين الأحرف، إذ لا بدّ من أن يُكتب المصحف على قول واحد مختار، ثم جرى من حكاية الأثر بالمعنى ما أثار بعض الإشكالات التي تزول بالتفصيل والتمحيص."
كما أنه تفضل بذكر الخلاصة بقوله:
"والنتيجة المتّفق عليها أنّ ما كُتب عليه المصحف واستقرّ عليه الاختيارُ أمرٌ مجمعٌ على صحّته لا يُرتاب في ذلك، وإن خفيت علينا بعض أسباب الخلاف ومآخذ الاختيارات.
وأما ما يتعلّق بترتيب السُّوَرِ وترك كتابة البسملة في أوَّل براءة فهو أمرٌ يدخله الاجتهادُ في المفاضلة بين الأحرف السبعة، ولا نكارة في ذلك كما تقدّم، غير أنّ العمدة في ذلك ليست على خبر يزيد الفارسي"


اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

س1:حرر الخلاف في مسألة ترتيب السور في المصحف، مع بيان ترجيح السيوطي رحمه الله.

اختلف العلماء في ترتيب السور، مع إجماعهم على أن ترتيب الآيات توقيفي على ثلاثة أقوال:

الأول: أنه بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وممن قال به القاضي أبو بكر في أحد قوليه، وأبو بكر الأنباري، والكرماني، والطيبي، وابن الحصار، وأبو جعفر النحاس، والبيهقي إلا أنه استثنى الأنفال وبراءة.
ومما استدلوا به:
- قوله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضّلت بالمفصّل"، "أخرجه أحمد وغيره.
- أن تناسب فواتح السور، وموافقة أول السورة لآخر ما بعدها، والوزن في اللفظة مثل آخر تبت وأول الإخلاص، ومشابهة جملة السورة لجملة الأخرى، ومناسبة كل سورة للتي قبلها غاية المناسبة تدل على أن الترتيب توقيفي صادر من حكيم.

الثاني: أنه باجتهاد من الصحابة وهو قول مالك، والقاضي أبو بكر في أحد قوليه، وجزم به ابن فارس وقد استدلوا باختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور:
- منهم من رتبها على النزول، وهو مصحف علي، كان أوله: "اقرأ" ثم البواقي على ترتيب نزول المكي، ثم المدني
- كان أول مصحف ابن مسعود "البقرة" ثم "النساء" ثم "آل عمران" على اختلاف شديد.
- وكذا مصحف أبي بن كعب وغيره.
- وفي المصاحف لابن أشتة بسنده عن عثمان أنه أمرهم أن يتابعوا الطّول.

الثالث: أن كثيرًا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم معظمها، وما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوّض الأمر فيه إلى الأمة بعده، وهو قول ابن عطية وأبو جعفر بن الزبير، والحافظ ابن حجر ومما استلوا به:
- قوله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران"، "رواه مسلم"،
- حديث سعيد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم" صلّى بالسبع الطوال في ركعة، وأنه كان يجمع المفصل في ركعة "أخرجه ابن أبي شيبة
- أنه صلى الله عليه وسلم"كان إذا أوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد، والمعوذتين "أخرجه البخاري"
- عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: "إنهن من العتاق الأول، وهنّ من تلادي".
- حديث أحمد وأبي داود عن أوس الثقفي قال: كنت في وفد ثقيف، فقال [لنا] رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طرأ عليّ حزبي من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه". قال أوس: فسألنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل، من "ق" حتى نختم.

ترجيح السيوطي:
أولا: أن ترتيب الأقسام الأربعة وهي الطوال ثم المئين ثم المثاني ثم المفصل مقطوع بأنه توقيفي ويرى السيوطي أنه محل إجماع وإن لم ير من سبقه في ذلك، وقد استدل ب:
- جملة من الأحاديث التي ورد ذكرها
- حديث ابن عباس في سورة الأنفال
- أن المصاحف التي وقع فيها الاختلاف في الترتيب اتفقت على ذلك.

ثانيا: أن محل الخلاف إنما هو في ترتيب السور في هذه الأقسام

وقد اختار بعد تحرير محل الخلاف قول البيهقي وهو: أن ترتيب كل السور توقيفي، سوى الأنفال وبراءة.
واستدل علاوة على ما ذكر سابقا ب:
- توالي الحواميم، وذوات {الر}
- الفصل بين المسبحات.
- تقديم {طس} على القصص، مفصولًا بها بين النظيرتين [طسم الشعراء، وطسم القصص] في المطلع والطول.
- الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين، وهما نظيرتان في المطلع والمقصد، وهما أطول منها.

قال: " فلولا أنه توقيفي لحكمة لتوالت المسبحات، وأخرت "طس" عن القصص، وأخرت "المطففين" أو قدمت، ولم يفصل بين {الر} ، {الر}

ثم أنه رد على من احتج باختلاف ترتيب مصاحف الصحابة بأن القرآن وقع فيه النسخ كثيرًا للرسم، حتى لسور كاملة، وآيات كثيرة، وأن الترتيب العثماني هو الذي استقر في العرضة الأخيرة؛ كالقراءات التي في مصحفه، ولم يبلغ ذلك أبيًّا وابن مسعود -رضي الله عنهما- كما لم يبلغهما نسخ ما وضعاه في مصاحفهما من القراءات التي تخالف المصحف العثماني؛ ولذلك كتب أبي في مصحفه سورة الحفد، والخلع، وهما منسوختان.

فهو يرى أن ترتيب جميع المصاحف كان بتوقيف، وأن التوقيف استقر في العرضة الأخيرة على الترتيب العثماني ومن لم يرتب مصحفه عليها لم يبلغه هذا الترتيب


س2: ما وجه المناسبة بين قوله تعالى: {الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه} في سورة البقرة، وقوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم} في سورة الفاتحة؟[/color]
قال السيوطي ما مفاده
أنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط المستقيم أخبرهم سبحانه أن الصراط المستقيم هو كتاب الله
واستدل بحديث علي رضي الله عنه مرفوعا " الصراط المستقيم كتاب الله" أخرجه الطبري كما أخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا
قال السيوطي: "وهذا معنى حسن يظهر فيه سر ارتباط البقرة بالفاتحة".

س3:ما وجه المناسبة بين خاتمة سورة يوسف وفاتحة سورة الرعد؟
ذكر السيوطي في ذلك عددا من المناسبات هي:
1. أنه سبحانه قال في آخر سورة يوسف: {وكأيّن من آيةٍ في السّماوات والأرض يمرّون عليها وهم عنها معرضون} وفي هذا ذكر مجمل للآيات السماوية والأرضية، ثم فصل في مطلع الرعد بذكر الآيات السماوية بقوله: {اللّه الّذي رفع السّماوات بغير عمدٍ ترونها ثمّ استوى على العرش وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مسمّىً يدبّر الأمر يفصّل الآيات لعلّكم بلقاء ربّكم توقنون} والآيات الأرضية بقوله: {وهو الّذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارًا ومن كلّ الثّمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي اللّيل النّهار إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون، وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌ وجنّاتٌ من أعنابٍ وزرعٌ ونخيلٌ صنوانٌ وغير صنوانٍ يسقى بماءٍ واحدٍ ونفضّل بعضها على بعضٍ في الأكل إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون}
2. اختتام سورة يوسف بوصف الكتاب، ووصفه بالحق يقوله تعالى: { ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} وافتتاح سورة الرعد بمثل ذلك في قوله تعالى: {تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} وهو من تشابه الأطراف.
3. ذكر عددا من المناسبات العامة للسور التي تلت سورة يونس وهي اشتراكها في الاشتمال على القصص، وافتتاحها ب { الر} وتوالي السور المتماثلة في الافتتاح أمر متكرر في كتاب الله، وأنها مكيات، ومتناسبة في المقدار ماعدا الحجر، وتسمت باسم نبي والرعد فيما ذكر اسم ملك وهو مناسب لأسماء الأنبياء.

س4: بين وجه مناسبة ترتيب سورة النور بعد سورة المؤمنون؟
ذكر السيوطي ما مفاده:
أنه سبحانه مدح من حفظ فرجه في سورة المؤمنين بقوله: {والّذين هم لفروجهم حافظون}، ثم فصل في سورة النور أحكام من لم يحفظ فرجه، من الزانية والزاني، وما اتصل بذلك من شأن القذف، وقصة الإفك، والأمر بغض البصر، وأمر فيها بالنكاح حفظًا للفروج، وأمر من لم يقدر على النكاح بالاستعفاف، وحفظ فرجه، ونهى عن إكراه الفتيات على الزنا.
قال السيوطي:" ولا ارتباط أحسن من هذا الارتباط، ولا تناسق أبدع من هذا النسق"

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1443هـ/7-10-2021م, 10:34 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي

نورة الأمير: ب
السؤال العام:
بارك الله فيك ونفع بكِ، الإشارة إلى درس (جمع القرآن) للاستفادة منه، وعلى الأقل تلخيص ما ورد فيه، لا بمجرد النسخ واللصق، وأرجو الاستفادة من إجابة الأخت ضحى الحقيل.
س4: ذكر السيوطي وجهين آخرين.

فاطمة الزهراء: ج+
السؤال العام:
بارك الله فيكِ ونفع بكِ، اقتصرتِ في إجابتك على بيان علل المتن، لكن لم تبيني العلة في الإسناد، وأن الرواية غير صحيحة إسنادًا أيضًا.
س2: ذكر السيوطي وجهًا آخر أنسب من هذ، أرجو مراجعته.
س3: وفيه وجه آخر.

ضحى الحقيل: أ+
السؤال العام:
بارك الله فيكِ ونفع بكِ
أحسنتِ الإشارة إلى العناصر محل الدراسة، والتعليق بما تيسر لكِ في الدرس، مع تلخيص الإجابة بأسلوبك
واستكمالا لهذا البحث نحتاج دراسة ما يتعلق بالسبع الطوال، ونقد كلام السيوطي، من حيث صحته
وقد أشار الشيخ إلى بعض الروايات الواردة في تعيين السبع الطوال في درس تخريج أقوال المفسرين، تحت عنوان (أمثلة على فوائد تخريج أقوال المفسرين)
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37464
فلعله يكون مفتاحًا لمن أراد التوسع في دراسة هذه المسألة.

س1: حرر الشيخ عبد العزيز الداخل في دورة جمع القرآن، درس مصاحف الصحابة، مسألة ترتيب مصحف علي رضي الله عنه على النزول، وبيّن ضعف الروايات التي ورد فيها هذا الخبر.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35414


وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى ونفع بي وبكم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 ربيع الأول 1443هـ/29-10-2021م, 01:16 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي
سؤال عام لجميع الطلاب:
بعد مراجعة درس (ترتيب الآيات والسور في المصاحف) من دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله -، علّق بما تيسر لك على كلام السيوطي - رحمه الله - على ترتيب سورتي الأنفال وبراءة في المصحف.

ذهب السيوطي رحمه الله تعالى بأن ترتيب سورتي الأنفال والتوبة ليس توقيفيا عن النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا ما قال به بالنسبة لترتيب باقي السور, وقال فيما يخص fترتيب سورتي الأنفال والتوبة بأنه اجتهاد محض من عثمان رضي الله عنه, وعلل ذلك بأثر ونظر؛
أما النظر فقال رحمه الله: (وقد كان يظهر في بادئ الرأي: أن المناسب إيلاء الأعراف بيونس وهود؛ لاشتراك كل منهما في اشتمالها على قصص الأنبياء، وأنها مكية النزول، خصوصًا أن الحديث ورد في فضل السبع الطوال، وعدوا السابعة يونس، وكانت تسمى بذلك كما أخرجه البيهقي في الدلائل. ففي فصلها من الأعراف بسورتين هما الأنفال وبراءة فصل للنظير من سائر نظائره، هذا مع قصر سورة الأنفال بالنسبة إلى الأعراف وبراءة).

,أما الأثر: فقد استدل رحمه الله تعالى بأثر ابن عباس رضي الله عنهما والذي جاء فيه:
قال عوف بن أبي جميلة الأعرابي: حدثنا يزيد الفارسي قال: قال لنا ابن عباس: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطوال، فما حملكم على ذلك؟
قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له فيقول: «ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» وإذا أنزلت عليه الآيات قال: «ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» وإذا أنزلت عليه الآية، قال: «ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا»).
قال: (وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فكانت قصتها شبيها بقصتها، فظننا أنها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطرا: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطوال).

أولا: نقد الأثر سندا ومتنا:
- من حيث السند: فالأثر رواه الإمام أحمد وأبو عبيد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى.
وقد ذهب إلى تحسين الأثر: الترمذي وابن حجر, كذلك صححه الحاكم بناء على أنّ يزيد هو ابن هرمز.
وضعفه أحمد شاكر والألباني وشعيب الأرناؤوط ومحققوا المسند وغيرهم.
حتى قال أحمد شاكر رحمه الله تعالى: (وفي إسناده نظر كثير، بل هو عندي ضعيف جدًّا، بل هو حديث لا أصل له).

وسبب اختلاف المحدثين هو أن مدار الحديث على يزيد الفارسي، وقد اختُلف فيه: هل هو يزيد بن هرمز الفارسي أو غيره؟
وتبعا لاختلاف العلماء في يزيد اختلفوا في قبول الأثر أو رده.
وقد ذهب الإمام أحمد وعبد الرحمن بن مهدي إلى أنهما واحد.
وذهب يحيى بن سعيد القطان وأبو حاتم الرازي ويحيى بن معين إلى التفريق بينهما.
قال ابن الجنيد لما قيل له بأن هناك من يزعم أن يزيد بن هرمز هو يزيد الفارسي الذي روى عنه الزهري وقيس بن سعد حديث نجدةP
فقال رحمه الله: «باطل، كذب، شيء وضعوه، ليس هو ذاك»).
وقال البخاري في ترجمة يزيد بن هرمز: قال عبد الرحمن بن مهدي: يزيد الفارسي هو ابن هرمز، قال: فذكرته ليحيى فلم يعرفه، قال: وكان يكون مع الأمراء.
وعن علي بن المديني قال: ذكرت ليحيى قول عبد الرحمن بن مهدي: إن يزيد الفارسي هو يزيد بن هرمز، فلم يعرفه.
وأثبته البخاري في الضعفاء بالاسمين: ابن هرمز والفارسي، فهما ضعيفان عنده.فعلى هذا فالحديث ضعيف، إما لضعف يزيد بن هرمز إن كان هو نفسه يزيد الفارسي، أو لجهالة أو ضعف يزيد الفارسي إن كان غير ابن هرمز.
وقد روى له ابن أبي داوود خبراً في كِتاب "المصاحف" من طريق عبد الله بن فيروز وفيه أنه كان كاتباً لعبيد الله بن زياد، وأنه كتب له مصحفاً بأمره فيه مخالفة لرسم المصاحف العثمانية.
وروى ابن أبي شيبة وابن شبّة عن عوف الأعرابي أن يزيد الفارسي كان يكتب المصاحف، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقصّ خبره على ابن عباس فصدّقه في وصفه.

فالراجح أنه غير يزيد بن هرمز، وقول من فرق بينهما مقدم لأن فيه زيادة علم, وهذا بحسب قواعد الترجيح وأصوله.
إذا: يزيد الفارسي لم تثبت عدالته، وقد ذكره البخاري في الضعفاء، أضف إلى ذلك نكارة المتن ولا متابع له عليه.
ومثل هذه العلل كافية في ردّ رواية يزيد الفارسي، وعدم الاعتداد بها.

- أما من حيث المتن فيقال:
* يلزم من قول عثمان بأن معرفة كون سورة الأنفال من التوبة أو لا قد خفي عنه وعن جميع قراء الصحابة, وهذا ممتنع لا يمكن وقوعه, فغياب الحق عن الجميع يمتنع وقوعه في هذه الأمة لكمال الدين الذي يلزم منه كمال البلاغ من طرف النبي صلى الله عليه وسلم.
* كما إن هذا الإشكال لم يوجد في عهد أبي بكر رضي الله عنه مع كونه أول من جمع المصحف.
* كذلك ما في الأثر من التناقض، فقد أثبت للأنفال وبراءة اسمين مختلفين، ومع ذلك ظن أن براءة من الأنفال فقرنَها بِها، وكان الأولى أن يقول: إنهما سورة واحدة.
* كما إن لازم هذا القول مخالفة الإجماع في أن ترتيب آيات كلّ سورة تم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة, فلو كانت سورة واجدة لعلم ترتيب آياتها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
* قد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوقفهم على مواضع الآيات من السور؛ فمن باب أولى أن يوقفهم على نفس السور والتباين بينها.
* تفرد يزيد الفارسي برواية مثل هذا الأثر, وخفاء مثل هذا الأمر العظيم على الأجلاء من اصحاب ابن عباس رضي الله عنهما وخواص تلاميذه!

ثانيا: ما ذكره السيوطي رحمه الله تعالى من دليل النظر فيقال:
- إن هذا مبني على مجرد الاستحسان العقلي, ومن ثمّ؛ لا يسلم له به.
- لا يلزم أن ترتيب السور في المصحف جاء معتمدا فقط على مسألة المحتوى أو مكان النزول, فهناك سور احتوت على قصص الأنبياء بعد سورة يونس ولم تأت متتابعة, وهناك من السور المكية ما جاء ترتيبه في آخر المصحف, وجاءت سورة البقرة في بدايته مع كونها مدنية.
- اجتهد الصحابة رضي الله عنهم في ترتيب سور القرآن في المصحف، وهذا الاجتهاد لم يستند إلى مجرد الرأي أو الاستحسان العقلين، بل استند إلى علم تعلموه من ألنبي صلى الله عليه وسلم, فهم أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم, وأعلم الناس بالوحي, فكان اجتهادهم قائماً على أصول صحيحة وأدلّة تفصيلية علموها، لذلك حصل الإجماع على ما قاموا به من عهد الصحابة إلى من تتابع بعدهم, والأمّة لا تجتمع على ضلالة, ولو كان هذا الترتيب مخالفا لما أخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم: لما اقره باقي الصحابة رضوان الله عليهم.

قال سليمان بن بلال التَّيمي: سمعتُ ربيعةَ يُسأل: لم قُدِّمَت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة، وإنما نزلتا بالمدينة؟
فقال: «قُدِّمَتا، وأٌلّفَ القرآن على علمٍ ممن ألَّفه به، ومن كان معه فيه، واجتماعهم على علمهم بذلك، فهذا مما يُنتهى إليه، ولا يُسأل عنه» رواه ابن وهب في جامعه كما في جامع بيان العلم لابن عبد البر، ورواه أيضا ابن شبة في تاريخ المدينة.
قال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: (إنما أُلِّفَ القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم).

وذكر الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله تعالى:(وقد يقال: إنّ سورتي التوبة والأنفال سورة واحدة في بعض الأحرف، وسورتان في أحرف أخرى، كما حُكي في سورتي الفيل وقريش أنّهما سورة واحدة في قراءة أبيّ بن كعب، ويكون الاجتهاد المذكور عن عثمان هو اجتهاد مفاضلة بين الأحرف...).

المجموعة الثالثة:
س1: وضح ما ذكره السيوطي من أوجه الاتحاد والتلازم بين سورتي البقرة وآل عمران.

ذكر السيوطي رحمه الله عدة أمور حاول أن يبين من خلالها أوجه الاتحاد والتلازم بين سورتي البقرة وآل عمران:
- ذكر في آل عمران ما هو لاحق لما ذكر في البقرة، أو لازم لما ذكر فيها؛ فمثلا: جاءت سورة البقرة بمنزلة إزالة الشبهة, لذا تكرر في آل عمران بيان حقيقة الكتاب من إنزاله، وتصديقه للكتب قبله، والهدى إلى الصراط المستقيم.
- افتتحت البقرة بقصة آدم عليه السلام لأنها أول السور, وآدم أول في الوجود وسابق، ولأن الخطاب كان موجها لليهود الذين قالوا في مريم ما قالوا، ففوتحوا بقصة آدم؛ لتثبت في أذهانهم, ثم ذكر في آل عمران نظيره في الخلق من غير أب وهو عيسى عليه السلام, وقصته كالفرع والتتمة لها, فجاءت قصة عيسى وقد ذكر عندهم شاهد لها, لذا قيست على قصة آدم في قوله تعالى: {كمثل آدم} ، وقد علموا المقيس عليه في قصة آدم , فكانت جديرة بالتقدم.
- كذلك ذكر في البقرة خلق الناس، وذكر في آل عمران تصويرهم في الأرحام.
- وذكر في البقرة مبدأ خلق آدم، وذكر آل عمران مبدأ خلق أولاده.
- كذلك من وجوه اتحاد وتلازم السورتين:ذكر في البقرة في صفة النار: {أعدّت للكافرين} ، وذكر في آل عمران: {وجنّةٍ عرضها السّماوات والأرض أعدّت للمتّقين}
- خاتمة آل عمران مناسب لأول البقرة؛ فقد افتتحت البقرة بذكر المتقين، وأنهم المفلحون، وختمت آل عمران بقوله: {واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون}.
وافتتحت البقرة بقوله: {والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}، وختمت آل عمران بقوله: {وإنّ من أهل الكتاب لمن يؤمن باللّه وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم}.
- وأيضا من أوجه الاتحاد التلازم أنه لما نزل قوله تعالى من سورة البقرة: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا} ، قالت اليهود: يا محمد، افتقر ربك، فسأل عباده القرض، فنزل قوله تعالى في سورة آل عمران: {لقد سمع اللّه قول الّذين قالوا إنّ اللّه فقيرٌ ونحن أغنياء} .
- ومن اتحاد وتلازم السورتين ما جاء في سورة البقرة عن إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: {ربّنا وابعث فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياتك} , وجاء في آل عمران قوله تعالى: {لقد منّ اللّه على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا من أنفسهم يتلو عليهم} .


س2:ما وجه المناسبة بين خاتمة سورة طه وفاتحة سورة الأنبياء؟
جاء في آخر سورة طه قوله تعالى: {قل كلٌّ متربّصٌ فتربّصوا}, وجاء قبلها قوله تعالى: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك إلى أجلٍ مسمًّى}.
وفي بداية سورة الأنبياء قال تعالى: {اقترب للنّاس حسابهم} . وهذا فيه إشارة إلى قرب الأجل، ودنو الأمل المنتظر, فلا وجه للفرح بطول العمر لأن كل ما هو آت فهو قريب.
وهذا مناسب لقوله تعالى في سورة طه: {ولا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجًا منهم}, لأن الإنسان إذا علم قرب الأجل وقرب الساعة؛ أعرض عن الدنيا ولم يعلق بها قلبه, فالعاقل لا يؤثر الفاني على الباقي, ففيها من الترهيب والترغيب ما فيها: الترهيب من لقاء الله على المعاصي وشتات القلب وعدم تحقيق العبودية بتوحيده سبحانه, والترغيب بما عند الله.
لذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( أكثروا من هاذم اللذات), وورد في الحديث: أنها لما نزلت قيل لبعض الصحابة: هلا سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها؟ فقال: "نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا").

س3: قال تعالى في سورة آل عمران: {زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدّنيا} "آل عمران: 14"، بين كيف استفاد السيوطي من هذه الآية في ذكر وجه المناسبة بين ترتيب السور (آل عمران والنساء والمائدة والأنعام)؟
قال تعالى في سورة آل عمران: {زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدّنيا}:
ذهب السيوطي رحمه الله تعالى إلى أن الله سبحانه قد بين في الآية أصول الشهوات التي تتعلق بها القلوب في الدنيا, والتي تكون سببا في انحراف القلب وتشتته وضعف إيمانه إن لم يستعملها العبد ويستمتع بها على مراد الله وعلى ما فصله لنا سبحانه, فجميعها من الفتن, فتجاوز الحدود الشرعية فيها يجعلها أعداء للإنسان تأت له بالمصائب, أما استعمالها بما يرضي الله؛ فهذا مأمور به, وهو من التمتع بالطيبات التي خلقها الله لنا.
- لذا جاء تفصيل ما يتعلق بالنساء من الأحكام والمباحات والضوابط في سورة النساء, ولأن آية آل عمران ابتدأت بالنساء.
- ثم فصل كذلك في سورة النساء ما يتعلق بالبنين , فلما أخبر الله بحب الناس لهم، وتفضيلهم على البنات في الميراث، تولى الله سبحانه قسمة المواريث، فقال: {يوصيكم اللّه في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين}، وقال: {للرّجال نصيبٌ ممّا ترك الوالدان والأقربون وللنّساء نصيبٌ}. فأبطل صنعهم في الجاهلية من تخصيص البنين بالميراث, وتفضيلهم الذكور على الإناث.
وكذلك كان في ضمن ذلك تفصيل لما يحل للذكر أخذه من الذهب والفضة وما يحرم.
وأيضا أشار إليهم في قوله: {وليخش الّذين لو تركوا من خلفهم ذرّيّةً ضعافًا خافوا عليهم فليتّقوا اللّه وليقولوا قولًا سديدًا}.
كذلك قوله في سورة الأتعام:{وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم} ففيه إشارة إلى حفظ هذه النعمة من البنين والبنات والله أعلم.

- أما في سورة المائدة: فقد فصل لنا أحكام السراق، وقطاع الطريق، لتعلقهم بالذهب والفضة المذكورين في آية آل عمران. كذلك وقع في سورة النساء إشارة إلى ذلك في قسمة المواريث.
- أما في سورة الأنعام: فقد فصل لنا ما يتعلق بأمر الحيوان والحرث، وهو بقية المذكور في آية آل عمران.

س4: ما وجه المناسبة بين قوله تعالى: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه} "النحل: 124"، وسورة الإسراء؟
جاء في آخر النحل قوله تعالى: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه}, وقد جاء في سورة الإسراء تفسير لشريعة أهل السبت، وما شرعه الله لهم في التوراة، وذكر عصيانهم وإفسادهم، وتخريب مسجدهم، ثم ذكر نيتهم في إخراج النبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة،وذكر تعنتهم في الأسئلة كسؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، ثم جاء ختام السورة بذكر آيات موسى التسع، وخطابه مع فرعون، وإرادة فرعون إخراج موسى عليه السلام وبني إسرائيل من أرضه, فأهلكه وورث بنو إسرائيل من بعده، وفي ذلك تعريض بهم؛ فهو قد شابهوا الكافر فرعون فيما أراد فعله بنبي الله موسى عليه السلام, فاتبعوا سنن الكفرة, وفعلوا فعلهم, فنصر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كما نصر موسى عليه السلام من قبله, وأورث المؤمنين الأرض كما أورثها للصالحين من بني إسرائيل.
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من سورة بني إسرائيل".

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir