دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى طلاب المتابعة الذاتية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ربيع الأول 1438هـ/16-12-2016م, 07:04 PM
مريم يوسف عمر مريم يوسف عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 83
افتراضي إجابتي على المجلس

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
السؤال الأول: أجب عما يلي:
1: ما معنى الاستفهام في قول الله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية}

هو استفهام صوري ، ليدل على أهمية الخبر بعد الاستفهام، والتأكيد على أن يا محمد قد أتاك خبر الغاشية، وهي التي تغشىالخلائق من هولها.
2: ما سبب تسمية العقل حِجراً؟
الحجر بمعنى المنع ، و أطلق على العقل لفظ حجراً لأنه يمنع صاحبه من فعل ما لايليق به من قول وعمل، كما يمنع حجر البيت الطائفين من الالتصاق بجداره، ويطلق مصطلح الحجر على منع الحاكم لأحد من حاشيته أن يقوم بتصرف معين. فالحجر بمعنى المنع والحد.
3: بيّن متعلّق الأفعال في قول الله تعالى: {الذي خلق فسوّى والذي قدر فهدى}
متعلق الخلق هو (الخليقة) ، ومتعلق الفعل سوى هو أن سوى (كل المخلوقات بأحسن هيئات).
ومتعلق التقدير هو ( مقادير الخلائق وأقدارهم) فهدى (الخلائق لما قدر لها من سعادة أو شقاء).
السؤال الثاني: بيّن المراد بما يلي: [ مع ذكر الأقوال والترجيح في مسائل الخلاف]
1: مرجع اسم الإشارة في قول الله تعالى : {إن هذا لفي الصحف الأولى}
ورد في مرجع اسم الإشارة عدة أقوال ، ومنها:
1- أنها كل الآيات التي في سورة الأعلى. ذكره ابن كثير عن ابن عباس ، وذكره السعدي.
2- أن قصة هذه الصورة في الصحف الأولى، ذكره ابن كثير عن أبو العالية.
3- وقيل أن اسم الإشارة يعود ل قوله تعالى : ((قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى بل تؤثرون الحياة الدّنيا والآخرة خيرٌ وأبقى)) أي أن مضمون هذا الكلام موجود في الصحف الكبرى، ذكره ابن كثير والأشقر، وقد رجحه ابن جرير أنه القول الأرجح و الأحسن بين الأقوال والله أعلم.
2: الشفع والوتر
أورد ابن كثير في الشع والوتر عدة أقوال:
الأول: أنّ الوتر يوم عرفة؛ لكونه التّاسع، وأنّ الشّفع يوم النّحر؛ لكونه العاشر. وذكره عكرمة وابن عباس والضحاك.
الثاني: الشّفع يوم عرفة، والوتر ليلة الأضحى.
الثالث: الشفع قول الله عزّ وجلّ: {فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه}، والوتر قوله: {ومن تأخّر فلا إثم عليه}. وهو ينطبق على من قال أن أن الشفع: أوسط أيام التشريق، والوتر: آخر أيام التشريق.
الخامس: الخلق كلّهم شفعٌ ووترٌ، أقسم تعالى بخلقه.
السادس: الشفع: صلاة الغداة، والوتر: صلاة المغرب.
السابع: الشّفع: الزّوج، والوتر: الله عزّ وجلّ.
الئامن : أن الشفع والوتر هما الذكر والأنثى.
التاسع: العدد؛ منه شفعٌ ومنه وترٌ. وهذا ينطبق على قول أبو العالية ووالربيع وغيرهما إذ قالوا أن الصلاة قد تكون شفع كالظهر والعشاء ، وقد تكون وتر كالمغرب، وصلاة آخر الليل.
أورد الأشقر في الشفع والوتر قولان:
4- فالشَّفْعُ: الزَّوْجُ، والوَتْرُ: الْفَرْدُ مِن كُلِّ الأَشْيَاءِ،
5- وَقِيلَ: الْمُرَادُ بالشَّفْعِ: يَوْمَا التَّشْرِيقِ الأَوَّلُ وَالثَّانِي، اللَّذَانِ يَجُوزُ التَّعَجُّلُ فِيهِمَا، والوَتْرُ: الْيَوْمُ الثَّالِثُ.وقد ذكره ابن كثير أيضاً.
ولم يجزم ابن جريرٍ بشيءٍ من هذه الأقوال في الشفع والوتر.
3: إرم
أورد ابن كثير عدة أقوال في (إرم):
أولاً: إرم أمّةٌ قديمةٌ.أي عاداً الأولى. وهذا قد ذكره الأشقر أيضاً
ثانياً: إرم بيت مملكة عادٍ.وهو قول حسنٌ جيدٌ قوي.
ثالثا: قبيلةً أو بلدةً كانت عادٌ تسكنها.
رابعاً: إرم في اليمن . ذكره السعدي.
خامسأً: هُوَ جَدُّهُمْ ذكره السعدي.
سادساً: مَدِينَةُ دِمَشْقَ أَوْ مَدِينَةٌ أُخْرَى بالأَحْقَافِ. ذكره الأشقر.
والراجح على كلّ الأقوال، سواءٌ كانت العماد أبنيةً بنوها، أو أعمدة بيوتهم للبدو، أو سلاحاً يقاتلون به، أو طول الواحد منهم - فهم قبيلةٌ وأمّةٌ من الأمم، وهم المذكورون في القرآن في غير ما موضعٍ. والله أعلم.

4: التراث
1- أنه الميراث. ذكره ابن كثير
2- المالَ المخلفَ. ذكره السعدي
3- أموال اليتامى النساء والضعفاء. ذكره الأشقر
والراجح أنها أموال اليتامى والمساكين ، إذ أن قال تعالى في الآية التي قبلها ( ولا تحااضون على طعام المسكين )، والله أعلم.
السؤال الثالث: فسّر باختصار الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {فذكّر إن نفعت الذكري . سيذكر من يخشى . ويتجنبها الأشقى}

تدل الآية على أدب من آداب نقل العلم ، ألا وهو أن يكون الحث و الهداية و التذكرة لمن هم أهل له، وإنْ لمْ تنفعِ الذكرى، بأنْ كانَ التذكيرُ يزيدُ في الشَّرِّ، أو ينقصُ منَ الخِير فأنت منهيّاً عنها. فإن من يخشى الله ويخاف عقابه ويرجو ثوابه سيذكر و تنفعه الذكرى ويهتدي ويتوب إلى ربه جل وعلى ، فإن الخشية توجب على العبد اجتناب المعاصي واتباع الهدايو والطاعات، وإن الأشقى التعيس المكابر (البعيد المطرود من رحمة الله ) سيتجنب الدعوة و يصم آذانه عنها فلا ينتفع بها ، فسيصلى نار جهنم و بئس المصير.
2: قول الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) }
في الآيات بيان لطبيعة الإنسان والنفس البشرية وضعفها، وأنها لا تعلم عاقبة الأمور، ولا تظن أن ما وقعت فيه من حالة هو زائل وليس مستمراً ، فالحياة الدنيا سميت دنيا لأنها ناقصة دنيئة ، فإذا أكرم الله تعالى عباداً و أنعمه ورزقه فهذا لعلو قدره، وإن قدر عليه رزقه و أفقره فهذا إهانة له. فيرد الله على عباده بكلا ، ليس كل من وسع عليه في رزقه قريب من الله عالي القدر عنده ، ولا كل من فقر و قدر عليه رزقه مهان عند الله ، وإنما هذه الدنيا ابتلاء واختبار ، ليرى من يشكر فيجزى حسن الثواب والجنة ـ ومن يكفر يصلى ناراً وعقابا.
والمؤمن الحقيقي الكرامةُ عِنْدَهُ أَنْ يُكْرِمَهُ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ، وَيُوَفِّقَهُ لِعَمَلِ الآخِرَةِ، والإهانةُ عِنْدَهُ أَلاَّ يُوَفِّقَهُ اللَّهُ للطَّاعَةِ وَعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَيْسَ سَعَةُ الدُّنْيَا كَرَامَةً، وَلَيْسَ ضِيقُهَا إِهَانَةً، وَإِنَّمَا الغِنَى اخْتِبَارٌ للغَنِيِّ هَلْ يَشْكُرُ، وَالفَقْرُ اخْتِبَارٌ لَهُ هَلْ يَصْبِرُ
السؤال الرابع: استخرج الفوائد السلوكية من الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {قد أفلح من تزكى}

المؤمن الحقيقي هو من يتزكى ، والتزكي يشمل عدة أوجه:
فالمؤمن يزكي نفسه ويطهرها من الشرك .
ويتزكى بالتقرب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات.
ويزكي نفسه ويطهرها من حب الدنيا، فيقدم زكاة أمواله وصدقتها ، حباً لله و إيماناً بأن هذا الرزق منه جل وعلا، ليس مما كسبته أيدينا.
وهو الفائز بأن طهرت نفسه من الدنيا وشركها ومظالمها.
فمن تزكى قد فاز وأفلح برضوان ربه جل وعلى ، و حقق هدفه من الدنيا وما فيها وكسب الآخرة و نعيمها وفاز بالجنة و حسن المآب.
2: قول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)}
الأنسان تعرض عليه صحائف أعماله يوم القيامة ، فيتذكر ما قدر من أعمال سيئة و معاصي، و قد كان تذكره هذا متأخراً إذ أن الذكرى لن تنفعه ، فقد فات الأوان.
يوم القيامة يوم حسرة وندم لك عاصٍ ومذنب، إذ تعرض الأعمال ، فلا شفاعة تنفع ولا ندم ينفع. فتأكل الناس حسرتهم على ما أضاعوا من أوقات ، وعلى ما تركوا من طاعات ، وعلى ما اقترفت أيديهم من ذنوب ومعاصٍ في حق الله وحق أنفسهم ، فيتمنوا لو يرجعوا ليغيروا مما عملوه من أعمال سيئة.
المؤمن الحقيقي هو من يضع نصب عينيه مخافة الله تعالى، فيقدم على الطاعة والعبادة واستغلال الوقت بالتجميع لآخرة ، حتى لا يندم على ما فاته حين لا ينفع الندم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ربيع الأول 1438هـ/19-12-2016م, 01:18 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم يوسف عمر مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
السؤال الأول: أجب عما يلي:
1: ما معنى الاستفهام في قول الله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية}

هو استفهام صوري ، ليدل على أهمية الخبر بعد الاستفهام، والتأكيد على أن يا محمد قد أتاك خبر الغاشية، وهي التي تغشىالخلائق من هولها.
2: ما سبب تسمية العقل حِجراً؟
الحجر بمعنى المنع ، و أطلق على العقل لفظ حجراً لأنه يمنع صاحبه من فعل ما لايليق به من قول وعمل، كما يمنع حجر البيت الطائفين من الالتصاق بجداره، ويطلق مصطلح الحجر على منع الحاكم لأحد من حاشيته أن يقوم بتصرف معين. فالحجر بمعنى المنع والحد.
3: بيّن متعلّق الأفعال في قول الله تعالى: {الذي خلق فسوّى والذي قدر فهدى}
متعلق الخلق هو (الخليقة) ، ومتعلق الفعل سوى هو أن سوى (كل المخلوقات بأحسن هيئات).
ومتعلق التقدير هو ( مقادير الخلائق وأقدارهم) فهدى (الخلائق لما قدر لها من سعادة أو شقاء).
السؤال الثاني: بيّن المراد بما يلي: [ مع ذكر الأقوال والترجيح في مسائل الخلاف]
1: مرجع اسم الإشارة في قول الله تعالى : {إن هذا لفي الصحف الأولى}
ورد في مرجع اسم الإشارة عدة أقوال ، ومنها:
1- أنها كل الآيات التي في سورة الأعلى. ذكره ابن كثير عن ابن عباس ، وذكره السعدي.
2- أن قصة هذه الصورة/ السورة في الصحف الأولى، ذكره ابن كثير عن أبو العالية. نجمع بين هذا القول والقول الأول.
3- وقيل أن اسم الإشارة يعود ل قوله تعالى : ((قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى بل تؤثرون الحياة الدّنيا والآخرة خيرٌ وأبقى)) أي أن مضمون هذا الكلام موجود في الصحف الكبرى، ذكره ابن كثير والأشقر، وقد رجحه ابن جرير أنه القول الأرجح و الأحسن بين الأقوال والله أعلم. هو اختيار ابن جرير ووافقه ابن كثيرعلى ذلك؛ وقال أنّه اختيار حسن قوي .
2: الشفع والوتر
أورد ابن كثير في الشفع والوتر عدة أقوال:
الأول: أنّ الوتر يوم عرفة؛ لكونه التّاسع، وأنّ الشّفع يوم النّحر؛ لكونه العاشر. وذكره عكرمة وابن عباس والضحاك.
الثاني: الشّفع يوم عرفة، والوتر ليلة الأضحى.
الثالث: الشفع قول الله عزّ وجلّ: {فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه}، والوتر قوله: {ومن تأخّر فلا إثم عليه}. وهو ينطبق على من قال أن أن الشفع: أوسط أيام التشريق، والوتر: آخر أيام التشريق.
الخامس: الخلق كلّهم شفعٌ ووترٌ، أقسم تعالى بخلقه.
السادس: الشفع: صلاة الغداة، والوتر: صلاة المغرب.
السابع: الشّفع: الزّوج، والوتر: الله عزّ وجلّ.
الئامن : أن الشفع والوتر هما الذكر والأنثى.
التاسع: العدد؛ منه شفعٌ ومنه وترٌ. وهذا ينطبق على قول أبو العالية ووالربيع وغيرهما إذ قالوا أن الصلاة قد تكون شفع كالظهر والعشاء ، وقد تكون وتر كالمغرب، وصلاة آخر الليل.
أورد الأشقر في الشفع والوتر قولان:
4- فالشَّفْعُ: الزَّوْجُ، والوَتْرُ: الْفَرْدُ مِن كُلِّ الأَشْيَاءِ،
5- وَقِيلَ: الْمُرَادُ بالشَّفْعِ: يَوْمَا التَّشْرِيقِ الأَوَّلُ وَالثَّانِي، اللَّذَانِ يَجُوزُ التَّعَجُّلُ فِيهِمَا، والوَتْرُ: الْيَوْمُ الثَّالِثُ.وقد ذكره ابن كثير أيضاً.
ولم يجزم ابن جريرٍ بشيءٍ من هذه الأقوال في الشفع والوتر.
لا نكرر الأقوال بل نجمعها وننسب القول لأصحابه فقد فاتكِ نسبة بعض الأقوال.

3: إرم
أورد ابن كثير عدة أقوال في (إرم):
أولاً: إرم أمّةٌ قديمةٌ.أي عاداً الأولى. وهذا قد ذكره الأشقر أيضاً
ثانياً: إرم بيت مملكة عادٍ.وهو قول حسنٌ جيدٌ قوي.
ثالثا: قبيلةً أو بلدةً كانت عادٌ تسكنها.
رابعاً: إرم في اليمن . ذكره السعدي.
خامسأً: هُوَ جَدُّهُمْ ذكره السعدي.
سادساً: مَدِينَةُ دِمَشْقَ أَوْ مَدِينَةٌ أُخْرَى بالأَحْقَافِ. ذكره الأشقر.يجب أن نذكر تعليق ابن كثير على هذا القول .
والراجح على كلّ الأقوال، سواءٌ كانت العماد أبنيةً بنوها، أو أعمدة بيوتهم للبدو، أو سلاحاً يقاتلون به، أو طول الواحد منهم - فهم قبيلةٌ وأمّةٌ من الأمم، وهم المذكورون في القرآن في غير ما موضعٍ. والله أعلم.

4: التراث
1- أنه الميراث. ذكره ابن كثير
2- المالَ المخلفَ. ذكره السعدي المال المخلف والميراث قولان متفقان
3- أموال اليتامى النساء والضعفاء. ذكره الأشقر
والراجح أنها أموال اليتامى والمساكين ، إذ أن قال تعالى في الآية التي قبلها ( ولا تحااضون على طعام المسكين )، والله أعلم. لم يذكر المفسرون الراجح بين هذه الأقوال.
السؤال الثالث: فسّر باختصار الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {فذكّر إن نفعت الذكري . سيذكر من يخشى . ويتجنبها الأشقى}

تدل الآية على أدب من آداب نقل العلم ، ألا وهو أن يكون الحث و الهداية و التذكرة لمن هم أهل له، وإنْ لمْ تنفعِ الذكرى، بأنْ كانَ التذكيرُ يزيدُ في الشَّرِّ، أو ينقصُ منَ الخِير فأنت منهيّاً عنها. فإن من يخشى الله ويخاف عقابه ويرجو ثوابه سيذكر و تنفعه الذكرى ويهتدي ويتوب إلى ربه جل وعلى ، فإن الخشية توجب على العبد اجتناب المعاصي واتباع الهداية والطاعات، وإن الأشقى التعيس المكابر (البعيد المطرود من رحمة الله ) سيتجنب الدعوة و يصم آذانه عنها فلا ينتفع بها ، فسيصلى نار جهنم و بئس المصير.
2: قول الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) }
في الآيات بيان لطبيعة الإنسان والنفس البشرية وضعفها، وأنها لا تعلم عاقبة الأمور، ولا تظن أن ما وقعت فيه من حالة هو زائل وليس مستمراً ، فالحياة الدنيا سميت دنيا لأنها ناقصة دنيئة ، فإذا أكرم الله تعالى عباداً و أنعمه ورزقه فهذا لعلو قدره، وإن قدر عليه رزقه و أفقره فهذا إهانة له. فيرد الله على عباده بكلا ، ليس كل من وسع عليه في رزقه قريب من الله عالي القدر عنده ، ولا كل من فقر و قدر عليه رزقه مهان عند الله ، وإنما هذه الدنيا ابتلاء واختبار ، ليرى من يشكر فيجزى حسن الثواب والجنة ـ ومن يكفر يصلى ناراً وعقابا.
والمؤمن الحقيقي الكرامةُ عِنْدَهُ أَنْ يُكْرِمَهُ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ، وَيُوَفِّقَهُ لِعَمَلِ الآخِرَةِ، والإهانةُ عِنْدَهُ أَلاَّ يُوَفِّقَهُ اللَّهُ للطَّاعَةِ وَعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَيْسَ سَعَةُ الدُّنْيَا كَرَامَةً، وَلَيْسَ ضِيقُهَا إِهَانَةً، وَإِنَّمَا الغِنَى اخْتِبَارٌ للغَنِيِّ هَلْ يَشْكُرُ، وَالفَقْرُ اخْتِبَارٌ لَهُ هَلْ يَصْبِرُأحسنتِ بارك الله فيكِ، ونوصيكِ بذكر الآية في تفسيرك كما يفعل المفسرون، فلا يفوتكِ شيء من مسائل الآية .
السؤال الرابع: استخرج الفوائد السلوكية من الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {قد أفلح من تزكى}

المؤمن الحقيقي هو من يتزكى ، والتزكي يشمل عدة أوجه:
فالمؤمن يزكي نفسه ويطهرها من الشرك .
ويتزكى بالتقرب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات.
ويزكي نفسه ويطهرها من حب الدنيا، فيقدم زكاة أمواله وصدقتها ، حباً لله و إيماناً بأن هذا الرزق منه جل وعلا، ليس مما كسبته أيدينا.
وهو الفائز بأن طهرت نفسه من الدنيا وشركها ومظالمها.
فمن تزكى قد فاز وأفلح برضوان ربه جل وعلى ، و حقق هدفه من الدنيا وما فيها وكسب الآخرة و نعيمها وفاز بالجنة و حسن المآب.
2: قول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)}
الأنسان تعرض عليه صحائف أعماله يوم القيامة ، فيتذكر ما قدر من أعمال سيئة و معاصي، و قد كان تذكره هذا متأخراً إذ أن الذكرى لن تنفعه ، فقد فات الأوان.
يوم القيامة يوم حسرة وندم لك عاصٍ ومذنب، إذ تعرض الأعمال ، فلا شفاعة تنفع ولا ندم ينفع. فتأكل الناس حسرتهم على ما أضاعوا من أوقات ، وعلى ما تركوا من طاعات ، وعلى ما اقترفت أيديهم من ذنوب ومعاصٍ في حق الله وحق أنفسهم ، فيتمنوا لو يرجعوا ليغيروا مما عملوه من أعمال سيئة.
المؤمن الحقيقي هو من يضع نصب عينيه مخافة الله تعالى، فيقدم على الطاعة والعبادة واستغلال الوقت بالتجميع لآخرة ، حتى لا يندم على ما فاته حين لا ينفع الندم.

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
الدرجة :أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجالس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir