تلخيص مقاصد كتاب حكاية المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدعة لابن قدامة.
المقصد الرئيسي:
إثبات صفة الكلام لله سبحانه, وإثبات بأن القرآن الموجود بين الدفتين هو كلام الله حقيقة لا مجازا, والرد على المذاهب الرديئة فيه.
المقاصد الفرعية:
- سبب تأليف الكتاب: حكاية المناظرة التي وقعت:
- عقيدة أهل السنة في القرآن الكريم.
- بيان اختلاف الفرق في القرآن.
- بعض قواعد أهل السنة في الأسماء والصفات.
- حقيقة قول الأشاعرة في كلام الله وفي القرآن.
- مؤسس المذهب الأشعري.
- مناظرة وردود المصنف على الأشاعرة.
- الاحتجاج بكمال بلاغ النبي صلى الله عليه وسلم وكمال بلاغ الصحابة.
- غربة الدين.
التلخيص:
- سبب تأليف الكتاب: حكاية المناظرة التي وقعت:
• كرر سؤال بعض أصحابه عن حكاية مناظرة التي جرت بينه وبين بعض أهل البدعة في القرآن, فخاف من الزيادة والنقصان, فرأى أن يذكر ذلك على غير سبيل الحكاية كي لا تكون الزيادة في الحجج والأجوبة عن شبههم كذبا مع تضمن ذلك لأكثر ما جرى .
- عقيدة أهل السنة في القرآن الكريم:
• القرآن كلام الله وهو هذه المائة والأربع عشرة سورة أولها سورة الفاتحة وآخرها المعوذات وانه سور وايات وحروف وكلمات متلو مسموع مكتوب.
• وجوب ىتعظيم القرآن الكريم.
• القرآن الكريم كلام الله.
• التقرب إلى الله سبجانه بقراءة كلامه.
• من قال أن القرآن مخلوق فهو كافر.
• اتفق أهل السنة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
• القرآن هو هذه السور التي سماها الله قرآنا عربيا وأنزلها على رسوله عليه السلام.
• أجمع المسلمون على أن في القرآن ناسخا ومنسوخا.
• أجمعوا على أن القرآن معجز للخلق عجزوا عن الإتيان بعشر سور مثله او سورة مثله.
• لا خلاف بين المسلمين أجمعين أن من جحد آية أو كلمة متفقا عليها أو حرفا متفقا عليه أنه كافر وقال علي رضي الله عنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
• قال احمد رحمه الله:( من زعم ان اسماء الله تعالى مخلوقة فقد كفر).القول في الذات كالقول في الصفات.
- بيان اختلاف الفرق في القرآن:
• صرحت المعتزلة بخلق القرآن.
• قالت الكلابية بأن السور والآيات حكاية عن كلام الله, ولازم قولهم أن القرآن مخلوق.
• قالت الأشاعرة بأن السور والآيات عبارة عن كلام الله, ولازم قولهم أن القرآن مخلوق.
• اتفق الأشاعرة والكلابية على أن كلام الله سبحانه هو المعنى القائم بالنفس, وهو شيء واحد لا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتعدد ولا هو شيء ينزل ولا يتلى ولا يسمع.
• قالوا: ليس في المصاحف إلا الورق والمداد.
• اختلفوا في كيفية نزول جبريل عليه السلام بالوحي:
قال بعضهم هي عبارة جبريل عليه السلام هو الذي ألفها بإلهام الله تعالى له ذلك .
وزعم بعضهم أن الله تعالى خلقها في اللوح المحفوظ فأخذها جبريل منه, وكلا القولين راجع إلى نفي سماع جبريل عليهه السلام القرآن من الله سبحانه.
(وإنما قالوا ما قالوا لأنهم زعموا بأن كلام الله قديم, دون إثباتهم بأنه حادث الآحاد, ومنعوا قيام الأفعال والحوادث في الله سبحانه).
• احتجوا على كون هذه السور مخلوقة بأنها تتعدد ولا يتعدد إلا المخلوق, وقيام الحوادث لا يكون إلا في المخلوق, فأرادوا تنزبه الباري فعطلوه عن صفاته.
- بعض قواعد أهل السنة في الأسماء والصفات:
• إثبات ما وصف الله تعالى به نفسه, وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم, بدون تأويل ولا تفسير(يقصد هنا تفسير الكيفية).
ا• لصفات التي قالها الله ورسوله لها معنى هو به عالم , فنؤمن به بالمعنى الذي اراده ونكل علمه إليه .(يريد نؤمن بالمعنى الظاهر المتبادر إلى الذهن, ونكل العلم الكيفية إلى الله مع إثباتها, فلا وسيلة لمعرفتها).
• ما سكت عنه الله سبحانه وسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم؛ نسكت عنه.
• الاتباع وعدم الابتداع,كما قال تعالى:{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} وقال لرسوله عليه السلام:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}, وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة).
• صفات الله متعددة كما ذكرت في نصوص الكتاب والسنة.منها: السمع والبصر والعلم والإرادة والقدرة والحياة والكلام.
• ثبت في الكتاب والسنة أن أسماء الله تعالى متعددة كذلك, قال تعالى :{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} ,
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :(إن لله تعالى تسعة تسعون اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة).
• صفات الله قديمة, وهذا بلا خلاف.(ومنها ما هو قديم متجدد الآحاد).
• أسماء الله سبحانه غير مخلوقة, نص الشافعي رحمه الله على أن أسماء الله تعالى غير مخلوقة.
• القول في بعض الصفات كالقول في بعض.
- حقيقة قول الأشاعرة في كلام الله وفي القرآن:
• قالوا بأن كلام الله هو الكلام القائم في النفس.
• قالت الأشاعرة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق على حسب أصولهم لا أصول أهل السنة.
• قالوا بأن كلام الله ليس هذا القرآن. وبأن غير هذا يسمى قرآنا, وبأن هذا القرآن ليس القرآن القديم!
• قالوا إن القرآن في نفس الباري قائم به ليس هو سورا ولا آيات ولا حروفا ولا كلمات.
• ادعوا بأن جبريل لم يسمعه من الله؛ بل خلق الله فهمه في نفس جبريل عليه السلام, فنزل به وتكلم هو به, فيلزمهم على هذا القول أن يقولوا:(قال جبريل) لا (قال الله تعالى).
• نهاية قولهم يرجع إلى موافقة قول المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن.
• قالوا بأن القرآن مكتوب في المصاحف, ثم قالوا ليس فيها إلا الحبر والورق, فيلزم من قولهم جواز مسها للمحدث , لأن المحدث يلا منع من مس حبر ولا ورق.
• لم تصرح الأشاعرة بالقول بخلق القرآن إلا فيما بينهم, مع إظهارهم تعظيم القرآن أمام العامة, ولا يعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها الا الزنادقة والأشعرية .
• كلام الأشاعرة في ماهية القرآن مضطرب غير واضح, ولا دليل لديهم على أن غير هذا يسمى قرآنا , فإن تسمية القرآن إنما تعلم من الشرع أو النص ,فأما العقل فلا يقتضي تسمية صفة.
وهذا حال جميع أصولهم, فلا هم اعتمدوا على العقل المحض كما فعلت المعتزلة, ولا هم أخذوا بالشرع كحال أهل السنة والجماعة.
- مؤسس المذهب الأشعري:
أبو حسن الأشعري
• لم يعرف بدين ولا ورع ولا شيء من علوم الشريعة البتة ولا ينسب إليه من العلم إلا علم الكلام المذموملم يعرف بدين ولا ورع ولا شيء من علوم الشريعة البتة ولا ينسب إليه من العلم إلا علم الكلام المذموم وهم يعترفون • أقام على الاعتزال أربعين عاما ثم أظهر الرجوع عنه فلم يظهرز
• أقام على الاعتزال أربعين عاما ثم أظهر الرجوع عنه دون إظهار توبة .
• أظهر هذه البدعة.
( قد ألف أبو الحسن الأشعري كتاب الإنابة, وصرح برجوعه إلى مذهب الإمام أحمد, لكنه لم يخلص من مذهب المتكلمة بالكلية).
- مناظرة وردود المصنف على الأشاعرة:
أولا: مقدمة في الرد على الأشاعرة بعدم كون القرآن مخلوقا:
1- إن قالوا أن كلام الله مخلوق؛ فقد قالوا بخلق القرآن وشابهوا المعتزلة, واتفق أهل السنة على كفر القائل بخلق القرآن. واختلفوا هل هو كفر ينقل عن الملة أو لا(والصحيح بأن أهل السنة قصدوا الكفر الناقل عن الملة, مع تفريقهم بين التكفير المطلق وتكفير المعين),فإن قالوا بهذا القول؛ فقد قالوا بقول أقروا بكفر قائله.
2- وإن أقروا بها غير مخلوقة وهي متعددة؛ فقد بطل قولهم.
3- ان قالوا هى شيء واحد غير متعددة؛ فهذه مكابرة منهم وسفسطة لبطلان لوازم هذا القول حسا وعقلا وشرعا:
• فعلى هذا القول: بلزم أن تكون التوراة هي القرآن والإنجيل والزبور.
• ويلزم أن موسى لما أنزلت عليه التوراة فقد انزل عليه كل كتاب لله تعالى, وان نبينا عليه السلام لما أنزل عليه القرآن فقد أنزلت عليه التوراة والإنجيل والزبورّ
• ويلزم من هذا وأن من قرأ آية من القرآن فقد قرأ كل كتاب الله تعال,ى ومن حفظ شيئا منه فقد حفظه كله.
• ويلزم أن أن يكون الأمر هو النهي والإثبات هو النفي وقصة نوح هي قصة هود ولوط واحد الضدين.
4- إن قالوا أن التوراة والإنجيل والزبور والقرآن عبارة عن كلام الله عز وجل, أما كلام الله القديم فلم ينزل منه شيء على الأنبياء؛ كذب كلامهم هذا القرآن والسنة والإجماع, فلا خلاف بين المسلمين كلهم ان القرآن أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم, وان التوراة انزلت على موسى, والإنجيل على عيسى, والزبور على داود, والله عز وجل يقول: {الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون},
وقال سبحانه:{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}, وغيرها من الآيات.
• وقد أكفر الله تعالى اليهود بقولهم: {ما أنزل الله على بشر من شيء} ثم قال: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} ثم قال: {قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} , وغيرها من اتلآيات,
ثانيا: الرد على ما قالوه بأن( بأن كتاب الله غير القرآن):
• هذا خرق لإجماع المسلمين, وشيء لم لم يأت به حتى الملاحدة.
• لا خلاف بين المسلمين ان كتاب الله هو القرآن العظيم المنزل على سيد المرسلين بلسان عربي مبين, والله تعالى قد أخبر بذلك فقال سبحانه {الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا} , وقال {حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} وغيرها من الآيات, وهذا لا يخفى هذا إلا على من أعمى الله قلبه واضله عن سبيله .
ثالثا: الرد على ما زعموه بأن (الحروف لا تخرج إلا من مخارج وأدوات والله سبحانه منزه ذلك):
يرد عليه من أوجه:
1- لا يوجد دليل على ان الحروف لا تكون الا من مخارج وأدوات.
2- هم وقعوا في التشبيه ثم فروا منه إلى التعطيل, فظنوا بأن وجود المخارج والأدوات للمخلوق يلزم منه ذلك في حق الخالف؛ وهذا قياس لله تعالى على خلقه, وإلحاق لصفاتهم بصفاته؛ وهو من أقبح الكفر, فهو:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
وكذلك فهذا باطل بسائر صفات الله تعالى, فإن العلم لا يكون في حقنا إلا بقلب والسمع لا يكون إلا من انخراق والبصر لا يكون إلا من حدقة والله تعالى عالم سميع بصير ولا يوصف بذلك.
3- يلزم من نفيكم الكلام لافتقاره في زعمكم إلى المخارج والأدوات؛ نفي سائر الصفات.
وإن أثبتم له الصفات ونفيتم عنه الأدوات؛ لزمكم مثل ذلك في صفة الكلام. فالقول في بعض الصفات كالقول في بعض.
4- إن الله تعالى أنطق بعض مخلوقاته بغير مخارج, قال تعالى: {وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم} , وقال تعالى {حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء}, وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان حجرا كان يسلم عليه وسبح الحصى في يديهو وغيرها من الأدلة.
5- لا خلاف في أن الله تعالى قادر على إنطاق الحجر الأصم من غير مخارج فلم لا يقدر سبحانه على التكلم إلا من المخارج!
رابعا: الرد على احتجاجهم بان( الحروف يدخلها التعاقب فيسبق بعضها بعضا):
1- يقال لهم بأن هذا اللازم إنما يكون في حق من يتكلم بالمخارج والأدوات, والله سبحانه لا يوصف بذلك.
1- هذا يعود إلى تشبيه الله تعالى بعباده, فإنه لا يتصور في حقه إلا ما يتصور منهم وهو باطل في نفسه.
خامسا: إثبات أن السور المشتملة على الحروف قرآن:
1- من الكتاب:
• قال تعالى:{وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}, فأخبر الله تعالى ان الذي سموه شعرا قرآن مبين وما ليس بحروف لا يجوز ان يكون شعرا عند أحد فلما ثبت أنهم سموه شعرا دل على أنه حروف .
• وقال الله تعالى:{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}: فأشار إلى حاضر وتحداهم بالإتيان بمثله, ولا يجوز التحدي بما لا يعلم ولا يدرى ما هو.
• وقال تعالى {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل} وقال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} وغيرها من الآيات في كتاب الله تعالى والتي تدل بمجموعها على أن القرآن هذا الذي هو سور محكمات وآيات مفصلات وحروف وكلمات, فلا يمكن أن يتطرق الاحتمال إلى مجموعها ولو تطرق إلى بعضها.
2- من السنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:( إن هذا القرآن مأدبة الله, فتعلموا من مأدبته ما استطعتم, إن هذا القرآن هو حبل الله تعالى...) إلى قوله صلى الله عليه وسلم:( فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات, أما إني لا أقول {الم} حرف, ولكن في الالف عشر وفي اللام عشر وفي الميم عشر).
3- الإجماع:
• أجمعت الأمة على أن هذا القرآن الذي لا تصح الصلاة الا به هو كلام الله غير مخلوق.
• ولما زعمت المعتزلة بأنه مخلوق؛ لم يكن اختلافهم في هذا الموجود دون ما في نفس الباري مما لا يدرى ما هو ولا نعرفه.
• ولما أمر الله سبحانه بترتيل القرآن في قوله:{ورتل القرآن ترتنيلا}؛ لم يفهم منه المسلمون إلا هذا القرآن الموجود.
• ولما زعم الوليد بقوله:{إن هذا إلا قول البشر}؛ إنما أشار إلى هذا النظم, فتوعده الله عز وجل فقال {سأصليه سقر}.
• ولما قالوا :{لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه}؛إنما أشاروا إليه.
• ولما قالوا :{إن هذا إلا أساطير الأولين}؛ لم يعنوا غيره.
ولو لم يكن هذا النظم قرآنا لوجب ان تبطل الصلاة به لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن), فعلى قولهم تكون قراءة القرآن مبطلة للصلاة!
سادسا: الرد على قولهم:(كيف قلتم إن القرآن حروف ولم يرد في كتاب ولا سنة ولا عن أحد من الأئمة):
1- قد ثبتنا ان القرآن هو هذه السور والآيات, ولا ينكر عاقل بأنها حروف ولا يختلف عاقلان في أن {الحمد} خمسة أحرف, وقد افتتح الله تعالى كثيرا من سور القرآن بالحروف المقطعة مثل {الم} و {الر}.
2- لا خلاف في أنه يجوز أن يقال إن القرآن مائة واربع عشرة سورة, ولم يرد لفظ في ذلك في كتاب ولا سنة.
3- ثبت مجيء لفظ (الحرف) في السنة ,وأقوال الصحابة, وإجماع الأمة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:( من قرأ القرآن وأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات...) الحديث, وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(اقرأوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه إقامة السهم لا يجاوز تراقيهم), وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :(من حلف بالقرآن فعليه بكل حرف كفارة), واتفق أهل الأمصار من أهل الحجاز والعراق والشام على عدد حروف القرآن فعدها كل أهل مصر وقالوا عددها كذا وكذا, وغيرها مما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن الصحابة والسلف.
4- أول من أنكر هذه اللفظة هو الأشعري, وقد كان إجماع المسلمين على خلاف قوله, فلا تأثير لقوله عند أهل الحق, ولا تترك الحقائق وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة لقول الأشعري .
سابعا:الرد على قولهم:(قلتم إن الله يتكلم بصوت ولم يأت كتاب ولا سنة):
أولا: ورد به الكتاب, قال الله تعالى {وكلم الله موسى تكليما}, وقوله تعالى :{وإذ نادى ربك موسى} ولا خلاف أن موسى سمع كلام الله من الله بغير واسطة ولا يسمع إلا الصوت.
ثانيا: ورد به السنة, فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:( إن الله يجمع الخلائق فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمع من قرب أنا الملك أنا الديان).
ثالثا: أجمع السلف على ذلك, فقد ذكر عبد الله بن أحمد انه قال: سالت ابي فقلت : يا ابه إن الجهمية يزعمون ان الله لا يتكلم بصوت,: كذبوا إنما يريدون على التعطيل.
ثم روى قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال : إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء.
رابعا: إن قالوا:( الصوت لا يكون إلا من هواء بين جرمين)؛ يجاب عليهم كما جاء سابقا بإن هذا قياس منهم لله سبحانه على خلقه, وتشبيه له بعباده, ويلزمهم كذلك طرد هذا الكلام على باقي الصفات, وهم لا يفعلون ذلك.\
ثامنا: الرد على قولهم:(ما في الكتاب إلا الحبر والورق):
1- إن كانت كما زعموا فلم لا يمس المصاحف الا المطهرون, فلم يقل أحد أن المحدث يمنع من مس حبر ولا ورق.
2- تجب الكفارة على الحالف بالمصحف إذا حنث.
3- يلزم من قولهم التسوية بين المصحف وبين ديوان ابن الحجاج لأنه إذا لم يكن بين كل واحد منهما غير الحبر والورق فقد تساويا فيجب تساويهما في الحكم.
4- قولهم خالف ما في الكتاب والسنة وإجماع الأمة: فقد قال تعالى:{فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين} فأقسم الله عز وجل أنه قرآن كريم في كتاب مكنون, وقال صلى الله عليه وسلم:(لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن تناله أيديهم).
تاسعا: الرد على قولهم:(أن الكفارة وجبت على الحالف بالمصحف إذا حنث لاعتقاد العامة أن فيه كلام الله):
1- اتفق المسلمون كلهم على أن من حلف به فحنث فعليه الكفارة, ولا تجب الكفارة بالحلف بمخلوق.
2- هذا الحكم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم, لم يتجدد الآن.
3- إن أقر أن عامة أهل عصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا يعتقدون أن فيه كلام الله تعالى, وأقرهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصوبهم فيه,فهو الحق الذي لا شك فيه ولا يحل خلافه.
• إن قال إنهم كانوا يعتقدون ذلك ولم يعلم بهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكيف علم هو؟ وكيف علم هو من أحوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اعتقاداتهم ما يخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أظهرهم؟!
• ثم يقال له: هل كانوا مصيبين في اعتقادهم أو مخطئين؟
فإن كانوا مخطئين؛ فقد اعتقد ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ضلالا ومن بعدهم, وأنه هو أصاب بمخالفتهم.
وهذا إقرار بأن مقالته بدعة حادثة خالف بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين بعدهم.
وإن زعم أن أهل عصر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يعتقدون هذا وإنما حدث بعدهم؛ فلِمَ يثبت هذا الحكم في عصرهم؟
ولمَ وجبت الكفارة على الحالف بالورق والحبر؟!
ولا خلاف بين المسلمين أنه لا تجب كفارة بالحلف بورق ولا حبر ولا مخلوق
- الاحتجاج بكمال بلاغ النبي صلى الله عليه وسلم وكمال بلاغ الصحابة:
• أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بإظهار الدين والدعاء اليه وتبليغ ما أنزل عليه, فقال تعال:ى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.
• توعده الله سبحانه على إخفاء شىء منه بقوله :{وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} .
• يلزم من كلام الأشاعرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أوهم أمته خلاف الحق الذي جاءت به الأشاعرة, مع أنه اشفق على أمته من أن يعلمه الله حقا ويأمره بتبليغه فيكتمه عنهم حتى يضلوا عنه.
• إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كتمه؛ فمن الذى بلغه إلى الصحابة حتى اعتقدوه ودانوا ثم وصل إلى الأشاعرة؟!
• إن كان الصحابة رضوان الله عليهم قد تواطؤوا على كتمانه؛ فمن الذي نقله إلى التابعين حتى اعتقدوه؟!
• يلزم من هذا كله أن الحق خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وعلى أصحابه والتابعين بعدهم , وعلى الأئمة الذين مهدوا الدين واقتدزا بسلفهم واقتدوا بهم من بعدهم, وغطي عنهم الصواب ولم يتبين لهم الصحيح إلى أن جاء الأشعرفي فبينه وأوضح ما خفي على النبي صلى الله عليه وسلم وأمته وكشفه!
• يلزم من هذا أن تكون شريعتهم غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم, ودينهم غير دين الإسلام, لأن دين الإسلام هو الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, وهذا إنما جاء به الأشعري .
إن رضوا هذا واعترفوا به خرجوا عن الإسلام بالكلية.
- غربة الدين:
• انتشار هذه البدعة مع ظهور فسادها.
• قال عليه الصلاة السلام:( بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ ,ثم جمع بينهم في أن لهم طوبى فقال فطوبى للغرباء).
• كثرة أهل البدع وسلطانهم وقلة هل السنة, وقد جاء في خبر يأتي على الناس زمان يكون المتمسك بدينه كالقابض على الجمر.
• الكثرة لا تعني الحق.
• لا تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرة منصورة, لذا لما وقعت الفتنة ,وظهرت المعتزلة, ودعوا إلى القول بخلق القرآن؛ ثبت أهل الحق حتى قتل بعضهم وحبس بعضهم وضرب بعضهم , إلى أن كشف الله تعالى تلك الفتنة وازال تلك المحنة وقمع أهل البدعة.