دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > علوم الحديث الشريف > الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1431هـ/10-05-2010م, 01:08 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب متى يستحب الجلوس للإسماع وسن المحدث ومتى يمتنع

باب متى يستحب الجلوس للإسماع وسن المحدث ومتى يمتنع
قالَ القاضِي عِيَاض بن مُوسى بن عِيَاض اليَحْصُبي (ت: 544هـ): (اعلم أن السماع من المسلم البالغ العدل العاقل الضابط لما سمعه العارف به حين أدائه صحيح متفق عليه ؛لكنه اختلف اختيارات أهل هذا الشأن متى يستحب الانتصاب لهذا والتصدر له إما لأجل كمال عقله واجتماع أشده وانتهاء كهولته ووقت سمته ,أو لتوفي أشياخه ومزاحمته من أخذ عنه كما أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ _من كتابه_ قال :أخبرنا أبو الحسن الصيرفي البغدادي قال: أخبرنا أبو الحسن الفالي ,أخبرنا ابن خربان ,أخبرنا ابن خلاد ,أخبرنا أبي, أخبرنا إبراهيم بن أبي العنبس, أخبرنا الحسين بن قتيبة قال: قال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة مالك : (لا تحدث). فقال : (أما وأنت حي فلا ).
قال ومر الثوري على شاب يحدث فقال: ( اللهم لا تقل حياتي ).
قال القاضي أبو محمد بن خلاد : (والذي يصح عندي من طريق الأثر والنظر في الحد الذي إذا بلغه الناقل حسن به أن يحدث استيفاء الخمسين ؛لأنها انتهاء الكهولة وفيها مجتمع الأشد ).قال الشاعر
(أخو خمسين مجتمع أشدي ... ونجذني محاولة الشئون)
قال: ( وليس ينكر أن يحدث عند استيفاء الأربعين؛ لأنها حد الاستواء ومنتهى الكمال وفيها بعث النبي صلى الله عليه وسلم ).
قال القاضي الإمام المؤلف رضي الله عنه :
(واستحسانه هذا لا يقوم له حجة بما قال وكم من السلف المتقدمين ,ومن بعدهم من المحدثين من لم ينته إلى هذا السن ولا استوفى هذا العمر ومات قبله وقد نشر من الحديث والعلم ما لا يحصى ,
هذا عمر بن عبد العزيز توفي ولم يكمل الأربعين ,وسعيد بن جبير لم يبلغ الخمسين ,وكذلك إبراهيم النخعي ,وهذا مالك بن أنس قد جلس للناس ابن نيف وعشرين وقيل :
2 - ونافع ومحمد بن المنكدر وغيرهم
وقد سمع منه ابن شهاب حديث الفريعة ,وتوفي ابن شهاب سنة أربع وعشرين ومائة وسن مالك حين موته نحو الثلاثين وحديث ابن شهاب عنه قبل هذا ,وكذلك محمد بن إدريس الشافعي قد أخذ عنه العلم في سن الحداثة ,وانتصب لذلك في آخرين من أئمة المتقدمين والمتأخرين .
وقد أنشد بعض البغداديين :
(إن الحداثة ... لا تقصر بالفتى المرزوق ذهنا)
(لكن تذكي قلبه ... فيفوق أكبر منه سنا) .
وقال القاضي أبو محمد: ( فإذا تناهى العمر فأحب إلى أن يمسك في الثمانين؛ لأنه حد الهرم والتسبيح والذكر وتلاوة القرآن أولى بأبناء الثمانين إلا من كان ثابت العقل مجتمع الرأي محتسبا في الحديث فأرجو له خيرا ).
قال القاضي الإمام المؤلف رضي الله عنه :
والحد في ترك الشيخ التحديث التغير وخوف الخرف وإلا فأنس ابن مالك وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حمل عنهم وحدثوا وقد تيقوا على هذا العدد وقارب كثير منهم المائة وبلغها بعضهم ونيف عليها كعبد الله بن أبي أوفى وواثلة بن الأسقع وسهل بن سعد الساعدي وأبي الطفيل الكناني ,وكذلك من بعدهم من التابعين وأئمة المسلمين قد بلغ كثير منهم الثمانين وأكثر من ذلك وماتوا وهم يحدثون و,كانوا يرون ذلك من أفضل أعمالهم والناس من أقطار الأرض يرحلون إليهم من المتقدمين والمتأخرين كمالك بن أنس توفي وهو ابن نحو من سبع وثمانين وقيل أكثر من هذا
وعطاء بن أبي رباح توفي وهو ابن ثمان وثمانين ,والليث بن سعد نيف على ثمانين ,وكذلك عطاء الخراساني ومجاهد والسبيعي وابن عيينة وسليمان بن حرب وأبو عمرو بن العلاء في عدد كثير ,وشريك بن عبد الله توفي وقد نيف على المائة ,وكذلك القاضي شريح وعلي بن الجعد توفي وهو ابن ست وتسعين ,والأصمعي ومعمر بن المثنى توفيا وقد قاربا المائة ,و أبو القاسم البغوي توفي وهو ابن نحو مائة سنة
وأبو إسحاق الهجيمي حدث وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين
فيمن لا يتعد من أهل الشرق والغرب وهلم جرا إلى من عاصرناه ولقيناه ممن بلغ هذه الأعمار ولم تنقطع الرحلة إليه من الأقطار .
حدثنا أبو عامر بن إسماعيل ,أخبرنا أبن قاسم ,أخبرنا ابن عباس ,أخبرنا أبو القاسم الغافقي, أخبرنا الذهلي أبو طاهر ,أخبرنا جعفر ,أخبرنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول :
(ما أدركت أحدا إلا وهو يخاف هذا الحديث إلا مالك بن أنس وحماد بن سلمة فإنهما كانا يجعلانه من أعمال البر ).
وقال : (مالك إنما يخرف الكذابون ).
وكان أبو إسحاق الهجيمي رأى في منامه أنه قد تعمم ودور على رأسه مائة وثلاث دورات فعبر له أنه يعيش سنين بعددها فحدث بعد بلوغه المائة وقرأ عليه القارئ يوما :
(إن الجبان حتفه من فوقه ... كالكلب يحمي جلده بروقه) .
وأراد اختبار حسه وصحة ذهنه فقال له الهجيمي: قل الثور يا ثور فإن الكلب لا روق له ففرح الناس بصحة عقله وجودة حسه .
وإنما كره من كره لأصحاب الثمانين الحديث ؛لأن الغالب على من بلغ هذا السن اختلال الجسم والذكر وضعف الحال وتغير الفهم وحلول الخرف فحذر المتحري من الحديث في هذا السن مخافة أن يبدأ به التغير والاختلال فلا يفطن له إلا بعد أن جازت عليه أشياء .
وكان قاسم بن أصبغ محدث قرطبة وراويتها وشيخها يحدث وقد أسن وخنق التسعين ولا ينكر شيء من حاله فمر يوما في أصحابه ولقيهم حمل حطب على دابة فقال لأصحابه تنحوا بنا عن طريق الفيل فكان أول ما عرف من اختلال ذهنه وذلك قبل موته بنحو ثلاث سنين .
وقد قال الشاعر :
(إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان)
(وبدلتني بالشطاط الحنى ... وكنت كالصعدة نحت السنان)
(ولم تدع في لمستمتع ... إلا لساني وبحسبي لسان) .
وليست هذه الحالة باللازمة لكل من بلغها وقد اعترى ذلك من لم يبلغها.
أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد المقدسي قال: أنشدني الأمير أبو الفتيان بن حيوس الدمشقي لنفسه
(وقد قالت السبعون للهو والصبا ... دعا لي أسيري وانهضا حيث شئتما) .
هذه أكرمك الله فصول وأبواب انتخبناها في هذا الكتاب وأتينا منها بالمحض اللباب مما يحتاج إليه طالب علم الحديث في طلبه ويلتزمه من وظائفه وآدابه ويضطر إليه في علم مآخذه ومبادئه وأتينا في ذلك من المعقول والمنقول ما يعترف المنصف بالإجابة فيه . [الإلماع: ؟؟]


التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبي, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
متى يجب الإمساك على الصائم، ومتى يحل له الفطر عبد العزيز الداخل دورة أحكام الصيام 0 16 شعبان 1430هـ/7-08-2009م 09:44 AM


الساعة الآن 12:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir